الحقائق الخمس في مَقْتل الحُسين بن عليّ رضي الله عنهما
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
إن حادثة قتل السبط الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنهما على أرض كربلاء سنة (61هــ) وفَّرت مناخًا لكثير من الأفكار والتصوّرات المخالفة للحقائق الثابتة والملائمة في نفس الوقت لمعتقدات المبتدعة وأهواء التيارات الفكرية والسياسية المهدِّدة لوحدة الأمة المسلمة واتّفاق كلمتها وزعزعة الثقة بثوابتها الدينية؛ لذا كانت هذه الورقة محاولة لتثبيت أبرز الحقائق المتَّفق عليها حول حادثة قتل الحسين رضي الله عنه، وإزالة بعض الأوهام والتصورات المخالفة للحقائق التاريخية والقراءة الموضوعية.
الحقيقة الأولى: إجماع الأمة على محبة الحسين والبراءة من قاتليه
يَسعى الطائفيون من غلاة الشيعة والإمامية إلى احتكار محبة الحسين بن علي رضي الله عنه، ويزعمون أنهم شيعته من دون الناس، وأن من خالفهم في المعتقد من جمهور الأمة مُنحرفٌ عن محبة الحسين متلبّس باعتقاد النواصب!
وهذا من الكذِب المبين، فأولى الناس بالحسين بن علي هم أتباع جدّه صلى الله عليه وسلم وأنصارُ سنته.
وقدِ اتَّفقت كلمة الأمة على محبة الحسين رضي الله عنه ومعرفة فضله ومنزلته، وبُغض قاتليه ولعنِهم، وهذا مستفيض في كتب أهل السنة، وسنكتفي بذكر كلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وولده عبد الله؛ لأن الآلة الإعلامية المعادية للسنة أوحت للناس أن هؤلاء الأعلام أكثر الناس بغضًا لأهل البيت.
يقول ابن تيمية: (من قتل الحسين، أو أعان على قتله، أو رضي بذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صَرْفا ولا عَدْلا)([1]).
أما الشيخ محمد بن عبد الوهاب فانتقَى من كلام ابن تيمية قوله: (ما أصيب به الحسين رضي الله عنه من الشهادة في يوم عاشوراء إنما كان كرامة من الله عز وجل أكرمه بها، ومزيد حظوة ورفع درجة عند ربه، وإلحاقًا له بدرجات أهل بيته الطاهرين، وليهيننّ من ظلمه واعتدى عليه)([2]).
ويقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: (ونحن نعتقد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولى بالخلافة من معاوية، فضلًا عن بني أمية وبني العباس، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، صحّ عن جدهما -صلوات الله وسلامه عليه- أنهما سيدا شباب أهل الجنة، وهما أولى من يزيدَ بالخلافة)([3]).
ويؤكد أن (الذين ظلموا أهل البيت وقتلوهم أو واحدًا منهم هم عند أهل السنة والجماعة أئمة جور وظلم، لا يحبونهم ولا يوالونهم، بل يبغضونهم ويعادونهم، ويلعنون من ظلم آل البيت. وهذه كتبهم مليئة بالثناء على أهل البيت، والدعاء لهم، والترضي عنهم، وذمّ من ظلمهم)([4]).
الحقيقة الثانية: اتفاق الأمة على ترك النياحة على الحسين والحكم ببدعية طقوس الحزن والبكاء
لم يكن مِن عملِ الأمة قديمًا ولا حديثًا إظهارُ الحزن على مقتل الحسين وإحياء ذكرى استشهاده الموافقة للعاشر من المحرم في كلّ عام، فضلا عن الغلو في مظاهر الحزن ورواية خبر مقتله والنياحة وشق الجيوب ولطم الخدود، كل ذلك لم يكن من سنة المسلمين.
بل صرّح أئمة الإسلام ببدعية هذه الأعمال ومخالفتها للشرع الشريف، فضلا عن منافاتها للعقل والسلوك البشري السوي، وتأكّدت المفسدة في ممارسة هذه البدع بعد تبني بعض الحكومات الطائفية في تاريخ الإسلام لهذه الممارسات التي استفزت مشاعر الجمهور السني، وحصل الصدام المجتمعي بين عوام السنة والشيعة، ووقعت الفتن بسبب تلك الطقوس المنكرة.
وقد ذهب أبو حامد الغزالي إلى حرمة رواية مقتل الحسين وحكايته وما جرى بين الصحابة من التشاجر والتخاصم، وعلّل ذلك بأنه (يهيّج بُغض الصحابة والطعن فيهم، وهم أعلام الدين، وما وقع بينهم من المنازعات فيحمل على محامل صحيحة، ولعل ذلك لخطأ في الاجتهاد، لا لطلب الرياسة والدنيا)([5]).
