الأربعاء - 27 ذو الحجة 1445 هـ - 03 يوليو 2024 م

المخالفات العقدِيَّة من خلال كتاب (الحوادث المكّيّة) لأحمد بن أمين بيت المال (ت 1323هـ) (2)

A A

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

 

 7- طريقة في الاستسقاء:

ذكر المؤلف في حوادث سنة 1291هـ: وفي يوم السادس والعشرين من شهر ذي القعدة أمر الباشا بالقراءة على سبعين ألف حجر آية: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ} الآية، وكل مائة مرة يقرأ هذا الدعاء: (اللهم لا تهلك عبادك بذنوب عبادك، ولكن برحمتك الشاملة اسقنا ماء غدقا تحيا به الأرض، وتروي به العباد، إنك على كل شيء قدير)، فجمع سعادة السيد أحمد دحلان سبعين من تلامذته، وقرأ كل واحد على ألف حجر، ثم وضعوها في كيس وأنزلوها في بئر عدسة.

ثم علق المؤلف وقال: “وهذه الفائدة لجلب المطر مجرَّبَة، مرويّة عن الحسن البصري وابن سيرين، وقد فعلوها في جدة فأمطروا، وبعض الجماعة اعترض قائلًا: يتركون الاستسقاء الذي وردت به السنة، ويفعلون هذه البدعة، والمقصود من ذلك المطر، والله الموفق”.

8- التجمع لقراءة القرآن على الميت أيام العزاء:

من عادات أهل مكة في أيام العزاء الثلاثة أن يهيّئ ذوو الميت بعد صلاة المغرب مصاحف مجزأة، يضعون أمام كل شخص ممن يحضر جزءًا يتلو فيه ما تيسر من القراءة، ويكون مع الجمع قارئ بالغيب. ذكر ذلك محمد رفيع في تاريخه([1])، والمستشرق سنوك في رحلته([2]).

ونجد المؤلّف يذكر في حوادث سنة 1279ه: أن السيد أحمد دحلان صلى صلاة الغائب على السيد صالح بن السيد عبد الله، وكان رجلا من الصالحين، من أهل الكرامات الظاهرة، وهو أكبر من في حضرموت من السادة العلويين، وعملوا له قراءات في المسجد الحرام ثلاثة أيام، وحضر فيها خلق كثير.

9- قراءة القرآن والذكر والصلوات عند قبر السيدة خديجة رضي الله عنها عادة في كلّ سبت من شهر ذي القعدة:

ذكر المؤلف في حوادث سنة 1279هـ: أن جميع أيام سبت شهر ذي القعدة بالخصوص موعد للمبيت عند قبر السيدة خديجة أم المؤمنين؛ فيقرؤون القرآن عنده، وباقي الأذكار والموالد والصلوات، وبعض الناس يزورون ويرجعون.

ثم قال المؤلف: “قيل: إن ذلك بدعة، لكن أخبرني من أثق به عن الشيخ جمال -رئيس المدرسين ببلد الله الأمين- أنه سمع من أشياخه أن لذلك أثرًا، ولكنها ليست مقيدة بهذا الشهر، بل في كل شهر”([3]).

وهذه العادة -كما صرح المؤلف- ليست مقيدة بشهر ذي القعدة؛ إلا أن المعروف عنها أنها تقام في ليلة الحادي عشر من كل شهر([4])، ولا يكتفون بما ذكره المؤلف من الأذكار؛ بل تقام هنالك الأسواق ويجتمع النساء والرجال، ويصحبون معهم الأطعمة والمشروبات، ويجلسون على المقابر، ولا تسأل عما يأتيه هذا الخليط من النساء والأولاد من استهانة بحرمة المقابر، ووطئها، والتبول حولها، فإذا انقضت الليلة عاد كل شيء إلى سابق عهده، وهذه العادة أبطلها الشريف (الحسين بن علي)، فقد منع المبيت وباعة الحلوى، واقتصر الأمر على الزيارة فقط([5]).

هذا إضافة إلى أن تحديد مكان قبر السيدة خديجة غير معلوم على الصحيح، فالمكان المتعارف عليه ذلك الحين تمَّ تحديده متأخِّرًا بناء على رؤيا منامية!

