الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

هَل غَلِط السَّلفيُّون في مفهوم العبادة؟ -مناقشة للأشاعرة والمتصوِّفة في مفهوم العبادة-

A A

الخلاف في مفهوم العبادة:

الخلافُ في مفهومِ العبادة خلافٌ في أصلٍ كبير، وينبَني عليه كثيرٌ منَ الأحكام، ومن ثَمَّ حرِص علماءُ الملَّة على تحرير مفهوم العبادة؛ لأنَّ به يتَّضح ما كان حقًّا لله عز وجل وما هو من خصائص المعبود، وما هو حقٌّ للعبد يمكن أن يُصرَف له تبعًا لعبادةٍ أو خاصًّا به، وتحريرُ هذا المصطلح يحتاج رجوعًا إلى النصوصِ؛ وذلك لتوقُّف معنى العبادةِ على ما تقرِّره النصوص، وصاحبُ الحقِّ من كان في تعريفه جامعًا لما تقرِّرُه النصوص، موفيًا لحقِّها، مراعيًا معانِيَها في التعريف. وقد نَشِب صراعٌ فكريٌّ في العصر الحديثِ بين بعضِ الأشاعرةِ ومَن ينتسب إليهم من المتصوِّفة وبين أتباع المنهج السلفيِّ في تحرير هذا المفهوم، وهذا الصراعُ ألقى بِظلاله على أبواب المعتقد، فما يرى السلفيُّ أنه عبادةٌ خاصَّة بالله عز وجل يرى الصوفيّ الأشعريُّ أنه لا يدخُل في حدِّ العبادة شرعًا، ومن هنا لزِمَ النظر في مفهوم العبادة عند الطرفين، وتحرير الصواب في ذلك.

مفهوم العبادة عند الأشاعرة:

لم يهتمَّ جمهور المتقدِّمين ولا المتأخِّرون من الأشاعرة بتعريف توحيد العبادة؛ وذلك نظرًا لخروجه عن الاهتمامات العلميَّة لهم عند النَّشأة، فهم كسائر الفِرقِ الكلاميَّة التي نشأت للردِّ على الفلسفة، فكان اهتمامُهم منصبًّا على إثبات وجودِ الصانع، إلا أنَّ بعض الأشاعرة أُثِرت عنهم كلماتٌ محصنة في هذا الباب، لكن معظَم الأشاعرةِ لم يجعَلوه أوَّلَ واجبٍ، فكان هذا أحدَ أسباب عدم إفرادِه بالتأليف، وكان تفسيرهم للإله منصبًّا على المعنى الذي يهتمُّون به وهو: كونه صانعًا مخترعًا، فقد ذكر الرازي أن الإله من له الإلهية وهي الاختراع والقدرة على الاختراع، واستدلَّ لهذا القول ونصره([1]).

وأوَّل واجب عند الأشاعرة هو المعرفةُ والنظرُ، أو القصد إلى النظر المؤدِّي إلى إثبات وجود الله، وهذا الإثبات مقصدُه إثبات الوحدانية في الذات والأفعال، فانصبَّ كلامُهم على التوحيد من هذه الحيثيَّة، إلا أنَّ الغالبَ في تفسير الإله عندهم هو ما تقدَّم([2])، إلا أنه مع ذلك وُجِدت نصوصٌ من متقدِّمي الأشاعرة تُدخل معنى العبادة في التوحيد، يقول الباقلاني رحمه الله: “والتوحيدُ له هو: الإقرار بأنه ثابتٌ موجود وإله واحد فرد مَعبود، ليس كمثله شيء”([3])، ومثلُه منقول عن الباجوري([4]). هذا وقد نصّ بعضُهم كالحَلِيمي على حرمة دعاء غير الله، وعلى دخول الدّعاء في معنى العبادة([5]). وكذا الرازي في تفسيره، واستدلَّ على ذلك بأدلَّة نقلية وعقليَّة حيث قال: “وقال الجمهور الأعظم من العقلاء: إنَّ الدعاءَ أهمُّ مقامات العبوديَّة، ويدلُّ عليه وجوهٌ منَ النقلِ والعقل”([6]).