وممن ذمّ طقوس الحزن ومراسم العزاء في عاشوراء وأنكر على الإمامية عاداتهم في هذا اليوم أيضًا: أبو الفرج ابن الجوزي، وابن تيمية، وابن رجب الحنبلي، وابن ناصر الدين الدمشقي، وابن حجر الهيتمي المكي الشافعي، والقهستاني الحنفي، وعلي بن برهان الدين الحنفي، وإسماعيل حقي البروسوي، والملا علي القاري الهروي، ومن المتأخرين: جمال الدين القاسمي، ورفاعة رافع الطهطاوي، فضلا عن أئمة الدعوة النجدية.
ولم يقتصر الأمر عند جمهور الأمة على عدم إظهار الحزن في عاشوراء، بل ظهرت بدعة الاحتفال بيوم عاشوراء، وإظهار الفرح والتوسعة على العيال، وأصل هذه البدعة كما نص غير واحد من أهل العلم هو معارضة الشيعة في إظهار الحزن ومقابلة فعلهم بنقيضه.
والمقصود أن العادة البدعية في يوم عاشوراء عند جمهور الأمة على الضدِّ من إظهار الحزن والبكاء، ومن جهة أخرى فإن النياحة ولطم الخدود عند المصائب ليس من دين المسلمين، بل هو من عمل الجاهلية الذي جاءت الشريعة بإبطاله وتحريمه، ولو كانت النياحة على أحد مشروعة في دين الإسلام لكان الأولى بها من سبق الحسين من أفاضل الصحابة، بل أفضل النبيين عليه الصلاة والسلام، فمصيبة الأمة الإسلامية بموت نبيها محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من كل مصيبة نزلت بالمسلمين، ومع ذلك لم يكن من عمل الأمة إحياءُ ذكرى وفاته صلى الله عليه وسلم وإظهار الحزن والبكاء على فقده، ولا يؤثَر عن أحد من الصحابة الذين شهدوا وفاته عليه الصلاة والسلام مبالغةٌ في الحزن أو إسراف في البكاء واللطم والعويل.
ولم يذكر أحد من أهل الإسلام أن من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم المبالغة في إظهار الحزن عليه يوم وفاته، واستذكار قصة مرضه ووفاته كل عام، وإحياء ذلك اليوم بالبكاء، وإقامة المأتم وقراءة المراثي الشعرية والخطب المهيّجة لحزن الناس على نبيهم عليه السلام، فكل ذلك لم يعرفه المسلمون وربما لم يخطر ببالهم.
بل نكِب الإسلام نكبات كثيرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن أولها استشهاد عمه حمزة بن عبد المطلب يوم أحد، واستشهاد كثير من الصحابة في ساحات القتال أو غدرًا بيد المشركين؛ كحادثة قتل القراء في بئر معونة، ومع ذلك لم يكن من سنة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه في تلك النكبات اللطم والعويل والنياحة واستذكار تلك الحوادث كل عام.
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم استحرّ القتل بقراء الصحابة في حروب الردة، واستشهد الخلفاء الثلاثة عمر وعثمان وعلي، ولم يُحدث المسلمون حزنًا كالذي يفعله المتشيّعة للحسين في كل عام.
يضاف إلى ذلك كله أنه لم يرد في الدين ما يدل على استحباب الحزن للمسلم بشكل عام، بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم (الحزن مما يُستعاذ منه؛ وذلك لأن الحزن يضعف القلب، ويوهن العزم، ويضرّ بالإرادة، وهو مرض من أمراض القلب، يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره، والثواب عليه ثواب المصائب التي يبتلى العبد بها بغير اختياره كالمرض والألم ونحوهما، وأما أن يكون عبادة مأمورا بتحصيلها وطلبها فلا.
ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات، وما يثاب عليه من البليات، ولكن يحمد في الحزن سببه ومصدره ولازمه، لا ذاته) كما قرر ذلك ابن قيم الجوزية([6]).
الحقيقة الثالثة: حرص الصحابة على الحسين ونصحهم له، وتعرضه للغدر والخذلان من أدعياء محبته والمتباكين عليه
عند ذكر قصة الحسين بن علي رضي الله عنه واستشهاده لا ينبغي أن يغيب عن أذهاننا حقيقة واضحة، وهي أن الصحابة كانوا أحرص الناس على الحسين، وأنهم بذلوا له النصح حينما عزم على الخروج إلى العراق. في المقابل فإن الذين أظهروا مشايعته ومحبته ودعوه لنصرته هم الذين فتكوا به وأسلموه لعدوه.
هذه الحقيقة يسعى الطائفيون الشعوبيّون لطمسها وتحريفها والترويج لخلافها؛ لذا لا بد من بيانها ونفي أي شبهة قد تمسها.
