السبت - 24 جمادى الأول 1447 هـ - 15 نوفمبر 2025 م

العِشق الإلهيُّ بين مِطرقَة النصِّ وسِندان الدعوى

A A

السَّيرُ في أفلاك العبوديَّة يُلزِم صاحبَه ركوبَ الصعب والذَّلول؛ ليسبقَ الكائنات إلى مقاماتِ العبودية الطَّوعيَّة، وهذا فضل عظيمٌ لمن وُفِّق إليه، لكن صاحب قَسَم “لأحتَنِكَنَّ ذرِّيَّتَه” ليس غافلا عن هؤلاء السائرين، بل هو لهم بالمرصاد، وعند كلِّ منعرجٍ من طريقهم يجدونه أمامهم، قال الله تعالى حكايةً عنه: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيم} [الأعراف: 16].

وأخطر حالات التَّعرُّض تلك التي تقع للمكلَّف هي حين يحاول الترقِّي في مدراج العبودية، فيبعُد من التراب ويقرُب من السماء، والسقوط حينذاك يعني الموتَ العقديَّ وانتكاس القلب وانحرافَ الخاطر، فيُؤتَى الحذِر مِن مأمنِه، فبينا هو في مقام الحبِّ لله تعالى إذا هو ينجرُّ إلى معانٍ باطلة ومقاماتٍ زائفةٍ، ومن هنا وقع الانحراف من كثيرٍ منَ السَّالكين دروبَ العبادة في المقامات التي يدَّعون، وفي مفهومها، وفي مدى موافقتها للنصوص الشرعية.

مفهوم العشق:

لم يختلِفِ المتصوّفَة عن غيرهم في تعريف العشق أنه فرطُ المحبَّة وأعلى مقاماتها، والعشق في المفهوم الصّوفيِّ أعمُّ من المحبة، فكلُّ عاشق محِبٌّ، وليس كلُّ محبٍّ عاشقًا، ولأنه متعلق بالوجدانيات يصعُب تعريفُه وإعطاؤه حدًّا جامعًا مانعًا؛ وذلك لتفاوت الشعور بين الناس، لكن جملة تعريفاتهم تصبُّ في معنى الفناء في الإله بالاتحاد معه بمعنى من المعاني، قال بعضهم: “العِشق شِدَّة الشَّوق إلى الاتِّحاد”، وقال بعضهم: “حدُّ العشق: امتزاج ظلِّ الجماعة بملوكيَّة الأوصال”، وقال بعضهم: “العشقُ: جنونٌ إلهيٌّ”([1]).

والمقصود بالجنون خروجُه بالعشق عن مقتضي تدبير النفس بالعقل على طريقة أهل الدنيا، بل تذوب في المعشوقِ ولا يهمُّها صلاح البدن.

مقام العشق وغايته:

إن مقام العشق عند المتصوِّفة هو أعلى المقامات وأفضلُها، وغايةُ ما ينتهي إليه العاشق الاطلاعُ على الغيوب والإخبارُ بها، لا عن طريق الحدس، بل عن طريق المشاهدة والمكاشفة؛ لأن الإنسان محجوب عن الغيب بالاشتغال بشغل الحواس في العالم السفليِّ، فالعاشق تتَّحد روحُه بالباري سبحانه، فلا يبصر الأشياءَ إلا عن طريقه، وهم يجوِّزون اتحاد النفسَين حتى لا يبقى فرق غير الجسم، وهذا كلام مصرَّف في كتبهم([2]).

وقد استفاض بعضهم في هذا المقام حتى رآه مسقِطًا للتكليف مبيحًا لكل ذنب؛ بحجَّة أنَّ المحبَّ لا يضره شيء.

إنكار السلف لهذا المعنى:

دلَّت نصوص القرآن والسنة على أن عبادةَ الله عز وجل قائمةٌ على ركنَيِ الرجاء والمحبة مع الخوف والتعظيم، فلا يستقيم الدين للمؤمن بالذَّوق والمحبة ما لم يجمع إليها شروط الشرع في العبادة؛ “ولذا قال بعض السلف: ‌من ‌عبد ‌الله ‌بالحب ‌وحده ‌فهو ‌زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحبّ والخوف والرجاء فهو مؤمن”. وقد جمع تعالى هذه المقامات الثلاث في قوله: {أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ} [الإسراء: 57]، فابتغاء الوسيلة هو محبَتُه الداعية إلى التقرب إليه، ثم ذكر بعدها الرجاء والخوف، فهذه طريقة عباده وأوليائه.

