الجمعة - 08 ربيع الآخر 1446 هـ - 11 أكتوبر 2024 م

التحذير من ترجمات القاديانية لمعاني القرآن الكريم (مع دراسة لأشهر ترجماتهم)

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

 

من المعلوم أنَّ أكثر الشعوب الإسلامية لا تتكلَّم اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم، ولا يخفى شدَّة احتياج تلك الشعوب إلى فهم كتاب الله تعالى فهمًا صحيحًا يمكّنهم من الحفاظ على دينهم وهويتهم، ويؤهِّلهم لمواجهة ما يتعرّضون له من محاولات شرسة لنشر العقائد والملل الفاسدة والمنحرفة؛ لهذا اجتهد العاملون في مجال ترجمات معاني القرآن الكريم في منحيين رئيسين:

المنحى الأول: العمل على توفير الترجمات الصحيحة لمعاني القرآن الكريم باللغات المختلفة وتكثيرها، ويكفي في تصوير أهمية هذا المنحى ما قاله الفيلسوف برناردشو: “سيجيء يوم يُعتنق في الغرب الإسلام؛ فإنه مضت قرون كاملة كان للغرب فيه كتب وجرائد مملوءة من الافتراءات على دين الإسلام ونبيّه صلى الله عليه وسلم، أما اليوم فقد ترجمت معاني القرآن وبعض كتب الإسلام إلى لغات أوروبا، ولا سيما بالإنجليزية، ففهم رجال الغرب أن الإسلام الحقيقيّ ليس الذي يقرؤونه في الجرائد والكتب السابقة”([1])، والكلام عن هذا المنحى تفصيلًا يحتاج إلى إفراده ببحث مستقلّ.

والمنحى الثاني: التحذير من الانخداع بالترجمات المضلّلة لمعاني القرآن الكريم.

وضمن هذا المنحى جاءت هذه الورقة العلمية إسهامًا في نشر الوعي، والتحذير من الاغترار بشيوع ترجمات معاني القرآن الكريم للطائفة القاديانية الأحمدية، مع دراسة لأشهر ترجماتهم باللغات المختلفة، وقد قسمت الورقة إلى مقدمة، وثلاثةِ مطالب تتضمَّن أشهر ترجمات الطائفة القاديانية باللغات المختلفة.

المقدمة: التعريف بالقاديانية وحكمها وعلاقتهم بترجمات معاني القرآن:

أولًا: التعريف بالطائفة القاديانية الأحمدية:

القاديانية: هي حركة نشأت في أخريات القرن الماضي، وبالتحديد في سنة (1900م) بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، وكان الهدف الرئيس من إنشائها هو إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاصّ، حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية.

مؤسِّس هذه الطائفة هو مرزا غلام أحمد القادياني (توفي في سنة 1908 م)، وكان وفيًّا للاستعمار مطيعًا له في كلّ حال، فاختير لدور المتنبّئ حتى يلتفَّ حوله المسلمون؛ وقد بدأ نشاطه كداعية إسلامي ليلتفَّ حوله الأنصار، ثم ادَّعى أنه مجدِّد وملهَم من الله، ثم تدرج خطوة أخرى فادَّعى أنه المهدي المنتظَر والمسيح الموعود، ثم ادَّعى النبوة، وزعم أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم([2])، نعوذ بالله تعالى من الخذلان.

ثانيًا: حكم العلماء على الطائفة القاديانية:

لقد صدرت جملة من فتاوى المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي باعتبار الطائفة القاديانية طائفة مارقة عن دين الإسلام، ومنها:

  • قرار من المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي باعتبار العقيدة القاديانية -المسماة أيضًا بالأحمدية- عقيدةً خارجة عن الإسلام خروجًا كاملًا، ومعتنقيها كفارًا مرتدِّين عن الإسلام([3]).
  • كما صدر قرار من مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي باعتبار مرزا غلام أحمد -مؤسس هذه الفرقة- وسائر من يوافقونه مرتدين خارجين عن الإسلام([4]).
  • ومن قرارات مجمع البحوث الإسلامية: أن أتباع مذهب القاديانية ليسوا مسلمين، وأن هذا المذهب لا علاقة له بالإسلام([5]).
  • وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: لقد صدر الحكم من حكومة الباكستان على هذه الفرقة بأنها خارجة عن الإسلام، وكذلك صدر من رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة الحكم عليها بذلك([6]).
  • وفي شهر ربيع الأول 1394ه‍ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها، وعدم التعامل مع القاديانيين، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين.

ثالثًا: علاقة الطائفة القاديانية بترجمات معاني القرآن الكريم:

اجتهدت الطائفة القاديانية في تطويع ترجمات معاني القرآن الكريم باللغات المختلفة، وجعلها وسيلة لنشر عقائدهم الإلحادية المادية على أنها هي عقيدة المسلمين التي يحويها القرآن الكريم؛ استغلالًا منهم لعدم مقدرة الشعوب غير الناطقة باللغة العربية على فهم المعاني الصحيحة من القرآن الكريم، ونظرًا لكثرة الدعم الذي يتحصلون عليه كانت ترجماتهم تصل إلى الشعوب الناطقة باللغات المختلفة، ويمكن تقسيم تلك الترجمات إلى ثلاث: الأوربية والآسيوية والإفريقية، مع التعريج والتقويم لأشهر تلك الترجمات، والتحذير مما ورد فيها من المخالفات والعقائد الفاسدة.

المطلب الأول: الترجمات القاديانية إلى اللغات الأوربية:

للطائفة القاديانية نشاطٌ واسعٌ في ترجمةِ معاني القرآن الكريم إلى عدة لغات أوربية، وتكمن خطورة هذه الترجمات في أنها تنسب نفسها إلى الإسلام، ولها صوت مسموع في أوروبا عامة، ولكونها تزعم أنها تعمل جاهدة لنشر الإسلام ومعاني القرآن الصحيحة.

أولا: أشهر ترجمات القاديانية إلى اللغة الإنجليزية([7]):

بسبب ما تتمتّع به الطائفة القاديانية من الدعم المادي والمعنويّ من الحكومة الإنجليزية كانت اللغة الإنجليزية هي وجهتهم الأولى لترجمة معاني القرآن الكريم إليها، ودونك تقويم لأشهر ترجماتهم:

1- “ترجمة محمد علي اللاهوري”:

عنوان الترجمة: “القرآن المجيد“.

وصف النسخة: تعدّ هذه الترجمة من أشهر ترجمات القاديانية إلى اللغة الإنجليزية، كما اعتمد عليها جلّ المترجمين إلى اللغات الأخرى؛ لذا اهتمَّ القاديانيون بإعادة طبعها عدة مرات، وكان أول ظهور لها في سنة (1335هـ-1916م)، ثم توالت طباعتها؛ حيث طبعت خمس مرات في مدينة ووكنج بإنجلترا، ثم طبعت مرة سادسة في مدينة لندن.