فنقرر أولًا أن خروج السبط الشهيد رضي الله عنه إلى العراق لم يكن قرارًا مؤيَّدًا من أعيان الأمة آنذاك، فكبار الصحابة نصحوه بعدم التوجه للعراق والاغترار برسائل البيعة من شيعة الكوفة، وحذروه من سيرة أهلها مع أبيه وأخيه رضي الله عنهما.
لقد أدرك عقلاء ذلك الزمان أن المواجهة العنيفة مع السلطة الحاكمة ستقود إلى عواقب كارثية، تفوق التغيير المنشود والإصلاح المطلوب.
وهذا الموقف شرعي وعقلاني، فهو يراعي المصالح العامّة، ويقدّر الظروف السياسية والواقع الاجتماعي وحدود التغيير الممكن في تلك الحقبة، ولا يعني ذلك هدر حقّ أهل البيت أو خذلانهم، بل هو إقرار لنهجهم الحكيم في تغليب مصلحة الجماعة والسعي نحو الصلح وجمع الكلمة وحقن دماء المسلمين كما فعل علي بن أبي طالب وولده الحسن رضي الله عنهما، وهو النهج الذي سار عليه السادة من آل البيت كزين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق.
لقد كان موقف الصحابة مبنيًّا على حرصهم على سلامة الحسين بن علي وعدم تعريضه للخطر أو الضرر من جهة، وخوفهم على مستقبل الأمة من عواقب الفتن والصراع السياسي، خاصة بعد السنوات الدامية التي عاشتها الأمة بعد قتل خليفتها الراشد عثمان بن عفان.
هذا كان موقف الصحابة من الحسين، فما موقف خصومهم من أدعياء محبة آل البيت المتباكين عليهم؟
لقد كان الغدرَ المحضَ، فقد أرسل شيعة الكوفة كتُب التأييد ورسائلَ البيعة إلى الحسين، فلما توجّه إليهم وجدهم قد انفضّوا عنه، بل وانقلبوا إلى صفّ عدوه، فتعرّض الحسين للخيانة والغدر من أدعياء نصرته قبل أن يفتك به عدوه.
هذه الحقيقة يقرّ بها الموافِق والمخالف، لكن بعض المعاصرين([7]) حاول إنكارها لتبرئة الإمامية وأدعياء محبة الحسين من هذا الإثم والعار، وإن كان السابقون منهم لا يجادلون في ذلك ولا يشكّكون في خيانة أهل الكوفة وغدرهم، بل كل ذلك مسلّم به في كتبهم وتواريخهم.
والتهرب من عار الخيانة الذي يسعى إليه المعاصرون هو دفاع عن الحبّ المزيف والموالاة المزعومة التي ما زال المتشيعة يظهرونها لعلي وآل بيته رضي الله عنهم، فإنهم لو أقروا بها كان ذلك أكبر حجة على سقوط دعواهم وزيف مزاعمهم، فأي عاقل يصدّق بنصرتهم لنهج أهل البيت بعد أن تورّطوا بقتلهم وخذلانهم والانحياز لعدوهم؟! بل وقعدوا عن الثأر لهم بعد مقتلهم، واستمروا على نهج السلبية والخنوع دهرًا طويلًا ينتظرون ظهور المهدي آخر الزمان؟! فمن كان هذا شأنه وحاله فقد أقام الحجة على نفسه وأشهد الناس على كذبه في ادعاء النصرة والموالاة لآل البيت.
محاولة التنصل من هذا الإثم وتبرئة شيعة الكوفة لا تقوى أمام أدلة الإدانة الواضحة التي يقر بها الموافق والمخالف، ومنها:
1- العبارات الكثيرة في ذم شيعة الكوفة وبيان غدرهم بالحسين وأهل بيته، والتي صدرت من السبط الشهيد وولده علي زين العابدين وزينب بنت علي بن أبي طالب والحر بن يزيد الرياحي، وهي عبارات مشتهرة، ومتداولة في أهم الكتب الشيعية فضلا عن كتب التاريخ المعروفة، ومنها:
رسالة وجهها الحسين إلى بعض أعلام الكوفة الذين كتبوا إليه ووعدوه بالبيعة والنصرة، وفيها يقول: (قد أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فإن وفيتم لي ببيعتكم فقد أصبتم حظكم… وإن لم تفعلوا ونقضتم عهودكم وخلعتم بيعتكم، فلعمري ما هي منكم بنكر؛ لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي، والمغرور من اغتر بكم)([8]).
ومنها أيضا: قول الحسين في خطبته الشهيرة قبل مقتله: (أحين استصرختمونا والهِين، فأصرخناكم موجفين، سَللتم علينا سيفًا لنا في أيمانكم، وحششتم علينا نارًا اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلْبًا لأعدائكم على أوليائكم؟!… أهؤلاء تعضدون، وعنا تتخاذلون؟! أجَلْ -والله- غدرٌ فيكم قديم، وشجت عليه أُصولكم، وتأزرت فروعكم)([9]).
