الثلاثاء - 27 محرّم 1447 هـ - 22 يوليو 2025 م

يومُ عاشوراء ووسطيَّة أهل السُّنة

A A

أصناف الناس في التزامهم بالدين:

النَّاس في دين الله ثلاثة أصناف:

الصِّنف الأول: الغالي فيه، وهو المتشدِّد في الدين والمتنطِّع فيه، ويكون غالبًا بفعل شيء لم يأت به الشرع فيكون محدثًا، أو بزيادةٍ على القدر الذي أتى به الشَّرع حتى وإن كان الأصل مشروعًا.

الصِّنف الثاني: الجافي عنه، وهو المفرِّط في الدِّين إما بترك الواجبات وارتكاب المحرَّمات، أو بترك بعض أجزاء الواجب وعدم الإتيان به كما أراد الشَّرع.

وقد ذمَّ الله تعالى هذين الصنفين فقال: ﴿وَلَا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبسُطهَا كُلَّ ٱلبَسطِ﴾ [الإسراء: 29]، فنهْيُ الله للنَّبي صلى الله عليه وسلم هو نهيٌ للأمة، وقد نهاهُ الله عن الغلوِّ والتفريط، كما مدح الله منِ ابتعد عن هذين الصنفين فقال: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَم يُسرِفُواْ وَلَم يَقتُرُواْ وَكَانَ بَينَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ [الفرقان: 67]، فإن ذُمَّ الصنفان بقي:

الصنف الثالث: المعتدِل فيه، وهو المتوَسِّط بين الغلوِّ والجَفاء، وبين الإفراط والتَّفريط، ويتمثَّل في اتِّباع الحقِّ كما جاء عن الله عزَّ وجل ورسولِه عليه الصَّلاة والسلام، فالتَّوسُّط هو عبادة الله بما شرع وكما شرَع، والمسلمون أهلُ وسطٍ بين الأديان كلِّها، يقول الطبري رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلنَٰكُم أُمَّة وَسَطًا﴾ [البقرة: 143]: “وأرى أنَّ الله -تعالى ذكره- إنَّما وصفهم بأنَّهم وسطٌ لتوسُّطِهم في الدِّين، فلا هم أهلُ غلوٍّ فيه غلوَّ النصارى الذين غلَوا بالترهُّب وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصيرٍ فيه تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءَهم وكذَبوا على ربِّهم وكفروا به؛ ولكنَّهم أهل توسُّط واعتدالٍ فيه، فوصفهم الله بذلك؛ إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوسطها”([1]).

وأهل السُّنة والجماعة وسطٌ بين الفرق في أبواب العقائد كلِّها، يقول ابن تيمية رحمه الله: “بل هم الوسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم. فهم وسطٌ في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل (الجهمية) وبين أهل التمثيل (المشبهة)، وهم وسطٌ في باب أفعال الله تعالى بين القدريَّة والجبريَّة، وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم، وفي باب الإيمان والدِّين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهميَّة، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرَّوافض وبين الخوارج”([2]). فأهل السُّنة والجماعة وسطٌ في مسائل الدين، متَّبعون للكتاب والسنة، ومن المسائل التي توسَّطوا فيها: يوم عاشوراء.

عاشوراء وافتراقُ الطرق:

حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على صيام يوم عاشوراء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ فرأى اليهودَ تصومُ يومَ عاشوراء، فقال: «ما هذا؟»، قالوا: هذا يومٌ صالح، هذا يومٌ نجَّى الله بني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى عليه السلام، قال: «فأنا أحقُّ بموسى منكم» فصامه وأمر بصيامه([3]). وعلى هذا تتابعَ الصَّحابة الكرام من بعده، تقول الرُّبَيِّع بنت مُعوِّذ رضي الله عنها: “فكنَّا نصومه بعد، ونصوِّم صبيانَنا، ونجعل لهم اللّعبةَ منَ العِهن، فإذا بكى أحدُهم على الطَّعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار”([4]).

