الجمعة - 25 جمادى الآخر 1446 هـ - 27 ديسمبر 2024 م

أثر الانحراف العقدي على القراءات القرآنية وتوجيهها

A A

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

وبعد: فإن القرآن الكريم هو الكتاب القويم، وهو الصراط المستقيم، وهو النور الذي تهتدي به العقول في ظلمات العماية، والروح التي تحيي القلوب من سكرات الغواية، من تمسَّك به أفلح وأنجح، ومن أعرض عنه أشوى وخبط خبطَ عشوَى، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء: 174]، وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15، 16]، وقال عز وجل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9].

فالقرآن المبين هو دستور المسلمين، منه يستمدّون عقائدهم، وعليه يبنون أحكامهم، وبه يقوِّمون سلوكهم، وهم في ذلك على مراتب متفاوتةٍ تفاوتَ إيمانهم، فمنهم القريب والبعيد، ومنهم الطَّيِّع والعنيد، وأسعدُ أهل الإيمان بهذا القرآن هم أهل السنة والجماعة، الذين أذعنوا له بالتسليم والطاعة؛ فآمنوا بمتشابهه، وعملوا بمحكمه، وحفظوا ألفاظه ومبانيَه، وأَثبتوا مقاصده ومعانيَه، ولم يعارضوه ببادي رأيهم وعقولهم، ولا قاوموه بحادي ذوقهم وميولهم، بل سلَّموا له تسليمًا، وخضعوا له احتكامًا وتحكيمًا، ولم يُعمِلوا فيه الأذواق والآراء بالتعطيل والتأويل، ولا معاول الأهواء بالتحريف والتبديل، خلافًا لكثير من أهل الأهواء والبدع الذين تأوَّلوه على غير تأويله، وقرؤوه على غير تنزيله؛ ليثبتوا عقائدهم الباطلة، وينصروا مذاهبهم العاطلة.

فأهل الأهواء والبدع بدل أن ينصاعوا للقرآن الكريم راموا انصياعه، وعِوضَ أن ينقادوا له طلبوا انقياده، حتى كان منهم من أحدث في قراءته حروفًا باطلة لم يُقرأ بها، فضلًا عن استغلال بعض القراءات الشاذة فيما يخدم مذاهبهم المحرَّفة وعقائدهم المزيَّفة.

والقراءات القرآنية سنَّة متَّبعة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إني سمعت القرَّاء فوجدتهم متقاربين، فاقرؤوا كما عُلِّمتم، وإياكم والاختلاف والتنطّع)([1])، وقال زيد بن ثابت: (القراءة سنة، فاقرؤوه كما تجدونه)([2])، وقال عروة بن الزبير: (إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرؤوه كما اقرئتموه)([3])، وقال محمد بن المنكدر: (قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأول)([4])، وقال عامر الشعبي: (القراءة سنة، فاقرؤوا كما قرأ أوَّلوكم)([5])، ونُقل هذا المعنى عن غير واحد من السلف.

والمقصود أن قراءة القرآن مبناها على الاتباع والانقياد، لا على الابتداع والاجتهاد؛ قال الطبري: “وغير جائز في القرآن أن يقرأ بكل ما جاز في العربية؛ لأن القراءة إنما هي ما قرأت به الأئمة الماضية، وجاء به السلف على النحو الذي أخذوا عمّن قبلهم”([6]).

وقال أبو بكر ابن مجاهد: “ولم أر أحدًا ممن أدركت من القراء وأهل العلم باللغة وأئمة العربية يرخّصون لأحد في أن يقرأ بحرف لم يقرأ به أحد من الأئمة الماضين، وإن كان جائزًا في العربية، بل رأيتهم يشدّدون في ذلك، وينهون عنه، ويروون الكراهة له عمّن تقدم من مشايخهم؛ لئلا يجسر على القول في القرآن بالرأي أهل الزيغ، ينسبون من فعله إلى البدعة والخروج عن الجماعة ومفارقة أهل القبلة ومخالفة الأئمة”([7]).

وقال أبو عمرو الداني: “وأئمة القراءة لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل، والرواية إذا ثبتت لم يردها قياس عربية، ولا فشو لغة، لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها”([8]).

