الخميس - 27 جمادى الآخر 1447 هـ - 18 ديسمبر 2025 م

خطَر الفلسَفات الروحيَّة على العقيدة -الطاقة ووحدة الوجود نموذجًا-

A A

الروحُ من أمرِ الله سبحانه وتعالى، وما يُصلِحها هو كذلك، فلا سعادةَ لها إلا بقدر ما يمدُّها به الله سبحانه من المعارف ويصلحها به من العلوم، وهي في ذلك لا تزال غامضةً عن الإنسانِ، لا يدرك كنهها، ولا يعرف علاقتها بالكون، خصوصًا في مرحلة ما بعد غيابِ الوعي بنوم أو موتٍ، فهي في كلِّ ذلك وقبلَه محكومةٌ بقوانين لا يستطيع الإنسان لها دفعًا، ولا يرى لها ضابطًا مادِّيًّا؛ إلا أنه أودعت فيه غريزة حبِّ التطلُّع، ولأجلها يروم علمَ ما حُظِر عنه عِلمُه، ولا يقنع فهمه بغير ذلك، ومن ثم أقام الإنسانُ عدَّةَ فلسفاتٍ نسبَها إلى الروح، وهي فلسفات تعتني بجانب الروح وتحاول تفسير الكون من خلاله، وتهتمُّ بما وراء الطبيعةِ، وتحاول تفسيرَ الكون من خلال معتقداتها ونظرتها للوجود وعلاقته بما وراء الطبيعة، وللوثنيَّات القديمة مساهماتٌ كبيرة في صنع هذه الفلسفاتِ، كما أنَّ بعضَها نتجَ عن ردَّة فعلٍ على المادِّية المفرطة في بعض العصور وإن كان لم يخرج عنها في تفسيره لكثير من مسائل الغَيب، وقليل هم مَن تناولوا هذه الفلسفاتِ بالردود.

وقدِ اطَّلعتُ على مقالات متفرِقة وبحوثٍ أُخَرَ حولَ الموضوع لبعض الباحثين ممن يرومون الردَّ عليها، وبعضُها كُتُب تعليميَّة، وأهمُّ هذه البحوث بحثٌ بعنوان: “المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحيّة وتطبيقاتها المعاصرة”، للدكتورة فوز بنت عبد اللطيف كردي، وهو بحث مفيدٌ، غير أنّه -كما يتَّضح من عنوانه- يعتني بالتطبيقات المعاصرةِ للفكرة. وبحوث أخر تعرِّف بالظاهرة ولا تردُّ عليها، وإنما تدرِّسها من جانبٍ تعريفيٍّ بحت، وهذه لا تعنينا لأننا في معرض النقد والردّ.

ولا بأس أن نعرِّج قليلا على المفاهيم التي نحن بصدَد الكلام عليها.

فلسفة وحدة الوجود والطاقة:

تشترك الفلسفتان في أصولهما الوثنيَّة الهندوسية، وتختلفان في مجال الاستخدام؛ فوحدة الوجود هي فلسفةٌ هندوسيَّة بوذيَّة، والفلسفة الهندوسية قائمةٌ على اعتقادِ أنَّ الله يحلُّ في مخلوقاته، وما نراه من المخلوقات ما هو إلا تجلِّيات للإله، فالوجود عندهم صورةٌ ذهنية وخيالٌ، وهذا يشبِه إلى حدٍّ كبير الفلسفةَ الأفلاطونيةَ حول الروح([1])، بينما تقوم الفلسفة البوذيَّة على أسسٍ إلحاديَّة، حيث ترى اتِّحاد المخلوق بالخالق، فالمخلوق هو الذي يخلَق، والعالم المادّي هو المطلق الأوحد، والإله في هذه الفلسفات هو الزَّلَّةُ والخطيئة؛ لأنها في كل إنسان([2])، وقد تفرع عن هذه الفلسفة القول بنسبيَّة الحقائق، فجميع الأديان يمكن أن تكونَ على الحقِّ؛ لأن الإله حالٌّ في كلّ شيء ومتَّحد به.

