الخميس - 18 رمضان 1445 هـ - 28 مارس 2024 م

المدينة النبويّة المنوّرة .. بين سلامتها من الطاعون وإصابتها بالوباء

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

في أثناء أزمة كورونا كوفيد 19 العالمية، ومع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السعودية -وفقها الله- في سائر مدن المملكة للحد من انتشار هذا الفايروس، نال مدينةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناية الطبية الطيبة والإجراءات الاحترازية الفائقة نصيبٌ أوفر للحد من انتشار الوباء، كما شملت تلك العناية مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وحجراته التي ضمَّت قبره وقبري صاحبيه رضي الله عنهما.

كما نال أهل المدينة أيضًا نصيبهم من الإصابة بالوباء كغيرهم من سكان مدن المملكة العربية السعودية.

وكل ذلك أشكل على البعض فقالوا: أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن الطاعون لا يدخل المدينة؟! فكيف حصل ذلك؟!

ثم أليست المدينة محمية بالملائكة بإذن الله تعالى؟! فكيف يُعمَد إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقبره وروضتِه فيتمّ تعقيمها من الوباء؟!

واختلفت مآرب المستشكلين: فمنهم من فعل ذلك طلبًا للمعرفة، ومنهم من فعل ذلك طعنًا في السنة النبوية ومصادرها، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.

وفي هذا المقال نبين الموقف العلمي الصحيح من هذه الاستشكالات.

فنبدأ أولًا بالكلام عن مدى صحة الأحاديث الواردة في حفظ المدينة من الطاعون، وعن معناه في تلك الأحاديث.

أولًا: الأحاديث الواردة في حفظ الله المدينة من الطاعون:

أخرج الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال»([1]).

وأخرج البخاري عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المدينة يأتيها الدجال، فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله»([2]).

وعن أبي عبد الله القراظ أنه سمع سعد بن مالك وأبا هريرة يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المدينة مُشَبَّكَةٌ بالملائكة، على كل نقب منها ملكان يحرسانها، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال، مَن أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء»([3]).

تبين لنا من مجموع هذه الأحاديث أن أصح ما ورد في عدم دخول الطاعون من الأماكن هي المدينة المنورة، ويليها ما ورد في مكة المكرمة كما سيأتي.

قال ابن قتيبة (ت276هـ) بعد أن عدّد الطواعين التي حصلت منذ فجر الإسلام حتى عصره: “ولم يقع بالمدينة ولا مكة طاعون قط”([4])، وتبعه جمعٌ جم([5])، وقد نقله النووي (ت676) مقرًّا له([6])، وذكر الحافظ ابن حجر نقلًا عن جماعة أن مكة دخلها الطاعون سنة (749هـ)، بخلاف المدينة فلم يذكر أحد قط أنه وقع بها الطاعون أصلًا، إلا أنه استدرك على الجماعة القائلين بدخول الطاعون مكة بما وقع في بعض طرق حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة، على كل نَقْب منها ملَك، لا يدخلها الدجال ولا الطاعون»([7])، وأجاب بأنه لم يكن طاعونًا، وإنما هو وباء من الأوبئة، فظن من نقل ذلك أنه طاعون([8])، وينبه إلى أن هذا التخريج الذي ذكره إنما يصحّ عند من يعتقد صحة هذا الحديث.

ثانيًا: دخول الأوبئة والأمراض إلى المدينة المنورة:

ليست المدينة المنورة في مأمن من الأوبئة، وتثبت الوقائع والحوادث التاريخية أن المدينة المنورة قد حلّ بها من الأوبئة والأمراض ما حلَّ بكثير من البلدان الأخرى، فهي معرضة للأمراض المعدية والفتاكة.

وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووجدها أوبأ أرض الله، فدعا قائلًا: «اللهم حبِّب إلينا المدينةَ كحبِّنا مكَّة أو أشدَ، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا، وصحِّحها لنا، وانقل حماها إلى الجحفة»([9]).

ووقع بالمدينة وباء في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد أخرج الإمام البخاري عن أبي الأسود قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتًا ذريعًا، فجلست إلى عمر رضي الله عنه فمرت جنازة فأثني خيرًا، فقال عمر: وجبت، ثم مر بأخرى فأثني خيرًا، فقال: وجبت، ثم مر بالثالثة فأثني شرًّا، فقال: وجبت، فقلت: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة»، قلنا: وثلاثة؟ قال: «وثلاثة»، قلت: واثنان؟ قال: «واثنان»، ثم لم نسأله عن الواحد([10]).