تقويم الترجمة: انطلت حقيقة تلك الترجمة على كثير من العاملين في حقل الدعوة والترجمة والمثقفين والكتاب، ووصل الأمر إلى الترويج لها من قِبَل بعضهم؛ يقول الدكتور عبد الله بن عباس الندويّ: “ترجمة واضحة باللغة الإنجليزية لعالم مسلم، أو منسوب للإسلام، مؤمن برسالة القرآن الكريم، فتلقاها المثقفون المسلمون باستحسان عظيم، وقبل ظهور ترجمتي السيد بيكثال، وعبد الله يوسف علي([8])، كانت هذه الترجمة تعدّ ممثّلة وجهة نظر المسلمين الذين تشبّعوا بروح الثقافة الغربية نحو القرآن”([9]).

من أبرز سلبيات هذه الترجمة:

  • من الأخطاء العقدية: مسألة حياة السيد المسيح عيسى عليه السلام؛ إذ يؤمن المترجم بموته وعدم رفعه إلى السماء حيًّا، وهو ما يتماشى مع المبادئ الأساسية للقاديانية؛ لإثبات نبوة المتنبّي القادياني، هذا بالرغم من زعم المترجم أن ترجمته لا تتعارض مع وجهة نظر المسلمين، وما عليه الجمهور من المفسِّرين في العقائد.
  • احتوت الترجمة على آراء شاذّة حول الملائكة والجن؛ إذ زعم أن الملائكة اسم لقوة إرادية لله تعالى، وتمثيل لقوى الخير([10])، وأن الجن اسم لقوى الشر، وتمثيل مجازي للدعاة إلى الشر([11])، متجاهلًا بهذا تصريح القرآن الكريم بوجود الملائكة والجن.
  • يرى المترجم أن الجنة تجسيد معنوي لرضا الله تعالى، وأن النار دليل على سخطه.
  • إنكاره لظهور المعجزات جملةً وتفصيلًا؛ فقد ترجم معاني الآية: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُم} [البقرة: 60]. كالآتي: لما طلب موسى الماء لقومه أمرته أن يمشي بعصاه إلى الجبل، ويبحث عن منابع الماء، ففعل، فإذا هو أمام عيون ماء كثيرة فوق الجبال، فعلم كل أناس مشربهم. فالمترجم يذهب إلى أن الضرب معناه: الخطو، من ضَرَبَ الأرض أي: خطا عليها خطوات، والحجر: معناه الجبل، والانفجار: ظهور شيء فجأة. وقد اعتمد المترجم منهج التأويل هذا في كل ما يتعلق بالخوارق (المعجزات).

2- “ترجمة ظفر الله خان”:

عنوان الترجمة: “القرآن“.

وصف النسخة: طبعـت هذه الترجمـة في سنة (1371هـ) في مطبعـة كـورزون، في مدينة لنـدن بإنجلترا.

تقويم الترجمة: حوت تلك الترجمة على جملة من الأخطاء العقدية الفاسدة، ومنها على سبيل المثال:

  • تأويل المعجزات.
  • إنكار وجود الجن باعتبار كونهم خلقًا آخر، حيث يعتقد المترجم أنهم قوم من الإنس من الطبقة الأرستقراطية (Aristocratic Group) وهم لا يعايشون عامة الناس.
  • الزعم بأن الشيطان هو تعبير مجازي للنَّفس الأمَّارة بالسوء.

3- “ترجمة ملك غلام فريد”:

وصف النسخة: صدرت تلك الترجمة في سنة (1934م)، وبتوجيه من مؤسس القاديانية ميرزا غلام أحمد، وقد قامت مجموعة من ناشطي القاديانية -يرأسهم محمد علي، ويساعده ملك غلام فريد وغيره- بالعكوف على إخراج ترجمات إنجليزية لمعاني القرآن الكريم، وتَمَّ نَشْرُها على نطاق واسع، تَحْدُوها روحُ الرغبة في كسب أتباع جدد ممن يتحدّثون اللغة الإنجليزية.

تقويم الترجمة: يملأ صفحات تلك الترجمة التحريف والتشويه لتعاليم القرآن الكريم، وهي ترجمة ذات بعد طائفي مناقض للإسلام، ومما تحتويه تلك الترجمة:

  • إنكار أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم آخرُ الأنبياء وخاتمهم حقًّا.
  • تأكيد صَلْب عيسى عليه السلام.
  • تصوير ميرزا غلام أحمد -زعيم القاديانية- على أنه المسيح الموعود.

4- “ترجـمة الخواجة كمال الدين، ونذير أحمد”:

عنوان الترجمة: (A Running Commentary on the Holy Quran)، ومعناه: “التفسير العصري للقرآن الكريم”.

وصف النسخة: طبع هذا التفسير في سنة (1368هـ-1948م) في مدينة لندن، وهي تحتوي على النص القرآني بالخط العربي، ثم يليه النص القرآني بالحروف اللاتينية، ويليه الترجمة لكل آية مرقمة، وعلى الحاشية تفسير عام حسب مرئيات المترجم ومعتقداته الخاصة.

تقويم الترجمة: اشتملت الترجمة على تحريف معاني القرآن الكريم، وقد تعسَّف المترجم في ذكر التأويلات البعيدة، ومنها ما قاله في تفسير الدخان؛ وأن المراد به: هو دخان القاطرات التي تجرُّ العربات على سكة الحديد.

5- ترجمة ميرزا بشير الدين محمد أحمد

والمترجم يعدّونه الخليفة الثاني للحركة القاديانية.

وقد طبعت هذه الترجمة في ثلاثة أجزاء بين عامي (1947-1963م)، وهي لا تختلف في جملتها عن سابقاتها من حيث الترويج والنشر لعقائد القاديانية الفاسدة.

وبصفة عامة: يمكننا القول بأن الترجمات القاديانية إلى اللغة الإنجليزية كانت هي الترجمات المتوافرة على الساحة لمدة سنوات عديدة، إضافة إلى الترجمات الاستشراقية([12]). ولكون ترجمات القاديانية تحمل أسماءً إسلامية فقد أغرى ذلك كثيرًا من القراء المسلمين غير المطَّلعين الذين لم يَفْطنوا لحقيقتها، بل قد وقع في شِراكها بعض العلماء العاملين في مجال ترجمات معاني القرآن الكريم، كما وقع للدكتور عبد الله بن عباس الندوي في ثنائه على ترجمة محمد علي اللاهوري([13]).

ولكن مع النشاط الدعوي الكبير خلال الثلاثين عامًا الماضية انكشف أمر القاديانية، ومنذ عام (1971م) لم يكَد يرى الباحث ترجمة جديدةً لمعاني القرآن للقاديانية باللغة الإنجليزية، وإنما يُعاد طبع الترجمات السابقة بين الفينة والأخرى؛ نتيجة للوعي الفكري الذي انتشر بين المسلمين بحقيقة القاديانية وضلالها.

وتفاديًا لإعراض جمهور المسلمين عن ترجمات القاديانية فقد أخذ رموز تلك الطائفة في إعادة طبعاتهم لترجماتهم القديمة، ووضعوا عليها أسماء أخرى مبهمة أو مجهولة، ودونك مثالين على هذا التزوير:

المثال الأول: ظهرت ترجمة لمعاني القرآن باللغة الإنجليزية باسم ترجمة “مولانا”، وبعد دراستها من قبل المتخصّصين في مجال ترجمات معاني القرآن الكريم وُجد أنها مطابقة لترجمة محمد علي اللاهوري السابق ذكرها.

