الأحد - 16 رمضان 1446 هـ - 16 مارس 2025 م

نبذة عن حياة الشيخ الداعية إبراهيم بن حمّو بَرْيَاز رحمه الله

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

 

 

الحمد لله ذي العزة والجبروت، كتب أن كل من عباده سيموت، والصلاة والسلام على خير البرية، المبعوث رحمة للبشرية..

أما بعد: فإننا نعزي أنفسنا في مصابنا الجلل وهو موت الشيخ المربي أبي يونس إبراهيم برياز -رحمه الله- والذي قضى معظم حياته في الدعوة إلى الله وتوحيده، والتمسك بسنة سيد الأولين، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وسنسلط الضوء على صفحات من حياة هذا الشيخ الفاضل لتكون عزاءنا في فقده، ونبراسا ينير لنا الطريق لنثبت -بإذن الله تعالى- على ما كان يتحلى به هؤلاء الأخيار من صبر وجلد على طلب العلم وتعليم الناس ومواجهة المتاعب والابتلاءات من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل، مسترخصين أنفسهم وأموالهم وأوقاتهم في سبيل إعلاء راية التوحيد والسنة، وما هذه الإشارات إلا تجسيد عملي لما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم، حتى لا يظن ظان أن زمن القدوات ولى وانقضى، بل يعتقد اعتقادًا جازمًا أن في الأمة خيرًا كثيرًا، وأن هذا الخير يظهر مرة تلو الأخرى، وأصل هذه الترجمة لقاء عقده الشيخ زكريا الساطع مع الشيخ إبراهيم برياز -رحمه الله- في السادس من رجب سنة 1438 هجرية بمدينة مراكش.

نسب الشيخ وولادته ونشأته:

هو الشيخ الداعية المربي أبو يونس إبراهيم بن حمو بَرْيَاز، ولد سنة (1931م) بقرية واكليم بإقليم تنغير ضمن جهة سوس ماسة درعة بالمغرب.

نشأ في أسرة فقيرة فلما قارب الخامسة عشر من عمره بدأ في حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ موح بن الحسن، ثم ذهب لزاوية لتحفيظ القرآن تسمى زاوية إسحاق فمكث فيها سنتين ونصفا، ثم انتقل لقرية تارموشت فمكث فيها سنة كاملة، ثم رحل إلى سرغين سنة كاملة عند الشيخ موح بن أيوب.

لقاؤه بالعلامة تقي الدين الهلالي -رحمه الله-:

تنقل الشيخ برياز بين قرى وأماكن شتى حتى انتهى به المطاف إلى مكناس حيث سكن في المدرسة الفيلالية، فدرس في مسجد الزيتونة ومسجد السيدة عيضة (مسجد لالة عيضة)، ثم دار مولاي هاشم ثم مدرسة ابن عاشر، ثم المعهد الأصيل التابع للقرويين. وفي هذه الآونة قدر الله له أن يلتقي بالعلامة تقي الدين الهلالي -رحمه الله- فلزم دروسه بالمسجد الكبير بمكناس سنة (1960م)، فأعجب به وبطريقته وعلمه، فصار يذهب معه إلى بيته ويحضر دروسه العامة والخاصة.

طريقته في الدعوة إلى الله تعالى:

ابتدأ دعوته إلى توحيد الله تعالى ونبذ الخرافة، حيث رأى ما يقوم به العوام من الطوام العظام والآفات الجسام: من الاستغاثة بالأموات والذبح لهم وشد الرحال إلى قبورهم والطواف بها… ويذكر الشيخ في هذا الصدد ما حصل له في قرية أوميشة حيث كانوا يعبدون قبرًا لشيخ أسود اللون، فلما مات بنوا على قبره ضريحًا تشد إليه الرحال، يسمونه ضريح (سيدي الشيخ)، وبجانبه قبر لابن أخته أيضًا، فعمد الشيخ برياز إلى كلبين أحدهما أسود سماه: سيدي الشيخ، والثاني أبيض سماه باسم ابن أخت الشيخ، فكان يطعمهما حتى ألفاه واستأنسا به فكان يناديهما: يا سيدي الشيخ ويا فلان بن فلان (اسم ابن أخت الشيخ المدفون بجوار خاله)، فحصل ذات يوم أن تقاتل كلبان آخران أمام الناس فاحتار الحاضرون في منهما وكان الشيخ حاضرا بينهم فنادى بأعلى صوته: يا سيدي الشيخ فجاءه الكلب الأسود، فقال الشيخ برياز: هذا الكلب الأسود أولى بالعبادة من صاحب القبر الذي تعبدونه لأنه استجاب لدعائنا ولم يستجب لنا صاحب القبر، فتنبه من شرح الله صدره للتوحيد، وغضب عليه عباد القبر ورفعوا عليه قضية عند السلطان، لكن الله تعالى حمى الشيخ إبراهيم من مكرهم وذلك أن السلطان كان غاضبا من التصرف السلبي لهؤلاء الماكرين حيث قاموا بخيانة وطنهم لصالح المستعمر الفرنسي وأبانوا عن عدم ولائهم لبلدهم، فاتخذها فرصة ليطردهم شر طرد.

