الأحد - 01 رجب 1447 هـ - 21 ديسمبر 2025 م

من مقاصد النهي عن إحياء ذكرى المولد النبوي

A A

ربما يعتبر البعض أن الخلاف حول شرعية الاحتفال بالمولد النبوي قضية ثانوية لا تستوجب هذا الاهتمام من الطرفين، وأنه لا ينبغي تجدد الجدل في كل عام حول أمر طال الحديث عنه وعُرفت آراء الناس بشأنه.

 لذا من المهم التنويه إلى بعض المقاصد الدينية العليا المرتبطة بالتأكيد على بدعية الاحتفال بالمولد، والنهي عن إحياء هذه المناسبة.

أولاً: منع العبث بمبدأ تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم واتّباعه:

يمكن القول أننا أمام مفهومين أو منهجين لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره واتّباعه:

 الأول: وهو تعظيم أمره واتباع سنته، وهذا المفهوم كان شائعاً في القرون الاولى المشهود بخيريَّتها وفضلها ونموذجيتها في الاقتداء والاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام.

أما المفهوم الآخر: فهو تحويل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مادة للاحتفال وإنشاد الاشعار والتجاوز في ذلك إلى الغلو في مدحه ووصفه، وقد انتشر هذا المفهوم في القرون الوسطى من تاريخ الاسلام بعد تغير كثير من ملامح الدين الأول الذي عرفه الصحابة وأتباعهم .

وكلما ضعف التديُّن وقلّ ارتباط الناس بتعاليم الإسلام وشرائعه أو ضعفت معرفتهم بسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم وسيرته= ترسخ المفهوم الثاني، وانحسر المفهوم الأول.

وحقيقة الخلاف بين المنهجين تكمن في طريقة تعامل المسلمين مع نبيهم عليه الصلاة والسلام وشدة ارتباطهم بسنته، فحينما يتخذون سيرته وسنته نهجاً وشعاراً ودستورا يصبح من العبث الاهتمام بالشكليات وإحياء ذكرى ولادته بالمدائح والأشعار وصنع الحلوى، إذ لا معنى لذلك والرسول صلى الله عليه وسلم حاضر في كل تفاصيل حياتهم، موجّه لأفعالهم وأفكارهم، ولا شيء عندهم مُقدم على العناية بحديثه جمعا وحفظاً وتدويناً وفقهاً لأحكامه ومعانيه.

في المقابل: فإنه عند ضعف التدين وتخلي الناس عن الالتزام بكثير من الواجبات والسنن المستحبَّة وظهور البدع الفكرية والسلوكية في حياة المسلمين= عندئذ يكون الاحتفاء والاحتفال بالرسول صلى الله عليه وسلم على طريقة الأشعار والأناشيد في ذكرى مولده الشريف.

فالفارق بين المنهجين هو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في حياة أتباعه وأمته.

ويكفي للدلالة على ذلك المقارنة بين نهج الأولين من السلف مع نهج المتأخرين من الخلف بالنسبة لثلاثة أمور:

– شعر المدائح النبوية.

-ومستوى الغلو في تعابير الشعراء.

 -ومؤلفات العلماء حول مولده الشريف صلى الله عليه وسلم.

والنتيجة المقطوع بها بعد المقارنة: أن شعراء المتأخرين أكثر اهتماما بالمدائح النبوية بطريقة لا تقارن مع اهتمام الاولين بها([1])، وكذلك الشأن في درجة الغلو فأشعار المتقدمين تكاد تخلو من الشطح والغلو المذموم في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف شعر المديح في القرون الوسطى كما هو الحال في بردة البوصيري.

لا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للمؤلفات في مولد النبي صلى الله عليه وسلم فمعظها – وربما – كلها كُتبت بعد انقضاء المائة السادسة من تاريخ الإسلام([2])

لا يقتصر الامر على ما سبق فشواهد التاريخ والحاضر يؤكدان على حقيقة الارتباط بين مستوى التدين والتمسك بالسنة لدى المسلمين في زمان ما وبين اهتمامهم بإحياء ذكرى المولد.

وعليه فتخصيص ذكرى ولادته صلى الله عليه وسلم بإظهار الفرح وانشاد المدائح له دلالة على النهج الذي تعتمده الأمة في التعامل مع نبيها ومنزلته في حياتهم، والنهي عن إحياء هذه المناسبة أمر ضروريّ لترسيخ مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته موجّهاً وقائداً وقدوة، ومنع تحويله الى مجرّد رجل عظيم يُستدعى كل عام لاستذكار مآثره والتغنّي بجميل صفاته، كما تفعل سائر الأمم مع عظمائها ورموزها الروحية والسياسية.

