الجمعة - 02 رمضان 1444 هـ - 24 مارس 2023 م

جواب شبهة حول قوله تعالى: {إن جاءكم فاسق بنبأ}

A A

لم تختلِفِ الأمَّةُ السُّنِّيَّة في عدالة الصحابة رضوان الله عليهم، وفي الترضِّي عنهم، والكفِّ عن مساوئهم، كما لم يختَلِفوا في نفي العِصمةِ عنهم، وإثبات الخطإ في الاجتهاد لمن أخطَأ، وعدم متابعتِه في ذلك، سواء كان خطؤُه في الرواية أو الدّراية، وأهلُ العلم مِن أهل الحديث تثبَّتوا في النقل عن الصحابةِ، وفي ثبوت الرواية عنهم، وفي ثبوت صُحبة من يُنسَب إلى الصحبة، حتى باتت محاولة الدخولِ إلى الدِّين من جهة الطعن في الصحابةِ أو روايتهم شبهَ مستحِيلة، ومع ذلك يأبى أصحابُ الأحلام البعيدة إلا أن يقوموا بمحاولاتٍ بين الفينَة والأخرى من أجل الطَّعن في الصحابة وتوجيه السهام إليهم، فادَّعَوا أن أهلَ السنَّةِ يقولون بعصمَةِ الصحابةِ، وأنَّ مَن ثبت فِسقه منهم لا يفسِّقونه، ويروون عنه، ومثَّلوا لذلك بمن نزل فيه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين} [الحجرات: 6].

سبب نزول الآية:

وهذه الآيةُ نزلت في الوليد بن عقبةَ كما قال كثير من المفسرين، منهم الطبري والقرطبي والبغوي([1])، وقصَّة النزولِ هي أنَّ الوليد بنَ عقبة بنِ أبي معيط بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق بعد الوقعةِ مصدِّقًا، وكان بينه وبينهم عداوَةٌ في الجاهليَّة، فلما سمع به القوم تلقَّوه تعظيمًا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدَّثه الشيطان أنهم يريدون قتلَه، فهابهم فرجَع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنَّ بني المصطلِق قد منعوا صدَقَاتهم وأرادوا قتلِي، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمَّ أن يَغزُوَهم، فبلغ القومَ رجوعُه، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: يا رسول الله، سمِعنا برسولك، فخرجنا نتلقَّاه ونكرمه ونؤدِّي إليه ما قبلناه من حقِّ الله عز وجل، فبدا له الرجوعُ، فخشِينا أنه إنما ردَّه من الطريقِ كتابٌ جاءه منك لغضبٍ غضِبتَه علينا، وإنَّا نعوذ بالله من غضبه وغضبِ رسوله، فاتَّهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث خالدَ بنَ الوليد إليهم خُفيةً في عسكرٍ وأمره أن يخفي عليهم قدومَه، وقال له: «انظر؛ فإن رأيتَ منهم ما يدلُّ على إيمانهم فخذ منهم زكاةَ أموالهم، وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما تستعمل في الكفار»، ففعل ذلك خالدٌ، ووافاهم فسمع منهم أذانَ صلاتَيِ المغرب والعشاءِ، فأخذ منهم صدقاتهم، ولم ير منهم إلا الطاعة والخيرَ، فانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرَه الخبر، فأنزل الله الآية([2]).

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولا: أنَّ القصة ذكرها المفسِّرون جميعهم، لكن لا يلزم من ذكرها تصحيحُها، فأهل التفسير يرومُون الجمعَ والاستقصاءَ، وقد لا يقصدون إلى التنقيح في الرواية، وممن ذهب إلى تضعيفها أبو بكر ابن العربيّ، واعتمد في ذلك على أن الوليد كان صبيًّا يوم الفتح([3]).

أما تعلُّقها بالآية فهو تفسير أيضًا وربطٌ للحادثة بالآية، وليس بالضرورة أن تكونَ هي سبب النزول، وفي سياق القصَّة ما يشهد بأنَّ ما وقع كان اجتهادًا وعملًا بالظنِّ، وليس تعمُّدًا للكذب، ففي بعض الروايات أنه كانت بينَه وبينهم ثاراتٌ في الجاهليّة، فخشي على نفسه منهم، يقول ابن عاشور ساردًا بعضَ أوجه القصة: “هذا نداءٌ ثالث ابتدِئ به غرضٌ آخر، وهو آداب جماعاتِ المؤمنين بعضهم مع بعض، وقد تضافرت الرواياتُ عند المفسِّرين عن أم سلمة وابن عباس والحارث بنِ ضرارة الخزاعيِّ أن هذه الآية نزلت عن سببِ قضيَّةٍ حدثت، ذلك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعثَ الوليدَ بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق من خزاعة ليأتي بصدقاتهم، فلمَّا بلغهم مجيئُه أو لما استبطؤوا مجيئه فإنهم خرجوا لتلقِّيه، أو خرجوا ليبلِّغوا صدقاتهم بأنفسهم وعليهم السّلاح، وأن الوليد بلغه أنهم خرجوا إليه بتلك الحالة، وهي حالة غير مألوفةٍ في تلقِّي المصدِّقين، وحدَّثته نفسه أنهم يريدون قتلَه، أو لما رآهم مقبلين كذلك -على اختلاف الروايات- خاف أن يكونُوا أرادوا قتلَه؛ إذ كانت بينَه وبينَهم شحناءُ مِن زمنِ الجاهليّة، فولَّى راجعًا إلى المدينة”([4]).

ثانيا: المعصيةُ لا تُسقط العدالةَ إذا تاب منها صاحِبُها وثبَتَت توبَتُه، فمن كان من الصحابة قد تلبَّس بذنبٍ ثم تاب منه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عهد خلفائه وقدَّمه العدول لما رأوا من حاله، فليس لأحد أن يُسقط عدالتَه ويفسِّقَه بعد ذلك.

ثالثا: من الاحتمالاتِ الواردة أن يكونَ الوليد بنُ عقبة بنى قولَه على قول بعضِ جنوده، واتَّبعه في ذلك، فلم يتثبَّت، ولا ينصرف القول إليه.

رابعا: هل اعتمَدَ المسلمون على رواية الوليد بن عقبة؟ لم يروِ أحد من المحدِّثين للوليد بن عقبةَ حديثًا يُعتَمد عليه في الأحكام، ولا رووا له شيئًا انفرد به، وإنما روى له أبو داود متابعةً، ومعلومٌ أنَّ الرواية ليست تَعديلا عند أهل الحديث كما نصَّ عليه الإمام ابن حمزة وابن الصلاح([5])، وما روى له أبوداود في باب كراهة الخلوق بالزعفران هو استئناسٌ؛ لأنه روى قبله لعمار بن ياسر في نفس الباب، ولأبي موسى. وقدِ استقصى ابن الوزير اليماني المسألة وبينها في كتابه العواصم([6])، وقد تتبَّع ابن عبد البرّ مَن تُكلِّم فيه من الصحابة وفي حديثه في كتابه الاستيعاب، وذكر منهم الوليد وبسر بن أرطاة([7])، وهذا يدلُّك على أنه لا أحدَ يقول بعصمة الصحابة، ولا يقول بجواز نسبة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تثبُّت.

خامسًا: مراد أئمَّة السنة من عدالة الصحابة عدالة عمومهم، وعدم إصرارهم على الكبائر، وأنه لم يلق أحد منهم ربَّه بذنبٍ مصرًّا عليه، وذلك لبركة الصّحبة وشرفها، لا نفي الذنوب مطلقًا، يقول الألوسي رحمه الله: “ليس مرادنا من كون الصحابة -رضي الله عنهم- جميعهم عدولا أنهم لم يصدُر عن أحدٍ منهم مفسِّق أصلا، ولا ارتكب ذنبًا قطّ، فإن دون إثبات ذلك خرطَ القتاد، فقد كانت تصدُر منهم الهفوات، ويرتكبون ما يُحدّون عليه، وإنكار ذلك مكابَرَة صِرفَةٌ وعِناد محضٌ وجهل بموارد الآيات والأحاديث؛ بل مرادُنا أنهم لم ينتقلوا من هذه الدَّار إلى دار القرار إلا وهم طاهرون مطهَّرون تائبون آيبون ببركة صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ونصرتهم إياه وبذل أنفسهم وأموالهم في محبته وتعظيمهم له أشدَّ التعظيم سرًّا وعلانية”([8]).

وإنّما قال المحدثون: “إنّ الصّحابة عدول في الظّاهر -كما قدّمنا- ليخرج من ذلك من فعل الكبائر من غير تأويل كالوليد بن عقبة، وإنّما ذكروا أنّ الصحابة كلّهم عدول على الإطلاق؛ لأنّ ذلك هو الكثير، وليس يخرج منه إلا النّادر اليسير، فالفاسق الذي لم يظهر التّأويل في ذلك الصّدر كالشّعرة السّوداء في الثّور الأبيض”([9]).

فالعدالة هي حكمٌ في الظاهر، وليست حكمًا على الباطن، كما أنَّ الشهادةَ بها للصحابة هي على سبيل العموم والظهور، وليست على سبيل الاستغراق لكلّ فرد، فليس كلّ من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأظهر الإيمان به كان صحابيًّا حقًّا؛ لاحتمال غير ذلك، وإنما العبرة بتزكية من زكَّاه القرآن والنبيُّ وشهادته بذلك، ثم حكم الصحابة عليه أنفسهم، وقد أجمعت الأمة أن الأحاديث التي عليها مدار الأحكام لم ترو إلا عن الثقات.

والله تعالى أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير الطبري (21/ 384)، وتفسير القرطبي (20/ 106)، تفسير البغوي (4/ 257).

([2]) ينظر: تفسير البغوي (4/ 258).

([3]) العواصم من القواصم (1/ 94).

([4]) التحرير والتنوير (26/ 228).

([5]) ينظر: العواصم والقواصم لابن الوزير اليماني (3/ 266).

([6]) المرجع السابق (3/ 267).

([7]) الاستيعاب (3/ 631، 1/ 156).

([8]) الأجوبة العراقية (ص: 23).

([9]) الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم (1/ 252).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

عرض ونقد لكتاب (نسائِم المعالم – السيرة النبوية من خلال المآثر والأماكن)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بماذا تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى؟ هل تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما بيَّن من العقائد وشرع من الأحكام ودلَّ إليه من الأخلاق والفضائل، أم تعبَّدنا الله سبحانه وتعالى بتتبُّع كل ما وقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم ووطئت رجلاه الشريفتان ولامس شيئًا من […]

ما بين التقويم القمري والشمسي (هل تراكمت الأخطاء حتى صام المسلمون شهرًا خاطئًا؟)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: الصِّيام أحدُ أركان الإسلام، وهو من محكَمات الدّين، وجاء في فرضه وبيانِه نصوصٌ كثيرة محكمة، فمن أدلَّة وجوب صيام رمضان المحكمة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ومن الأدلة قوله صلى الله عليه وسلم: «بُني […]

أولياء الصوفية بين الحقيقة والخرافة السيد البدوي أنموذجًا (596هــ-675هــ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الولاية ضد العداوة، وأصلها المحبة والقرب، وأصل العداوة البغض والبعد. ولكي يفوز العبد بولاية الله لا بد أن يتحقق بالصفات التي وصف الله بها أولياءه، قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]، فآخر الآية يبين الصفتين في الولي اللتين هما ركيزتان فيه، […]

النقض على الملاحدة في استنادهم إلى التراث العربي في تبرير الشذوذ الجنسي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   إن فعلَ قومِ لوطٍ من أعظمِ الكبائر، وقد أنزلَ الله بقوم لوط عذابًا أليمًا، وجعلَ عالي قريتهم سافِلَها، ولعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فاعلها ثلاثًا، كما استحقَّ فاعلها عقوبة شديدة وعذابًا أليمًا. قال تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ […]

تفصيل ابن تيمية في مصطلح (الجسم) ونحوه من المصطلحات الحادثة “والرد على من زعم أنه توقُّفٌ في تنزيه الله عز وجل”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يَعتبر كثيرٌ من الأشاعرة المعاصرين أن توقف ابن تيميَّة أو تفصيله في مصطلح «الجسم» الذي لم يرد في الكتاب والسنة يعني أنه متردّد أو شاكٌّ في تنزيه الله عز وجل. وهذا التصوُّر منهم غير صحيح لمذهبه رحمه الله، ذلك لأن ابن تيميَّة فصّل في المصطلح الكلامي، وأما الجسم المعروف […]

مكانة ابن تيمية عند السلفيين في منظار الخصوم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لعلَّه من الطبيعيِّ أن يغتاظ خصوم المنهج السلفي من وجود ابن تيمية في طليعة المنافَحين عنهم؛ ذلك أنه عالم متّفق على علو منزلته في العلوم الدينية، فحينما تقف هذه القامة العلمية إلى جانب السلفيين تتصدّر جبهتهم، وتدافع بشراسة عن أصولهم وقواعدهم، فهذا يحقق مكسبًا كبيرًا للسلفيين في معركتهم مع […]

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه – بين إنصاف أهل السنة وإجحاف أهل البدعة –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مِن أكبرِ الإشكاليات التي تعانيها الساحةُ الفكرية اليومَ إشكاليةُ التعامل مع أخطاء المسلمين؛ فبينما يُفْرِط بعض الناس في شخصٍ ويرفعونه إلى أعلى عليِّين بل إلى مرتبة النبوّة وإلى الإلهية أحيانًا، ويتعامَون تمامًا عن كلّ زلاته وكأنه لم يخطئ طولَ عمره، وكأنه ليس واحدًا من البشر يعتريه ما يعتري […]

الشيخ أحمد السوركتي 1292- 1362هـ/ 1875 – 1943م

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الشيخ أحمد السوركتي نموذج لوحدة أمة المسلمين على اختلاف بلادهم، فهو السوداني الذي رحل للحجاز لطلب العلم، ثم استقر في مكة للتدريس، ثم هاجر إلى إندونيسيا، وأقام بها -رحمه الله- دعوة إصلاحية سلفية مستمرة لليوم، ومع هذا لا يعرفه كثير من الخاصة فضلاً عن العامة. لمحة عامة: للأسف لا […]

العلامة الرحالة المجاهد بلسانه وقلمه محمد سلطان المعصومي 1297هـ/ 1880م – 1380هـ/ 1960م

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة العلامة المعصومي هو أحد الرموز الغائبة عن أذهان الناس، خاصة أن موطنه الأصلي من بلاد ما وراء النهر([1]). وتاريخ هذه البلاد الإسلامية لا يزال مجهولا لدى كثير من المسلمين، خاصة بعد الاحتلال الشيوعي الروسي لهذه البلاد الإسلامية بداية من سنة 1917، والذي شهد الكثير من الكوارث الدموية على يد […]

الجواب عن معضلة تعاقب الحروف وشبهة عدم وجود سلف لابن تيمية فيها والجواب عن نفي السجزي لتعاقب الحروف

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مسألة تعاقُب الحروف والكلمات هي من المسائل المُخرَّجة على «الفعل الاختياري»، وهذه المسألة ظهرت بعد القرن الرابع الهجري، ولم يتكلم فيها السلف ولا الأئمة، لكن بدأت هذه الشبهة في الظهور لما قالت الأشاعرة محتجين على أهل الحديث: «إن الحروف متعاقبة, يعقب بعضها بعضًا, وكذلك الأصوات، فلو كان […]

شُبهة رجوع ابن خزيمة عن عقيدة أهل الحديث

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من المعلوم أن من مصادر أهل السنة الرئيسة لتقرير الاعتقاد هو ما دونه أئمة أهل الحديث من كتبٍ ورسائل تقرر اعتقاد السلف الصالح، وكانت ولا تزال هذه الكتب حجر عثرة أمام المخالفين لاعتقاد أهل الحديث قديمًا وحديثًا، فقام الجهمية وغلاة الأشاعرة قديمًا باتهامهم بالتشبيه والتجسيم، وكثير منهم لم يطلعوا […]

بيان مركز سلف للبحوث والدراسات حول زلزال تركيا وسوريا وما جاورها

الحمد لله الذي أمر المسلمين بالتآخي والتعاون والتآزر فقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103]؛ والصلاة والسلام على نبي الرحمة ورسول الألفة الذي ألَّف الله به بين قلوب المسلمين؛ فينصر قويُّهم ضعيفَهم، ويجبرون كسر مصابهم، ويواسون مبتلاهم، ويعزون فاقدَهم، […]

وقفات إيمانية مع حادثة الزلزال

الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار، يقلب الليل والنهار؛ عبرةً لأولي الأبصار. والصلاة والسلام على النبي المختار وسيد الأبرار، المبعوث رحمة للعالمين وإمامًا للمتقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد: فهذه وقفات إيمانية مع فاجعة الزلزال، الذي ضرب إخواننا في سوريا وتركيا، وأحدث دمارًا واسعًا، ونتج عنه قتلى وجرحى بالآلاف، […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017