الاثنين - 06 ذو الحجة 1446 هـ - 02 يونيو 2025 م

أثر الأخلاق في بقاء الأمم

A A

 

وإنما الأمم الأخلاقُ ما بَقِيَت

 

  فإن همو ذهبت أخلاقُهم ذهبوا

هذا البيت لأحمد شوقي رحمه الله لا يُمَثِّلُ حِكْمَة تسير بها الركبان ويتغنى بها الشيوخ والولدان وحسب، بل هو خلاصة لسُنَّة كونية من سُنَن التعاقب الحضاري على سيادة هذه الأرض، أو كما يُسَمِيه الفلاسفة المعاصرون: تفسير التاريخ، فأحمد شوقي بهذا البيت يلخص التفسير الأخلاقي لبقاء الحضارات وانحسارها،

فهو يرى أن الأمة بالمفهوم الأعم لها تبقى ما بقيت أخلاقها، وتذهب حين تذهب هذه الأخلاق، وهو رأي صحيح في فهم التاريخ يصدقه القرآن الكريم في أكثر من آية من كتاب الله -عزَّ وجلَّ- الذي يُعَبِّر عن الالتزام بالأخلاق بتعبيرات أدق وأكثر نفعا للإنسان، ومنها مصطلح التقوى، ويعبِّر عن الانحدار الأخلاقي بمصطلح أوسع وهو التكذيب، فيقول سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]، فذهاب الأمم هو ما تُعَبِّرُ عنه الآية بالأخذ، وتُعَبِّرُ عنه الآية بعدها بالإصابة {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأعراف: 100].

وَتُعَبِّر آيات أخر عن الأخلاق بالصلاح والإصلاح، وتعبُّر عن ذهاب الأخلاق بالفساد والإفساد والظلم {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} [هود: 116، 117]، فذهاب القرون الخالية هو بسبب استمرائهم للفساد وعدم نهيهم عنه، وأنهم لم يبق لهم أثر بسبب ذلك الظلم الذي ساقهم إليه التمادي في اتباع سُبُل الإتراف، وأن هلاك القرى لا يمكن أن يكون مع الإصلاح، وهُهنا نجد التعبير بالقُرى بدلًا من التعبير بالأمم أو القرون مع أن سياق الحديث عنهما؛ لأن الأصل في مدلول الأمة أو القرن أوسع من مدلول القرية، مع أن القرية قد تكون أمة، لكن ما يقع في الذهن مباشرة من الدلالة المرتبطة بالأمة أوسع بكثير مما يقع في الذهن مرتبطا بكلمة قرية، ولعل ذلك والله أعلم، مراعاة لما يُسميه الأصوليون مفهوم الأولى، فإذا كان الإصلاح يدفع الله به الإهلاك عن أهل القرى والإفساد يُوقِعُهم فيه، فمن باب أولى أن تسري السنةُ نفسُها في الأمة الأعظم في مدلولها من حيث العدد والمكانة.

وآيات أُخَر تٌعَبِّر عن زوال الأخلاق بالفسوق، وتُرتِّب عليه النتيجة نفسها، وهي الإهلاك: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء: 16].

وهذه الآية تنقلنا بشكل مباشر من الحديث عن السُّنَّة الكونية، أو ما يُسميه الفلاسفة المعاصرون: تفسير التاريخ، إلى الحديث عن الأسباب المباشرة التي تكون عادةً وراء نُقْلَة المجتمع حسب التعبير المعاصر، أو الأمة والقرن والقرية حسب التعبير القرآني، من مُعْتَنِقَة للأخلاق عاملةٍ بها إلى كافرةٍ بالأخلاق مُتَخلِّيةٍ عنها.