ثانيا: محدثات الساسة وأفعال العوام ليست من الدين

يقر الموافق والمخالف بأن إحياء المولد النبوي كان من عمل بعض الأنظمة الحاكمة التي تسلطت على بلاد الاسلام، وأن هذه العادة ارتبطت بالرعاية والدعم السياسي لها، وأنها قبل ذلك لم تكن مألوفة في المجتمعات المسلمة في القرون الثلاثة الأولى([3]).

وبعد أن شرعت السياسة إحياء المولد وتتابع العوام على فعله، التمس بعض العلماء الأدلة على فضله ومشروعيته واستحسان العمل به.

فالنهي عن هذه العادة يأتي في سياق محاربة الدخيل من الافكار والسلوكيات سواء تلك الوافدة من الأديان والأمم الأخرى، أو تلك التي استحسنها الملوك والولاة وشرعوها لشعوبهم.

وتنقية الدين من هذه العوائد من أهم أعمال المصلحين المجددين، ولا يحْسن بالعالم أن يكون متابعاً وموافقا لما أحدثته السياسة وجرى عليه عمل العوام .

والتأكيد على بدعية المولد يصل حاضر الأمة بماضيها الأول وطريقة الأسلاف في التعبُّد والتديّن، ويمنع من الاعتراف بشرعية ما لحق بالدين من طقوس وأفكار ليس لها أي سند صحيح أو وجه مقبول في الدين.

ثالثاً: سدّ منفذ من منافذ الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم

من أعظم مقاصد النهي عن إحياء المولد: سدّ منفذ من منافذ الغلو في شخصه صلى الله عليه وسلم، وهو الأمر الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم مبكرًا.

ويقترن الغلو المذموم ببدعة المولد من عدة وجوه نقتصر على اثنين منها:

1-الخروج عن الحد المشروع في وصفه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم: وقد فتح البوصيري للشعراء الباب أن يطلقوا ألسنتهم بما شاءوا من عبارات المدح! وقد توسع الشعراء والصوفية في ذلك توسّعًا كبيرًا، فنسبوا للنبي صلى الله عليه وسلم خصائص الألوهية فقصدوه بالدعاء مستغيثين به كما يسأل العباد ربهم ويستنجدونه، وزعموا أنه سبب وجود الأكوان والعوالم ولولاه لم يخلق الله الافلاك وأجرام السماء والعرش والكرسي، وأن الكون خُلق من نور محمد صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك من والمبالغات والغلو الممقوت شرعا وعقلاً ولا صلة له بمحبة النبي وتوقيره صلى الله عليه وسلم.

2-القيام عند ذكر ولادته: ومن وجوه الغلو التي ابتدعها المتأخرون في ذكرى المولد القيام عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم، والحكم بكفر من يرفض القيام أو الزعم بأن ترك ذلك من علامات الابتداع([4]).

رابعاً: إحياء المولد مخالف لمبدأ الاحتفال الديني في الاسلام

لو قصدنا الحديث عن الأعياد والاحتفالات الدينية في الإسلام سنجد أنها مميزة بأمرين:

الأول: تخصيص الشارع لها دون غيرها من الأيام والمناسبات كيوم الفطر (عيد الفطر) ويوم النحر (عيد الاضحى).

الآخر: أن مظاهر الاحتفال في الأيام الفاضلة التي ميزها الشارع وخصها دون غيرها تقتصر على العبادة دون أي طقوس أخرى

– ففي يوم عاشوراء: شُرع الصيام.

– وأيام التشريق وصفها الشارع بأنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل .

– وفي يوم الجمعة الذي ورد النص أنه يوم عيد جعله الله للمسلمين: شُرع الاغتسال والتبكير الى صلاة الجمعة والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتفرغ للدعاء في آخر ساعة من نهارها رجاء لإدراك الإجابة.

– وفي الاثنين اليوم الذي ولد وبُعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم استُحب الصيام، وذلك عامٌّ في سائر السنَة دون تحديد شهر أو يوم بعينه.

