الأحد - 20 جمادى الآخر 1446 هـ - 22 ديسمبر 2024 م

المتكلمون وفطرية معرفة الله

A A

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه..

أما بعد، لا خلاف بين المسلمينَ في أنّ كل مسائل الاعتقادِ مبناها الإقرارُ بوجودِ الله سبحانه وتعالى، ولكنّ الخلافَ في الوسيلةِ الموصلةِ إلى هذه النتيجة ([1])، هل هي فطرية أم نظرية؟

فأما أهل السنة فإنّ معرفة الله تعالى عندهم فطريةٌ بديهيةٌ ضروريةٌ لا تحتاج إلى نظر واستدلال([2])، إلا أن العقلَ والنظرَ مساندٌ لهذه الغريزة “لينالَ المؤمنُ بذلك زيادة اليقين وثلج الصدر “([3]).

وهذا من حيث الأصل، إلا أنه قد يَعرِضُ للإنسان ما يحتاج معه إلى النظرِ والاستدلال العقلي؛ لإيقاظ هذا المعنى الفطري الكامن في النفس([4])، فسبُل معرفة الله تعالى ليست محصورةٌ في الفطرةِ وحدها، بل الأدلةُ الدالةُ على وجوده سبحانه وتعالى كثيرة متنوعة ([5]).

وأما المتكلمون فقد أنكروا دلالةَ الفطرة، وضيّقوا على أنفسهم وجعلوا السبيلَ الوحيدَ للإقرار بوجودِ الخالق هو العقلُ كما قال القاضي عبد الجبّار المعتزلي:” إن سأل سائل فقال: ما أولُ ما أوجبَ اللهُ عليك؟ فقل: النظرُ المؤدّي إلى معرفة الله تعالى؛ لأنه تعالى لا يُعرَفُ ضرورة ولا بالمشاهدة، فيجب أن نَعرفه بالتفكّر والنّظر”([6])، وقال الباقلاني وهو يقرّر ذلك:” وأنْ يُعلم أن أوّل ما فَرض الله عز وجل على جميع العباد النظرُ في آياته… لأنه سبحانه غير معلوم باضطرار… وإنما يُعلمُ وجودُه وكونُه على ما تقتضيه أفعالُه بالأدلّة القاهرة، والبراهين الباهرة “([7]).

وهذا الأمر أدّى بهم إلى انحرافات عقدية أخرى؛ كمسألة أوّل واجب على المكلف هل هو النظر؟ أو القصد إليه؟ أو الشك؟…الخ([8])، وأيضًا مسألة حكمِ إيمانِ المقلّد([9])، وغيرها من المسائل العقدية التي زلت فيها أقدام أهل الكلام؛ بسبب حصرهم معرفةَ اللهِ تعالى في الدليل العقلي.

ولن نطيلَ الحديثَ في هذه المسائل وإبطالها؛ إذ بِبَيان بطلان أصلِ المسألة تبطل الفروع كما فعل ابن حجر([10]).

فإنّ ما ذكرنا من أن أدلة معرفة الله سبحانه وتعالى ليست محصورة في العقل، قول عليه الكثير من الأدلة، ومنها دليل الفطرة الذي نحنُ بصددِ الحديثِ عنه، حيث إنها وردت في كثير من نصوص الكتاب والسنة، ومن ذلك:

  1. أمر الله سبحانه وتعالى صراحةً بلزوم هذه الفطرة التي فطرنا عليها من معرفته وتوحيده بصيغة الحثّ والترغيب([11])، حيث قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30] أي: فسدد وجهك واستمر على الذي شرعه الله لك من الحنيفية ملة إبراهيم، الذي هداك الله لها وكملها لك غاية الكمال، وأنت مع ذلك لازم فطرتك السليمة التي فطر الله الخلق عليها؛ فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره([12]).
  2. إخبار الله سبحانه وتعالى صراحة بأنه جعل في خلقنا وفطرتنا هذه المعاني وأشهدنا عليها([13])، حيث قال: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172].

فهذه الآية مع اختلافِ مفسِّرِي أهل السنة، بين من جعلها قصة حقيقية واقعية، ذاهبًا إلى أن الإشهاد كانَ حقيقةً في عالم الذرّ، وبين قائلٍ: إنها كناية عن خلقهم على هيئة يقرون معها بالله سبحانه وتعالى، إلا أنهم يتفقون على أن معرفة الله سبحانه وتعالى فطرية ([14]).

ومع إيماننا بأن الله سبحانه وتعالى أخذ الميثاق من بني آدم على الحقيقة، فإنه لا يلزم من هذا بطلان القول بأن الإنسان يولد على الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى، بل هو مولود على الإيمان به، والدليل على هذا قوله: “ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، وينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء”. ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } [الروم: 30] ([15]).

قال ابن حجر: “وأشهر الأقوال أنّ المراد بالفطرة الإسلام”([16])، ثم نقل عن ابن عبد البر قوله في التمهيد:” وهو المعروف عند عامة السلف وأجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الإسلام”([17])، فالإنسان  يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيء لقبول الدين([18])، وأهم مقولات الدين: إثبات وجود الله سبحانه وتعالى، وهذا المعنى متوافق مع اللغة أيضا([19]).

ومما يؤكد صحة القول بأن الإنسان  يولد على الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى، قول النبي ^ :” ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا…”([20])  “فالحنيفية الإسلام”([21])، “والحنيف في كلام العرب المستقيم المخلص ولا استقامة أكثر من الإسلام”([22]) فإن كانت الفطرة دالة على الإسلام فدلالتها على وجود مشرّع الإسلام من باب أَوْلى.

  1. أسلوب تعامل الوحي مع المعترضين على هذه الفطرة.

يعتبر فرعون من أشهر من أنكر وجود الله عز وجلّ، وإذا ما تأمّلنا منهج الوحي في إبطال ما ذهب إليه، وجدنا أن النصوص تذكّره بما هو مركوزٌ في فطرته، قال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} [طه: 44] قآيات القرآن تشير إلى أن فرعون كان مولودًا على الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى، ثُم حصل منه الجحود والغفلة عن هذا العلم؛ ولذا كان القول الليّن من دواعي تذكّر فرعون لما في فطرته من العلم الذي به يعرف ربه” ([23]).

وكذلك كان جواب القرآن على قول الأمم الذين {قَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [إبراهيم: 9] فكان الردّ {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10]، وهذا يحتمل شيئين:

أحدهما: أفي وجوده سبحانه وتعالى شك؛ فإن الفطر شاهدة بوجوده، ومجبولة على الإقرار به؛ وعلى هذا فإن الاعتراف به ضروري في الفطر السليمة.

والثاني: أفي إلهيته وتفرده بوجوب العبادة شك، ولا يستحق العبادة إلا هو، وحده لا شريك له؛ فإن غالب الأمم كانت مقرة بالصانع ([24]).

فالفطرة دالةٌ على وجوده سبحانه وتعالى، وأما منْ اجتَالتْه الشياطين، وانصرف عن هذا، وشكّ في هذه الفطرة، نُبّه عليه بالأدلة العقلية، ودُعي إلى التفكّر في شواهد الكون الدالة عليه سبحانه وتعالى؛ لعل غريزته تستيقظ ويعود إلى الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى ([25]).

ومع ما قرّرنا من أن مذهب المتكلمين إنكار فطرية معرفة الله سبحانه وتعالى، فإن من الإنصاف أنْ نبيّن أنّ منَ المتكلمين منْ أثبتَ ذلك؛ كالشهرستاني والغزالي مثلًا  ([26]).

هذا وقد تبيّن لنا أنّ الحقّ الذي أثبته الوحي وعليه أهل السنة والجماعة، أنّ الله سبحانه وتعالى فطَر خلْقه على معرفته وأمر بلزوم تلك الفطرة، ولكن قد يعرِضُ لها ما تحتاج معه للنظر العقلي.

ولا يُلتفت إلى من أنكر هذه الفطرة بعد أن أثبتها القرآن والسنة الصحيحة.

 

 

إعداد هيئة التحرير بمـر كز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]


([1]) ينظر: شموع النهار ص (23).

([2]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية (4/ 570).

([3]) الانتصار لأهل الحديث ص(60).

([4]) ينظر: درء تعارض العقل والنقل (3/303).

([5]) ينظر: درء تعارض العقل والنقل (3/303).

([6]) شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص (39).

([7]) الإنصاف للقاضي الباقلاني ص (22)، وليس هذا قول بعضهم بل هو قول عامة المتكلمين، ينظر: الارشاد لإمام الحرمين الجويني ص (3)، المواقف للإيجي ص (32).

([8]) ينظر: مجموع الفتاوى (16/833)، درء تعارض العقل والنقل (3/333)، فتح الباري لابن حجر (1/ 70).

([9]) شرح الكبرى للسنوسي ص (39)، شرح الجوهرة للبيجوري ص (32) وما بعدها.

([10]) حيث قال بعد أن ذكر هذه المسائل:” ومع ذلك فقول الله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها وحديث كل مولود يولد على الفطرة ظاهر أن في دفع هذه المسألة من أصلها” فتح الباري لابن حجر (1/ 70).

([11]) تفسير البغوي (6/269).

([12]) تفسير ابن كثير ت سلامة (6/ 313).

([13]) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (3/ 41).

([14]) ينظر: فتح القدير للشوكاني (2/ 299) وقد أورد الأحاديث والآثار الواردة في ذلك ومن أهم الحديث الوارد أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية (وإذ أخذ ربك) الآية فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال: «إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله! ففيم العمل فقال: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار» والحديث أخرجه أبو داود (4703)، والترمذي (3077)، وابن حبان (6166)، والضياء في المختارة (262)، وللاستزادة في معنى الآية والأقوال ينظر: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (3/ 290)، تفسير البغوي ط طيبة (3/ 300).

([15]) صحيح البخاري برقم (1359) ومسلم برقم (6926).

([16]) فتح الباري لابن حجر (3/ 248).

([17]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (18/ 72) ثم بين حججهم فقال: واحتجوا بقول أبي هريرة في آخر حديث الباب اقرؤوا إن شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها وبحديث عياض بن حمار اللاحق لهذا الحديث في الأصل ورجحه بعض المتأخرين بقوله تعالى فطرة الله لأنها إضافة مدح وقد أمر نبيه بلزومها فعلم أنها الإسلام وقال بن جرير قوله فأقم وجهك للدين أي سدد لطاعته حنيفا أي مستقيما فطرة الله أي صبغة الله”.

([18]) في تعريف الفطرة أقوال للعلماء، وما ذكرته هو مذهب عامة السلف وعامة أهل التأويل في تفسير آية الروم ينظر: فتح الباري لابن حجر (3/ 248)، شرح النووي على مسلم (16/ 208). درء تعارض العقل والنقل (3/303). شفاء العليل ص (478).

([19]) ينظر: لسان العرب: مادة “فطر” (5/55 – 56)، تاج العروس (13/325 – 326)، ابن فارس (4/510).

([20]) أخرجه مسلم برقم (7386).

([21]) ينظر: شرح النووي على مسلم (17/ 197).

([22]) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: 286)

([23]) مجموع الفتاوى (16/338).

([24]) تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 482).

([25]) ينظر: شموع النهار ص (30).

([26]) أثبت الغزالي ذلك في كتابه إحياء علوم الدين (1/ 86) إلا أن له كلاما يناقضه في كتابه المنقذ من الضلال (ص: 181)، وللاستزادة ينظر: نظرية المعرفة عند الغزالي بقلم  د. عبد الله حسن رزق،

http://almuslimalmuaser.org/index.php?option=com_k2&view=item&id=310:nazariat-el-ma3refa

وأما الشهرستاني فقد صرّح بذلك في كتابه نهاية الإقدام (ص: 118) في القاعدة الخامسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017