الأحد - 20 جمادى الآخر 1446 هـ - 22 ديسمبر 2024 م

قصَّة بناء مسجِدٍ على قبرِ أبي بَصير في ميزان النّقدِ العلميّ

A A

من جملة ما استدل به مجيزو الصلاةَ في المساجد التي يوجد بها أضرحَة الأولياءِ والصالحين وأنها صحيحةٌ ومشروعة، بل تصِل إلى درجة الاستحباب([1]) =ما نُسب إلى أبي جندل رضي الله عنه: أنه بنى على قبر أبي بصير مسجدًا.

ولا شكَّ أنَّ الحكمَ بصحَّة العمل ومشروعيَّته -فضلًا عن استحبابه- حكم شرعيّ يلزم إثباتُه بالأدلة الشرعية الصحيحة؛ لذا كان من الواجب التثبّت من صحة هذه القصَّة -أعني: بناء المسجد على قبر أبي بصير-، ثم الاستدلال بها، هذا هو مقتضى المنهج العلمي السديد.

وهنا نناقش هذه القصة من جهة الثبوت، ثم من جهة الاستدلال بها على المطلوب.

أولًا: ذكر القصَّة:

أوردَ أصحابُ الشّبهة([2]) القصةَ هكذا: حديث أبي بصير رضي الله عنه الذي رواه عبد الرزاق عن معمر، وابن إسحاق في السيرة، وموسى بن عقبة في مغازيه -وهي أصحّ المغازي كما يقول الإمام مالك- ثلاثتهم عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهم: أن أبا جندل بن سهيل بن عمرو دفن أبا بصير رضي الله عنه لما مات، وبنى على قبره مسجدًا بسيف البَحر، وذلك بمحضر ثلاثمائة من الصحابة.

ثمّ قال بعضُهم: “وهذا إسنادٌ صَحيح، كلُّه أئمَّة ثقات، ومثل هذا الفِعل لا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك فلم يرِد أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر بإخراج القبر من المسجد أو نبشه”([3]).

ثانيًا: نقد القصَّة من حيث الثبوتُ:

هذه القصَّة لا تثبت في ميزان النّقد العلمي؛ وذلك لعلَّتين، الأولى: الانقطاع، والثانية: النكارة، وسنبيِّن ذلك فيما يلي:

1- حاول أصحابُ الشّبهة أن يوهموا القارئ أن القصَّة بكاملها -وفيها دفن أبي جندل لأبي بصير والبناء على قبره مسجدًا- متصلةٌ من طريق الصحابيَّين المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهم.

والجوابُ عن ذلك: أن موضعَ الشاهد من القصة -وهو بناء المسجد على قبر أبي بصير- غير متَّصل، وإنما هو معلول بالإِعضال([4])، فقد أوردها الحافظ ابن عبد البر عن موسى بن عقبة معضلًا، وفيها: “فدفَنه أبو جندل مكانه، وصلَّى عليه، وبنى على قبره مسجدًا([5]).

فمع أنَّ موسى بن عقبة إمام ثقة، عداده في صغار التابعين، إلا أنَّه لم يرو عن أحدٍ من الصحابة إلا أمّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص([6])؛ وعليه يكون حديثه مُعضلًا، فقد سقط من الإسناد هنا -على الأقل- الصحابيُّ والتابعيُّ الذي حدَّثه، وهذا يقتضي تضعيفَ الحديث.

أو يكون الحديث ضعيفًا بسبب الإرسال؛ فقد أسنده البيهقيّ عن موسى بن عقبة عن الزهري مرسلًا بلفظ: “فدفنه أبو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجدًا([7]).

والزّهريُّ فقيهٌ حافِظ، متَّفق على جلالته وإتقانه وثبته([8])، ولكن روايته هنا مرسَلة؛ فقد سقط من الرواية الصحابيُّ الذي حدَّثه، وقد تكونُ معضَلَة أيضًا.

