الاثنين - 24 صفر 1447 هـ - 18 أغسطس 2025 م

ثقوب في الفكر الحداثي: الموقف من الحضارة نموذجًا

A A

لم يكن الفكر الحداثيّ متماسكًا، لا على مستوى الأدوات المعرفيَّة، ولا على مستوى الطرح العلميّ، يعرف ذلك كلُّ من اختبر الجدِّيَّة العلمية لدى القوم، فغالب ما عندهم ذوقٌ واستحسانٌ، يخرجونه مخرجَ التجديد، وبلغةٍ انفعاليَّة ثائرة على الشَّرع، محبَطَة من الواقع، مستسلِمة لثقافات أجنبيَّة وافِدة، ولو أنها استسلمت لها في مصدرِ قوَّتها لكان الأمر هيِّنًا وفي حدود المقبول، لكن تضارب المشاعر أدَّى للخلط بين مراكز القوَّة ومراكز الضَّعف، بين عوامل الانهيار وعوامل الانبهار، فالغرب قد شيَّد حضارةً مادِّية معاصرةً، استفاد فيها كثيرًا من الحضارة الإسلامية ومن مقوِّماتها، لكن هذه الاستفادة ظلَّت مقصورةً على الجانب المادِّيِّ العمراني، وإن تعدَّته إلى شيء فإلى الجانب السياسيِّ وبعض القوانين والقيَم، مع التعديل عليها بما يلائم ثقافتهم وتوجُّههم الديني أو اللاديني، لكنه في المقابل شهد خواءً أخلاقيًّا منقطعَ النظير، وارتباكًا قيَميًّا لم تشهده البشرية في عصر من العصور، فسلَّط الحداثيون عدَسَتَهم على الجانب المادّيِّ، وافتتنوا به، وجعلوه مقصدًا من مقاصد الشَّريعة ووسيلة وغاية ينبغي أن تُصاغ أحكام الشريعة طبقًا لما يمليه ووفقا لما يتطلَّبه، وليتهم وقفوا عند هذا الشعور السلبيِّ، لكنهم قدَّموه في ثوبٍ ممنهج، وجعلوه تجديدًا، ونظَّروا له، وحاولوا الاستدلال له من ذات الشريعة.

والمشكِل في هذا الطرح هو اختزال الإنسان في الدوافع المادية والأطماع الاقتصادية، واعتبار العلاقة والشراكة مبنِيَّتين على المشترك الإنساني التجريبي، بعيدا عن أيِّ قيمٍ دينية وأخلاقية، والإنسان المثالي هو ذلك الإنسان الذي استفاد من العلوم التجريبيَّة، واستطاع توظيفها لصالح الحياة الإنسانيّة، مع التماهي المطلق في الطرح الغربي، واعتبار الترابط بين القيم المزوَّرة التي تنتجها الحضارة الغربية وبين التقدّم المادي الذي عندهم.([1])

ومن ثم يتمُّ تسليط الضوء على الآليات المصنَّعة للثقافة الإسلامية، والتشكيك فيها، واعتبار منجزاتها منجزاتٍ ضامِرةً، لا تقدِّم ولا تؤخِّر، وينبغي استبدال غيرها بها، فهذا الأديب اللبناني النصراني جورجي زيدان في كتابه “تاريخ التمدُّن الإسلامي” لم يُخفِ في هذا الكتاب افتتانَه بالحضارة الغربية، واستعارته للآليات العلمية لدى أصحابها، ومحاكمة التاريخ الإسلامي لذلك([2]).

وكذلك المفكر السوري ذو التوجهات الماركسية المادية المعروف بطيب تزيني، جاءت قراءته للثقافة والحضارة وفقًا للرؤية المفتونَة، وألَّف كتبًا في ذلك، أهمها مشروع رؤية جديدة في الفكر العربي الوسيط، والذي اقترح فيه منهجيةً لقراءة التراث العربي، أكد فيها على الابتعاد عن الرؤى العقديّة الساذجة والمثالية، والاعتماد على الجانب المادّيّ، والابتعاد عن الغيبي الخرافي([3]).

