السبت - 21 شوّال 1446 هـ - 19 ابريل 2025 م

أثر الانحراف العقدي على القراءات القرآنية وتوجيهها

A A

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

وبعد: فإن القرآن الكريم هو الكتاب القويم، وهو الصراط المستقيم، وهو النور الذي تهتدي به العقول في ظلمات العماية، والروح التي تحيي القلوب من سكرات الغواية، من تمسَّك به أفلح وأنجح، ومن أعرض عنه أشوى وخبط خبطَ عشوَى، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء: 174]، وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15، 16]، وقال عز وجل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9].

فالقرآن المبين هو دستور المسلمين، منه يستمدّون عقائدهم، وعليه يبنون أحكامهم، وبه يقوِّمون سلوكهم، وهم في ذلك على مراتب متفاوتةٍ تفاوتَ إيمانهم، فمنهم القريب والبعيد، ومنهم الطَّيِّع والعنيد، وأسعدُ أهل الإيمان بهذا القرآن هم أهل السنة والجماعة، الذين أذعنوا له بالتسليم والطاعة؛ فآمنوا بمتشابهه، وعملوا بمحكمه، وحفظوا ألفاظه ومبانيَه، وأَثبتوا مقاصده ومعانيَه، ولم يعارضوه ببادي رأيهم وعقولهم، ولا قاوموه بحادي ذوقهم وميولهم، بل سلَّموا له تسليمًا، وخضعوا له احتكامًا وتحكيمًا، ولم يُعمِلوا فيه الأذواق والآراء بالتعطيل والتأويل، ولا معاول الأهواء بالتحريف والتبديل، خلافًا لكثير من أهل الأهواء والبدع الذين تأوَّلوه على غير تأويله، وقرؤوه على غير تنزيله؛ ليثبتوا عقائدهم الباطلة، وينصروا مذاهبهم العاطلة.

فأهل الأهواء والبدع بدل أن ينصاعوا للقرآن الكريم راموا انصياعه، وعِوضَ أن ينقادوا له طلبوا انقياده، حتى كان منهم من أحدث في قراءته حروفًا باطلة لم يُقرأ بها، فضلًا عن استغلال بعض القراءات الشاذة فيما يخدم مذاهبهم المحرَّفة وعقائدهم المزيَّفة.

والقراءات القرآنية سنَّة متَّبعة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إني سمعت القرَّاء فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما عُلِّمتم، وإياكم والاختلاف والتنطّع)([1])، وقال زيد بن ثابت: (القراءة سنة، فاقرؤوه كما تجدونه)([2])، وقال عروة بن الزبير: (إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرؤوه كما اقرئتموه)([3])، وقال محمد بن المنكدر: (قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأول)([4])، وقال عامر الشعبي: (القراءة سنة، فاقرؤوا كما قرأ أوَّلوكم)([5])، ونُقل هذا المعنى عن غير واحد من السلف.

والمقصود أن قراءة القرآن مبناها على الاتباع والانقياد، لا على الابتداع والاجتهاد؛ قال الطبري: “وغير جائز في القرآن أن يقرأ بكل ما جاز في العربية؛ لأن القراءة إنما هي ما قرأت به الأئمة الماضية، وجاء به السلف على النحو الذي أخذوا عمّن قبلهم”([6]).

وقال أبو بكر ابن مجاهد: “ولم أر أحدًا ممن أدركت من القراء وأهل العلم باللغة وأئمة العربية يرخّصون لأحد في أن يقرأ بحرف لم يقرأ به أحد من الأئمة الماضين، وإن كان جائزًا في العربية، بل رأيتهم يشدّدون في ذلك، وينهون عنه، ويروون الكراهة له عمّن تقدم من مشايخهم؛ لئلا يجسر على القول في القرآن بالرأي أهل الزيغ، ينسبون من فعله إلى البدعة والخروج عن الجماعة ومفارقة أهل القبلة ومخالفة الأئمة”([7]).

وقال أبو عمرو الداني: “وأئمة القراءة لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل، والرواية إذا ثبتت لم يردها قياس عربية، ولا فشو لغة، لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها”([8]).

