الاثنين - 28 ذو القعدة 1446 هـ - 26 مايو 2025 م

نقد التّصوف الغالي ليس خاصَّاً بالسلفيِّين

A A

 درَج خصوم السلفية على تبني التصوُّف منهجًا بديلًا عنها، وحاولوا تسويغَ ذلك بوجود علماء كبار يتبنَّون نفس المصطلح ويزكُّونه، وجعلوا من نقد السّلفية لمظاهر الانحراف عند الصوفية نقدًا للعلماء وازدراءً لهم، وكان أهل التصوُّف الغالي كثيرًا ما يتستَّرون بالعلماء من أهل الحديث وأئمة المذاهب، ويدَّعون موافقتَهم واتباعهم، وأنَّ نقد التصوّفِ هو نقدٌ للعلماء من جميع المذاهب، وإنكارٌ على الصالحين والمصلِحين من عُبَّاد الأمة وفقهائِها، وقدِ انطلَت هذه الشبهةُ على كثيرٍ من المشتغلين بالعلم، فأظهروا خلافَ السلفيَّة في أشياء لا يختلفون معهم فيها حقيقة، ووافقوا الصوفيةَ كذلك في أقوال لا يتَّفقون معهم فيها حقيقة.

وحين نمعِن النظر في المسائل التي ينتقدها السلفيون على الصوفية نجد أنها محلُّ انتقاد من جلِّ علماء الأمة حتى من بعض من انتسب إلى الصوفية، وهم يغلِظون فيها القول بنفس الدرجة التي عند السلفيين أو أشدّ، ولذلك مظاهر نجملها فيما يلي:

أولا: موقف العلماء من الحقيقة والشريعة عن الصوفية:

قد انعقد إجماع علماء الأمة على أن الشرع الظاهر هو المعتبر في التشريع والأحكام والعقائد، وإليه يحاكم جميع ما يرد على المكلف مما يظنه كرامة أو إلهاما أو رؤيا صادقة، وأن الوحي المعصوم من التحريف والتبديل هو القرآن والسنة، أما غيرهما فيعرض له التخليط وإلقاء الشيطان.

وقد كان هذا الإجماع سببًا في موقف كثير من علماء الأمة من غلاة المتصوفة من مدَّعي الحقيقة والشريعة والظاهر والباطن، وإمكان الجمع بينهما لغير نبيّ، وأن يتعبَّد الإنسان بالحقيقة دون الشريعة، فحملوا على غلاة المتصوِّفة حملةَ رجل واحدٍ، وتعدَّدت عباراتهم في الإنكار عليهم، فقد تناول المفسِّرون مفهوم الظاهر والباطن في كلامهم عن آيات قرآنية وأحاديث نبوية يستشهد بها المتصوفة، وعلَّقوا على ذلك.

فمن ذلك ما نقله أبو عبد الله القرطبي المالكي عن شيخه أبي العباس القرطبي في تفسير سورة الكهف تعليقًا على قصّة الخضر مع موسى عليهما السلام، فقال: “قال شيخنا الإمام أبو العباس: ذهب قومٌ من زنادقة الباطنية إلى سلوك طريقٍ تلزم منه هذه الأحكام الشرعية، فقالوا: هذه الأحكام الشرعية العامة إنما يحكم بها على الأنبياء والعامة، وأما الأولياء وأهل الخصوص فلا يحتاجون إلى تلك النصوص، بل إنما يُراد منهم ما يقع في قلوبهم، ويحكم عليهم بما يغلب عليهم من خواطرهم. وقالوا: وذلك لصفاء قلوبهم عن الأكدار، وخلوِّها عن الأغيار، فتتجلَّى لهم العلوم الإلهية والحقائق الربانية، فيقفون على أسرار الكائنات، ويعلمون أحكام الجزئيَّات، فيستغنون بها عن أحكام الشرائع الكليَّات، كما اتفق للخضر، فإنه استغنى بما تجلَّى له من العلوم عمَّا كان عند موسى من تلك الفهوم. وقد جاء فيما ينقلون: استفتِ قلبك وإن أفتاك المفتون. قال شيخنا رضي الله عنه: وهذا القول زندقةٌ وكفر يُقتَل قائله ولا يُستتاب؛ لأنه إنكارُ ما علم من الشرائع، فإن الله تعالى قد أجرى سنته وأنفذ حكمته بأن أحكامه لا تعلم إلا بواسطة رسله السّفراء بينه وبين خلقه، وهم المبلِّغون عنه رسالتَه وكلامه، المبينون شرائعه وأحكامَه، اختارهم لذلك، وخصَّهم بما هنالك”([1]).

