الأربعاء - 27 ربيع الآخر 1446 هـ - 30 أكتوبر 2024 م

السَّلفية ما هي؟ مناقشةٌ للكاتب اليمنيّ عصام القيسي  

A A

لا أعلمُ مصطلحًا يخوضُ فيه الجميع -من يعرفه ومن لا يعرفه- مثلَ مصطلح “السلفية”، وقدِ اطَّلعتُ حديثًا على مقالٍ مِن بين مقالاتٍ كثيرة على مدوَّنات الجزيرة، وهذا المقال حاول فيه صاحبُه تعريفَ السلفية وفقَ نظرةٍ عدائية للمفهوم حتى من الناحية اللّغوية، وقد عجِبتُ من نشره على موقع إعلاميٍّ يدَّعي القائمون عليه المصداقيةَ وهم من تحفَّظوا على عشرات المقالات لشخصيَّات سلفيةٍ علميَّة متَّزنة، في حين يرضَون بنَشر غُثاءٍ من الكلام لا يزن في الميزان العلميّ جناحَ بعوضة، ومن بينه مقال صاحبنا الذي نتحدَّث عنه، وليس الردُّ عليه لأنَّ له قيمةً عِلميّةً؛ فصاحبُه لم يوثِّق أيَّ فكرةٍ تفوَّه بها، ولا سعَى للاستدلال عليها بطريقةٍ موضوعيةٍ، وإنما دافِعُ الردِّ عليه هو سعةُ انتشاره، وكونُه ضمنَ سياقٍ عالميٍّ يهدِف إلى تشويهِ السَّلفية وإثارة أكبرِ قدرٍ ممكنٍ حولها من الشُّبهات، ونحن اخترناه لهذا المعنى، وليس من شرط الردِّ القيمةُ العلميَّة للمردود عليه، بل أحيانًا يكون باعثُه تأثيرَه وكونَ فكرتِه متداولةً عند خلقٍ كثير سواه، ومِن هذا الباب رَدُّ القرآنِ على أبي لهب وسمَّاه باسمِه، مع أنه لم يسجِّل التاريخُ له كبيرَ شأن، لا في علمٍ ولا في عملٍ، وقد تلخَّصت فكرةُ صاحب المقال حول السلفية في عدة نقاط:

أوَّلا: ينفي الكاتب كونَ السَّلفية مَذهبًا إسلاميًّا كما يُصوِّره مشايخُها على حدِّ زعمه، وينفي كونَها مرحلةً زمنيَّة مباركةً.

ثانيًا: يرى الكاتبُ أنَّ السلفيةَ جمودٌ في مقابلِ الحركية، وإسقاطٌ لعامل الزمن في التأثير، وهذا الإسقاطُ له تداعياتُه في النظرةِ للكون والحياة، من رجوع بالحياة إلى نقطة البداية، بدل السعي بها إلى نقطة النهاية والكمال، فهو فرارٌ من الضوء إلى الظلام، وابتعاد عن الحقيقة والجمال إلى الضلال والقبح والخيال.

ثالثًا: السَّلفية ليست رؤيةً دينيةً تخصُّ دينًا دون دينٍ، بل هي عامَّة يشارك فيها حتى الملحدون، إلا أنها في جانبها الديني تعدُّ خطرًا وكارثة على الكون والحياة؛ “لأن العقل السلفيَّ حين يعمِد إلى إسقاط الرؤية الديناميكية من إدراكه وتحليله للظاهرة الدينية، فإنما يوقع الدين نفسَه في لبس كبيرٍ، فالدين الذي لا يتَّسق مع حقائق الوجودِ لا يصلُح لتفسيره، والحقيقة الفيزيائية الأولى التي ينبغي للدين أن يتَّسقَ معها هي الحركة كما أسلفنا، وهي الحقيقة التي اعترف بتأثيرها القرآن في مثل قوله: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]”.

رابعًا: انجذاب العَقل السلفيِّ إلى القول بأنَّ الأحكامَ تبعٌ للعلَل لا للمقاصد، وقد نفَى السَّلفيّون من وجهة نظر الكاتب عاملَ تأثير الزمن في تغير الأحكام([1]).

