الأحد - 27 ربيع الآخر 1447 هـ - 19 أكتوبر 2025 م

شبهة عدَمِ تواتر القرآن

A A

معلومٌ لكلِّ ناظرٍ في نصِّ الوحي ربانيَّةُ ألفاظه ومعانيه؛ وذلك أنَّ النصَّ يحمل في طياته دلائل قدسيته وبراهينَ إلهيتِه، لا يشكُّ عارف بألفاظ العربية عالمٌ بالعلوم الكونية والشرعية في هذه الحقيقة، وكثيرًا ما يحيل القرآن لهذا المعنى ويؤكِّده، {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} [العنكبوت: 49]، وقال سبحانه: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83].

فهذه الحقيقة المشاهَدَة والتي يفرضُها القرآن على قرَّائه ويُلزِم بها معانديه كافيةٌ في التدليل على أنه من عند الله، فضلا عمَّا تناوله من علوم غيبيَّة وأخبار تاريخيَّة لم تكن معلومةً لأهل زمانِ نزوله، ولا لهم بها خبرةٌ، فكفى وشفى، ومع ذلك يأبى بعضُ أهل العناد إلا أن يتنكَّب عن المحسوس، ويعدلَ عن المعقول؛ ليذِلَّ نفسه بدعوى لا تنهَض وقرينةٍ لا تُعتبرُ وحالٍ لا تَشهَد لما يذهب إليه.

مستند دعوى عدم تواتر القرآن الكريم:

من هذه المذِلَّات دعوى بعضِ المعاندين أنَّ القرآنَ غيرُ متواتر، واستندوا في ذلك إلى روايات لم يفهموها، ولم يدركوا حجم الخلل في الاستناد إليها، ومن حججِهم في هذه الدَّعوى بعضُ الروايات التي فيها حصرٌ لعدد حفَّاظ القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه، مثل قول أنس: (لَمْ يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه)([1])، وقول عبد الله بن زيد: (فتتبَّعت القرآنَ أجمعه من العُسُب والرِّقاع واللِخاف وصدور الرجال، فوجدتُ آخرَ سورة التوبة: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} إلى آخرها [التوبة: ١٢٨] ‌مع ‌خزيمة ‌-أو ‌أبي ‌خزيمة-، فألحقتها في سورتها، وكانت الصحف عند أبي بكر حياته، حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند عمر حياته، حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر)([2]).

الجواب على هذه الشبهة:

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

أولا: لا بد من التفريق بين تواتر القرآن وتواتر بعض القراءات، فالمجمع عليه هو القراءات السبع أو العشر على رأي الجمهور، وهناك قراءات أخر غير متواترة، وقد نص القراء والفقهاء على ذلك، ومنعوا قراءتها في الصلاة، وتكلَموا عن الاحتجاج بها في الأحكام كما هو معلوم في مظانه.

ثانيا: الروايات التي استند إليها الطاعنون روايات لا تشهد لما يذهبون إليه؛ لأن أثر عبد الله بن زيد الذي مرَّ معنا لا ينفي التواتر، وصورة المسألة أن الصحابة طلبوا الآيةَ مكتوبةً ومحفوظةً، وعبد الله بن زيد أراد الوفاءَ بطلب الكتابة لأجل التأكُّد من أنها كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجدها عند أحد مكتوبة إلا عند صحابي واحد، وهذا لا ينافي وجودَها محفوظة عند عدد يحصُل بهم التواتر.