وربما آل الأمر بمن عبده بالحب المجرد إلى استحلال المحرمات، ويقول: المحب لا يضره ذنب، وقد صنَّف بعضهم في ذلك مصنَّفًا وذكر فيه أثرًا مكذوبًا: «إذا أحبَّ الله العبد لم تضره الذنوب»، وهذا كذب قطعًا منافٍ للإسلام؛ فالذنوب تضرُّ بالذات لكل أحدٍ كضرر السم للبدن، ولو قُدِّر أن هذا الكلام صحَّ عن بعض الشيوخ -وأما عن رسول الله فمعاذ الله من ذلك- فله محمل، وهو أنه إذا أحبه لم يدعه حبُّه إيّاه إلى أن يصِرَّ على ذنب؛ لأن الإصرار على الذنب منافٍ لكونه محبًّا لله، وإذا لم يصرَّ على الذنب بل بادر إلى التوبة النصوح منه، فإنه يُمحَى أثره ولا يضرُّه الذنب، وكلما أذنب وتاب وأناب إلى الله زال عنه أثر الذنب وضررُه، فهذا المعنى صحيح.

والمقصود أنَّ تجريدَ الحبِّ والذكر عن الخوف يوقع في هذه المعاطب، فإذا اقترن بالخوف جمعه على الطريق وردَّه إليها كلَّما شرد، فكأن الخوف سوطٌ يضرب به مطيتَه؛ لئلا تخرج عن الدرب، والرجاءُ حادٍ يحدوها يطيِّب لها السير، والحبُّ قائدها وزمامها الذي يسوقها. فإذا لم يكن للمطية سوط ولا عصا تردُّها إذا حادت عن الطريق، وتُركت تركَب التَّعاسيفَ؛ خرَجت عن الطريق وضلَّت عنها، فما حفظت حدود الله ومحارمه”([3]).

هذا مع أنه لا مقام أعظم من قام العبودية لله سبحانه وتعالى، وذلك يتحقق بالإخلاص والإتيان بالشرائع على الوجه الذي شُرِعت عليه، أما مقام العِشق هذا فهو مدخولٌ، لا دليل عليه من الشرع، ولا شاهد له من الطبع، فحسب المرء في العبادة أن يرضى عنه الربُّ، ولا يضرُّه أن كوشف بشيء أم لم يكاشَف، فعلم الغيب لم يتعبَّدنا الله عز وجل به، ولا أمرنا بالسعي إليه، والاطِّلاع عليه بالرؤية الصالحة أو بالإلهام الذي لا يصادِم نصًّا ليس بعيدًا على أيّ مكلَّف، فهو حاصل لعامَّة الناس ولخاصَّتهم، والعبرة في صلاح الشخص بموافقته لظاهر الشرع، لا بإخباره بالمغيَّبات أو مشاهدته لها.

وحين ننظر إلى أوامر القرآن وتوجيهاته في العبودية لا نجد ذكرًا لهذا المقام، بل نجد أمرا بالطاعة والطمع فيما عند الله والخوف من عقابه، وذلك في أعلى مراتب العبادة وهي الدعاء، قال سبحانه: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين} [الأعراف: 56]، “فأمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقُّب وتخوُّف وتأميل لله عز وجل، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر، يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، قال الله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49، 50]، فرَجَّى وخوَّف، فيدعو الإنسانُ ربَّه خوفًا من عقابه وطمعا في ثوابه، قال الله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]”([4]).

