الثلاثاء - 19 ربيع الآخر 1446 هـ - 22 أكتوبر 2024 م

الانتكاسة الفكرية خطيئةُ عقلٍ أم قاصفٌ من ريح الإلحاد؟ «حصانة المطالع للنتاج الفكري الهدام»

A A

أُثيرت في هذه الأيام قصّة شابّ أعلن إلحادَه، وكان قبلُ من ركب المهتَدين وزُمرة طلاب العلم، فأثار في النفس معنى استشراف الفِتن الفكرية بلا لأمة حرب، وهل الاستشراف بهذا إلقاءٌ بالنفس للتهلكة أم هو سهم طائش؟!

وبعبارة أخرى: الانتكاسة الفكرية: خطيئة عقل أم قاصف من ريح الإلحاد؟ فهؤلاء الذين أحاطت بهم ظُلَم الفتن والشكوك، وزلقت أقدامهم في أوحالها فانتكسوا، وزاغوا عن الطريق: هل كانوا هم المتسببين لهذه النتيجة بما قدَّموه من مقدمات، أم أنّ سيل الغزو الفكري أتاهم بلا استشراف فاجتاح خيامهم؟!

ولا نُغفل في هذه النقطة أن كثيرًا من إجالات النظر في أبناء هذا الجيل إنما هي تقليد ومتابعة لمن أحسَن بهم الظنَّ في عالَم “التواصل الاجتماعي”.

فالشابّ المشهور في عالم التواصل الاجتماعي قد لا يحمل قلبًا حانيًا حاملًا لمعنى الرسالة والدعوة إلى الله بقدر ما يحمل هوسًا بفرض رأيه والترويج للأنا وآرائه الشخصية، فيقذف إشكالاته ونوادرَه الفلسفية والعلمية ونقدَه على فحول العلماء، ووساوسه أحيانًا؛ وبالتالي فإن هذا المتابع يقع ضحية المهووس بفرض رأيه وشخصيته وشكوكه، فتأتيه قواصف الوساوس أرسالًا فيقع بين أقدام هؤلاء، وحالُ هذا المتابِع المبتدئ أنه بلا لأْمَة حربٍ أو حصانة من مَعين الوحي والإيمان والعلم والبرهان.

فالشاهد من هذا أن دخول بعض الشباب إلى القراءة في كتُب فوق مستواهم الإيماني والعقدي والعلمي أو متابعة هوس الترند الفلسفي الإلحادي يفتحُ عليهم بابَ الفتن الفكرية على مصراعيه، وقد يكون الدافع والهاجس تقليدَ مَن يتابعه في ذلك، أو قل: “الموضة العلمية”، فإن الموضة العلمية الآن هي الهوسُ بكتب الفلسفة وأهل البدع، والكتب المترجمة من الحداثيين والليبراليين.

وغنيٌّ عن القول أن تلك الكتب قد تكون رافدًا من روافد الهدم الفكري، وقد تكون وسيلة للاطلاع على ما عند القوم والاستفادة مما فيها، خاصّة منصفيهم، لكن أغلبها يفتح العقل على فتن الأفكار والثقافات الدخيلة والفلسفات المعاصرة المناهضة لفكرة الدين الإسلامي والتوحيد، وسلطة النص الشرعيّ، وتسليط المعاني الحداثية والليبرالية في تفسيره، وكل هذه تنثر بذور الشكوك في القلب ولا يظهر أثرها إلا بعد زمن.

ومن عظيم تحليلات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لضلال بعض الملاحدة وغيرهم أن مادّة الزيغ قد دخلت عليهم من أخذ كتب الفلسفة والكلام والأدب، وعدم الالتفات إلى معين الوحي والآثار، يقول: «وإنما يعتمدون على العقل واللغة، وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف؛ وإنما يعتمدون على كتب الأدب، وكتب الكلام التي وضعتها رؤوسهم، وهذه طريقة الملاحدة أيضًا؛ إنما يأخذون ما في ‌كتب ‌الفلسفة وكتب الأدب واللغة، وأما كتب القرآن والحديث والآثار فلا يلتفتون إليها»([1]).

ويذكر ابن أبي العز حالَ الحائرين من المتفلسفة وأهل الكلام الذين أعرضوا عن أنوار الوحي أن حالهم تؤول إلى زندقة، فيقول: «ومن يصل إلى مثل هذه الحال إن لم يتداركه الله برحمته وإلا تزندق، كما قال أبو يوسف رحمه الله: (من طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب غريب الحديث كذب)»([2]).