وقد سار عامة المسلمين -بحمد الله تعالى- على هذه السنة في القراءة والإقراء من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم الناس هذا، فحفظ الله تعالى لنا بذلك هذا الكتاب العظيم، وصدق سبحانه إذ يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].

إلا أن بعض أهل الأهواء والبدع -ممن أُشربوا البدعة في قلوبهم، فأصمَّتهم وأعمت أبصارهم- خالفوا هذه السنَّة المتبعة في القراءة، فراحوا ينصرون بدعهم باختلاق قراءات باطلة لا أصل لها، أو بتوظيف قراءات شاذة، أو باعتماد أداءٍ في القراءة يخدم بدعتهم وعقيدتهم، وفي ذلك يقول ابن الجزري -رحمه الله-: “ثم كثر الاختلاف أيضًا فيما يحتمله الرسم، وقرأ أهل البدع والأهواء بما لا يحلّ لأحد المسلمين تلاوته، فوضعوه من عند أنفسهم وفاقًا لبدعتهم”([9]).

وفيما يلي بعض الأمثلة التي تبيِّن أثر الانحراف العقدي في القراءات القرآنية وتوجيهها:

1- قول الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، قرأه بعض المعتزلة: (وَكَلَّمَ اللَّهَ)([10]) بنصب لفظ الجلالة، وإسناد فعل التكليم إلى موسى عليه السلام؛ وذلك لنفيهم صفة الكلام عن الله سبحانه وتعالى.

وهذا الصنيع في غاية الجهل والحمق؛ لأن وصف الله تعالى بالكلام في القرآن الكريم ورد في مواضع عديدة جدًّا، فماذا يصنع هؤلاء بمثل الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف: 143]؟!

2- قول الله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف: 51]، قرأه بعض الرافضة: (وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلَّينَ)([11]) بالتثنية، يقصدون أبا بكر وعمر -حاشاهما وقاتلهمُ الله-.

3- قول الله تعالى: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26]، روي عن إبراهيم بن أبي عبلة أنه قرأ: (يَضِلُّ) بفتح الياء، (به كثيرٌ) بالرفع، (وما يَضِلُّ به إلا الفاسقون) بالرفع.

قال أبو عمرو الداني: “هذه قراءة القدرية، وابن أبي عبلة من ثقات الشاميين، ومن أهل السنة، ولا تصحُّ هذه القراءة عنه، مع أنها مخالفة خطَّ المصحف”([12]).

4- قول الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].

قال ابن عطية: “اختلف الناس في قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ}، فقرأ جمهور الناس: {إِنَّا كلَّ} بالنصب، والمعنى: خلقنا كلَّ شيء خلقناه بقدر، وليست خَلَقْناهُ في موضع الصفة لشيء، بل هو فعل دال على الفعل المضمر، وهذا المعنى يقتضي أن كل شيء مخلوق… وقرأ أبو السمال ورجحه أبو الفتح: {إِنَّا كُلُّ} بالرفع على الابتداء، والخبر: خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ. قال أبو حاتم: هذا هو الوجه في العربية، وقراءتنا بالنصب مع جماعة، وقرأها قوم من أهل السنة بالرفع، والمعنى عندهم على نحو ما عند الأولى أن كل شيء فهو مخلوق بقدر سابق، و: {خَلَقْناهُ} على هذا ليست صفة لشيء، وهذا مذهب أهل السنة، ولهم احتجاج قوي بالآية على هذين القولين، وقالت القدرية -وهم الذين يقولون: لا قدر، والمرء فاعل وحده أفعاله-: القراءة {إِنَّا كُلُّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ} برفع {كُلّ}، و{خَلَقْناهُ} في موضع الصفة بـ{كلّ}، أي: أن أمرنا وشأننا كلّ شيء خلقناه فهو بقدر، وعلى حد ما في هيئته وزمنه وغير ذلك، فيزيلون بهذا التأويل موضع الحجة عليهم بالآية”([13]).

5- قول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ} [القصص: 68].