الطَّاقَةُ:

أما الطَّاقَةُ -وهي (البرانا) على حدِّ اصطلاحهم- فأصحابها يعتقِدون أنها أصل نشأةِ الكونِ، ومنها ظهرتِ الموجودات إلى الوجودِ، وهذه الطاقةُ لها وعيٌ وذكاءٌ يمكن للإنسان من خلاله معرفةُ الحقائق الكونيَّة ومعالجة كلِّ مرض عضويٍّ، ويمكن التوصُّل إلى هذا الوعيِ عبر التنفُّس العميقِ، فتنكشِف للإنسانِ المعارفُ الكونيَّةُ والمسائل الغيبيَّة([3]).

خطَأ هذه الفلسفات وخطرها:

وخطَأ هذه الفلسفات وخطرُها يظهر أولَ ما يظهر في تصوُّر الإله أوَّلا، والانطباع عن الكون والحياة، ومن هنا تُفارق الإسلامَ مفارقةً كلِّيَّةً، لا تجتمع معه في أصلٍ ولا فرع، ومع خطرها وخطورتها فإنَّ لها نماذجَ في اعتقاد بعضِ المسلمين من المتأثِّرين بهذه الفلسفات من غلاة الصوفيَّة وبعض ممتهني التَّدريب والبرمجة العصبيّة، وكلٌّ يدَّعي التهذيبَ لهذه الأفكار والتنقيَة لها، لكن سُرعانَ ما يستميله الطريقُ المعوجُّ، فيهوي في وادي الضلالِ السحيقِ.

فوحدةُ الوجودِ اعتقادٌ إلحاديّ ينطلق من نفي وجود إلهٍ بائنٍ منَ الكون منفصلٍ عن المخلوق، وهذا مخالفٌ لنصِّ القرآن، فهذا الكونُ لم ينتج بنفسِه، ولا صدَر عن الله بمقتضى الفيض أو الانبثاق، بل هو صادر عن الله بمقتضى الخلق والمشيئة، قال سبحانه: {ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل} [الأنعام: 102]، وقال سبحانه: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار} [الرعد: 16]، وقال سبحانه: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُون} [غافر: 62].

واللهُ سبحانه لا تحويه مخلوقاته، ولا يحلُّ فيها؛ لأنه الكبير المتعال، ولأنه العظيمُ الذي لا يحيط به شيءٌ سبحانه وتعالى، فلا يتَّصف بصفات المخلوقين، وقدِ اتفق العقلاء على أنَّ جُحر الضَّبِّ لا يَصلُح لأن يدخل فيه الجمَل كما لا يصلح موضع بروكِ الجمل للجبَل، وهي مخلوقات ضعيفَة مخلوقةٌ لله، فكيف يُتصوَّر حلول الإله العظيم في المخلوقات الصغيرة المتناهية؟!

وقد تكلَّم العلماء في خطر هذه العقيدة بعدَد رؤوسهم، وبيَّنوا كُفر أصحابها وضلالهم، فلا تكاد تجد فرقةً من المسلمين إلا ولها إنكارٌ على هذه العقيدةِ وتضليلٌ لأربابها، وقد أفاض تلميذ ابن حجر البقاعي في الردِّ على أصحابها، وذكر أقوالَ العلماء المكفِّرين لأربابها المبطلين لها([4]). وقد أحسن الملا قاري رحمه الله في ردِّ مذهبهم في أوجز عبارة حين طلب منهم الجمعَ بين قولهم وبين التكليف، فقال: “وَلَقَد جرى بيني وَبَين كثير من عُلَمَائهمْ بحثٌ أفْضى إِلَى أَن قلتُ: اجْمَعُوا بَين قَوْلكُم وَبَين التَّكْلِيف وَأَنا أكون أولَ تَابع لكم”([5]). وهذا المذهب يؤول إلى القول بوحدة الأديان وإبطال الرسالاتِ وإنكار وجودِ الخالق؛ لأنه لا يُعقَل أن يخلُقَ الخلقُ نفسَه، ولا أن يخلُق الخالقُ شيئًا هو محتاج إليه وغير مستغنٍ عنه ولا منفصلٍ عنه.

أمَّا الطاقة فهي اعتقادٌ خبيثٌ، فيه ادِّعاءٌ لعلم الغيب، وخرافة ودجل، فحقائق الكون المغيَّبة لا تنكشف للإنسان بطول النفَس، ولا بحبْسِه، ولا بالرياضة، وكل هذا وهمٌ وخيال، وإنما تنكشف بأحد أمرين: أحدهما يقيني، والثاني ظني.