المثال الثاني: ظهرت ترجمة إنجليزية بأمريكا في سنة (1983م) منسوبة إلى شخص اسمه محمد حبيب شاكر (M. H. Shakir)، وهو شخصية مجهولة، وأذيع بين الناس أنها ترجمة للشيخ محمد شاكر -العالم الأزهري المصري المعروف- وبعد دراساتها وإجالة النظر فيها اكتشف المتخصّصون أن هذه النسبة خطأ، وأنها نسخة مشابهة لترجمة محمد علي اللاهوري السابقة.

ثانيًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى اللغة الفرنسية([14]):

“ترجمة قاديانية باللغة الفرنسية”:

وصف النسخة: طبعت هذه الترجمة في سنة (1985م) في مدينة لندن، وقد صُدِّرت بمقدمة من ميرزا بشير الدين الخليفة الثاني للحركة القاديانية.

تقويم الترجمة: تحتوي تلك الترجمة على تأسيس للعقائد القاديانية، وهي تنحو منحى الترجمات الإنجليزية، ومن أمثلة ما جاء فيها من العقائد والأفكار المنحرفة:

  • إنكار أن آدم عليه السلام هو أبو البشر، مدَّعين بأن خلق الإنسان يمر بمراحل تطوّر متدرجة، وأن القرآن يبين أن جيل آدم لم يكن أول جيل من البشر، بل سبقه غيره، ولكنهم لم يكونوا على المستوى القادر على حمل التكاليف، وكانوا يعيشون في المغارات وكهوف الجبال مختفين أو منعزلين؛ ولذلك سماهم القرآن الجن، وحذر القرآن آدم وشعبه من شعب الجن ورئيسه إبليس؛ لأنهم سيعيشون معًا على الأرض، وباكتمال مرحلة نمو الإنسان في جيل آدم أرسل الله الوحي إلى الرجل الأكمل فيهم وهو آدم([15]).
  • إنكار بعث الأموات زاعمين بأن هناك قوانين إلهية لا تقبل التغيير تقضي بأن الميت لا يرجع أبدًا إلى الحياة، ويجعلون سندهم في ذلك نصين من القرآن الكريم: النص الأول قول الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 95]، والنص الثاني: قوله تعالى {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99، 100]. وما ورد عن الأنبياء السابقين من عبارات تدل على الإحياء ليس سوى عبارات مجازية أو استعارة، ولا يمكن أن تفسَّر حرفيًّا([16]).
  • ينكرون بعث الأجساد في الآخرة -والذي تنص عليه صراحة الآية الأخيرة التي يستشهدون بها على إنكار البعث- وهو هدفهم الحقيقي من كلِّ دعاويهم الباطلة.
  • تحريف كل نص يدلُّ على البعث على طريقة الباطنية في التأويل بلا مبالاة بحرمة النص القرآني، وأسهل شيء عليهم هو ادِّعاء الرمزية، ومن ذلك ما قالوه في قوله تعالى: {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل: 64]، حيث قام المترجم بترجمة قوله تعالى: {يُبْعَثُونَ} بما يوافق عقيدة تناسخ الأرواح عند القاديانية([17]).
  • ومن اعتقاداتهم الفاسدة في النجاة والخلاص والجزاء الأخروي: أن الأرواح الكاملة ستدخل فورًا إلى الحالة التي توصف بأنها الجنة، والأرواح التي تطورت بصورة ناقصة سيتعرضون للحالة التي توصف بأنها النار، وهي عبارة عن إصلاحية أعدت لعلاج الأمراض الروحية، وسيدخلون الجنة بعدها، وكل الأرواح ستصل إلى الجنة، والنار لن يصبح هناك علة لبقائها؛ فكل الأرواح لها أصلها في الله([18])، وسترجع في النهاية إليه، وينتهي إلى أن رؤية الله -الحضور الإلهي- هي أعظم جزاء لهم([19]).

ثالثًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى اللغة الإسبانية([20]):

1- “ترجمة علي دراك ونجمة الفاروقي”:

يصرح المترجمان بانتسابهما إلى طائفة القاديانية.

لغة النص الأصلي للترجمة: اتخذت الترجمة الإنجليزية لمحمد علي اللاهوري أصلًا لها.

وصف النسخة: طبعت هذه الترجمة في سنة (1986م) في مدينة لاهور، وقامت كل من كرمن إنخوصا وصيرخيو سرمينتو بمقارنة النص النهائي بالأصل العربي وبترجمة مكسيكية.

2- “ترجمة أنطونيو كارِّيوروبليس”:

عنوان الترجمة: “القرآن المقدَّس”.

والمترجم: ينتسب إلى طائفة القاديانية.

لغة النص الأصلي: اعتمدت هذه الترجمة بالدرجة الأولى على الترجمة الإنجليزية المعتمدة لدى الطائفة الأحمدية، وهي ترجمة محمد علي اللاهوري.

وصف النسخة: طبعت هذه الترجمة في سنة (1988م)، وقد ضمَّت النص العربي مع ترجمته للإسبانية، عن إسلام إنترناشيونال بابليكيشان ليمتد (المملكة المتحدة)، وقد أنجز المترجم عمله بمساعدة عطاء إلهي، وتحت إشراف ميرزا طاهر أحمد، رابع خليفةٍ للمسيح المنتظر -حسب قولهم- والرئيس الرُّوحي للقاديانية الأحمديَّة.

رابعًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى اللغة الألمانية([21]):

للطائفة القاديانية صوت مسموع في أوروبا عامة وألمانيا خاصة، ولا أدل على ذلك من أن الطائفة القاديانية قد اتخذت مؤخرًا من برلين مقرًّا لها، وفيما يلي تقويم لأشهر ترجماتهم باللغة الألمانية.

1- “ترجمة ميرزا بشير الدين”:

اسم المترجم: بشير الدين محمود أحمد.

وصف النسخة: طبعت هذه الترجمة في سنة (1954م) في مدينة فيزبادن بألمانيا، ثم صدرت طبعة ثانية منقحة في سنة (1959م)، وهذه الترجمة لم تنتشر؛ لذا لم تخضع لدراسة مفصلة من قبل الباحثين والمتخصصين.

2- “ترجمة ميرزا ناصر أحمد”:

وصف النسخة: ظهرت هذه الترجمة في سنة (1970م)، وقد ذاع صيتها، وانتشرت انتشارًا واسعًا؛ لذا أخضعها المتخصصون في مجال ترجمات معاني القرآن الكريم للنقد والتقويم.

منهج الترجمة:

  • قُسِّمت الصفحةُ قسمين طوليين، النص العربي في النصف الأيمن، والترجمة في النصف الأيسر منها.
  • يتكون هذا العمل من مقدمة وتقع في (153) صفحة، يليها سور القرآن الكريم باللغة العربية، مع ترجمتها إلى الألمانية في (635) صفحة، وقد زُوِّدت مواضع منها بحواشٍ، ثم تذييلات في نهاية العمل بلغت (242) تذييلًا في (13) صفحة، وأخيرًا مسرد بموضع أهم القضايا الدينية في القرآن الكريم في صفحتين ونصف تقريبًا.
  • وردت أسماء السور بالعربية وكُتبت -فضلًا عن ذلك- بحروف لاتينية، وتم بيان المكي منها والمدني، وذُكِر عدد آياتها، وعُدَّتِ البسملةُ آيةً من كل سورة، ولم يتم ترجمة معنى اسم السورة إلى الألمانية.