وفي خطبة ثانية له أنه خاطب جماعة بأسمائهم قائلا: (ألم تكتبوا إليَّ أنْ أقدَمَ، قد أينعت الثمار، واخضرّ الجناب، وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة)([10]).
ومن مشهور دعائه على أهل الكوفة: (اللهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسني يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة، فإنهم كذبونا وخذلونا)([11])، وقوله أيضًا: (اللهم إن متعتهم إلى حين ففرّقهم فرقا، واجعلهم طرائق قِددا، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبدا؛ فإنهم دعونا لينصرونا، فعَدَوا علينا فقتلونا)([12]).
ومن العبارات الشهيرة المبيّنة للغدر الكوفي قول ولده علي بن الحسين -المعروف بالسجاد زين العابدين- مخاطبا أهلَ الكوفة: (هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وأعطيتموه العهد والميثاق، فخذلتموه؟! فتبًّا لما قدمتم، وسَوأةً لرأيكم)([13]).
وخطبة زين العابدين في أهل الكوفة بعد مقتل أبيه من أشهر النصوص المروية في كتب مقتل الحسين عند الشيعة، وكذلك خطبة زينب بنت علي والتي قالت فيها: (يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر، أتبكون؟! فلا رقأت الدمعةُ، ولا هدأت الرنة، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، تتّخذون أيمانكم دخلًا بينكم)([14]).
وقول الحر بن يزيد الرياحي مخاطبا أهل الكوفة: (يا أهل الكوفة، لأمّكم الهبل والعبر، أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا أتاكم أسلمتموه؟! وزعمتم أنكم قاتلو أنفسِكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه؟!)([15]).
2- إقرار الشيعة قديما وحديثًا بموقف الغدر الذي وقفه أهل الكوفة، فالسعي لتبرئتهم محاولة بائسة يائسة من بعض المتأخرين، تقوم على الكلام الإنشائي المجرد عن الحجة والدليل.
يذكر ابن أبي الحديد -الشيعي المعتزلي- رواية منسوبة لمحمد الباقر ضمن كلام طويل عن مظلومية أهل البيت، وفيها يقول: (ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفًا، ثم غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه)([16]).
ويقول الشيخ المفيد -وهو من أعلام الإمامية في القرن الرابع-: (لما مات معاوية وانقضت مدة الهدنة التي كانت تمنع الحسين بن علي -عليهما السلام- من الدعوة إلى نفسه أظهر أمره بحسب الإمكان، وأبان عن حقه للجاهلين به حالا بحال، إلى أن اجتمع له في الظاهر الأنصار، فدعا -عليه السلام- إلى الجهاد وشمر للقتال، وتوجه بولده وأهل بيته من حرم الله وحرم رسوله نحو العراق، للاستنصار بمن دعاه من شيعته على الأعداء، وقدم أمامه ابن عمه مسلم بن عقيل -رضي الله عنه وأرضاه- للدعوة إلى الله والبيعة له على الجهاد، فبايعه أهل الكوفة على ذلك وعاهدوه، وضمنوا له النصرة والنصيحة ووثقوا له في ذلك وعاقدوه، ثم لم تطل المدة بهم حتى نكثوا بيعته وخذلوه وأسلموه، فقُتل بينهم ولم يمنعوه، وخرجوا إلى الحسين -عليه السلام- فحصروه ومنعوه المسير في بلاد الله، واضطروه إلى حيث لا يجد ناصرا ولا مهربا منهم، وحالوا بينه وبين ماء الفرات حتى تمكنوا منه وقتلوه)([17]).
أما أبو القاسم المرتضى فيقول: (فإن قيل: ما العذر في خروجه من مكة بأهله وعياله إلى الكوفة والمستولي عليها أعداؤه، والمتآمر فيها من قبل يزيد منبسط الأمر والنهي، وقد رأى صنع أهل الكوفة بأبيه وأخيه، وأنهم غدارون خوانون، وكيف خالف ظنه ظن جميع أصحابه في الخروج، وابن عباس يشير بالعدول عن الخروج ويقطع على العطب فيه، وابن عمر لما ودعه يقول: أستودعُك اللهَ من قتيل، إلى غير ما ذكرناه ممن تكلم في هذا الباب. ثم لما علم بقتل مسلم بن عقيل وقد أنفذه رائدًا له كيف لم يرجع لما علم الغرور من القوم وتفطن بالحيلة والمكيدة؟!). ثم أجاب بأجوبة عن هذا الإشكال مع الإقرار والتأكيد لخيانة أهل الكوفة، وكان من جملة ما ذكر: (فأما الجمع بين فعله وفعل أخيه الحسن فواضح صحيح، لأن أخاه سلم كفًّا للفتنة وخوفا على نفسه وأهله وشيعته، وإحساسا بالغدر من أصحابه، وهذا لما قوي في ظنه النصرة ممن كاتبه وتوثّق له، ورأى من أسباب قوة أنصار الحقّ وضعف أنصار الباطل ما وجب عليه الطلب والخروج. فلما انعكس ذلك وظهرت أمارات الغدر فيه وسوء الاتفاق رام الرجوع والمكافّة والتسليم كما فعل أخوه، فمنع من ذلك وحيل بينه وبينه، فالحالان متفقان. إلا أن التسليم والمكافّة عند ظهور أسباب الخوف لم يُقبلا منه، ولم يجب إلا إلى الموادعة، وطلب نفسه فمنع منها بجهده حتى مضى كريما إلى جنة الله ورضوانه)([18]).