قال الفاسي (ت: 832هـ): “ولا يُعرف فيها -أي: بمقبرة المعلاة- تحقيقًا قبر أحدٍ من الصحابة، وليسَ في القبر الذي يُقال له: قبر خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أثرٌ يُعتمد”([6]).

10- المبيت في منى ليلة السبت:

وفي حوادث سنة 1279هـ: ليلة السبت الرابع عشر من شهر ذي القعدة -ذكر المؤلف بعد ذكره لعادة ذهاب الناس لقبر السيدة خديجة رضي الله عنها كل سبت من ذلك الشهر- أن العادة في هذه الليلة أن يذهب الناس إلى منى، ويباتون في مسجد الخيف؛ لأنه مستجاب الدعاء في مثل هذه الليلة من كل شهر.

وذكر أنهم يقرؤون القرآن والأذكار والموالد والصلوات.

وهذه العادة التي ذكرها المؤلف من العادات القديمة التي استمرت في مكة، وأنكرها كثير من العلماء، ولعل مستند من يحدد السبت ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول: (لو كنتُ من أهل مكة لأتيت مسجد منى كل سبت)([7]).

وقال ابن حجر الهيتمي معلقًا على هذا الأثر: “ففيه إشعار بشرفها، ولا يؤخَذ منه ندب ذلك؛ لأنه متوقف على صحته عن أبي هريرة، وأن ذلك لا يقال من قبل الرأي، فمن أخذ ذلك منه مع الغفلة عما ذكرته فهو جاهل ضالٌّ، كيف وقد ترتب على ذلك من المفاسد الواقعة في السبت المشهور بمنى مما يتعين على كل ذي قدرة السعي في إزالته وكف من يغري العامة به من الذهاب إليه معتلًّا بقصد الزيارة والبركة، وغافلًا عما وقع فيه من الإعانة على المعصية وإيقاع غيره في الضلال والهلكة”([8]).

وقال علي بن عبد القادر الطبري (ت: 1070هـ): “فمن هنا أخذ بعض أهل مكة زيارته في كل سبت، ومن قواعدهم أنهم يجتمعون فيه ليلة السبت المعروف بسبت منى، ويصلون المغرب فيه جماعة بعد أن يطلع رئيس المؤذنين بمكة إلى منى، ويؤذن المغرب في المسجد المذكور، ثم بعد صلاة المغرب يقع كثيرًا أن يجعل بعض الطوائف زفة من باب المسجد المذكور، ويمشي إلى مسجد النحر، ويقع تلك الليلة اجتماعٌ كبير بمنى؛ بحيث إن بعض الناس يطلع من يوم الخميس، ويطلع النساء، ويقع فساد كبير، وقد سئلتُ سابقًا عن حكم ذلك، فأفتيت بعدم الجواز، وأنه يجب على ولاة الأمور منع هؤلاء؛ لأن منى من جملة المشاعر، فلا يجوز إظهار تلك الشعيرة في غير وقتها، وخصوصًا مع ما انضم إلى ذلك من مقتضيات التحريم”([9]).

11- التشاؤم بآخر أربعاء في شهر صفر:

ذكر المستشرق سنوك بأن الأربعاء الأخير من شهر صفر يتشاءم الكثير من الناس ويتغيرون، غير أن سبب ذلك غير واضح تمامًا؛ والفكرة المنتشرة أن هذا الشهر مملوء بأنواع المكاره التي تحصل عادة في الأربعاء الأخير من هذا الشهر([10]). وأما محمد رفيع فقد ذكر تعليلًا يعتقده العوام؛ إذ يزعمون أنه اليوم الذي ينفخ فيه في الصور! ففي أمسيته يخرجون إلى ما حول مكة من بساتين، يعبرون عن هذا المخرج بأنهم يدوسون الخضرة، وكثير من الأهالي يلتزم فيه صنع العيش باللحم، وهم وإن كانوا يصنعونه في سائر أيام السنة إذا اشتهوه، إلا أنهم في هذا اليوم يصنعه الكثير منهم، حتى تكتظ الأفران به، وحتى عرف هذا اليوم بـ(يوم العيش باللحم)([11]).

