الاثنين - 16 ربيع الأول 1447 هـ - 08 سبتمبر 2025 م

تطرُّف التيَّار العقلاني الحداثي في الموقف من الكتاب والسنة

A A

تمهيد:

للقارئِ أن يستغربَ وجودَ نسبةٍ للعقل تكون قدحًا في أهلها؛ لأنَّ النسبةَ للعقل في عرف الشرع واللّغة لا تكونُ إلا مدحًا؛ لكن العقل هنا الذي يقدَح به هو العقل المعطَّل عن وظيفته الطبيعية وتفكيره السليم، فالنسبة إليه تكون ذمًّا في مقابل الوحي والدين، وليست في مقابل شيءٍ آخر، فالعقلانيّون هم الذين استغنَوا بعقولهم عن الوحيِ ولم يجعلوه حاكمًا عليها، ومن هنا نشأ تطرُّفهم وموقفُهم الرافض لكلِّ مقدَّس ودينيٍّ يراه مقيِّدًا لهواه، وحينَ نناقشُ رأيَهم على أنَّه تطرُّف فذلك في مقابل مَن يرى ما هو دونَه تطرُّفا، فبعضُ أهل الحقل الشرعيّ يرى أنَّ رفضَ رأيِ بعض الأئمَّة في جانبٍ من جوانب الدين تطرُّفًا، ويخفض في ذلك ويرفع، في حين إنه يعيش في بيئةٍ ينتشر فيها تطرُّف هو أشدُّ مما ينكِر، تطرُّفٌ في رفض الوحي كُلًّا أو بعضا، لكنه لا يسمَّى تطرُّفًا، بل يخرج في قالبِ التجديد أو مصطلحاتٍ مسالمةٍ وديعةٍ، لا تثير حفيظة المغفَّلين، ولا من تستفزُّهم البداءات، ويمكن رصدُ التطرُّف عند التيار العقلانيّ الحداثيّ من خلال الموقف من أعظم قضيَّة عند المسلم وهي الوحي كتابا وسنة، وهاك تطرُّفهم في رفضهما:

أولا: التطرُّف في الموقف من القرآن الكريم:

فموقفهم الرفضُ المطلق له، واعتبارُه قيدًا وسِجنًا، ولتطرُّفهم في الموقف منه سمات:

السِّمة الأولى: اعتبار النبوةِ مجرَّد جهدٍ بشريٍّ، ليس لها طابع غيبيّ، ففي الشّعر نبوءة، والقرآن شَكل مِن أشكال هذه النبوءة([1]) ويذهب نصر أبو زيد إلى أنَّ النبوةَ مجرد خيالٍ يتساوى فيه البشر، فالنبيّ والشاعر والصوفي يصدُرون عن منبع واحدٍ على اختلافٍ بينهم في الترتيب، وميزة الأنبياء هي القدرة على تفعيل القوَّة المخيلة([2]).

السِّمة الثانية: اعتبار القرآنِ مجرَّدَ حاجزٍ مِن بين حواجز كثيرةٍ للعقل، فالعقل النقليُّ عقل ميّت، والعقل النقديّ عقل حيٌّ، ومن ثم لا بدَّ من تفعيل نقد القرآن وردِّه وإثارة التساؤلات حوله([3]).

السِّمة الثالثة: الاستغناء عن الوحي، فالوحي يراد منه تطويرُ الوعي البشريِّ إلى مرحلة نهائية يمكنه الاستغناءُ عنه، وهذه المرحلة هي التي نعيشها الآنَ، فقد وصل العقل البشريُّ إلى الاعتماد على النفسِ؛ بالعقل في قدرته على الفهم، وبالحرية في القدرة على الاختيار([4])، يقول محمد خلف: “إن البشريةَ لم تعُد في حاجة إلى من يتولَّى قيادتَها في الأرض باسم السماء، فقد بلغَت سنَّ الرشد، وآن لها أن تباشر شؤونها بنفسِها”([5]).

