السبت - 28 شوّال 1446 هـ - 26 ابريل 2025 م

تعظيمُ العلوم العقليّة على حساب التزكية ودوره في الانحراف الفكريّ

A A

مَثَّلَ الاهتمام بالعلوم العقلية القائمة على النظر والفكر والرأي شهوةً فكريةً لدى ثلَّةٍ من المهتمين، وراحوا يتحدثون عن فكرة المعرفة، وعن اللذة الحاصلة بسبب تداول العلوم العقلية في كل واد وناد، وهذا التَّلذُّذُ لم يكن مصطنعا في أغلبه بل كان حقيقيا دافعه الانبهار والعُجب، في حين كانت المعاني السلوكية القائمة على تزكية النفس وكَفِّهَا عن الشهوات قد أخذت مقاعد الاحتياط من اهتمامهم الفكري، واعتبروها سلوكا شخصيا لا ينبغي طرحه في المجالس ولا تحديث الناس به، فكان ذلك سببا في التشاجر مع النصوص وردها لصالح ما اصطلح عليه بالعلوم العقلية، مما أدى بكثير منهم إلى اعتبار الكمال النفسي هو بحسب ما تَحَصَّل عليه الانسان من الإحاطة بالمعقولات والعلم بالمجهولات([1]).

فهيمن العقل الأداتي على الحياة العلمية مما أدى إلى نزع القداسة عن المعرفة، وَاخْتُزِلَتْ في دوافع القوة والهيمنة، فبعد أن كان قصد المعرفة هو الاتصال بالوحي ومعرفة الله إلا أنه تم توجيهها نحو مادية المعرفة، والاستدلالات البرهانية والالتحام بالحس، واعتبار كل ما هو خارج عنه أسطوري متروك لا قيمة له.

والأدهى والأمر أن يصرح بعض من يُحسب على الإسلام أهميةَ زحزحة مفهوم اللاهوتية وجعل الوحي إشكالية معرفية بعد أن كان بديهيا في السياقات الإسلامية([2]).

ويعظم الخطب إذا عرفنا نداءاتهم بالتأكيد على أهمية العلوم العقلية وضرورتها؛ للتحرر من مبدأ الفرقة الناجية، والأمم الهالكة الذي تؤكد عليه كتب الملل([3]).

وقد ناقش علماء الإسلام على ضوء أصول الوحي هذا الغلو المعرفي في العلوم الإنسانية وتفضيلها على الوحي، وبيَّنوا أن العلوم العقلية لا تكفي في الكمال  المعرفي، بل لا بد من العلوم الدينية، وكان ممن حاز قصب السبق في تبيين هذه القضية شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد بَيَّنَ بطلان المقدمة القاضية بحصر الكمال المعرفي والنفسي في هذه العلوم، فقال: “ونفس المقدمة الهائلة التي جعلوها غاية مطلوبهم وهو أن كمال النفس في مجرد العلم بالمعقولات مقدمة باطلة… ومن هنا جعلوا الشرائع مقصودها إما إصلاح الدنيا، وإما تهذيب النفس لتستعد للعلم، أو لتكون الشريعة أمثالاً لتفهيم المعاد في العقليات كما يقوله الملاحدة الباطنية؛ مثل أبي يعقوب السجستاني وأمثاله؛ ولهذا لا يوجبون العمل بالشرائع على من وصل إلى حقيقة العلم، ويقولون إنه لم يجب على الأنبياء ذلك، وإنما كانوا يفعلونه؛ لأنه من تمام تبليغهم الأمم ليقتدوا بهم في ذلك، لا؛ لأنه واجب على الأنبياء، وكذلك لا يجب عندهم على الواصلين البالغين من الأمة والعلماء.

ودخل في ذلك طائفة من ضُلال المتصوفة، ظنوا أن غاية العبادات هو حصول المعرفة، فإذا حصلت سقطت العبادات، وقد يحتج بعضهم بقوله: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين} [سورة الحجر:99].

