الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

إثبات صِفتَي السمع والبصر بين القرآن والأشاعرة

A A

تمهيد:

منَ المعلوم أنَّ الأشاعرةَ من أعلى الطوائف الإسلامية صوتًا في العقائد؛ وذلك لقربهم من السنة، ولأنَّ إمامَهم كان في بدء أمره قاصدًا لنصرةِ منهج السنة والردِّ على أهل البدعة، وقد ساهم هذا القصدُ -مع الانتساب العامِّ لأهل السنة- في تهذيب كثيرٍ من معتقداتِ هذه الطائفة وجعلِها تكون أقربَ للوحي من غيرها. وهذا القربُ والانتصارُ لمنهج أهل السنة كان له الفضل بعد الله عز وجل في انتشار آراءِ هذه الطائفةِ وانتسابِ كثيرٍ من العُبَّاد والعلماء والمحدِّثين لها، وإن كانَ هذا الانتسابُ في غالبِه انتسابًا مجملًا لا يلزم منه موافقةُ الطائفةِ في كل ما تقولُ ولا التسليمُ به، وبَعضُهم قد لا يعرفُ من الطائفةِ إلا ما اشتهرت به من حمل لواء السنةِ وقمع البدعةِ، فينتصِر لهم وينتِسب وإن خالفهم في أصول مذهبهم أو لم يطَّلع عليها، وسببُ عدم الاطِّلاع على عقائد القومِ بالتفصيل هو أنَّ عامةَ أهل القبلة يدركون أنَّ باب العقائد مَدحَضة مزلَّة، لا يسلم من تكلَّم فيه من خطأ أو زيغ، فإن منهج كثيرٍ منَ العلماء مع عقائد الطوائف المنتصِرة للسنة هو تفويضُ أقوالها أو حملُها على معنى يوافق السنةَ، ويوافق ما يناسب ظاهرَ من ينتصر لها، لكنْ هناك فرقٌ بين إعذار المجتهِد وبين إقرار خطئِه وتبنِّيه، وكثيرٌ من علماء هذه الطائفةِ أئمَّةٌ أجلَّاء، إلا أن أقوالهم في العقائدِ لا تعدم استدراكًا لمخالفتها لبعض النّصوص. ومن بين المسائل التي تكلَّموا فيها وكان قولهم فيها قولًا لا يخلو من ملاحظة قولهم في صفتَي السمع والبصر لله تعالى.

مذهب الأشاعرة في صفتي السمع والبصر:

حاصل مذهب الأشاعرة إثباتُ هاتين الصفتين لله عز وجل على أنهما صفتان ذاتيان أزليتان لله سبحانه، فهو يسمع بسمعه جميع المسموعات من الأصوات والكلام، ويبصِر ببصره جميع المرئيات([1]).

وقدِ اختلفوا في الدليل الموجب لإثباتها، هل هو محض العقل أم النقل؟

فذهب الرازيّ والإيجيّ والجرجانيّ والسنوسيّ والبيجوريّ إلى أن المعتمدَ عليه في إثبات هاتين الصفتين لله سبحانه هو النقل، ولا تعويلَ على العقل في إثباتهما([2]).

وذهب الآمديّ إلى أنّ السمعيّات لا مدخلَ لها في هذا؛ إذ هي من قبيل الظنيّات، وهذا لا مدخلَ فيه إلا للقواطع العقلية([3]).

دليل الأشاعرة العقلي على صفي السمع والبصر:

والذين أثبتوا هذه الصفةَ بالأدلة العقلية استدلُّوا بدليين:

الأول: دليل الضِّدِّية والتقابل، يقول الشهرستاني: “الحيّ إذا قبِل معنى وله ضدٌّ ولا واسطة بين الضدَّين لم يخلُ عنه أو عن ضدِّه، فلو لم يتَّصف بكونه سميعًا بصيرًا لاتَّصف بضدِّهما، وذلك نقص”([4]). وقد اقتَضت حياتُه أن يكون سميعًا بصيرًا؛ لأنه لا يمكن خلوُّ الجوهَر من المتضادَّات، فيخلو من الشيء وضدِّه.

وقد سلك هذا المسلك أبو الحسن الأشعريّ والباقلانيّ والجوينيّ والشهرستانيّ([5]).

الثاني: دليل الكمال، وتصويره أن السمع والبصر من صفاتِ الكمال، ويجب وصف الله بجميع الكمالات([6]).

تفسير الأشاعرة لصفتي السمع والبصر:

وقد اختلف الأشاعرةُ في تفسير صفتَي السمعِ والبصر:

فبعضهم رأى أنهما مرادِفتين للعلم، وهذا هو قول أبي الحسن الأشعريّ، ولم يستبعده الإيجي والجرجاني([7]).