ومما يؤكِّد ذلك أن عبد الله بن زيد نفسَه كان يحفظها؛ لأن العبرة بالرواية وليست بدعوى راو قصاراه أنه حكى ما علم، وهذا لا ينفي ما لم يعلم، قال أبو بكر بن الطيب: “لا تدلُّ هذه الآثار على أن القرآن لم يحفظه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم غير عبد الله وسالم ومعاذ وأُبيّ بن كعب، وأنه لم يجمعه غير أربعة من الأنصار كما قال أنس بن مالك، فقد ثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان وعليّ وتميم الداري وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو بن العاص”([3]). وقد علق المازري على رواية أنس فقال: “لا يلزم من قول أنس: (لم يجمعه غيرهم) أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك؛ لأن التقدير أنه لا يعلم أنَّ سواهم جمعه، وإلا فكيف الإحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرُّقهم في البلاد، وهذا لا يتمُّ إلا إن كان لقِيَ كلَّ واحد منهم على انفراده وأخبره عن نفسه أنَّه لم يكمُل له جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا في غاية البُعد في العادة، وإذا كان المرجع إلى ما في عِلمه لم يلزم أن يكونَ الواقع كذلك. قال: وقد تمسَّك بقول أنس هذا جماعةٌ من الملاحِدَة، ولا متمسَّك لهم فيه، فإنَّا لا نسلِّم حملَه على ظاهره. سلَّمناه؛ ولكن من أينَ لهم أن الواقعَ في نفسِ الأمر كذلك. سلمناه؛ لكن لا يلزم من كون كلِّ واحد من الجمِّ الغفير لم يحفظه كلَّه أن لا يكون حفِظ مجموعه الجمُّ الغفير، وليس من شرط التواتر أن يحفَظ كلُّ فردٍ جميعَه، بل إذا حفِظ الكلُّ الكلَّ ولو على التوزيع كفَى”([4]).

ثالثا: أجاب العلماء عن حديث أنس بأجوبة:

1- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها إلا أولئك النفر فقط، وهذا غير بعيد؛ لأنه لا يجب على سائرهم ولا على أولئك النفر أيضًا أن يجمعوا القرآن على جميع حروفه ووجوهه السبعة.

2- أنه لم يجمع القرآن ويأخذه تلقينًا من في النبي صلى الله عليه وسلم غير تلك الجماعة؛ فإنَّ أكثرهم أخذ بعضَه عنه وبعضَه عن غيره.

3- أن يكونَ لم يجمع القرآن على عهد النبي من انتصب لتلقينه وأقرأ الناس له غير تلك الطبقة المذكورة. وقد تظاهرت الروايات بأن الأئمةَ الأربعة الراشدين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأجل سبقهم إلى الإسلام وإعظام الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، وقد ثبت عن الصِّدّيق بقراءتُه في المحراب بطوال السور التي لا يتهيَّأ حفظُها إلا لأهل القدرة على الحفظ والإتقان([5]).

رابعا: أجمع العلماءُ على أنَّ القراءةَ لا تكون قرآنًا يُكتب في المصحف ويُتلى في الصلاة إلا بثلاثة شروط:

الشرط الأول: التواتر.

الشرط الثاني: موافقة أحد المصاحف العثمانية.

الشرط الثالث: موافقة وجه عربي.

فحين اشتَرَط المسلمون هذه الشروطَ فإنهم لم يقبلوا تخلُّفها في آية من كتاب الله عز وجل.

خامسا: مما يدفع هذه الدعوى كثرةُ حفاظ القرآن في الصحابة بشهادة الصحابة ومن لقيهم من العدول، وهو ما يُبعد دعوَى أنه لم يحفَظه إلا أربعةٌ، قال القرطبي: “قد ‌قُتل ‌يوم ‌اليمامة ‌سبعون ‌من ‌القراء، وقُتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ببئر معونة مثلُ هذا العدد. قال: وإنما خصَّ أنس الأربعة بالذكر لشدَّة تعلُّقه بهم دون غيرهم، أو لكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم”([6]).

سادسا: معلوم أنَّ أهل الإسلام اعتمدوا في حفظ القرآن على طريقتين مجتمعتين هما الحفظ والكتابة، والتواتر المطلوب هو الحفظ والسماع أولا، والكتابة مؤكِّدة، ومع ذلك لم يختلفا، فلو فُرض أن سبعين رجلًا من مختلف الأعمار يحفظون آيةً بلفظ واحد، ولم يجتمعوا في مكان واحد، فهل ينفي أنها متواترة؛ لأنها لم توجد مكتوبة عند أحد منهم؟! هذا مسلك لا يسلكه عاقل، ولا يقول به من كان يحترم نفسه في مقام البحث العلمي الرصين.