وبقيَ الأمر كذلك حتى عهد يزيد بن معاوية حين حصلت الفاجعةُ الكبرى بمقتل الحسين رضي الله عنه سنة واحدٍ وستين([5])، وقد تلقَّت الأمةُ هذه الحادثةَ بالاستعظام والاستنكار والبراءة من قَتَلَة الحسين رضي الله عنه، إلا أنَّ هذه الحادثةَ صارت تكأةً لبعض الفرق فأحدثت البدعَ الكثيرة في هذا اليوم، وبقي أهلُ السنة والجماعة متمسِّكين بالوسطية والاعتدال فيه كما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد ضلَّت في هذا اليوم طائفتان، وهما:

1- الطائفة الأولى: من جعل هذا اليومَ يومَ حزنٍ ومأتمٍ ومسيرات من أجل الحُسين رضي الله عنه، وهم الشيعة، فقد أحدثوا في هذا اليوم كثيرًا من البدَع، ووضعوا فيه كثيرًا من الأحاديث كما يقول ابن كثير رحمه الله: “ولقد بالغ الشيعةُ في يوم عاشوراء، فوضَعوا أحاديثَ كثيرةً كذبًا فاحشًا من كون الشمس كسفَت يومئذٍ حتى بدت النُّجوم، وما رُفِع يومئذ حجرٌ إلا وُجِد تحته دمٌ، وأنَّ أرجاءَ السماء احمرَّت، وأن الشمس كانت تطلع وشعاعها كأنه الدمُ، وصارت السماء كأنها علقَة، وأن الكواكب ضرب بعضُها بعضًا، وأمطرت السماء دمًا أحمرَ، وأن الحمرَةَ لم تكن في السماء قبل يومئذٍ، ونحو ذلك”([6]).

ومن مبالغاتِهم في ذلك اليومِ ذكرُهم الفضائلَ العظيمة في زيارة الحسين رضي الله عنه في يوم عاشوراء، من مثل قول بعضهم: “من زار قبرَ الحسين في يوم عاشوراء عارفًا بحقِّه كان كمن زار الله في عرشه“([7])، وقراءة هذا كافٍ في إبطاله؛ فإنه لا يتصوَّرُ من فيه مسكة عقلٍ أن يكون زيارة الحسين كزيارة الله في عرشه!! ومن مثل ما ينقلونه عن أبي جعفر: “من زار الحسين بن علي رضي الله عنهما في يوم عاشوراء من المحرم حتى يظلَّ عنده باكيًا لقي الله عز وجل يوم يلقاه بثوابِ ألفَي حجة، وألفي عمرة، وألفي غزوة، ثواب كل غزوة وحجة وعمرة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع الأئمة الراشدين”([8]).

فأخرجت الشيعة هذا اليومَ من كونه يوم شكرٍ لله إلى كونه متعلقًا بمقتل الحسين رضي الله عنه، وأخرجوه من كونه يومَ صيام إلى كونه يومَ حزنٍ ونواحٍ ولطم وصراخ وبكاء، وجرح للأجساد، وإسالة للدماء، وضربٍ للخدود، وشقٍّ للجيوب، وخروج للناس إلى الشوارع، وغير ذلك مما لم ينزل الله به من سلطان! واتَّخذ كثيرٌ منهم هذا اليوم ذريعة للتَّفريق بين المسلمين، وزرع الشِّقاق بينهم، بل ونشر الفوضى في الطرقات كما يحصل في كثير من الأماكن.

وليست هذه البدع وليدةَ اليوم، بل قد حكى ابن كثير طرفًا منها فقال: “وقد أسرف الرافضةُ في دولةِ بني بويه في حدود الأربعمئة وما حولها، فكانت الدبادِب تضرب ببغداد ونحوها من البلاد في يوم عاشوراء، ويذرّ الرماد والتبن في الطرقات والأسواق، وتعلَّق المسوح على الدَّكاكين، ويظهر الناس الحزن والبكاء، وكثيرٌ منهم لا يشرب الماء ليلتئذٍ موافقةً للحسين لأنه قُتل عطشانًا، ثم تخرج النساء حاسرات عن وجوههن ينحن ويلطمن وجوههن وصدورهن حافيات في الأسواق، إلى غير ذلك من البدع الشنيعة والأهواء الفظيعة والهتائك المخترَعة، وإنَّما يريدون بهذا وأشباهه أن يشنِّعوا على دولة بني أمية؛ لأنَّه قتل في دولتهم”([9]).

ويشير ابن رجب رحمه الله إلى نكارة هذا الفعل ومنافاته للعقل السليم، فإنَّنا لم نؤمر بفعل هذا بموت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بموت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهما عند الشيعة والسنة أفضل من الحسين رضي الله عنه بلا شك، يقول ابن رجب رحمه الله: “وأما اتِّخاذه مأتمًا كما تفعله الرَّافضة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنه فهو من عمل من ضلَّ سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنَّه يحسن صنعًا، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائبِ الأنبياء وموتهم مأتمًا، فكيف بمن دونهم؟!”([10]).

