الجمعة - 24 جمادى الأول 1445 هـ - 08 ديسمبر 2023 م

سؤال اليقين .. إيمان الصحابة أكبر دليل

A A

المقدمة:

كلُّ العلوم تهدف إلى الاستقرارِ، ومحاولة تقديم الحقائقِ الثابتة المستقرَّة والتي يحصل بها للإنسان ركونٌ إلى المعتقداتِ واطمئنانٌ بها، وأيُّ علم ينبني على الشكِّ ويجعله مادةً وغرضًا فإن النفوسَ السويَّة تنفر منه، وتجعله في دائرة العبَث؛ لتطويله الطريقَ إلى الحقيقة، أو للتَّعميَة عليها، وكلَّما كثُر الشكُّ في اعتقادٍ ما عند أصحابِه كان ذلك دليلًا على فسادِه، وعلى أنه لا ينبني على علمٍ صحيح ولا عقلٍ سليم.

وقد تبارَى العقلاءُ في محاولةِ إثباتِ يقينيَّة الحقول المعرفيَّة التي ينشطون فيها، وتبنَّوا للاستدلال عليها كلَّ ما أمكنَهم من تجربةٍ وحِسّ وحَدسٍ وعَقل ونقلٍ، وغيرها مما يمكن استعماله في أيِّ مجال من المجالات، وبعض الناس حاول الاستغناءَ ببعضِ العلوم والاكتفاءَ بها عن البعض الآخر، فمنهم من اكتفى بالعلومِ العقليةِ، وجعلها سبيله إلى السعادةِ واليقين، ومنهم من وقف عند الحسِ والتجربةِ ونفى ما سواهما، وآخرون استخدَموا جميعَ الأدلة بالتساوي؛ لكن الراسخين في العلم من أهل الإيمان قرَّروا أن العلومَ التي توصل إلى اليقينِ كلّها قد جمعها الشرعُ، فالشرع اسمٌ جامع للأدلَّة، فهو يستخدم العقل والتجربة والحسَّ وسائر الأدلة لإقرار الحقائق وإثباتها.

تقسيم العلماء للأدلة:

بناءً على ما سبقَ قسَّم العلماء الأدلةَ الشرعية إلى قسمين: أدلة نقليَة، وأدلة عقليَّة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “ثم الشَّرعي قد يكون سمعيًّا وقد يكون عقليًّا، فإنَّ كون الدليلِ شرعيًّا يُراد به كونُ الشرع أثبتَه ودلَّ عليه، ويراد به كونُ الشرع أباحه وأذن فيه، فإذا أريد بالشرعيِّ ما أثبته الشرع، فإما أن يكون معلومًا بالعقل أيضًا، ولكن الشرع نبَّه عليه ودلَّ عليه، فيكون شرعيًّا عقليًّا، وهذا كالأدلة التي نبَّه الله تعالى عليها في كتابه العزيز، من الأمثال المضروبة وغيرها الدَّالة على توحيده وإثبات صفاته وصدقِ رسله، وعلى المعاد، فتلك كلُّها أدلةٌ عقليّةٌ يُعلم صحَّتُها بالعقل، وهي براهين ومقاييس عقليةٌ، وهي مع ذلك شرعية. وإما أن يكون الدليل الشرعي لا يعلم إلا بمجرَّد خبر الصادق، فإنه إذا أخبر بما لا يعلم إلا بخبره كان ذلك شرعيًّا سمعيًّا”([1]).

ومن ثمَّ قرروا أن اليقينَ المطلوبَ منَ الأدلة العقليةِ عند بعض التوجُهات هو موجود وبصورة أوضَح في القرآن، وأوصَل إلى المطلوب، وقد بيَّنَّا ذلك من ناحيةِ الدليل في مقال مستقل([2]).

واليوم نتحدَّثُ عنه من الناحيةِ العمليَّة والوجود الواقعيِّ في حياة الصحابة؛ لأن قضايا الإيمان في القرآن تعتمِد على الوجود الواقعيِّ، ولا تعتمد على مجرَّد الإمكان فقط.