قال الواحديّ: “{مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} أي: ليس لهم أن يختاروا على الله عز وجل… وعلى هذا (مَا) تكون نفيًا، وهو الصحيح الذي عليه عامة المفسرين وأصحاب القراءة؛ وذلك أن جميع أصحاب الوقوف ذكروا أن تمام الوقف على قوله: {وَيَخْتَارُ}، ذكر ذلك نافع ويعقوب وأحمد بن موسى وأبو حاتم وعلي بن سليمان ونصير وغيرهم، وذكر أبو إسحاق وجهًا آخر فقال: ويجوز أن تكون (مَا) في معنى (الذي)، فيكون المعنى: ويختار الذي لهم فيه الخيرة، ويكون معنى الاختيار ههنا ما يتعبدهم به، أي: ويختار فيما يدعوهم إليه من عبادته ما لهم فيه الخيرة، قال: والقول الأول -وهو: أن تكون (مَا) نفيًا- أجود. انتهى كلامه([14]). والقدرية ربما تتعلق بالوجه الثاني الذي ذكره أبو إسحاق، فيقولون: إن الله تعالى يريد بنا ويختار لنا ما فيه الخيرة لنا، ويحتجون بالآية، ولا حجة لهم في ذلك؛ لأن حمل الآية على هذا الوجه إبطال لقول جميع المفسرين والقراء؛ أما المفسرون فإنهم ذكروا سبب نزولها، وحَمْلُ الآية على الوجه الثاني يُبطل ما قالوا، وأما القراء فكلهم وقفوا على قوله: {وَيَخْتَارُ}، ولو كان الأمر على ما يذهبون إليه لم يصح الوقف على {وَيَخْتَارُ}، وأيضًا فإن الكناية في قوله: {لَهُمُ} عن المشركين، يقول: ما كان للمشركين أن يختاروا على الله، فكيف يصح ما ذهبوا إليه”([15]).

وقد اختار ابن جرير الطبري القول بأن {مَا} موصولة في موضع نصب، ورد على من قال بأن {مَا} نافية([16])، وتعقبه ابن كثير بقوله: “وقد احتج بهذا المسلك طائفة المعتزلة على وجوب مراعاة الأصلح، والصحيح أنها نافية، كما نقله ابن أبي حاتم عن ابن عباس وغيره أيضا، فإن المقام في بيان انفراده تعالى بالخلق والتقدير والاختيار، وأنه لا نظير له في ذلك؛ ولهذا قال: {سبحان الله وتعالى عما يشركون} أي: من الأصنام والأنداد، التي لا تخلق ولا تختار شيئا”([17]).

والمقصود التنبيه إلى خطورة الهوى والابتداع في الدين، وأن لذلك أثرًا كبيرًا في قراءة النصوص الشرعية وتفسيرها وتوجيهها، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (ص: 346، 361)، والطبري في تفسيره 1/ 46.

([2]) أخرجه ابن مجاهد في السبعة في القراءات (ص: 50، 52).

([3]) أخرجه ابن وهب في التفسير من الجامع (113)، وأبو عبيد في فضائل القرآن (ص: 361)، ابن مجاهد في السبعة في القراءات (ص: 52).

([4]) أخرجه سعيد بن منصور في تفسيره (66)، وابن مجاهد في السبعة في القراءات (ص: 50). وروي مثله عن عمر بن عبد العزيز.

([5]) أخرجه ابن مجاهد في السبعة في القراءات (ص: 51).

([6]) جامع البيان 22/ 146.

([7]) ينظر: التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان، للشيخ طاهر الجزائري (ص: 120).

([8]) جامع البيان في القراءات السبع 2/ 860.

([9]) منجد المقرئين 23.

([10]) ينظر: منجد المقرئين 23، لطائف القراءات 66.

([11]) ينظر: منجد المقرئين 23، لطائف القراءات 66.

([12]) ينظر: المحرر الوجيز 1/ 112.

([13]) المحرر الوجيز 1/ 112.

([14]) معاني القرآن وإعرابه 4/ 151- 152.

([15]) التفسير البسيط 17/ 438- 440.

([16]) ينظر: جامع البيان 18/ 299.

([17]) تفسير القرآن العظيم 6/ 251.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017