الثلاثاء - 06 رمضان 1444 هـ - 28 مارس 2023 م

دَحض شبهة ضعفِ ذاكرةِ أبي هريرةَ

A A

قد تنتِج الأهواءُ شبهاتٍ وأفكارًا، لكن من المحال أن يتولَّد عنها حقائقُ وشهادات؛ لذا نهانا الحقُّ سبحانه عن اتِّباع الأهواء؛ فقال تعالى: {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 135].

وقد أشاع أعداء السنة -من المستشرقين ومن سار على دربهم واقتفى آثارهم- بعضَ الشبهات حول راوية الإسلام أبي هريرة رضي الله عنه، وألصقوا بعضَ التُّهم به؛ رغبة في إسقاط أحاديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس أبو هريرة مقصودًا لذاته؛ ولكنها إحدى محاولاتهم للطعن في السنة وإسقاط الاحتجاج بها، وقد ظهرت هذه المزاعم والاتهامات قديمًا، فتصدَّى لها أهلُ العلم، وأطفؤوا بريق زيفِها، وأظهروا فضائلَ أبي هريرة رضي الله عنه، وأبانوا عن قوة حافظته، وتسليم الصحابة له بذلك([1]).

تصوير التّهمة:

ومن جملةِ ما نسجه خيالُ الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه: أنه كان ضعيفَ الذاكرة كثيرَ النسيان، فزعم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دعا له فأصبح لا ينسَى شيئًا؛ ويصوغ أحدهم هذا المعنى بقوله: “كان أبو هريرة يذكر عن نفسِه أنه كان كثيرَ النسيان، لا تكادُ ذاكرته تمسِك شيئًا مما يسمَعه، ثم يزعُم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد غرف له في نمرته غَرفتين فأصبح لا ينسَى شيئًا يصِل إلى أُذُنه؛ وذلك لكي يسوِّغ كثرة أحاديثه، ويثبت في الأذهان صحَّة كل ما يرويه”([2]).

هكذا يصوِّرون القضيَّة على أنها مجرَّد مزاعم يزعمُها أبو هريرة من أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا له بالحفظ، فأصبح لا ينسى شيئًا! ثم يتطرَّقون إلى اتِّهامه في نيَّته وأنه اخترع ذلك ليسوِّغ كثرةَ أحاديثه ويسوِّقها!.

وفي هذه المقالة تفنيدٌ لهذه الشبهة، وإبرازٌ لما كان يتمتَّع به أبو هريرة من قوَّة الحفظ وسعة العلم؛ وبيان ذلك من وجوه صحيحة؛ متضمِّنة في أثنائها الردَّ الدامغ على شبهات القوم.

إبطال التُّهمَة:

هذه التهمة باطلة من عدَّة أوجه، نذكر منها:

الوجه الأول: ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على أبي هريرة ودعاؤه له:

لقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي هريرة؛ لما رأى من شدَّة حرصه على طلب العلم، والحديث خاصة، واهتمامه بالسؤال عنه، فعن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قيل: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد ظننتُ -يا أبا هريرة- أن لا يسألَني عن هذا الحديث أحدٌ أوَّل منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله؛ خالصًا من قلبه» أو: «نفسه»([3]).

وكان من آثار ذلك الحرصِ: أنه صاحَب النبيَّ صلى الله عليه وسلم في حلِّه وترحاله، وسفره وحضره، يلازمُه على ملء بطنه، ويقنع من دنياه باليسير؛ فحفِظ ما لم يحفظ غيره من الصحابة، وشهد ما غابوا عنه؛ وقد أزال أبو هريرةَ نفسُه ما قد يقَع فيه بعض الناس من التعجُّب من كثرةِ محفوظِه ورواياته عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف غيره من الصحابة؛ وأبان عن السبب في ذلك بأمرين:

الأول: ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم.

الثاني: بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالحفظ.

وليُتأمَّل ما رواه سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثِر الحديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! وتقولون: ما بالُ المهاجرين والأنصار لا يحدِّثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة؟! وإن إخوتي منَ المهاجرين كان يشغَلهم صفقٌ بالأسواق، وكنت ألزَم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفَظ إذا نسوا، وكان يشغَل إخوتي منَ الأنصار عمَل أموالهم، وكنت امرأً مسكينًا من مساكين الصُّفَّة، أعي حين ينسَون، وقد قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثٍ يحدِّثه: «إنَّه لن يبسطَ أحدٌ ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمع إليه ثوبه، إلا وعَى ما أقول»، فبسطتُ نمرة عليَّ، حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتُها إلى صدري، فما نسيتُ من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء([4]).