تقويم الترجمة:

خضعت هذه الترجمة للدراسة والنقد من قِبل المتخصصين، ونظرًا لما يقتضيه المقام سأقتصر على ذِكر بعض ما يمسُّ الجانب العقدي في تلك الترجمة([22]):

  • التعسُّف الذي قام به صاحب الترجمة في فهم آيات القرآن وتحميلها ما لا تحتمل، وصرفها عما نزلت له، والخروج بالمعاني إلى غير ما وُضعت له، وهو ما يخالف مخالفة صريحة ما اتفق عليه جمهرة علماء المسلمين من الأولين والآخِرين.
  • الترويج لمعتقدات تلك الطائفة الضالة بتحريف معاني بعض الآيات القرآنية لتتسق مع مزاعمهم التي تتناقض تناقضًا بَيِّنًا مع صريح الإسلام دينًا ومعتقدًا، ومع ما ثبت بالكتاب والسنة، وما أجمعت عليه الأمة، ومن أمثلة ذلك:
  • في قوله تعالى: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} [المائدة: 114]، قال المترجم: «إشارة إلى سيطرة الشعوب المسيحية (على غيرها) مرتين، المرة الأولى قبل الإسلام، والثانية بعد الإسلام في عصرنا الحالي». وهذا رأي غريب انفرد به صاحب ترجمة القاديانية الأحمدية، فالآية في قصة المائدة التي تنسب إليها السورة، وهي مما امتنَّ الله به على عبده ورسوله عيسى عليه السلام، فأنزلها الله آية باهرة وحجة قاطعة، وليس هناك بين المفسِّرين من يفهم «المائدة» على هذا النحو الذي لا دليل عليه، بل هو تأويل موغِل في الغرابة والشذوذ.
  • في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50]، قال صاحب الترجمة: «إشارة إلى بلاد كشمير، وفي التاريخ اليهودي والهندي ما يؤكد الظَنَّ بأن عيسى عليه السلام قد هاجر إلى كشمير بعد الصلب». ولم يرد في الروايات البتة أن هذه الربوة في كشمير، وإنما تنوعت أنظار المفسرين في تحديد مكان تلك الربوة، فمنهم من يرى أنها في مصر، ومنهم من يرى أنها في دمشق، ومنهم من يرى أنها في فلسطين، ومنهم من يرى أنها في بيت المقدس([23])، وهي الأماكن التي ذهبت إليها مريم بابنها في طفولته وصباه. ومن المعلوم أن طائفة الأحمدية تعتقد أن المسيح مدفون في بلدة اسمها: «ربوة» في بلاد كشمير، كما تعتقد أن غلام أحمد هو المسيح؛ لأن المسيح لما صلب قام بعد موته وهاجر إلى كشمير، ثم حلت روحه في غلام أحمد، وجميعها أقوال فاسدة ظاهرة البطلان، قد أنكرها العلماء، وبها وبأمثالها حكموا على الطائفة القاديانية أنها طائفة منحرفة مارقة من الإسلام.
  • في قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِير} [فاطر: 33]، يقول المترجم: «يجب أن تُفْهم النِّعَمُ هنا -كما هو الحال في كل المُتَعِ الأخرى في الجنة- على معناها المجازي». وهو بهذا ينفي المتاع المادي في الجنة! وهو اتجاه خطير في رؤية نعيم الجنة، مع أن المفسِّرين يرون أن المشهد هنا يكشف عن نعيم مادِّي ملموس، ونعيم نفسي محسوس.
  • في قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات: 130] قال صاحب الترجمة: «إل ياسين: جمع إلياس، وطبقًا للكتب اليهودية والإسلامية فهناك ثلاثة أشخاص بهذا الاسم: إلياس الذي أتى قبل موسى عليه السلام، ويوحنا الذي كان قد ورد ذكره في بشارة إلياس، ثم إلياس آخِر الزمان، الذي من المفروض أن يأتي قبل ظهور المسيح الموعود، ولقد كان هذا الشخص هو سيد أحمد بليرفي الذي ظهر قبل مجيء مؤسس طائفة الأحمدية المسلمة». والمترجم يؤسس للاعتقاد الباطل عند القاديانية، وهو أن ظهور مؤسس الطائفة الأحمدية قد سبقه شخص مبارك، مع أن المعنى المستقر عند المفسرين هو: سلام على آل ياسين، أو عليه وعلى آله بتغليبه عليهم، أو إلياسين لغة في إلياس، كما أن إسماعين لغة في إسماعيل([24]).
  • في قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} [الصافات: 158] قال صاحب الترجمة: «يجب أن تُفْهم كلمة الجن بمعنى: أكابر الناس وعِليَة القوم، الذين لا يحبُّون أن يسكنوا بين الشعب، بل في فيلات مقصورة».
  • في قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] قال صاحب الترجمة: «هم مجموعة من اليهود قدموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من نصيبين بالعراق؛ ليسألوه عن تعاليمه، وقد قدموا إلى الجزيرة العربية سرًّا متخفين؛ ولذا وصفهم القرآن الكريم بكلمة: الجِنّ، وهذا هو المعنى نفسه الذي يُفهم من الآيات 1-4 من سورة الجن»؛ وعند ترجمة سورة الجن إحالة على هذا التذييل. وهي محاولة يائسة من صاحب الترجمة لرفض عالَم الجِنّ، فذكر هذه القصة الغريبة التي لم تُشر إليها كتب التفاسير، لا من قريب ولا من بعيد، والموضوع على حقيقته، وفي الآية دليل على وجود الجن، وأن منهم مَن استمع إلى القرآن وآمن به، ودعا قومه للإيمان به كذلك.
  • في قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] قال المترجم: «كان القمر عند العرب علامة الحكم والسيادة، وتشير الآية إلى أن زوال الدولة العربية بات قريبًا». واخترع المترجم هذه الترجمة على الرغم من أن الروايات المتواترة متفقة على آية انشقاق القمر، ورؤية العرب له في حالة انشقاقه إثبات وقوع الحادث، وإن اختلفت في رواية هيئته تفصيلًا وإجمالًا، ولم يقُل أحدٌ من المفسِّرين بما ذهب إليه صاحب الترجمة المذكورة.
  • في قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} [الرحمن: 19] قال المترجم: «نبوءة بحفر قناة السويس وقناة بنما اللتين تربطان بحورًا بعضها ببعض، وبهما اللؤلؤ والمرجان بكميات وفيرة».

خامسًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى اللغة الهولندية([25]):

“ترجمة سويدو”:

لغة النص الأصلي: نقلًا عن الترجمة الإنجليزية لمحمد علي اللاهوري القادياني.

وصف النسخة: ظهرت هذه الترجمة في سنة (1934م)، أضاف على ترجمة اللاهوري مقدمة تقع في (190) صفحة تحوي تفصيلًا عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والحركة الأحمدية، وتميزت عن مثيلاتها من الترجمات باللغة الهولندية بوجود نص القرآن الكريم بجوار النص الهولندي المترجم، ولم تحظ تلك الترجمة باهتمام المتخصصين، ولم تسلط عليها أضواء النقد والدراسة.