ولا شك أن التعليل بنفخة الصور لا يتناسب مع الفعل المذكور، ولا ما سيذكره المؤلف؛ فقد تحدَّث المؤلف عن هذه العادة في حوادث سنة 1290هـ، وقال: وفي آخر ربوع في صفر من العادة في مكة أن أهاليها يقيلون فيه، فخرج أهالي الشامية إلى الشهداء بالسماع، ومكثوا فيه ستة أيام، فصار أهل البلد يخرجون ويتفرجون عليهم، وقد أظهروا زينة عظيمة وخيمًا كثيرة، ولكن قد فاتهم في وقته.

وفي حوادث سنة 1312هـ ذكر أنه: في آخر ربوع من صفر يعتاد الأهالي القيلة في مثل هذا النهار، وقد خرج الناس إلى منى وبركة ماجد، ونحن قيلنا في مربعتنا في جياد، وأما أهالي جرول فانقسموا قسمين: قسم على رأس عُود ابن غلوي، والآخر على رأس فراج عامودي، فأخذوا جماعة في بيت الشهيد، وجماعة في بيت السيد إسحاق، وكلهم خرجوا بالطرب، ووقعت بينهم مضادة، ومكثوا ستة أيام يرمون القطع والعرضية والأنس.

12- زيارة قبر أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها يوم 12 صفر ثم الذهاب إلى مقبرة الشهداء:

قال المستشرق سنوك: “وبعد بداية شهر صفر يقوم المكيون بالتحضير والاستعداد بمناسبة شعبية مهمة، هي احتفالات الثاني عشر من صفر الخاصة بالسيدة ميمونة رضي الله عنها”([12]).

وموضع قبر أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها هو أصح موضع ثابت من قبور الصحابة في مكة، وفي هذا يقول الفاسي: “ومن القبور التي ينبغي زيارتها: قبر أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنه، وهو معروف بطريق وادي مر، ولا أعلم بمكة ولا فيما قرب منها قبور أحد ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى هذا القبر؛ لأن الخلف يأثر ذلك عن السلف، والموضع الذي فيه قبر ميمونة رضي الله عنها يقال له: سَرِف”([13]).

وقد تحدث المؤلف كثيرًا عن هذه العادة في كتابه، ينظر في ذلك حوادث السنوات الآتية: 1280هـ، 1281هـ، 1284هـ، 1284هـ، 1285هـ، 1287هـ، 1288هـ، 1290هـ، 1291هـ، 1297هـ، 1298هـ، 1300هـ، 1301هـ، 1303هـ… إلخ.

وبيَّن المؤلف أن مثل هذه الاحتفالات قد يشاركهم فيها غير أهل مكة كذلك، ففي يوم الثاني عشر من شهر صفر سنة 1314 هـ خرج الناس لزيارة السيدة ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها بكثرة، وكذلك جاء أهالي جدة للزيارة بكثرة، وطلعوا إلى الطائف.

وقد يظن القارئ للكتاب أن هناك ارتباطًا بين زيارة قبر أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها ومقبرة الشهداء، فقد ذكر المؤلف ذلك في كثير من السنوات؛ فتارة يقول: “مكثنا في (السيدة) ميمونة يومًا، ويومين في الشهداء، وحصل لنا أنس عظيم”.

وقال في حوادث سنة 1301هــ: “خرج الناس لزيارة السيدة ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها، ثم رجعوا للشهداء، ومكثوا سبعة أيام في هناء وسرور”.

وقال في إحدى السنوات: “والجميع رجعوا إلى الشهداء، وبعضهم مكث ثلاثة أيام، وبعضهم أربعة، وبعضهم أقل، وبعضهم أكثر”.

إلا أن زيارة مقبرة الشهداء ليلة 14 كانت من العادات المستمرة في كل شهر.

نبذة عن مقبرة الشهداء:

فخ وادي الزاهر فيه قبور جماعة من العلويين، قتلوا فيه في واقعة كانت لهم مع أصحاب موسى الهادي بن المهدي بن المنصور في ذي القعدة سنة تسعة وتسعين وستين ومائة، ذلك أن الحسين بن علي صاحب فخ تغلَّب على مكة في أيام الهادي، واقتتل هو وبنو العباس يوم التروية بظاهر مكة، وقتل هو رحمه الله، وقتل معه أزيد من مائة رجل من أصحابه، وكان القتال بفخ ظاهر مكة عند الزاهر، ودفن هناك، وقبره معروف([14]).