وبعضهم فرَّق بينهما تفريقا لا يتَّضح من جميع الوجوه، فأثبت أنهما صفتان زائدتان غير العلم، وهذا هو المشهور من مذهبهم، يقول التفتازاني: “المشهور من مذهب الأشاعرة أنَّ كلًّا من السمع والبصر صفةٌ مغايِرة للعلم، إلا أنَّ ذلك ليس بلازم على قاعدةِ الشيخ أبي الحسن في الإحساس من أنه علمٌ بالمحسوس -على ما سبق ذكره-؛ لجواز أن يكونَ مرجعهما إلى صفة العلم، ويكون السمع عِلمًا بالمسموعات، والبصر عِلمًا بالمبصرات”([8]).

كما اختلفوا في متعلَّق الصفتين على قولين:

الأول: أنَّ متعلَّقهما الموجوداتُ فقط؛ ولذا فإنه يبصر الموجوداتِ، سواءً كانت ذواتا أو أصواتا، وهذا القول منسوب لأبي الحسن الأشعري([9]).

الثاني: أن متعلَّق السمع الأصوات، ومتعلَّق البصر الذوات والألوان وما هو قائم بنفسه، وهو مذهب القلانسيّ، وصحَّحه عبد القاهر البغدادي([10]).

كما نفوا أن تكون الصفتان اختِياريتَين لله؛ فرارًا من التَّشبيه ووجه ذلك: “أنه لو كان موصوفًا بهذا الإدراك لكانت هذه الصفةُ متغيِّرة؛ لأنه يكون رائيًا للشّيء حال وجودِه، وما كان رائيًا له قبل وجودِه، وكذلك يكون سامعًا للصوت حال حصوله، ولا يكون سامعًا له قبل حصولِه؛ فيلزم وقوع التغيُّر في صفة الله، وهو محال”([11]).

يقول الغزالي رحمه الله في معنى السميع: “هُوَ الَّذِي لَا يعزُب عَن إِدْرَاكه مسموع وَإِن خَفِي، فَيسمع السِّرّ والنجوى، بل مَا هُوَ أدقّ من ذَلِك وأخفى، وَيدْرك دَبِيب النملة السَّوْدَاء على الصَّخْرَة الصماء فِي اللَّيْلَة الظلماء، يسمع حمد الحامدين فيجازيهم، وَدُعَاء الداعين فيستجيب لَهُم، وَيسمع بِغَيْر أَصْمِخَة وآذان، كَمَا يفعل بِغَيْر جارحة، وَيتَكَلَّم بِغَيْر لِسَان، وسَمعه منزَّه عَن أَن يتَطَرَّق إِلَيْهِ الْحدثَان، وَمهما نزَّهت السَّمِيع عَن تغيّر يَعْتَرِيه عِنْد حُدُوث المسموعات وقدَّسته عَن أَن يسمَع بأُذن أَو بِآلَة وأداة علمتَ أَن السّمع فِي حَقه عبارَة عَن صفة ينْكَشف بهَا كَمَال صِفَات المسموعات، وَمن لم يدقِّق نظره فِيهِ وَقع بِالضَّرُورَةِ فِي مَحْض التَّشْبِيه، فَخذ مِنْهُ حذرك، ودقق فِيهِ نظرك”([12]).

مكامن الخلَل في إثبات صِفتي السمع والبصر عند الأشاعرة:

يمكنُ ملاحظةُ مكامِن الخلَل في إثبات الصِّفتين عند الأشاعرة بمراجعة النصوص ودلالتها، فقد وقع بعضُهم في الغلط حين جعَلهما مرادفَين للعلم أو راجعَين إليه، يحصل بهما انكشاف للمعلومات أقوى من العلم، وهو تفريق ليس بذاك، فظواهر الكتاب والسنة تقضِي بأنهما صفتان غير العلم.

ففِي صحيح الْبُخَارِيِّ فِي بَابِ: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ([13]). ومعلوم أنَّ العلم بالألوان ليسَ مثل إبصارها، كما أنَّ العلم بالأصوات ليس مثل سماعِها، وكذا المطعومات، ومعلوم أنه بالإبصار والسمع يتبيَّن صحَّة المعلومات أو خطؤها، والله سبحانه وتعالى قد بيَّن في كتابه مفارقةَ الصفتين للعلم فقال: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [البقرة: 127]، وقال تعالى: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [البقرة: 137]، وقال: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [المائدة: 76]، وقال: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [الأنعام: 13]، وقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [الأنعام: 115]، في آياتٍ كثيرة، ومعلومٌ أنَّ العليم في كلّ هذه الآيات ليس توكيدًا للسميع، فمعناه غير معناه.

