الثلاثاء - 01 جمادى الآخر 1446 هـ - 03 ديسمبر 2024 م

المفاضلة بين الصحابة.. رؤية شرعية

A A

لا يختَلِف اثنانِ على وجود التفاضُل بين المخلوقات؛ سواء كانت أمكنةً أو أزمنةً أو أعيانًا، حيوانًا أو بشرًا أو ملائكةً، لكن الاختلاف يقع وبشدَّة في معيار هذا التفاضل وطريقة إدراكه، هل هو بمجرَّد الحسِّ والمشاهدة، أم بمجرَّد مسائل معنوية، أم بقضايا مركبة، وهل هذا التركيب عقلي أو شرعي أو حسي، والنظر الشرعي يقول بوجود التفاضل، وأنَّ مردَّه قد يكون إلى كلِّ ما سبق، مفردًا أو مركَّبًا، حسِّيًّا أو عقليًّا أو شرعيًّا، لكن التفضيل الحقيقيّ المطلق يكون باعتبار الشَّرع، وأما غيره فنسبيّ.

وحين نأتي إلى الشرعيات فإن التفاضل لا يكون بمجرد التشهِّي والاستحسان، بل لا بدَّ فيه من وجود الدليل الشرعيِّ الدالِّ عليه.

ومن القضايا التي اختلف فيها الناس التفاضلُ بين الصحابة رضوان الله عليهم، وذلك لمكانتهم وفضلهم وتأثيرهم في الشرع، هذا مع الإجماع على فضلهم على غيرهم، ولم يقع خلاف معتبَر في نفي التفاضُل بينهم، وهذا التفاضُل فيه إجمال، وتفصيل ذلك فيما يلي:

تفاضل الصحابة على سبيل الإجمال:

ثبت في النصوص الشرعية تقديم طوائف من الصحابة وتفضيلها على غيرها جملةً، من ذلك تقديم جملة المهاجرين على الأنصار؛ قال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} [التوبة: 100]. قال ابن الصلاح: “في نصِّ القرآن تفضيلُ السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وهم الذين صلوا إلى القبلتين في قول سعيد بن المسيب وطائفة، وفي قول الشعبي: هم الذين شهدوا بيعةَ الرضوان، وعن محمد بن كعب القرظي وعطاء بن يَسار أنهما قالا: هم أهل بدر، روى ذلك عنهما ابنُ عبد البر فيما وجدناه عنه”([1]).

وقال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُون} [التوبة: 20].

وقال تعالى: {وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} [الحديد: 10].

وأهل بدر من المهاجرين أفضل من غيرهم، وأهل بيعة الرضوان أفضل من غيرهم، ومن أسلم قبل الفتح أفضل ممن أسلم بعده، وفي عقيدة الإمام أحمد أنه قال: “‌أفضل ‌الصحابة ‌أهل ‌بيعة ‌الرضوان، ‌وخيرهم ‌وأفضلهم ‌أهل ‌بدر، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، وأعيانهم الأربعون أهل الدار”([2]).

ونقل أبو نصر البغدادي في أصول الدين الإجماع على أن أفضل الصحابة إجمالا البَدْرِيونَ، ‌ثُمَّ ‌أصحابُ ‌أُحُدٍ، ‌ثُمَّ ‌أهلُ ‌بَيْعَةِ ‌الرِّضْوانِ ‌بالْحُدَيْبِيَةِ([3]). ومما يشهد لهذا ما روي أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: «من أفضل المسلمين» أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدر من الملائكة([4]).

معيار التفضيل:

وقد اختُلف في معيار التفضيل بعد الاتفاق على أنَّ كل من يتناوله اللّفظ القرآني فهو محلٌّ له، وقد ضبط ابن الصلاح التفاضل بين طبقات الصحابة فقال: “اختلف في عدد طبقاتهم وأصنافهم، والنظر في ذلك إلى السبق بالإسلام والهجرة وشهود المشاهد الفاضلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم”([5]).

فتفاضل عموم الصحابة فيما بينهم قرَّرته نصوصُ الشريعة وتواترت عليه، ولم يخالف فيه أحد من الأئمة خلافًا يُعتَبر؛ لشهادة النصوص بتفاضُلهم وتقديم بعضهم على بعض بالوصف واللَّقَب، كما هو مذكور في النصوص آنِفَة الذكر وغيرها.

تفاضل أعيان الصحابة فيما بينهم:

هذا المقام فرع عن الأول؛ لأنه إن ثبت تفاضلُهم جملة أمكنَ عَقلًا وشرعًا تفاضل أعيانهم، وهذا التفاضل كالأوَّل في أنه لا مدخلَ للعقل ولا للتشهِّي فيه، بل مبناه على النقل المحض؛ لأنه لا يطَّلع على السرائر ولا على الثواب والعقاب إلا رب العالمين، فثُبوتُ أجر زائدٍ وفضلٍ عند الله لا سبيل إليه إلا بنطق النص وشهادته.