فهذه هي خلاصَة نظرةِ الكاتب للسلفية، وهي تدلُّ على عدَم الوعيِ والتَّخلي عن الموضوعيَّة، واستغلال الأجواء الإعلاميَّة المشحونة ضدَّ السلفيَّة، ومحاولة مجاراتها، بغضِّ النظَر عن تداعيات ذلك على الشَّخص شرعًا وواقعًا.

والمقالُ عانَى منَ الخلَل في جميعِ تصوُّره عنِ السَّلفيةِ، والذي لخَّصناه في النقاط آنفةِ الذِّكر، وهذه وقفاتٌ مع أفكارِ المقالِ:

الوقفة الأولى: السَّلفية منهج إسلاميٌّ ومرحلة زمنية:

هذا الذي يقتضيه التعريفُ اللغويُّ والاصطلاحيُّ لها، والمصطلحاتُ ملكيَّة فكريَّة ليس لأحدٍ حقُّ التصرُّف فيها، فالسَّلفية والسلَف حين يُراد بهما الصَّحابة فهما بهذا المعنى مرحلة زمنيةٌ مباركَة لا تتكرَّر في التاريخ، فأصحاب النبيِّ والقرونُ المزكَّاة هم المقصُودون بالسَّلف أصالة، ولا شكَّ أن مَدح النبيِّ صلى الله عله وسلم لقَرنه والذي يليه والذي يليه هو تنبيهٌ على مرحلة زمنيَّة معيَّنة عاشَها أناسٌ معيَّنون، ففي الحديث: «خيركُم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، قال عمران: لا أدري أَذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة([2])، قال بدر الدين العيني: “والزمان الذي فيه الصحابةُ خيرٌ من الزمان الذي بعدَه؛ لقوله: «خيرُ القرون قرني»“([3]).

فهي بمعنى أنَّ الخيريَّة لآحاد الناس محصورةٌ في هذه الأزمنة المباركة التي عاش فيها الرسول صلى الله عله وسلم وأصحابه ومن تبعهم من التابعين رضي الله عنهم، وفي جانبٍ آخر مِن جوانبها تعني المذهبَ أو المنهَج المتَّبع في فهم الأدلَّة الشرعية عند هؤلاء القوم، فالسَّلفية أيضًا هي اتباعٌ لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في المعتقد والسلوك، والتزام طرائقهم في التعامل مع الأدلة الشرعية، وهذا المعنى كان مفهومًا من النصوص حتى لدى الصحابةِ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر افتراقَ الفِرق في الحقِّ بيَّن أن الفرقةَ الناجية واحدةٌ، وعيَّنها بالمثال فقال: «ليأتينَّ على أمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذوَ النَّعل بالنَّعلِ، حتى إن كان منهم من أتى أمَّه علانيةً لكان في أمتي من يصنَع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتَين وسبعين ملَّة، وتفترق أمَّتي على ثلاثٍ وسبعين ملَّة، كلُّهم في النار إلا ملَّة واحدة»، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي»([4]).

وقد كان الصحابةُ في إرشادهم للنَّاس يرشِدونهم إلى هذا المنهجِ، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول: “مَن كان منكم متأسِّيًا فليتأَسَّ بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّهم أبرُّ هذه الأمَّة قلوبًا، وأعمقُها عِلمًا، وأقلُّها تكلُّفًا، وأقومُها هديًا، وأحسنُها حالًا، قومًا اختارهم الله تعالى لصحبةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فاعرفوا لهم فضلَهم، واتَّبعوهم في آثارهم، فإنهم كانوا على الهدَى المستقيم”([5]).

قال ابن كثير رحمه الله: “فأهل الأديانِ قبلَنا اختلَفوا فيما بينهم على آراء ومِلَل باطِلةٍ، وكلّ فرقةٍ منهم تزعُم أنهم على شيءٍ، وهذه الأمَّةُ أيضًا اختلَفوا فيما بينهم على نحلٍ كلّها ضلالَة، إلا واحِدة وهم أهل السنةِ والجماعَة، المتمسِّكون بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في قديم الدهر وحديثه”([6]).