السِّمة الرابعة: إبطال القرآنِ وردُّه لمخالفته للعقل والتجربة، يقول أركون: “جاءت العلمنة والعقلُ الحديث لكي يشكِّلا في كلِّ مكان وعلى كافة المستويات الثقافية والمفهوميَّة صدعًا حقيقيًّا أو حدًّا فاصلا بين أولئك الذين يقبلون بالمحتوى والوظيفة الروحية للوحي وأولئك الذين يرفضونه؛ باعتبار أنَّه باطل علميًّا أو تجريب”([6]).

السِّمة الخامِسة: التناصُّ مع موقفِ أهل الجاهليَّة من القرآن، واعتباره شِعرًا أو نثرًا أسطوريًّا، لا يحمل قيمةً علميةً، وليس معجزًا، وإن كان في التطرُّف ما يضحِك فهو محاولة بعضهم الإتيانَ بمثل القرآن؛ ممَّا جعله شخصًا ساخرًا لا يقيم أيَّ وزن لعقله ولا لعقول الناس([7]).

وبطبيعةِ الحال فمن المسلَّم به أنه إذا كان هذا هو موقفهم من القرآن الكريم فإنَّ الموقفَ من السنَّة النبوية يكون أشدَّ تطرفًا؛ لأنها صنوُ القرآن الكريم وبيانه وتفسيره والصورة العملية لتطبيقه.

ثانيًا: التطرّف في الموقف من السنة النبوية:

وقف العقلانيون من السنة موقفَ المشكِّك الرافض والمتحفِّظ، ويرون أن تدوينَ السنة النبوية كان له التأثيرُ الكبير في الوضع؛ وذلك راجع إلى تأخُّره، كما ادَّعوا أن علومَ الإسناد كانت أضعف من أن تميِّز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة؛ لأنها نشأت في حقلٍ معرفيٍّ شفويٍّ وليس مكتوبًا، وإنما هي أخبار يتناقلها الناس([8]). يقول أحمد صبحي بعد أن ضرب مثالا من عندياته في وضع الحديث: “ما الذي جعل عقولَ أولئك الناس تغيب؟ إنه التصديق والإيمان بأنَّ ما يقوله هذا الرجل قد قاله النبي صلى الله عليه وسلم حقًّا، وما الذي جعَلهم يؤمنون ويصدِّقون بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك الكلام؟ إنه الإسناد، أي: أسند أو نسب ذلك الكلام للنبي صلى الله عليه وسلم عبر العنعنة، أي: قال: حدثني فلان عن فلان… إلخ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا. وهذا معنى الإسناد، وهذه خطورته على العقل”، ثم يقول: “إن الإسلامَ الصحيح هو دين العقلِ، بل إنَّ التعقُّل أو استعمال العَقل هو سبب إنزال القرآن، ولكن الإسناد أَوجدَ خصومةً مستحكِمة بين المسلمين”([9]).

ويرونَ أن السنَّة لم تكن حجَّة في العهد القديم، وإنما حجِّيَّتها نبعَت من صراع سياسيّ([10]).

ويلخّص بعضهم فكرته حول السنة فيقول: “نستخلص إذًا أنَّ إنكار حجية السنة يعَدُّ موقفًا متجذِّرا في تراثنا الإسلاميّ، ظهر منذ زمن الأئمة الأربعة، وهو ما ينفي أن تكون حجية السنة بمنزلة البديهيّ، فلا ريبَ أنَّ الضميرَ الإسلاميَّ لم يقتنع بهذه البداهةِ إلا بعد قرون من انتصار مدرسة الحديث”([11]).

ومبالغةً منهم في التطرُّف ضدَّ السنة النبويَّة عمدوا إلى العصمة ونفوها، واعتبروها مجرَّد وسيلةٍ لإثباتِ حجيَّة السنة النبوية، وهو ما يرفضونه طبعًا، يقول أحدهم: “تعتبر عصمةُ النبي أحدَ المستندات النظريةِ العقليةِ الرئيسيةِ التي أسَّس بواسطتها الأصوليون حجيَّة السنة”([12])، وعليه لا بدَّ من أجل تفكيك سلطة النصّ من إلغاء العصمة وإبطالها([13]).