ولا يخفى ما في هذا الطرح من اجتزاء للحياة البشرية، وفهم سطحيٍّ للواقع والتاريخ؛ إذ إن الحضارات التي شهدتها البشرية في جانبها المادّيّ والعمراني لم تكن مرتهنة لدين ولا لفكر، وإنما هي تابعة للأسباب كونية، ولا تحمل ولاءً لأحد، فجعلُها مرتهنةً لفكر أو لتوجُّهٍ معيَّن هو سذاجة في الطرَّح، وغباءٌ في التصوُّر، وقصور في الربط بين الأسباب ومسبباتها، ونَتِيجةُ هذه  الفلسفات إيجادُ معاول للهدم والتقويض والتفكيك للدين، وتعمل جاهدة على تحرير الإنسان من المقولات المركزية الدينية؛ بحجة الرقيّ الحضاري والارتقاء بالإنسان من عالم الميتافيزيقا إلى ميدان يفكر فيه بالعلم والعقل، ويستبعد الخرافة والدجل اللذين سيطرا على عقله ردحًا من الزمن.

ومن ناحيةٍ أُخرى يظهَر في الفكر الحداثيّ ثُقب من طرفٍ خفيٍّ، وهو عدم فَهم كيفية تقييم الحضارات ومنجزاتها، فالمنجزات الحضاريَّة للبشرية ينظر إليها في سياقها التاريخيِّ والمكاني، ولا تقاس بما بعدها؛ لأن في ذلك تجاوزًا للزمن وتعاليًا على المعطيات، لا يتناسب مع الموضوعية والإطار المعرفي الحاكم لِلَّحظات التاريخية وللنمو البشري، فالإبداع نسبيٌّ تحكمه المسافة الزمنية التي يقطعها عبر التاريخ، فمحاكمة الحضارة الإسلامية ماديًّا ومقارنتها بالحضارة الغربية المعاصرة تجاهلٌ للعوامل، وجهلٌ بالتاريخ، وقياس مع الفارق، وتغيير للترتيب، هذا مع أنَّ الثقافة الإسلامية لم تكن ثقافةَ شعب ولا قوم، بل ثقافة شعوب متعدِّدة ودول مختلفة، أسهمت في صناعة الحضارة البشرية على مرِّ التاريخ، وشكَّلت إضافة حقيقيَّة في جميع ميادين الحياة، ولعل مما يخفِّف ضغط المعلومة ويضبط الشعور أن المسلمين مع مشاركتهم القوية في الحضارة وإسهامهم فيها، لكن ذلك لم يكن وفقًا للترتيب الشرعي هو الغاية والمقصد، بل كان ينظر إلى الإنجاز على أنه مجرَّد وسيلة أو ثمرة، ولا يكون محلَّ إشادة ما لم يُضَف إليه بعدٌ ديني وأخلاقيّ.

وقد جاء الإسلام وكثير من الحضارات قد شُيِّدت، وبلغت مبلغا بعيدًا في الصناعة والعمران، ولم يكن هذا المعنى محلَّ إشادة من الوحي، وذلك لانحراف أهله به عن المعنى الحقيقيِّ للحياة التي ينبغي أن يستثمرها لصالح الأخلاق والقيم؛ لأن مقوِّم الحضارة الأساسي والسبيل السابل لديمومتها ورقيِّها هو إرساؤها على قواعد الدِّين والعقل، لا الجنوح بها إلى الشهوات والاستكفاء عن الإيمان، وهذه حقيقةٌ واضحة في الوحي، فدمار الحضارة التي لم تبنَ على أسس دينيةٍ ولا أقيمت على العدل بالمفهوم الشرعي متحقِّق شرعًا وكونًا، وزوالها وزوال أهلها مكسَب دنيويٌّ وأخروي للبشرية، ألا ترى إلى تعقيب القرآن على حادثة غرق فرعون وجنوده وهم من هم في القوَّة والمال والعمران؟! لقد عقَّب القرآن عليهم قائلا: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِين} [الدخان: 29]. ومثله قارون صاحب المال والهندسة العمرانية الذي أوتي علمًا لم يؤته أحدُ من قبل، لم يكن رخاؤه الاقتصاديّ وعلمه الدنيوي سببًا في مدحه، ولا شافعًا له في بقائه، وذكر الله تعالى قولَ من وصفَهم بالعلم وترغيبَهم في الآخرة وغضّ النظر عن الأشياء المادية الفانية فقال: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُون (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِين} [القصص: 80، 81].

