الخميس - 26 شوّال 1446 هـ - 24 ابريل 2025 م

إثبات صِفتَي السمع والبصر بين القرآن والأشاعرة

A A

تمهيد:

منَ المعلوم أنَّ الأشاعرةَ من أعلى الطوائف الإسلامية صوتًا في العقائد؛ وذلك لقربهم من السنة، ولأنَّ إمامَهم كان في بدء أمره قاصدًا لنصرةِ منهج السنة والردِّ على أهل البدعة، وقد ساهم هذا القصدُ -مع الانتساب العامِّ لأهل السنة- في تهذيب كثيرٍ من معتقداتِ هذه الطائفة وجعلِها تكون أقربَ للوحي من غيرها. وهذا القربُ والانتصارُ لمنهج أهل السنة كان له الفضل بعد الله عز وجل في انتشار آراءِ هذه الطائفةِ وانتسابِ كثيرٍ من العُبَّاد والعلماء والمحدِّثين لها، وإن كانَ هذا الانتسابُ في غالبِه انتسابًا مجملًا لا يلزم منه موافقةُ الطائفةِ في كل ما تقولُ ولا التسليمُ به، وبَعضُهم قد لا يعرفُ من الطائفةِ إلا ما اشتهرت به من حمل لواء السنةِ وقمع البدعةِ، فينتصِر لهم وينتِسب وإن خالفهم في أصول مذهبهم أو لم يطَّلع عليها، وسببُ عدم الاطِّلاع على عقائد القومِ بالتفصيل هو أنَّ عامةَ أهل القبلة يدركون أنَّ باب العقائد مَدحَضة مزلَّة، لا يسلم من تكلَّم فيه من خطأ أو زيغ، فإن منهج كثيرٍ منَ العلماء مع عقائد الطوائف المنتصِرة للسنة هو تفويضُ أقوالها أو حملُها على معنى يوافق السنةَ، ويوافق ما يناسب ظاهرَ من ينتصر لها، لكنْ هناك فرقٌ بين إعذار المجتهِد وبين إقرار خطئِه وتبنِّيه، وكثيرٌ من علماء هذه الطائفةِ أئمَّةٌ أجلَّاء، إلا أن أقوالهم في العقائدِ لا تعدم استدراكًا لمخالفتها لبعض النّصوص. ومن بين المسائل التي تكلَّموا فيها وكان قولهم فيها قولًا لا يخلو من ملاحظة قولهم في صفتَي السمع والبصر لله تعالى.

مذهب الأشاعرة في صفتي السمع والبصر:

حاصل مذهب الأشاعرة إثباتُ هاتين الصفتين لله عز وجل على أنهما صفتان ذاتيان أزليتان لله سبحانه، فهو يسمع بسمعه جميع المسموعات من الأصوات والكلام، ويبصِر ببصره جميع المرئيات([1]).

وقدِ اختلفوا في الدليل الموجب لإثباتها، هل هو محض العقل أم النقل؟

فذهب الرازيّ والإيجيّ والجرجانيّ والسنوسيّ والبيجوريّ إلى أن المعتمدَ عليه في إثبات هاتين الصفتين لله سبحانه هو النقل، ولا تعويلَ على العقل في إثباتهما([2]).

وذهب الآمديّ إلى أنّ السمعيّات لا مدخلَ لها في هذا؛ إذ هي من قبيل الظنيّات، وهذا لا مدخلَ فيه إلا للقواطع العقلية([3]).

دليل الأشاعرة العقلي على صفي السمع والبصر:

والذين أثبتوا هذه الصفةَ بالأدلة العقلية استدلُّوا بدليين:

الأول: دليل الضِّدِّية والتقابل، يقول الشهرستاني: “الحيّ إذا قبِل معنى وله ضدٌّ ولا واسطة بين الضدَّين لم يخلُ عنه أو عن ضدِّه، فلو لم يتَّصف بكونه سميعًا بصيرًا لاتَّصف بضدِّهما، وذلك نقص”([4]). وقد اقتَضت حياتُه أن يكون سميعًا بصيرًا؛ لأنه لا يمكن خلوُّ الجوهَر من المتضادَّات، فيخلو من الشيء وضدِّه.

وقد سلك هذا المسلك أبو الحسن الأشعريّ والباقلانيّ والجوينيّ والشهرستانيّ([5]).

الثاني: دليل الكمال، وتصويره أن السمع والبصر من صفاتِ الكمال، ويجب وصف الله بجميع الكمالات([6]).

تفسير الأشاعرة لصفتي السمع والبصر:

وقد اختلف الأشاعرةُ في تفسير صفتَي السمعِ والبصر:

فبعضهم رأى أنهما مرادِفتين للعلم، وهذا هو قول أبي الحسن الأشعريّ، ولم يستبعده الإيجي والجرجاني([7]).