فمن أسَّس أود معارفه على الاطلاع على الفلسفة وعلم الكلام قبل حصانة علمية وإيمانية، أو كان نصيبه من القراءة فيها أكثر من غيرها قبل أن يشتدّ عوده؛ فإنه في الغالب يفتن وتفرّخ الوساوس في رأسه.

هنا حقيقة يجب أن تكون حاضرة:

طالب العلم أو المتديّن في هذا الزمان يختلف عن العصور الماضية، فكان يسَع السابقين فرضُ تخييم بوادٍ سهل لا تحلُّه قواصف الفتن ولا تجتاحه سيولها (المنطقة الخضراء)؛ فلا يسقط حينها إلا مستشرف، أو جريء على الأمور أذاب الغرور والفضول والأنا هويّته، وشاء الله تعالى فتنته، فكانت النتيجة من جنس ما قدَّم وباشر.

لكن زماننا لن تكون فيه بمنأى ولو اتخذت سُلَّمًا في السماء أو عُلِّقت في الهواء؛ لأن أثير الهواء أيضًا ناقل، والبثُّ يطارد، والكتب (والمنشورات) و(التغريدات) أسرع من خيل السبق!

وفتن الأفكار تجد طريقها إلى العقول والقلوب عبر موردين:

الأول: مورد الخطيئة:

يباشرها العبد، فيكون هو فاتنَ قلبه وجانيًا عليه، “فهذه يداي وما جنيت بها”، فيكون هو العامل على إفساد نفسه، وإعمال الفساد في فكره، ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئة، هذا حال من أغرق في كتب الفلسفة والكلام وغيرها بلا زاد وحصانة، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: «وإنما يستفيد الناظر في كلامهم كثرة ‌الشكوك والشبهات»([3]).

الثاني: مورد الغزو الفكري:

تناله قواصف الشبهات ودخانها، وتجتمع عليه عن قوس واحدة؛ لتنال فكره، وتغتال قلبه والمعاني الفطرية الإيمانية لديه، ويُخشى عليه من صدوده عن معاني الوحي، كما قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [غافر: 83].

وهذان الموردان لا بدّ لهما من حصانة تقي العبدَ من الجناية على نفسه أو جناية غيره عليه.

أسباب الانتكاسة بعد بلوغ المرتبة العلمية:

من أهمِّ أسباب ذلك:

1- الدخول في الفكر الفلسفيّ والكلامي قبل التأهل:

فيطالع ما عند أهل البدع والمذاهب المنحرفة قبل التمكُّن العلمي من معرفة الحقّ الذي في القرآن والسنة. يقول أبو الوفاء ابن عقيل: «وقد أفضى الكلام ببعض أهله إلى الشكوك، وببعضهم إلى الإلحاد تُشمُّ روائحه من فلتات كلامهم»([4]).

2- الاشتغال بالمعارك والردود والنقد:

فضلًا عن كونه وأدًا -لا محالة- لمشروع طالب العلم الإيماني والعلمي والدعوي التعليمي وإن كانت على حقٍّ، إلا أن فيها عزلًا لروحه بظلال كثيفة في وادٍ قَفْر، وما هو إلا وقت يسير حتى يكون القلب مستَقَرّ الوساوس الفكرية. قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقل»([5]).

ومما رُصد أن بعض من كان ينتسب إلى العلم وقد بزّ فيه حتى صارت له فيه صولة وجولة، فدافع عن الحق، وصرع كثيرين من أهل الباطل، لكنه لم يكن له حظ من علمه إلا الاحتراب، فلا ينعم النظر إلا في الشكوك والأهواء، ولا يهجع إلا على صفحات في عقائد الأغلال، حتى قسى قلبه، وجاءته القاضية؛ وهي: رِيـَـــبُ المحترب.

فما هو إلا أن عظمت شكوكه التي أثارتها معاركه لتصبح ظلالًا كثيفة على القلب، فنمت وتمكّنت من ذلك القلب، فعاد قلبه محطَّ الوساوس ومرتكز الشبهات، فكانت سياطه في المنتسبين إلى الحقِّ أنكى منها في خصومه القدماء الذين عاداهم قبل زيغته؛ لخبرته بالمذهبين، وتمكّنه من آلة البيان وسيف الاحتراب، فتجرَّأ على الحق بالرفض، وادَّعى أن الإسلام أغلالٌ موروثة، وأنه من قبيل ديانة أهل الأوثان.

حصانة المطَّلع على نتاج القوم:

هناك سبل للحصانة والمنَعَة يستجنّ بها العبد من أفواج الفتن الفكرية، قبل الاطلاع على الأفكار الفاسدة، وبعد الاطلاع عليها.

