الجمعة - 20 محرّم 1446 هـ - 26 يوليو 2024 م

سمومٌ استشراقية وسُبُل مواجهتها

A A

لا يخفى على دارسٍ للواقع العلمي للصراع الفكري بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية أن المعني الأول بصياغة الأفكار حول الإسلام سلبا أو إيجابا هي الحركة الاستشراقية، فقد أوقف المستشرقون حياتهم العلمية وإنجازاتهم الثقافية لدراسة الدين الإسلامي وقيمه ومبادئه، ولا شك أن محاولة نقد الإسلام من داخله أو ما يسمى بعملية التفجير من الداخل قد أسهمت في تشويش كثير من الأفكار وإثارة الشبهات حول الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام، ولم يقتصر هذا الجهد على المخالفين للإسلام، بل أثر على كثير من المثقفين وقادة الفكر في العالم الإسلامي، وأربكهم في كثير من القضايا، وزعزع قناعتهم في المسلَّمات، وسوف نقوم بإلمامة سريعة ببعض المناهج الاستشراقية؛ لنقدم الوسائل العلمية لمواجهتها، ومن بين أهم مناهجهم التي اعتمدوا في نقد الإسلام من الداخل المناهج الآتية:

منهج التحليل بدل البناء على الوقائع:

هو منهج خطير، من لم يتنبه له فإنه يقع أسيرا للشِّباك التي يرميها القوم في بحور الشريعة، فمن ذلك أن الواحد منهم يقدّم نتيجة لم يكلف نفسه بفحص مقدماتها، ألا ترى “ول ديورانت” يقول في كتابه الموسوعي “قصة الحضارة” عن النبي صلى الله عليه وسلم: “وقد أعانه نشاطه وصحته على أداء واجبات الحب والحرب، لكنه أخذ يضعف حين بلغ التاسعة والخمسين من عمره، وظن أن يهود خيبر قد دسّوا له السُّم في اللحم قبل عام من ذلك الوقت”([1]).

فهو يريد من خلال هذا التحليل أن ينكر واقعة دس السم للنبي صلى الله عليه وسلم، وبطبيعة الحال سوف يصل إلى نتيجتين:

الأولى: تبرئة اليهود من هذا الجرم.

والثانية: نفي معجزة من معجزات وهي تحديث الكتف للنبي صلى الله عليه وسلم بوضع السم فيها، وقس على ذلك.

تبنيهم دعوى الاستفادة:

فهم لا ينطلقون من أن القرآن نزل من عند الله، وأن محمدا رسول الله؛ وإنما يجعلون من نصوص القرآن والسنة نصوصا مؤلفة من شخص واحد، أو من أشخاص متعددين، وأثناء التأليف قاموا بالاستفادة من مجموعة من المعارف المختلفة الموجودة في زمنهم كالكتب السماوية والحضارات الموجودة، ويقومون بالاستدلال على ذلك بأي تشابه أو تواطؤ وجدوه يشهد لهذه الفكرة، وهذا ما دندن حوله المستشرق الألماني “تيودور نولدكه” في كتابه “تاريخ القرآن”([2])، وفي جانب القانون جعلوا الإسلام مجرد نسخة من القانون الروماني، وما الإسلام إلا لون من ألوان الجمع بين الإسلام والمسيحية، وهو مجرد قراءة توفيقية، إلى غير ذلك من الدعاوى التي يصدرها هؤلاء المناوئون للإسلام.

ومعضلة المستشرق أيا كان أنه يتعامل مع الأديان على أنها منفصلة عن بعضها لا يجمع بينها رابط، فلما جاء دور المقارنة سمح لمخيلته أن تنسج إجابات عن تساؤلات بنيت على رؤية سطحية مسبقة: من تأثر بمن؟ وما أدلة التأثير؟ وهكذا بدل أن تكون حالات التشابه بين الأديان عاملًا يوحّدها ويرجعها إلى منبعها الأصلي، ومن ثم يؤكد غايتها المتجسدة في هداية البشر، فقد تحولت بيد المستشرق إلى أداة سطوٍ فكري؛ يتم بواسطتها إفراغ الإسلام من مضمونه، وذلك بإرجاعه إلى مصادر خارجية كالنصرانية واليهودية والمجوسية والبوذية والبابلية([3]).

العلمانية والمادية:

وهو منهج يتم استبعاد البعد الديني من خلاله لأي تصرف يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويتمّ تفسير تصرفاتهم تفسيرًا ماديًّا نفعيًّا، فتفسر الفتوحات على أنها مطامع توسعية دعا إليها الجفاف، فندرة المياه في الجزيرة العربية كانت عاملًا أساسيًّا في كثرة الفتوحات إلى هذا الحد([4])، ويتم توزيع هذه التهمة على سائر الإنجازات الحضارية للأمة، وفق زبد من مضحكات التأويل ومستكرهات المنطق، ومن ثم فإن التوسع لا يمكن أن يفهم إلا في إطار عوامل اقتصادية بحته لا علاقة لها بنشر القيم أو الدوافع الدينية.

وخطر هذه النظرة أن أصحابها يستندون إلى أحداث ووقائع يفسرونها تفسيرًا خاصًّا بهم، فلزم على المدافعين عن الهوية الإسلامية أن يكونوا على قدر من التيقظ والوعي، يخولهم لمواجهة هذا الفكر، وذلك لا يكون إلا باستخدام آليات علمية جادة تضع حدًّا لهذه الثغرات، وتبدي الإسلام في صورته الحقيقية؛ بعيدا عن التصورات الوهمية التي قدمها هؤلاء، وذلك بتبني وسائل متعددة غير تقليدية يمكن معها المناجزة على أكثر من صعيد، ومن هذه الوسائل:

– إعداد موسوعات للرد على المستشرقين.

