ترجمة الشيخ محمد شعيب عابدين رحمه الله
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
اسمه: هو محمد شعيب بن عابدين مكابانجين.
ولادته: ولد في عام 1375هـ في مدينة جنرال سانتس جنوب الفلبين.
نشأته: نشأته: تلقى تعليمه الأولي في المدارس الابتدائية في مدينته المذكورة، والتحق بجامعة مسلمي منداناو في ماتامباي بمدينة ماراوي، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في سنة ١٣٩٨هـ في المعهد الثانوي وتخرج في الجامعة من كلية الشريعة(١٤٠٦-١٤٠٧هـ).
مشايخه:
تتلمذ على مجموعة من كبار العلماء، فقد حضر بعض الدروس للشيخ عبد العزيز بن باز، والتقى بالمحدث الألباني وتأثر به وبكتبه وصوتياته المنتشرة.
وفي المدينة المنورة أخذ عن ثلة من علمائها، منهم: الشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ عبد القادر شيبة الحمد، والشيخ عمر فلاتة، والشيخ صالح السحيمي وغيرهم.
عقيدته:
كان على العقيدة الأشعرية في أول قدومه للمدينة المنورة، وهداه الله إلى العقيدة السلفية، عقيدة أهل الحديث بفضل الله ثم بفضل الشيخ صالح بن سعد السحيمي.
جهوده ومنهجه في الدعوة إلى الله:
– لما رجع إلى الفلبين باشر دعوة الناس وأنشأ مدرسة بالتعاون مع أحد الأفاضل من بلدييه وقام بإلقاء الدروس فيها وفي مدينته وضواحيها.
– بعد سنة ١٤٠٨ عين مفتياً لمدينة جنرال سانتس إلى وفاته.
– كانت له دروس في الإذاعة أسبوعية وفي بعض المواسم يومية أو يوما بعد يوم، يصل صدى دروسه إلى إندونيسيا وماليزيا وغيرها من البلدان، ودروسه كثيرة في مسجده ومساجد ضواحي مدينة جنرال سانتس، وله جولات كثيرة في الضواحي البعيدة لمدينته وربما قطع ٣٠٠ كيلو بالسيارة استئجاراً لإلقاء الدروس والمحاضرات ونشر العقيدة السلفية وتعليم الناس وتبصيرهم بأمور دينهم مع قلة ذات يده.
– برنامجه في الإذاعة سماه بـ “صوت الدعوة السلفية”، واستمر مدة 30 عامًا، حيث إن المستمعين يستطيعون إرسال أسئلتهم، فيرد عليها قدر معرفته من الكتاب والسنة على فهم سلفنا الصالح، مشيًا على منهج فتاوى كبار العلماء السلفيين أمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ محمد ناصر الدين الألباني والشيخ عبدالله بن جبرين رحمة الله عليهم وغيرهم من علماء الدعوة السلفية الكبار، فإجابته لا تخلو من ذكر آراء هؤلاء العلماء الأفاضل، وكان يقول: “أنا تلميذ صغير في طلب العلم وهؤلاء مشايخي، وسأظل تلميذًا إلى الممات”.
– وهو محبٌّ لعلماء السنة مبجلٌ لابن باز والألباني معظّم لهما جدًّا، ويرى أنهما من رجالات السلف، ولكنهما وجدا في هذا الزمان، وهذا من فضل الله علينا.
– شارك الشيخ في إلقاء الدروس والمحاضرات مخلتف الجزر والمدن بـ “مندناو”، ومنهجه في الدعوة: هو التصفية والتربية أولًا، يبدأ حديثه بأهمية العقيدة، وبعد ذلك يتلقى الأسئلة من الحضور ويرد عليها واحدة تلو الأخرى.
– وفي الآونة الأخيرة في عصر برامج التواصل الاجتماعي، أصبح طلابه يسجلون له مقاطع مرئية، حيث زادت شهرته وانتشار هذه المقاطع في أرجاء المعمورة، حيث إن ملسمي الفلبين الذين يعملون ويدرسون خارج الفلبين يتمكنون من الاستماع إلى برنامجه الذي يبث عبر الإذاعة والفيس بوك في نفس الوقت، وقد تم رفع بعض دروسه باللغة الفلبينية على اليويتيوب، يبحث عنها بكتابة اسمه: ustadz sueb abedin.