فإقامة هذه المآتم فيه شقٌّ للصفِّ الإسلامي، وطعنٌ في الصحابة، وإظهارٌ للباطل، ومنافاة للعقل، يقول ابن تيمية رحمه الله: “كان ما زيَّنه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتمًا، وما يصنعون فيه من النَّدب والنياحة، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذبٌ كثير، والصِّدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتَّعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسل بذلك إلى سبِّ السابقين الأولين، وكثرة الكذب والفتن في الدنيا”([11]).

2- الطائفة الثانية: منِ اعتَبَر هذا اليوم عيدًا دينيًّا، ويحرصون على إظهار الفرح فيه، وتعطيل الأعمال وترك الوظائف، ومعلومٌ أنَّه ليس للمسلمين عيدٌ إلا عيد الفطر وعيد الأضحى، وإظهار الفرح في هذا اليوم هو ممَّا فعله النَّواصبُ مقابلَ ما أظهره الشيعة من حزنٍ ولطم، يقول ابن كثير رحمه الله: “وقد عاكس الرافضةَ والشيعةَ يوم عاشوراء النَّواصبُ من أهل الشَّام، فكانوا يوم عاشوراء يطبخون الحبوب ويغتسلون ويتطيبون ويلبسون أفخر ثيابهم، ويتَّخذون ذلك اليوم عيدًا يصنعون فيه أنواع الأطعمة، ويظهرون السرور والفرح، يريدون بذلك عناد الروافض ومعاكستهم”([12]).

وهذا أيضًا ضلال؛ فلا يجوز مقابلة بدعة الشيعة ببدعةٍ أخرى كما يقول ابن تيمية رحمه الله مبينًا هذا المعنى: “وقومٌ من المتسنِّنة رووا ورويت لهم أحاديث موضوعة بنوا عليها ما جعلوه شعارًا في هذا اليوم، يعارضون به شعار ذلك القوم، فقابلوا باطلًا بباطل، وردوا بدعةً ببدعة، وإن كانت إحداهما أعظم في الفساد وأعون لأهل الإلحاد”([13]).

ومن مظاهر الفرح في هذا اليوم: تخصيصُه بالاكتحال والخضاب وإظهار الزينة، وكلُّ ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، يقول ابن تيمية رحمه الله مبينًا الأحاديث المكذوبة التي رويت في يوم عاشوراء: “مثل الحديث الطويل الذي روي فيه: (من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام)، وأمثال ذلك من الخضاب يوم عاشوراء والمصافحة فيه ونحو ذلك، فإن هذا الحديث ونحوه كذبٌ مختلقٌ باتفاق من يعرف علم الحديث… ولم يستحب أحدٌ من أئمَّة المسلمين الاغتسال يوم عاشوراء ولا الكحل فيه والخضاب وأمثال ذلك، ولا ذكره أحد من علماء المسلمين الذين يقتدى بهم”([14])، ويقول ابن الحاج: “ومن البدع التي أحدثها النساء فيه استعمال الحناء على كل حال، فمن لم يفعلها منهن فكأنها ما قامت بحقِّ عاشوراء”([15]).

أمَّا أهل السنة والجماعة فهم وسطٌ بين هؤلاء وهؤلاء، فيفعلون في يوم عاشوراء ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من صيامه شكرًا لله، ويبتعدون عن كل هذه البدع، وإن تذكَّروا مقتل الحسين رضي الله عنه في هذا اليوم فإنَّهم يقومون بذلك وفق السنة النبوية، فلا يلطمون، ولا يشقّون الجيوب، ولا يضربون الخدود، ولا يظهرون هذه البدع، وإنما يسترجعون كما أمر الله سبحانه وتعالى فيقولون: “إنَّا لله وإنا إليه راجعون”. يقول ابن تيمية رحمه الله: “وقد علم أنَّ المصيبة بالحسين تذكر مع تقادم العهد، فكان في محاسن الإسلام أن بلغ هو هذه السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أنه كلما ذكرت هذه المصيبة يسترجع لها، فيكون للإنسان من الأجر مثل الأجر يوم أصيب بها المسلمون”([16]).

