الخميس - 19 جمادى الأول 1446 هـ - 21 نوفمبر 2024 م

هل خالفت السلفية منهج الإسلام فيما تدعو إليه؟ -الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نموذجًا-

A A

تزدحم الأصوات في أذنيك حين تستمع لنقد السلفية، وتختلف الآراء أمام ناظريك إذا أنت تدبَّرت حال السلفية، فإذا أردت الاستماعَ بتأنٍّ للأصوات المعادِيَة للسلفية فعوِّد أُذُنيك على قبول الشيء ونقيضِه، واجعَل في عقلك مجالًا لجميع المستحيلات عقلًا وشرعًا وعادةً، فأنت أمام نقد يصدر من أصحابه قبلَ التفكير، والقَلَمُ فيه يسبق الكَلِمة، وسبقُ اللسان فيه هو مثل البيِّنة، فقل ما شئت في السلفية ذمًّا، واحتكم إلى من شئت فأنت الماحِل المصدَّق، ذلك هو واقع نقد السلفية وطبيعةُ كثير مما يوجَّه إليها.

إنَّ منتقدي السَّلفية لن يقبلوك -أيها المفكِّر- في صفوفهم حتى تكفُر بالموضعية وترفع شعارَ “آمنتُ بما أُنزل من كتابٍ في نقد السلفية كتَبَه مستشرق أو مسلم”، فالكل حقٌّ وصِدق ما دام يذمُّ السلفية.

والحُسنُ والقبح عندهم يُعرفان بموقف السلفية من الأشياء، فما مدحته فهو مذموم، وما ذمَّته فهو ممدوح؛ ولذلك لا تستغرب أن يُعمَد إلى شعيرة من شعائر الإسلام كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لكل ذي قربى ومسلم، فتُجعَل شعارًا لمخالفة الدين وتبنِّي الباطل والإنكار بغير حق.

وجهة نظر مخالفي السلفية:

يرى مخالفو السلفية أن توسع السلفيين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أدى إلى إثارة المسائل الخلافية، وتفريق الأمة، مع أن المطلوب هو جمع الكلمة وتوحيد الصف.

هذه العبارة الجميلة الوديعة المقبولة المألوفة هي التي يتكلم بها مخالفو السلفية، فأين الخلل؟

وللجواب على هذا السؤال لا بد أن نقرر قضية موضوعية، وهي أنه لا يمكن الدفاع عن تصرفات الأفراد ولا سلوكهم أثناء ممارسة ما يظنونه واجبًا شرعيًّا؛ لأن الخلل أثناء الممارسة وارد، ولا يمكن دفعه عن بعض من رفع شعار السلفية؛ لأن دفعه عن الجميع يعني دعوى العصمة لهم، وهو أمر يتناقض مع طلب الحق، لكن المتأمل قد يرتاب حين تجتمع طوائف مختلفة، بل وأديان مختلفة، تريد أن تجمع كلمتها وتدَّعي على غيرها أنه يفرقها، فالسؤال المطروح: ما نقاط الاتفاق بين هؤلاء؟ وما نقاط الخلاف؟

تناقض داخلي:

تصوَّر أن يجتمع عقلاني مزدر للنصوص الغيبية مع صوفي غال في أمور الغيب إلى حد الخرافة، ويضاف إليهم أشعري متكلم، مع شيعي اثني عشري يكفر الصحابة، وإباضي خارجي، ثم يقول كل هؤلاء: السلفية فرَّقتنا، وبِدَعوَتها شتَّتتْنا، وبتقريرها العقدي كفَّرتنا، وهي بهذا تخالف تعاليم الإسلام.

لا شك أن اجتماع هؤلاء على اختلاف أطيافهم ومع تمسك كل واحد منهم بما هو عليه واكتفائه بالتعبير الأدبي عن احترام الآخرين لا يكفي في إذابة الفوارق بينهم، فكيف بها مع غيرهم!

ولتصور الأمر تصورًا صحيحًا لا بد من تقرير أمر في غاية الموضوعية، وهو أن الشريعة لم تأمر بالاجتماع لذاته، وإنما أمرت به على الشرع وعلى الحق، وهنا تنقلب الدعوى رأسا على عقب، فغير السلفية يريد أن يجمع الناس على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم على هدف دنيويّ مع تمسُّك كلٍّ بما هو عليه، بينما يأتي السلفيون ليبينوا أن الاجتماع لا يكون شرعيًّا إلا إذا كان على شيء يقرُّه الشرع، وجلُّ ما تنقمه السلفية على مخالفيها هو مخالفة الشرع في أبواب لا تتحمَّل الخلاف؛ إما في الموقف من فضلاء المؤمنين كالصحابة، أو الموقف من الوحي المنزل وإلزاميته في الواقع، أو الموقف من الأخبار الشرعية، وهنا يكون من تمام الموضوعية أن تناقش علاقة المسلمين ببعضهم هل تنافي تبيين الشرع كما هو؟

عرض الدعوى على الشرع:

وعند عرض هذه القضية على الوحي نجد أوضح صفة لأهل الإيمان في القرآن هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بينهم، قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر: 3]، وقال سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم} [التوبة: 71].