المطلب الثاني: الترجمات القاديانية إلى اللغات الآسيوية:

لم تقتصر جهود الطائفة القاديانية على الترجمات باللغات الأوربية، بل امتدت لتشمل اللغات الآسيوية؛ إمعانًا في نشر عقائدها الفاسدة.

أولًا: ترجمات القاديانية إلى اللغة الأردية([26]):

ظهرت ترجمات متعددة للطائفة القاديانية باللغة الأردية، ولم تسعفنا المراجع بدراسة تفصيلية لتلك الترجمات، ومن أشهر مترجميهم:

  • نور الدين حكيم، وظهرت ترجمته في سنة (1910م).
  • محمد سعيد قادري الحنفي، وطبعت ترجمته في سنة (1915م).
  • فخر الدين الملتاني، وصدرت ترجمته في سنة (1919م).
  • غلام حسن نيازي بشاوري، وصدرت ترجمته في سنة (1939م).
  • حمد إسحاق نير، وقد طبعت ترجمته في سنة (1947م).
  • بشير الدين محمود أحمد، وترجمته صدرت في سنة (1966م).

ثانيًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى اللغة الصينية([27]):

“ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الصينية“:

اسم المترجم: (جو جون يي)، واسمه العربي عثمان، وهو قادياني مقيم في باكستان.

بيانات الطباعة: تمَّت طباعة هذه الترجمة في سنة (1990م)، في المطبعة الدولية الإسلامية ببريطانيا بالعربية والصينية، ثم طُبِعت مرة أخرى في شركة الطباعة الملونة: «جايي» في سنغافورة.

وصف النسخة: هي ترجمة قاديانية واضحة المعالم، واستهل المترجم كل سورة بمقدمة يُبيِّن فيها وقت وسبب نزول السورة، وهو بصفة عامة يُؤوِّل جميع الآيات المتشابهة معتمدًا على التفاسير الأحمدية.

تقويم الترجمة: هذه الترجمة لم تحظ -بحمد الله تعالى- بالانتشار، والمسلمون في الصين معرضون عنها.

ثالثًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى اللغة التايلاندية([28]):

1- “ترجمة بيان القرآن”:

اسم المترجم: إبراهيم قريشي، المعروف بـالاسم التايلاندي «ديريك كلسيريء ساواد».

التعريف بالمترجم: تلقى المترجم العلوم العصرية والإسلامية في بانكوك، وله نشاط في مجال الترجمة والتأليف، ومن أعماله الأولى للترويج للأفكار القاديانية ترجمته رسالة محمد علي اللاهوري، وهو مجيد للإنجليزية والأردية والتايلاندية، أما العربية فلم يكن متمكنًا منها.

وصف النسخة: صدرت أجزاء منها في السنوات: (1953، 1954، 1957، 1960م) عن دار النشر: الهدى بانكوك تايلاند.

منهج الترجمة: اعتمد المترجم على عدة مصادر، ومن ضمنها: ترجمة خواجة كمال الدين([29])، وترجمة محمد علي اللاهوري([30])، ومن المعروف أنهما من أشهر الترجمات القاديانية التي انتشرت بصورة واسعة([31])، وقد اكتُشف أن المترجم اعتمد في غالب ترجمته على ترجمتي محمد علي اللاهوري: “بيان القرآن”، “قرآن مجيد”، وعلى كتابه “دين الإسلام”.

2- “ترجمة قرآن مجيد”:

اسم المترجم: إبراهيم قريشي؛ وهو نفس المترجم السابق.

بيانات الطباعة: صدر منها أجزاء آخرها سنة (1970م)، ثم أعيد طبعها في سنة (1983م) بدون أي زيادات أو تنقيح.

وصف النسخة: لم يذكر المترجم مصادره في الترجمة، لكن اكتشف أنه اعتمد على ترجمة محمد علي اللاهوري “قرآن مجيد”، وليست ترجمته إلا صورة للأفكار والعقائد الفاسدة للطائفة القاديانية.

وللأسف الشديد فقد انتشرت هذه الترجمة في أوساط المسلمين المثقفين، ووزعت عليهم مجانًا. وعلى الرغم من اكتشاف تحريفها وأخطائها الشنيعة إلا أن المترجم أعاد طبعها من غير تنقيح أو تصحيح.

وقد أحسنت جمعية خريجي الجامعات والمعاهد العربية حيث قامت بإصدار كتب ونشرات وبيانات تفضح المترجم على ما قدمه في هذه الترجمة وغيرها من كتبه المليئة بالآراء الفاسدة والمغلوطة على عقيدة المسلمين.

رابعًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى اللغة المليبارية([32]):

“ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة المليبارية”:

اسم المترجم: محمد أبو الوفاء.

وصف النسخة: تم نشر هذه الترجمة في سنة (1991م) في إنجلترا تحت إشراف: «المنشورات الإسلامية القاديانية الدولية المحدودة».

وقد اعتمد المترجم بصورة كبيرة على الترجمة الإنجليزية لشير علي، وعلى الترجمة الأردية لميرزا بشير الدين([33])، ويبلغ عدد صفحاتها (1180) صفحة؛ بالإضافة إلى شرح موجز لترجمة الجزء الأخير من القرآن الكريم.

تقويم الترجمة: تعطي الترجمة صورة واضحة عن معتقدات القاديانية الفاسدة؛ فالنص القرآني يقابله الترجمة اللفظية، ثم تأتي الحاشية مشحونة بالتعليقات الباطلة، ودونك بعض ما تحتويه من أباطيل وخرافات:

  • تحريف قوله تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَام} [المائدة: 75]، قال المترجم في بيان معنى كلمة {خَلَتْ}: “معنى خلا فلان أي: مات؛ فعيسى ابن مريم مات كما مات سائر الأنبياء” اهـ. وقد قام المترجم بذلك ترويجًا لدعاوى القاديانية الكاذبة بأن زعيمهم ميرزا غلام أحمد هو المسيح الموعود؛ فقد قال في “ضميمة الوحي”: “وأتى المسيح الموعود بمجاهرا بأمر الله العلام ليظهر الله ضياءه التام على الأنام بعد الظلام”([34]). ثم ناقض المترجم نفسه عندما ترجم كلمة {خَلَتْ} في قوله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَن} [آل عمران: 137] فقال: “خلت بمعنى: مضت”.
  • تحريفه لقوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّين} [الأحزاب: 40] فقال: “إن معنى الخاتم: الأفضل أو الكامل” اهـ. وقد فعل ذلك ليثبت بالآيات استمرار الوحي الإلهي، وأن سلسلة الأنبياء لم تنقطع، وليتوصل بعد ذلك إلى نبوة الكاذب ميرزا أحمد القادياني.

ومما يُستبشر به أن هذه الترجمة ليس لها انتشار كبير في مليبار؛ لأن دعوة القاديانية في صفوف المسلمين ضئيلة جدًّا هناك -ولله الحمد-، وتعد مليبار من أقل المناطق تأثرًا بهذه النحلة الضالة، وأهل الحق لهم بالمرصاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

خامسًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى اللغة الروسية([35]):

1- “القرآن”:

اسم المترجم: الجمعية الأحمدية العالمية.

اسم المحرر: د. صابر الدين صديق من الهند، وكليم حوار من باكستان.

