الثلاثاء - 01 جمادى الآخر 1446 هـ - 03 ديسمبر 2024 م

العِشق الإلهيُّ بين مِطرقَة النصِّ وسِندان الدعوى

A A

السَّيرُ في أفلاك العبوديَّة يُلزِم صاحبَه ركوبَ الصعب والذَّلول؛ ليسبقَ الكائنات إلى مقاماتِ العبودية الطَّوعيَّة، وهذا فضل عظيمٌ لمن وُفِّق إليه، لكن صاحب قَسَم “لأحتَنِكَنَّ ذرِّيَّتَه” ليس غافلا عن هؤلاء السائرين، بل هو لهم بالمرصاد، وعند كلِّ منعرجٍ من طريقهم يجدونه أمامهم، قال الله تعالى حكايةً عنه: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم} [الأعراف: 16].

وأخطر حالات التَّعرُّض تلك التي تقع للمكلَّف هي حين يحاول الترقِّي في مدراج العبودية، فيبعُد من التراب ويقرُب من السماء، والسقوط حينذاك يعني الموتَ العقديَّ وانتكاس القلب وانحرافَ الخاطر، فيُؤتَى الحذِر مِن مأمنِه، فبينا هو في مقام الحبِّ لله تعالى إذا هو ينجرُّ إلى معانٍ باطلة ومقاماتٍ زائفةٍ، ومن هنا وقع الانحراف من كثيرٍ منَ السَّالكين دروبَ العبادة في المقامات التي يدَّعون، وفي مفهومها، وفي مدى موافقتها للنصوص الشرعية.

مفهوم العشق:

لم يختلِفِ المتصوّفَة عن غيرهم في تعريف العشق أنه فرطُ المحبَّة وأعلى مقاماتها، والعشق في المفهوم الصّوفيِّ أعمُّ من المحبة، فكلُّ عاشق محِبٌّ، وليس كلُّ محبٍّ عاشقًا، ولأنه متعلق بالوجدانيات يصعُب تعريفُه وإعطاؤه حدًّا جامعًا مانعًا؛ وذلك لتفاوت الشعور بين الناس، لكن جملة تعريفاتهم تصبُّ في معنى الفناء في الإله بالاتحاد معه بمعنى من المعاني، قال بعضهم: “العِشق شِدَّة الشَّوق إلى الاتِّحاد”، وقال بعضهم: “حدُّ العشق: امتزاج ظلِّ الجماعة بملوكيَّة الأوصال”، وقال بعضهم: “العشقُ: جنونٌ إلهيٌّ”([1]).

والمقصود بالجنون خروجُه بالعشق عن مقتضي تدبير النفس بالعقل على طريقة أهل الدنيا، بل تذوب في المعشوقِ ولا يهمُّها صلاح البدن.

مقام العشق وغايته:

إن مقام العشق عند المتصوِّفة هو أعلى المقامات وأفضلُها، وغايةُ ما ينتهي إليه العاشق الاطلاعُ على الغيوب والإخبارُ بها، لا عن طريق الحدس، بل عن طريق المشاهدة والمكاشفة؛ لأن الإنسان محجوب عن الغيب بالاشتغال بشغل الحواس في العالم السفليِّ، فالعاشق تتَّحد روحُه بالباري سبحانه، فلا يبصر الأشياءَ إلا عن طريقه، وهم يجوِّزون اتحاد النفسَين حتى لا يبقى فرق غير الجسم، وهذا كلام مصرَّف في كتبهم([2]).

وقد استفاض بعضهم في هذا المقام حتى رآه مسقِطًا للتكليف مبيحًا لكل ذنب؛ بحجَّة أنَّ المحبَّ لا يضره شيء.