فهذا كلام الشيخ المفيد (413هــ) والشريف المرتضى (436هــ)، وهما من رموز الإمامية المتقدمين.
أما المعاصرون فننتقي منهم قول مرتضى مطهري: (لا ريب في أن أهـل الكوفـة كانـوا من شيعة علي بن أبي طالب، وأن الذين قتلوا الإمام الحسين هم شيعته؛ ولهذا كتب المؤرخون عن أهـل الكوفـة يقولون: قلوبهم معه وسيوفهم عليه؛ ذلك أن الأمويّين كانوا قـد سحقوا الشخصية الإسلامية في نفوس أهل الكوفة، ولم يعد فيهـا من يملك تلك الأحاسيس الإسلامية الوهاجة)([19]).
وقد تناول المؤرخ والعالم الموسوعي باقر شريف القرشي حياة الحسين وحركته في كتاب ضخم، وتوقّف عند أسباب فشل تحرّك مسلم بن عقيل في التمهيد لمقدم الحسين إلى العراق، فأرجع ذلك لجملة من العوامل، منها أخلاق المجتمع الكوفي، وعدد منها: التناقض في السلوك والغدر والتذبذب والتمرد على الولاة، والانهزامية ومساوئ الأخلاق، والجشع والطمع والتأثر بالدعايات([20]).
3- ظهور حركة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي؛ بهدف الثأر من قتلة الحسين والتكفير عن إثم خذلانه.
هذه الحركة الثورية المسلحة بكلّ تفاصيلها المبثوثة في التراث السني والشيعي شاهدٌ آخر على خذلان شيعة الكوفة لابن بنت نبيّهم عليه الصلاة والسلام، ورغبة بعضهم بالتكفير عن خطيئته، فلو لم يقع الغدر لم يحصل الشعور بالذنب والسعي لتكفيره.
الحقيقة الرابعة: إبطال النظرة الثورية لخروج الحسين رضي الله عنه
شاع في نظر المعاصرين وتناولهم لمقتل الحسين القراءة الثورية، فخروجه إلى العراق وفق تفسيرهم كان ثورة على الظلم والباطل والحاكم الفاسد المستبدّ.
وبعضهم اتّخذ هذا الحدث ذريعة لتأصيل شرعية الثورة على الحاكم الجائر، ودليلًا على استحسان هذا الأمر، أو على الأقل اعتباره اجتهادًا معتبرًا لا يجوز الإنكار على من يذهب إليه. ونقض التفسير الثوري لحركة الحسين من عدة وجوه:
1- التناول الثوري لهذه المصيبة أمر حادث لم يعرفه الأولون ولا المتأخرون من السنة والشيعة، بل هو نتاج الثقافة المعاصرة المتأثرة بالأفكار الثورية واليسارية.
فقد ظلّ الكلام حول هذه المسألة ينصبّ على ذكر المصيبة العظيمة والتنديد بالقتلة الآثمين ولعنهم، وقد يمتدّ البحث إلى مناقشة خروج الحسين وهل كان قرارًا موفّقًا أو صائبًا، والإجابة عن بعض الإشكالات والانتقادات الموجّهة لهذا القرار.
ويذهب بعض الباحثين الشيعة إلى أن التعاطي الثوريّ مع هذا الحدث بدأ في النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي، (وإلا فالشيعة قبل هذا التاريخ لم يتداولوا مسألة النهضة الحسينية -غالبًا- سوى من زاوية تراجيدية لا يتمّ توظيفها في الإطار السياسي والنهضوي إلا نادرًا)، ويؤكَّد أيضًا أن (فلسفة الثورة الحسينية لم توضع على نار حامية في الوسط الشيعي منذ زمن بعيد، بل إنّ بعض العلماء دعا إلى الإحجام عن دراسة هذا الموضوع، واعتبره نوعًا من التكلّف، وأنّ اللازم إحالة الأمر إلى أهل البيت أنفسهم؛ لأنّهم معصومون)([21]).