لغة النص الأصلي: اعتمد المترجم على الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم لشير علي من الطائفة القاديانية.

وصف النسخة: صدرت هذه الترجمة في سنة (1987م)، عن دار نشر الشركة الإسلامية في جامع لندن، وكتب على الغلاف طبعت برعاية الخليفة الرابع ورئيس الحركة الأحمدية حضرة ميرزا طاهر أحمد.

وقد قامت الجمعية العالمية للطائفة القاديانية بترجمة النص الإنجليزي لشير علي إلى اللغة الروسية، وبعد إتمام الترجمة أرادت أن تتأكد من صحة الترجمة، وبعد مدة وجدت الثنائي صابر الدين صديق من الهند وكليم حوار من باكستان، فأوكلت إليهما مراجعة الترجمة وتنقيحها وفحصها.

ومما يلاحظ على الترجمة أن أرقام آياتها لا تتطابق مع أرقام آيات المصحف، ويرجع السبب في هذا الاختلاف إلى أن المترجم قام باحتساب البسملة آية منفردة مما يجعل الأرقام تزيد رقمًا، ولم تنل تلك الترجمة حظًّا من الدراسة.

2- “القرآن الكريم – النص العربي مع الترجمة الروسية”:

اسم المترجم: خالد أحمد، ورافائيل بوخارايف، رستم حمد فالييف.

التعريف بالمترجمين: لم تسعفنا المراجع بالتعريف بكل من خالد أحمد ورستم حمد فالييف، وأما رافائيل بوخارايف فهو قد ولد في تتارستان في سنة (1951م)، وهو شاعر وكاتب مسرحي وصحفي ومترجم، يعرف اللغات الروسية والإنجليزية والتترية والمجرية، كما كتب الشعر باللغات الأربعة في سنة (1990م)، وقد سافر إلى لندن وبقي فيها حتى وفاته في سنة (2012م)، وكان يعمل في إذاعة بي بي سي البريطانية، وانتسب في نفس السنة إلى الطائفة الأحمدية.

لغة النص الأصلي: اللغة العربية.

وصف النسخة: صدرت هذه الترجمة في سنة (2007م) عن دار نشر ناتاليس بموسكو، وقد بدء بالعمل فيها في سنة (1999م)، وانتهى في سنة (2005م)، ولم تطبع إلا في سنة (2007م)، وتعد هذه الترجمة هي الثانية للطائفة القاديانية باللغة الروسية، أما الترجمة الأولى فكانت في سنة (1987م)، وبين الترجمتين اختلاف جذري؛ حيث تقول هيئة التحرير في مقدمة الترجمة: إن الترجمة الثانية لا تمت بصلة لترجمتها الأولى، بل هي مختلفة كليًّا عنها.

كما قالت هيئة التحرير في مقدمة تلك الترجمة: اعتمدت هذه الترجمة على ترجمة ما يسمونه: الخليفة الرابع ميرزا طاهر أحمد إلى لغة الأوردو، أما ما يخص الترجمة الروسية فقد أنجزها ممثل الطائفة الأحمدية العالمية في روسيا خالد أحمد الذي أضاف إلى النص ترجمة مقدمات السور، والملاحظات على الآيات التي كتبها مترجم الأوردو، وساعد المترجم في عمله اثنان من نفس الطائفة: وهما رستم حمد فالييف، الذي قدم المساعدة للمترجم بشكل مستمر، ورفائيل بوخارايف الذي قام بتحرير ترجمة القرآن، وتحرير مقدمات السور، وكتب الملاحظات على بعض الآيات، وأدار العمل وقاده من البداية إلى النهاية السيد نور الدين شمس، وتم تجهيز النص العربي والنص الروسي الموازي له للطباعة من قبل قسم الطباعة التابع للطائفة الأحمدية (القاديانية) في باكستان، بإشراف ميرزا أنس أحمد.

تقويم النسخة: لم تحظ هذه الترجمة بالدراسة الوافية، ويكفي في ردها وما قبلها ما هو معلوم عن الطائفة القاديانية وعدائها للإسلام.

المطلب الثالث: ترجمات القاديانية إلى اللغات الأفريقية:

اتَّسعت دائرة النشاط القادياني لتصل إلى القارة السمراء، وصدرت عنهم جملة من الترجمات ببعض اللغات الأفريقية، ومنها:

أولا: أشهر الترجمات القاديانية إلى اللغة السواحيلية([36]):

“ترجمة الميرزا مبارك أحمد الأحمدي”:

وصف النسخة: صدرت هذه الترجمة في سنة (1953م) في نيروبي، وقد بدأ المترجم عمله في سنة (1936م)، ثم عُرضت على لجنة اللغات المحلية فأقرَّت طبعها في سنة (1944م)، واقترحت إجراء بعض التصحيحات اللغوية عليها، وهي تقع في (1062) صفحة، وتشتمل على النص العربي للقرآن مطبوعًا في جانب من جوانب كل صفحة، وتقابله الترجمة السواحيلية، وقد نُشر من هذه الترجمة (التي طُبعت بالحروف اللاتينيَّة) عشرة آلاف نسخة في الطبعة الأولى، وهو عدد كبير من النسخ يوضح مدى استهدافهم لشرائح المسلمين في أفريقيا.

تقويم الترجمة:

أضيف إلى الترجمة توضيحات بقصد الرَّدِّ على شبهات المبلِّغين المسيحيين، وبيان أفضلية التعاليم الإسلامية، لكنَّ التوضيحات المذكورة كانت تتضمَّن -في الوقت نفسه- تبليغًا للعقائد القاديانية المنحرفة، فقام هؤلاء بالردِّ على شبهات فاسدة؛ ليثيروا شبهات أخرى لا تقل فسادًا.

ثانيًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى لغة اللوجندا([37]):

“ترجمة لجنة من القاديانية”:

عنوان الترجمة: (KuraniEntukuvu).

اسم المترجم: لجنة من المترجمين، وعلى رأسهم: زكريا كيزيتوبولوادا.

وصف النسخة: طبعت هذه الترجمة في سنة (1973م) في كمبالا بأوغندا، وقامت بالنشر البعثة الأحمدية في أوغندا، ثم أُعيدت طباعتها مرة أخرى في سنة (1984م) في إنجلترا، والناشر لها البعثة الأحمدية بإيجولد واموا في أوغندا، وتقع هذه الترجمة في (1001) صفحة، وقد كتبت بالحرف اللاتيني، وتشتمل على النص القرآني.

تقويم الترجمة:

لقد صُدِم المسلمون بتلك الترجمة؛ نظرًا لما تحتويه من العقائد الفاسدة والمضللة المخالفة لدين الإسلام، ووصل الأمر إلى الرئيس الأوغندي وقتها عيدي أمين، فأمر بالتخلص منها؛ يقول الدكتور المعايرجي: “وقد علمت أن الرئيس الأوغندي عيدي أمين جمع هذه الترجمة وأمر بإحراقها، ولم يَبْقَ منها سوى أعداد قليلة جدًّا”([38]).

وبعد ظهور الطبعة الأولى لهذه الترجمة تحرك المسلمون الناطقون بلغة اللوجندا لدفع الضرر، فبادروا إلى القيام بترجمةٍ بلغتهم تعاون عليها الشيخ عبد الرازق أحمد ماتوفو مفتي أوغندا في ذلك الوقت.

