الثلاثاء - 21 رجب 1446 هـ - 21 يناير 2025 م

بدعة القراءة الجديدة للنصوص والتحلل من أركان الإسلام (1) “الشهادتان والصلاة نموذجًا”

A A

تعدَّدت وسائل الحداثيِّين والعلمانيِّين في التحلُّل من الشريعة والتكاليفِ، ما بين مجاهرٍ بالتنصُّل منها بالكلِّيَّة صراحة، وما بين متخفٍّ بإلغائها تحت أقنِعَة مختَلِفة -يجمعها مآل واحدٌ- كالتأويل والتجديد ومواكبة التطوُّرات الحديثة، ونحو ذلك من الدعاوى الفارغة من المضمون والبيِّنات.

وفي هذه المقالة نقضٌ لما وصل إليه الحداثيّون وغيرهم في هذا المجال -أعني: التحلُّل من التكاليف الشرعية-، وهو مما لا ينقضِي عجبُ المؤمن من دركاته وانحطاطِه، وأحسَب أنَّه لا يبعُد حالُ القارئ المنصف -ولو من غير المؤمنين- عن حال المؤمن، ومِن أعظم ما وصلوا إليه التحريفُ في أركان الإسلام؛ مع التنبيه إلى أنه ليس من مقاصد هذه المقالة إصدار الحكم الشرعي عليهم فيما كتبوه أو تلفَّظوا به، فإنَّ لذلك موضعًا آخر.

وأركان الإسلام هي التي جاء بيانها صريحًا في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»([1]).

ففي الحديث تشبيهُ الإسلام ببيتٍ بُني على أعمدة خمسة، وليس معناه أن هذه الخمسة هي جميع الإسلام؛ وقد دلَّ على ذلك قولُه صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: «ألا أخبرك برأس الأمر كلِّه وعموده وذروة سنامه؟» قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام، وعمودُه الصلاة، وذروة سنامه الجهاد»([2])، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد ذروة سنام الإسلام، “وذروة كل شيء: أعلاه، وذروة سنام البعير: طرف سنامه، والجهاد لا يقاومه شيء من الأعمال”([3])، ومع ذلك لم يعدَّه صلى الله عليه وسلم من أركان الإسلام ودعائمه؛ ويرجع ذلك لأمرين كما قال الحافظ ابن رجب: “أحدهما: أن الجهاد فرض كفاية عند جمهور العلماء، ليس بفرض عين([4])، بخلاف هذه الأركان، والثاني: أن الجهاد لا يستمرُّ فعله إلى آخر الدهر، بل إذا نزل عيسى عليه السلام، ولم يبق حينئذٍ ملة غير ملة الإسلام، فحينئذٍ تضع الحرب أوزارها، ويُستغنَى عن الجهاد، بخلاف هذه الأركان، فإنها واجبة على المؤمنين إلى أن يأتي أمر الله وهم على ذلك”([5]).

أهمية أركان الإسلام:

لهذه الأركان الخمسة أهمية كبرى في الإسلام؛ إذ من المعلوم أن البيت لا يثبت بدون أركانه ودعائمه التي يبنى عليها([6])؛ لذلك كانت لها خصائص تميِّزها عن غيرها من شرائع الإسلام، ومن أبرزها:

  • أنها أساس دين الإسلام، وقواعده عليها تنبني، وبها تقوم([7]).
  • وأنها دعائم الإسلام التي بها ثباته، وعليها اعتماده، وبإدامتها يُعصم الدم والمال([8]).

ومع وضوح هذه المعاني ورسوخها في قلب كل مؤمن؛ إلا أن الحداثيِّين حرَّفوا معانيها بحسب ما يتفق مع أهوائهم ومشاربهم، وفيما يلي بعض تلك الانحرافات والمغالطات.

انحرافات الحداثيِّين في معنى الشهادتين:

أخرج الحداثيون الشهادتَين من مدلولهما الإيمانيّ الشرعيّ إلى معنى آخر مبتدعًا وهو الشهادة على العصر؛ يقول أحدهم: “في حقيقة الأمر وطبقًا لمقتضيات العصر لا تعني الشهادةُ التلفظَ بهما أو كتابتهما، إنما تعني الشهادةَ على العصر… فليست الشهادتان إذن إعلانًا لفظيًّا عن الألوهية والنبوّة، بل الشهادة النظرية والشهادة العملية على قضايا العصر وحوادث التاريخ”([9]).

بينما يجترئ آخر على الجزء الثاني من الشهادتين -وهو شهادة أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم- بأنها ليست من الإسلام! ويزعم أن المسلمين هم الذين أضافوها إلى الأذان فيما بعد؛ إذ كان الإسلام في البداية دعوة إلى لقاءٍ لكل الأديان([10]).

وإن المؤمن ليعجب من تلك التحريفات مع وضوح دلالة الكتاب والسنة في بيان معنى الشهادتين والمراد بهما، ودونك بعض هذه الدلائل.

دفع شبه الحداثيين في معنى الشهادتين:

الركن الأول من أركان الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الركن لا يثبت عقد الإيمان إلا به؛ اعتقادًا بالقلب، ونطقًا باللسان، وعملًا بالجوارح، وهذا محل إجماع بين أهل العلم؛ يقول الحافظ ابن عبد البر: “أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية”([11]).