وقد سار عامة المسلمين -بحمد الله تعالى- على هذه السنة في القراءة والإقراء من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم الناس هذا، فحفظ الله تعالى لنا بذلك هذا الكتاب العظيم، وصدق سبحانه إذ يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].

إلا أن بعض أهل الأهواء والبدع -ممن أُشربوا البدعة في قلوبهم، فأصمَّتهم وأعمت أبصارهم- خالفوا هذه السنَّة المتبعة في القراءة، فراحوا ينصرون بدعهم باختلاق قراءات باطلة لا أصل لها، أو بتوظيف قراءات شاذة، أو باعتماد أداءٍ في القراءة يخدم بدعتهم وعقيدتهم، وفي ذلك يقول ابن الجزري -رحمه الله-: “ثم كثر الاختلاف أيضًا فيما يحتمله الرسم، وقرأ أهل البدع والأهواء بما لا يحلّ لأحد المسلمين تلاوته، فوضعوه من عند أنفسهم وفاقًا لبدعتهم”([9]).

وفيما يلي بعض الأمثلة التي تبيِّن أثر الانحراف العقدي في القراءات القرآنية وتوجيهها:

1- قول الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، قرأه بعض المعتزلة: (وَكَلَّمَ اللَّهَ)([10]) بنصب لفظ الجلالة، وإسناد فعل التكليم إلى موسى عليه السلام؛ وذلك لنفيهم صفة الكلام عن الله سبحانه وتعالى.

وهذا الصنيع في غاية الجهل والحمق؛ لأن وصف الله تعالى بالكلام في القرآن الكريم ورد في مواضع عديدة جدًّا، فماذا يصنع هؤلاء بمثل الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف: 143]؟!

2- قول الله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف: 51]، قرأه بعض الرافضة: (وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلَّينَ)([11]) بالتثنية، يقصدون أبا بكر وعمر -حاشاهما وقاتلهمُ الله-.

3- قول الله تعالى: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26]، روي عن إبراهيم بن أبي عبلة أنه قرأ: (يَضِلُّ) بفتح الياء، (به كثيرٌ) بالرفع، (وما يَضِلُّ به إلا الفاسقون) بالرفع.

قال أبو عمرو الداني: “هذه قراءة القدرية، وابن أبي عبلة من ثقات الشاميين، ومن أهل السنة، ولا تصحُّ هذه القراءة عنه، مع أنها مخالفة خطَّ المصحف”([12]).

4- قول الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].

قال ابن عطية: “اختلف الناس في قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ}، فقرأ جمهور الناس: {إِنَّا كلَّ} بالنصب، والمعنى: خلقنا كلَّ شيء خلقناه بقدر، وليست خَلَقْناهُ في موضع الصفة لشيء، بل هو فعل دال على الفعل المضمر، وهذا المعنى يقتضي أن كل شيء مخلوق… وقرأ أبو السمال ورجحه أبو الفتح: {إِنَّا كُلُّ} بالرفع على الابتداء، والخبر: خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ. قال أبو حاتم: هذا هو الوجه في العربية، وقراءتنا بالنصب مع جماعة، وقرأها قوم من أهل السنة بالرفع، والمعنى عندهم على نحو ما عند الأولى أن كل شيء فهو مخلوق بقدر سابق، و: {خَلَقْناهُ} على هذا ليست صفة لشيء، وهذا مذهب أهل السنة، ولهم احتجاج قوي بالآية على هذين القولين، وقالت القدرية -وهم الذين يقولون: لا قدر، والمرء فاعل وحده أفعاله-: القراءة {إِنَّا كُلُّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ} برفع {كُلّ}، و{خَلَقْناهُ} في موضع الصفة بـ{كلّ}، أي: أن أمرنا وشأننا كلّ شيء خلقناه فهو بقدر، وعلى حد ما في هيئته وزمنه وغير ذلك، فيزيلون بهذا التأويل موضع الحجة عليهم بالآية”([13]).

5- قول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ} [القصص: 68].

