الأحد - 20 جمادى الآخر 1446 هـ - 22 ديسمبر 2024 م

ضوابط الفرح في الشريعة الإسلامية

A A

تمهيد:

جاءت الشريعةُ الغراء بتشريعاتٍ جليلةٍ عظيمة، وهذه التشريعات تصبُّ في مصبٍّ واحد، وهو إسعاد العباد وإصلاح دنياهم وأخراهم، فكانت المصالح في العرف الشرعيِّ تفسَّر بالأفراح وأسبابها، كما تفسَّر المفاسد بالأتراح وأسبابها، ولا يخلو نصٌّ شرعيّ من التصريح بهذا المعنى أو التلميح إليه.

وحين تكون الشريعةُ قاصدةً لجلب المصالح بالمعنى الذي ذكرنا فإنَّ ذلك يعني بطبيعةِ الحال أهمِّيةَ الفرح في الشرع ومحوريتَه، لكن الفرح الذي قصَدته الشريعةُ هو الفرحُ بمعناه الحقيقيِّ، والذي لا يعقبه ترحٌ ولا ندم، وليس الفرحَ الآنيَّ المسبوقَ بالشَّهوة المتبوعَ بالندم والتعاسة.

وحتى تحافظَ الشريعة على معنى الفرح كما تقرِّره فإنها جعلت له ضوابطَ وقيودًا تضمَن تخليصَه من الشوائب التي تعرِض له، كما أنها من خلال تلك الضوابط أيضًا حرَصت على تمييزه عن الفرحِ المتوهَّم عند أهل الباطل، والذي نهت عنه الشريعةُ نهيَا كلِّيًّا، وأمرت بالابتعاد عنه وعن أسبابه المؤدِّية إليه.

وهذا التقرير الذي تقدَّم يستدعي تبيينَ معانيَ الفرح التي ترد عليها النصوصُ الشرعية ترغيبًا وترهيبًا.

معنى الفرح لغة:

لا بدَّ منَ الكلام على معنى الفرح لغةً؛ إذ بالاستعمال اللغوي وتنوُّعه تتحدَّد المعاني الشرعية التي نطقت بالحكم بناء عليه.

قال ابن فارس: “الفاء والراء والحاء أصلان، يدلّ أحدهما على خلاف الحزن، والآخر الإثقال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يترك في الإسلام مفرح»([1])، يقال: إنه الذي أثقله الدَّيْن، قال الشاعر:

إذا أنت لم تبرح تؤدّي أمانةً         وتحمل أخرى أفرحَتك الودائعُ

ورجل مفراح: نقيض المحزان”([2]).

إلا أن الفرح بمعنى الإثقال كأنَّ أصلَه رباعيٌّ من: أفرحه؛ إذا أثقله وأغمه، “وحقيقته: أزلت عنه الفرح، كأشكيته إذا أزلتُ شكواه. والمثقل بالحقوق مغموم مكروبٌ إلى أن يخرج عنها”([3]).

 قال القرطبي رحمه الله: “والفرح لذَّة في القلب بإدراك المحبوب”([4]).

الفرح في ميزان الشرع:

لا شكَّ أننا حين ننظر في المعاني اللّغوية للكلمة نجد أن الوضعَ اللغوي يجعل دلالتَها بريئةً، لا تحمل أيَّ شُحنة يمكن أن يبنى عليها حكمٌ شرعيٌّ لمجرَّد المعنى الذي تدلُّ عليه في اللغة، فلم تبق إلا السوابق واللواحق وما يُفْرَح به، فهذه هي التي يمكن أن تبنَى عليها الأحكام الشرعية بالجواز والمنع، ومن ثَمَّ تنوَّعت النصوص الشرعية ودلالتها في مدح الفرح وذمِّه شرعًا، فوردت نصوص تُشيدُ به، وأخرى تنهى عنه وتذمُّه، وليس موردُهما واحدًا، ولا تنصبُّ دلالتهما على معنى واحد.