“وهذا المحل الذي فيه الشهداء العلويون وابن عمر في آخر الزاهر في سفح الجبل على يسار الذاهب إلى التنعيم قريب من المدرج، وقد جدّد هذا المحل في زمن السلطان عبد المجيد خان، وهو مشهور عند أهل مكة، يخرجون إليه ليلة [أربع عشرة] من كل شهر يذكرون الله هناك، وتظهر عليهم البركات”([15]).

13- اغتصاب الفوانيس من أرباب الدكاكين للاحتفال بالمولد النبوي:

ذكر المؤلف في حوادث سنة 1312هـ ما خالف المعهود في ذلك العهد، وقال: في ليلة الثاني عشر من شهر ربيع كان مولد النبي صلى الله عليه وسلم، فأطلقت المدافع في الأوقات الخمسة، وسرجت المنائر، وكانت ليلة زاهرة. ولم يفعل المحتسب الجديد الشيخ سليمان شلهوب البدعة التي اخترعها الحكام، وذلك أنهم يسرجون فوانيس من باب علي إلى مولد النبي صلى الله عليه وسلم عن يمين وشمال، الفانوس بجانب الفانوس، يغتصبونها من أرباب الدكاكين، فمن لم يعطهم فانوسًا يأخذون منه خمسة قروش، وغالب الفوانيس تسرق على أربابها، فشكره الناس برفع هذه البدعة، مع أن جميع سكان القشاشية مسرجون وفارشون على حسب العادة القديمة.

ختامًا: مما يلاحظ أن السيد أحمد دحلان قد أسهم في تعزيز الكثير من البدع في مكة في الحقبة الأولى التي كتب عنها المؤلف، كما أن المؤلف أبرز دور الشريف عون في إنكار بعض هذه البدع بعد تسلمه إمارة الحجاز سنة 1299هـ؛ أي قبل وفاة دحلان بخمس سنوات تقريبًا.

وكان الشريف عون الرفيق يميل في عقيدته إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب([16])، ومما يؤكد ذلك أنه أمر بهدم بعض القباب والمباني الموجودة على القبور المقدسة، مثل قبر عبد الله بن الزبير ومحل الشيخ الفاسي والشيخ الرشيدي والسيد العيدروس الكائنين في المعلاة على قبورهم؛ لأن المحل أخذ فراغًا كبيرًا من المقبرة، ثم أمر بتكسير جميع التوابيت التي على القبور؛ لأنها من البدع، وقد أمر بهدم قبر الشيخ هارون الكائن في درب الشبيكة تجاه بيت أبي العز([17]).

كما أمر الشريف عون الرفيق بهدم قبر حواء في جدة([18])، واعترضت قناصل الدول الأجنبية عليه عندما أمر بهدم قبر حواء، وقالوا له: “لك ما تشاء في الأولياء، ولكن حواء أم للناس أجمعين، ونحن نحتج على هدم مقامها”، فاقتنع الشريف عون بما قالوا، وترك هدم ذلك القبر([19]).

وقد كان للشيخ أحمد بن عيسى الأثر البالغ على ما اتخذه الشريف عون الرفيق من قرارات، حيث أقنعه بهدم القباب والمباني التي تعلو القبور والمزارات، وشرح له أن هذه الأعمال مخالفة للإسلام، وأنها غلو وتعظيم للأموات، وتتسبب في فتنة الأحياء، وبث الاعتقادات الفاسدة فيهم، فما كان من الشريف عون إلا أن أمر بهدم القباب التي تعلو القبور، عدا قبة القبر المنسوب إلى خديجة رضي الله عنها، والقبر المنسوب إلى حواء في جدة، فأبقاهما خشية حدوث الفتنة([20]).

ومن الأعمال الدينية التي قام بها الشريف عون الرفيق منعه قراءة البردة والهمزيّة وسائر البدع في الزواجات سنة 1316هــ، كما تم منع النساء عن زيارة القبور، فدعا له جميع الناس لذلك. وكذا تحذيره من إلباس الأولاد الحُجُب والتمائم من الفضّة، وقيامه بإغلاق ورش صناعة المسابح، حيث ظلّت هذه الصناعة ممنوعة بمكة طيلة مدة حكمه([21]).