أولًا: سبل الحصانة قبل كلِّ اطلاع:

توجّه له النصيحة أولًا ألا يستشرف الفتن، ولا يحُلَّ بناديهم إلا مضطرًا، فبعض من ذهب وكان يظنّ في نفسه القوةَ لم يرجع، والأمثلة حاضرة ومشاهدة.

فإن اضطُرّ نُصِح بأنِ اجعلْ لك في كل مرة تقرأ فيها نتاجَ القوم حصانةً ومنعة تستجنّ بها من لوثات الشكوك، فإن سموم الشكوك والفتن الفكرية والإلحاد وأترابها إنما تسري في قلب خالٍ عن العلم والهدى، مع البحث فيما وراء الإمكانات والعدة العلمية والإيمانية مما لا تحتمله قوى القلب والأذهان؛ لذا كان لا بد من عدتين:

1- عدة إيمانية من أنوار الوحي: ومنها (الأذكار، وورد الأدعية القرآنية والنبوية اليومي، وقراءة القرآن، والنوافل، ودعاء السجود، والقراءة في السير والتراجم، والقراءة في كتب الزهد والرقائق).

2- عدة علمية في منهج التلقّي: ومنها (عدم استشراف مسائل العلم وحدك، وأخذ العلم عن راسخ مشهود له، والحذر من تلقي العلوم الفكرية والكلامية عن أهل البدع حتى لا يستثمرها في نشر بدعته فنسبق إلى قلبك، ومعرفة مذهب أهل السنة والجماعة بتمكّن ورسوخ).

ثانيًا: سبل الحصانة بعد كل اطلاع:

اجعل لك في كل مرة تقرأ فيها نتاجَ القوم حصانة، ومنها:

1- أن تعلم أن الهداية محض فضل ونعمة من الله:

واستحضر كيف ضلّ هؤلاء مع وجود هذه الأذهان، وكرِّر في نفسك أن الهداية محض فضل ونعمة من الله يمنّ بها على من شاء من عباده، وسل ذلك دومًا من الله تعالى. وعليك بالدعاء بالثبات على الإيمان، ومن ذلك دعاء: (اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وبكل حالٍ فالعبد مفتقر إلى الله في أن يهديه ويُلهمه رشده. وإذا حصل له علم بدليل عقلي فهو مفتقر إلى الله في أن يُحدث في قلبه تصور مقدمات ذلك الدليل ويجمعها في قلبه، ثم يحدث العلم الذي حصل بها. وقد يكون الرجل من أذكياء الناس ‌وأَحَدِّهم ‌نظرًا ويعميه عن أظهَر الأشياء، وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظرًا ويهديه لما اختُلف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا به. فمن اتَّكل على نظره واستدلاله أو عقله ومعرفته خُذِل. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة كثيرًا ما يقول: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك»، ويقول في يمينه: «لا ومقلب القلوب»، ويقول: «والذي نفسي بيده»، ويقول: «ما من قلب من قلوب العباد إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه»“([6]).

2- الاغتسال بمعين الوحي الفطري الإيماني بعد الخوض فيها:

فعلى المبتلَين بالاطلاع على النتاج الفلسفي والمعارضات العقلية القديمة والمعاصرة الاغتسالُ العقلي من عيون الوحي ومعانيه الفِطرية، وأن يعتبروا أنفسهم في زمن الخطاب القرآني والنبوي، ويسمعوا القرآن غضًّا، والسنة من المنبع.

فلا تشقيق أو تحليق في عقول أرسطوطاليس، أو معارضات وتأويلات المتكلمين وأوهامهم المبينة على معاني الفلسفة، فيتعاملون معه بقلب العربيّ الحيّ الذي يسمع ويؤمن ولا يقول: أرأيت أرأيت..

ويسلّم لله فيما جاء به من عقائد وتصوّرات ومعارف، وينخلع من زبالات الإغريق والمجوس والإشراقيين والمشائين.

3- لا تغترَّ فتُخذَل:

فبعض الناظرين في مقالات هؤلاء يخرج بعدها وقد عُقد لسانه بمعجم ألفاظهم، متنمّرًا ببعض طرائقهم، ومشبَعًا بأسلوبهم؛ فحالته حال القابل لما عندهم من فلسفات لا الناقد لها.

فادَّكر يا طالب العلم، كيف كان وقع صنيعهم وأثره في مجافاة نور الوحي، والغفلة عن مقصد العلم الأعظم، وعدم اكتحال العين بأنواره؟!

والنصيحة لمن ينشر العلم وصار متبوعًا..