– إعداد دائرة معارف إسلامية جديدة.

– فتح معاهد للدراسات الاستشراقية في الجامعات الإسلامية، تعنى بما يصدر عن المستشرقين تصنيفًا ودراسةً ونقدًا.

– تدريس الاستشراق وآثاره ومناهجه في الأقسام العلمية في الجامعات الإسلامية([5]).

هذا وينبغي استحضار أن الاستشراق وجه من وجوه الاستعمار؛ فلذلك هو قوي بقوته، فكلما ضعفت الأمة ماديًّا انعكس هذا الضعف على العطاء العلمي والثقافي؛ فلذلك ينبغي إدراك ذلك أثناء المواجهة العلمية للاستشراق، وهو أن من عوامل استقوائه على الأمة ضعفها وشعور أبنائها بالضعف، فينبغي إنشاء وعي ثقافي بتاريخ الأمة ومقوماتها ونقاط قوتها في الماضي والحاضر، وتعزيز الثقة بالثقافة الإسلامية وتقويتها في نفوس الشباب والمبتعثين للخارج، مع استغلال الموارد الاقتصادية للأمة في نشر دينها والتعريف بنبيها صلى الله عليه وسلم وبرسالته، كما ينبغي التركيز على جوانب الخلل العلمي في البحث الاستشراقي، وتبيين عدم نزاهة الآليات العلمية عندهم، وينبني على ذلك بطبيعة الحال عدم صحة النتائج التي بنوها على مقدماتهم الباطلة، والتي استحضروا فيها العداء والخصومة الثقافية أكثر من استحضارهم لأخلاق العلم، وهو أمر لن يجد الباحث فيه كبير عناء، هذا بالإضافة إلى توفير مادة علمية مبسطة لغير المختصين، خصوصًا من المبتعثين وأصحاب التخصصات في العلوم الإنسانية؛ لأنهم عرضة للأفكار الاستشراقية؛ لاحتكاكهم بالعلوم الغربية وضعف تصور كثير منهم للعلوم الشرعية؛ وذلك أن الدراسات الاستشراقية ركزت جهودها على تاريخ الأمة القديم، ولا سيما الفتن والحروب الأهلية والفرق الدينية الهامشية وكل مسألة تظهر سلبيات هذا التاريخ، كما عمدوا إلى تعظيم دور الفرق الدينية بقصد النيل من وحدة الإسلام، ووحدة مجتمعه وحضارته، وجعلوا من الفرق الدينية صانعًا لعقيدة المسلمين على مرِّ التاريخ، فلزم أن يؤرَّخ لهذه الفرق، والمدافعة التي حصلت بينها وبين أهل السنة في سبيل حماية العقيدة الإسلامية من كل دخيل عليها حتى بقيت ناصعة واضحة لمن أرادها، وعليه فإن أخذ هذا المعنى بالحسبان وتوفير هذه المادة ومحاولة تقريبها من الجميع يعد من أعظم أبواب نصرة الدين.

ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) قصة الحضارة (4/ 46).

([2]) تاريخ القرآن (1/ 20) وما بعدها.

([3]) مناهج المستشرقين (ص: 10)، وانظر: الاستشراق في السيرة النبوية، لعبد الله النعيم (ص: 34).

([4]) ينظر: محمد في مكة (ص: 56).

([5]) ينظر: دراسات في تميز الأمة الإسلامية (2/ 1224) وما بعدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التداخل العقدي بين الطوائف المنحرفة – الشيعة والصوفية أنموذجًا –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أولًا: المد الشيعي في بلاد أهل السنة: من أخطر الفتن التي ابتُليت بها هذه الأمة: فتنةُ الشيعة الرافضة، الذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر، الذين يشهد التاريخ قديمًا وحديثًا بفسادهم وزيغهم وضلالهم، الذين ما سنحت لهم فرصة إلا وكانت أسلحتهم موجَّهة إلى أجساد أهل السنة، يستحلّون […]

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

  الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية. فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو […]

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

ما الديوان الصوفي؟ يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر […]

المنهج النبوي في معالجة المواقف الانفعالية عند الأزمات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إنَّ الأزمات والفتن النازلة بالمسلمين تدفع بعض الغيورين إلى اتخاذ مواقف انفعالية وردود أفعال غير منضبطة بالشرع، ومن ذلك إصدار الأحكام والاتهامات تحت وطأة الغضب والحمية الدينية. ومعلوم أن لهذه المواقف آثارا سلبية منها: أنها تؤثر على تماسك المجتمع المسلم ووحدته، لا سيما في أوقات الشدة والفتنة واختلاف الآراء […]

المحرم وعاشوراء.. شبهات ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: هذا الدين العظيم يجعل الإنسان دائمًا مرتبطًا بالله سبحانه وتعالى، فلا يخرج الإنسان من عبادة إلَّا ويتعلَّق بعبادة أخرى؛ لتكون حياته كلُّها كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163]، فلا يكاد […]

فتاوى الدكتور علي جمعة المثيرة للجدل – في ميزان الشرع-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في الآونة الأخيرة اشتهرت بعض الفتاوى للدكتور علي جمعة، التي يظهر مخالفتُها للكتاب والسنة ولعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين، كما أنها مخالفة لما أجمع عليه علماء الأمة في كل عصر. ولا يخفى ما للدكتور من مكانة رسمية، وما قد ينجرّ عنها من تأثير في كثير من المسلمين، […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017