ثالثًا: ما الطاعون؟

تحدث الأطباء والشرعيون واللغويون عن الطاعون في وصفه وبيان حقيقته، ولهم في ذلك مسلكان:

الأول: مسلك التعميم:

ورأى أصحاب هذا المسلك أن الطاعون هو المرض العام المهلِك، وهو بهذا يشترك مع الوباء. وقد سلك هذا المسلك جمع من العلماء وأهل اللغة، وتنوعت عباراتهم في ذلك؛ فمنهم من عبر عنه بالمرض العام، ومنهم من عبر عنه بالوباء([11]). قال ابن حزم: “هو الموت الذي كثر في بعض الأوقات كثرةً خارجة عن المعهود”([12]).

وهذا المسلك هو الذي ارتضاه صاحب عون المعبود، ومال إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى([13]).

والثاني: مسلك التخصيص:

وهو تعريف الطاعون بنوع خاصٍّ من الأوبئة المعدية القاتلة، وهو ما ينتج عنه القروح والبثور الجلدية، وانتفاخ الغدد وتوهّجها، وغالبًا ما تكون هذه الأورام خلف الأذن والآباط واللحوم الرخوة.

وممن سلك هذا المسلك في تعريف الطاعون: ابن عبد البر، والنووي، والقاضي عياض، وابن القيم، وابن حجر العسقلاني([14])، والأطباء من المتقدمين كابن سينا([15])، وهو الذي تقرّره منظَّمة الصحة العالمية([16]).

وهذا هو الراجح؛ ويؤيده ما جاء في بعض الروايات من ذكر إصابتهم بالجروح، وفي بعضها تورم الغدد وانتفاخها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون»، قلت: يا رسول الله، هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: «غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف»([17]).

فهذا تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى أنَّ أبينَ بيان وأعظمَ شرح للسنة هو بيانها وشرحها بسنة أخرى، فلا ينبغي أن يُعدل عن بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيان غيره.

وفي حديث العرباض بن سارية: «يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا عز وجل في الذين يتوفون من الطاعون، فيقول الشهداء: إخواننا قتلوا كما قتلنا، ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا على فرشنا، فيقول ربنا عز وجل: انظروا إلى جراحهم، فإن أشبهت جراحهم جراح المقتولين، فإنهم منهم ومعهم، فإذا جراحهم قد أشبهت جراحهم»([18]).

وهذا بيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد وضوحًا؛ وذلك لأنه يُوَضِّح العلة التي من أجلها نُزِّل المطعون منزلة الشهيد، وهي علة لا يشاركه فيها المصابون بالأوبئة الأخرى.

فإذا تحقق بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعنى الطاعون، وأنه عَلَمٌ على مرضٍ مخصوص، فلا سبيل إلى القول بدخول الوباء في أحكام الطاعون إلا من طريق القياس، وفي مسألتنا هذه خاصة لا يصح القياس، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المدينة لا يدخلها الطاعون» خبر عن حالٍ من أحوال ما يُستقبل من الزمان، والقياس لا يصح في الأخبار.

كما أن القياس هو إلحاق فرع بأصل لاتفاقهما في علة الحكم، فإذا ثبت أن الطاعون مرض ذو صفات خاصة أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، امتنع قياس غيره عليه إلا ما كان في مثل صفاته من التقرح وسيلان الدم، ومعلوم أنه لا يشارك الطاعون في ذلك سوى القليل من الأوبئة.

وقد أيَّد الطب الحديث اختلافَ الطاعون عن سواه من الأوبئة؛ حيث عرَّفت منظمة الصحة العالمية الطاعون بأنه: مرض تسبّبه بكتيريا حيوانية المنشأ تدعى اليرسنية الطاعونية، وينتقل الطاعون عن طريق لدغ البراغيث المصابة أو بالملامسة أو بالرذاذ الخارج من الجهاز التنفسي للمصاب بالطاعون الرئوي.