وهذا الحديثُ صريحٌ في اختصاصِ عدم نسيان أبي هريرة بما حدَّث به النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ذاك المجلس دونَ غيره، وما ورد من الإطلاق في بعض رواياته من قول أبي هريرة: “فوالذي بعثَه بالحقِّ، ما نسيتُ شيئًا سمعته منه”([5])، فإنه يحمَل على التقييد والاختصاص بما حدَّثهم به صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس([6]).

لكن هناك روايات أخرى تفيد العمومَ، وتؤكِّد ما تفضَّل الله تعالى به على أبي هريرة من كثرة المحفوظ وعدم النسيان، ومنها:

ما رواه سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه؟ قال: «ابسُط رداءك»، فبسطته، قال: فغرف بيديه، ثم قال: «ضمَّه»، فضمَمتُه، فما نسيت شيئًا بعده([7]).

وما رواه محمد بن قيس، عن أبيه أنه أخبره: أن رجلًا جاء زيدَ بن ثابت فسأله عن شيءٍ، فقال له زيد: عليك أبا هريرة؛ فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذاتَ يوم ندعو الله ونذكر ربَّنا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا، فسكتنا، فقال: «عودوا للذي كنتُم فيه»، قال زيد: فدعوتُ أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمِّن على دعائنا، ثم دعَا أبو هريرة فقال: اللهمَّ إني أسألك مثلَ ما سألك صاحباي هذان، وأسألك علمًا لا يُنسَى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آمين»، فقلنا: يا رسول الله، ونحن نسأل الله علمًا لا يُنسى، فقال: «سبقَكم بها الغلامُ الدوسيّ»([8]).

كما أنَّ أبا هريرة لم يكن ليكتفيَ بسماع الحديثِ في النهار من النبيّ صلى الله عليه وسلم، بل أتعَب نفسه في الليل في مراجعة ما حفِظه بالنهار؛ فيقول أبو هريرة: “إني لأجزِّئ الليل ثلاثةَ أجزاء: فثلثٌ أنام، وثلثٌ أقوم، وثلث أتذكَّر أحاديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم”([9]).

ممَّا تقدَّم يثبت لنا بما لا يدَع مجالًا للشكِّ أن الله تعالى قد تفضَّل على أبي هريرة رضي الله عنه بهذه الخصيصة، وهي كثرة المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وعدَم نسيانه، وفي هذا أبلغ الردِّ على منِ ادَّعى بأنَّ هذه الروايات من اختراع أبي هريرة وزعمه([10])، وفيه أيضًا كشفٌ عن مسلكهم في التعامل مع ما يخالف أفكارهم عن طريق الدّفع بالهوى، لا المناقشة بالبرهان والحجة.

وهذا يخالف المنهَج العلميَّ القائم على البحث أولًا في ثبوت الأحاديث، ثم مناقشة ما قد يبدو فيها من التعارض الظاهري إن وجِد، والنظر فيما يستفاد منها من فوائد وأحكام؛ وهو ما قام به علماء الأمَّة وحفَّاظ الإسلام؛ فهذا الحافظ ابن حجر يقول في شرحه: “وفي هذين الحديثين فضيلةٌ ظاهرة لأبي هريرة، ومعجزة واضِحة من علامات النبوة؛ لأن النسيانَ من لوازم الإنسان، وقد اعترف أبو هريرة بأنه كان يكثر منه، ثم تخلَّف عنه ببركة النبيّ صلى الله عليه وسلم”([11])، ويقول الحافظ الذهبيّ في ترجمة أبي هريرة: “وكان حِفظُ أبي هريرة الخارقُ من معجزات النبوة”([12]).