وليس فيه تخصيص لذكر المولد بل هو مقرون ببعثته و نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم، وذكر ولادته يوم الاثنين من باب الخبر، ونظيره: خبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس فيه خُلق آدم، فالجمعة خير من الاثنين مع أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الانبياء وسيدهم.

بل حتى صيام يوم الاثنين استحب لأسباب أخرى ورد في الخبر من ذلك أن أعمال العباد تُعرض أو تُرفع الى الله يومي الاثنين والخميس، وفي هذا تأكيد لأن علمنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين كعلمنا بأن آدم عليه السلام خُلق يوم الجمعة، فهي معرفة لا يتبعها أي عمل سوى الصيام، وذلك طيلة أسابيع السنة طلباً لارتفاع الأعمال والعبد صائم.

فسائر الأيام والمناسبات التي خصها الشارع بالذِّكر وميّزها دون غيرها من الأيام لم يُشرع غير العبادة دون أي مظهر آخر من مظاهر الاحتفال .

ولذلك لم يعرف المسلمون الأوائل الاحتفال بذكرى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أو ولادته أو هجرته، أو ذكرى الإسراء والمعراج فضلا عن ذكرى الفتوح والمعارك الكبرى التي شهدها النبي صلى الله عليه وسلم وانتصر فيها على الكفار كيوم بدر الذي وصفه الله بأنه يوم الفرقان، ويوم الخندق وفتح خيبر وفتح مكة.

خامساً: عدم الاغترار بآراء فقهية صدرت في زمن سيادة التصوف

سبق أن ذكرنا أن الحديث عن شرعية المولد واستحبابه جاء متأخراً عن العمل به، فقد ابتدع حكام مصر من الشيعة الباطنية هذا الاحتفال واعتاد الناس عليه، ثم ظهرت الفتاوى في عصر المماليك تأييداً لهذا العمل .

وفي مسائل التعبد والاعتقاد ينبغي الحذر من فتاوى صدرت في القرون الوسطى من تاريخ الإسلام حينما هيمن التصوف على الحياة الدينية وألقى بظلاله على آراء العلماء في مسائل عديدة تابعوا فيه ما اختاره الصوفية وشرّعوه للعوام، أو لما اعتاده العوام جيلا بعد جيل دون نكير أو تحذير من علماء زمانهم.

ورد هذا النوع من الفتاوى يكون بمناقشتها ونقض أدلة المجيزين من جهة، ومعارضتها بفتاوى معارضة لمبدأ المولد من جهة ثانية .

وينبغي التأكيد على أن الحكم ببدعية المولد ليس رأياً للسلفيين المعاصرين بل هو رأي جمع من علماء المالكية كالشاطبي والفاكهاني وآخرون ذكرهم الونشريسي في المعيار المعرب، فضلا عن الشوكاني، إلى محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي ومحمد رشيد رضا ومحمد البشير الإبراهيمي والخضر حسين من المتأخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر كتاب زكي مبارك ( المدائح النبوية في الأدب العربي).

([2]) تطور كتابة السيرة النبوية (ص 296).

([3]) تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي (ص 62 ).

([4]) الإعلام بفتاوى أئمة الإسلام حول مولده عليه الصلاة والسلام” (ص 176-177) والإشارة الى تكفير التارك للقيام عند ذكر المولد مستفادة من مقال كتبه الاخ محمد براء ياسين حول هذه البدعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

دعوى أن ابن تيمية شخصية جدلية دراسة ونقاش (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   يُعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من كبار علماء الإسلام في عصره والعصور المتأخِّرة، وكان مجاهدًا بقلمه ولسانه وسنانه، والعصر الذي عاش فيه استطال فيه التتار من جهة، واستطالت فيه الزنادقة وأصحاب الحلول والاتحاد والفرق الملحِدة من جهةٍ أخرى، فشمَّر عن ساعديه، وردّ عليهم بالأصول العقلية والنقلية، […]

قواعد عامة للتعامل مع تاريخ الوهابية والشبهات عنها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يفتقِر كثيرٌ من المخالفين لمنهجية الحكم على المناهج والأشخاص بسبب انطلاقهم من تصوراتٍ مجتزأة، لا سيما المسائل التاريخية التي يكثر فيها الأقاويل وصعوبة تمييز القول الصحيح من بين ركام الباطل، ولما كانت الشبهات حول تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب كثيرة ومُتشعبة رأيت أن أضع قواعد عامة […]

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017