فقد أشادت نصوصُ الشريعة بالفرح حين يكون بطاعةٍ أو بأمر بمباح شرعًا، ومن أمثلة الإشادة بالفرح بالطاعة قوله سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون} [يونس: 58]، ففضل الله المأمور بالفرح به هنا هو الإسلام ورحمته هي القرآن كما قال جماعة من المفسرين([5]). وقد بين ابن عطية وجه الأمر وأنه لا يتعارض مع النهيِ في الآيات الأخَر فقال: “فإن قيل: كيف أمر الله بالفرح في هذه الآية وقد ورد ذمُّه في قوله: {لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10]، وفي قوله: {لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]؟! قيل: إن الفرح إذا ورد مقيَّدًا في خيرٍ فليس بمذموم، وكذلك هو في هذه الآية، وإذا ورد مقيَّدًا في شرٍّ أو مطلقًا لحقّه ذمّ؛ إذ ليس من أفعال الآخرة، بل ينبغي أن يغلبَ على الإنسان حزنُه على ذنبه وخوفه لربه”([6]).

وقد وردَت عدَّة آياتٍ تؤكِّد الفرحَ بالطاعَة وما في معناها، وأحيانا تعبّر بالفرح، وأحيانًا بمرادفه وهو الاستبشار، فمن الفرح الممدوح شرعًا قوله سبحانه وتعالى: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 170]، وقوله سبحانه: {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 171].

ومن أمثلة الفرح بالعبادة ونعمة الله قوله سبحانه: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124]، وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآب} [الرعد: 36].

ومن أمثلة الفرح بنعمةِ الله وفضله قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الروم: 48].

 ومنه فرح المؤمنين بنصر الله وعزَّة دينه: {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون} [الروم: 4].

ومثله فرح الإنسان بكلِّ مباحٍ من نحو الفرح بالولد والزوجة وكل ما يسرُّ الإنسانَ مما يعود عليه بخير لا يضرّه في آخرته؛ ولذا كان من دعاء المؤمنين: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].

وقد أثبت النبيُّ صلى الله عليه وسلم الفرح للمؤمنين بأموالهم ذاتِ القيمةِ العظيمة في نفوسهم فقال عليه الصلاة والسلم: «والله، للهُ أفرحُ بتوبة عبده من أحدكم يجدُ ضالَّتَه بالفلاة»([7]).

فالفرح بحدِّ ذاته وكونه انفعالًا نفسيًّا جُبل عليه الإنسان لا يذَمُّ شرعًا، وعليه فإذا وقع الذم للفَرح بهذا الاسم فهو ليس على معناه الجِبِلِّي، وإنما على وجهٍ وقع عليه يخالِف الشرعَ، أو فيه ضررٌ على الإنسان أو على غيره.

وقد وردَت نصوصٌ بذَمّه تصُبُّ في هذا المعنى الذي ذكرنا، منها قوله سبحانه وتعالى: {اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاع} [الرعد: 26]، والفرح هنا بمعنى الأشر والبطر([8])، ومثله قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنسَانَ كَفُور} [الشورى: 48]، وقوله سبحانه حكايةً عن قوم قارون في نصحِهم لقارون حين قالوا له: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِين} [القصص: 76]، وقوله: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون} [الأنعام: 44].

أقسام الفرح:

لخَّص ابنُ القيم -رحمه الله- معانيَ الفرح في تعليقه على هذه الآيات بما حاصله: أن الفرحَ المطلق مذمومٌ مطلقًا، ومنه الآيات المتقدِّمة وغيرها، والفرح المقيَّد نوعان: مقيد بالدنيا، ينسَى صاحبه فضلَ الله ومنَّته، فهو مذموم، كقوله: {حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون} [الأنعام: 44]، والثاني: مقيد بفضل الله وبرحمته، وهو نوعان أيضا: فضل ورحمة بالسبب، وفضل ورحمة بالمسبّب.

فالأول: كقوله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].

