الأربعاء - 04 شوّال 1446 هـ - 02 ابريل 2025 م

الاهتمام باللغة وأهميته في الدعوة إلى الله

A A

ميز الله تعالى الإنسان بالنطق، وفضَّله على كثير من الخلق بالبيان والعلم، وهما من أخص صفات الإنسان، فله قدرة جِبِلِّية على التعبير عن الأشياء بما يليق بها، ويجعلها حاضرة في ذهن المستمع؛ ولذا كان من الصفات التي مدح الله بها نفسه خلقُه الإنسانَ وتعليمُه البيانَ، فقال سبحانه: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 1-4].

يقول القاسمي -رحمه الله- معلقًا على هذه الآيات: “{خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} إيماء بأن خلق البشر وما تميز به عن سائر الحيوان من البيان -وهو التعبير عما في الضمير، وإفهام الغير لما أدركه- لتلقِّي الوحي، وتعرُّف الحق، وتعلّم الشرع، أي: فإذا كان خلقُهم إنما هو في الحقيقة لذلك؛ اقتضى اتصاله بالقرآن، وتنزيله الذي هو منبعه وأساس بنيانه”([1]).

واستشعارًا من المسلم بهذه النعمة؛ فإن واجب شكرها الاعتراف بها أولا، والاهتمام بها وصرفها فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، وذلك ببيان شرعه وتقريبه للناس وإفهامه لهم، وقد كان موسى -عليه السلام- بحكم أهليته المسبقة للدعوة إلى الله قد فطن لحاجة هذه المهمة إلى اللغة؛ ولذلك تقبل تكليف ربه له بها، وطلب أن يعان بأمرين، كلاهما يتعلق بموضوع الدعوة إلى الله:

 أولهما: طلب إرسال أخيه معه؛ لأنه أدرى بلغة القوم، وأقدر على البيان، فقال كما حكى الله عنه: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُون} [القصص: 34].

وثانيهما: طلب أن يعينه على إفهامهم بإزالة العقدة التي في لسانه بسبب مساكنته لقوم آخرين، فصار لا ينطق لغة قومه نطقًا يُعقل عنه الكلام معه بسرعة، وقد حكى الله ذلك عنه: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 28].

“فذكر هنا من دواعي العون على أداء الرسالة أربعة عوامل: بدأها بشرح الصدر، ثم تيسير الأمر، وهذان عاملان ذاتيان، ثم الوسيلة بينه وبين فرعون، وهو اللسان في الإقناع: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي}، ثم العامل المادي أخيرًا في المؤازرة: {وَاجْعَلْ لِّي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه: 29-31]، فقدَّم شرح الصدر على هذا كله لأهميته؛ لأنه به يقابل كل الصعاب؛ ولذا قابل به ما جاء به السحرة من سحر عظيم، وما قابلهم به فرعون من عنت أعظم”([2]).

فأسلوب الكلام وطريقة الخطاب يلينان القاسي من القلوب، ويقرِّبان البعيد من المعاني، وبهما يهتدي طالب الحق، ويذعن المكابر، وما أنعم الله على عبده بنعمة بعد الإيمان أفضل من علم البيان الذي به يهدي المسلمُ عبادَ الله، وقد أشاد الشافعي -رحمه الله- بهذه القيمة للّغة والبيان، ونوَّه بها فقال: “الفصاحة إذا استعملتها في الطاعة أشفى وأكفى في البيان، وأبلغ في الإعذار، لذلك دعا موسى ربه فقال: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي}؛ لما علم أن الفصاحة أبلغُ في البيان”([3]).

وقد أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر قال: جاء رجلان من المشرق فخطبا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحرا»([4]).

قال ابن بطال: “قالوا: وقد تكلَّم رجل في حاجة عند عمر بن عبد العزيز -وكان في قضائها مشقَّة- بكلام رقيق موجَز، وتأنَّى لها وتلطَّف، فقال عمر بن العزيز: هذا السحر الحلال. وكان زيد بن إياس يقول للشعبي: يا مبطل الحاجات، يعنى أنه يشغل جلساءه بحسن حديثه عن حاجاتهم. وأحسن ما يقال في ذلك أن هذا الحديث ليس بذمٍّ للبيان كلّه، ولا بمدح للبيان كله، ألا ترى قوله عليه السلام: «إن من البيان لسحرا»، و(من) للتبعيض عند العرب، وقد شكّ المحدّث إن كان قال: إن من البيان، أو: إن من بعض البيان، وكيف يذمّ البيان كله وقد عدَّد الله به النعمة على عباده فقال: {خَلَقَ الإِنسَانَ (2) عَلَّمَهُ البَيَانَ} [الرحمن: 2، 3]. ولا يجوز أن يعدّد على عباده إلا ما فيه عظيم النعمة عليهم، وما ينبغي إدامة شكره عليه. فإذا ثبت الاحتجاج للشيء الواحد مرة بالفضل ومرة بالنقص، وتزيينه مرة وعيبه أخرى؛ ثبت أن ما جاء من البيان مزيِّنا للحق ومبيِّنا له فهو ممدوح، وهو الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز: هذا السحر الحلال. ومعنى ذلك أنه يعمل في استمالة النفوس ما يعمل السحر من استهوائها، فهو سحر على معنى التشبيه، لا أنه السحر الذي هو الباطل الحرام”([5]).