– أسهم في نشر التوحيد ونبذ البدع والشركيات، وذلك أن السحر والبدع والخرافات كانت على قدم وساق في الفلبين، وانحراف الناس في توحيد العبادة في غاية السوء لدرجة أنه يندر أن تجد بيتًا مسلمًا إلا وفيه استخدام السحر والحُجب البدعية بل والشركية مع الوقوع في الشرك الأكبر من الذبح والنذر والطواف بالقبور، وقضى الله بسببه على كثير من البدع والشركيات. وكان قوي الحجة صاحب مناظرات ينقطع فيها خصومه؛ لذا تأثر سكان المدينة وما حولها بدعوته.
– بسبب تمسكه بالحق وبيانه للناس، كثيرًا ما هدده المتحزبون والأعداء بالقتل والاغتيال، إلى درجة أنهم رموا قنبلة في بيته ليقتلوه، لكن الله نجاه، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فحفظه الله عن مكر هؤلاء ودافع عن دعوته سبحانه، فانتشرت الدعوة السلفية على يده انتشارًا واسعًا في نطاق الفلبين.
– كان مبغضًا للتحزبات صغيرها وكبيرها، ولا يحب الدخول في شيء من ذلك، ومن رأى حاله وطريقته وممشاه ونشاطه يُنبيك عن صدقه وزهده وبعده عن زخارف الدنيا.
زهده ومكانته وما قيل عنه:
– كان الشيخ رحمه الله تعالى ورعًا زاهدًا عن الدنيا وما فيها، وكان أبعد الناس من السياسة وطلب الجاه والسلطة.
– من مهابة الناس له: أنه لا يمكن أن يقيم أحدٌ احتفال المولد والإسراء والمعراج وغيرها من البدع بسبب الشيخ شعيب وتحذيره من ذلك.
– وقد أجاب كبار الدعاة في جنرال سانتس حينما سألهم أحد الدعاة: هل تعرفون من هو أفضل من الشيخ محمد شعيب في العلم ليكون مفتياً بدلاً عنه؟ فقالوا: لا يوجد في الفلبين كلها من يوازيه في العلم فضلا عن أن يكون أفضل منه!!
– وقال أحد الدعاة: في الأسبوع الماضي أتى علماء الفلبين إليه بمسائل وجمعوها حتى يجيب عليها، فأجاب على بعضها واعتذر عن الباقي، فقالوا: أنت أعلم من في الفلبين لابد أن تجيب، فأبى وقال: لا أعلم، وقولوا للناس شعيب لا يعلم.
– من مزايا الشيخ أنه كان سريع البديهة في المسائل، وذاكرته قوية جدًّا، خاصة في ذكر الرجال هل هم ثقات أم لا.. وكان يحسن التعامل مع المسائل الخلافية، وكيفية تحرير محل النزاع فيها.
– كان من وصاياه التي رسخت لدى طلابه: “كن ثابتا على الحق، فلو كانت الدنيا ضدك وأنت تتمسك بالحق فالله معك، فإذا كان الله معك فمن سيكون ضدك؟!”
– كان الشيخ محبا للعلم وأهله، وبيته مليء بالكتب العلمية.
– وفي الجملة أخباره كثيرة وهذه عجالة يسر الله جمع المزيد لاسيما ما يعرفه الدعاة الفلبينيون وما شهدوه من مواقفه المشهودة والمشهورة في نصرة العقيدة.
وفاته:
توفي الشيخ محمد شعيب عن مرض يوم الثلاثاء ١٩ رجب ١٤٤٠ بعد صلاة العشاء بتوقيت الفلبين، تغمده الله بواسع رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون([1]) .
1- د.هاني بن سالم الحارثي، مدير الدعوة والإرشاد وإدارة الجاليات بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الرياض. في ليلة الـ ٢٠ من رجب سنة ١٤٤٠هـ.
2- الشيخ عبد العزيز بن محمد الشعلان، مدير مكتب جاليات العزيزية.
3- الأستاذ عبد الرحمن بن عبد الله قاديراو، خريج كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع إندونيسيا، وهو أحد تلامذة الشيخ محمد شعيب.