السبت - 19 جمادى الآخر 1446 هـ - 21 ديسمبر 2024 م

حال السلف مع قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}

A A

التحذير من مخالفة منهج السلف:

يخالف بعضُ الناس فهمَ السلف بحجَّة الاستدلالِ ببعض الآيات والأحاديثِ، حيث ينزلونها على غير مواضِعها.

ومن تلك الآياتِ التي يكثر دورانها على الألسنة في باب صفات الباري سبحانه وتعالى استدلالًا واحتجاجًا قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: 7]. وفيها أعلَمَنا الله عز وجل أنَّ مِن كتابه آياتٍ محكماتٍ بالتأويل، وهي المتَّفق على تأويلها والمعقول المراد بها، وأن منه آياتٍ متشابهات، يُلتمَس تأويلها من الآيات المحكمات اللاتي هنَّ أمُّ الكتاب، وهي الآيات المختلفة في تأويلها([1]).

وقد كشَف لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة عن مَعلَمٍ مميز لأهل الزيغ والضلال؛ تحذيرًا ومجانبة لمسالكهم، وذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتِ الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم»([2]).

معنى المتشابه:

وللعلماء أقوال شتى في بيان معنى المتشابه، ومن أعدلها وأجمعها ما قاله الخطابي وجماعة: أن المتشابه هو ما اشتبه من الآيات، فلم يُتلقَّ معناه من لفظه، ولم يُدرَك حكمه من تلاوته، وذلك على ضربين:

أحدهما: ما إذا رُدَّ إلى المحكم واعتبر به عُقِل مراده وعُلِم معناه.

والضرب الآخر: هو ما لا سبيل إلى معرفة كُنهه والوقوف على حقيقته، ولا يعلَمه إلا الله عز وجل، وهو الذي يتَّبعه أهل الزيغ ويطلبون سرَّه، ويتَّبعون تأويله، ويكثر خوضهم في ذلك، فلا يبلغون كنهَه، ويرتابون بأمره، فيفتنون به، وهو الذي أشير إليه بقوله صلى الله عليه وسلم: «فإذا رأيتِ الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم»([3]).

ومن الأمثلة على المتشابه -كما قال الخطابي-: “كل شيء استأثر الله بكنه علمه، وتعبَّدنا بظاهر منه، وذلك كالإيمان بالقدر، والمشيئة، وعلم الصفات، ونحوها من الأمور التي لم يطلع على سرها، ولم يكشف لنا عن مغيَّبها، فالغالي في طلب علمها والباحث عن عللها طالبٌ للفتنة ومتَّبع لها؛ لأنه غير مدرك شأوها، ولا منته إلى حدٍّ منها تسكن إليه نفسُه، ويطمئن به قلبه، وينشرح له صدره، وذلك أمر لم يكلَّفه ولم يُتعبَّد به، فالخوض فيه عدوانٌ، والتعرض له فتنة”([4]).

شبهة المفوضة:

تمسَّك بعض مفوِّضة الحنابلة -وهم الذين يثبتون صفاتِ الباري سبحانه بتفويض معانيها- بهذه الآية الكريمة، واستدلَّ بها على مذهبه، وهو تفويض معاني صفات الحقِّ سبحانه؛ وعقد لذلك فصلًا في كتابه “إبطال التأويلات” بعنوان: “فصل في الدلالة على أنه لا يجوز الاشتغال بتأويلها وتفسيرها”([5]).

وحاول تأييدَ كلامه بأمور، ومن أهمها:

1- أن القول بأن الراسخين في العلم يعلَمون المتشابه قول يخالف الإجماع.

2- أن المراد بالتأويل في الآية الكريمة هو التفسير فقط.

الجواب عن هذه الشبهة:

بالجواب عن هاتين النقطتين اللَّتين ارتكز عليهما المفوضة تُدحض شبهتهم، ويتَّضح الحق، وبيان ذلك فيما يلي:

قد ذكر العلماءُ في الآية الكريمة ملمحًا مهمًّا، له تأثير كبيرٌ في تفسيرها والوقوف على المراد منها، وهو متعلِّق بالوقف، وقد اختلف العلماء في ذلك على قولين، وليس هناك إجماع على قول منهما:

القول الأول: أن التمام عند قوله تعالى: {إِلَّا اللَّهُ}، والواو في قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ} للاستئناف، وليست للعطف، وإليه ذهب أكثر أهل العلم من المفسرين والقراء والنحويين([6])؛ واحتجوا له بجملة من الآثار، ومنها:

1- عن ابن أبي مليكة قال: قرأت عائشة هؤلاء الآيات: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} إلى قوله: {آمَنَّا بِهِ}، قالت: كان من رسوخهم في العلم أن آمنوا بمحكمه ومتشابهه، ولم يعلموا تأويله([7]).

2- وعن طاووس قال: ذكر لابن عباس الخوارج، وما كان يصيبهم عند قراءة القرآن، فقال: يؤمنون بمحكمه، ويهلكون عند متشابهه، وقرأ: {وما يعلَم تأويلَه إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به}([8]).