فهذه الآية تُشير إلى أحد الأسباب في هذا الانتقال، وهو الإتراف المؤدي إلى الإلقاء جانبًا بالأخلاق ومقتضياتها، والمراد بالمُتْرَفِين: المُنَعَّمون، وذلك لأن فيض النعمة على العبد كثيرًا ما يحمله على التساهل في أمر الله تعالى ونهيه، ويُصِيبُه بشيء من الكبر الحامل على قلة الخشية من الله وضعف الورع عن محرماته، كما قال عزَّ وجلَّ: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7]، كما أن المُنَعَّمِين هم غالب المتبوعون للناس في أخلاقهم وعوائدهم، فإذا فَسَدُوا أو فَسَقُوا حملوا المجتمعات على ذلك دون أمر منهم، ولكن بالانقياد الطَّبعِي للناس إلى ما عليه كبراؤهم، وهذا المعنى، أي: تعليق الانحراف بالترف ليس عابرًا في القرآن، بل مؤكد في عدة مواضع، منها الآية المتقدمة في سورة هود: {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [هود: 116]، وقوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 12، 13]، وقوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ} [المؤمنون: 33]، فالقرآن يؤكد غير مرة أن الترف سبب أغلبي لانحراف المجتمعات الأخلاقي.

ولذلك تأتي آيات كثيرة في القرآن الكريم تعالج ما يُمْكِن أن نُسَمِّيه السلوكَ الاقتصادي للعبد المسلم، فالله تعالى لا ينهى عن طلب المال، كما لا ينهى عن الغِنَى ولو كان عظيمًا جدًا، فلا توجد آية في كتاب الله تعالى ولا حديث نبوي ولا أثر يُحَدِّد سقفًا أعلى لما ينبغي أن يتوقف عنده الإنسان في حجم ما يملك من المال، بل يصفه الله -سبحانه- بأنه زينة الحياة الدنيا، كما أن الأبناء زينة لها أيضًا، لكنه يغرس في قلب العبد أنها وإن كانت من الزينة المباحة إلا أن ذكر الله تعالى وسائر أعمال الخير خَيْرٌ منها، وكذلك يغرس مفهوم كون هذه الأموال كما أنها زينة فهي فتنة، أي: مُهَيَّأة لصرف صاحبها إن لم يحذرها عن طريق الحق، فقال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46]، {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التغابن: 15].

هذا هو التَّهيِيئُ المعنوي لما ينبغي أن يكون عليه مفهوم المال في نفس العبد حتى لا يصل للترف المفضي إلى الاستهانة بالأخلاق ومن ثَمَّ هلاك الأمة.

وأيضا احتوى القرآن على تحديد آلِيَّة دقيقة للتعامل مع المال، فيجب أن يتولى العبد مسؤوليته العظيمة في الإنفاق على من سوى نفسه، وفي الوقت نفسه لا يتجاوز في إنفاقه حدًّا يوصله إلى فقدان ماله، أو الإساءة لسلوك المجتمع في التعامل مع المال؛ {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء: 26]، كما أوضحت هذه الآليةَ صورةً بديعةً لا نظير لها في الرسم البلاغي؛ {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].

إذًا فالمحافظة على أخلاق الأمة هي محافظة على بقائها ونجاتها من عقوبة الأخذ، لكن وجود أمم قد أضاعت أخلاقها دون أن تُصَاب بعقوبة الأخذ هذه قد يُحْدِثُ فتنةً لدى النفوس الضعيفة، فتحتج بمثل هذه الأمم على التهوين من خطورة التهاون مع ما يُطْلَقُ عليه زورًا الانفتاح الأخلاقي، لكن الأمر قد حَسَمه القرآن الكريم حين قال تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [آل عمران: 178]، فالسُّنَّةُ الكونيَّة قد تَتأَخَّر، لكنَّها لا تَتخَلَّف؛ لذلك حذَّر الله من الاغترار بتأخُّر السنة الكونية في الإهلاك بزوال الأخلاق، فقال: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الأنبياء: 44]، فسنة الله لا تتبدل؛ {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62].

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017