كما أنَّ مَذهبَ الأشاعرةِ خلافُ مقتضى اللّغة التي نزل بها القرآن؛ إذِ المفهومُ منَ القرآنِ أنَّ السمعَ هو للأصوات والبصر إدراك المبصرات؛ ولذا قالت عائشة: “سبحان من وسِع سمعه الأصواتَ”.

كما أنهم في نفيهم لأن تكون الصفتان فعليَّتين لله سبحانه وتعالى قد خالفوا القرآن، فالذي دلَّ عليه القرآن أن الموجوداتِ يراها الله حين وجودها، كما أن الأصواتَ يسمعُها حين التكلُّم بها، فهو يسمع دعاءَ الداعي وتلاوةَ التالي وصوت المتكلِّم، قال سبحانه: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير} [المجادلة: 1]، وقال: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون} [التوبة: 105]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وقد دلَّ الكتابُ والسنَّة واتِّفاق سلفِ الأمَّة ودلائلُ العقل على أنه سميع بصير، والسمع والبصر لا يتعلَّق بالمعدوم، فإذا خلَق الأشياء رآها سبحانَه، وإذا دعاه عبادُهُ سمع دعاءهم وسمع نجواهم”([14]).

وقال الله سبحانه: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُون} [الزخرف: 80]. “فالله تعالى إذا خلق العبادَ فعلموا وقالوا، فلا بد من القول أنه تعالى يرى أعمالهم ويسمَع أقوالهم، ونفيُ ذلك تعطيل لهاتين الصفتين، وتكذيبٌ لنصوص القرآن”([15]).

ويمكن ملاحظة أنَّ قولَ الأشاعرة في صفَتي السمع والبصر قد خالَفوا القرآنَ فيه في تفسيرهما، وفي متعلَّقهما، وفي نفي أن تكونا فعليَّتين، والذي ينصره القرآنُ هو أن السمع والبصر صفتان لله، وأنَّ إثباتهما يعني إثباتَ ما يسمَع به ويُبصر من غير تكييف، كما هو منقول عن السلف، كما أنَّ القرآن فرَّق بين السمع والبصر، ولم يجعلهما واحدًا، قال تعالى: {قَالَ لاَ تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]، وفرق بين متعلَّقهما، فالسمع متعلِّق بالكلام، والبصر متعلِّق بالمكان([16])، كما فرَّق بين النظر والكلام فقال سبحانه: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} [آل عمران: 77]، وقال: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين} [الشعراء: 219]، ولم يقل: يسمع تقلُّبك، ويسمع الله عَمَلَكم، لم يذكر الرؤيةَ فيما يُسمَع، ولا السماعَ فيما يُرى([17]).

فالواجب: الوقوفُ عند حدِّ الوحي وما نطق به، دون تدقيقٍ مخالفٍ لسنَن العرب في كلامها، أو تكلُّفٍ في الفهم مخالفٍ لمنهج السلَف في الاعتقاد. ومما سبق يتبيَّن أن الأشاعرةَ وإن نطقوا بالحقِّ في إثباتِ صفتَي السمع والبصر، إلا أنهم خالفوا الوحي في تفسيرهما، وفي بيان متعلَّقهما، وفي كونهما فعليَّتَين لله سبحانه، وهذه المخالَفة أوقَعَتهم في لوازمَ لم يجيبُوا عنها إلا بمخالفةٍ أشدَّ منها للنصوص، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: أصول الدين للبغدادي (ص: 97).

([2]) ينظر: الإشارة للرازي (ص: 122)، المواقف للإيجي مع شرحه (8/ 99)، عقيدة السنوسي مع شرحها (ص: 99)، تحفة المريد (ص: 99).

([3]) ينظر: غاية المرام في علم الكلام (ص: 123).

([4]) نهاية الإقدام (ص: 341).

([5]) ينظر: اللمع (ص: 19)، الإنصاف (ص: 37)، الإرشاد (ص: 130)، نهاية الإقدام (ص: 341).

([6]) ينظر: معالم أصول الدين (ص: 55)، الاقتصاد في الاعتقاد (ص: 52).

([7]) شرح المقاصد (4/ 140).

([8]) شرح المقاصد (4/ 141).

([9]) ينظر: أصول الدين (ص: 97)، وحاشية الشرقاوي (ص: 257).

([10]) هداية المريد (ص: 94)، حاشية الشرقاوي (ص: 216).

([11]) إثبات الأشاعرة صفتي السمع والبصر (ص: 19).

([12]) المقصد الأسنى (ص: 90).

([13]) صحيح البخاري (7385).

([14]) الرد على المنطقيين (ص: 465).

([15]) ينظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3/ 1063)، ومجموع الفتاوى (6/ 228).

([16]) ينظر: تفسير ابن كثير (5/ 296).

([17]) ينظر: النقض على بشر المريسي (ص: 22).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017