ولا يختلف الأمر كثيرًا في الجانب السني، فلم تظهر النغمة الثورية في مؤلفات العلماء والفقهاء الذين تناولوا مقتل الحسين، وإنما ظهرت في كتابات بعض المثقفين الإسلاميين، مثل كتاب عباس محمود العقاد (أبو الشهداء الحسين بن علي)، ومسرحية عبد الرحمن الشرقاوي (الحسين ثائرًا)، وكتاب عبد الله العلايلي البيروتي (الإمام الحسين سمو المعنى في سمو الذات)، وبعض هؤلاء الكتاب له ميول يسارية، أو ظهرت كتاباته في وقت رواج أفكار اليسار والتي دفعت طائفة من المفكرين إلى صياغة تأويلات ثورية لكثير من المفاهيم والأحداث في تاريخ الإسلام.
فالقراءة الثورية لمقتل الحسين ثمرة المناخ الفكري والسياسي السائد في القرن الماضي، ولم يكن فهما شائعًا أو فكرة مطروحة قبل ذلك.
2- إن مبدأ الثورة على الحاكم الظالم المستبد لم تكن من ثقافة المسلمين في القرن الهجري الأول، فالمنطلَق في حركات المعارضة السياسية على اختلافها توجهاتها هو سقوط الشرعية الدينية للحاكم وسقوط أهليته لتولي شؤون المسلمين؛ إما لكفره أو فسقه وعبثه بالدين والأحكام وتعطيل العمل بالشريعة أو تغيير معالمها وفق منظور المعارضين.
فالمبدأ في المعارضة كان يقوم على أساس ديني محض، فلا يمكن الزعم بأن فلانًا خرج على الحاكم الفلاني من أجل الحقوق والحريات ومحاربة الاستبداد، بل من أجل العمل بالكتاب والسنة وإحياء الدين وخلع العابثين به، ومع هذا المنطلق الذي كان موجودا لدى بعض التابعين في القرن الأول فقد استقرّ مذهب أهل السنة على خلافه بعد فتنة ابن الأشعث كما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية([22]).
3- لا يمكن الحديث عن ثورة ولِدت ميتة قبل أن ترى النور، فهذا هو الأصح في وصفها، ولا يمكن وصفها بالفشل في تحقيق الأهداف؛ لأنها لم تتجاوز مرحلة البدء والانطلاق، ذلك أن الحسين بن علي رضي الله عنه لما وصله خبر مقتل ابن عمه وسفيره إلى أهل الكوفة مسلم بن عقيل حزن لذلك وقال: (لقد خذَلَنا شيعتُنا، فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج، ليس عليه ذمام)، فتفرق الناس عنه، وأخذوا يمينا وشمالا([23]).
ولما أيقن الحسين أن شيعته من أهل الكوفة خذلوه وانفضّوا عنه وانحازوا إلى معسكر عدوه، حاول مفاوضة الطرف المقابل، وعرض عليهم ثلاثة أمور: إما العودة إلى الحجاز، أو الذهاب إلى الثغور، أو التوجه لمبايعة يزيد في الشام.
وبعض الشيعة يُنكر أنه عرض عليهم رغبته في بيعة يزيد، لكن النصوص والأخبار كلها تؤكّد بأن الحسين عدل عن رأيه، وأراد الرجوع لما أيقن بخيانة القوم له، وكان يناشد الجيش الذي حاصره قائلًا: (أيها الناس، إذ كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمني من الأرض)، وفي رواية أخرى أنه خاطب قائد جيش الكوفة عمر بن سعد موضحًا سبب مقدمه إلى العراق: (كتب إليّ أهل مصركم أن أقدَم، فأما إذ كرهوني فأنا أنصرف عنهم)([24])، وفي لفظ ثالث: (يا هذا، أبلغ صاحبك عني أني لم أرد هذا البلد، ولكن كتب إليّ أهل مصركم هذا أن آتيهم، فيبايعونني ويمنعونني، وينصروني ولا يخذلوني، فإن كرهوني انصرفت عنهم من حيث جئت)([25]).
فلم يحرص الحسين على المضي فيما خرج من أجله، ولم يكن يفكّر بمبدأ الثورة والنضال حتى النصر أو الشهادة، بل كان رضي الله عنه على الضدّ من ذلك كلّه، وفكّر بطريقة واقعية تحقن دمَه ودم أهله، وتصرِف عن الناسِ شرَّ الفتن والاقتتال، لكن الطرف المقابل لِعُتُوِّه وفسادِه وشقاءه حَرصَ على قتل الحسين وإرغامه على ما يكره، فكان ما كان، والله المستعان.