ومع أن المرسَل من أنواع الحديث الضعيف، إلا أن مراسيل الزهري قد عدَّها كبار المحدثين من أردَأ أنواع المراسيل وشرِّها؛ فقد روى ابن عساكر عن يحيى بن سعيد قال: “مرسَل الزهريِّ شرٌّ من مرسل غيره؛ لأنه حافِظ، وكل ما قدر أن يسمِّي سمى، وإنما يترك من لا يحسن -أو: يستجيز- أن يسمِّيَه”([9])، ويقول الحافظ الذهبي: “مراسيل الزهري كالمعضَل؛ لأنه يكون قد سقط منه اثنان، ولا يسوغ أن نظنَّ به أنه أسقط الصحابيَّ فقط، ولو كان عنده عن صحابي لأوضحَه، ولما عجز عن وصله”([10]).

وعليه فإنَّ الادِّعاء بأن موضعَ الشاهد متَّصل عن الصحابيين -المسور ومروان بن الحكم- ادعاءٌ باطل، غير صحيح في ميزان النقد العلميّ، وهو بعيد عن واقع الحال.

والسبب في وقوع هذا الوهم: هو أن عبد الرزاق روى القصةَ بسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهم، وليس فيها ذكر لوفاةِ أبي بصير، ولا لدَفنه، ولا البناء على قبره مسجدًا([11]).

فأوردها ابن عبد البر من طريق عبد الرزاق، ثم قال عقبها: “وذكر موسى بن عقبة هذا الخبر في أبي بصير بأتمّ ألفاظ وأكمل سياقة”([12])، وفي آخره موضع الشاهد: “وبنى على قبره مسجدًا([13]).

فإذا بأصحاب الشبهةِ يُسقطون قولَ ابن عبد البر: “وذكر موسى بن عقبة…”، ويجعلون الكلامَ متَّصلًا من رواية عبد الرزاق، فتوهَّموا -أو أوهموا القارئ- أنَّ بناء المسجد على قبر أبي بصير موصولٌ من طريق عبد الرزاق عن الصحابيين الجليلين المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم.

وبهذا يتَّضح جليًّا أن قصةَ دفن أبي جندل لأبي بصير وبنائه على قبره مسجدًا ليست موصولة، وإنما هي رواية ضعيفة ذكرها موسى بن عقبة معضلة، أو مرسلة عن الزهري.

أضِف إلى ذلك أنَّ في تلك الزيادةِ اختلافًا مؤثِّرًا في لفظِها، ففي بعضِها: “وبنى على قبره مسجدًا“، وفي أكثر الروايات التي ذكرت القصة: “وجعل عند قبره مسجدًا“، وبين اللفظين بونٌ كبير من جهة الدلالة؛ وسيأتي بيان ذلك.

2- أن قضيَّة بناء أبي جندل المسجدَ على قبر أبي بصير زيادةٌ منكرة في القصَّة؛ فإن القصةَ رواها الإمام البخاري في صحيحه وغيرُه([14]) مسندةً موصولةً عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهم دون ذكر هذه الزيادة.

ومقتضى المنهج العلميّ في أصول الحديث أن تكون هذه الزيادة منكرة؛ إذ هي في ذاتها ضعيفة بسبب الإعضال أو الإرسال، إضافةً إلى أن الرواةَ الثقات لم يعتَمدوها، كما لم يروها أصحابُ الصّحاح والسنن في كتبهم؛ ولهذا يقول الشيخ الألباني: “فدلَّ ذلك كلُّه على أنها زيادةٌ منكرة؛ لإعضالها، وعدم رواية الثقات لها”([15]).