اليقين في حياة الصحابة:

ويمكن تلمُّس حقائقِ اليقين في حياة الصحابةِ مِن خلال حديثِ القرآن عنهم، فهم حينَ يسمعون القرآن يتجاوزون مرحلةَ الإعجاب بالنَّظْم إلى مرحلة تذوُّقه والتفاعُل معه قلبًا وقالبًا؛ لأنَّ قضاياه بالنسبة لهم يقينية، قال سبحانه: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد} [الزمر: 23].

فاليقينُ الذي وصفَ به الصحابة هنا يفارِق يقينَ غيرهم؛ لأن علامتَه الطمأنينةُ، قال قتادة: “هذا نعتُ أولياء الله، نَعَتَهم الله أن تقشعرَّ جلودُهم، وتبكي أعينُهم، وتطمئنُّ قلوبهم إلى ذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم، والغشيانِ عليهم، وإنما هذا في أهل البدع، وهذا من الشيطان”([3]). فاليقين الصادِر عن القرآن يقينٌ حقيقيّ؛ ولذلك يصف القرآنُ المؤمنين باليقين بالقرآن وبقضاياه من بعثٍ ونشور وغير ذلك، قال سبحانه: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُون} [النمل: 3].

فهذا عمير بن الحمام حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: «قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض»، قال عمير بن الحمام الأنصاريُّ: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟! قال: «نعم»، قال: بخ بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يحملك على قولك: بخ بخ»، قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاءَ أن أكونَ من أهلها، قال: «فإنَّك من أهلها»، فأخرج تمراتٍ من قرنِه، فجعل يأكل منهنَّ، ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكلَ تمراتي هذه إنها لحياةٌ طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتِل([4]).

وعن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص قال: حدثني أبي أنَّ عبد الله بن جحش قال يوم أحد: ألا نأتي ندعو الله؟! فخلَوا في ناحية، فدعا سعد قال: يا رب، إذا لقينا القوم غدًا فلَقِّني رجلًا شديدًا بأسُه، شديدًا حَردُه، فأقاتله فيكَ ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظفَر حتى أقتله وآخذ سَلَبه، فأمَّن عبدُ الله بن جحش، ثم قال: اللَّهمَّ ارزقني غدًا رجلًا شديدًا حردُه، شديدًا بأسه، أقاتِله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجْدع أنفي وأُذني، فإذا لقيتُك غدًا قلتَ: يا عبد الله، فيمَ جدعَ أنفك وأذنك؟! فأقول: فيك وفي رسولك صلى الله عليه وسلم، فتقول: صدقتَ. قال سعد بن أبي وقاص: يا بني، كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار وإنَ أذنَه وأنفَه لمعلَّقان في خيط([5]).

وقال سبحانه عن القرآن وهدايته لهم: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُون} [الجاثية: 20]. فقد اهتدى الصحابة بالقرآن هدايةً عجيبةً، أوصلتهم إلى اليقينِ، من هذا اليقين: تصديقُ الغيب كما لو رأَوه، فهذا أبو بكر رضي الله عنه في قصَّة الإسراء يصدِّق دون تردُّد فيقول: “إن كان قالها فقد صدَق”([6])، وهذا كعب بن مالك رضي الله عنه يتحدَّث عن إيمانِه ويقينِه في قصَّةِ تخلُّفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: “يا رسولَ الله، لو جلستُ عند غيرِك من أهل الدنيا لرأيتُ أن سأخرج من سخطه بعذرٍ، ولقد أعطيتُ جدلًا، ولكنِّي والله لقد علمتُ لئن حدَّثتُك اليوم حديثَ كذبٍ تَرضَى به عني ليوشكَنَّ الله أن يُسخِطك عليَّ، ولئن حدَّثتك حديثَ صدقٍ تجد عليَّ فيه إني لأرجو فيه عفوَ الله، لا والله ما كان لي من عذر، والله ما كنتُ قطُّ أقوى ولا أيسَر مني حين تخلَّفتُ عنك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضيَ الله فيك»([7]).