ويخلص الحداثيّون من خلال تقريراتهم إلى إلغاءِ ميزة النبوّة في التشريع، وأنَّ النبيَّ ليس مشرِّعًا، وفعله لا يدلُّ على تشريع وكذا قوله، يقول الشحرور: “إنَّ المشكلة تأتي مرةً أخرى من زعم الفقهاء أنَّ حلالَ محمَّد صلى الله عليه وسلم حلالٌ إلى يوم القيامة، وحرام محمَّد صلى الله عليه وسلم حرام إلى يوم القيامة، وتأتي من اعتبارهم أنَّ القرارات النَّبويَّة التنظيمية لها قوة التنزيل الحكيم الشامل المطلق الباقي، ناسينَ أنَّ التحليلَ والتحريم محصورٌ بالله وحدَه، وأنَّ التقييد الأبديَّ للحلال المطلق يدخل حتمًا في باب تحريم الحلال، وهذه صلاحيَّة لم يمنحها تعالى لأحد بما فيهم الرُّسُل”([14]).

وهذا من صميم تطرُّف هؤلاء؛ لأنَّهم لا يرفُضون الآراءَ الفقهيَّة لأنها آراء ويختارون غيرها لأنها أرجح فتبقى مساحةُ الدّين مشتركةً بينهم وبين المسلمين، بل يرفضون الوحيَ بمصدرَيه، ويُلقون علومَ المسلمين كلَّها من حديث وأصول وتفسيرٍ في سلَّة المهملات باعتبارها تراثًا مستغنًى عنه، ليس له أيّ قيمة في الحياة إلا التسليَة، هذا هو التطرُّف بعينه؛ لأنه تطرف عن الدين وفي مقابل الدّين، ولك أن تتصوَّر حجمَ الحيرة والانقسام الذي يُحدثه في المجتمعات إن قدَّر الله له علوَّ الصوت.

فهذا الفِكر مع تطرُّفه يعدُّ غيرَ جادٍّ في البحث، فهو يخوض معاركَ علميةً أكبر من حجمه في الواقع، ويطعن في تراثٍ حرصت الأمة على حفظه على مدار قرون، وهذا التراث لم يبن دُولا، وإنما بنى مجتمعاتٍ وحضراتٍ، وبمجرَّد جرَّة قلم من كاتب لاهٍ يصبح الوحيُ وما يقدّم من معلومات عن الكون والحياة مجرَّد أسطورةٍ أو كتاب يقتنع به العامّة مع معاداته للعلم والتجربة وتسطيحه للعقل.

لم يكلِّف هؤلاء أنفسَهم عناءَ البحث في القيم الدينية التي يدعو إليها القرآن، ولا التفكير في كلياته، كما لم يكلّفوا أنفسَهم إعادةَ النظر المقاصديّ في السنة بوصفها تحقُّقًا عمليًّا للوحي، بل اكتفوا بشهوة النّقد والتفكيك، وتطرَّفوا أيما تطرفٍ في رفض الدين.

معقولٌ أن يكذِّب القرآنَ من نشَأ في بيئة غير دينيّة أو ينتسب إلى ملّة أخرى؛ لأنه برفضه للوحي وإن خالف فطرتَه وعقلَه فهو ينسجِم مع مجتمعِه وثقافته، ولا يتطرَّف عنهم، لكن العجيب أن ينشأَ ناشئٌ في بلد عربيّ ووسط ثقافةٍ إسلامية ثم يأبى إلا أن يخلُد إلى الأرض، فيقارن بين القيم الأخلاقيَّة والمنتجات المادية، يقارن بين الدين والدنيا، وينزل بالوحي من علوه القيميّ والديني ليتطرَّف في موقفه منه، ويجعله في عداد الأسطورةِ. إن هذا التطرفَ هو الذي يحتاج وقفَة جادَّة ضدَّه؛ قيامًا بأمر الله، وحفظًا للحياة، وحرصا على قيم البشرية حتى لا تضيع، فهذه الأفكارُ وإن لم تنتِج التطرُّف الذي يسمِّيه العقلانيون تطرفًا، فهي تنتج جرائمَ ضدَّ البشرية؛ لأن الإيمان قيد الفتك، وتهدّد السلم الاجتماعي للمجتمعات، وتحطّ من قيمة الإنسان كإنسان؛ لتجعله يساوي جهازًا ينتجه، ويمكن أن يكونَ مختبَرًا لأسلحة نوويَّة يرى أصحاب الفكر المادّي أنها تخدم مصلحتهم، والإنسان في الحياة ما هو إلا أداة للإنتاج، وبعد الممات ما هو إلا جهاز محطَّم لا قيمة له، وهذا تطرفٌ في مخالفة الفطرة ومخالفة الدين وبدهيات العقل.

