الاثنين - 06 ربيع الأول 1446 هـ - 09 سبتمبر 2024 م

العِشق الإلهيُّ بين مِطرقَة النصِّ وسِندان الدعوى

A A

السَّيرُ في أفلاك العبوديَّة يُلزِم صاحبَه ركوبَ الصعب والذَّلول؛ ليسبقَ الكائنات إلى مقاماتِ العبودية الطَّوعيَّة، وهذا فضل عظيمٌ لمن وُفِّق إليه، لكن صاحب قَسَم “لأحتَنِكَنَّ ذرِّيَّتَه” ليس غافلا عن هؤلاء السائرين، بل هو لهم بالمرصاد، وعند كلِّ منعرجٍ من طريقهم يجدونه أمامهم، قال الله تعالى حكايةً عنه: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم} [الأعراف: 16].

وأخطر حالات التَّعرُّض تلك التي تقع للمكلَّف هي حين يحاول الترقِّي في مدراج العبودية، فيبعُد من التراب ويقرُب من السماء، والسقوط حينذاك يعني الموتَ العقديَّ وانتكاس القلب وانحرافَ الخاطر، فيُؤتَى الحذِر مِن مأمنِه، فبينا هو في مقام الحبِّ لله تعالى إذا هو ينجرُّ إلى معانٍ باطلة ومقاماتٍ زائفةٍ، ومن هنا وقع الانحراف من كثيرٍ منَ السَّالكين دروبَ العبادة في المقامات التي يدَّعون، وفي مفهومها، وفي مدى موافقتها للنصوص الشرعية.

مفهوم العشق:

لم يختلِفِ المتصوّفَة عن غيرهم في تعريف العشق أنه فرطُ المحبَّة وأعلى مقاماتها، والعشق في المفهوم الصّوفيِّ أعمُّ من المحبة، فكلُّ عاشق محِبٌّ، وليس كلُّ محبٍّ عاشقًا، ولأنه متعلق بالوجدانيات يصعُب تعريفُه وإعطاؤه حدًّا جامعًا مانعًا؛ وذلك لتفاوت الشعور بين الناس، لكن جملة تعريفاتهم تصبُّ في معنى الفناء في الإله بالاتحاد معه بمعنى من المعاني، قال بعضهم: “العِشق شِدَّة الشَّوق إلى الاتِّحاد”، وقال بعضهم: “حدُّ العشق: امتزاج ظلِّ الجماعة بملوكيَّة الأوصال”، وقال بعضهم: “العشقُ: جنونٌ إلهيٌّ”([1]).

والمقصود بالجنون خروجُه بالعشق عن مقتضي تدبير النفس بالعقل على طريقة أهل الدنيا، بل تذوب في المعشوقِ ولا يهمُّها صلاح البدن.

مقام العشق وغايته:

إن مقام العشق عند المتصوِّفة هو أعلى المقامات وأفضلُها، وغايةُ ما ينتهي إليه العاشق الاطلاعُ على الغيوب والإخبارُ بها، لا عن طريق الحدس، بل عن طريق المشاهدة والمكاشفة؛ لأن الإنسان محجوب عن الغيب بالاشتغال بشغل الحواس في العالم السفليِّ، فالعاشق تتَّحد روحُه بالباري سبحانه، فلا يبصر الأشياءَ إلا عن طريقه، وهم يجوِّزون اتحاد النفسَين حتى لا يبقى فرق غير الجسم، وهذا كلام مصرَّف في كتبهم([2]).

وقد استفاض بعضهم في هذا المقام حتى رآه مسقِطًا للتكليف مبيحًا لكل ذنب؛ بحجَّة أنَّ المحبَّ لا يضره شيء.

إنكار السلف لهذا المعنى:

دلَّت نصوص القرآن والسنة على أن عبادةَ الله عز وجل قائمةٌ على ركنَيِ الرجاء والمحبة مع الخوف والتعظيم، فلا يستقيم الدين للمؤمن بالذَّوق والمحبة ما لم يجمع إليها شروط الشرع في العبادة؛ “ولذا قال بعض السلف: ‌من ‌عبد ‌الله ‌بالحب ‌وحده ‌فهو ‌زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحبّ والخوف والرجاء فهو مؤمن”. وقد جمع تعالى هذه المقامات الثلاث في قوله: {أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ} [الإسراء: 57]، فابتغاء الوسيلة هو محبَتُه الداعية إلى التقرب إليه، ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف، فهذه طريقة عباده وأوليائه.

وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد إلى استحلال المحرمات، ويقول: المحب لا يضره ذنب، وقد صنَّف بعضهم في ذلك مصنَّفًا وذكر فيه أثرًا مكذوبًا: «إذا أحبَّ الله العبد لم تضره الذنوب»، وهذا كذب قطعًا منافٍ للإسلام؛ فالذنوب تضرُّ بالذات لكل أحدٍ كضرر السم للبدن، ولو قُدِّر أن هذا الكلام صحَّ عن بعض الشيوخ -وأما عن رسول الله فمعاذ الله من ذلك- فله محمل، وهو أنه إذا أحبه لم يدعه حبُّه إيّاه إلى أن يصِرَّ على ذنب؛ لأن الإصرار على الذنب منافٍ لكونه محبًّا لله، وإذا لم يصرَّ على الذنب بل بادر إلى التوبة النصوح منه، فإنه يُمحَى أثره ولا يضرُّه الذنب، وكلما أذنب وتاب وأناب إلى الله زال عنه أثر الذنب وضررُه، فهذا المعنى صحيح.

والمقصود أنَّ تجريدَ الحبِّ والذكر عن الخوف يوقع في هذه المعاطب، فإذا اقترن بالخوف جمعه على الطريق وردَّه إليها كلَّما شرد، فكأن الخوف سوطٌ يضرب به مطيتَه؛ لئلا تخرج عن الدرب، والرجاءُ حادٍ يحدوها يطيِّب لها السير، والحبُّ قائدها وزمامها الذي يسوقها. فإذا لم يكن للمطية سوط ولا عصا تردُّها إذا حادت عن الطريق، وتُركت تركَب التَّعاسيفَ؛ خرَجت عن الطريق وضلَّت عنها، فما حفظت حدود الله ومحارمه”([3]).

هذا مع أنه لا مقام أعظم من قام العبودية لله سبحانه وتعالى، وذلك يتحقق بالإخلاص والإتيان بالشرائع على الوجه الذي شُرِعت عليه، أما مقام العِشق هذا فهو مدخولٌ، لا دليل عليه من الشرع، ولا شاهد له من الطبع، فحسب المرء في العبادة أن يرضى عنه الربُّ، ولا يضرُّه أن كوشف بشيء أم لم يكاشَف، فعلم الغيب لم يتعبَّدنا الله عز وجل به، ولا أمرنا بالسعي إليه، والاطِّلاع عليه بالرؤية الصالحة أو بالإلهام الذي لا يصادِم نصًّا ليس بعيدًا على أيّ مكلَّف، فهو حاصل لعامَّة الناس ولخاصَّتهم، والعبرة في صلاح الشخص بموافقته لظاهر الشرع، لا بإخباره بالمغيَّبات أو مشاهدته لها.

وحين ننظر إلى أوامر القرآن وتوجيهاته في العبودية لا نجد ذكرًا لهذا المقام، بل نجد أمرا بالطاعة والطمع فيما عند الله والخوف من عقابه، وذلك في أعلى مراتب العبادة وهي الدعاء، قال سبحانه: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين} [الأعراف: 56]، “فأمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقُّب وتخوُّف وتأميل لله عز وجل، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر، يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، قال الله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49، 50]، فرَجَّى وخوَّف، فيدعو الإنسانُ ربَّه خوفًا من عقابه وطمعا في ثوابه، قال الله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]”([4]).