فالسلفيَّة بهذا المعنى رُجوعٌ بالأمَّة إلى الفَهم الصَّحيح للدِّين، الذي زكَّاه القرآنُ وارتضاه الله للمؤمِنين في التعبُّد والسّلوك، وهي بهذا المعنى يتبنَّاها أغلبُ الأمَّة وخِيارها، لا أحدَ يرضَى لنفسِه مفارقةَ ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد والعمَل، وإن هو رضِي ذلك فقد حكم على نفسِه بالهلاك.

وحينَ نقولُ عن السَّلفية: إنَّها مذهبٌ لا نَعني بها المذهَبَ الذي هو اختيارٌ فقهيٌّ وفقَ أصولٍ محدَّدة منسوبةٍ لإمامٍ معيَّن، وإنما نقصد به المنهَج المتكامل، وهي بهذا المعنى لا تقابِل الإسلامَ، ولا يعني عدمُها عدمَ الانتساب إلى الإسلام، بل علاقتها بالإسلام علاقةُ عموم وخصوصٍ؛ لأن الإسلام يثبُت بما هو أعمُّ مما تثبت به السَّلفية؛ ولذا نُسِبت الفِرَق المنحرفة للأمَّة وللدّين ولم تُنسَب للصحابة ولا للسَّلف؛ لأنَّ هذا المعنى خاصٌّ، يعني الصفاءَ والنقاء من الشوائبِ المخالفة للمنهج الصحيح في الفَهم والاستدلال.

الوقفة الثانية: السلفية ليست رجوعًا إلى زمن البعير والسَّيف والرُّمح كما يريد الكاتب وغيره تصويرها:

فالخيريَّة التي نُثبت للسَّلف هي خيريَّة دينيَّةٌ، وليست دنيويَّةً، بمعنى أننا لا ندَّعي أن السلفَ توصَّلوا في العلوم الدنيوية إلى النهايات، فهي تطوَّرت بعدهم، وحالُ الناس فيها أحسنُ من حالهم، وهي مشتركٌ بشريٌّ، لكن التقدُّم في العلوم التجريبيَّة والصناعة والتجارة لا يعني تجاوزَ السلف دينيًّا، فالسلف قمَّة في المعاني الشرعية كالإيمان والإسلام والإحسان ومكارم الأخلاق ومحاسن العادات، فلا يمكن الزيادةُ على ما عندهم، وهذه المعاني ليسَت مما يؤثِّر فيه الزمن، ولا مما يتغيَّر بحسب الأحوال، فهي من الحسَن لذاته الذي لا يتغيَّر بأي اعتبار، وما كان من ذلك قابلًا للتغير أرشَد إليه القرآن ودلَّت عليه السنة، كما هو الحال في العرُف والعادة وما يختلف من قوم إلى قوم([7]).

فالسلفيَّة ترى أن تحكمَ الدنيا بالدِّين، وأن وظيفةَ المجتهد تغطيةُ الحياة بالأحكام الشرعية وفقَ آلياتٍ شرعية معتبَرة، وهذه الآلياتُ هي الكتابُ والسنَّة والإجماعُ والقياس والقواعد الفقهيَّةُ والأدلَّة المعتبرة شرعًا([8]).

فجميع ما يتجدَّد على الناس في دينهم ودنياهم هو محكومٌ بالشرع، والسَّلفيُّ يستنبط الأحكامَ وفقًا لمنهج السلف الذي يعدُّ هو الأعلى والأمثل في التعامل مع النصوص وفهمها.

