السبت - 29 رمضان 1446 هـ - 29 مارس 2025 م

بين الاستسلام الحداثي والإصلاح الشرعي

A A

بيَّن القرآن الكريم أن الشريعة صالحة مصلحة للزمان والمكان، وأن الوحي هو المعبِّر الوحيد عن مراد الله سبحانه، وعما يحب أن يكون عليه عباده من خير في هذه الحياة الدنيا، كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].

وبيَّن سبحانه أن اتباع مراد الله هو طريق السلامة والنجاة، ولا يمكن اجتماعه مع اتباع غيره مما تمليه الأهواء والرغبات، قال سبحانه: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27].

والصورة النهائية للشرع هي تك الصورة التي قرَّر الوحي وبلَّغها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، قال سبحانه: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3].

وهذه الصورة النهائية لا تقبل التغيير والتبديل، فهي صورة كاملة شاملة لجميع شؤون الحياة، ويراد للمسلم أن يمتثلها بشكلها النهائي ويتَّبعها: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [الأنعام: 115]. قال ابن كثير رحمه الله: “أي: صدقا في الأخبار، وعدلا في الأحكام، فكله حقّ وصدق وعدل وهدى، ليس فيه مجازفة ولا كذب ولا افتراء، كما يوجد في أشعار العرب وغيرهم من الأكاذيب والمجازفات التي لا يحسن شعرهم إلا بها، كما قيل في الشعر: إن أعذبه أكذبُه، وتجد القصيدةَ الطويلة المديدة قد استعمل غالبها في وصف النساء أو الخيل أو الخمر، أو في مدح شخص معين أو فرس أو ناقة أو حرب أو كائنة أو مخافة أو سبع، أو شيء من المشاهدات المتعينة التي لا تفيد شيئًا إلا قدرة المتكلم المعبر على التعبير على الشيء الخفي أو الدقيق أو إبرازه إلى الشيء الواضح، ثم تجد له فيها بيتًا أو بيتين أو أكثر هي بيوت القصيد، وسائرها هذر لا طائلَ تحته، وأما القرآن فجميعه فصيح في غاية نهايات البلاغة عند من يعرف ذلك تفصيلا وإجمالا، ممن فهم كلام العرب وتصاريف التعبير، فإنه إن تأملت أخباره وجدتها في غاية الحلاوة، سواء كانت مبسوطة أو وجيزة، وسواء تكررت أم لا، وكلما تكرر حلا وعلا، لا يخلق عن كثرة الردّ، ولا يملّ منه العلماء، وإن أخذ في الوعيد والتهديد جاء منه ما تقشعر منه الجبال الصمّ الراسيات، فما ظنُّك بالقلوب الفاهمات، وإن وعد أتى بما يفتح القلوب والآذان، ويشوِّق إلى دار السلام ومجاورة عرش الرحمن”([1]).

وقد تكلم الإمام الشاطبي -رحمه الله- عن خصائص الشريعة، فذكر أكبر خاصية لها وهي: “العموم والاطِّراد؛ فلذلك جرت الأحكام الشرعية في أفعال المكلفين على الإطلاق، وإن كانت آحادها الخاصة لا تتناهى؛ فلا عمل يفرض ولا حركة ولا سكون يدَّعى إلا والشريعة عليه حاكمة إفرادًا وتركيبا، وهو معنى كونها عامة، وإن فرض في نصوصها أو معقولها خصوص ما”([2]).

ومن هنا انطلَق العلماء من هذه الأصول والكليات، فاعتقدوا كمال الشريعة، وسعوا إلى إصلاح الواقع بها؛ جمعًا بين الممكن والمطلوب، فلم تأت نازلة إلا وأخضعوها للحكم الشرعي؛ ليقينهم أنه يشملها بأحد أقسامه، إما الإباحة أو الندب أو الكراهة أو الوجوب أو الحرمة، ولا تخلو نازلة مطلقًا من حكم لله سبحانه، وهذا الحكم موصوف بالإتقان والإحكام والأفضلية.