وبعضهم فرَّق بينهما تفريقا لا يتَّضح من جميع الوجوه، فأثبت أنهما صفتان زائدتان غير العلم، وهذا هو المشهور من مذهبهم، يقول التفتازاني: “المشهور من مذهب الأشاعرة أنَّ كلًّا من السمع والبصر صفةٌ مغايِرة للعلم، إلا أنَّ ذلك ليس بلازم على قاعدةِ الشيخ أبي الحسن في الإحساس من أنه علمٌ بالمحسوس -على ما سبق ذكره-؛ لجواز أن يكونَ مرجعهما إلى صفة العلم، ويكون السمع عِلمًا بالمسموعات، والبصر عِلمًا بالمبصرات”([8]).

كما اختلفوا في متعلَّق الصفتين على قولين:

الأول: أنَّ متعلَّقهما الموجوداتُ فقط؛ ولذا فإنه يبصر الموجوداتِ، سواءً كانت ذواتا أو أصواتا، وهذا القول منسوب لأبي الحسن الأشعري([9]).

الثاني: أن متعلَّق السمع الأصوات، ومتعلَّق البصر الذوات والألوان وما هو قائم بنفسه، وهو مذهب القلانسيّ، وصحَّحه عبد القاهر البغدادي([10]).

كما نفوا أن تكون الصفتان اختِياريتَين لله؛ فرارًا من التَّشبيه ووجه ذلك: “أنه لو كان موصوفًا بهذا الإدراك لكانت هذه الصفةُ متغيِّرة؛ لأنه يكون رائيًا للشّيء حال وجودِه، وما كان رائيًا له قبل وجودِه، وكذلك يكون سامعًا للصوت حال حصوله، ولا يكون سامعًا له قبل حصولِه؛ فيلزم وقوع التغيُّر في صفة الله، وهو محال”([11]).

يقول الغزالي رحمه الله في معنى السميع: “هُوَ الَّذِي لَا يعزُب عَن إِدْرَاكه مسموع وَإِن خَفِي، فَيسمع السِّرّ والنجوى، بل مَا هُوَ أدقّ من ذَلِك وأخفى، وَيدْرك دَبِيب النملة السَّوْدَاء على الصَّخْرَة الصماء فِي اللَّيْلَة الظلماء، يسمع حمد الحامدين فيجازيهم، وَدُعَاء الداعين فيستجيب لَهُم، وَيسمع بِغَيْر أَصْمِخَة وآذان، كَمَا يفعل بِغَيْر جارحة، وَيتَكَلَّم بِغَيْر لِسَان، وسَمعه منزَّه عَن أَن يتَطَرَّق إِلَيْهِ الْحدثَان، وَمهما نزَّهت السَّمِيع عَن تغيّر يَعْتَرِيه عِنْد حُدُوث المسموعات وقدَّسته عَن أَن يسمَع بأُذن أَو بِآلَة وأداة علمتَ أَن السّمع فِي حَقه عبارَة عَن صفة ينْكَشف بهَا كَمَال صِفَات المسموعات، وَمن لم يدقِّق نظره فِيهِ وَقع بِالضَّرُورَةِ فِي مَحْض التَّشْبِيه، فَخذ مِنْهُ حذرك، ودقق فِيهِ نظرك”([12]).

مكامن الخلَل في إثبات صِفتي السمع والبصر عند الأشاعرة:

يمكنُ ملاحظةُ مكامِن الخلَل في إثبات الصِّفتين عند الأشاعرة بمراجعة النصوص ودلالتها، فقد وقع بعضُهم في الغلط حين جعَلهما مرادفَين للعلم أو راجعَين إليه، يحصل بهما انكشاف للمعلومات أقوى من العلم، وهو تفريق ليس بذاك، فظواهر الكتاب والسنة تقضِي بأنهما صفتان غير العلم.

ففِي صحيح الْبُخَارِيِّ فِي بَابِ: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ([13]). ومعلوم أنَّ العلم بالألوان ليسَ مثل إبصارها، كما أنَّ العلم بالأصوات ليس مثل سماعِها، وكذا المطعومات، ومعلوم أنه بالإبصار والسمع يتبيَّن صحَّة المعلومات أو خطؤها، والله سبحانه وتعالى قد بيَّن في كتابه مفارقةَ الصفتين للعلم فقال: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [البقرة: 127]، وقال تعالى: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [البقرة: 137]، وقال: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [المائدة: 76]، وقال: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [الأنعام: 13]، وقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [الأنعام: 115]، في آياتٍ كثيرة، ومعلومٌ أنَّ العليم في كلّ هذه الآيات ليس توكيدًا للسميع، فمعناه غير معناه.