قال الواحديّ: “{مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} أي: ليس لهم أن يختاروا على الله عز وجل… وعلى هذا (مَا) تكون نفيًا، وهو الصحيح الذي عليه عامة المفسرين وأصحاب القراءة؛ وذلك أن جميع أصحاب الوقوف ذكروا أن تمام الوقف على قوله: {وَيَخْتَارُ}، ذكر ذلك نافع ويعقوب وأحمد بن موسى وأبو حاتم وعلي بن سليمان ونصير وغيرهم، وذكر أبو إسحاق وجهًا آخر فقال: ويجوز أن تكون (مَا) في معنى (الذي)، فيكون المعنى: ويختار الذي لهم فيه الخيرة، ويكون معنى الاختيار ههنا ما يتعبدهم به، أي: ويختار فيما يدعوهم إليه من عبادته ما لهم فيه الخيرة، قال: والقول الأول -وهو: أن تكون (مَا) نفيًا- أجود. انتهى كلامه([14]). والقدرية ربما تتعلق بالوجه الثاني الذي ذكره أبو إسحاق، فيقولون: إن الله تعالى يريد بنا ويختار لنا ما فيه الخيرة لنا، ويحتجون بالآية، ولا حجة لهم في ذلك؛ لأن حمل الآية على هذا الوجه إبطال لقول جميع المفسرين والقراء؛ أما المفسرون فإنهم ذكروا سبب نزولها، وحَمْلُ الآية على الوجه الثاني يُبطل ما قالوا، وأما القراء فكلهم وقفوا على قوله: {وَيَخْتَارُ}، ولو كان الأمر على ما يذهبون إليه لم يصح الوقف على {وَيَخْتَارُ}، وأيضًا فإن الكناية في قوله: {لَهُمُ} عن المشركين، يقول: ما كان للمشركين أن يختاروا على الله، فكيف يصح ما ذهبوا إليه”([15]).

وقد اختار ابن جرير الطبري القول بأن {مَا} موصولة في موضع نصب، ورد على من قال بأن {مَا} نافية([16])، وتعقبه ابن كثير بقوله: “وقد احتج بهذا المسلك طائفة المعتزلة على وجوب مراعاة الأصلح، والصحيح أنها نافية، كما نقله ابن أبي حاتم عن ابن عباس وغيره أيضا، فإن المقام في بيان انفراده تعالى بالخلق والتقدير والاختيار، وأنه لا نظير له في ذلك؛ ولهذا قال: {سبحان الله وتعالى عما يشركون} أي: من الأصنام والأنداد، التي لا تخلق ولا تختار شيئا”([17]).

والمقصود التنبيه إلى خطورة الهوى والابتداع في الدين، وأن لذلك أثرًا كبيرًا في قراءة النصوص الشرعية وتفسيرها وتوجيهها، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص: 346، 361)، والطبري في تفسيره 1/ 46.

([2]) أخرجه ابن مجاهد في السبعة في القراءات (ص: 50، 52).

([3]) أخرجه ابن وهب في التفسير من الجامع (113)، وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص: 361)، ابن مجاهد في السبعة في القراءات (ص: 52).

([4]) أخرجه سعيد بن منصور في تفسيره (66)، وابن مجاهد في السبعة في القراءات (ص: 50). وروي مثله عن عمر بن عبد العزيز.

([5]) أخرجه ابن مجاهد في السبعة في القراءات (ص: 51).

([6]) جامع البيان 22/ 146.

([7]) ينظر: التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان، للشيخ طاهر الجزائري (ص: 120).

([8]) جامع البيان في القراءات السبع 2/ 860.

([9]) منجد المقرئين 23.

([10]) ينظر: منجد المقرئين 23، لطائف القراءات 66.

([11]) ينظر: منجد المقرئين 23، لطائف القراءات 66.

([12]) ينظر: المحرر الوجيز 1/ 112.

([13]) المحرر الوجيز 1/ 112.

([14]) معاني القرآن وإعرابه 4/ 151- 152.

([15]) التفسير البسيط 17/ 438- 440.

([16]) ينظر: جامع البيان 18/ 299.

([17]) تفسير القرآن العظيم 6/ 251.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017