إنكار السلف لهذا المعنى:

دلَّت نصوص القرآن والسنة على أن عبادةَ الله عز وجل قائمةٌ على ركنَيِ الرجاء والمحبة مع الخوف والتعظيم، فلا يستقيم الدين للمؤمن بالذَّوق والمحبة ما لم يجمع إليها شروط الشرع في العبادة؛ “ولذا قال بعض السلف: ‌من ‌عبد ‌الله ‌بالحب ‌وحده ‌فهو ‌زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحبّ والخوف والرجاء فهو مؤمن”. وقد جمع تعالى هذه المقامات الثلاث في قوله: {أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ} [الإسراء: 57]، فابتغاء الوسيلة هو محبَتُه الداعية إلى التقرب إليه، ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف، فهذه طريقة عباده وأوليائه.

وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد إلى استحلال المحرمات، ويقول: المحب لا يضره ذنب، وقد صنَّف بعضهم في ذلك مصنَّفًا وذكر فيه أثرًا مكذوبًا: «إذا أحبَّ الله العبد لم تضره الذنوب»، وهذا كذب قطعًا منافٍ للإسلام؛ فالذنوب تضرُّ بالذات لكل أحدٍ كضرر السم للبدن، ولو قُدِّر أن هذا الكلام صحَّ عن بعض الشيوخ -وأما عن رسول الله فمعاذ الله من ذلك- فله محمل، وهو أنه إذا أحبه لم يدعه حبُّه إيّاه إلى أن يصِرَّ على ذنب؛ لأن الإصرار على الذنب منافٍ لكونه محبًّا لله، وإذا لم يصرَّ على الذنب بل بادر إلى التوبة النصوح منه، فإنه يُمحَى أثره ولا يضرُّه الذنب، وكلما أذنب وتاب وأناب إلى الله زال عنه أثر الذنب وضررُه، فهذا المعنى صحيح.

والمقصود أنَّ تجريدَ الحبِّ والذكر عن الخوف يوقع في هذه المعاطب، فإذا اقترن بالخوف جمعه على الطريق وردَّه إليها كلَّما شرد، فكأن الخوف سوطٌ يضرب به مطيتَه؛ لئلا تخرج عن الدرب، والرجاءُ حادٍ يحدوها يطيِّب لها السير، والحبُّ قائدها وزمامها الذي يسوقها. فإذا لم يكن للمطية سوط ولا عصا تردُّها إذا حادت عن الطريق، وتُركت تركَب التَّعاسيفَ؛ خرَجت عن الطريق وضلَّت عنها، فما حفظت حدود الله ومحارمه”([3]).

هذا مع أنه لا مقام أعظم من قام العبودية لله سبحانه وتعالى، وذلك يتحقق بالإخلاص والإتيان بالشرائع على الوجه الذي شُرِعت عليه، أما مقام العِشق هذا فهو مدخولٌ، لا دليل عليه من الشرع، ولا شاهد له من الطبع، فحسب المرء في العبادة أن يرضى عنه الربُّ، ولا يضرُّه أن كوشف بشيء أم لم يكاشَف، فعلم الغيب لم يتعبَّدنا الله عز وجل به، ولا أمرنا بالسعي إليه، والاطِّلاع عليه بالرؤية الصالحة أو بالإلهام الذي لا يصادِم نصًّا ليس بعيدًا على أيّ مكلَّف، فهو حاصل لعامَّة الناس ولخاصَّتهم، والعبرة في صلاح الشخص بموافقته لظاهر الشرع، لا بإخباره بالمغيَّبات أو مشاهدته لها.

وحين ننظر إلى أوامر القرآن وتوجيهاته في العبودية لا نجد ذكرًا لهذا المقام، بل نجد أمرا بالطاعة والطمع فيما عند الله والخوف من عقابه، وذلك في أعلى مراتب العبادة وهي الدعاء، قال سبحانه: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين} [الأعراف: 56]، “فأمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقُّب وتخوُّف وتأميل لله عز وجل، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر، يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، قال الله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49، 50]، فرَجَّى وخوَّف، فيدعو الإنسانُ ربَّه خوفًا من عقابه وطمعا في ثوابه، قال الله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]”([4]).