فالواجب على المسلم أن يكون وسطًا بين أهل البدع، متبعًا للكتاب والسُّنة، بل كان من مقاصد هذا اليوم أن يكون الإنسان متبعا لنهجٍ واحد هو نهج الأنبياء، يقول ابن تيمية رحمه الله بعد أن أورد بدع الشيعة والنَّواصب: “وهذه بدعة أصَّلها من المتعصبين بالباطل على الحسين رضي الله عنه، وتلك بدعةٌ أصَّلها من المتعصبين بالباطل له، وكلُّ بدعةٍ ضلالة، ولم يستحب أحد من أئمَّة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا، ولا في شيء من استحباب ذلك حجة شرعية، بل المستحب يوم عاشوراء: الصيام عند جمهور العلماء”([17]).

فالواجب على المسلم في هذا اليوم أن يبتعد عن كل ما لم يأت به الشرع، وأن يتقيد بما جاء به، فيحقق الوسطية التي هي اتباع الكتاب والسنة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير الطبري (2/ 627).

([2]) العقيدة الواسطية (ص: 82).

([3]) أخرجه البخاري (2004).

([4]) أخرجه البخاري (1960)، ومسلم (1136).

([5]) انظر: تاريخ الطبري (5/ 400)، والبداية والنهاية (8/ 186).

([6]) البداية والنهاية (8/ 219).

([7]) ينظر: مصباح المجتهد للطوسي (ص: 536).

([8]) ينظر: مصباح المجتهد (ص: 537).

([9]) البداية والنهاية (8/ 220).

([10]) لطائف المعارف (ص: 54).

([11]) الفتاوى الكبرى (1/ 201).

([12]) البداية والنهاية (8/ 220).

([13]) مجموع الفتاوى (4/ 513)

([14]) مجموع الفتاوى (4/ 513).

([15]) المدخل (1/ 291).

([16]) مجموع الفتاوى (4/ 512).

([17]) منهاج السنة النبوية (4/ 555).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

أصول الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عن معاوية رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ»([1]). العلم هو أفضل ما رغب فيه […]

أشهر من امتُحنوا في مسألة خلق القرآن

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة إن فتنة القول بخلق القرآن من أعظم الفتن التي مرت بالأمة الإسلامية، وأشد المحن التي امتحن الله بها كثيرًا من العلماء والصالحين، حيث تعرض لها أئمة أعلام وفقهاء كبار، فثبتوا على الحق، ورفضوا الخضوع للبدع وأصحابها، وأفنوا أعمارهم في الذب عن عقيدة أهل السنة والجماعة، مؤكدين أن القرآن […]

بيانُ مركزِ سلف في الردِّ على فتوى دار الإفتاء المصريَّة بجواز طَلَب المدَدِ من الأموات

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومنِ اهتدَى بهداه. أما بعد: فقد أصدَرت دارُ الإفتاء المصريّة فتوى تجيزُ فيها طلَبَ المدَدِ منَ الأموات، وهو ما يُعدُّ من المسائل العظيمةِ التي تمُسُّ أصلَ الدين وتوحيدَ ربِّ […]

ردّ ما نُسِب إلى الإمام مالك رحمه الله من (جواز قتل ثُلُث الأُمَّة لاستصلاح الثلثين)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إن حفظ النفس من المقاصد الضرورية الخمس التي اتفقت في شأنها الشرائع، وبمراعاتها يستقر صلاح الدنيا والآخرة، وجاءت الشريعة الإسلامية بمراعاتها من جهتي الوجود والعدم. وبذل فقهاء المسلمين جهودهم في بيان تلك التشريعات والأحكام المتعلقة بحفظ النفس، إذ بها تنتظم حياة الناس وشؤونهم. ومما نُسِب إلى الإمام مالك […]

مشاهد وقباب آل البيت في بلاد الشام .. بين الحقيقة والخرافة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر في تاريخ بناء المشاهد والقباب في العالم الإسلامي يدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الذي ساعد على نشر هذه البدعة السياسيون من أتباع المذاهب الباطنية التي تزعم الانتساب للتشيع لآل البيت، فالقرامطة والبويهيون والحمدانيون أول من بدأ ببناء الأضرحة كمزارات مقدّسة كالضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب؛ […]

المنهج العلموي في العلوم التجريبية… تقويم ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: شهد التاريخ الإسلامي ازدهارًا غير مسبوق في مجال العلوم التجريبية خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية، حيث لم يكن العلم مفصولًا عن الدين، بل كان الاستكشاف العقلي للظواهر الطبيعية يُعدّ جزءًا من عبادة الله والتأمل في خلقه. فقد أسّس الحسن بن الهيثم منهجًا تجريبيًّا في دراسة الضوء والرؤية، […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017