3- وعن هشام بن عروة قال: وكان أبي يقول في هذه الآية: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} قال: إن الراسخين في العلم لا يعلمون تأويله، ولكنهم يقولون: آمنا به، كل من عند ربنا([9]).

4- وعن أبي الشعثاء وأبي نهيك في قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} قال: إنكم تصلون هذه الآية، وهي مقطوعة، ثم يقرأ: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، فانتهى علمُهم إلى قولهم الذي قالوا، {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ} ثم قال: والراسخون في العلم يقولون آمنا به”([10]).

5- وعن عمرو بن عثمانَ قال: سمعتُ عمر بن عبد العزيز يقول: انتهى علمهم إلى قولهم: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، وقرأ على المنبر: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}([11]).

6- وعن أشهب، عن مالك في قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}، قال: ثم ابتدأ فقال: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، وليس يعلمون تأويله([12]).

وبناءً على هذا القول فإنَّ المراد بالتأويل في الآية: حقيقة ما يؤول إليه الكلام وإن وافق ظاهره؛ إذ “هو نفس المراد بالكلام؛ فإن الكلام إن كان طلبًا كان تأويله نفس الفعل المطلوب، وإن كان خبرًا كان تأويله نفس الشيء المخبر به”([13]).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “وهذا هو المعنى الذي يراد بلفظ التأويل في الكتاب والسنة؛ كقوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 53]، ومنه: قول عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا ولك الحمد، اللهم اغفر لي»؛ يتأوَّل القرآن([14])([15]).

وقد جاءت بعضُ الآثار بالتصريح بهذا المعنى المراد في الآية:

1- فعن ابن عباس: أما قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ}، يعني: تأويله يوم القيامة إِلَّا الله([16]).

2- وعن ابن زيد أنه قرأ قول الله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ}، قال: ما يعلم حقيقته ومتى يأتي إلا الله تعالى([17]).

3- وقريب منه ما رواه معمر عن الكلبي قال: “التأويل العاقبة”([18]).

القول الثاني: أن قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ} معطوف، وقوله تعالى: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} حال، وبه قال بعض السلف، ورجَّحه جماعة من أهل العلم، منهم: أبو جعفر النحاس، وابن قتيبة، والنووي([19])، واستدلّوا ببعض الآثار، منها:

1- عن مجاهد عن ابن عباس في قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} قال: أنا ممن يعلمُ تأويله([20]) .

2- وعن مجاهد قال: الراسخون في العلم يعلمون تأويله، ويقولون: {آمَنَّا بِهِ}([21]).

3- وعن الضحاك في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}، يقول: الراسخون يعلمون تأويله؛ لو لم يعلموا تأويله لم يعلموا ناسخَه من منسوخه، ولم يعلموا حلاله من حرامه، ولا محكمه من متشابهه([22]) .

4- وعن الربيع: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} يعلمون تأويله، ويقولون: {آمَنَّا بِهِ}([23]).

وبناءً على هذا القول فإنَّ مرادهم بالتأويل في الآية هو التفسير، وهو معنى صحيحٌ مستعمل عند السلف؛ ويقوِّيه ما رواه ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} الذي أراد ما أراد، {إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، فكيف يختلف وهو قولٌ واحدٌ من ربّ واحد؟! ثم ردّوا تأويل المتشابه على ما عرفوا من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد، فاتَّسق بقولهم الكتاب، وصدق بعضه بعضًا، فنفذَت به الحجة، وظهر به العذر، وزاحَ به الباطل، ودُمغ به الكفر”([24]).

وقد استقصى ابنُ قتيبة في الردِّ على من زعَم أن المتشابهَ في القرآن لا يعلمه الراسخون في العلم؛ فقال: “وهذا غلَط من متأوّليه على اللّغة والمعنى، ولم ينزل الله شيئًا من القرآن إلا لينفع به عبادَه، ويدلّ به على معنى أراده. فلو كان المتشابه لا يعلمه غيره للزمَنا للطاعن مقالٌ، وتعلق علينا بعلة! وهل يجوز لأحد أن يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف المتشابه؟! وإذا جاز أن يعرفه مع قول الله تعالى: {وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} جاز أن يعرفه الرَّبَّانيون من صحابته، فقد علَّم عليًّا التفسير، ودعا لابن عباس فقال: «اللهم علّمه التأويل، وفقّهه في الدين»([25])([26]).

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “والوقف هنا -يعني: على قوله تعالى: {إِلَّا اللَّهُ}- على ما دل عليه أدلة كثيرة، وعليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمهور التابعين وجماهير الأمة، ولكن لم ينف علمهم بمعناه وتفسيره، بل قال: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص: 29]، وهذا يعم الآيات المحكمات، والآيات المتشابهات، وما لا يعقل له معنى لا يتدبَّر، وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: 82]، ولم يستثن شيئًا منه نهى عن تدبره. والله ورسوله إنما ذم من اتبع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فأما من تدبَّر المحكم والمتشابه كما أمره الله، وطلب فهمه ومعرفة معناه، فلم يذمه الله، بل أمر بذلك ومدح عليه”([27]).