ولهذا كانت محبة كثيرٍ من أهل التصوُّف محبَّةً عاطفيَّة، لا تختلف عن محبَّة المشركين؛ لأنها عاطِفَة وذوقٌ ووَجد، وليست إيمانًا، ولا اتِّباعًا، ولا طاعةً والتزامًا، فلم يستنكف أصحابها من تتفيهِ المعظَّم كالجنة والنار والثواب والعقاب، وطلبوا المحبَّة من طرقٍ لا توصِل إليها من جهة الشرع، وإنما توصل إليها من جهَة العاطفة والطَّبع، فأكثروا سماعَ الشعر والأغاني، واستجازوا ضربَ الدفوف وسماع المغنِّيات، وظنّوا أنَّ هذا محركٌ للمحبَّة مهيِّجٌ لها، فغضُّوا الطرف عن كل ما يصاحِبُه من مخالفةٍ ما دام يحرك القلوب، ثم اخترعوا مقامَ العشق، وتكلَّموا فيه بغير لسان الشرع، وادَّعوا اتِّحاد الأرواح بالباري، وطلبوا علمَ الغيب، ولم يطلبوا موافقةَ الشرع، واستجازوا بأذواقهم وإلهامهم مخالفةَ ظاهر الشرع، وتخصيص عمومه بخواطر الأولياء وكشوفاتهم، وقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين خلَّص المحبة الشرعيةَ من الحمولة الثقافية التي شحَنها بها المتصوفة، وفي ذلك يقول: “‌وهؤلاء ‌يدَّعون ‌محبةَ ‌الله ‌في ‌الابتداء، ويعظمون أمر محبته، ويستحبّون السماع بالغناء والدفوف والشبابات، ويرونه قربة; لأن ذلك بزعمهم يحرك محبة الله في قلوبهم، وإذا حُقِّق أمرهم وُجِدت محبَّتُهم تشبه محبة المشركين لا محبَّة الموحدين، فإن محبة الموحدين بمتابعة الرسول والمجاهدة في سبيل الله، قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آلِ عِمْرَانَ: ٣١]، وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التَّوْبَةِ: ٢٤]، وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [الْمَائِدَةِ: ٥٤].

وهؤلاء لا يحقِّقون متابعةَ الرسول، ولا الجهاد في سبيل الله، بل كثير منهم -أو أكثرهم- يكرهون متابعةَ الرسول، وهم من أبعد الناس عن الجهاد في سبيل الله، بل يعاونون أعداءه ويدَّعون محبته; لأن محبتهم من جنس محبة المشركين الذين قال الله فيهم: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الْأَنْفَالِ: ٣٥]؛ ولهذا يحبون سماع القصائد أعظم مما يحبون سماع القرآن، ويجتهدون في دعاء مشايخهم، والاستغاثة بهم عند قبورهم، وفي حياتهم في مغيبهم، أعظم مما يجتهدون في دعاء الله والاستغاثة به في المساجد والبيوت”([5]).

والعشق المذكور عند القوم ليس مقامًا من مقامات العبودية، ولا هو غايةٌ ولا وسيلة، فحسبُ المؤمن تحقيقُ المحبة بمعناها الشرعي الذي هو الرضا بشرع الله وبربوبيته وعبادته على الوجه اللائق به شرعًا، مع تمام الخوف وكمال الرجاء وصدق المحبة، ولا يضرُّه أن لم يرَ مكاشفةً أو لم يطَّلع على مغيَّب، أما الاتحاد -سواء كان روحيًّا أو جسمانيًّا- فإنَّ ادعاءه في حق الباري ذنب عظيمٌ، فاعتقاد أهل القبلة هو مباينة الخالق سبحانه وتعالى لخلقه، وغناه عنهم، وكمال قيُّوميَّته سبحانه، والكرامات التي لم يكن للأنبياء منها حظٌّ فإنها دعاوى عريَّة عن الحقّ، فلا سبيل لانكشاف المغيَّب للمكلف إلا بما شهد به الشرع.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: مشارق أنوار القلوب لعبد العزيز الدباغ (ص: 96).

([2]) ينظر: المرجع السابق (ص: 99)، وفصوص الحكم لابن عربي (ص: 140).

([3]) بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 852).

([4]) تفسير القرطبي (7/ 227).

([5]) منهاج السنة (5/ 329).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017