إنه اليقين الذي يثمر الصدقَ، ويوقف صاحبَه عند حدودِ الله عز وجل. إنَّ اليقينَ عند الصحابة لا يقِف عند هذا الحدِّ، بل يتجاوزُه إلى التأثُّر بمجرَّد ذكر المغيَّبات، وهذه حالة سجَّلها القرآن وأشاد بها، قال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون} [الأنفال: 2]، وقال سبحانه: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاَةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون} [الحج: 35].

قال ابن عباس رضي الله عنهما: “المنافقون لا يدخُل قلوبَهم شيءٌ مِن ذكر الله عند أداء فرائضه، ولا يؤمنون بشيءٍ من آيات اللهِ، ولا يتوكَّلون على الله، ولا يصلّون إذا غابُوا، ولا يؤدُّون زكاة أموالهم، فأخبر الله سبحانه أنهم ليسوا بمؤمِنين، ثم وصف المؤمنين فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} فأدوا فرائضه، {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} يقول: تصديقًا، {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون} يقول: لا يرجون غيره”([8]).

وفي مشهد آخر يصف القرآن تصوُّرَ الصحابة الدينيِّ واستحضارَهم لليقين، فيقول الله سبحانه وتعالى حاكيًا عن حالهم الإيمانيّ وقت الحرب: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].

قال العلماء: “كان الله قد أنزل في سورة البقرة: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، فبين الله سبحانه منكرًا على من حسب خلافَ ذلك أنهم لا يدخلون الجنَّةَ إلا بعد أن يُبتَلَوا مثلَ هذه الأمم قبلهم بالبأساء وهي الحاجة والفاقة، والضراء وهي الوجَع والمرض، والزّلزال وهي زلزلة العدوّ. فلما جاء الأحزابُ عامَ الخندق فرأوهم {قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: 22]، وعلِموا أنَّ الله قدِ ابتلاهم بالزلزال، وأتاهم مثل الذين خلَوا مِن قبلهم، وما زادهم إلا إيمانا وتسليمَا لحكم الله وأمره. وهذه حال أقوامٍ في هذه الغزوة: قالوا ذلك. وكذلك قوله: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23] أي: عهدَه الذي عاهد الله عليه، فقاتل حتى قُتِل أو عاش. والنَّحب: النذر والعهد. ومن صدَق في اللقاء فقد يقتل صار يُفهم من قوله: {قَضَى نَحْبَهُ} أنه استشهد. وقضاء النحب هو الوفاء بالعهد”([9]).

الخلاصة:

بهذا يَعلم كلُّ دارس لحياة الصحابةِ الإيمانية أنَّ اليقين ليس بعيدًا كما تصوِّره بعضُ الفلسفاتِ، وليس ممكنَ الوجود فقط، بل هو موجودٌ وحاصل مِن بعض الناسِ، وحصولُه في أمورٍ ليست محسوسةً ولا هي من الضروريّ الذي لا يمكن دفعُه، بل في قضايا نظريةٍ غيبيَّة، لكن باتباع طريق الشرع وبالجمعِ بين العلم والعمَل يحصل اليقين التامُّ بقضايا الإيمان، والذي يكون كالمشاهدةِ، وله التأثير العميق في حياة الإنسان، وفي وجدانه وشعوره، فهؤلاء قومٌ يبكون مما عرفوا من الحقِّ، وآخرون يقاتلون في سبيل فيقتُلون ويُقتَلون رجاءَ الجنةِ وخوفًا من النار، وأناس تركوا ديارَهم وأموالهم وعشيرَتَهم ومساكنَهم التي يرضَونها من أجل إيمانهم ويقينهم بخبر الصادق، كلُّ هذا يدلُّك على أن سؤالَ اليقين سهلُ الإجابة عند أهل الإيمان والتقوى، والله الموفق.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) درء التعارض بين العقل والنقل (1/ 199).

([2]) بعنوان: “المعرفة اليقينية من منظور ديني”، وهذا رابطه: https://salafcenter.org/2588/

([3]) ينظر: تفسير عبد الرزاق (3/ 130).

([4]) أخرجه مسلم (1901).

([5]) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (12769).

([6]) رواه الحاكم (4458).

([7]) أخرجه البخاري (1456).

([8]) ينظر: تفسير الطبري (13/ 376).