وقد وضع الحَلِيميُّ النِّصالَ على النِّصالِ، فأثبت التلازم بين الدعاء واعتقاد التأثير حيث قال: “كلُّ مَن سأل ودعَا فقد أظهر الحاجةَ، وباح بها، واعترف بالذِّلَّة والفقر والفاقة لمن يدعوه ويسألُه، فكان ذلك في العبدِ نظيرَ العبادات التي يتقرَّب بها إلى الله عز اسمه”([7]).

ومع أنَّ متقدِمي الأشاعرة لم يقصدُوا إلى تحرير المفهوم، إلا أنَّ نصَّهم على مسائل من العبادة وإدخالهم لها في التوحيد يدلُّ على أنَّ معنى التوحيد على نحو ما يذكره السلفيُّون كان حاضرًا عندهم، وقد نبتت نابتةٌ منهم اختلَطَت بالتصوُّف، فجعلت الشركَ هو صرفُ شيءٍ من خصائص الربوبية لغير الله، فلم تكن الاستغاثةُ بالمخلوق عندهم شركًا ما لم ترتبط باعتقادِ الضرِّ والنفع، وقد ألَّف بعضهم في تجوزيها، فللنَّبهاني كتاب أسماه: “شواهد الحقِّ في الاستغاثة بسيد الخلق”، وألَّف محمد علوي المالكي كتابًا بعنوان: “مفاهيمُ يجِب أن تُصحَّح”، ودافع فيه عن الاستغاثة بناءً على التعريف آنف الذكر([8]).

مفهوم العبادة من خلال النصوص الشرعية:

والحقيقة أننا حين نتحاكم إلى الكتاب والسنة نجد أن العبادة لها مفهومٌ غير محصور في اعتقاد النفع والضرِّ، فقد يكون الإنسانُ ناسبًا النفعَ والضرِّ لله سبحانه وتعالى اعتقادًا وهو واقعٌ في الشرك في العبادة، قال سبحانه: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُون} [يونس: 31]. قال ابن عطية: “{فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} لا مندوحة لهم عن ذلك، ولا تمكنهم المباهتة بسواه، فإذا أقروا بذلك {فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} في افترائكم وجعلكم الأصنام آلهة”([9]).

وقال سبحانه: {أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين} [النمل: 64]. قال قتادة: “إنك لست تلقى أحدًا منهم إلا أنبأك أن الله ربُّه، وهو الذي خلقه ورزقه، وهو مشركٌ في عبادته”([10])، وقال ابن زيد: “ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله، ويعرف أن الله ربُّه، وأن الله خالقه ورازقه، وهو يشرك به، ألا ترى كيف قال إبراهيم: {أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 75-77]؟! قد عرف أنهم يعبدون ربَّ العالمين مع ما يعبدون، قال: فليس أحد يشرك به إلا وهو مؤمن به، ألا ترى كيف كانت العرب تلبي؟! تقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك، المشركون كانوا يقولون هذا”([11]).

فقد كان إلزام الربوبية هو إلزامٌ بالعبودية، وصرف الخصائص في العبودية هو الشرك بعينه؛ ولذا اتَّفَقت كلمة علماءِ السلفية على التنصيص على أن ما ثبَت أنه عبادةٌ لله لا يجوز صرفه لغير الله سبحانه وتعالى، سواء كان ذبحًا أو نذرًا أو دعاءً أو سجودًا، كل هذا هو من عبادة الله التي يطلب إفراده فيها سبحانه وتعالى.

أنواع العبادة:

العبودية لله تعالى نوعان:

عبودية عامة: لا يتعلق بها الثواب والعقاب، وهي ما يسميه العلماء: العبودية الكونية.