ولهذا كانت محبة كثيرٍ من أهل التصوُّف محبَّةً عاطفيَّة، لا تختلف عن محبَّة المشركين؛ لأنها عاطِفَة وذوقٌ ووَجد، وليست إيمانًا، ولا اتِّباعًا، ولا طاعةً والتزامًا، فلم يستنكف أصحابها من تتفيهِ المعظَّم كالجنة والنار والثواب والعقاب، وطلبوا المحبَّة من طرقٍ لا توصِل إليها من جهة الشرع، وإنما توصل إليها من جهَة العاطفة والطَّبع، فأكثروا سماعَ الشعر والأغاني، واستجازوا ضربَ الدفوف وسماع المغنِّيات، وظنّوا أنَّ هذا محركٌ للمحبَّة مهيِّجٌ لها، فغضُّوا الطرف عن كل ما يصاحِبُه من مخالفةٍ ما دام يحرك القلوب، ثم اخترعوا مقامَ العشق، وتكلَّموا فيه بغير لسان الشرع، وادَّعوا اتِّحاد الأرواح بالباري، وطلبوا علمَ الغيب، ولم يطلبوا موافقةَ الشرع، واستجازوا بأذواقهم وإلهامهم مخالفةَ ظاهر الشرع، وتخصيص عمومه بخواطر الأولياء وكشوفاتهم، وقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين خلَّص المحبة الشرعيةَ من الحمولة الثقافية التي شحَنها بها المتصوفة، وفي ذلك يقول: “‌وهؤلاء ‌يدَّعون ‌محبةَ ‌الله ‌في ‌الابتداء، ويعظمون أمر محبته، ويستحبّون السماع بالغناء والدفوف والشبابات، ويرونه قربة; لأن ذلك بزعمهم يحرك محبة الله في قلوبهم، وإذا حُقِّق أمرهم وُجِدت محبَّتُهم تشبه محبة المشركين لا محبَّة الموحدين، فإن محبة الموحدين بمتابعة الرسول والمجاهدة في سبيل الله، قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آلِ عِمْرَانَ: ٣١]، وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التَّوْبَةِ: ٢٤]، وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [الْمَائِدَةِ: ٥٤].

وهؤلاء لا يحقِّقون متابعةَ الرسول، ولا الجهاد في سبيل الله، بل كثير منهم -أو أكثرهم- يكرهون متابعةَ الرسول، وهم من أبعد الناس عن الجهاد في سبيل الله، بل يعاونون أعداءه ويدَّعون محبته; لأن محبتهم من جنس محبة المشركين الذين قال الله فيهم: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الْأَنْفَالِ: ٣٥]؛ ولهذا يحبون سماع القصائد أعظم مما يحبون سماع القرآن، ويجتهدون في دعاء مشايخهم، والاستغاثة بهم عند قبورهم، وفي حياتهم في مغيبهم، أعظم مما يجتهدون في دعاء الله والاستغاثة به في المساجد والبيوت”([5]).

والعشق المذكور عند القوم ليس مقامًا من مقامات العبودية، ولا هو غايةٌ ولا وسيلة، فحسبُ المؤمن تحقيقُ المحبة بمعناها الشرعي الذي هو الرضا بشرع الله وبربوبيته وعبادته على الوجه اللائق به شرعًا، مع تمام الخوف وكمال الرجاء وصدق المحبة، ولا يضرُّه أن لم يرَ مكاشفةً أو لم يطَّلع على مغيَّب، أما الاتحاد -سواء كان روحيًّا أو جسمانيًّا- فإنَّ ادعاءه في حق الباري ذنب عظيمٌ، فاعتقاد أهل القبلة هو مباينة الخالق سبحانه وتعالى لخلقه، وغناه عنهم، وكمال قيُّوميَّته سبحانه، والكرامات التي لم يكن للأنبياء منها حظٌّ فإنها دعاوى عريَّة عن الحقّ، فلا سبيل لانكشاف المغيَّب للمكلف إلا بما شهد به الشرع.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: مشارق أنوار القلوب لعبد العزيز الدباغ (ص: 96).

([2]) ينظر: المرجع السابق (ص: 99)، وفصوص الحكم لابن عربي (ص: 140).

([3]) بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 852).

([4]) تفسير القرطبي (7/ 227).