وتجعل منظمة الصحة العالمية للطاعون ثلاثة أشكال رئيسة:

منها: الطاعون العقدي (الدملي أو الدبلي)، وهو ينجم عن لدغة برغوث مصاب بعدوى المرض، وتظهر أعراضه في الجلد بظهور انتفاخات وأوارم وقروح، وغالبًا ما تكون تحت الإبطين وأعلى الفخذ وخلف الأذنين والرقبة، وهذا النوع هو الأشهر، وهو المتعارف عليه قديمًا.

والثاني: الطاعون الدموي: تلوث الدم، وهو ينتج عن عدم علاج الطاعون الدبلي، حيث تنتشر العدوى في الدم، وينخر الأنسجة، ويحول لونها إلى الأسود، وتظهر القروح والأورام([19]).

وهذان الشكلان المذكوران متوافقان مع المسلك الثاني في التعريف بالطاعون.

وأما الشكل الثالث فهو: الطاعون الرئوي، ويصيب الجهاز التنفسي، وهو مشترك مع الفيروسات من حيث النتيجة وهي الإصابة في الرئة، إلا أنهما مختلفان في الأنواع، فالبكتريا عالم كبير، منها النافعة التي تفرز الفيتامينات، ومنها الضارة، ومنها ما تسبب أمراضًا خفيفة، ومنها ما تسبب أمراضًا خطيرة؛ كالطاعون([20]).

رابعًا: الفرق بين الطاعون والوباء:

وبهذا التعريف الذي رجحناه وبنينا ترجيحنا إياه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم على التعريف العلمي يتبين أن الطاعون مرض مخصوص بأعراض معينة، وليس كل وباء معدٍ يعدُّ طاعونًا إلا بالقياس أو المجاز([21]).

قال ابن القيم رحمه الله: “والتحقيق أن بين الوباء والطاعون عمومًا وخصوصًا، فكل طاعون وباء، وليس كل وباء طاعونًا، وكذلك الأمراض العامة أعمّ من الطاعون، فإنه واحد منها، والطواعين خراجات وقروح وأورام رديئة حادثة في المواضع المتقدم ذكرها”([22]).

وعليه نقول: إن كورونا وباء وليس طاعونًا؛ لأنه لا ينطبق عليه وصف الطاعون المراد في النصوص الشرعية، كما بيَّنه العلماء، بل هو وباء من الأوبئة التي تصيب الناس في الحرمين الشريفين وفي غيرهما من المدن والبلدان.

وقد ذكر الحافظ ابن حجر ما يبيّن أن الوباء أعم من الطاعون باستدلاله بالأحاديث التي ورد فيها وقوع الوباء في عهد النبوة والصحابة في المدينة، وقد ذكرنا ذلك، وقال بعدها: “كل ذلك يدل على أن الوباء كان موجودًا بالمدينة، وقد صرح الحديث الأول بأن الطاعون لا يدخلها، فدل على أن الوباء غير الطاعون، وأن من أطلق على كل وباء طاعونًا فبطريق المجاز”([23]).

خامسًا: هل هناك ما يدل على احتمالية دخول الطاعون إلى المدينة؟

سبق معنا في رواية البخاري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المدينة يأتيها الدجال، فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله»([24]).

في هذا الحديث زيادة مهمة متعلقة بهذا الموضوع، وهي الاستثناء في قوله: «إِنْ شَاءَ اللَّهُ».

ومقتضى دلالة هذا الاستثناء أن أمر دخول الطاعون إلى المدينة معلق بمشيئة الله، جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: “ومقتضاه جواز دخول الطاعون المدينة”([25]).

وقد اختلف العلماء في هذا الاستثناء على ماذا يعود: هل الطاعون لوحده، أم على الدجال والطاعون معا؟

وقيل: هذا الاستثناء محتمل للتعليق بمشيئة الله.

وقيل: محتمل للتبرك، ورجح ابن حجر هذا الاحتمال وقال: وهو أولى.

وقيل: إنه يتعلق بالطاعون فقط دون المسيح الدجال، قال محمد أنور الكشميري الهندي (ت 1353هـ): “كلمة الاستثناء تتعلق بالطاعون فقط، لا بالدجال، فإنَّ الشقي الدجال لم يدخلها، ولن يدخلَ حتى يلجَ الجملُ في سَمِّ الخِيَاط، فإن اطلعتَ في لفظ على كلمة الاستثناء مع عدم دخول الدَّجال أيضًا، فاعددْه من تقديم الرواة وتأخيرهم، وهي بالحقيقة بالطاعون”([26]).

