الأربعاء - 16 ذو القعدة 1446 هـ - 14 مايو 2025 م

مفهوم التأويل الشرعي وضوابطه

A A
#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

التأويل أحد أهم القضايا المعيارية التي أخذت حيزًا كبيرًا من البحث العلمي، في الفكر الإسلامي، على جميع المستويات، وخفض الناس فيها ورفعوا، حتى صار التأويل أصلًا عند المتكلمين، يحاكمون إليه جميع النصوص الشرعية، ويردونها انطلاقًا منه، وفى مقابل هؤلاء ظهرت طائفة أخرى جعلت التأويل عدوا لها ولم تر له مثالًا صحيحًا؛ فرفضت التأويل جملة وتفصيلًا، حتى في مظانه وموارده، وسوف نحاول في هذا المقال تجليَة مفهوم التأويل بمعناه الشرعي، والتعرّض لضوابطه التي تجعله مقبولًا، وتعصم مُستخدمه من الزلل.

تعريف التأويل لغةً واصطلاحًا:

التأويل في اللغة: تفعيل من آل يؤول إلى كذا إذا صار إليه فالتأويل التصيير قال الشاعر:

على أنها كانت تؤول حبها تأول ربعي السقاب فأصحبا ([1])

قال أبو عبيدة: “يعنى تفسير حبها ومرجعه أنه كان صغيرا في قلبه, فلم يزل ينبت حتى صار قديما مثل هذا السقب الصغير, الذي لم يزل يشب حتى صار كبيرا مثل أمه “. ([2])

والتأويل في الاصطلاح له ثلاثة إطلاقات:

الإطلاق الأول: يراد به حقيقة الشيء، وما يؤول أمره إليه، ومنه قوله تعالى: { هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ } [سورة الأعراف:53]. أي حقيقة ما أخبروا به من المعاد، وهذا الإطلاق لا يختلف كثيرًا عن المعنى اللغوي للتأويل؛ بل هو مستمد منه.

الإطلاق الثاني: التأويل بمعنى التفسير، والبيان والتعبير عن الشيء كقوله تعالى: {نَبِّئۡنَا بِتَأۡوِيلِهِۦٓۖ إِنَّا نَرَىٰكَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} [سورة يوسف:36].  أي بتفسيره. ([3])

وهذان المعنيان هما الغالبان في القرآن وفي اصطلاح السلف والمفسرين. ([4])

الإطلاق الثالث: “هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى محتمل مرجوح بدليل”. ([5]) قال في المراقى:

حمل لظـــــــــاهر على المرجــــــــوح

صــحـيــحـه وهـو الـقـريــب ما حــمــل

واقسمه للفـــاسد والصحيــــــح

مع قوة الدليل عند المستدل  ([6])

وهذا هو التأويل في اصطلاح المتكلمين، وجمهور الأصوليين، وعليه يدور الخلاف في مورده ومجاله، فمنهم من توسع فيه، حتى جعل مجرد الاحتمال سببا للتأويل، دون مراعاة للضوابط الشرعية في هذا الباب، والحقيقة أن التأويل بهذا المعنى الاصطلاحي ليس مرفوضا بإطلاق ولا مقبولا بإطلاق، بل لابد له من ضوابط، وهذه الضوابط لا يقبل التأويل من المتأول ما لم يلتزم بها.

ضوابط التأويل: الأصل حمل الكلام على الظاهر. وأما التأويل فهو عارض؛ فلابد للمتأول لكي يُقبل تأويله بهذا المعنى الاصطلاحي الذي مر معنا من أمور منها:

أولا: أن يبين احتمال الكلام للمعنى الذي يريده لغة، ولابد، لهذا البيان أن يمر بمراحل:

  • أن يحتمله اللفظ بوضعه، فيكون مستعملا فيه، وإما إن فسر اللفظ بمعنى لا تدل عليه لغة العرب؛ فإنه لا يكون تأويلاً مقبولا, وذلك مثل تفسير الاستواء بالإقبال، فإنه لا يعرف في لغة العرب ([7]).
  • أن يحتمله اللفظ ببنيته الخاصة, من تثنية وجمع، فإن المعنى قد يحتمله اللفظ مفردا لكنه لا يحتمله بالتثنية والجمع، كتفسير اليد بالقدرة، فإنها وإن احتملتها مفردة، فإنها لا تحتملها مثناة، كما في قوله تعالى: {قَالَ يَٰٓإِبۡلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِينَ} [سورة ص:75]. فإنه لا يمكن أن تكون قدرتي، وكذلك من فسروا العين بالحفظ والرعاية، فإنها، وإن احتملت هذا المعنى مفردة، فإنها لا تحتمله في حالة الجمع، وقد أشار العلامة محمد ناصر السنة إلى هذا التناقض في التأويل بقوله:

مــــثبتة في وحينا الصفات

من أولوا العين فجاءتهم عيون

وأولـوا القدرة باليد وبان

مهما زقي في نـفيـها النفاة
فأفلس التأويل عن غرم الديون

عجزهم لما اتتهم يدان ([8])

  • أن يحتمله السياق والتركيب، إذ قد يكون اللفظ محتملا للمعنى في سياقات أخرى، مثل تأويل النظر بالانتظار، فإنه يرد بهذا المعنى، كما في قوله تعالى: {يَوۡمَ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ } [سورة الحديد:13]. “والنَّظَرُ الِانْتِظَارُ أَيِ انْتَظِرُونا”، ولكنه لا يحتمله في سياق قوله تعالى: {وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ} [سورة القيامة:22-23]. فتعدية الفعل بإلى ونسبة النظر للوجوه؛ يدل على أن المعنى هو النظر بالعين لا الإنتظار ([9]).