ثالثًا: أشهر الترجمات القاديانية إلى لغة اليوربا([39]):

“ترجمة معاني القرآن للقاديانية”:

عنوان الترجمة: (Al-Kuranimimoniede Yoruba atiLarubwa).

وصف النسخة: صدرت هذه الترجمة في سنة (1976م) في لاغوس، عن البعثة الأحمدية القاديانية.

تقويم الترجمة: كانت هذه الترجمة وغيرها من الترجمات غير الأمينة حافزًا للمسلمين على الاهتمام بإصدار ترجمة صحيحة لمعاني القرآن الكريم.

فقد شُكلت لجنة بأمر من مجمع المسلمين في نيجيريا، تحت إشراف من السيد أحمد بللو والأستاذ كامل الشريف -عضوَي المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي- وتشرف الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بطبع 25 ألف نسخة كطبعة أولى من هذه الترجمة على نفقته الخاصة، وتم توزيعها على مسلمي اليوربا، وقد صدرت هذه الترجمة في دار العربية في بيروت عام (1973م)، وتقع في (575) صفحة، وتضم نص القرآن الكريم مع الترجمة.

ولشدة الطلب على تلك الترجمة من المسلمين في اليوربا نفدت الطبعة الأولى، فبادر الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله فأمر بالطبعة الثانية المنقحة على نفقته الخاصة في سنة (1977م) -في نفس دار النشر السابقة- وطبع منها 200 ألف نسخة، ووزعت في سبيل الله، كما بادر بعض المحسنين وطبعوا عدة آلاف أخرى من الترجمة؛ طلبًا للأجر والثواب من الله تعالى.

ثم أعاد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف طباعتها مرتين؛ فطبع منها في سنة (1418هـ) 25 ألف نسخة، وفي سنة (1421هـ) 20 ألف نسخة، والله تعالى يجزل للجميع المثوبة في الدنيا والآخرة.

وبهذا العمل الرائع تم تدارك بعض ما أوجدته تلك الترجمات غير الأمينة بسبب إهمالنا لواجب البيان والتبليغ؛ ورُبَّ ضرة نافعة، وما زال الطريق طويلًا ويحتاج إلى تضافر الجهود وتسخير الموارد؛ تحقيقًا لقوله تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: دور الترجمة الدينية في الدعوة إلى الله لعبده بوريما (ص: 73).

([2]) ينظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/ 416-417).

([3]) ينظر: القرار رقم (3) في الدورة الأولى 10- 17/ 8/ 1398هـ.

([4]) ينظر: قرار رقم 4 (4/ 3)، مجلة المجمع – العدد (2) (1/ 209)، في دورة انعقاده بجدة من 10-16 ربيع الآخر 1406هـ/ 22-28 كانون الأول (ديسمبر) 1985م.

([5]) ضمن قرارات مجمع البحوث الإسلامية في شهر أغسطس من عام 2007م.

([6]) ينظر: فتاوى اللجنة الدائمة الفتوى رقم (1615) (2/ 312)، والفتوى رقم (4317) (2/ 313)، والفتوى رقم (8536) (2/ 314).

([7]) ينظر: ترجمات إنجليزية لمعاني القرآن الكريم في ميزان الإسلام، د. وجيه حمد عبد الرحمن، ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة 1423هـ-2002م، ومناهج ترجمة المصطلحات الشرعية والدينية، للدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الخطيب، ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة 1423هـ، ودراسة نقدية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، لمحمد سعيد شفيق دباس.

Bibliography of the Translations of the Meanings of the Glorious Qur,n into English: 1649-2002 A Critical. Abdur Raheem Kidawai. (P. 226- 228).

([8]) ترجمة عبد الله يوسف علي: هي ترجمة لمعاني القرآن باللغة الإنجليزية، تعدّ من أخطر الترجمات المنحرفة، والمملوءة بالعقائد الفاسدة المروّجة لطائفة البهرة الإسماعيلية، ينظر: ترجمات إنجليزية لمعاني القرآن الكريم في ميزان الإسلام، د. وجيه حمد عبد الرحمن (1/ 375).

([9]) ينظر: ترجمات إنجليزية لمعاني القرآن الكريم في ميزان الإسلام، د. وجيه حمد عبد الرحمن (1/ 376-377).

([10]) ينظر: الحاشية رقم (47) من ترجمة اللاهوري.

([11]) ينظر: حاشية ترجمة اللاهوري رقم (822، 2580).

([12]) في مركز سلف ورقة علمية توضح نشاط المستشرقين في مجال ترجمات معاني القرآن باللغات المختلفة، بعنوان: “مكر المستشرقين في ترجمة الكتاب المبين”، ودونك رابطها:

https://salafcenter.org/2901/

([13]) تقدم كلامه عنها ضمن تقويم تلك الترجمة.

([14]) ينظر: ترجمة معاني القرآن الكريم من قبل بعض الفرق الضالة، يوسف الهمذاني بن الشافعي السعيد أحمد، ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة 1423هـ (3/ 1295)، وترجمات معاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية، لمحمد خير بن محمود البقاعي، ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة 1423هـ (5/ 2227).

([15]) ينظر: الترجمة الفرنسية القاديانية (ص: 209).

([16]) المرجع السابق (ص: 168).

([17]) المرجع السابق (ص: 83).

([18]) وهذه هي عقيدة الاتحاد الفاسدة.

([19]) المرجع السابق (ص: 166، 219).

([20]) ينظر: دراسة مقارنة بين ثلاث من ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإسبانية، د. علي بن إبراهيم منوفي، ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة 1423هـ، ودراسة ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإسبانية، للدكتور محمد برادة، ضمن الندوة السابقة.

([21]) ينظر: حول إشكالية ترجمة القرآن.. أساسيات لتقويم بعض الترجمات إلى الألمانية، لمحمد أحمد منصور، وهو بحث منشور باللغة الألمانية في مجلة الدراسات الجرمانية، كلية الآداب جامعة القاهرة، الجزء العاشر (ص447-467)، وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الألمانية، لمراد هوفمان، ترجمة: نديم عطا الله إلياس، ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة 1423هـ (5/ 2193).

([22]) ينظر: حول إشكالية ترجمة القرآن.. أساسيات لتقويم بعض الترجمات إلى الألمانية، لمحمد أحمد منصور، ودونك عنوان البحث باللغة الألمانية:

Mansour, Mohammed Ahmed: Zur Problematik der Ubersetzung des Koran. Ans?tze zur Bewertung einiger Ubersetzungen ins Deutsche. In: Kairoer Germanis-tische Studien. Band 10. Kairo 1997. S. 447-476.

([23]) ينظر: تفسير الطبري (19/ 37)، وزاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي (3/ 264).

([24]) ينظر: مجاز القرآن لمعمر بن المثنى (2/ 172)، وتفسير الطبري (21/ 101).

([25]) ينظر: ملاحظات على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الهولندية، للمستشرق الهولندي فريد ليمهاوس، د. سفيان بن ثوري سريجار، ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة 1423هـ (1/ 197).

([26]) ينظر: تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن باللغة الأردية، لأحمد خان بن محمد علي ، ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم بالمدينة المنورة 1423هـ (4/ 1761).