وقد ردّ ابن حجر على من قرر هذا المعنى من العلماء فقال: “وفيه نظر، وحديث محجن بن الأدرع: «ولا يدخلها الدجال إن شاء الله» يؤيد أنه لكل منهما”([27]).

وأقل ما يمكن أن نستفيده من الاستثناء في الحديث: أن حماية المدينة من الطاعون أمر أغلبي وليس كلّيًّا.

وبهذا الإيضاح يتبين لنا أمور، منها:

– أن مَن توهموا انطباق حديث الطاعون على وباء كورونا لم يصيبوا بدلالة الحديث وبدلالة الواقع؛ إذ إن الواقع إصابة العديد من سكان المدينة بهذا الوباء.

– أن ما حدث من إجراءات وقائية من عزل وتعقيم للمدينة وللمسجد والروضة المباركة عمل صحيح، لا ينافي التوكل، ولا ينافي الإيمان ببركة المدينة وحفظ الله تعالى لها، فهو كإماطة الأذى إذا حصل في طرقاتها وبيوتاتها.

– أن من استخدموا هذا الوباء ووقوعه في أهل المدينة وسيلةً للطعن في السنة النبوية أو مصادرها ليس لهم حظ ولا حجة هنا.

والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) صحيح البخاري (1880)، صحيح مسلم (1379).

([2]) صحيح البخاري (7134).

([3]) أخرجه مسلم (1387) مختصرًا، وأشار إلى بقية الحديث، وأخرجه أحمد بتمامه (1593)، وهذا لفظه، وهو حديث صحيح.

([4]) المعارف (ص: 602).

([5]) قاله ابن حجر في الفتح (10/ 190).

([6]) الأذكار (ص: 139).

([7]) أخرجه أحمد (10265)، وفيه: جهالة عمر بن العلاء وأبيه، وهما من رجال تعجيل المنفعة، والحديث ضعفه ابن كثير في البداية والنهاية (19/ 189)، وابن الملقن في التوضيح (27/ 472)، وأورده ابن حجر في الفتح (10/ 191) ونسبه إلى عمر بن شبه، وقال: “رجاله رجال الصحيح”.

([8]) انظر: فتح الباري (10/ 190-191).

([9]) أخرجه البخاري (1989).

([10]) صحيح البخاري (2643).

([11]) انظر: النهاية (3/ 127)، لسان العرب (13/ 267)، المفهم (3/ 757)، عمدة القاري (5/ 171).

([12]) المحلى (3/ 403).

([13]) انظر: عون المعبود (8/ 255)، شرح رياض الصالحين (3/ 569).

([14]) انظر: الاستذكار (3/ 68)، تهذيب الأسماء واللغات (3/ 187)، إكمال المعلم (7/ 132)، الطب النبوي (ص: 31)، فتح الباري (10/ 180)، الأحكام الفقهية المتعلقة بالوباء والطاعون (ص: 3-4).

([15]) انظر: القانون في الطب (1/ 108)، الطب النبوي لابن القيم (ص: 30).

([16]) سيأتي.

([17]) أخرجه أحمد (25118)، وأبو يعلى في المسند (4664)، وصححه الألباني في إرواء الغليل (1638).

([18]) أخرجه أحمد (17159)، والنسائي (3164)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (8246).

([19]) انظر: الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية:

https://www.who.int/features/qa/plague/ar/

([20]) انظر: لمعرفة الفرق بين العدوى هل هي بكتيرية أم فيروسية:

 https://cutt.us/9fixD

([21]) انظر: إكمال المعلم (7/ 132)، فتح الباري (10/ 180).

([22]) انظر: زاد المعاد (4/ 36).

([23]) فتح الباري (10/ 181).

([24]) أخرجه البخاري (7134).

([25]) مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (9/ 539).

([26]) فيض الباري (3/ 316).

([27]) انظر: فتح الباري (13/ 105).

رد واحد على “المدينة النبويّة المنوّرة .. بين سلامتها من الطاعون وإصابتها بالوباء”

  1. يقول سليمان الليبي:

    بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

(وقالوا نحن ابناء الله ) الأصول والعوامل المكوّنة للأخلاق اليهودية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا يكاد يخفى أثر العقيدة على الأخلاق وأثر الفكر على السلوك إلا على من أغمض عينيه دون وهج الشمس منكرًا ضوءه، فهل ثمّة أصول انطلقت منها الأخلاق اليهودية التي يستشنعها البشر أجمع ويستغرب منها ذوو الفطر السليمة؟! كان هذا هو السؤال المتبادر إلى الذهن عند عرض الأخلاق اليهودية […]

مخالفات من واقع الرقى المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الرقية مشروعة بالكتاب والسنة الصحيحة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وإقراره، وفعلها السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. وهي من الأمور المستحبّة التي شرعها الشارع الكريم؛ لدفع شرور جميع المخلوقات كالجن والإنس والسباع والهوام وغيرها. والرقية الشرعية تكون بالقرآن والأدعية والتعويذات الثابتة في السنة […]

هل الإيمان بالمُعجِزات يُؤَدي إلى تحطيم العَقْل والمنطق؟

  هذه الشُّبْهةُ مما استنَد إليه مُنكِرو المُعجِزات منذ القديم، وقد أَرَّخ مَقالَتهم تلك ابنُ خطيب الريّ في كتابه (المطالب العالية من العلم الإلهي)، فعقد فصلًا في (حكاية شبهات من يقول: القول بخرق العادات محال)، وذكر أن الفلاسفة أطبقوا على إنكار خوارق العادات، وأما المعتزلة فكلامهم في هذا الباب مضطرب، فتارة يجوّزون خوارق العادات، وأخرى […]

دعاوى المابعدية ومُتكلِّمة التيميَّة ..حول التراث التيمي وشروح المعاصرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: في السنوات الأخيرة الماضية وإزاء الانفتاح الحاصل على منصات التواصل الاجتماعي والتلاقح الفكري بين المدارس أُفرِز ما يُمكن أن نسمِّيه حراكًا معرفيًّا يقوم على التنقيح وعدم الجمود والتقليد، أبان هذا الحراك عن جانبه الإيجابي من نهضة علمية ونموّ معرفي أدى إلى انشغال الشباب بالعلوم الشرعية والتأصيل المدرسي وعلوم […]

وثيقة تراثية في خبر محنة ابن تيمية (تتضمَّن إبطالَ ابنِ تيمية لحكمِ ابن مخلوف بحبسه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلي وأسلم على من بُعث رحمةً للعالمين، وبعد: هذا تحقيقٌ لنصٍّ وردت فيه الأجوبة التي أجاب بها شيخ الإسلام ابن تيمية على الحكم القضائيّ بالحبس الذي أصدره قاضي القضاة بالديار المصرية في العهد المملوكي زين الدين ابن مخلوف المالكي. والشيخ كان قد أشار إلى هذه […]

ترجمة الشيخ المسند إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ إعزاز الحق ابن الشيخ مظهر الحق بن سفر علي بن أكبر علي المكي. ويعُرف بمولوي إعزاز الحق. مولده ونشأته: ولد رحمه الله في عام 1365هـ في قرية (ميرانغلوا)، من إقليم أراكان غرب بورما. وقد نشأ يتيمًا، فقد توفي والده وهو في الخامسة من عمره، فنشأ […]

عرض وتعريف بكتاب: “قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: (قاعدة إلزام المخالف بنظير ما فرّ منه أو أشد.. دراسة عقدية). اسـم المؤلف: الدكتور سلطان بن علي الفيفي. الطبعة: الأولى. سنة الطبع: 1445هـ- 2024م. عدد الصفحات: (503) صفحة، في مجلد واحد. الناشر: مسك للنشر والتوزيع – الأردن. أصل الكتاب: رسالة علمية تقدَّم بها المؤلف […]

دفع الإشكال عن حديث: «وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك»

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من أصول أهل السنّة التي يذكرونها في عقائدهم: السمعُ والطاعة لولاة أمور المسلمين، وعدم الخروج عليهم بفسقهم أو ظلمهم، وذلك لما يترتب على هذا الخروج من مفاسد أعظم في الدماء والأموال والأعراض كما هو معلوم. وقد دأب كثير من الخارجين عن السنة في هذا الباب -من الخوارج ومن سار […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017