ووصف الله عز وجل أهل الكتاب بأن من خصائصهم الدنيئة تركَ هذه الشعيرة، قال تعالى: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون} [المائدة: 79].

سؤال وجواب:

ويبقى السؤال: هل في عقائد مخالفي السلفية ما ينكر؟

الجواب: نعم، ففي مخالفي السلفية من يكفر الصحابة، ويزدري الوحي، وفيهم من يعظم المخلوق تعظيما لا يليق إلا بالله، وكل هذا مما يجب إنكاره ورده، وبيان بطلانه، وجواب كل شبهة تثار فيه، وهو من صيانة حرمات الشرع والقيام بأمر الله، وهذا الاختلاف الواقع في مثل هذه المسائل هو من الافتراق الذي نهى الله عز وجل عنه وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُون} [الأنعام: 159]، قال الطبري: “والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه بريء ممن فارق دينه الحق وفرقه، وكانوا فرقًا فيه وأحزابًا شيعًا، وأنه ليس منهم، ولا هم منه؛ لأن دينه الذي بعثه الله به هو الإسلام، دين إبراهيم الحنيفية، كما قال له ربه وأمره أن يقول: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: ١٦١]. فكان من فارق دينه الذي بعث به صلى الله عليه وسلم من مشرك ووثنيّ يهودي ونصرانيّ ومتحنِّف مبتدعًا، قد ابتدع في الدين ما ضلّ به عن الصراط المستقيم والدين القيم ملة إبراهيم المسلم، فهو بريء من محمد صلى الله عليه وسلم، ومحمد منه بريء، وهو داخل في عموم قوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}”([1]).

وقال سبحانه: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى: 13].

فمن اعتقد خلاف ما اعتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا إليه فقد فرق الأمة، فوجب ردُّه إلى الجماعة الأولى وهم الصحابة، وحمله على ذلك، لا إقراره على معتقده الباطل والاعتراف به داخل الصف الإسلامي، فهو إن كان من أهل الملة عموما فهو مفارق لها في تلك الخصلة التي خالف فيها الاعتقاد وتواطأ فيها مع هواه، وقد نبه الشاطبي على هذا المعنى في اختلاف الفرق، فقد ذكر عدة احتمالات في معنى الفرقة ومفارقة الدين، وخلص منها إلى قوله: “وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة، لا في جزئي من الجزئيات، إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعا، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية؛ لأن الكليات تقتضي عددا من الجزئيات غير قليل، وشاذها في الغالب أن لا يختص بمحل دون محل ولا بباب دون باب. واعتبر ذلك بمسألة التحسين العقلي، فإن المخالفة فيها أنشأت بين المخالفين خلافا في فروع لا تنحصر، ما بين فروع عقائد وفروع أعمال. ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات، فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة، كما تصير القاعدة الكلية معارضة أيضا، وأما الجزئي فبخلاف ذلك، بل يُعَد وقوع ذلك من المبتدع له كالزلة والفلتة”([2]).

خاتمة:

فحاصل الأمر أن نقاش الفرق والإنكار عليها مطروق في نصوص الشرع، متكلم فيه عند العلماء، وتبقى مسألة ثانوية وهي تقدير المصالح والمفاسد عند ازدحامها، وترتيبها فيما بينها بحسب ما يقتضيه الشرع، فهذا أمر لا عصمة فيه من الخطأ في التقدير؛ بدليل أن المنكرين على السلفية يعقدون المؤتمرات تلو المؤتمرات في الإنكار على السلفية، وأنها منشغلة بتفريق الأمة عن اليهود والنصارى، والمنكرون واقعون جزما فيما يدَّعون على السلفية؛ بدليل أن إنكارهم على السلفية يقع في وقت يهاجمها فيه جل العالم يهودا ونصارى وملحدين، وتأتي هذه المؤتمرات في نفس الظرف وفي نفس الوقت الذي تُحتَلّ فيه بغداد والقدس، فلا مشاكل المسلمين ولا جراحاتهم ألهت خصوم السلفية عن نقدها.

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير الطبري (12/ 271).

([2]) الاعتصام (2/ 713).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017