أمَّا النظر إلى السلفيَّة أنها رجوعٌ بالناس إلى بدايةِ الزمن فهي نظرية عدائيَّة تريدُ تبسيط المفهوم والحكَم عليه بالسذاجة، وفقًا للنظرة الحداثية المعاديَة للتراث المصطَدِمة بالنصوص، والتحاكمُ إليها غير موضوعيّ؛ لأنَّه يخرج بالسَّلفية عن مقوِّماتها المنهجيَّة والموضوعيَّة إلى مقومات ثانوية اخترعها خصومُها، ولم يكن اختراعهم لها عن تخصُّص، وإنما كان تعويضًا عن ضعف الآلات العلميَّة وتواضعها.

وجولَة في المواقع الإلكترونيَّة وفي البحوث الشرعية نجدُ السلفيةَ تتصدَّر قائمةً المستفيدين من العلوم التجريبيَّة الحديثة بجميع تشكيلاتها، مع المحافظة على الأصول والانضباط بالشرع، ولا شيءَ أخطَر على الدعوَى من مخالفتها للواقع، وهذه الوقفة فيها جوابٌ على الفكرة الثانية والثالثة من المقال.

الوقفة الثالثة: دعوةُ الكاتب لاستبدال العلل بالمقاصد:

هذه الفكرة مُصَرَّفَةٌ في الفكر الحداثي بعبارات شتّى، وهي احتيالٌ على النصوص وتبديل لها. والكاتب نتيجةً للمستوى العلميِّ ولطبيعة المقال لم يعرِّف المقاصدَ التي يريدها بديلًا عن العلَل؛ لأن المقاصدَ من أجل أن تنضبط لا بدَّ أن تُعرف، ومعرفتها لا تكون من جهة تعيين المكلَّف لها، وإنما من جهة اعتبار الشارع لها، واعتبار الشارع لها لا يكون بخرقها لعلَلِ الأحكام كما يريد الكاتب؛ لأن هذا يجعَل من الشريعة دينًا متضاربًا، فأحكامه تتعارض مع مقاصدِه وتعطِّلها، وقد نبَّه العلماء إلى خطر ممارسة العملية الاجتهادية ذات البُعد المقاصديِّ من غير المؤهَّلين؛ لأن هذا يجعلهم يتكلَّمون في كلِّيَّات لا يقرون بجزئياتها، ولا يعلمون أنها ما صارت كلية إلا باندراج الجزئيات الشرعية تحتها، وليس العكس، فهذا إمام المقاصد الشاطبي رحمه الله ينبِّه إلى خطر هذا المسلك فيقول: “فإنَّ ما يخرم قاعدةً شرعية أو حكمًا شرعيًّا ليس بحقٍّ في نفسه، بل هو إمَّا خيال أو وهم، وإما من إلقاء الشيطان، وقد يخالطه ما هو حقٌّ، وقد لا يخالطه، وجميع ذلك لا يصحُّ اعتباره من جهة معارضته لما هو ثابتٌ مشروع؛ وذلك أن التشريع الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم عامٌّ لا خاصّ، كما تقدَّم في المسألة قبل هذا، وأصلُه لا ينخَرم، ولا ينكسِر له اطِّراد، ولا يحاشَى من الدخول تحتَ حكمه مكلَّف، وإذا كان كذلك فكل ما جاء من هذا القبيل الذي نحن بصدَده مضادًّا لما تمهَّد في الشريعة فهو فاسد باطلٌ”([9]).

وخلاصةُ الأمر: أن السَّلفية التي يعاديها الكاتبُ ويحاول تعويمَها والتعميةَ في تعريفها هي التي تقِف في وجهِ العبَث بالنصوص وبدلالتها وتضبطها، وترى الواقعَ تابعًا للشرع لا العكس، وهذا ما يجعل المتحمِّسين للأفكار الوافدَة يرَون في السلفيةِ عدوُّا ومقاوِمًا شرسًا؛ لأنَّ عجلَتهم تمنعهم من التُّؤدة في الحكم على الأشياء، فتتحطَّم مشاريعهم الوهمية على صخرة السلفية، ويفاجَؤون بأنَّ السلفية تطالبهم بالرجوع إلى الأحكام الشرعيَّة وفقَ ضوابطَ محددةٍ تراعي الخصوصيةَ الدينية والثقافيةَ للأمة في التعامل مع كلِّ جديد، ولها معاييرها الخاصةُ في قبول الأشياء وردِّها، وهي ممتدَّة عبر الزمن، وترى أن تراثَ الأمة الديني تراثٌ لا يمكن تجاوزُه، ولا التشغيب عليه، كما أن تراثها الحضاريَّ والإنسانيَّ مِن أحسن ما أنتجت البشريةُ، فلا تقبل تتفيهَهُ، ولا الإزراء به وتسفيهَه.