([9]) ينظر: مجموع الفتاوى (28/ 461) بتصرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (3) هل كفَّر الأشاعرة عوامَّ المسلمين؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من أكبر المسائل الخلافية بين أهل السنة والأشاعرة: مسألة التقليد في العقائد، وقد قال مجمل الأشاعرة بمنع التقليد في العقائد مطلقًا، وأوجبوا النظر الكلاميَّ -كما مرَّ بيانه في الجزأين الأولين-، ولهذا القول آثار عديدة، من أهمها مسألة إيمان المقلّد: هل يصح إيمانه أو لا يصح؟ وإذا لم يصحّحوا […]

عرض وتَعرِيف بكِتَاب (نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: نقدُ القراءةِ العلمانيَّة للسِّيرة النبويَّة – الدِّراساتُ العربيَّة المعاصرةِ أنموذجًا. اسم المؤلف: د. منير بن حامد بن فراج البقمي. دار الطباعة: مركز التأصيل للدراسات والأبحاث، جدة. رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولَى، عام 1444هـ-2022م. حجم الكتاب: يقع في مجلد، وعدد صفحاته (544) صفحة. مشكلة […]

هل رُوح الشريعة أولى منَ النصوص؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يتداول العلمانيون في خطابهم مفاهيم متعدّدة مثل: المقاصد، والمصالح، والمغزى، والجوهر، والروح، والضمير الحديث، والضمير الإسلامي، والوجدان الحديث، والمنهج، والرحمة([1]). وقد جعلوا تلك الألفاظ وسيلة للاحتيال على الأوامر والنواهي الربانية، حتى ليخيَّل للمرء أن الأحكام الشرعية أحكام متذبذبة وأوصاف إضافية نسبيّة منوطة بما يراه المكلَّف ملائمًا لطبعه أو منافرًا، […]

متى يكون الموقفُ من العلماء غلوًّا؟

العلماء ورثة الأنبياء وأمناء الشريعة وحملة الكتاب، ولا يشكّ في فضلهم إلا من جهل ما يحملون، أو ظنّ سوءًا بمن أنعم عليهم به، ولا شكّ أن الفهم عن الله وتعقّل مراده والوقوف عند حدوده قدر المستطاع من أعظم نعَم الله على عبده، ولهذا مدَح الله المجتهدَ في طلب الحقّ؛ أصاب الحق أو الأجر، قال سبحانه: […]

دعاء نوح عليه السلام على قومه بالهلاك .. شبهة وجواب

مقدمة: أرسل الله تعالى نوحًا عليه السلام إلى قومه ليدعوَهم إلى عبادة الله وحده، فلما بلَّغ رسالة ربه ونصحهم رفضوا دعوتَه ونصيحتَه، وزعموا أنه عليه السلام لا يستحقّ أن يكون رسولًا إليهم؛ لأنه بشرٌ مثلهم، ولو شاء الله إرسال رسول إليهم لأنزل ملكًا من الملائكة، وادَّعوا أن الذي دعا نوحا إلى هذا هو رغبته في […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (2) – مناقشة أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مرَّ بنا في الجزء الأول من هذه الورقة قولُ الأشاعرة في التقليد في العقائد، وأنهم يمنعونه، ويستدلّون على قولهم بأصول عديدة، من أهمها ثلاثة أصول، وهي: الأصل الأول: وجوب النظر. الأصل الثاني: ذم الشارع للتقليد. الأصل الثالث: طلب اليقين في العقائد. أما الأصل الأول فهو الأصل الأبرز لديهم، وعليه […]

هل كان في تأسيس الإمام الشافعي لعِلم أُصول الفقه جنايةٌ على العقل المُسلم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قد كثُرت شبهات الحداثيّين حول الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ووقفوا منه موقفًا عدائيًّا شديدًا، وكتبوا في ذلك أبحاثًا ومؤلّفاتٍ تجاوزوا فيها الحدّ. ومن أبرز تلك الشبهات التي أثاروها: أنَّ الإمام رحمه الله بتأليفه كتاب الرسالة، وتدوينه لعلم أُصول الفقه قام -بزعم الحداثيين- بضرب العقل الإسلامي فيما يتعلَّق بالفقه […]