وكل هذا يرشد القارئ الكريم على أهمية اللغة؛ إذ بها يكون البيان والتفصيل، وبها يزول الإشكال ويتَّضح الحق من الباطل، وما كان الله ليكلِّف عباده بما لا يطيقون، فيأمرهم بالتعبد بشرع لا يفهمونه، أو يلزمهم بالعمل بخطاب لا يحصل به البيان. ومن هنا انحصرت دعوة الرسول في البيان أوَّلًا، وما يحصل به من اللغة والأمثلة والأشباه والنظائر وغير ذلك، قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} [إبراهيم: 4]، وقال سبحانه: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون} [النحل: 64].

قال الطبري -رحمه الله- معلقَا على هذه الآيات: “فغير جائز أن يكونَ به مهتديًا منْ كانَ بما يُهْدَى إليه جاهلا، فقد تبين إذًا -بما عليه دللنا من الدِّلالة- أن كلّ رسول لله -جل ثناؤه- أرسله إلى قوم فإنما أرسله بلسان من أرسله إليه، وكلّ كتاب أنزله على نبي ورسالة أرسلها إلى أمة فإنما أنزله بلسان من أنزله أو أرسله إليه”([6]).

وهذه المهمة التي كلّف بها الأنبياء قدرًا وشرعا، وهي مهمة البلاغ المبين للأمم بألسنتهم، حملها بعد خاتم النبيين العدولُ من أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم، فنابوا عنه في التبليغ والبيان، فلزمهم ما لزمهم من العلم بلغات المخاطبين بالوحي جميعًا، لا يعذر من دعا أمَّة من الأمم بالجهل بلغتها، وأولى من ذلك أن لا يعذر بجهل لغة القرآن التي خاطب الله بها العباد، وأنزل بها الوحي، فكل جهل بها هو جهل بالشرع، والقصور فيها قصور في فهم الشرع؛ لأن الشرع نزل بها، وجرى على معهودها في الخطاب، فلا يمكن لأحد الاهتداء به ما لم يكن على علم بهذه اللغة وبأساليبها التي صار القرآن بها معجزًا.

 كما أن الأسلوب اللغوي للداعية إذا كان ناعم الملمس، مضَمَّخا بالتفاؤل والتشجيع، والثقة بالله، وإحسان الظنّ به تعالى، في كل حال من الشدة والبؤس، كان حريًّا بأن يصنع عقولا سليمة ونفوسًا طيّبة صالحة، تفعل الخير رجاء رحمة الله، وتترك الشر خشية منه.

 وانتقاءُ الكلمات واختيارُ الأسلوب اللَّبِق ينفذ إلى قلوب المخاطبين، وهو كذلك تمثّلٌ لخلق النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته في البيان، فقد أوتي جوامع الكلم، وأرسل بأحسن الخطاب.

ثم إن العلم باللغة -سواء كانت لغة الشرع التي أنزل بها القرآن، أو لغة المخاطَب- وانتقاء ألفاظها وتجويد التعبير عن المراد بها هو أسلوب نافذ إلى نفوس الناس ومؤثر، لا يمكن إغفاله لحساب أي وسيلة أخرى، فكثيرا ما يهتدي الناس بسبب الصاحب المبين والمعلم المتكلم والأستاذ الفصيح والمحاضر المؤثر والكاتب الأديب.

 فعودة حميدة -يا دعاة الإسلام- إلى اللغة، والرقي الرقي بالخطاب الدعوي إلى السمو والعلو؛ لنستحق وراثة الأنبياء وخلافتهم في التبليغ والبيان، وآن لدعاة الإسلام أن يخرجوا أدباء وكتابًا يبيّنون الحق بجميع اللغات، بأسلوب جميل وفكر عميق، بعيدًا عن الأسلوب العامي والسوقي في الخطاب الذي غصَّت به حلوق المصلحين، وشرقت منه أفئدة العلماء، وهو انفعال نفسيّ أكثر من كونه أسلوبًا علميًّا جادًّا في البيان، ولطالما اغتال الدعوة وأتيت منه لكثرة الفجوات فيه، واعتماده على الخطابة بدل الاتزان والمنطق، وضعفه في البيان، وعجزه عن إقامة الحجة.

 والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

ـــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) محاسن التأويل (9/ 100).

([2]) أضواء البيان (8/ 574).

([3]) تفسير الشافعي (3/ 1070).

([4]) صحيح البخاري (4851).

([5]) شرح صحيح البخاري (9/ 448).

([6]) تفسير الطبري (1/ 11).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017