وقد ثبت تفاضل أعيان الصحابة -رضوان الله عليهم- فيما بينهم، قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: “فأما الخلفاء الراشدون فهم أفضل من غيرهم، وترتيبهم في الفضل عند أهل السنة كترتيبهم في الإمامة، وهذا لإمكان أن قولنا: فلان أفضل من فلان أن معناه إن محله عند الله تعالى في الآخرة أرفع، وهذا غيبٌ لا يطَّلع عليه إلا الله ورسوله إن أَطلَعه عليه، ولا يمكن أن يُدَّعى نصوص قاطعة من صاحب الشرع متواترة مقتضيه للفضيلة على هذا الترتيب، بل المنقول الثناء على جميعهم. واستنباط حكم الترجيحات في الفضل من دقائق ثنائه عليهم رميٌ في عماية واقتحام أمرٍ خطر أغنانا الله عنه، وتَعرّف الفضل عند الله تعالى بالأعمال مشكِل أيضًا، وغايته رجمُ ظنّ، فكم من شخص محروم الظاهِر وهو عند الله بمكان؛ لسرٍّ في قلبه وخُلُق خفيٍّ في باطنه، وكم من مزيَّن بالعبادات الظاهرة وهو في سخَطِ الله؛ لخبث مستكنٍّ في باطنه، فلا مطَّلع على السرائر إلا الله تعالى. ولكن إذا ثبت أنه لا يعرف الفضل إلا بالوحي، ولا يعرف من النبي إلا بالسماع، وأولى الناس بسماع ما يدل على تفاوت الفضائلِ الصحابةُ الملازمون لأحوالِ النبي صلى الله عليه وسلم، وهم قد أجمعوا على تقديم أبي بكر، ثم نصَّ أبو بكر على عمر، ثم أجمعوا بعده على عثمان، ثم على علي رضي الله عنهم”([6]). قال عبد الله بن عمر: (‌كنا ‌في ‌زمن ‌النبي ‌صلى ‌الله ‌عليه ‌وسلم ‌لا ‌نعدِل ‌بأبي ‌بكر ‌أحدًا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم)([7]).

وقول ابن عمر مؤوَّل، قال ابن حجر رحمه الله: “‌قدِ ‌اتَّفق ‌العلماء ‌على ‌تأويل ‌كلام ‌ابن ‌عمر ‌هذا؛ ‌لما ‌تقرر ‌عند ‌أهل ‌السنة ‌قاطبةً ‌من ‌تقديم ‌عليٍّ ‌بعدَ ‌عثمان، ومن تقديم بقية العشرة المبشَّرة على غيرهم، ومن تقديم أهلِ بدرٍ على مَن لم يشهدها وغير ذلك، فالظاهر أن ابن عمر إنما أراد بهذا النفي أنهم كانوا يجتهدون في التفضيل، فيظهر لهم فضائل الثلاثة ظهورًا بيِّنًا، فيجزمون به، ولم يكونوا حينئذٍ اطَّلعوا على التنصيص”([8]).

وهذا كله يدلُّ على أنَّ التفاضل بين الصحابةِ ليس محلَّ خِلاف بين العلماء، كما أن ضابطَه هو الدليل الشرعي وما في معناه من الأسبقية والفقه والعلم، وقد بدَّع السلفُ رحمهم الله من قدَّم أحدًا من الصحابة على أبي بكر وعمر في الفضل، كما جزموا بتقديم العشرة المبشرين بالجنة على غيرهم، وتقديم أهل الشورى على غيرهم، وكل هذا مطروق مبثوث مستفيض عن أهل، لم يختلف فيه اثنان من أهل العلم، ولا توقَّف فيه مطَّلع على الأثر.

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مقدمة ابن الصلاح (ص: 402).

([2]) ينظر: طبقات الحنابلة (2/ 172).

([3]) أصول الدين (ص: 304).

([4]) أخرجه البخاري (3771).

([5]) مقدمة ابن الصلاح (ص: 440).

([6]) الاقتصاد في الاعتقاد (ص: 132).

([7]) أخرجه البخاري (3697).

([8]) فتح الباري (7/ 58).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

قياس الغائب على الشاهد.. هل هي قاعِدةٌ تَيْمِيَّة؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   القياس بمفهومه العام يُقصد به: إعطاء حُكم شيء لشيء آخر لاشتراكهما في عِلته([1])، وهو بهذا المعنى مفهوم أصولي فقهي جرى عليه العمل لدى كافة الأئمة المجتهدين -عدا أهل الظاهر- طريقا لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من مصادرها المعتبرة([2])، وقد استعار الأشاعرة معنى هذا الأصل لإثبات الأحكام العقدية المتعلقة بالله […]

فَقْدُ زيدِ بنِ ثابتٍ لآيات من القرآن عند جمع المصحف (إشكال وبيان)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: القرآن الكريم وحي الله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة، تتأمله العقول والأفهام، وتَتَعرَّفُه المدارك البشرية في كل الأزمان، وحجته قائمة، وتقف عندها القدرة البشرية، فتعجز عن الإتيان بمثلها، وتحمل من أنار الله بصيرته على الإذعان والتسليم والإيمان والاطمئنان. فهو دستور الخالق لإصلاح الخلق، وقانون […]

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017