ولهذا كانت محبة كثيرٍ من أهل التصوُّف محبَّةً عاطفيَّة، لا تختلف عن محبَّة المشركين؛ لأنها عاطِفَة وذوقٌ ووَجد، وليست إيمانًا، ولا اتِّباعًا، ولا طاعةً والتزامًا، فلم يستنكف أصحابها من تتفيهِ المعظَّم كالجنة والنار والثواب والعقاب، وطلبوا المحبَّة من طرقٍ لا توصِل إليها من جهة الشرع، وإنما توصل إليها من جهَة العاطفة والطَّبع، فأكثروا سماعَ الشعر والأغاني، واستجازوا ضربَ الدفوف وسماع المغنِّيات، وظنّوا أنَّ هذا محركٌ للمحبَّة مهيِّجٌ لها، فغضُّوا الطرف عن كل ما يصاحِبُه من مخالفةٍ ما دام يحرك القلوب، ثم اخترعوا مقامَ العشق، وتكلَّموا فيه بغير لسان الشرع، وادَّعوا اتِّحاد الأرواح بالباري، وطلبوا علمَ الغيب، ولم يطلبوا موافقةَ الشرع، واستجازوا بأذواقهم وإلهامهم مخالفةَ ظاهر الشرع، وتخصيص عمومه بخواطر الأولياء وكشوفاتهم، وقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين خلَّص المحبة الشرعيةَ من الحمولة الثقافية التي شحَنها بها المتصوفة، وفي ذلك يقول: “‌وهؤلاء ‌يدَّعون ‌محبةَ ‌الله ‌في ‌الابتداء، ويعظمون أمر محبته، ويستحبّون السماع بالغناء والدفوف والشبابات، ويرونه قربة; لأن ذلك بزعمهم يحرك محبة الله في قلوبهم، وإذا حُقِّق أمرهم وُجِدت محبَّتُهم تشبه محبة المشركين لا محبَّة الموحدين، فإن محبة الموحدين بمتابعة الرسول والمجاهدة في سبيل الله، قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آلِ عِمْرَانَ: ٣١]، وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التَّوْبَةِ: ٢٤]، وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [الْمَائِدَةِ: ٥٤].

وهؤلاء لا يحقِّقون متابعةَ الرسول، ولا الجهاد في سبيل الله، بل كثير منهم -أو أكثرهم- يكرهون متابعةَ الرسول، وهم من أبعد الناس عن الجهاد في سبيل الله، بل يعاونون أعداءه ويدَّعون محبته; لأن محبتهم من جنس محبة المشركين الذين قال الله فيهم: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الْأَنْفَالِ: ٣٥]؛ ولهذا يحبون سماع القصائد أعظم مما يحبون سماع القرآن، ويجتهدون في دعاء مشايخهم، والاستغاثة بهم عند قبورهم، وفي حياتهم في مغيبهم، أعظم مما يجتهدون في دعاء الله والاستغاثة به في المساجد والبيوت”([5]).

والعشق المذكور عند القوم ليس مقامًا من مقامات العبودية، ولا هو غايةٌ ولا وسيلة، فحسبُ المؤمن تحقيقُ المحبة بمعناها الشرعي الذي هو الرضا بشرع الله وبربوبيته وعبادته على الوجه اللائق به شرعًا، مع تمام الخوف وكمال الرجاء وصدق المحبة، ولا يضرُّه أن لم يرَ مكاشفةً أو لم يطَّلع على مغيَّب، أما الاتحاد -سواء كان روحيًّا أو جسمانيًّا- فإنَّ ادعاءه في حق الباري ذنب عظيمٌ، فاعتقاد أهل القبلة هو مباينة الخالق سبحانه وتعالى لخلقه، وغناه عنهم، وكمال قيُّوميَّته سبحانه، والكرامات التي لم يكن للأنبياء منها حظٌّ فإنها دعاوى عريَّة عن الحقّ، فلا سبيل لانكشاف المغيَّب للمكلف إلا بما شهد به الشرع.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: مشارق أنوار القلوب لعبد العزيز الدباغ (ص: 96).

([2]) ينظر: المرجع السابق (ص: 99)، وفصوص الحكم لابن عربي (ص: 140).

([3]) بدائع الفوائد لابن القيم (3/ 852).

([4]) تفسير القرطبي (7/ 227).

([5]) منهاج السنة (5/ 329).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017