وهذا المعنى مُصَرَّفٌ في القرآن في جميع السور والآيات، فالحضارة إنما تكون حضارةً حقيقيّةً متكامِلةَ الأركان بوجود الدين وظهور القيَم وإرسائها، أما العمران والرخاء المادّيُّ مع غياب جميع المعاني الروحية فهو احترابٌ بين الروح والجسد، وخروج بالبشرية عن معناها، وإزراء بها، ونزوح إلى البهيميّة والحيوانية، ولا يمكن لعاقلٍ الإشادةُ بتوفير الملذات بجميع أشكالها مع غياب معنى الإنسان المكرم الأخلاقيّ الذي به يتميَّز، وعلى أساسه يُستخلف في الكون، ويكون لحياته معنى، فهذا الاختزال للمعنى السامي للحضارة في معنى آنيٍّ وهو الإنتاج، والابتعاد عن البعد الدينيّ كسلٌ معرفيٌّ ونقصٌ في العقل، وقد أدَّى بأصحابه إلى كثير من الأفكار المنحرفة، والتي كان سببها الربط الخاطِئ بين الإنتاج الاعتناء بالجسد وإهمال الروح، والخلط بين الآليات التي لا تحمل ولاء لأحد وبين الأسباب الكونية الشرعية.

وصلى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: نحن والتراث قراءة معاصرة في تراثنا الفلسفي، للجابري (ص: 16).

([2]) ينظر: تاريخ التمدن الإسلامي (2/ 16).

([3]) ينظر: مشروع رؤية جديدة للفكر العربي المعاصر في العصر الوسيط (ص: 130).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

لا يفتي أهلُ الدثور لأهل الثغور -تحليل ودراسة-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في خِضَم الأحداث المتتالية والمؤلمة التي تمرُّ بها أمة الإسلام، وكان لها أثر ظاهر على استقرارها، ومسَّت جوانبَ أساسيّة من أمنها وأمانها في حياتها، برزت حقيقةٌ شرعيّة بحاجة لدراسة وتمييز، ورغم قيام العلماء من فجر الإسلام بواجبهم الشرعيّ في البيان وعدم الكتمان، إلا أنَّ ارتباطَ هذه الحقيقة بأحداث […]

مؤلفات مطبوعة في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (عرض ووصف)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: “السيد الحليم“، هكذا وُصف الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وقد كان سيِّدًا في المسلمين، حليمًا ذكيًّا ثقِفًا، يحسن إيراد الأمور وتصديرها، جعله النبي صلى الله عليه وسلم كاتبًا من كتاب الوحي القرآني؛ لأمانته وفقهه، وقد صح في فضله أحاديث، ومهما وقع منه ومن معه […]

جواب الاعتراضات على القدر المشترك (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: كنا كتبنا ورقةً علمية بمركز سلف للبحوث والدراسات حول مفهوم القدر المشترك، ووضّحناه وقربناه للعامة، وبقِيَت اعتراضات يوردها بعضهم عليه، وقد تُلبس على العامة دينَهم، وهذه الاعتراضات مثاراتُ الغلط فيها أكثرُ من أن تحصى، وأوسعُ من أن تحصَر، وبعضها ناتج عن عُجمة في اللسان، وبعضها أنشأه أصحابه على […]

ترجمة الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس (1349-1447هـ / 1931-2025م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها *** متى يمت عالمٌ منها يمُت طرَف كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلّ بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلَف قال العلامةُ ابن القيم رحمه الله: “إن الإحـاطـة بـتراجم أعـيـان الأمـة مطلوبـة، ولـذوي الـمعـارف مـحبوبـة، فـفـي مـدارسـة أخـبـارهم شـفـاء للعليل، وفي مطالعة […]