([5]) منهاج السنة (5/ 329).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي

‏‏للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي([1]) اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور علي بن محمد بن ناصر آل حامض الفقيهي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدا بقرية المنجارة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، إحدى محافظات منطقة جيزان، عام 1354هـ. نشأته العلمية: نشأ الشيخ في مدينة جيزان […]

مناقشة دعوَى أنّ مشركِي العرب جحدوا الربوبية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اعتَمَد بعضُ الأشاعرةِ في العصور الحديثةِ على مخالفة البدهيات الشرعية، وتوصَّلوا إلى نتائج لم يقل بها سلفُهم من علماء الأشعرية؛ وذلك لأنهم لما نظروا في أدلة ابن تيمية ومنطلقاته الفكرية وعرفوا قوتها وصلابتها، وأن طرد هذه الأصول والتزامَها تهدم ما لديهم من بدعٍ، لم يكن هناك بُدّ من […]

حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية في الإسلام

  إنَّ حريةَ الاعتقاد في الإسلام تميَّزت بتفاصيل كثيرة واضحة، وهي تعني أن كلَّ شخص حرّ في اختيار ما يؤمن به وما يدين به، ولا يجب على أحدٍ أن يُكرهَه على اعتقاده، كما تعني الاحترامَ لحرية الآخرين في اختياراتهم الدينية والمعتقدات الشخصية. موقفُ الإسلام من الحرية الدينية: الأصلُ عدمُ الإجبار على الإسلام، ولا يُكره أحد […]

دفع إشكال في مذهب الحنابلة في مسألة حَلِّ السِّحر بالسحر

  في هذا العصر -عصر التقدم المادي- تزداد ظاهرة السحر نفوذًا وانتشارًا، فأكثر شعوب العالم تقدّمًا مادّيًّا -كأمريكا وفرنسا وألمانيا- تجري فيها طقوس السحر على نطاق واسع وبطرق متنوعة، بل إن السحر قد واكب هذا التطور المادي، فأقيمت الجمعيات والمعاهد لتعليم السحر سواء عن طريق الانتظام أو الانتساب، كما نظمت المؤتمرات والندوات في هذا المجال. […]

الفكر الغنوصي في “إحياء علوم الدين” لأبي حامد الغزالي وموقف فقهاء ومتصوفة الغرب الإسلامي منه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم لا تخفى المكانة التي حظي بها كتاب إحياء علوم الدين عند المتصوفة في المغرب والأندلس، فكتب التراجم والمناقب المتصوفة المغربية المشهورة، شاهدة على حضور معرفي مؤثر ظاهر لهذا الكتاب في تشكيل العقل المتصوف وتوجيه ممارسته، وأول ما يثير الانتباه فيه، هو التأكيد على الأثر المشرقي […]

لماذا أحرق أبو بكر وعمر الأحاديث؟

تمهيد: يلتفُّ بعض فرق المبتدعة حول الحداثيين والعلمانيين، ويلتفُّ العلمانيون ومن نحى نحوهم حول هذه الفرق، ويتقاطع معهم منكرو السنَّة ليجتمعوا كلّهم ضدَّ منهج أهل السنة والجماعة في تثبيت حجية السنة والأخذ بها والعمل بها والذبِّ عنها. وبالرغم من أنّ دوافع هذه الفرق والطوائف قد تختلف، إلا أنها تأخذ من بعضها البعض حتى يطعنوا في […]

هل كان ابن فيروز وغيره أعلم من ابن عبد الوهاب بمنهج ابن تيمية؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يعتمد المخالفون على أن مناوئي الدعوة -من الحنابلة- كانوا معظِّمين لابن تيمية وابن القيم، بل وينتسبون إليهم أيضًا؛ كابن فيروز وابن داود وابن جرجيس، ويعتبرون ذلك دليلًا كافيًا على كونهم على مذهب ابن تيمية، وعلى كون الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعيدًا عن منهج الشيخين ابن تيمية وابن القيم. […]

ترجمة الشَّيخ د. عمر حسن فلاته (محدث الحرمين الشريفين وأول من نال شهادة الماجستير في المملكة العربية السعودية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. عمر حسن فلاته([1]) محدث الحرمين الشريفين وأول من نال شهادة الماجستير في المملكة العربية السعودية   اسمه ونسبه: هو محدث الحرمين الشريفين الشَّيخ الدكتور أبو ميْسُون عُمر بن حسن بن عثمان بن محمد الفُلَّاني المدني المالكي، المعروف بـ(عمر حسن فلاته)([2]). مولده: ولد الشَّيخ في المدينة المنورة […]

ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده.  وبعد: فهذه ترجمة للشيخ محمد بن عبد الوهاب أخذتها من كتاب زعماء الإصلاح للكاتب والأديب المصري الراحل أحمد أمين، وقد ضمنتها بعض التعاليق التي تبين الوجهة الصحيحة من الشيخ وما في زمانه من أحداث، وتتميز […]

أسانيد الأمة عن الأشاعرة ووجود فجوة بين ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب (دعوى ونقاش)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الدعاوى التي يروّجها كثيرٌ من الأشاعرة المعاصرين القولُ بأن أسانيد علوم الإسلام نُقلت من خلالهم، مثل علوم القرآن وعلوم الحديث وعلوم التفسير والأصول، فنقَلَةُ الدين في العصور المتأخرة من الأشاعرة، أو على الأقل من المتأثرين بهم، وحتى فقهاء الحنابلة لم يسلَموا من تقريرات الأشاعرة في كتبهم. ثم […]

فتوى الشيخ عبد الرحمن بن عبدِ الله السُّويدِي (1134- 1200هـ) في فَعاليَّات الدَّرْوَشة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله. هذه فتوى لأحدِ علماءِ العراق في القرن الثاني عشر الهجري -وهو الشيخ عبد الرحمن السويدي الشافعي ت 1200هـ- في الأعمال التي يقوم بها المتصوّفة من أكل الحيات ودخول النيران، وضرب الصدور بالحراب وغير ذلك. وقد اشتهرت هذه الأعمالُ عن أتباع الطريقة الرفاعية منذ دخول التتار إلى بغداد […]

إيضاح ما أَشكَل في قصة موسى عليه السلام وملك الموت

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: إن حديثَ لطم موسى عليه السلام لملك الموت من الأحاديث التي طعَن فيها المبتدعةُ منذ وقتٍ مبكِّرٍ، وتصدَّى العلماءُ للردِّ عليهم في شُبهاتهم. وقد صرّح الإمامُ أحمد رحمه الله لما سئل عن هذا الحديث بأنه: (لا يدَعُهُ إلا ‌مُبتَدِع أو ضعيف الرأي)([1])؛ ولذلك ذكر الأئمة الإيمان بهذا الحديث […]

التداخل العقدي بين الطوائف المنحرفة – الشيعة والصوفية أنموذجًا –

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة أولًا: المد الشيعي في بلاد أهل السنة: من أخطر الفتن التي ابتُليت بها هذه الأمة: فتنةُ الشيعة الرافضة، الذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفي صدورهم أكبر، الذين يشهد التاريخ قديمًا وحديثًا بفسادهم وزيغهم وضلالهم، الذين ما سنحت لهم فرصة إلا وكانت أسلحتهم موجَّهة إلى أجساد أهل السنة، يستحلّون […]

الحجاب.. شبهات علمانية، عرض ونقاش

  الهجوم على الحجاب قديم متجدِّد، ولا يفتأ العلمانيون والليبراليون من شحذ أقلامهم دائما في الصحف والمواقع والمنتديات الثقافية للكتابة عن الحجاب وحوله، سالبين بذلك حتى أبسط الحقوق التي ينادون بها، وهي الحرية. فالمسلمة التي تلتزم بحجابها دائما عندهم في موطن الرَّيب، أو أنها مضطهَدة، مسلوبة الحقوق والإرادة، ولا يرون تقدُّما علميًّا أو فكريًّا أو […]

الدِّيوان الصوفي.. نظريةٌ بدعيةٌ وخرافةٌ صوفيةٌ

ما الديوان الصوفي؟ يصوِّر الفكر الصوفي أن لهم مجلسًا يطلَق عليه اسم: (الديوان الصوفي)، وهذا المجلس النيابي تمثَّل فيه أقطار الدنيا من النخبِ الممتازة من الصوفية، وهو حكومةٌ باطنيةٌ خفيَّة يرونَ أن عليها يتوقَّفُ نظام العالم، ويتخيَّلون انعقاده في غار حراء خارج مكة، وفي أماكن أخرى أحيانًا؛ ليدير العالم من خلال قراراته، ويجتمع فيه سائر […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017