ومثلها ما حصل له في مدينة خنيفرة حيث وشى به بعض من يعتقدون في القبور إلى حاكم المدينة وقدموا عارضة بها أحد عشر سؤالا يمتحنون فيه الشيخ برياز، فأجاب بأجوبة لم توافق أهواءهم، وطلب الشيخ برياز من الحاكم أن يستدعي العلامة الهلالي ويسأله عنها فإن خالفه حُق له أن يسجن، فجاء العلامة الهلالي من مكناس إلى خنيفرة، فلما اطلع على الأسئلة وأجوبة الشيخ برياز أقرها كلها، وقال للحاكم: لو ذهبتم بهذه الأسئلة إلى مصر لكانت أجوبتها كأجوبة الشيخ برياز. فانتصر العلامة الهلالي لتلميذه وخلصه من السجن. ورافقه إلى قرية القباب حيث كان العلامة الهلالي يلقي بها الدروس، ثم قرية مريرت.

وقد ابتلي الشيخ برياز مرة سنة (1966م) فسجن؛ وذلك أن صاحب أرض فلاحية اشتكى للشيخ من ضريح يوجد بقرب أرضه، يسمى ضريح (ابن عيسى)؛ حيث يزوره العوام ويخربون فلاحته ويضيعون محصوله الزراعي، فعزم الشيخ برياز برفقة صاحب الأرض بهدم هذا الضريح، فكانت عاقبته ان زج به في السجن لمدة أحد عشر شهرًا، كان يلقي فيها دروسًا في التوحيد ونبذ الشرك وعبادة القبور باللهجة المغربية وبالبربرية (الأمازيغية)، فلما بلغ خبره إدارة السجن عزلته في زنزانة منفردًا.

رحلته إلى المدينة النبوية:

كان العلامة الهلالي -رحمه الله- مدرسا بالجامعة الإسلامية في الوقت الذي سجن فيه الشيخ برياز، فلما قدم للمغرب وسمع بخبره زاره في السجن، فقص عليه الشيخ برياز ذات يوم ثلاث رؤى رآها في المنام؛ الأولى أنه سمع رجلا يقول: “إن السير في الجبال الوعرة يحتاج إلى صبر كبير”. يكررها ثلاث مرات.

والثانية: أنه رأى نفسه وهو في الطائرة ولم يكن رآها من قبل.

والثالثة: رأى أنه رجع إلى مدينة خنيفرة خطيبا في المسجد.

فلما سمع العلامة الهلالي ما قص عليه بشره بالخير.

ثم نقل خبره للعلامة ابن باز -رحمه الله- فحقق الله له رؤياه الصادقة، فبُشر بالقبول في الجامعة الإسلامية، وركب الطائرة سنة (1969م) لأول مرة متوجها للمدينة النبوية.

فمكث في المدينة ست سنوات: سنتين في مرحلة الثانوية، وأربع سنوات حصل فيها على البكالوريوس.

وخلال هذه الأعوام كان يقوم في كل من المسجد النبوي والمسجد الحرام بإرشاد الحجاج وتعليمهم، وكان ينتهز الفرص لدعوة أصحاب الطرق الصوفية ممن قدموا من المغرب خصوصًا لخبرته بأحوالهم ويفاجئهم بخبايا طقوسهم وعباداتهم المخالفة لدين الله تعالى، ويذكرهم بمقصدهم الذي أتوا من أجله وهو إخلاص العبادة لله وحده، فهدى الله تعالى على يديه الكثير منهم إلى عقيدة ومنهج السلف الصالح، بفضل الله تعالى ثم بفضل المنهج السلفي السائد في المملكة العربية السعودية.

شيوخه:

درس الشيخ إبراهيم برياز رحمه الله على أيدي ثلة من فضلاء العلماء، داخل الجامعة الإسلامية وخارجها، نذكر أشهرهم:

– الشيخ العلامة محمد تقي الدين الهلالي (ت 1407 هـ) -رحمه الله-، صاحب الفضل الكبير عليه -بعد الله تعالى- في نشر التوحيد ومحاربة الشرك والبدع.