ويزعمون أن اليقين هو المعرفة، وهذا خطأ بإجماع المسلمين أهل التفسير وغيرهم، فإن المسلمين متفقون على أن وجوب العبادات كالصلوات الخمس ونحوها، وتحريم المحرمات كالفواحش والمظالم لا يزال واجباً على كل أحد ما دام عقله حاضراً، ولو بلغ، وأن الصلوات لا تسقط عن أحد قط إلا عن الحائض والنفساء أو من زال عقله”([4]).

فهذا الادراك من ابن تيمية لخطر الفكرة وما جَرَّتْهُ من الانحرافات الفكرية والعقدية على معتنقيها، يدل على مدى عمقه في تصورها، فقد درس مظاهر الغلو فيها عند الباطنيين والصوفية، وكيف أوصلت الأوَّلين إلى الإلحاد، والباقين إلى إسقاط الشرائع جملة، وكل هذا مخالف لما عليه المسلمون.

بيد أنا لو تفطَّنا لهذا الأمر علمنا أنه لا يخص هذه الطوائف التاريخية، بل له امتدادات في عصرنا الحديث، فالمعظمون لما يسمُّونه بالعلوم العقلية أبدوا نوعا من عدم الانصياع للأحكام الشرعية، وكان لعدم الانصياع عدة مظاهر، منها:

  • الاستخفاف غير المبرر بالفكر التقليدي واعتقاد عدم فاعليته في المجتمع.
  • الوثوقية المفرطة وتهميش عمل أجيال من العلماء والفقهاء على مدى قرون طويلة.
  • إسقاط مفاهيم على النص لا تحتملها بنيته اللغوية([5]).
  • بل لم تزكِّهم علومهم ليكتموا القول بعدم الزامية التفسير النبوي، وأنه يعتبر تاريخيا لاندماجه في الأنماط لإنتاج المعنى داخل التاريخ([6]).
  • بل وصلوا إلى أقبح من ذلك حيث زعموا: أن النبي لم يكن واعيًا للقرآن بالدرجة الكافية، وإنما كان أمانة عنده بلغها للناس وأداها دون تأويل وأعطاهم مفاتيح عامة للفهم([7]).

وهذا الضلال في الفهم والزيغ في الطرح لم يكن له من داع غير الغلو في التفسير المادي وتعظيم العقل على حساب الشريعة، وجعله أداة وحيدة لتفسير النصوص لا تخضع لأي سلطة موضوعية، ولذلك نبه العلماء عند فشو هذه الظاهرة على خطر تضخيم هذه العلوم على حساب التزكية والتربية، وخطورة الابتعاد بالتفكير عن مفهوم العبادة والخشية وطلب مرضاة الله مما يجعله مجردا عن أي قصد نبيل.

فالمعظم للعلوم العقلية يتعامل مع النصوص ليستنتج معاني تختلف بالكلية عن مقاصد النصوص، وقد نبه شيخ الإسلام بن تيمية إلى أهمية العبادة في الكمال المعرفي فقال:” فنفس عبادة الله وحده ومحبته وتعظيمه هو من أعظم كمال النفس وسعادتها لا أن سعادتها في مجرد العلم الخالي عن حب وعبادة وتألهه”([8]).

كما بين أن الطريق الأفضل هو الجمع بين الطريقين لا تفضيل إحداهما على الأخرى فقال: “وكل واحد من طريقي النظر والتجرد: طريق فيه منفعة عظيمة وفائدة جسيمة، بل كل منهما واجب لا بد منه ولا تتم السعادة إلا به والقرآن كله يدعو إلى النظر والاعتبار والتفكر وإلى التزكية والزهد والعبادة.

وقد ذكر القرآن صلاح القوة النظرية العلمية والقوة الإرادية العملية: في غير موضع كقوله {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [سورة التوبة:33].

فالهدى كمال العلم ودين الحق كمال العمل كقوله: {أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَار} [سورة ص:45].

وقوله: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} [سورة المجادلة:22].

وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [سورة فاطر:10].