اتّق الله فيما تنشُر، واحرص على إشغال مسامع الناس بالعلم الصحيح والتحقيق، واحذر من إذاعة الشبهات وغثّ المعاني والأفكار الإلحادية ولو كانت تحت ستار التحصيل، فقلوب الناس ضعيفة، والقراء ليسوا على قلب واحد من التُّقى والمنَعَة العلمية والإيمانية، فاحرص على بثّ فكرة (تحرير) العلم و(تبسيط المعاني)، وبذل العلم، وجعله مشاعًا بين الناس.

يقول ابن الجوزي: «ورأيت بعض القوم يقول: أنا قد ألقيت منجلي بين الحصادين ونمت! ثم كان يتفسّح في أشياء لا تجوز! فتفكرت؛ فإذا العلم -الذي هو معرفة الحقائق، والنظر في سير القدماء، والتأدب بآداب القوم، ومعرفة الحق، وما يجب له- ليس عند القوم، إن ما عندهم صور ألفاظ، يعرفون بها ما يحلّ وما يحرم، وليس كذلك العلم النافع، إنما العلم فهم الأصول، ومعرفة المعبود وعظمته، وما يستحقّه، والنظر في سير الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والتأدّب بآدابهم، وفهم ما نقل عنهم، هو العلم النافع الذي يدع أعظم العلماء أحقَر عند نفسه من أجهل الجهال»([7]).

وبعد، فإنّ استشراف الفتن الفكرية على مصراعيها مُردٍ، وسبب في الانتكاسة عن صراط الله تعالى، فهو خطيئة عقلٍ، وهو أيضًا قاصف من ريح الإلحاد مغرق.. ويثبِّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويضلّ الله الظالمين، ويفعل الله ما يشاء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) مجموع الفتاوى (7/ 119).

([2]) شرح الطحاوية (1/ 247).

([3]) درء تعارض العقل والنقل (1/ 357).

([4]) ينظر: العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (4/ 64)، ودرء التعارض (8/ 49).

([5]) رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 116).

([6]) درء تعارض العقل والنقل (9/ 34).

([7]) صيد الخاطر (ص: 326).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

إرث الجهم والجهميّة .. قراءة في الإعلاء المعاصر للفكر الجهمي ومحاولات توظيفه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إذا كان لكلِّ ساقطة لاقطة، ولكل سلعة كاسدة يومًا سوقٌ؛ فإن ريح (الجهم) ساقطة وجدت لها لاقطة، مستفيدة منها ومستمدّة، ورافعة لها ومُعليَة، وفي زماننا الحاضر نجد محاولاتِ بعثٍ لأفكارٍ منبوذة ضالّة تواترت جهود السلف على ذمّها وقدحها، والحط منها ومن معتنقها وناشرها([1]). وقد يتعجَّب البعض أَنَّى لهذا […]

شبهات العقلانيين حول حديث: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يزال العقلانيون يحكِّمون كلامَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إلى عقولهم القاصرة، فينكِرون بذلك السنةَ النبوية ويردُّونها، ومن جملة تشغيباتهم في ذلك شبهاتُهم المثارَة حول حديث: «الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم» الذي يعتبرونه مجردَ مجاز أو رمزية للإشارة إلى سُرعة وقوع الإنسان في الهوى […]

شُبهة في فهم حديث الثقلين.. وهل ترك أهل السنة العترة واتَّبعوا الأئمة الأربعة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة حديث الثقلين يعتبر من أهمّ سرديات الخطاب الديني عند الشيعة بكافّة طوائفهم، وهو حديث معروف عند أهل العلم، تمسَّك بها طوائف الشيعة وفق عادة تلك الطوائف من الاجتزاء في فهم الإسلام، وعدم قراءة الإسلام قراءة صحيحة وفق منظورٍ شمولي. ولقد ورد الحديث بعدد من الألفاظ، أصحها ما رواه مسلم […]

المهدي بين الحقيقة والخرافة والرد على دعاوى المشككين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ»([1]). ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالأمه أنه أخبر بأمور كثيرة واقعة بعده، وهي من الغيب الذي أطلعه الله عليه، وهو صلى الله عليه وسلم لا […]

قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كان الإيمان منوطًا بالثريا، لتناوله رجال من فارس) شبهة وجواب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  يقول بعض المنتصرين لإيران: لا إشكالَ عند أحدٍ من أهل العلم أنّ العربَ وغيرَهم من المسلمين في عصرنا قد أعرَضوا وتولَّوا عن الإسلام، وبذلك يكون وقع فعلُ الشرط: {وَإِن تَتَوَلَّوْاْ}، ويبقى جوابه، وهو الوعد الإلهيُّ باستبدال الفرس بهم، كما لا إشكال عند المنصفين أن هذا الوعدَ الإلهيَّ بدأ يتحقَّق([1]). […]