سابعا: مما يدل على تواتر القرآن نسقُه وحصول التحدِّي بمجموعه، فكلُّ ما بين دفتي المصحف أجمع أهل الملة على أنه كتاب الله، وفيه جميع مواصفات التحدِّي التي في بقية القرآن، لا فرق في ذلك بين آية التوبة وغيرها، فلو قدر أنه غير متواتر ولا تصحّ قرآنيته لأمكنت محاكاة بعضه والإتيان بمثله، وهو ما لم يقع.

والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) رواه البخاري (5004).

([2]) رواه البخاري (7191).

([3]) ينظر: شرح البخاري، لابن بطال (10/ 242).

([4]) ينظر: فتح الباري (9/ 52).

([5]) ينظر: المرجع السابق (10/ 243).

([6]) ينظر: الإتقان في علوم القرآن (1/ 246).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

قواعد علمية للتعامل مع قضية الإمام أبي حنيفة رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من القضايا التي عملت على إثراء التراث الفقهي الإسلامي: قضية الخلاف بين مدرسة أهل الرأي وأهل الحديث، وهذا وإن كان يُرى من جانبه الإيجابي، إلا أنه تمخَّض عن جوانب سلبية أيضًا، فاحتدام الصراع بين الفريقين مع ما كان يرجّحه أبو حنيفة من مذهب الإرجاء نتج عنه روايات كثيرة […]

كيف نُؤمِن بعذاب القبر مع عدم إدراكنا له بحواسِّنا؟

مقدمة: إن الإيمان بعذاب القبر من أصول أهل السنة والجماعة، وقد خالفهم في ذلك من خالفهم من الخوارج والقدرية، ومن ينكر الشرائع والمعاد من الفلاسفة والملاحدة. وجاءت في الدلالة على ذلك آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُواْ ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر: 46]. وقد تواترت الأحاديث […]

موقف الحنابلةِ من الفكر الأشعريِّ من خلال “طبقات الحنابلة” و”ذيله”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تحتوي كتبُ التراجم العامّة والخاصّة على مضمَرَاتٍ ودفائنَ من العلم، فهي مظنَّةٌ لمسائلَ من فنون من المعرفة مختلفة، تتجاوز ما يتعلَّق بالمترجم له، خاصَّة ما تعلَّق بطبقات فقهاء مذهب ما، والتي تعدُّ جزءًا من مصادر تاريخ المذهب، يُذكر فيها ظهوره وتطوُّره، وأعلامه ومؤلفاته، وأفكاره ومواقفه، ومن المواقف التي […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثالث- (أخطاء المخالفين في محل الإجماع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثالث: أخطاء المخالفين في محل الإجماع: ذكر الرازي ومن تبعه أن إطلاق الحسن والقبح بمعنى الملاءمة والمنافرة وبمعنى الكمال والنقصان محلّ إجماع بينهم وبين المعتزلة، كما تقدّم كلامه. فأما الإطلاق الأول وهو كون الشيء ملائمًا للطبع أو منافرًا: فقد مثَّلُوا لذلك بإنقاذِ الغَرقى واتهامِ الأبرياء، وبحسن الشيء الحلو […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الثاني- (أخطاء المخالفين في محل النزاع)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الفصل الثاني: أخطاء المخالفين في محل النزاع: ابتكر الفخر الرازيُّ تحريرًا لمحل الخلاف بين الأشاعرة والمعتزلة في المسألة فقال في (المحصل): “مسألة: الحُسنُ والقبح‌ قد يُراد بهما ملاءمةُ الطبع ومنافرَتُه، وكون‌ُ الشي‌ء صفةَ كمال أو نقصان، وهما بهذين المعنيين عقليان. وقد يُراد بهما كونُ الفعل موجبًا للثوابِ والعقابِ والمدحِ […]

ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (1362  – 1447هـ)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه([1]): هو سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب. مولده ونشأته: وُلِد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله بمدينة مكة المكرمة في الثالث من شهر ذي الحجة عام 1362هـ. وقد […]