وفي خطبة النبي صلى الله عليه وسلم: (إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد)([9]). لكن النظر النافع أن يكون في دليل، فإن النظر في غير دليل لا يفيد العلم بالمدلول عليه، والدليل هو الموصل إلى المطلوب والمرشد إلى المقصود، والدليل التام هو الرسالة والصنائع. وكذلك العبادة التامة فعل ما أمر به العبد وما جاءت به الرسل، وقد وقع الخطأ في الطريقين من حيث: أخذ كل منهما أو مجموعهما مجردا في الابتداء عن الإيمان بالله وبرسوله”([10]).

ولذلك تجد في القرآن الذم لمن سلك أحد الطريقين دون الآخر، فقد ذم الله اليهود لاهتمامهم بالعلم وترك العمل، كما ذم النصارى بغلوهم في العمل على حساب العلم، فسمى الأولين مغضوبا عليهم وسمى الآخرين ضالين كما هو قول جمهور المفسرين في الآية([11]).

وقد كشف القرآن عن النَّزْوَةِ البشرية في الاعتزاز بالعلوم والفرح بها، وترك الحق لأجلها فقال: {فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [سورة غافر:83]. قَالَ مُجَاهِدٌ: إن الكفار الذين فرحوا بما عندهم من العلم، قالوا: نحن أعلم منهم لن نعذب ولن نبعث. وقيل: فرح الكفار بما عندهم من علم الدنيا”([12]).

وأرشد إلى أن الاغتباط والفرح ينبغي أن يكون بالعلوم الإلهية كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون} [سورة يونس:58].

كما أن القرآن يُعْلِى من قيمة الوحي على حساب الممتلكات الدنيوية، ويبين أن امتلاك الوحي بحد ذاته قيمة لا ينبغي الالتفات معها إلى أي عرض دنيوي، قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم ولاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين} [سورة الحجر: 88:87].

فالمعظمون للذهنيات يغيب عنهم البعد الغيبي والتوفيق الإلهي الذي يصاحب البحث عن الحقيقة، كما يستبعدون معاني ضرورية شرعا في معرفة الحقيقة، كالتوكل والاستعانة بالله عز وجل.

وغياب هذه المعاني عن حياة الباحث عن الحقيقة وممارسته العلمية سبب كل ضلال ومورد كل شر؛ ولذا تجد في القرآن من العقوبات الإلهية لغير الجادين في البحث عن الحقيقة صرف قلوبهم عن الحق، والطَّبْعِ عليها، ونفي استطاعة السمع قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِين} [سورة الأعراف:146].

وقال تعالى: {رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُون} [سورة التوبة:87].

وقال تعالى: {أُولَـئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُون} [سورة هود:20].

ولا يخفى على القارئ بعد كل ما تقدم خطرُ تعظيم الذِّهْنِيَّاتِ على حساب الشرع، فلو لم يكن فيها إلا تغييب معانٍ شرعية مقصودة للشارع؛ كالتوكل والاستعانة والحرص على طلب الحق والإذعان لله عز وجل، لكان ذلك كافيا في وضعها في موضعها، فكيف وقد جَرَّ تعظيم الذِّهْنِيَّاتِ ويلات على أصحابه، كان من أبسطها اتسام عطائهم المعرفي بالحيرة والشك والتناقض، وعدم الانضباط العلمي، مع ما صاحَبَ ذلك من انحراف فكري وانقلاب معياري على جميع الأدوات المعيارية لفهم الكون والحياة.

 

([1]) ينظر: أبكار الأفكار الآمدي (1/13).

([2]) ينظر: القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني محد أركون (ص17).

([3]) الفكر الأصولي واستحالة التأصيل محمد أركون (15).

([4]) درء التعارض بين العقل والنقل(3/270) بتصرف.

([5]) ينظر: النص الديني والتراث الإسلامي قراءة نقدية احميدة النيفر (ص115)

([6]) ينظر القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني محمد اركون (ص86).

([7]) الكتاب والقرآن لمحمد شحرور (ص 60_61).

([8]) الصفدية (2/234).

([9]) مسند أحمد (15026).

([10]) الفتاوى (ص 59_60).

([11]) ينظر تفسير ابن كثير (1/40) وأضواء البيان (1/20).

([12]) تفسير القرطبي (15/363).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017