دعوى العلمانيين أن علماء الإسلام يكفرون العباقرة والمفكرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة عرفت الحضارة الإسلامية ازدهارًا كبيرًا في كافة الأصعدة العلمية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ولقد كان للإسلام اللبنة الأولى لهذه الانطلاقة من خلال مبادئه التي تحثّ على العلم والمعرفة والتفكر في الكون، والعمل إلى آخر نفَسٍ للإنسان، حتى أوصى الإنسان أنَّه إذا قامت عليه الساعة وفي يده فسيلة فليغرسها. ولقد كان […]

حديث: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ» شبهة ونقاش

من أكثر الإشكالات التي يمكن أن تؤثِّرَ على الشباب وتفكيرهم: الشبهات المتعلِّقة بالغيب والقدر، فهما بابان مهمّان يحرص أعداء الدين على الدخول منهما إلى قلوب المسلمين وعقولهم لزرع الشبهات التي كثيرًا ما تصادف هوى في النفس، فيتبعها فئام من المسلمين. وفي هذا المقال عرضٌ ونقاشٌ لشبهة واردة على حديثٍ من أحاديث النبي صلى الله عليه […]

آثار الحداثة على العقيدة والأخلاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الفكر الحداثي مذهبٌ غربيّ معاصر دخيل على الإسلام، والحداثة تعني: (محاولة الإنسان المعاصر رفض النَّمطِ الحضاري القائم، والنظامِ المعرفي الموروث، واستبدال نمطٍ جديد مُعَلْمَن تصوغه حصيلةٌ من المذاهب والفلسفات الأوروبية المادية الحديثة به على كافة الأصعدة؛ الفنية والأدبية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية…)([1]). ومما جاء أيضا في تعريفه: (محاولة […]

الإيمان بالغيب عاصم من وحل المادية (أهمية الإيمان بالغيب في العصر المادي)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعيش إنسان اليوم بين أحد رجلين: رجل تغمره الطمأنينة واليقين، ورجل ترهقه الحيرة والقلق والشكّ؛ نعم هذا هو الحال، ولا يكاد يخرج عن هذا أحد؛ فالأول هو الذي آمن بالغيب وآمن بالله ربا؛ فعرف الحقائق الوجوديّة الكبرى، وأدرك من أين جاء؟ ومن أوجده؟ ولماذا؟ وإلى أين المنتهى؟ بينما […]

مناقشة دعوى الإجماع على منع الخروج عن المذاهب الأربعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن طريقة التعامل مع اختلاف أهل العلم بَيَّنَها الله تعالى بقوله: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ‌أَطِيعُواْ ‌ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ […]

بدعية المولد .. بين الصوفية والوهابية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الأمور المقرَّرة في دين الإسلام أن العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فإنَّ الإسلام مبني على أصلين: أحدهما: أن نعبد الله وحده لا شريك له، والثاني أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فالأصل في العبادات المنع والتوقيف. عَنْ عَلِيٍّ […]

الخرافات وأبواب الابتداع 

[ليس معقولاً، لا نقلاً، ولا عقلاً، إطلاق لفظ «السُّنَّة» على كل شيء لم يذكر فيه نص صريح من القرآن أو السنة، أو سار عليه إجماع الأمة كلها، في مشارق الأرض ومغاربها]. ومصيبة كبرى أن تستمر التهم المعلبة،كوهابي ، وأحد النابتة ، وضال، ومنحرف، ومبتدع وما هو أشنع من ذلك، على كل من ينادي بالتزام سنة […]

ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي

‏‏للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي([1]) اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور علي بن محمد بن ناصر آل حامض الفقيهي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدا بقرية المنجارة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، إحدى محافظات منطقة جيزان، عام 1354هـ. نشأته العلمية: نشأ الشيخ في مدينة جيزان […]

مناقشة دعوَى أنّ مشركِي العرب جحدوا الربوبية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اعتَمَد بعضُ الأشاعرةِ في العصور الحديثةِ على مخالفة البدهيات الشرعية، وتوصَّلوا إلى نتائج لم يقل بها سلفُهم من علماء الأشعرية؛ وذلك لأنهم لما نظروا في أدلة ابن تيمية ومنطلقاته الفكرية وعرفوا قوتها وصلابتها، وأن طرد هذه الأصول والتزامَها تهدم ما لديهم من بدعٍ، لم يكن هناك بُدّ من […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017