كما أنَّ مَذهبَ الأشاعرةِ خلافُ مقتضى اللّغة التي نزل بها القرآن؛ إذِ المفهومُ منَ القرآنِ أنَّ السمعَ هو للأصوات والبصر إدراك المبصرات؛ ولذا قالت عائشة: “سبحان من وسِع سمعه الأصواتَ”.

كما أنهم في نفيهم لأن تكون الصفتان فعليَّتين لله سبحانه وتعالى قد خالفوا القرآن، فالذي دلَّ عليه القرآن أن الموجوداتِ يراها الله حين وجودها، كما أن الأصواتَ يسمعُها حين التكلُّم بها، فهو يسمع دعاءَ الداعي وتلاوةَ التالي وصوت المتكلِّم، قال سبحانه: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير} [المجادلة: 1]، وقال: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون} [التوبة: 105]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وقد دلَّ الكتابُ والسنَّة واتِّفاق سلفِ الأمَّة ودلائلُ العقل على أنه سميع بصير، والسمع والبصر لا يتعلَّق بالمعدوم، فإذا خلَق الأشياء رآها سبحانَه، وإذا دعاه عبادُهُ سمع دعاءهم وسمع نجواهم”([14]).

وقال الله سبحانه: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُون} [الزخرف: 80]. “فالله تعالى إذا خلق العبادَ فعلموا وقالوا، فلا بد من القول أنه تعالى يرى أعمالهم ويسمَع أقوالهم، ونفيُ ذلك تعطيل لهاتين الصفتين، وتكذيبٌ لنصوص القرآن”([15]).

ويمكن ملاحظة أنَّ قولَ الأشاعرة في صفَتي السمع والبصر قد خالَفوا القرآنَ فيه في تفسيرهما، وفي متعلَّقهما، وفي نفي أن تكونا فعليَّتين، والذي ينصره القرآنُ هو أن السمع والبصر صفتان لله، وأنَّ إثباتهما يعني إثباتَ ما يسمَع به ويُبصر من غير تكييف، كما هو منقول عن السلف، كما أنَّ القرآن فرَّق بين السمع والبصر، ولم يجعلهما واحدًا، قال تعالى: {قَالَ لاَ تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]، وفرق بين متعلَّقهما، فالسمع متعلِّق بالكلام، والبصر متعلِّق بالمكان([16])، كما فرَّق بين النظر والكلام فقال سبحانه: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} [آل عمران: 77]، وقال: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين} [الشعراء: 219]، ولم يقل: يسمع تقلُّبك، ويسمع الله عَمَلَكم، لم يذكر الرؤيةَ فيما يُسمَع، ولا السماعَ فيما يُرى([17]).

فالواجب: الوقوفُ عند حدِّ الوحي وما نطق به، دون تدقيقٍ مخالفٍ لسنَن العرب في كلامها، أو تكلُّفٍ في الفهم مخالفٍ لمنهج السلَف في الاعتقاد. ومما سبق يتبيَّن أن الأشاعرةَ وإن نطقوا بالحقِّ في إثباتِ صفتَي السمع والبصر، إلا أنهم خالفوا الوحي في تفسيرهما، وفي بيان متعلَّقهما، وفي كونهما فعليَّتَين لله سبحانه، وهذه المخالَفة أوقَعَتهم في لوازمَ لم يجيبُوا عنها إلا بمخالفةٍ أشدَّ منها للنصوص، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: أصول الدين للبغدادي (ص: 97).

([2]) ينظر: الإشارة للرازي (ص: 122)، المواقف للإيجي مع شرحه (8/ 99)، عقيدة السنوسي مع شرحها (ص: 99)، تحفة المريد (ص: 99).

([3]) ينظر: غاية المرام في علم الكلام (ص: 123).

([4]) نهاية الإقدام (ص: 341).

([5]) ينظر: اللمع (ص: 19)، الإنصاف (ص: 37)، الإرشاد (ص: 130)، نهاية الإقدام (ص: 341).

([6]) ينظر: معالم أصول الدين (ص: 55)، الاقتصاد في الاعتقاد (ص: 52).

([7]) شرح المقاصد (4/ 140).

([8]) شرح المقاصد (4/ 141).

([9]) ينظر: أصول الدين (ص: 97)، وحاشية الشرقاوي (ص: 257).

([10]) هداية المريد (ص: 94)، حاشية الشرقاوي (ص: 216).

([11]) إثبات الأشاعرة صفتي السمع والبصر (ص: 19).

([12]) المقصد الأسنى (ص: 90).

([13]) صحيح البخاري (7385).

([14]) الرد على المنطقيين (ص: 465).

([15]) ينظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3/ 1063)، ومجموع الفتاوى (6/ 228).

([16]) ينظر: تفسير ابن كثير (5/ 296).

([17]) ينظر: النقض على بشر المريسي (ص: 22).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017