والثاني: كقوله: {فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 170]، فالفرح بالله ورسوله وبالإيمان والسنة وبالعلم والقرآن من علامات العارفين([9]).

ويقول أيضًا: “فالفرح متى كان بالله وبما منَّ الله به مقارنًا للخوف والحذر لم يضر صاحبه، ومتى خلا عن ذلك ضرَّه ولا بد”([10]).

وخلاصة الأمر: أنَّ الفرحَ يكون شرعيًّا إذا تقيَّد بالشرع فكان بمباح شرعًا أو بواجب أو بنعمة من الله وفضل، وليس فرحًا مطلقًا من غير تقييدٍ بحيث يكون اتِّباعا للهوى وتحكيما للشهوة، فذلك مذموم ويعاقب عليه عند الله، قال سبحانه وتعالى: {ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ} [غافر: 75]، قال القرطبي رحمه الله: “قوله تعالى: {ذَلِكُم} أي: ذلكم العذاب {بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ} بالمعاصي، يقال لهم ذلك توبيخا، أي: إنما نالكم هذا بما كنتم تظهرون في الدنيا من السرور بالمعصية وكثرة المال والأتباع والصحة، وقيل: إن فرحهم بها عندهم أنهم قالوا للرسل: نحن نعلم أنا لا نبعث ولا نعذب. وكذا قال مجاهد في قوله جل وعز: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ} [غافر: 83]. {وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ}، قال مجاهد وغيره: أي: تبطرون وتأشرون، وقال الضحاك: الفرح السرور، والمرح العدوان”([11]).

فضابطُ الفرح المشروع ألَّا يخالفَ الشرع، وألَّا يخرجَ عنه، لا في المفرَح به، ولا في التعبير عن الفرح، بل التعبير عنه يكون بما يوافق الشرع، وهو الشكر لله عز وجل كما قال سبحانه لآل داود: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13].

أمَّا ربط الفرح بمخالفةِ الشرع، والتحلُّل من النصوص، وفعل الإنسان لما يهوى بحجَّة أنه يفرح بذلك، فهو خروج من ربقة العقل وإسلامٌ للنفس للتهلكة؛ لأنَّ العاقل يترك كثيرًا مما يهوى ويحبُّ؛ طمعًا في درء المفاسد الناتجة عنه، وأبوابُ الفرح ومظاهِره كثيرة في الشرع، فكل الطيبات يجوز الفرح بها، وكذلك النِّعَم التي هي من قبيل المباح، لكن مَيل النفس للطغيان ومخالفةِ الشرع يجعلُها تتعلَّق بأمورٍ لا مطمَع فيها شرعًا، ولا مصلحة فيها، وتجعلها من كمال الفرح، وهذا المسمَّى: الفرح بغير حقٍّ، وقد ذمَّه الله، ومنه الفرح بالزنى والاختلاط وصُحبة أهلِ المجون والعاطلين وممارسة كلِّ ما لا يرجع على الإنسان به نفعٌ في دنياه وأخراه، واستغراق ذلك لوقته، فإنه فرح ساعة يورثُ ندامة دهر والعياذ الله.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه ابن أبي شيبة من حديث عمرو بن عوف المزني، وإسناده ضعيف. ينظر: إتحاف الخيرة للبوصيري (3/ 378)، والمطالب العالية لابن حجر (2/ 112).

([2]) مجمل اللغة لابن فارس (ص: 720)، ومقاييس اللغة (4/ 499).

([3]) النهاية في غريب الحديث (3/ 424).

([4]) تفسير القرطبي (8/ 354).

([5]) ينظر: تفسير السمعاني (2/ 390).

([6]) تفسير ابن عطية (3/ 127).

([7]) أخرجه مسلم (2675).

([8]) ينظر: تفسير البغوي (3/ 20).

([9]) ينظر: التفسير القيم لابن القيم (ص: 320).

([10]) مدارج السالكين (3/ 108).

([11]) تفسير القرطبي (15/ 333) بتصرف يسير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017