الوجه الثاني: شهادة الصحابة رضي الله عنهم لأبي هريرة بالحفظ والإتقان:

كثرت آثار الصحابة رضي الله عنهم في تفضيل أبي هريرة بالحفظ، واعترافهم له بأنه أكثرهم رواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإقرارهم بأنه أعلمهم بحديثه، وتأمَّل بعض هذه الآثار تجده لائحًا:

1- شهادة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بأن أبا هريرة أعلمُهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لما حدَّث أبو هريرة رضي الله عنه بحديث: «من تبِع جنازةً فصلى عليها فله قيراط، فإن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط أعظم من أحد»، قال له ابن عمر: أبا هريرة، انظر ما تحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! فاستشهد أبو هريرة بأمّ المؤمنين عائشةَ، فأقرته على ما حدَّث به، فاقتنع ابن عمر، وقال له: “أنت -يا أبا هريرة- كنتَ ألزمَنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلمَنا بحديثه”([13]).

2- شهادة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه بأن أبا هريرة علِم ما لم يعلموا وسمع ما لم يسمعوا:

عن مالك بن أبي عامر قال: كنت عند طلحة بن عبيد الله، فدخل عليه رجلٌ فقال: يا أبا محمد، واللهِ ما ندري هذا اليمانيّ، أعلَم برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم أو هو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل؟! يعني: أبا هريرة، فقال طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: والله، ما نشكُّ أنه قد سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع، وعلم ما لم نعلم؛ إنا كنا أقوامًا أغنياء، ولنا بيوتات وأهلون، وكنا نأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في طرفَي النهار، وكان مسكينًا لا مال له ولا أهلَ، إنما كانت يدُه مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يدور معه حيثما دار، ولا نشكُّ أنه قد علم ما لم نعلم، وسمع ما لم نسمع، ولم نجد أحدًا فيه خير يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل([14]).

3- شهادة محمد بن عمرو بن حزم بأن أبا هريرة أحفظُ الناس:

عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم أنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة، وفيه مشيخة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بضعة عشر رجلًا، فجعل أبو هريرة يحدِّثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعرفه بعضُهم، ثم يتراجعون فيه فيعرفه بعضهم، ثم يحدّثهم ولا يعرفه بعضهم، ثم يعرفه بعض، حتى فعل ذلك مرارًا، فعرفت يومئذٍ أن أبا هريرة أحفظُ الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم([15]).

4- اختبار مروان لحفظ أبي هريرة:

عن أبي الزُّعَيزِعَة كاتب مروان بن الحكم: أن مروانَ دعا أبا هريرة، فأقعدني خلف السرير، وجعل يسأله، وجعلتُ أكتب، حتى إذا كان عند رأس الحول دعا به، فأقعده وراء الحجاب، فجعل يسأله عن ذلك، فما زاد ولا نقص، ولا قدَّم ولا أخَّر([16]).

وهذا غيضٌ من فيض؛ أفلا تكفي هذه الشهاداتُ الموثَّقة بالأسانيد الصحيحة على قوة حفظ أبي هريرة، وأنه أعلمُ الصحابة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم روايةَ عنه.

الوجه الثالث: موقف العلماء من ذلك:

ثم يقال لأصحاب تلك الشبهات: لقد تتابع علماءُ الأمة من لدن الصحابة وحتى يوم الناس هذا على قبول تلك الشهادات، وأردفوها بأضعافها من شهاداتهم لأبي هريرة بالحفظ والإتقان وسعة العلم([17]):

  • يقول الإمام البخاري: “روى عنه نحو الثمانمائة من أهل العلم، وكان أحفظَ من روى الحديث في عصره”.
  • ويقول أبو صالح: “كان أبو هريرة أحفظَ أصحابِ محمد صلى اللَّه عليه وسلم”.
  • ويقول الأعمش: “ما كان أفضلهم، ولكنه كان أحفظَ”.
  • ويقول سعيد بن أبي الحسن: “لم يكن أحدٌ من الصحابة أكثر حديثًا من أبي هريرة”.
  • وقال الشافعيّ: “أبو هريرة أحفظُ من روى الحديثَ في دهره”.
  • ويقول أبو نعيم: “كان أحفظَ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره، ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يحبِّبه الله إلى المؤمنين من عباده”([18]).
  • ويقول الذهبي: “احتجَّ المسلمون قديمًا وحديثًا بحديثه؛ لحفظه وجلالته وإتقانه وفقهه، وناهيك أنَّ مثل ابن عباس يتأدَّب معه ويقول: أفتِ يا أبا هريرة”([19]).
  • ويقول أيضًا: “وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسَعة علمه؟!”([20]).