عرض وتعريف بكتاب: الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب:  عنوان الكتاب: (الأثر الكلامي في علم أصول الفقه -قراءة في نقد أبي المظفر السمعاني-).  اسـم المؤلف: الدكتور: السعيد صبحي العيسوي.  الطبعة: الأولى.  سنة الطبع: 1443هـ.  عدد الصفحات: (543) صفحة، في مجلد واحد.  الناشر: تكوين للدراسات والأبحاث.  أصل الكتاب: رسالة علمية تقدّم بها المؤلف لنيل درجة العالمية […]

برامج التنمية البشرية وأثرها في نشر الإلحاد في بلاد المسلمين -البرمجة اللغوية العصبية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تعريف البرمجة اللغوية العصبية: البرمجة العصبية (NLP) هي اختصار لثلاث كلمات: NEURO – LINGUISTIC – PROGRAMMING يتكوّن مصطلح البرمجة اللغوية العصبية من ثلاث ألفاظ مركبة: لفظ “البرمجة”: ويشير إلى أن الناس يتصرفون وفق برامج وأنظمة شخصية تتحكم في طرق تعاملهم مع شؤون الحياة المختلفة. و“اللغوية”: وفيها إشارة إلى أساليب […]

التَّقليدُ في العقائد عند الأشاعِرَة (1) – أصول الأشاعرة في مسألة التقليد في العقائد –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: التقليدُ في العقائد من المسائل المهمة التي دار -ولا يزال يدور- حولها جدلٌ كبير داخلَ الفكر الإسلامي، وحتَّى داخلَ الفكر السُّنّي أحيانًا وإن كان النزاع في الأصل هو بين أهل السنة والجماعة وبين المتكلّمين عمومًا والأشاعرة بالخصوص، وأهمِّية المسألة تكمن في الآثار المترتبة عليها، مثل قبول إيمان المقلّد، […]

تحقيق القول في مراتب الاستغاثة ودرجاتها وشبهة تلقي الفقهاء لها بالقبول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا شكَّ أنَّ وجوبَ إفرادِ الله تعالى وحدَه بالدعاء دون غيره من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فالله عز وجل شرع لعباده دعاءَه وحده لا شريك له، وهو سبحانه يستجيب لهم في كلّ زمان ومكان، على اختلاف حاجاتهم وتنوّع لغاتهم، كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ […]

دفع شبهات الطاعنين في أبي هريرة رضي الله عنه الجزء (3) “موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من إكثار أبي هريرة من الرواية”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التشديد من الإكثار من الرواية خشية الوقوع في الزلل والخطأ من المواقف الثابتة عنه التي دلت عليها الروايات الصحيحة. قال ابن قتيبة: (وكان عمر أيضًا شديدًا على من أكثر الرواية، أو أتى بخبرٍ في الحُكمِ لا شاهدَ لَهُ عليه، وكان […]

مصادر التلقي عند الصوفية “عرض ونقد”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن أهمِّ الأصول التي تقوم عليها عقيدة أهل السنة والجماعة مصادر التلقي والاستدلال؛ إذ إنَّ مصادر التلقّي عند كلّ طائفة هي العامل الرئيس في تكوين الفكر لديها؛ لذا يعتمد أهل السنة في تلقي مسائل الاعتقاد على الكتاب والسنة؛ وذلك لأن العقيدة توقيفية، فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، […]

هل حديثُ: «النساءُ ناقِصاتُ عَقلٍ ودينٍ» يُكرِّس النظرةَ الدُّونيةَ للمرأةِ؟

إن الخطاب الحداثي والعلماني الذي يدعي الدفاعَ عن حقوق المرأة ينطلق من مبدأ المساواة التامّة بين الذكر والأنثى، بل قد وصل إلى درجة من التطرف جعلته يصل إلى ما يسمَّى بالتمركز حول الأنثى (الفيمنيزم)، الذي حقيقته الدعوة إلى الصراع مع الرجل والتمرد عليه، والوقوف له بالندية. وقد أدى ذلك بالحداثيين والعلمانيين إلى نصب العداوة مع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017