([27]) ينظر: تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الصينية للشيخ عبد الله قاسم سو جي يو آن الصين، ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف (5/ 1973-1975).

([28]) ينظر: الأخطاء العقدية في الترجمات التايلاندية لمعاني القرآن الكريم، د. عبد الله نومسوك، ضمن الأبحاث المقدمة لندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة 1423هـ (3/ 1055).

([29]) وهي ترجمة قاديانية باللغة الإنجليزية؛ وقد تقدم الكلام عليها.

([30]) وهي أشهر الترجمات القاديانية باللغة الإنجليزية؛ وتقدم تفصيل الكلام عليها.

([31]) ينظر: ترجمات معاني القرآن الكريم وتطور فهمه عند الغرب، عبد الله عباس الندوي (ص: 57-63).

([32]) ينظر: تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة المليبارية، محمد أشرف محمد علي المليباري، ترجمة: عبد الجبار بن عبد الله بوليكا تودي، المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بربوة، الرياض، 1431هـ-2010م. ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة (1423هـ-2002م) (5/ 2109).

([33]) وكلا الترجمتين لم تحظ بالنقد والدراسة من قبل الباحثين.

([34]) ينظر: ضميمة الوحي لميرزا غلام أحمد (ص: 12)، نقلًا عن كتاب فرق معاصرة. د. غالب العواجي (2/ 518).

([35]) ينظر: بحث الأخطاء العقدية في بعض الترجمات لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية د. إلمير رفائيل كولييف؛ ضمن ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم المنعقدة في المدينة المنورة 1423هـ (3/ 980-981)، وحركة الترجمة الروسية لمعاني القرآن الكريم. لمحمد عبد العزيز الدريد.

([36]) ينظر: ترجمات معاني القرآن الكريم باللغات الإفريقية، مقال للدكتور حسن المعايرجي، نشر مجلة المسلم المعاصر، لبنان، العدد 50.

([37]) انظر : الهيئة العالمية للقرآن الكريم، د. حسن المعايرجي، والمرجع السابق.

([38]) ينظر: الهيئة العالمية للقرآن الكريم (ص: 92).

([39]) ينظر: ترجمات معاني القرآن الكريم باللغات الإفريقية، والهيئة العالمية للقرآن الكريم.

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

آثار الحداثة على العقيدة والأخلاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الفكر الحداثي مذهبٌ غربيّ معاصر دخيل على الإسلام، والحداثة تعني: (محاولة الإنسان المعاصر رفض النَّمطِ الحضاري القائم، والنظامِ المعرفي الموروث، واستبدال نمطٍ جديد مُعَلْمَن تصوغه حصيلةٌ من المذاهب والفلسفات الأوروبية المادية الحديثة به على كافة الأصعدة؛ الفنية والأدبية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية…)([1]). ومما جاء أيضا في تعريفه: (محاولة […]

الإيمان بالغيب عاصم من وحل المادية (أهمية الإيمان بالغيب في العصر المادي)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعيش إنسان اليوم بين أحد رجلين: رجل تغمره الطمأنينة واليقين، ورجل ترهقه الحيرة والقلق والشكّ؛ نعم هذا هو الحال، ولا يكاد يخرج عن هذا أحد؛ فالأول هو الذي آمن بالغيب وآمن بالله ربا؛ فعرف الحقائق الوجوديّة الكبرى، وأدرك من أين جاء؟ ومن أوجده؟ ولماذا؟ وإلى أين المنتهى؟ بينما […]

مناقشة دعوى الإجماع على منع الخروج عن المذاهب الأربعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن طريقة التعامل مع اختلاف أهل العلم بَيَّنَها الله تعالى بقوله: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ‌أَطِيعُواْ ‌ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ […]

بدعية المولد .. بين الصوفية والوهابية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الأمور المقرَّرة في دين الإسلام أن العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فإنَّ الإسلام مبني على أصلين: أحدهما: أن نعبد الله وحده لا شريك له، والثاني أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فالأصل في العبادات المنع والتوقيف. عَنْ عَلِيٍّ […]

الخرافات وأبواب الابتداع 

[ليس معقولاً، لا نقلاً، ولا عقلاً، إطلاق لفظ «السُّنَّة» على كل شيء لم يذكر فيه نص صريح من القرآن أو السنة، أو سار عليه إجماع الأمة كلها، في مشارق الأرض ومغاربها]. ومصيبة كبرى أن تستمر التهم المعلبة،كوهابي ، وأحد النابتة ، وضال، ومنحرف، ومبتدع وما هو أشنع من ذلك، على كل من ينادي بالتزام سنة […]

ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي

‏‏للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي([1]) اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور علي بن محمد بن ناصر آل حامض الفقيهي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدا بقرية المنجارة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، إحدى محافظات منطقة جيزان، عام 1354هـ. نشأته العلمية: نشأ الشيخ في مدينة جيزان […]

مناقشة دعوَى أنّ مشركِي العرب جحدوا الربوبية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اعتَمَد بعضُ الأشاعرةِ في العصور الحديثةِ على مخالفة البدهيات الشرعية، وتوصَّلوا إلى نتائج لم يقل بها سلفُهم من علماء الأشعرية؛ وذلك لأنهم لما نظروا في أدلة ابن تيمية ومنطلقاته الفكرية وعرفوا قوتها وصلابتها، وأن طرد هذه الأصول والتزامَها تهدم ما لديهم من بدعٍ، لم يكن هناك بُدّ من […]

حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية في الإسلام

  إنَّ حريةَ الاعتقاد في الإسلام تميَّزت بتفاصيل كثيرة واضحة، وهي تعني أن كلَّ شخص حرّ في اختيار ما يؤمن به وما يدين به، ولا يجب على أحدٍ أن يُكرهَه على اعتقاده، كما تعني الاحترامَ لحرية الآخرين في اختياراتهم الدينية والمعتقدات الشخصية. موقفُ الإسلام من الحرية الدينية: الأصلُ عدمُ الإجبار على الإسلام، ولا يُكره أحد […]

دفع إشكال في مذهب الحنابلة في مسألة حَلِّ السِّحر بالسحر

  في هذا العصر -عصر التقدم المادي- تزداد ظاهرة السحر نفوذًا وانتشارًا، فأكثر شعوب العالم تقدّمًا مادّيًّا -كأمريكا وفرنسا وألمانيا- تجري فيها طقوس السحر على نطاق واسع وبطرق متنوعة، بل إن السحر قد واكب هذا التطور المادي، فأقيمت الجمعيات والمعاهد لتعليم السحر سواء عن طريق الانتظام أو الانتساب، كما نظمت المؤتمرات والندوات في هذا المجال. […]

الفكر الغنوصي في “إحياء علوم الدين” لأبي حامد الغزالي وموقف فقهاء ومتصوفة الغرب الإسلامي منه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم لا تخفى المكانة التي حظي بها كتاب إحياء علوم الدين عند المتصوفة في المغرب والأندلس، فكتب التراجم والمناقب المتصوفة المغربية المشهورة، شاهدة على حضور معرفي مؤثر ظاهر لهذا الكتاب في تشكيل العقل المتصوف وتوجيه ممارسته، وأول ما يثير الانتباه فيه، هو التأكيد على الأثر المشرقي […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017