وبالنظر إلى كلا القولين -على قراءتي الوقف والوصل- فإن المتأمل المنصف يجد أنَّ كليهما حسنٌ مقبول، وأن لكلَيهما محمَل صحيح؛ إذا تم وضع كل قول في محله، وبه يزول التعارض الظاهري بين القولين.

ومفاد ذلك: أنَّ الراسخين في العلم يعلمون تفسير المتشابه ومعناه، ولا يعلمون حقيقة ما يؤول إليه الكلام وكنهه وكيفيته؛ ومثال ذلك: علمهم بأن الساعة آتية لا ريبَ فيها، لكن لا يعلمون كنهها وحقيقتها ووقتها؛ فقد استأثر الله تعالى بعلم ذلك، ولم يُطلِع عليه ملكًا مقربًا، ولا نبيًّا مرسلًا.

قول ثالث:

إذا تبيَّن ما تقدَّم فإن للفظ التأويل معنى ثالثًا، قد اصطلح عليه بعضُ متأخري علماء الفقه والكلام، ولم يكن معروفًا عند السلف، ومن الخطأ القبيح حمل الآية الكريمة عليه، وهو: صرف اللفظ عن المعنى الذي يدلّ عليه ظاهره إلى ما يخالف ذلك؛ لدليل منفصل يوجب ذلك، وهذا التأويل لا يكون إلا مخالفًا لما يدل عليه اللفظ ويبيّنه.

وظنَّ هؤلاء أن قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} يراد به هذا المعنى، ثم صاروا في هذا التأويل على طريقين:

قوم يقولون: إنه لا يعلمه إلا الله، ويُعرَفون بأهل التفويض.

وقوم يقولون: إن الراسخين في العلم يعلمونه، ويُعرفون بأهل التأويل.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “وكلتا الطائفتين مخطئة؛ فإن هذا التأويل في كثير من المواضع أو أكثرها وعامتها من باب تحريف الكلم عن مواضعه، من جنس تأويلات القرامطة والباطنية، وهذا هو التأويل الذي اتفق سلف الأمة وأئمتها على ذمه، وصاحوا بأهله من أقطار الأرض، ورموا في آثارهم بالشهب”([28]).

وبهذا يتَّضح سلامة منهج السلف، وأنهم وسط بين فرقتين؛ حيث يثبتون للراسخين في العلم علمهم بالمتشابه، وينفون عنهم علم ما استأثر الله بعلمه من الحقائق والكيفيات.

فاللهم ثبِّتنا على منهج السلف حتى نلقاك به، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: شرح مشكل الآثار للطحاوي (6/ 337).

([2]) أخرجه البخاري (4547)، ومسلم (2665).

([3]) ينظر: أعلام الحديث للخطابي (3/ 1825).

([4]) المرجع السابق.

([5]) إبطال التأويلات لأبي يعلى (ص: 59).

([6]) ينظر: معاني القرآن للنحاس (1/ 351)، والمكتفى في الوقف والابتدا لأبي عمرو الداني (ص: 37).

([7]) تفسير الطبري (6/ 202)، وتفسير ابن أبي حاتم (2/ 599).

([8]) المصاحف لابن أبي داود (ص: 194)، والمكتفى في الوقف والابتدا (ص: 37)، وتفسير الطبري (6/ 198، 202).

([9]) تفسير الطبري (6/ 202)، وتفسير ابن أبي حاتم (2/ 599).

([10]) تفسير ابن أبي حاتم (2/ 599)، وانفرد الطبري في تفسيره (6/ 202) بذكر أثر أبي نهيك دون أثر أبي الشعثاء.

([11]) ذم الكلام وأهله للهروي (3/ 214)، وتفسير الطبري (6/ 203).

([12]) تفسير الطبري (6/ 203).

([13]) الإكليل في المتشابه والتأويل لابن تيمية (ص: 28).

([14]) أخرجه البخاري (817)، ومسلم (484).

([15]) مجموع الفتاوى (4/ 68).

([16]) تفسير الطبري (6/ 199).

([17]) أخرجه الطبري (12/ 479-480).

([18]) ذم الكلام وأهله (3/ 215).

([19]) ينظر: إعراب القرآن للنحاس (1/ 144)، وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة (ص: 66)، وشرح النووي على صحيح مسلم (16/ 218).

([20]) تفسير الطبري (6/ 203).

([21]) فضائل القرآن للقاسم بن سلام (ص: 100)، وتفسير الطبري (6/ 203).

([22]) تفسير ابن أبي حاتم (2/ 599-600).

([23]) تفسير الطبري (6/ 203).

([24]) تفسير الطبري (6/ 203-204).

([25]) أخرجه أحمد (2397)، وهو في البخاري (143) مختصرًا.

([26]) تأويل مشكل القرآن (ص: 66).

([27]) الإكليل في المتشابه والتأويل (ص: 12-13).

([28]) مجموع الفتاوى (4/ 69).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017