مسألة التحسين والتقبيح العقليين بين أهل السنة والمتكلمين -الجزء الأول- (تحرير القول في مسألة)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ مسألةَ التحسين والتقبيح العقليين من المسائل الجليلة التي اختلفت فيها الأنظار، وتنازعت فيها الفرق على ممرّ الأعصار، وكان لكل طائفةٍ من الصواب والزلل بقدر ما كُتب لها. ولهذه المسألة تعلّق كبير بمسائلَ وأصولٍ عقدية، فهي فرع عن مسألة التعليل والحكمة، ومسألة التعليل والحكمة فرع عن إثبات الصفات […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

وصفُ القرآنِ بالقدم عند الحنابلة.. قراءة تحليلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعدّ مصطلح (القِدَم) من أكثر الألفاظ التي أثارت جدلًا بين المتكلمين والفلاسفة من جهة، وبين طوائف من أهل الحديث والحنابلة من جهة أخرى، لا سيما عند الحديث عن كلام الله تعالى، وكون القرآن غير مخلوق. وقد أطلق بعض متأخري الحنابلة -في سياق الرد على المعتزلة والجهمية- وصف (القديم) […]

التطبيقات الخاطئة لنصوص الشريعة وأثرها على قضايا الاعتقاد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأمور المقرَّرة عند أهل العلم أنه ليس كل ما يُعلم يقال، والعامة إنما يُدعون للأمور الواضحة من الكتاب والسنة، بخلاف دقائق المسائل، سواء أكانت من المسائل الخبرية، أم من المسائل العملية، وما يسع الناس جهله ولا يكلفون بعلمه أمر نسبيٌّ يختلف باختلاف الناس، وهو في دائرة العامة […]

الصحابة في كتاب (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي (581هـ) -وصف وتحليل-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يحرص مركز سلف للبحوث والدراسات على توفية “السلف” من الصحابة ومنِ اتبعهم بإحسان في القرون الأولى حقَّهم من الدراسات والأبحاث الجادة والعميقة الهادفة، وينال الصحابةَ من ذلك حظٌّ يناسب مقامهم وقدرهم، ومن ذلك هذه الورقة العلمية المتعلقة بالصحابة في (الروض الأنف) لأبي القاسم السهيلي الأندلسي رحمه الله، ولهذه […]

معنى الكرسي ورد الشبهات حوله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدُّ كرسيُّ الله تعالى من القضايا العقدية العظيمة التي ورد ذكرُها في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نال اهتمام العلماء والمفسرين نظرًا لما يترتب عليه من دلالات تتعلّق بجلال الله سبحانه وكمال صفاته. فقد جاء ذكره في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} […]

لماذا لا يُبيح الإسلامُ تعدُّد الأزواج كما يُبيح تعدُّد الزوجات؟

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنَّ النِّكَاحَ فِي الجاهلية كان على أربع أَنْحَاءٍ: فَنِكَاحٌ مِنْهَا نِكَاحُ النَّاسِ الْيَوْمَ: يَخْطُبُ الرجل إلى الرجل وليته أوابنته، فَيُصْدِقُهَا ثُمَّ يَنْكِحُهَا. وَنِكَاحٌ آخَرُ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُولُ لِامْرَأَتِهِ إِذَا طَهُرَتْ مِنْ طَمْثِهَا أَرْسِلِي إِلَى فُلَانٍ ‌فَاسْتَبْضِعِي ‌مِنْهُ، وَيَعْتَزِلُهَا زَوْجُهَا وَلَا يَمَسُّهَا أَبَدًا، حَتَّى يَتَبَيَّنَ حَمْلُهَا مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي […]

مركزية السنة النبوية في دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الدعوةَ الإصلاحية السلفيَّة الحديثة ترتكِز على عدّة أسُس بُنيت عليها، ومن أبرز هذه الأسُس السنةُ النبوية التي كانت هدفًا ووسيلة في آنٍ واحد، حيث إن دعوةَ الإصلاح تهدف إلى الرجوع إلى ما كان عليه السلف من التزام الهدي النبوي من جهة، وإلى تقرير أن السنة النبوية الصحيحة […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017