ومثلُه كذلك حديث أبي هريرة حيث قال: (حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءَين، فأما أحدهما فبثثتُه، وأما الآخر فلو بثثتُه قطع هذا البلعوم)([2]). فقد قال ابن المنيِّر تعليقًا عليه: “جعل الباطنيةُ هذا الحديثَ ذريعةً إلى تصحيحِ باطلهم، حيث اعتقدوا أن للشريعة ظاهرًا وباطنًا، وذلك الباطن إنما حاصله الانحلال من الدين”([3]).

ومثلُ هذه العبارات وأشدُّ منها ما نقله أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه “تلبيس إبليس”، فلتراجع في مظنَّتها من الكتاب([4])، وكذلك برهان الدين البقاعي في كتابه “مصرع التصوف”([5]).

ومثله مواقف العلماء من جميع المذاهب في تكفير الحلَّاج وابن سبعين وابن عربي وغيرهم بسبب ما نسبوه إلى الشريعة من الزور والبهتان، وكل هذه المواقف موثَّقة بتواريخها ونسبتها إلى أصحابها كما فعل الطبريُّ والذهبي وابن كثير والسخاوي والبقاعي([6]).

ثانيا: ذمُّهم لحال المتصوِّفة:

وهذا ورد عن كثير من كبار الأئمة، حتى في الموقف من الزهد المبالغ فيه، وفي الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والقصص الواهية، وكذلك بعض مظاهر الشطح مثل الرقص وغيره.

فقد نقل القاضي عياض عن المسيّبي قال: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصيبين: يا أبا عبد الله، عندنا قوم يقال لهم: الصوفية، يأكلون كثيرًا، ثم يأخذون في القصائد، ثم يقومون فيرقصون، فقال مالك: أصبيان هم؟ قال: لا، قال: أمجانين؟ قال: لا، قوم مشايخ، قال مالك: ما سمعت أن أحدًا من أهل الإسلام يفعل هذا([7]).

وقال مروان بن محمد الدمشقي -وهو من أصحاب الإمام مالك-: “ثلاثة لا يؤتمنون في دين: الصوفي، والقصاص، ومبتدع يردُّ على أهل الأهواء”([8]).

وقال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: “لو أن رجلا تصوف أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق”([9]). وقال أيضا: “مَا لزم أحد الصوفية أربعين يوما فعاد عقله إليه أبدا”([10]).

وقال الحافظ سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة -وقد سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه- فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك. قيل له: في هذه الكتب عبرة. فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنَّفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس؟! ما أسرع الناس إلى البدع!([11]).

قال الذهبي تعليقا على كلام أبي زرعة: “وأين مثل الحارث؟! فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأين مثل القوت؟! كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبُّهُ. كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟! كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر؟! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟! بلى لما كان الحارث لسان القوم في ذاك العصر، كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميسي وابن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان، نسأل الله العفو والمسامحة”([12]).

أما عن رقصهم وما يفعلونه في الذكر من البدع فقد تعرَّض الأئمَّة وبيَّنوا بُعدَه عن الحق، فهذا الإمام أبو بكر الطرطوشي المالكي سئل عن رقص الصوفية ومواجدهم فقال: “مذهب هؤلاء بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدًا له خوار، قاموا يرقصون حواليه، ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل، وأما القضيب فأول من أحدثه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله تعالى، وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحلّ لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم. هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة المسلمين”([13]).

فمذهب جميع الأئمة منع هذه المسالك، وليس خاصًّا بالسلفيين كما يزعم كثير من خصومهم، ولو تتبعنا أقوال أهل المذاهب في نقد التصوُّف وتبديع تصرُّفات أهله لجمعنا من ذلك سفرًا كبيرا، وحسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق، فهؤلاء أئمة المذاهب وأهل الحديث كلهم نقَد التصوف وأبطل ما أبطله السلفيون، فإن كان هذا غلوًّا فهو عامّ في الأمَّة لا مزية لأحد فيه، وإن كان نصرةً للحق وإبطالا للباطل فللسَّلفيِّين أجرُ القيام بتوضيح الحق والسير على منهاج السلف وتوضيح طريقتهم وتجديد سنّتهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير القرطبي (11/ 40).

([2]) أخرجه البخاري (120).

([3]) ينظر: فتح الباري (1/ 217).

([4]) تلبيس إبليس (ص: 245).

([5]) مصرع التصوف (ص: 10) وما بعدها.

([6]) ينظر: تاريخ الطبري (11/ 80)، سير أعلام النبلاء (11/ 38)، البداية والنهاية (11/ 126)، وتنبيه الغبي وغيرها.

([7]) ترتيب المدارك (2/ 53).

([8]) المرجع السابق (3/ 226).

([9]) ينظر: مناقب الشافعي للبيهقي (2/ 207).

([10]) ينظر: تلبيس إبليس (ص: 227).

([11]) ينظر: ميزان الاعتدال (1/ 431).

([12]) المرجع السابق (1/ 431).

([13]) ينظر: المدخل لابن الحاج (3/ 100).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017