ثالثًا: نقدُ القصَّة من حيث الدلالة:

وعلى سبيل التنزُّل وفرض التَّسليم بثبوت تلك الزيادة فإنها مع ذلك لا تدلُّ على دعواهم: “أن الصلاة في المساجد التي يوجد بها أضرحة الأولياء والصالحين صحيحةٌ ومشروعة، بل إنها تصل إلى درجة الاستحباب”([16])، وبيان ذلك من وجهين:

الوجه الأول: أنها معارَضة بالأدلة الصحيحة الثابتة في النهي عن بناء القبور على المساجد:

فقد ثبتت الأحاديث الصحيحة الصريحة بالنهي عن بناء المساجد على القبور؛ ومنها:

  • عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: «لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا»، قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره، غير أني أخشى أن يُتَّخذ مسجدًا([17]).
  • وعن عائشة أم المؤمنين: أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسةً رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا، وصوَّروا فيه تلك الصوَر، فأولئك شرارُ الخلق عند الله يوم القيامة»([18]).

قال الحافظ ابن رجب: “هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى، ولا ريب أن كلَّ واحد منهما محرَّم على انفراد، فتصوير صوَر الآدميين محرَّم، وبناء القبور على المساجدِ بانفراده محرَّم، كما دلت عليه النصوص”([19]).

وقال الحافظ ابن حجر: “[قوله:] «أولئك شِرار الخلق عند الله» فإن ذلك يشعر بأنه لو كان ذلك جائزًا في ذلك الشرع ما أطلق عليه صلى الله عليه وسلم أنَّ الذي فعله شرُّ الخلق”([20]).

  • وأصرح مما تقدَّم ما رواه جندب بن جنادة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «ألا وإنَّ من كان قبلكم كانوا يتَّخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجدَ، ألا فلا تتَّخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك»([21]). وفيه أنه آخر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا؛ وهو قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بخمس ليال فقط، كما أنَّ فيه التصريحَ بالنهي عن ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم، وليس من تقريره، ومعلومٌ أنَّ القول أقوى منَ التقرير.

يقول النووي: “قال العلماء: إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجدًا خوفًا من المبالغة في تعظيمه والافتتان به، فربما أدَّى ذلك إلى الكفر، كما جرى لكثير من الأمم الخالية”([22]).

وتأمَّل قول الإمام الشافعي: “وأكره أن يُبنى على القبر مسجدٌ، وأن يسوّى أو يصلّى عليه، وهو غير مسوّى، أو يصلّى إليه”([23])، وقال أيضًا: “وأكره هذا للسنة والآثار، وأنه كره -والله تعالى أعلم- أن يعظَّم أحد من المسلمين –يعني: يتَّخذ قبره مسجدًا- ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على من يأتي بعد”([24]).

فتأمَّل -يا رعاك الله -كلامَ هؤلاء العلماء المعتبرين في تحريم بناء المساجد على القبور وكراهته، وقارنه بما زعمه هؤلاء من مشروعيَّة الصلاة أو استحبابها في المساجد التي يوجَد بها أضرحةُ الأولياء والصالحين؛ لتقف على الصواب، وتعلم بطلان تلك الدعاوى وزيفها.

الوجه الثاني: اعتمادُهم على اللَّفظ الأضعف:

المنهج العلمي يقتضي الاعتمادَ على أصحِّ الألفاظ في الرواية؛ وذلك بعد جمع الطرق وسبرها؛ وبالنظر إلى ألفاظ تلك الزيادة نجد أنها جاءَت بلفظَين مختلِفين في المعنى والدلالة:

اللفظ الأول: “وبنى على قبره مسجدًا”، وهذا اللفظُ هو الذي نقله ابن عبد البر عن موسى بن عقبة معضلًا، كما نقله ابن الأثير عن ابن عبد البر -مصدِّرًا له بما يفيد تضعيفه- فقال: “وقيل: إن أبا جندل بن سهيل بن عمرو كان ممن لحق بأبي بصير، وكان عنده”، وفي آخره: “فمات، فدفنه أبو جندل وصلَّى عليه، وبنى على قبره مسجدًا”([25])، كما ذكره الواقدي في المغازي بلا إسناد، ولم يعزه إلى موسى بن عقبة([26]).