ومن ذلك أيضًا: توسيعه لباب غار ثور، وكان الباب لا يتسع إلا لنفر واحد يدخل منه زاحفًا على بطنه، حتى ساد الاعتقاد بين الناس أنه لا يدخله إلا السعيد، وأما الشقي فلا يستطيع دخوله. فأراد الشريف توسيع ذلك الباب لإزالة ذلك الوهم الفاسد لدى الناس([22]).

والحمد لله رب العالمين.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مكة في القرن الرابع عشر الهجري (ص: 98-99).

([2]) صفحات من تاريخ مكة المكرمة (2/ 495).

([3]) وهذا الجواب باطل؛ فالتجربة ليست دليلا شرعيًّا، ولا تُثبِت حكمًا شرعيًّا.

([4]) صفحات من تاريخ مكة المكرمة (2/ 401).

([5]) مكة في القرن الرابع عشر (ص: 128-129).

([6]) شفاء الغرام (1/ 535).

([7]) أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (2/ 174).

([8]) حاشية ابن حجر الهيتمي على الإيضاح (ص: 411).

([9]) الأرج المسكي (ص: 74-75).

([10]) صفحات من تاريخ مكة المكرمة (2/ 392).

([11]) مكة في القرن الرابع عشر الهجري (ص: 130).

([12]) صفحات من تاريخ مكة المكرمة (2/ 388).

([13]) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (1/ 378).

([14]) انظر: الجامع اللطيف (ص: 255-256).

([15]) تحصيل المرام (2/ 676).

([16]) انظر: الرحلة الحجازية للبتنوني (ص: 79).

([17]) انظر: الحوادث المكية، حوادث سنة 1317هـ.

([18]) انظر: الرحلة الحجازية للبتنوني (ص: 79)، تاريخ مكة للسباعي (2/ 623).

([19]) انظر: مكة في القرن الرابع عشر (ص: 126).

([20]) انظر: تحفة المشتاق في أخبار نجد والحجاز والعراق للبسام (1/ 440).

([21]) انظر: مكة في القرن الرابع عشر (ص: 239)، الحضارم في الحجاز لخالد حسن سعيد (ص: 240-241).

([22]) انظر: الرحلة الحجازية للبتنوني (ص: 80).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم وحيٌ […]

هل يرى ابن تيمية أن مصر وموطن بني إسرائيل جنوب غرب الجزيرة العربية؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة (تَنتقِل مصر من أفريقيا إلى غرب جزيرة العرب وسط أوديتها وجبالها، فهي إما قرية “المصرمة” في مرتفعات عسير بين أبها وخميس مشيط، أو قرية “مصر” في وادي بيشة في عسير، أو “آل مصري” في منطقة الطائف). هذا ما تقوله كثيرٌ من الكتابات المعاصرة التي ترى أنها تسلُك منهجًا حديثًا […]

هل يُمكن أن يغفرَ الله تعالى لأبي لهب؟

من المعلوم أن أهل السنة لا يشهَدون لمعيَّن بجنة ولا نار إلا مَن شهد له الوحي بذلك؛ لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نقطع بأن من مات على التوحيد والإيمان فهو من أهل الجنة، ومن مات على الكفر والشرك فهو مخلَّد في النار لا يخرج منها أبدًا، وأدلة ذلك مشهورة […]

مآخذ الفقهاء في استحباب صيام يوم عرفة إذا وافق يوم السبت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد ثبت فضل صيام يوم عرفة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ)([1]). وهذا لغير الحاج. أما إذا وافق يومُ عرفة يومَ السبت: فاستحبابُ صيامه ثابتٌ أيضًا، وتقرير […]

لماذا يُمنَع من دُعاء الأولياء في قُبورهم ولو بغير اعتقاد الربوبية فيهم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هناك شبهة مشهورة تثار في الدفاع عن اعتقاد القبورية المستغيثين بغير الله تعالى وتبرير ما هم عليه، مضمونها: أنه ليس ثمة مانعٌ من دعاء الأولياء في قبورهم بغير قصد العبادة، وحقيقة ما يريدونه هو: أن الممنوع في مسألة الاستغاثة بالأنبياء والأولياء في قبورهم إنما يكون محصورًا بالإتيان بأقصى غاية […]