– الشيخ العلامة عبدالعزيز ابن باز (ت 1420هـ) -رحمه الله-، حيث حضر دروسه في المدينة وبعض دروسه في الرياض والطائف، وكان يُحضر معه بعض الحجاج الوافدين من المغرب ومن أوربا، فرجع كثير منهم من الصوفية إلى التوحيد.

– الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (ت 1393هـ) -رحمه الله-، حيث حضر له دروسًا  في التفسير بالمسجد النبوي.

– الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني (ت 1420 هـ) -رحمه الله-، حضر دروسه عندما كان العلامة الألباني يأتي زائرا للمدينة النبوية، كما رافقه في رحلته من مراكش إلى طنجة بالمغرب سنة (1976م).

– الشيخ المحدث حماد الأنصاري (ت 1418هـ) -رحمه الله-، حيث كان يحضر دروسه ويتردد على مكتبته كثيرًا.

– الشيخ عطية محمد سالم (ت 1420 هـ) -رحمه الله-، درس عليه موطأ مالك، وبلوغ المرام.

– الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت 1421هـ) -رحمه الله-، حيث رحل إلى مدينة عنيزة للقائه وحضور دروسه.

عودته من المدينة النبوية:

بعد أن قضى الشيخ إبراهيم ست سنوات بالمدينة النبوية عاد إلى بلده المغرب يحمل هم الدعوة إلى الله تعالى وتوحيده، فحقق الله تعالى له رؤياه التي رآها داخل السجن؛ حيث اختير مدرسًا من قبل وزارة التربية والتعليم، وكتب الله له أن عُين في الثانوية الجديدة بمدينة خنيفرة، وأقام أعداؤه الأقدمون دعوة ضده ليصرفوه لمدينة أخرى، فما كان من الحاكم إلا أن رد دعواهم، وأخبره أن الشيخ برياز موظف رسمي من قبل الوزارة ولا يستطيع إبعاده. فانتهز الشيخ هذه المكانة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الدروس التي ألقاها:

– درس كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، لسليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب (المتوفى: 1233هـ).

– ودرس فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، لعبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب (المتوفى: 1285هـ).

– والفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، لمجموعة من المؤلفين.

– وشرح الواسطية.

– والأصول الثلاثة.

– ولمعة الاعتقاد.

– والكبائر للذهبي.

– والسنة للبربهاري.

– والدروس المهمة لعامة الأمة، لابن باز، باللغة العربية, واللهجة البربرية (الأمازيغية).

– كما له دروس بالبربرية في التوحيد والفقه.

وكلها مسجلة في أشرطة سمعية، وبعضها مرئي.

– كما له جهود دعوية ورحلات علمية إلى دول غربية: هولندا وفرنسا وبريطانيا.

رأيه في أعلام الدعوة النجدية:

– سئل عن الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- فقال: اتخذته شيخا لي ولو لم أكن معه، وكان يقول تبكيتا وتنكيتا لمن يصف السلفية بالوهابية: وقد استنتجت أن كل ما خلقه الله تعالى فهو وهابي، نسبة إلى الوهاب جل وعلا، فهو الوهاب المعطي!

– وقال عن العلامة ابن باز -رحمه الله-: لم أر مثله، وقد جمع الله تعالى له ثلاث ميمات: العلم والحلم والكرم، وهو موسوعة.

– وقال عن الشيخ الألباني: كل مجالس لا تخلو من فوائد علمية وحث على السنة.

– وأثنى على العلامة ابن العثيمين -رحمه الله- وأعجب بطريقته في التأليف وأثنى على مؤلفاته، كما أثنى على العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- وعلى أعلام السلفية، وقال: هؤلاء العلماء بارك الله تعالى في أعمارهم.

وفاته:

توفي الشيخ الداعية المربي إبراهيم برياز -رحمه الله- يوم الأربعاء 12 صفر 1439هـ الموافق لفاتح نونبر 2017م، ودفن بمدينة مكناس. وقد شيع جنازته جم غفير من طلابه ومحبيه، منهم الشيخ الدكتور محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة للقرآن والسنة بمراكش، وعلق على خبر وفاته قائلا: “بلغنا قبل لحظات موت أخينا فضيلة الشيخ الداعية أبي يونس إبراهيم برياز اليوم… وما علمناه إلا داعية للتوحيد والسنة.. اللهم اغفر له وارحمه.. وعافه واعف عنه.. وأكرم نزله ووسع مدخله.. واغسله بالماء والثلج والبرد.. ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017