ثانيا: أن يبن الوجه الذي لأجله كان هذا المعنى هو المختار عنده.

ثالثا: أن يقيم الدليل والقرينة، الصارفة للكلام عن ظاهره، وهذه القرينة لابد أن تكون معلومة عند المخاطب مألوفة لديه، ولا يكفي أن تكون معلومة إجمالًا، وأن تكون لفظية، وإن كانت عقلية؛ فلابد أن تكون ضرورية بدهية لا تخفى على السامع.

وبدون الإلتزام بهذه الضوابط يكون التأويل لعِبًا وشَغبًا وتحريفًا لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

أمثلة للتأويل الصحيح في العقائد والأحكام:

مثاله في العقائد: قول الله تعالى: {فَٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰهُمۡ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوۡمِهِمۡ هَٰذَا } [سورة الأعراف:51]. فإن النسيان في لغة العرب له معنيان:

المعنى الأول: الغفلة والذهول.

المعنى الثاني: التّرك ([10]).

وحمَله السلف على المعنى الثاني، وهو الترك، وذلك لأدلة منها:

  • كونه أحد معانيه في اللغة, ومنه قوله تعالى: {مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ } [سورة البقرة:106]. أي نتركها.
  • أن السياق يدل على هذا المعنى، فقد ذكر في مقام الحساب والعقاب، ويستحيل أن يكون بمعنى الغفلة والذهول؛ ولذلك ورد عن ابن عباس، والسدي، وغيرهما تفسيره بالترك ([11]).
  • والتأويل قليل في العقائد؛ لأنها أخبار ويراد تصديقها وإجراؤها على ظاهرها، وعدم التعرض لها بالتأويل والتحريف والتكذيب.

مثاله في الأحكام: قول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ } [سورة المائدة:6].

فإن ظاهره أن الأمر بالطهارة لا يكون إلا بعد القيام إلى الصلاة، وتأويلها أن المعنى إذا أردتم القيام إلى الصلاة، فيكون الأمر بالطهارة عند إرادة القيام للصلاة، وهذا تأويل قريب جدًا ووجه قُربه رُجحانه بالنّظير كقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ } [سورة النحل:98]. ([12]).

ومما يزيد الأمر وضوحًا: ذكر أمثلة للتأويل الفاسد في العقائد والأحكام, فإن مثل هذا يجلي حقيقة المنهج القويم في التأويل, ويظهر أنه ليس مردودًا كله, كما أن الباب ليس مفتوحًا على مصراعيه لكل مؤوِّل.

مثاله في العقائد:

من أمثلة التأويل الفاسد, ما ذكره ابن القيم عن أهل الكلام, من أنهم يتأولون الأحد ” بأنه الذي لا يتميز منه شيء عن شيء البتة، ثم قالوا: لو كان فوق العرش لم يكن أحدًا، فإن هذا تأويل لم تعرفه العرب ولا أهل اللغة، وإنما هو اصطلاح حادث عند الجهمية والفلاسفة، ومن وافقهم” ([13]).

وكذلك تأويل قوله تعالى: {ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [سورة السجدة:4]. بمعنى أقبل على خلق العرش، فإن هذا لا يعرف عند العرب في لغتهم، ولا يقال لمن أقبل على شيء، استوى عليه، فلا يقال لمن أقبل على الطعام استوى عليه، وهذا تأويل باطل، وهو كذب بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: (أن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) ([14]) . ” فكيف يقال إنه أقبل على خلقه، وهو مخلوق قبل هذه المخلوقات”([15]).

مثاله في الأحكام:

من أمثلة التأويل الفاسد في الأحكام: تأويل بعضهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم لغيلان بن سلمة لما أسلم على عشر نسوة:  “أمسك أربعا وفارق سائرهن” ([16]). فأولوه: ” على معنى أن الإمساك ابتداء نكاح أربع منهن، وإنما كان بعيدًا لأنه لم ينقل عنه ولا عن غيره تجديد نكاح مع كثرة إسلام الكفار المتزوجين وكون الرجل حديث عهد بإسلام لا يعرف هذا المعنى الشرعي، لهذا الكلمة، فلا يمكن مخاطبته به” ([17]).

وخلاصة الأمر أن القرآن نزل بلسان عربي وجرى على عادة العرب في الخطاب من اعتمادهم على الاستعارة، والمجاز، والكناية، والأخذ بالمفهوم، وتركه، والنص، والإجمال، ولكن الأصل هو الظاهر، فلا يعدل عنه إلا بدليل، وإلا كان الكلام لغوًا وعُرضة للسفسطة، والتحريف فلزم على كل من ادّعى التأويل في آية أو حديث أن يقيم الدليل على ذلك، وإلا عُدّ متلاعبًا بالوحي سائرًا على منهج أهل الكتاب في تحريف الكلم عن مواضعه.

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1])ديوان الأعشى ص 148

[2]) الصحاح  4 / 162

[3]) تفسير القرآن العظيم 1 / 317

[4]) الفتاوى 5 / 34

[5]) نثر الورود 1 / 261

[6]) مراقي السعود ص 20 لمؤلفه سيدي عبد الله الحاج إبراهيم العلوي الشنقيطي

[7])الصواعق المرسلة 1 / 184

[8]) وابل السجيل على فلول التدجيل ص 2

[9])ابن كثير  4 / 210

[10]) لسان العرب 8 / 544

[11]) تفسير القرآن العظيم 2 / 735

[12]) نيل السول ص 94

[13])الصواعق المرسلة 1 / 191

[14]) رواه مسلم 4/2044

[15]) الصواعق المرسلة 1 / 192

[16]) السنن الكبرى للبيهقي رقم 14045

[17]) شرح مرتقى الوصول ص 88_89

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017