وفي مقابل هذه الفكرة ظهرت فكرة أخرى مزدَرية لتفاصيل الوحي، معتبرة لكلياته في أحسن الأحوال دونَ جزئياته، فدعت للتخفيف من خطاب التكليف، ومن إرجاع الأمور إلى الشرع؛ لما في ذلك من حكم للواقع بمنطق التراث، والرجوع بالأمة إلى الوراء، وازدراء العقل، فلم يكن من بدّ إلى التخلّص من الثقل الشرعي في الأحكام، وإحلال الواقع ومنطق العقل محلّ ذلك، وقَصْرِ الشريعة على أجزاء ثانوية من حياة الإنسان، فصرَّحوا بتقليدية بحوث الثقافة الدينية، وأهمية تجاوزها؛ من أجل مسايرة المعرفة الحديثة، وما تمليه من وقائع وإنجازات([3]).

وهذا التوجُّه جعل الاشتغال الحداثي منحصرًا في تفكيك الأصول لا في تأصيلها؛ لأن اعتقاد المتديِّن في نظرهم أنَّ أصوله مقدَّسةٌ وإلهية وتعظيمُه لذهنيَّته يؤدِّي بطبيعة الحال إلى اصطدامه بالواقع؛ لأن الأصول ثابتة والواقع متغيِّر متطوِّر، ومن ثم فإن الاصطدام مقطوع به، وبأنه يكون مروّعًا في حالة وقوعه([4]).

ويُبعد محمد أركون النجعةَ ويصرِّح بالمكنون فيقول: “إن الإسلام المعاصر يعرف أن قيَمه الأخلاقية والفقهيَّة القانونية التي كان يرتكز عليها النظام السياسي والاجتماعي للدولة الإسلامية التقليدية قد أصبحت مهاجمة ومرفوضة في كل مكان؛ وذلك لأنها تبدو عتيقة وغير ملائمة لهذا العصر”([5]).

وهذا تصريح بتخلُّف الإسلام كدين عن الواقع، وليس بتخلُّف المسلمين، وقد أعقب هذا الكلام بكلامٍ مفاده مطالبة المسلمين بالاستسلام للواقع والتخلِّي عن الدين بوصفه نسقًا تاريخيًّا يحصر المسلم في قالب معين، لا يلائم وقته ولا عصره، وقد صَرَّفَ الحداثيّون هذه العبارة في كتبهم، وتواتروا عليها معنويًّا، حتى وصل الأمر بهم إلى وصف الشريعة بالبشرية المطلقة، وأن نسبتها للإله افتراءٌ تولى كبره الإمام الشافعي رحمه الله([6]).

وقد سعَوا من خلال هذه النظرية إلى توسيع دائرة المتغيّر ليشمل جميع الأحكام الشرعية التي يفترض هؤلاء مصادمتها للواقع أو للثقافة التي تشبَّعوا بها([7]).

وفهم الشريعة على هذا النَّحو لا يتأتَّى إلا بالنظر في الواقع الاجتماعي الذي أُنتجت التشريعات فيه واعتباره، وهذا الاعتبار ليس اعتبارَ تفسير، بل هو اعتبار إلغاءٍ واستدراك؛ لأن القرآن في النهاية أُنتِجت تَشريعاتُه لمجتمعاتٍ بدويَّة لا تواجه تحديات كثيرة، وعليه فإن فهم تشريعاته في هذا السياق يوجب ردَّها وتجاوزها، لا الاحتفاظ بها والتمسك بها([8]).

ولا يخفى على القارئ أن هذا النظرَ الذي يسوده الاستعلاء على الثقافة الإسلامية والازدراء للوحي لم يكن نتاج أفكار أصحابه، ولا هو نابع من رؤية موضوعية، وإنما هو استسلام لواقع فرضته ثقافة مادية متغلِّبة وعسكرية مستعمرة، ومن هنا لم تكن مشاريع الحداثة العلمية مشاريع ممانعة، بل كانت مشاريع استسلام وخضوع وذوبانٍ، وهي لا تضيف بقدر ما تحذف، ولا ترفع الرأس أمام الخصومة الثقافية بقدر ما تُطأطئه وتركع إجلالا وتعظيمًا للمناهج الحديثة، وهذا الاستسلام والرضوخ أدَّى بأصحابه إلى نبذ الوحي وعدم اعتقاد صلاحيته واستحالة مسايرته للواقع، فضلا عن إصلاحه وتغييره، وحين نقارن بين من تبنَّى إصلاح الواقع بالشريعة وبين من استسلم له نجد البون شاسعًا، فها هو الإسلام بسبب تبني المسلمين صار محطَّ اهتمام من جميع البشرية، وها هي حلوله الاجتماعية والاقتصادية تتبناها الدّول، ولو لم تأخذ بكامله، بينما الفكر الخانع لم يقدِّم حلولا، وإنما تنازل عن قضايا أخطأ بخطأ الآخرين فيها تقليدًا، فدفع ثمن التقليد لهم في الواقع ولم يربح ذاته.

ــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير ابن كثير (1/ 200).

([2]) الموافقات (1/ 108).

([3]) ينظر: الإسلام بين الرسالة والتاريخ، للشرفي (ص: 6).

([4]) ينظر: هامش هاشم صالح على كتاب “الفكر الأصولي واستحالة التأصيل” (ص: 177).

([5]) قضايا في نقد العقل الديني: كيف نفهم الإسلام اليوم؟ (ص: 173).

([6]) ينظر: تاريخية الفكر العربي، لمحمد أركون (ص: 297).

([7]) ينظر: حوار لا مواجهة للدكتور أحمد كمال أبو المجد (ص: 36).

([8]) ينظر: النص السلطة الحقيقة، لنصر أبو زيد (ص: 35).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

النصيرية.. نشأتهم – عقائدهم – خطرهم على الأمة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لقد كانت الباطِنيَّةُ -وما زالت- مصدرَ خطَرٍ على الإسلامِ والمسلمين مذ وُجِدت، وقد أيقَن أعداءُ الإسلامِ أنَّ حَسْمَ المواجهة مع المسلمين وجهًا لوجهٍ لن يُجدِيَ شيئًا في تحقيق أهدافِهم والوصولِ لمآربهم؛ ولذلك كانت الحركاتُ الباطِنيَّةُ بعقائِدِها وفِتَنِها نتيجةً لاتجاهٍ جديدٍ للكيد للمسلمين عن طريق التدثُّرِ باسمِه والتستُّرِ بحبِّ […]

موقف الإمامية الاثني عشرية من خالد بن الوليد -قراءة نقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله أعزّ الأمة، ووجّهها نحو الطريق المستقيم، وفتح لها أبواب الخير بدين الإسلام، هذا الدين العظيم اصطفى الله له محمدَ بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، واصطفى له من بين أهل الأرض رجالًا عظماء صحبوه فأحسنوا الصحبة، وسخروا كل طاقاتهم في نشر دين الله مع نبي […]

التلازم بين العقيدة والشريعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من تأمل وتتبَّع أسفار العهدين القديم والحديث يدرك أنهما لا يتَّسمان بالشمول والكمال الذي يتَّسم به الوحي الإسلامي؛ ذلك أن الدين الإسلامي جاء كاملا شاملا للفكر والسلوك، وشاملا للعقيدة والشريعة والأخلاق، وإن شئت فقل: لأعمال القلوب وأعمال الجوارح واللسان، كما جاء شاملا لقول القلب واللسان، وهذا بخلاف غيره […]

إنكار ابن مسعود للمعوذتين لا طعن فيه في القرآن ولا في الصحابة

يعمد كثير من الملاحدة إلى إثارة التشكيك في الإسلام ومصادره، ليس تقويةً لإلحاده، ولكن محاولة لتضعيف الإسلام نفسه، ولا شك أن مثل هذا التشكيك فيه الكثير من النقاش حول قبوله من الملاحدة، أعني: أن الملحد لا يؤمن أساسًا بالنص القرآني ولا بالسنة النبوية، ومع ذلك فإنه في سبيل زرع التشكيك بالإسلام يستخدم هذه النصوص ضد […]

دعاوى المناوئين لفتاوى ابن باز وابن عثيمين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُثار بين الحين والآخر نقاشات حول فتاوى علماء العصر الحديث، ومن أبرز هؤلاء العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. ويطغى على هذه النقاشات اتهام المخالف لهما بالتشدد والتطرف بل والتكفير، لا سيما فيما يتعلق بمواقفهما من المخالفين لهما في العقيدة […]

شبهات العقلانيين حول حديث “الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم” ومناقشتها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017