اللفظ الثاني: “وجعل عند قبره مسجدًا”، وهذا اللفظ هو الوارد في أكثر الكتب التي ذكرت تلك الزيادة، وهو اللفظ المثبت في الرواية المسندَة عند البيهقي وابن عساكر من طريق موسى بن عقبة عن الزهري مرسلًا، وفيه: “فدفنه أبو جندل مكانَه، وجعل عند قبره مسجدًا”([27]).

وهو الذي اعتمده الحفاظ وأصحاب السير -ابن سيِّد الناس([28])، والذهبي([29])، وابن حجر([30])، وغيرهم([31])– في نقلهم لتلك الواقعة.

وبين العبارتين بون كبير من جهة الدلالة؛ ففي العبارة الأولى دلالةٌ على بناء المسجد على القبر، بينما العبارة الثانية لا تدلّ على ذلك، بل غاية ما تدلّ عليه هو بناء المسجد قرب القبر لا فوقه.

ومما سبق نخلُص إلى: أنَّ قصة بناء المسجد على قبر أبي بصير ضعيفةٌ لا تثبت في ميزان النقد العلمي؛ وذلك لضعفِها من جهة السند؛ لعِلَّتَي الانقطاع والنكارة، كما أنها مردودة أيضًا من جهة الدلالة؛ لمخالفتها ما ثبت من نهيه صلى الله عليه وسلم على بناء القبور على المساجد.

فاللهم اهدِنا لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم؛ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: موسوعة الفتاوى الإسلامية من دار الإفتاء المصرية (28/ 232-233).

([2]) ومنهم د. علي جمعة في الموسوعة السابقة.

([3]) إلى هنا انتهى محلّ استدلال د. علي جمعة من هذه القصة.

([4]) الإعضال: ما كان السقطُ في إسناده باثنين فصاعدًا مع التوالي. ينظر: نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر لابن حجر (ص: 102).

([5]) الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1614).

([6]) ينظر: تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي (29/ 115)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (10/ 362).

([7]) دلائل النبوة (4/ 172-175).

([8]) ينظر: تقريب التهذيب لابن حجر (ص: 506).

([9]) تاريخ دمشق (55/ 368).

([10]) سير أعلام النبلاء (5/ 339).

([11]) مصنف عبد الرزاق (9720).

([12]) الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1613).

([13]) المرجع السابق (4/ 1614).

([14]) أخرجها البخاري (2731)، وأبو داود (2765)، وعبد الرزاق (9720)، وأحمد (31/ 257)، وابن حبان (4872).

([15]) تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد (ص: 70)، وفيه توسّع في تخريج تلك الزيادة.

([16]) هكذا قال أصحاب الشبهة، كما تقدم.

([17]) أخرجه البخاري (1330)، ومسلم (529).

([18]) أخرجه البخاري (427)، ومسلم (528).

([19]) فتح الباري (3/ 202).

([20]) فتح الباري (10/ 382).

([21]) أخرجه مسلم (532).

([22]) شرح النووي على صحيح مسلم (5/ 13).

([23]) الأم (1/ 317).

([24]) المرجع السابق.

([25]) أسد الغابة (6/ 32).

([26]) المغازي (2/ 629).

([27]) دلائل النبوة (4/ 172-175)، تاريخ دمشق (25/ 299-300).

([28]) عيون الأثر (2/ 170)، ذكره عن موسى بن عقبة معضلًا.

([29]) تاريخ الإسلام (1/ 269)، نقله عن موسى بن عقبة عن الزهري مرسلًا.

([30]) فتح الباري (5/ 351)، عن موسى بن عقبة عن الزهري مرسلًا.

([31]) كالكلاعي في الاكتفاء (1/ 476)، والصالحي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (5/ 63)، وابن طولون في إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين (ص: 145)، والديار بكري في تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (2/ 25).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017