وقدِ انعقد إجماع المحدّثين على أن أبا هريرة هو أكثر الصحابة حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يقول الحافظ ابن حجر: “قد أجمع أهلُ الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثًا”([21]).

وقد جمع الإمامُ بقي بن مخلد في مسنده مروياتِ أبي هريرة فبلغت: خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثًا (5374)([22])، هذا ما أودَعه بقي بن مخلد وحده في مسنده، وإلا فمرويات أبي هريرة أكثر من هذا.

وبهذا يتَّضح لنا جليًّا ضعفُ تلك الشبهة، وبُعدُها عن المنهج العلمي، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ومن هؤلاء العلماء: ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص: 90)، وابن خزيمة، وقد نقل الحاكم في المستدرك (3/ 586) كلامه في الردِّ على من طعن في أبي هريرة على اختلاف مشاربهم وأهوائهم.

([2]) شيخ المضيرة أبو هريرة لمحمود أبي رية (ص: 235).

([3]) أخرجه البخاري (99).

([4]) أخرجه البخاري (2047).

([5]) أخرجه البخاري (7354)، ومسلم (2492).

([6]) ينظر: الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة (ص: 196).

([7]) أخرجه البخاري (119).

([8]) أخرجه النسائي في الكبرى (5839)، وحسَّنه ابن حجر في الإصابة (13/ 49).

([9]) أخرجه الدارمي (ص: 153).

([10]) كما يزعم عبد الحسين شرف الدين في كتابه: أبو هريرة (ص: 280-294)، وقد أتى فيه بردود عقلية بعيدة عن المنهج العلمي، ولم يناقش صحَّة الحديث ولا رواياته. وقد تأثر بكلامه أبو رية في كتابيه: أضواء على السنة المحمدية، وشيخ المضيرة أبو هريرة.

([11]) فتح الباري (1/ 215).

([12]) سير أعلام النبلاء (2/ 594).

([13]) أخرجه أحمد (4453)، وصححه الحاكم (3/ 584)، والعلائي في تحقيق منيف الرتبة (ص: 99)، وحسنه ابن حجر في الإصابة (13/ 51).

([14]) أخرجه البزار (932)، وأبو يعلى (636)، وحسنه ابن حجر في الفتح (7/ 75).

([15]) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 186)، والحاكم (3/ 585).

([16]) أخرجه الحاكم (3/ 583) وقال: “صحيح الإسناد”.

([17]) ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 353-354).

([18]) معرفة الصحابة (4/ 1886).

([19]) سير أعلام النبلاء (2/ 609).

([20]) المرجع السابق.

([21]) الإصابة (7/ 352).

([22]) ينظر: جوامع السيرة لابن حزم (ص: 274)، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد (1/ 261)، وعدها في الإصابة في تمييز الصحابة (1/ 88) (5364).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

العلامة الأمير صديق حسن خان ( 1248–1307هـ / 1832 – 1890م )

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة برغم شهرة العلامة صديق حسن خان إلا أن المجهول من سيرته لدى معظّميه أكثر مما هو معلوم عندهم! فبرغم شيوع مؤلفاته وكثرة الاستشهاد بها وبمقولاته إلا أنك من النادر أن تجد شخصا يعرف سيرة هذا العالم العلم والأمير المصلح، وأنه كان -مع سعة مؤلفاته- قد تولى الإمارة والحكم لمدة […]

عرض ونقد لكتاب (نسائِم المعالم – السيرة النبوية من خلال المآثر والأماكن)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بماذا تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى؟ هل تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما بيَّن من العقائد وشرع من الأحكام ودلَّ إليه من الأخلاق والفضائل، أم تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى بتتبُّع كل ما وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم ووطئت رجلاه الشريفتان ولامس شيئًا من […]

ما بين التقويم القمري والشمسي (هل تراكمت الأخطاء حتى صام المسلمون شهرًا خاطئًا؟)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: الصِّيام أحدُ أركان الإسلام، وهو من محكَمات الدّين، وجاء في فرضه وبيانِه نصوصٌ كثيرة محكمة، فمن أدلَّة وجوب صيام رمضان المحكمة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ومن الأدلة قوله صلى الله عليه وسلم: «بُني […]

أولياء الصوفية بين الحقيقة والخرافة السيد البدوي أنموذجًا (596هــ-675هــ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الولاية ضد العداوة، وأصلها المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد. ولكي يفوز العبد بولاية الله لا بد أن يتحقق بالصفات التي وصف الله بها أولياءه، قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]، فآخر الآية يبين الصفتين في الولي اللتين هما ركيزتان فيه، […]