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: نقد النص، علي حرب (ص: 207).

([2]) ينظر: مفهوم النص، نصر أبو زيد (ص: 49).

([3]) ينظر: التطرف المسكوت عنه، نقلا عن خالص جلبي (ص: 54).

([4]) هموم الفكر والوطن، حسن حنفي (1/ 400).

([5]) العدل الإسلامي وهل يمكن أن يتحقق؟ (ص: 140).

([6]) القرآن من التفسير إلى الموروث (ص: 18).

([7]) في هذا المقال يحاول بعضهم عبثًا أن يأتي بمثل القرآن:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=144601

([8]) بنية العقل العربي، الجابري (ص: 116).

([9]) أحمد صبحي منصور، مقال: الإسناد في الحديث:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=31305

([10]) السنة بين الأصول والتاريخ، حمادي ذويب (ص: 63).

([11]) المرجع السابق (ص: 70).

([12]) المرجع السابق (ص: 81).

([13]) المرجع السابق (ص: 87).

([14]) نحو أصول جديدة في الفقه الإسلامي، شحرور (ص: 160).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

مركزية السنة النبوية في دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الدعوةَ الإصلاحية السلفيَّة الحديثة ترتكِز على عدّة أسُس بُنيت عليها، ومن أبرز هذه الأسُس السنةُ النبوية التي كانت هدفًا ووسيلة في آنٍ واحد، حيث إن دعوةَ الإصلاح تهدف إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف من التزام الهدي النبوي من جهة، وإلى تقرير أن السنة النبوية الصحيحة […]

الحكم على عقيدة الأشاعرة بالفساد هل يلزم منه التكفير؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا شك أن الحكم على الناس فيما اختلفوا فيه يُعَدّ من الأمور العظيمة التي يتهيَّبها أهل الديانة ويحذرها أهل المروءة؛ لما في ذلك من تتبع الزلات، والخوض أحيانا في أمور لا تعني الإنسانَ، وويل ثم ويل لمن خاض في ذلك وهو لا يقصد صيانة دين، ولا تعليم شرع، […]

ترجمة الشيخ شرف الشريف (1361-1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشيخ شرف الشريف([1]) اسمه ونسبه:    هو شرف بن علي بن سلطان بن جعفر بن سلطان العبدلي الشريف. يتَّصل نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. نشأته ودراسته وشيوخه: ولد رحمه الله عام 1361هـ في محافظة تربة في العلاوة، وقد بدأ تعليمه الأوّلي في مدرسة […]

وهم التعارض بين آيات القرآن وعلم الكَونِيّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يمتاز التصوُّرُ الإسلامي بقدرته الفريدة على الجمع بين مصادر المعرفة المختلفة: الحسّ، العقل، والخبر الصادق، دون أن يجعل أحدها في تعارض مع الآخر. فالوحي مصدر هداية، والعقل أداة فهم، والحسّ مدخل المعرفة، والتجربة طريق التحقُّق. وكل هذه المسالك تتكامل في المنهج الإسلامي، دون تصادم أو تعارض؛ لأنها جميعًا […]