4- أخطر ما في التأويل الثوري لهذه الحادثة هو إدانة الأمّة والصحابة الذين أشاروا على الحسين بعدم الخروج، وكأنهم بذلك يدافعون عن الحكم الاستبداديّ وينهون الثائرين عن محاولة التغيير، وكل ذلك يصبّ في خدمة الحاكم الظالم.
فكلّ تمجيد لحركة الحسين يعني إدانةً وذمًّا لموقف المتخاذلين عنه فضلًا عن المعارضين له، ومعلوم أن كبار الصحابة وأعلام التابعين آنذاك -كعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله والمسور بن مخرمة وعبد الله جعفر بن أبي طالب ومحمد ابن الحنفية وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وغيرهم- أشاروا على الحسين بعدم الخروج إلى العراق والاغترار برسائل التأييد الواردة إليه من الكوفة، فالصحابة لم يكتفوا بعدم تأييد الحسين أو عدم الثأر له بعد مقتله، بل حرصوا على ثنيه عن رأيه وإقناعه بالقعود وعدم الخروج، فهم وفق التفسير الثوري ساهموا في توطيد حكم يزيد بن معاوية وقتل روح الثورة والتغيير، وزينوا مبدأ الاستسلام للحكم الظالم والتعايش مع الواقع الفاسد.
إن تمجيد الثورة يلزم منه بالضرورة ذمّ القاعدين عنها والمتخاذلين عن اللحاق بها، فضلا عن الرافضين لفكرتها، ويتأكّد هذا المعنى حينما يكون الحاكم يزيد بن معاوية الذي يتفق المعاصرون على ذمّه وعدم أهليته مقارنة بالحسين بن علي، وعليه فالنظرة الثورية المعاصرة لموقف الصحابة نظرة غير سديدة، ولا تصدر ممن يعرف قدر الصحابة الكرام، بل قد تفضي بصاحبها إلى القول بأن الصحابة كانوا من جنس علماء السوء ووعَّاظ السلاطين، يعبّدون الناس للحاكم، وينهونهم عن الثورة والمطالبة بحقوقهم المشروعة، وليس هناك تقييم آخر لموقف الصحابة من حركة الحسين وفقًا للتفسير الثوري.
5- لا يمكن الجمع بين الاحتفاء بحركة الحسين الثورية والثناء على صلح أخيه الحسن مع معاوية بن أبي سفيان، وقبل ذلك قبول علي بن أبي طالب -رضي الله عن الجميع- بوقف الحرب مع معاوية.
فعليٌّ والحسن ذهبا في سياستها مذهبًا سلميًّا تصالحيًّا يرجِّح مصلحة الأمة ويحقِن دماءها، وتنازلا عن حقهما بالحكم وكانَا أجدر الناس به في زمانهما، كل ذلك دفعًا للفساد والاقتتال والفتن.
وسياسة علي والحسن هو المذهب الذي ارتضته الأمة وأعيان أهل البيت في التعامل مع الحكم الأموي في مختلف مراحله.
فمن يثني على الحسين لحركته الثورية لا يمكنه تفهّم الموقف السلميّ التصالحيّ الذي اعتمدته الأمة في موقفها من بني أمية ومن جاء بعدهم من الخلفاء والسلاطين، فليس أمامه إلا ذمّ الأمة والصحابة لتخاذلهم وتعايشهم مع الظلم والاستئثار بالسلطة أو العدول عن القراءة الثورية لحركة الحسين التي بنيت من وحي الخيال ولم تستند لنظر تاريخي أو أدلة وقرائن تنهض باعتبارها ثورة بالمفهوم المعاصر.
الحقيقة الخامسة: خطر التوظيف السياسي والديني لإحياء ذكرى الحسين
استثمرَ الغلاة في أهل البيت هذه الجريمةَ، ووظّفوها لصالح أطماعهم السياسية وأهوائهم الدينية، فرفعوا شعار الحسين والانتقام له، وجعلوا من خصومهم ورثةً ليزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد، وزيّنوا لأتباعهم أنهم أنصار الحسين يقاتلون باسمه أعداء الحسين، كل ذلك لحشد الأتباع وطلب الشرعية وتبرير أيّ عنف ضدّ المخالف أو أيّ تحقيق لأطماع سياسية مذهبية.
فلم تتوقّف خطيئة الغلاة عند خذلان الحسين عند قدومه إلى العراق، بل عمدوا إلى محنته ومصيبته فاستغلّوها وسخّروها خدمةً لتصوّراتهم المذهبية وطموحاتهم في الحكم، فالمعادي لهم عدوّ للحسين يسعى لقتله مرة أخرى، والموافق لهم موال للحسين مدافع عن قضيته طالب لثأره.
التوظيف السياسي لجريمة قتل الحسين يخدم تيار الأقلية المنشقة عن الأمة بعقائد تكفير الصحابة والغلوّ في تقديس أهل البيت واستحلال دم من لا يرى إمامتهم حقًّا إلهيًّا وأصل الأصول الدينية، وهذا الشذوذ العقائدي بحاجَة إلى ما يستره ويحسِّن منظره، فتأتي قضية الحسين وطلب الثأر من قاتليه لتؤدّي هذه المهمة.