فالسَّلفيةُ اعتزازٌ بالهويَّة، وتمسُّكٌ بالدّين، وتصفيةٌ له من شوائب البدع والمحدثات، وتطويرٌ للحياة، ورؤية شرعيَّةٌ لا تقبل قِطَع الغيار من الأفكار الأخرى.

وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مقال: السلفية ما هي؟ وهذا رابطه:

      https://blogs.aljazeera.net/blogs/2016/11/29/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A

([2]) أخرجه البخاري (2508).

([3]) عمدة القاري (24/ 175).

([4]) أخرجه الترمذي (2641) من حديث عبد الله بن عمرو، وقال: “هذا حديث مفسّر غريب، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه”، وصحَّحه البغوي في شرح السنة (1/ 213).

([5]) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1810) من طريق قتادة عن ابن مسعود. وينظر: شرح السنة للبغوي (1/ 214).

([6]) تفسير ابن كثير (6/ 285).

([7]) ينظر: مقال: “العُرف وأهميته في الأحكام الشرعية”، وهذا رابطه:

      https://salafcenter.org/2691/

([8]) ينظر: السلفية وقضايا العصر (ص: 55).

([9]) الموافقات (2/ 454).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

آثار الحداثة على العقيدة والأخلاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الفكر الحداثي مذهبٌ غربيّ معاصر دخيل على الإسلام، والحداثة تعني: (محاولة الإنسان المعاصر رفض النَّمطِ الحضاري القائم، والنظامِ المعرفي الموروث، واستبدال نمطٍ جديد مُعَلْمَن تصوغه حصيلةٌ من المذاهب والفلسفات الأوروبية المادية الحديثة به على كافة الأصعدة؛ الفنية والأدبية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية…)([1]). ومما جاء أيضا في تعريفه: (محاولة […]

الإيمان بالغيب عاصم من وحل المادية (أهمية الإيمان بالغيب في العصر المادي)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعيش إنسان اليوم بين أحد رجلين: رجل تغمره الطمأنينة واليقين، ورجل ترهقه الحيرة والقلق والشكّ؛ نعم هذا هو الحال، ولا يكاد يخرج عن هذا أحد؛ فالأول هو الذي آمن بالغيب وآمن بالله ربا؛ فعرف الحقائق الوجوديّة الكبرى، وأدرك من أين جاء؟ ومن أوجده؟ ولماذا؟ وإلى أين المنتهى؟ بينما […]

مناقشة دعوى الإجماع على منع الخروج عن المذاهب الأربعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن طريقة التعامل مع اختلاف أهل العلم بَيَّنَها الله تعالى بقوله: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ‌أَطِيعُواْ ‌ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ […]

بدعية المولد .. بين الصوفية والوهابية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الأمور المقرَّرة في دين الإسلام أن العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فإنَّ الإسلام مبني على أصلين: أحدهما: أن نعبد الله وحده لا شريك له، والثاني أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فالأصل في العبادات المنع والتوقيف. عَنْ عَلِيٍّ […]

الخرافات وأبواب الابتداع 

[ليس معقولاً، لا نقلاً، ولا عقلاً، إطلاق لفظ «السُّنَّة» على كل شيء لم يذكر فيه نص صريح من القرآن أو السنة، أو سار عليه إجماع الأمة كلها، في مشارق الأرض ومغاربها]. ومصيبة كبرى أن تستمر التهم المعلبة،كوهابي ، وأحد النابتة ، وضال، ومنحرف، ومبتدع وما هو أشنع من ذلك، على كل من ينادي بالتزام سنة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017