النقض على الملاحدة في استنادهم إلى التراث العربي في تبرير الشذوذ الجنسي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   إن فعلَ قومِ لوطٍ من أعظمِ الكبائر، وقد أنزلَ الله بقوم لوط عذابًا أليمًا، وجعلَ عالي قريتهم سافِلَها، ولعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاعلها ثلاثًا، كما استحقَّ فاعلها عقوبة شديدة وعذابًا أليمًا. قال تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ […]

تفصيل ابن تيمية في مصطلح (الجسم) ونحوه من المصطلحات الحادثة “والرد على من زعم أنه توقُّفٌ في تنزيه الله عز وجل”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يَعتبر كثيرٌ من الأشاعرة المعاصرين أن توقف ابن تيميَّة أو تفصيله في مصطلح «الجسم» الذي لم يرد في الكتاب والسنة يعني أنه متردّد أو شاكٌّ في تنزيه الله عز وجل. وهذا التصوُّر منهم غير صحيح لمذهبه رحمه الله، ذلك لأن ابن تيميَّة فصّل في المصطلح الكلامي، وأما الجسم المعروف […]

مكانة ابن تيمية عند السلفيين في منظار الخصوم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لعلَّه من الطبيعيِّ أن يغتاظ خصوم المنهج السلفي من وجود ابن تيمية في طليعة المنافَحين عنهم؛ ذلك أنه عالم متّفق على علو منزلته في العلوم الدينية، فحينما تقف هذه القامة العلمية إلى جانب السلفيين تتصدّر جبهتهم، وتدافع بشراسة عن أصولهم وقواعدهم، فهذا يحقق مكسبًا كبيرًا للسلفيين في معركتهم مع […]

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه – بين إنصاف أهل السنة وإجحاف أهل البدعة –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مِن أكبرِ الإشكاليات التي تعانيها الساحةُ الفكرية اليومَ إشكاليةُ التعامل مع أخطاء المسلمين؛ فبينما يُفْرِط بعض الناس في شخصٍ ويرفعونه إلى أعلى عليِّين بل إلى مرتبة النبوّة وإلى الإلهية أحيانًا، ويتعامَون تمامًا عن كلّ زلاته وكأنه لم يخطئ طولَ عمره، وكأنه ليس واحدًا من البشر يعتريه ما يعتري […]

الشيخ أحمد السوركتي 1292- 1362هـ/ 1875 – 1943م

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الشيخ أحمد السوركتي نموذج لوحدة أمة المسلمين على اختلاف بلادهم، فهو السوداني الذي رحل للحجاز لطلب العلم، ثم استقر في مكة للتدريس، ثم هاجر إلى إندونيسيا، وأقام بها -رحمه الله- دعوة إصلاحية سلفية مستمرة لليوم، ومع هذا لا يعرفه كثير من الخاصة فضلاً عن العامة. لمحة عامة: للأسف لا […]

العلامة الرحالة المجاهد بلسانه وقلمه محمد سلطان المعصومي 1297هـ/ 1880م – 1380هـ/ 1960م

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة العلامة المعصومي هو أحد الرموز الغائبة عن أذهان الناس، خاصة أن موطنه الأصلي من بلاد ما وراء النهر([1]). وتاريخ هذه البلاد الإسلامية لا يزال مجهولا لدى كثير من المسلمين، خاصة بعد الاحتلال الشيوعي الروسي لهذه البلاد الإسلامية بداية من سنة 1917، والذي شهد الكثير من الكوارث الدموية على يد […]

الجواب عن معضلة تعاقب الحروف وشبهة عدم وجود سلف لابن تيمية فيها والجواب عن نفي السجزي لتعاقب الحروف

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مسألة تعاقُب الحروف والكلمات هي من المسائل المُخرَّجة على «الفعل الاختياري»، وهذه المسألة ظهرت بعد القرن الرابع الهجري، ولم يتكلم فيها السلف ولا الأئمة، لكن بدأت هذه الشبهة في الظهور لما قالت الأشاعرة محتجين على أهل الحديث: «إن الحروف متعاقبة, يعقب بعضها بعضًا, وكذلك الأصوات، فلو كان […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017