الحج بدون تصريح ..رؤية شرعية

لا يشكّ مسلم في مكانة الحج في نفوس المسلمين، وفي قداسة الأرض التي اختارها الله مكانا لمهبط الوحي، وأداء هذا الركن، وإعلان هذه الشعيرة، وما من قوم بقيت عندهم بقية من شريعة إلا وكان فيها تعظيم هذه الشعيرة، وتقديس ذياك المكان، فلم تزل دعوة أبينا إبراهيم تلحق بكل مولود، وتفتح كل باب: {رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ […]

المعاهدة بين المسلمين وخصومهم وبعض آثارها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة باب السياسة الشرعية باب واسع، كثير المغاليق، قليل المفاتيح، لا يدخل منه إلا من فقُهت نفسه وشرفت وتسامت عن الانفعال وضيق الأفق، قوامه لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف، والإنسان قد لا يخير فيه بين الخير والشر المحض، بل بين خير فيه دخن وشر فيه خير، والخير […]

إمعانُ النظر في مَزاعم مَن أنكَر انشقاقَ القَمر

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، وأصلى وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن آية انشقاق القمر من الآيات التي أيد الله بها نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت من أعلام نبوّته، ودلائل صدقه، وقد دلّ عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية دلالة قاطعة، وأجمعت عليها […]

هل يَعبُد المسلمون الكعبةَ والحجَرَ الأسودَ؟

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وهدنا صراطه المستقيم. وبعد، تثار شبهة في المدارس التنصيريّة المعادية للإسلام، ويحاول المعلِّمون فيها إقناعَ أبناء المسلمين من طلابهم بها، وقد تلتبس بسبب إثارتها حقيقةُ الإسلام لدى من دخل فيه حديثًا([1]). يقول أصحاب هذه الشبهة: إن المسلمين باتجاههم للكعبة في الصلاة وطوافهم بها يعبُدُون الحجارة، وكذلك فإنهم يقبِّلون الحجرَ […]

التحقيق في نسبةِ ورقةٍ ملحقةٍ بمسألة الكنائس لابن تيمية متضمِّنة للتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ تحقيقَ المخطوطات من أهمّ مقاصد البحث العلميّ في العصر الحاضر، كما أنه من أدقِّ أبوابه وأخطرها؛ لما فيه من مسؤولية تجاه الحقيقة العلمية التي تحملها المخطوطة ذاتها، ومن حيث صحّة نسبتها إلى العالم الذي عُزيت إليه من جهة أخرى، ولذلك كانت مَهمة المحقّق متجهةً في الأساس إلى […]

دعوى مخالفة علم الأركيولوجيا للدين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: عِلم الأركيولوجيا أو علم الآثار هو: العلم الذي يبحث عن بقايا النشاط الإنساني القديم، ويُعنى بدراستها، أو هو: دراسة تاريخ البشرية من خلال دراسة البقايا المادية والثقافية والفنية للإنسان القديم، والتي تكوِّن بمجموعها صورةً كاملةً من الحياة اليومية التي عاشها ذلك الإنسان في زمانٍ ومكانٍ معيَّنين([1]). ولقد أمرنا […]

جوابٌ على سؤال تَحَدٍّ في إثبات معاني الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أثار المشرف العام على المدرسة الحنبلية العراقية -كما وصف بذلك نفسه- بعضَ التساؤلات في بيانٍ له تضمَّن مطالبته لشيوخ العلم وطلبته السلفيين ببيان معنى صفات الله تبارك وتعالى وفقَ شروطٍ معيَّنة قد وضعها، وهي كما يلي: 1- أن يكون معنى الصفة في اللغة العربية وفقَ اعتقاد السلفيين. 2- أن […]

معنى الاشتقاق في أسماء الله تعالى وصفاته

مما يشتبِه على بعض المشتغلين بالعلم الخلطُ بين قول بعض العلماء: إن أسماء الله تعالى مشتقّة، وقولهم: إن الأسماء لا تشتقّ من الصفات والأفعال. وهذا من باب الخلط بين الاشتقاق اللغوي الذي بحثه بتوسُّع علماء اللغة، وأفردوه في مصنفات كثيرة قديمًا وحديثًا([1]) والاشتقاق العقدي في باب الأسماء والصفات الذي تناوله العلماء ضمن مباحث الاعتقاد. ومن […]

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017