أما الأول وهو اليقيني: فهو الخبر الصادق من الرسل بالغيب وتعيينه تعيينًا يتميز به في ذهن السامع، كما قال الله سبحانه: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [الجن: 27]. قال القرطبي: “فإنه يُظهِره على ما يشاء من غيبه؛ لأن الرسل مؤيَّدون بالمعجزات، ومنها الإخبار عن بعض الغائبات، وفي التنزيل: {وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [آل عمران: 49] أي: لا يظهر على غيبه إلا من ارتضى أي: اصطفى للنبوة، فإنه يُطلعه على ما يشاء من غيبه؛ ليكون ذلك دالًّا على نبوته. الثانية: قال العلماء -رحمة الله عليهم-: لما تمدَّح سبحانه بعلم الغيب واستأثر به دون خلقه، كان فيه دليلٌ على أنه لا يعلَم الغيبَ أحد سواه، ثم استَثنى منِ ارتضاه من الرسل، فأودَعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم، وجعله مُعجزة لهم ودلالة صادقةً على نبوتهم. وليس المنجِّم ومن ضاهاه ممن يضرب بالحصى وينظر في الكتب ويزجر بالطير ممن ارتضاه من رسول فيطلعه على ما يشاء من غيبه، بل هو كافر بالله، مفترٍ عليه بحَدسِه وتخمينه وكذبه”([6]).

وأما الثاني وهو الظني: فهي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح، أو تُرى له، وتكون بشارة أو نذارة([7]).

أما الطاقةُ وغيرها فهي معتقداتٌ لها حمولةٌ ثقافية إلحاديّة، لا تنطلق من وجود خالقٍ عالم مدبّر، وإنما من تأليهِ الطاقَة وجعلها أصلًا للكون، ومحاولة استمداد المعارف منها، وهذا كفرٌ بالله عز وجل، وإلغاء للحقائق الإيمانية المبيِّنة للكون وحقيقة وجودِه وعلاقة الأشياء بعضها ببعض، وتأليهٌ للطبيعة باعتبار أنَّ أصل الكون واحدٌ هو الطاقة، وأن كلَّ موجود إنما هو انطباع لذلك الكلي وتجلٍّ له([8]).

فعلى أهل الإسلام أن يبتعدوا عن هذه العقيدة وثنيةِ النشأةِ كفريةِ المآل إلحاديةِ الممارسة والتصوُّر، خصوصًا في ثوبها المعاصِر الذي يظهَر في شكلِ تدريبٍ وتكوينٍ بريء، بينما تمارَس فيه رياضاتٌ وأفعال عقديَّة ذات حمولة ثقافية ثقيلة ومخالفة لتعاليم الدين الحنيفِ، ففي عصرنا هذا قد قام كثيرٌ من المعاصرين بإعادةِ تدوير عقيدةِ وحدة الوجود في أثوابٍ معاصرة وحللٍ جديدة؛ ليتمَّ ترويجها بين الناس، وقبولهم لها، وتم مزجها بالطاقة الكونيَّة وتقديمها للناس على أنها مفاتيحُ سحريةٌ للحياة وللنجاح، وما هي إلا عقائدُ وثنيةٌ معقَّدة، معتنقُها يخسر الدنيا والآخرة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

ــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: البحث في العلوم السياسية المبحث الثاني المذهب الروحي (ص: 153).

([2]) ينظر: الإلحادي الروحي (ص: 7).

([3]) ينظر: أسرار الطاقة (ص: 157)، الشفاء بالطاقة الحيوية (ص: 18)، طاقة الكون بين يديك (ص: 16).

([4]) ينظر: مصرع التصوف (ص: 140).

([5]) الرد على القائلين بوحدة الوجود (ص: 34).

([6]) تفسير القرطبي (19/ 28).

([7]) هذا رابط مقال فصلنا فيه مسألة الرؤيا وأحكامها وما يتعلق بها:

https://salafcenter.org/1008/

([8]) ينظر: المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية (ص: 17).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

قواعد عامة للتعامل مع تاريخ الوهابية والشبهات عنها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يفتقِر كثيرٌ من المخالفين لمنهجية الحكم على المناهج والأشخاص بسبب انطلاقهم من تصوراتٍ مجتزأة، لا سيما المسائل التاريخية التي يكثر فيها الأقاويل وصعوبة تمييز القول الصحيح من بين ركام الباطل، ولما كانت الشبهات حول تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب كثيرة ومُتشعبة رأيت أن أضع قواعد عامة […]

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017