العبودية الخاصة: وهي العبودية الشرعية، التي يتعلق الثواب والعقاب، والإيمان والكفر، والمدح والذم.

والفرق بينهما أن العبودية الكونية عبودية قهر، ومنها ما ذكره الله تعالى في قوله: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 93].

والعبودية الشرعية هي التي تضاف لله سبحانه وتعالى، وهي التي شرع، قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون} [الأنبياء: 25]، وقال سبحانه: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون} [الأنبياء: 92]، وقال: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت: 56]، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5].

وهذه الأخيرة هي المقصودة([12])، وهي: “اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة، وكذلك حبُّ الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله”([13]).

ولا تكون العبادةُ شرعيةً إلا بتواطؤ القلب واللسان عليها والجوارح، ولا تكون مقبولةً إلا إذا جمعت الإخلاص والمتابعة([14]). قال ابن القيم رحمه الله: “الإخلاص: عدم انقسام المطلوب، والصدق: عدم انقسام الطلب. فحقيقة الإخلاص: توحيد المطلوب، وحقيقة الصدق: توحيد الطلب والإرادة. ولا يثمران إلا بالاستسلام المحض للمتابعة؛ فإنْ عدم الإخلاص والمتابعة انعَكَس سيره إلى خلف، وإن لم يبذل جهده ويوحّد طلبه سار سيرَ المقيَّد”([15]).

ومِن خلال هذه القيود تعرف صمام الأمان للعبادة، فالإخلاص أمانٌ من الشرك، وهو عدم تعدُّد المعبود، والمتابعةُ أمان من البدعة في العبادة، وهذا المعنى في العبادة مطروق عند السلف رحمهم الله، قال الفضيل في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2] قال: “أخلصه وأصوبه”، وقال: “إنَّ العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون خالصًا وصوابًا”، قال: “والخالص إذا كان لله عز وجل، والصواب إذا كان على السنة”([16]).

فتوحيد العبادة وشرطه الذي يتكلَّم عنه السلفيون هو الذي يشهَد القرآن به، وينصره كلام السلف وعمَلهم، ويقرِّره المحقِّقون من أهل الملل بعدهم؛ لأن المقصودَ بالتعريف موافقةُ النصِّ والنزولُ عند كامل معناه، لا التقصير به أو الزيادة فيه، وتقصير متأخِّري الأشعرية في تفسير العبادة وغلوُّ الصوفية في أشياخهم جعَل هذا المفهومَ يلتبس حتى صُرفت العبادة لغير الله، وصار همُّ هؤلاء الدّفاع عما جوَّزه أشياخهم من عبادةِ غير الله، لا الدفاع عن الشرع وحماية حقِّ الله سبحانه وتعالى.

نسأل الله تعالى أن يلهمَنا رُشدنا ويهديَنا سُبُلنا، وصلَّى الله وسلَّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: شرح أسماء الله (ص: 124).

([2]) ينظر: أصول الدين للبغدادي (ص: 123).

([3]) الإنصاف (ص: 34).

([4]) ينظر: تحفة المريد (ص: 10).

([5]) ينظر: المنهاج في شعب الإيمان (1/ 517).

([6]) تفسير الرازي (5/ 98).

([7]) المنهاج في شعب الايمان (1/ 517).

([8]) ينظر: شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق (ص: 150)، ومفاهيم يجب أن تصحح (ص: 95).

([9]) تفسير ابن عطية (3/ 118).

([10]) ينظر: تفسير الطبري (13/ 375).

([11]) تفسير الطبري (13/ 376).

([12]) ينظر: مدارج السالكين (1/ 176).

([13]) مجموع الفتاوى (10/ 149).

([14]) ينظر: الروح (ص: 135).

([15]) مدارج السالكين (2/ 97) بتصرف.

([16]) أخرجه الثعلبي في الكشف والبيان (9/ 356)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 95). وينظر: جامع العلوم والحكم (1/ 72).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017