والجزء الأول -وهو شهادة أن لا إله إلا الله- قد اتفقت عليه دعوة جميع الرسل؛ فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، والمعنى كما يقول قتادة: “أرسلت الرسل بالإخلاص والتوحيد، لا يقبل منهم عمل حتى يقولوه ويقروا به، والشرائع مختلفة، في التوراة شريعة، وفي الإنجيل شريعة، وفي القرآن شريعة، حلال وحرام، وهذا كله في الإخلاص لله والتوحيد له”([12]).

كما أن الجزء الثاني -وهو شهادة أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم- متمِّم للجزء الأول، ولا يُقبَل أحدهما دون الثاني؛ فقد أخذ الله تعالى الميثاق من النبيين أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81]، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تفسيرها: (لم يبعث الله عز وجل نبيًّا -آدم فمن بعده- إلا أخذ عليه العهد في محمد: لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، ويأمره فيأخذ العهد على قومه)([13]).

وقد أكَّد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في أحاديث متعدِّدة، منها: ما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار»([14]).

فكيف يصحُّ بعد هذا كله أن يُفسِّر أحدٌ -كائنًا من كان- الشهادتين بخلاف تفسير الله تعالى لهما وتفسير نبيه صلى الله عليه وسلم؟! قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ} [آل عمران: 73].

انحرافات الحداثيين في فريضة الصلاة:

الركن الثاني من أركان الإسلام هو إقام الصلاة، وإقامة الصلاة لها معانٍ في شريعة الإسلام ذكرها الفقهاء، ومنها: تعديل أركانها، وحفظها من أن يقع زيغ في فرائضها وسننها وآدابها؛ من أقام العود: إذا قوَّمه، أو بمعنى المداومة عليها؛ من قامت السوق: إذا نفقت، أو التجلّد والتشمُّر في أدائها؛ من قامت الحرب على ساقها، أو أدائها في أوقاتها؛ تعبيرًا عن الأداء بالإقامة؛ لأن القيام بعض أركانها([15]).

وبالرغم من عظم قدر الصلاة في الإسلام، إلا أن الحداثيين كان لهم فيها جملة من الانحرافات، ومنها:

  • انحرافهم في فرضيتها؛ حيث يرى بعضهم أن الصلاة مسألة شخصية([16])، وليست فريضة واجبة([17])، ويرى آخر: أنها تغني عنها رياضة اليوغا، وهو ما غفل عنه الفقهاء([18]).
  • انحرافهم في تخصيصها بالعرب؛ فيزعم بعضهم أن الصلاة إنما فرضت على العرب؛ من أجل تليين عريكة العربي وتعويده على الطاعة للقائد([19]).

دحض انحرافات الحداثيين في معنى إقامة الصلاة:

مما لا ريب فيه أن جملة انحرافات الحداثيين والعصرانيين فيها مصادمةٌ واضحة لأمر الله تعالى في قوله سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 43]، ولقوله: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103]، قال مجاهد: “أي: فرضًا مؤقتًا وقته الله عليهم”([20]).

كما أن فيها مخالفةً صريحة لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تنصُّ على أن إقام الصلاة من أركان الإسلام([21])، وأيضًا لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أنه صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا رضي الله عنه إلى اليمن، فقال: «ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة»([22])، وغيرها من الأحاديث الدالة على هذا المعنى.

فاللهم احفظ علينا ديننا، وردنا والمسلمين إليك ردًّا جميلًا، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

ــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه البخاري (8)، ومسلم (16).

([2]) أخرجه الترمذي (2616) وقال: “حسن صحيح”.

([3]) شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد (ص: 101).

([4]) وهذا من حيث الأصل، وإلا فقد يعتريه ما يجعله فرض عين كما هو مفصَّل في مظانِّه، ينظر مثلًا: المغني لابن قدامة (9/ 197).

([5]) جامع العلوم والحكم (1/ 152).

([6]) ينظر: التعيين في شرح الأربعين للطوفي (1/ 80) بتصرف.

([7]) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم لأبي العباس القرطبي (1/ 168).

([8]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (1/ 59).

([9]) ينظر: من العقيدة إلى الثورة لحسن حنفي (1/ 17)، والتأويل في مصر لأبي طالب حسنين (ص: 339).

([10]) هكذا يردد الصادق النيهوم في كتابه: صوت الناس محنة ثقافة مزورة (ص: 25).

([11]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (9/ 238).

([12]) ينظر: تفسير الطبري (18/ 427).

([13]) ينظر: تفسير الطبري (6/ 555).

([14]) أخرجه مسلم (153).

([15]) ينظر: المفاتيح في شرح المصابيح للمظهري (1/ 46)، والكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري للكرماني (1/ 122).

([16]) ينظر: القراءة الجديدة لعبد الرزاق هوماس (ص: 129، 169) ناقلًا عن أركون.

([17]) صرح بهذا القول: عبد المجيد الشرفي في كتابه: الإسلام بين الرسالة والتاريخ (ص: 63).

([18]) قاله الصادق النيهوم في كتابه: الإسلام في الأسر (ص: 127) وما بعدها.

([19]) ينظر: سلطة النص لعبد الهادي عبد الرحمن (ص: 110).

([20]) ينظر: تفسير البغوي (2/ 282).

([21]) ومنها حديث ابن عمر رضي الله عنهما المتقدِّم في صدر هذه المقالة.

([22]) أخرجه البخاري (1395)، ومسلم (19).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017