لذا ينبغي النظر في عقيدة من يرفع شعار الثأر للحسين؛ لأنها حتمًا عقيدة مصادمة لعقيدة السواد الأعظم للأمة، كما أنها منطوية على قدر كبير من التكفير والإقصاء للمخالف والجرأة على قتله واستحلال دمه.
لا يقتصر الأمر على الأطماع السياسية، بل لقد غدَا إحياء ذكرى الحسين دعاية مذهبية لأفكار الإمامية، خاصة عند العوام المعظِّمين لأهل البيت الجهلةِ بتفاصيل المذهب المصادمة لثوابت الوحي وإجماع المسلمين.
ومن مفاسد إحياء هذه الذكرى: تغذية الانقسام والتحريض على الاحتراب والاقتتال بين طوائف المنتسبين للقبلة خاصة عند العوام الجهلة، فالذين يحيُون ذكرى قتل الحسين يزيّنون لأتباعهم أن أعداء الحسين ما زالوا على قيد الحياة، وأنهم يجتهدون في منع إحياء ذكرى الحسين ويحرِّضون على شيعته وأنصاره ومحبيه، كل ذلك لحشد العوامّ خلف رجال الدين؛ ليمضوا بهم نحو حروب دينية تقوم على فكرة الثأر والانتقام وتمزيق المجتمع بدعوى الثأر للحسين من أعدائه ومبغضيه.
ومن مفاسد إحياء هذه الذكرى: إشاعة ثقافة اللعن والكراهية وتغذية الحقد ومشاعر الانتقام من خلال شعارات: (يا لثارات الحسين) و(لعن الله أمة قتلتك)، وكلّ ما يوحي بأن المعركة مع أعداء الحسين ما زالت مستمرة، فتغدو الأمة يلعن بعضها بعضًا، ويقتل بعضها بعضًا، ويستطيل طائفة منها على جماعتها بدعوى الثأر لابن بنت نبيها من أمة خذلته، وهذا يعني أن ذكرى الحسين مشروع استنزاف داخليّ لقوة الأمة وتماسكها وقدرتها على مواجهة أعدائها.
نسأل الله تعالى أن يقي الأمة شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([2]) في رسالة (الرد على الرافضة)، المنشورة ضمن مجموع مؤلفاته (12/ 47).
([4]) جواب أهل السنة النبوية المنشور ضمن الرسائل والمسائل النجدية (4/ 87).
([5]) ينظر: تفسير روح البيان (4/ 143).
([7]) منهم محسن الأمين في: أعيان الشيعة (1/ 585-586)، وعلي الميلاني في: من هم قتلة الحسين شيعة الكوفة؟ -إصدارات مركز الحقائق الإسلامية في مدينة قم، إيران، الطبعة الثانية، 1434هــ-، وفوزي آل سيف في: من قضايا النهضة الحسينية (ص: 71-75) -الطبعة الرابعة-.
([9]) الملهوف على قتلى الطفوف (ص: 54)، ومقتل الحسين للخوارزمي (2/ 7).
([10]) الإرشاد للمفيد (2/ 98).
([11]) ومقتل الحسين للخوارزمي (2/ 6).
([12]) الإرشاد للمفيد (2/ 110-111).
([13]) مثير الأحزان لابن نما الحلي (ص: 69)، الملهوف على قتلى الطفوف (ص: 199-200). وفي لفظ: (كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهود والمواثيق والبيعة وقاتلتموه).
([14]) الملهوف على قتلى الطفوف (ص: 192-194)، بحار الأنوار (45/ 109)، لواعج الأشجان لمحسن الأمين العاملي (ص: 200).
([15]) مقتل الحسين لأبي مخنف لوط بن يحيى (122)، بحار الأنوار (45/ 11).
([16]) شرح نهج البلاغة (11/ 43)، ويذكر المجلسي هذا الكلام المنسوب للباقر بلفظ مقارب وفيه: (ثم بايع الحسين من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، ثم غدروا به فخرجوا إليه فقاتلوه حتى قتل). بحار الأنوار (27/ 211-212).
([17]) الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (2/ 31).
([18]) تنزيه الأنبياء (ص: 227-231).
([19]) الملحمة الحسينية (1/ 129).
([20]) حياة الإمام الحسين دراسة وتحليل (2/ 418-427).
([21]) من دراسة بعنوان: (الحركة الحسينية والتأصيل الفقهي لشرعية الثورة قراءات ومتابعات)، للباحث اللبناني حيدر حب الله، منشور بتاريخ (12/ 5/ 2014م) على الموقع الرسمي له: