الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

المتكلمون وفطرية معرفة الله

A A

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه..

أما بعد، لا خلاف بين المسلمينَ في أنّ كل مسائل الاعتقادِ مبناها الإقرارُ بوجودِ الله سبحانه وتعالى، ولكنّ الخلافَ في الوسيلةِ الموصلةِ إلى هذه النتيجة ([1])، هل هي فطرية أم نظرية؟

فأما أهل السنة فإنّ معرفة الله تعالى عندهم فطريةٌ بديهيةٌ ضروريةٌ لا تحتاج إلى نظر واستدلال([2])، إلا أن العقلَ والنظرَ مساندٌ لهذه الغريزة “لينالَ المؤمنُ بذلك زيادة اليقين وثلج الصدر “([3]).

وهذا من حيث الأصل، إلا أنه قد يَعرِضُ للإنسان ما يحتاج معه إلى النظرِ والاستدلال العقلي؛ لإيقاظ هذا المعنى الفطري الكامن في النفس([4])، فسبُل معرفة الله تعالى ليست محصورةٌ في الفطرةِ وحدها، بل الأدلةُ الدالةُ على وجوده سبحانه وتعالى كثيرة متنوعة ([5]).

وأما المتكلمون فقد أنكروا دلالةَ الفطرة، وضيّقوا على أنفسهم وجعلوا السبيلَ الوحيدَ للإقرار بوجودِ الخالق هو العقلُ كما قال القاضي عبد الجبّار المعتزلي:” إن سأل سائل فقال: ما أولُ ما أوجبَ اللهُ عليك؟ فقل: النظرُ المؤدّي إلى معرفة الله تعالى؛ لأنه تعالى لا يُعرَفُ ضرورة ولا بالمشاهدة، فيجب أن نَعرفه بالتفكّر والنّظر”([6])، وقال الباقلاني وهو يقرّر ذلك:” وأنْ يُعلم أن أوّل ما فَرض الله عز وجل على جميع العباد النظرُ في آياته… لأنه سبحانه غير معلوم باضطرار… وإنما يُعلمُ وجودُه وكونُه على ما تقتضيه أفعالُه بالأدلّة القاهرة، والبراهين الباهرة “([7]).

وهذا الأمر أدّى بهم إلى انحرافات عقدية أخرى؛ كمسألة أوّل واجب على المكلف هل هو النظر؟ أو القصد إليه؟ أو الشك؟…الخ([8])، وأيضًا مسألة حكمِ إيمانِ المقلّد([9])، وغيرها من المسائل العقدية التي زلت فيها أقدام أهل الكلام؛ بسبب حصرهم معرفةَ اللهِ تعالى في الدليل العقلي.

ولن نطيلَ الحديثَ في هذه المسائل وإبطالها؛ إذ بِبَيان بطلان أصلِ المسألة تبطل الفروع كما فعل ابن حجر([10]).

فإنّ ما ذكرنا من أن أدلة معرفة الله سبحانه وتعالى ليست محصورة في العقل، قول عليه الكثير من الأدلة، ومنها دليل الفطرة الذي نحنُ بصددِ الحديثِ عنه، حيث إنها وردت في كثير من نصوص الكتاب والسنة، ومن ذلك:

  1. أمر الله سبحانه وتعالى صراحةً بلزوم هذه الفطرة التي فطرنا عليها من معرفته وتوحيده بصيغة الحثّ والترغيب([11])، حيث قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30] أي: فسدد وجهك واستمر على الذي شرعه الله لك من الحنيفية ملة إبراهيم، الذي هداك الله لها وكملها لك غاية الكمال، وأنت مع ذلك لازم فطرتك السليمة التي فطر الله الخلق عليها؛ فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره([12]).
  2. إخبار الله سبحانه وتعالى صراحة بأنه جعل في خلقنا وفطرتنا هذه المعاني وأشهدنا عليها([13])، حيث قال: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172].

فهذه الآية مع اختلافِ مفسِّرِي أهل السنة، بين من جعلها قصة حقيقية واقعية، ذاهبًا إلى أن الإشهاد كانَ حقيقةً في عالم الذرّ، وبين قائلٍ: إنها كناية عن خلقهم على هيئة يقرون معها بالله سبحانه وتعالى، إلا أنهم يتفقون على أن معرفة الله سبحانه وتعالى فطرية ([14]).

ومع إيماننا بأن الله سبحانه وتعالى أخذ الميثاق من بني آدم على الحقيقة، فإنه لا يلزم من هذا بطلان القول بأن الإنسان يولد على الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى، بل هو مولود على الإيمان به، والدليل على هذا قوله: “ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، وينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء”. ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } [الروم: 30] ([15]).

قال ابن حجر: “وأشهر الأقوال أنّ المراد بالفطرة الإسلام”([16])، ثم نقل عن ابن عبد البر قوله في التمهيد:” وهو المعروف عند عامة السلف وأجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الإسلام”([17])، فالإنسان  يولد على نوع من الجبلة والطبع المتهيء لقبول الدين([18])، وأهم مقولات الدين: إثبات وجود الله سبحانه وتعالى، وهذا المعنى متوافق مع اللغة أيضا([19]).

ومما يؤكد صحة القول بأن الإنسان  يولد على الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى، قول النبي ^ :” ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، مما علمني يومي هذا، كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا…”([20])  “فالحنيفية الإسلام”([21])، “والحنيف في كلام العرب المستقيم المخلص ولا استقامة أكثر من الإسلام”([22]) فإن كانت الفطرة دالة على الإسلام فدلالتها على وجود مشرّع الإسلام من باب أَوْلى.

  1. أسلوب تعامل الوحي مع المعترضين على هذه الفطرة.

يعتبر فرعون من أشهر من أنكر وجود الله عز وجلّ، وإذا ما تأمّلنا منهج الوحي في إبطال ما ذهب إليه، وجدنا أن النصوص تذكّره بما هو مركوزٌ في فطرته، قال تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ} [طه: 44] قآيات القرآن تشير إلى أن فرعون كان مولودًا على الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى، ثُم حصل منه الجحود والغفلة عن هذا العلم؛ ولذا كان القول الليّن من دواعي تذكّر فرعون لما في فطرته من العلم الذي به يعرف ربه” ([23]).

وكذلك كان جواب القرآن على قول الأمم الذين {قَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [إبراهيم: 9] فكان الردّ {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10]، وهذا يحتمل شيئين:

أحدهما: أفي وجوده سبحانه وتعالى شك؛ فإن الفطر شاهدة بوجوده، ومجبولة على الإقرار به؛ وعلى هذا فإن الاعتراف به ضروري في الفطر السليمة.

والثاني: أفي إلهيته وتفرده بوجوب العبادة شك، ولا يستحق العبادة إلا هو، وحده لا شريك له؛ فإن غالب الأمم كانت مقرة بالصانع ([24]).

فالفطرة دالةٌ على وجوده سبحانه وتعالى، وأما منْ اجتَالتْه الشياطين، وانصرف عن هذا، وشكّ في هذه الفطرة، نُبّه عليه بالأدلة العقلية، ودُعي إلى التفكّر في شواهد الكون الدالة عليه سبحانه وتعالى؛ لعل غريزته تستيقظ ويعود إلى الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى ([25]).

ومع ما قرّرنا من أن مذهب المتكلمين إنكار فطرية معرفة الله سبحانه وتعالى، فإن من الإنصاف أنْ نبيّن أنّ منَ المتكلمين منْ أثبتَ ذلك؛ كالشهرستاني والغزالي مثلًا  ([26]).

هذا وقد تبيّن لنا أنّ الحقّ الذي أثبته الوحي وعليه أهل السنة والجماعة، أنّ الله سبحانه وتعالى فطَر خلْقه على معرفته وأمر بلزوم تلك الفطرة، ولكن قد يعرِضُ لها ما تحتاج معه للنظر العقلي.

ولا يُلتفت إلى من أنكر هذه الفطرة بعد أن أثبتها القرآن والسنة الصحيحة.

 

 

إعداد هيئة التحرير بمـر كز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]


([1]) ينظر: شموع النهار ص (23).

([2]) ينظر: بيان تلبيس الجهمية (4/ 570).

([3]) الانتصار لأهل الحديث ص(60).

([4]) ينظر: درء تعارض العقل والنقل (3/303).

([5]) ينظر: درء تعارض العقل والنقل (3/303).

([6]) شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص (39).

([7]) الإنصاف للقاضي الباقلاني ص (22)، وليس هذا قول بعضهم بل هو قول عامة المتكلمين، ينظر: الارشاد لإمام الحرمين الجويني ص (3)، المواقف للإيجي ص (32).

([8]) ينظر: مجموع الفتاوى (16/833)، درء تعارض العقل والنقل (3/333)، فتح الباري لابن حجر (1/ 70).

([9]) شرح الكبرى للسنوسي ص (39)، شرح الجوهرة للبيجوري ص (32) وما بعدها.

([10]) حيث قال بعد أن ذكر هذه المسائل:” ومع ذلك فقول الله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها وحديث كل مولود يولد على الفطرة ظاهر أن في دفع هذه المسألة من أصلها” فتح الباري لابن حجر (1/ 70).

([11]) تفسير البغوي (6/269).

([12]) تفسير ابن كثير ت سلامة (6/ 313).

([13]) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (3/ 41).

([14]) ينظر: فتح القدير للشوكاني (2/ 299) وقد أورد الأحاديث والآثار الواردة في ذلك ومن أهم الحديث الوارد أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية (وإذ أخذ ربك) الآية فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال: «إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله! ففيم العمل فقال: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار» والحديث أخرجه أبو داود (4703)، والترمذي (3077)، وابن حبان (6166)، والضياء في المختارة (262)، وللاستزادة في معنى الآية والأقوال ينظر: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (3/ 290)، تفسير البغوي ط طيبة (3/ 300).

([15]) صحيح البخاري برقم (1359) ومسلم برقم (6926).

([16]) فتح الباري لابن حجر (3/ 248).

([17]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (18/ 72) ثم بين حججهم فقال: واحتجوا بقول أبي هريرة في آخر حديث الباب اقرؤوا إن شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها وبحديث عياض بن حمار اللاحق لهذا الحديث في الأصل ورجحه بعض المتأخرين بقوله تعالى فطرة الله لأنها إضافة مدح وقد أمر نبيه بلزومها فعلم أنها الإسلام وقال بن جرير قوله فأقم وجهك للدين أي سدد لطاعته حنيفا أي مستقيما فطرة الله أي صبغة الله”.

([18]) في تعريف الفطرة أقوال للعلماء، وما ذكرته هو مذهب عامة السلف وعامة أهل التأويل في تفسير آية الروم ينظر: فتح الباري لابن حجر (3/ 248)، شرح النووي على مسلم (16/ 208). درء تعارض العقل والنقل (3/303). شفاء العليل ص (478).

([19]) ينظر: لسان العرب: مادة “فطر” (5/55 – 56)، تاج العروس (13/325 – 326)، ابن فارس (4/510).

([20]) أخرجه مسلم برقم (7386).

([21]) ينظر: شرح النووي على مسلم (17/ 197).

([22]) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: 286)

([23]) مجموع الفتاوى (16/338).

([24]) تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 482).

([25]) ينظر: شموع النهار ص (30).

([26]) أثبت الغزالي ذلك في كتابه إحياء علوم الدين (1/ 86) إلا أن له كلاما يناقضه في كتابه المنقذ من الضلال (ص: 181)، وللاستزادة ينظر: نظرية المعرفة عند الغزالي بقلم  د. عبد الله حسن رزق،

http://almuslimalmuaser.org/index.php?option=com_k2&view=item&id=310:nazariat-el-ma3refa

وأما الشهرستاني فقد صرّح بذلك في كتابه نهاية الإقدام (ص: 118) في القاعدة الخامسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017