الجمعة - 17 شوّال 1445 هـ - 26 ابريل 2024 م

هل خالفت السلفية منهج الإسلام فيما تدعو إليه؟ -الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نموذجًا-

A A

تزدحم الأصوات في أذنيك حين تستمع لنقد السلفية، وتختلف الآراء أمام ناظريك إذا أنت تدبَّرت حال السلفية، فإذا أردت الاستماعَ بتأنٍّ للأصوات المعادِيَة للسلفية فعوِّد أُذُنيك على قبول الشيء ونقيضِه، واجعَل في عقلك مجالًا لجميع المستحيلات عقلًا وشرعًا وعادةً، فأنت أمام نقد يصدر من أصحابه قبلَ التفكير، والقَلَمُ فيه يسبق الكَلِمة، وسبقُ اللسان فيه هو مثل البيِّنة، فقل ما شئت في السلفية ذمًّا، واحتكم إلى من شئت فأنت الماحِل المصدَّق، ذلك هو واقع نقد السلفية وطبيعةُ كثير مما يوجَّه إليها.

إنَّ منتقدي السَّلفية لن يقبلوك -أيها المفكِّر- في صفوفهم حتى تكفُر بالموضعية وترفع شعارَ “آمنتُ بما أُنزل من كتابٍ في نقد السلفية كتَبَه مستشرق أو مسلم”، فالكل حقٌّ وصِدق ما دام يذمُّ السلفية.

والحُسنُ والقبح عندهم يُعرفان بموقف السلفية من الأشياء، فما مدحته فهو مذموم، وما ذمَّته فهو ممدوح؛ ولذلك لا تستغرب أن يُعمَد إلى شعيرة من شعائر الإسلام كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لكل ذي قربى ومسلم، فتُجعَل شعارًا لمخالفة الدين وتبنِّي الباطل والإنكار بغير حق.

وجهة نظر مخالفي السلفية:

يرى مخالفو السلفية أن توسع السلفيين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أدى إلى إثارة المسائل الخلافية، وتفريق الأمة، مع أن المطلوب هو جمع الكلمة وتوحيد الصف.

هذه العبارة الجميلة الوديعة المقبولة المألوفة هي التي يتكلم بها مخالفو السلفية، فأين الخلل؟

وللجواب على هذا السؤال لا بد أن نقرر قضية موضوعية، وهي أنه لا يمكن الدفاع عن تصرفات الأفراد ولا سلوكهم أثناء ممارسة ما يظنونه واجبًا شرعيًّا؛ لأن الخلل أثناء الممارسة وارد، ولا يمكن دفعه عن بعض من رفع شعار السلفية؛ لأن دفعه عن الجميع يعني دعوى العصمة لهم، وهو أمر يتناقض مع طلب الحق، لكن المتأمل قد يرتاب حين تجتمع طوائف مختلفة، بل وأديان مختلفة، تريد أن تجمع كلمتها وتدَّعي على غيرها أنه يفرقها، فالسؤال المطروح: ما نقاط الاتفاق بين هؤلاء؟ وما نقاط الخلاف؟

تناقض داخلي:

تصوَّر أن يجتمع عقلاني مزدر للنصوص الغيبية مع صوفي غال في أمور الغيب إلى حد الخرافة، ويضاف إليهم أشعري متكلم، مع شيعي اثني عشري يكفر الصحابة، وإباضي خارجي، ثم يقول كل هؤلاء: السلفية فرَّقتنا، وبِدَعوَتها شتَّتتْنا، وبتقريرها العقدي كفَّرتنا، وهي بهذا تخالف تعاليم الإسلام.

لا شك أن اجتماع هؤلاء على اختلاف أطيافهم ومع تمسك كل واحد منهم بما هو عليه واكتفائه بالتعبير الأدبي عن احترام الآخرين لا يكفي في إذابة الفوارق بينهم، فكيف بها مع غيرهم!

ولتصور الأمر تصورًا صحيحًا لا بد من تقرير أمر في غاية الموضوعية، وهو أن الشريعة لم تأمر بالاجتماع لذاته، وإنما أمرت به على الشرع وعلى الحق، وهنا تنقلب الدعوى رأسا على عقب، فغير السلفية يريد أن يجمع الناس على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم على هدف دنيويّ مع تمسُّك كلٍّ بما هو عليه، بينما يأتي السلفيون ليبينوا أن الاجتماع لا يكون شرعيًّا إلا إذا كان على شيء يقرُّه الشرع، وجلُّ ما تنقمه السلفية على مخالفيها هو مخالفة الشرع في أبواب لا تتحمَّل الخلاف؛ إما في الموقف من فضلاء المؤمنين كالصحابة، أو الموقف من الوحي المنزل وإلزاميته في الواقع، أو الموقف من الأخبار الشرعية، وهنا يكون من تمام الموضوعية أن تناقش علاقة المسلمين ببعضهم هل تنافي تبيين الشرع كما هو؟

عرض الدعوى على الشرع:

وعند عرض هذه القضية على الوحي نجد أوضح صفة لأهل الإيمان في القرآن هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بينهم، قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر: 3]، وقال سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم} [التوبة: 71].

ووصف الله عز وجل أهل الكتاب بأن من خصائصهم الدنيئة تركَ هذه الشعيرة، قال تعالى: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون} [المائدة: 79].

سؤال وجواب:

ويبقى السؤال: هل في عقائد مخالفي السلفية ما ينكر؟

الجواب: نعم، ففي مخالفي السلفية من يكفر الصحابة، ويزدري الوحي، وفيهم من يعظم المخلوق تعظيما لا يليق إلا بالله، وكل هذا مما يجب إنكاره ورده، وبيان بطلانه، وجواب كل شبهة تثار فيه، وهو من صيانة حرمات الشرع والقيام بأمر الله، وهذا الاختلاف الواقع في مثل هذه المسائل هو من الافتراق الذي نهى الله عز وجل عنه وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُون} [الأنعام: 159]، قال الطبري: “والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه بريء ممن فارق دينه الحق وفرقه، وكانوا فرقًا فيه وأحزابًا شيعًا، وأنه ليس منهم، ولا هم منه؛ لأن دينه الذي بعثه الله به هو الإسلام، دين إبراهيم الحنيفية، كما قال له ربه وأمره أن يقول: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: ١٦١]. فكان من فارق دينه الذي بعث به صلى الله عليه وسلم من مشرك ووثنيّ يهودي ونصرانيّ ومتحنِّف مبتدعًا، قد ابتدع في الدين ما ضلّ به عن الصراط المستقيم والدين القيم ملة إبراهيم المسلم، فهو بريء من محمد صلى الله عليه وسلم، ومحمد منه بريء، وهو داخل في عموم قوله: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}”([1]).

وقال سبحانه: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى: 13].

فمن اعتقد خلاف ما اعتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا إليه فقد فرق الأمة، فوجب ردُّه إلى الجماعة الأولى وهم الصحابة، وحمله على ذلك، لا إقراره على معتقده الباطل والاعتراف به داخل الصف الإسلامي، فهو إن كان من أهل الملة عموما فهو مفارق لها في تلك الخصلة التي خالف فيها الاعتقاد وتواطأ فيها مع هواه، وقد نبه الشاطبي على هذا المعنى في اختلاف الفرق، فقد ذكر عدة احتمالات في معنى الفرقة ومفارقة الدين، وخلص منها إلى قوله: “وذلك أن هذه الفرق إنما تصير فرقا بخلافها للفرقة الناجية في معنى كلي في الدين وقاعدة من قواعد الشريعة، لا في جزئي من الجزئيات، إذ الجزئي والفرع الشاذ لا ينشأ عنه مخالفة يقع بسببها التفرق شيعا، وإنما ينشأ التفرق عند وقوع المخالفة في الأمور الكلية؛ لأن الكليات تقتضي عددا من الجزئيات غير قليل، وشاذها في الغالب أن لا يختص بمحل دون محل ولا بباب دون باب. واعتبر ذلك بمسألة التحسين العقلي، فإن المخالفة فيها أنشأت بين المخالفين خلافا في فروع لا تنحصر، ما بين فروع عقائد وفروع أعمال. ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات، فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة، كما تصير القاعدة الكلية معارضة أيضا، وأما الجزئي فبخلاف ذلك، بل يُعَد وقوع ذلك من المبتدع له كالزلة والفلتة”([2]).

خاتمة:

فحاصل الأمر أن نقاش الفرق والإنكار عليها مطروق في نصوص الشرع، متكلم فيه عند العلماء، وتبقى مسألة ثانوية وهي تقدير المصالح والمفاسد عند ازدحامها، وترتيبها فيما بينها بحسب ما يقتضيه الشرع، فهذا أمر لا عصمة فيه من الخطأ في التقدير؛ بدليل أن المنكرين على السلفية يعقدون المؤتمرات تلو المؤتمرات في الإنكار على السلفية، وأنها منشغلة بتفريق الأمة عن اليهود والنصارى، والمنكرون واقعون جزما فيما يدَّعون على السلفية؛ بدليل أن إنكارهم على السلفية يقع في وقت يهاجمها فيه جل العالم يهودا ونصارى وملحدين، وتأتي هذه المؤتمرات في نفس الظرف وفي نفس الوقت الذي تُحتَلّ فيه بغداد والقدس، فلا مشاكل المسلمين ولا جراحاتهم ألهت خصوم السلفية عن نقدها.

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) تفسير الطبري (12/ 271).

([2]) الاعتصام (2/ 713).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017