لا يفتي أهلُ الدثور لأهل الثغور -تحليل ودراسة-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في خِضَم الأحداث المتتالية والمؤلمة التي تمرُّ بها أمة الإسلام، وكان لها أثر ظاهر على استقرارها، ومسَّت جوانبَ أساسيّة من أمنها وأمانها في حياتها، برزت حقيقةٌ شرعيّة بحاجة لدراسة وتمييز، ورغم قيام العلماء من فجر الإسلام بواجبهم الشرعيّ في البيان وعدم الكتمان، إلا أنَّ ارتباطَ هذه الحقيقة بأحداث […]

مؤلفات مطبوعة في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (عرض ووصف)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: “السيد الحليم“، هكذا وُصف الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وقد كان سيِّدًا في المسلمين، حليمًا ذكيًّا ثقِفًا، يحسن إيراد الأمور وتصديرها، جعله النبي صلى الله عليه وسلم كاتبًا من كتاب الوحي القرآني؛ لأمانته وفقهه، وقد صح في فضله أحاديث، ومهما وقع منه ومن معه […]

جواب الاعتراضات على القدر المشترك (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: كنا كتبنا ورقةً علمية بمركز سلف للبحوث والدراسات حول مفهوم القدر المشترك، ووضّحناه وقربناه للعامة، وبقِيَت اعتراضات يوردها بعضهم عليه، وقد تُلبس على العامة دينَهم، وهذه الاعتراضات مثاراتُ الغلط فيها أكثرُ من أن تحصى، وأوسعُ من أن تحصَر، وبعضها ناتج عن عُجمة في اللسان، وبعضها أنشأه أصحابه على […]

ترجمة الشيخ الدكتور جعفر شيخ إدريس (1349-1447هـ / 1931-2025م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الأرض تحيا إذا ما عاش عالمُها *** متى يمت عالمٌ منها يمُت طرَف كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلّ بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلَف قال العلامةُ ابن القيم رحمه الله: “إن الإحـاطـة بـتراجم أعـيـان الأمـة مطلوبـة، ولـذوي الـمعـارف مـحبوبـة، فـفـي مـدارسـة أخـبـارهم شـفـاء للعليل، وفي مطالعة […]

‏‏ترجمة الشَّيخ محمد بن سليمان العُلَيِّط (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ أبو عمر محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن حمد العُلَيِّط. ويبدو أن اشتقاق اسم الأسرة (العُلَيِّط) من أعلاط الإبل، وهي من أعرق الأسر القصيمية الثريَّة وتحديدا في مدينة بريدة، والتي خرج من رَحِمها الشيخ العابد الزاهد الوَرِع التقيّ محمد العُلَيِّط([2]). مولده: كان مسقط رأسه […]

الأوراد الصوفية المشتهرة في الميزان

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الذكرَ من أعظم العبادات القلبية واللفظية التي شرعها الله لعباده، ورتَّب عليها الأجور العظيمة، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، وقال سبحانه: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]. وقد داوم النبي صلى الله عليه وسلم على الأذكار الشرعية، وعلَّمها أصحابَه، وكان يرشِدهم إلى أذكار الصباح […]

مناقشة دعوى الرازي: “عدم هداية القرآن إلى العلم بالله وأنبيائه”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا جرم أن الله أنزل علينا قرآنا بدأه بوصفه: {لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} من إنس وجان، وتولَّى بنفسه حفظه لفظًا ومعنًى، وبَيَّنَه أتم بيان، وجعله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وحرَّر وفنَّد الشبهات التي ترِد على الفؤاد قبل أن ينطق بها لسان، فجلُّ ما استطاعه من […]

أصول الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عن معاوية رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ»([1]). العلم هو أفضل ما رغب فيه […]

أشهر من امتُحنوا في مسألة خلق القرآن

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة إن فتنة القول بخلق القرآن من أعظم الفتن التي مرت بالأمة الإسلامية، وأشد المحن التي امتحن الله بها كثيرًا من العلماء والصالحين، حيث تعرض لها أئمة أعلام وفقهاء كبار، فثبتوا على الحق، ورفضوا الخضوع للبدع وأصحابها، وأفنوا أعمارهم في الذب عن عقيدة أهل السنة والجماعة، مؤكدين أن القرآن […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017