‏‏ترجمة الشَّيخ محمد بن سليمان العُلَيِّط (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ أبو عمر محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن حمد العُلَيِّط. ويبدو أن اشتقاق اسم الأسرة (العُلَيِّط) من أعلاط الإبل، وهي من أعرق الأسر القصيمية الثريَّة وتحديدا في مدينة بريدة، والتي خرج من رَحِمها الشيخ العابد الزاهد الوَرِع التقيّ محمد العُلَيِّط([2]). مولده: كان مسقط رأسه […]

الأوراد الصوفية المشتهرة في الميزان

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الذكرَ من أعظم العبادات القلبية واللفظية التي شرعها الله لعباده، ورتَّب عليها الأجور العظيمة، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، وقال سبحانه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على الأذكار الشرعية، وعلَّمها أصحابَه، وكان يرشِدهم إلى أذكار الصباح […]

مناقشة دعوى الرازي: “عدم هداية القرآن إلى العلم بالله وأنبيائه”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا جرم أن الله أنزل علينا قرآنا بدأه بوصفه: {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} من إنس وجان، وتولَّى بنفسه حفظه لفظًا ومعنًى، وبَيَّنَه أتم بيان، وجعله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وحرَّر وفنَّد الشبهات التي ترِد على الفؤاد قبل أن ينطق بها لسان، فجلُّ ما استطاعه من […]

أصول الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عن معاوية رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ»([1]). العلم هو أفضل ما رغب فيه […]

أشهر من امتُحنوا في مسألة خلق القرآن

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة إن فتنة القول بخلق القرآن من أعظم الفتن التي مرت بالأمة الإسلامية، وأشد المحن التي امتحن الله بها كثيرًا من العلماء والصالحين، حيث تعرض لها أئمة أعلام وفقهاء كبار، فثبتوا على الحق، ورفضوا الخضوع للبدع وأصحابها، وأفنوا أعمارهم في الذب عن عقيدة أهل السنة والجماعة، مؤكدين أن القرآن […]

بيانُ مركزِ سلف في الردِّ على فتوى دار الإفتاء المصريَّة بجواز طَلَب المدَدِ من الأموات

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله وخليله ومصطفاه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومنِ اهتدَى بهداه. أما بعد: فقد أصدَرت دارُ الإفتاء المصريّة فتوى تجيزُ فيها طلَبَ المدَدِ منَ الأموات، وهو ما يُعدُّ من المسائل العظيمةِ التي تمُسُّ أصلَ الدين وتوحيدَ ربِّ […]

ردّ ما نُسِب إلى الإمام مالك رحمه الله من (جواز قتل ثُلُث الأُمَّة لاستصلاح الثلثين)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إن حفظ النفس من المقاصد الضرورية الخمس التي اتفقت في شأنها الشرائع، وبمراعاتها يستقر صلاح الدنيا والآخرة، وجاءت الشريعة الإسلامية بمراعاتها من جهتي الوجود والعدم. وبذل فقهاء المسلمين جهودهم في بيان تلك التشريعات والأحكام المتعلقة بحفظ النفس، إذ بها تنتظم حياة الناس وشؤونهم. ومما نُسِب إلى الإمام مالك […]

مشاهد وقباب آل البيت في بلاد الشام .. بين الحقيقة والخرافة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر في تاريخ بناء المشاهد والقباب في العالم الإسلامي يدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الذي ساعد على نشر هذه البدعة السياسيون من أتباع المذاهب الباطنية التي تزعم الانتساب للتشيع لآل البيت، فالقرامطة والبويهيون والحمدانيون أول من بدأ ببناء الأضرحة كمزارات مقدّسة كالضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب؛ […]

المنهج العلموي في العلوم التجريبية… تقويم ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: شهد التاريخ الإسلامي ازدهارًا غير مسبوق في مجال العلوم التجريبية خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية، حيث لم يكن العلم مفصولًا عن الدين، بل كان الاستكشاف العقلي للظواهر الطبيعية يُعدّ جزءًا من عبادة الله والتأمل في خلقه. فقد أسّس الحسن بن الهيثم منهجًا تجريبيًّا في دراسة الضوء والرؤية، […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017