الأربعاء - 08 ذو الحجة 1446 هـ - 04 يونيو 2025 م

من مقاصد النهي عن إحياء ذكرى المولد النبوي

A A

ربما يعتبر البعض أن الخلاف حول شرعية الاحتفال بالمولد النبوي قضية ثانوية لا تستوجب هذا الاهتمام من الطرفين، وأنه لا ينبغي تجدد الجدل في كل عام حول أمر طال الحديث عنه وعُرفت آراء الناس بشأنه.

 لذا من المهم التنويه إلى بعض المقاصد الدينية العليا المرتبطة بالتأكيد على بدعية الاحتفال بالمولد، والنهي عن إحياء هذه المناسبة.

أولاً: منع العبث بمبدأ تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم واتّباعه:

يمكن القول أننا أمام مفهومين أو منهجين لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره واتّباعه:

 الأول: وهو تعظيم أمره واتباع سنته، وهذا المفهوم كان شائعاً في القرون الاولى المشهود بخيريَّتها وفضلها ونموذجيتها في الاقتداء والاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام.

أما المفهوم الآخر: فهو تحويل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مادة للاحتفال وإنشاد الاشعار والتجاوز في ذلك إلى الغلو في مدحه ووصفه، وقد انتشر هذا المفهوم في القرون الوسطى من تاريخ الاسلام بعد تغير كثير من ملامح الدين الأول الذي عرفه الصحابة وأتباعهم .

وكلما ضعف التديُّن وقلّ ارتباط الناس بتعاليم الإسلام وشرائعه أو ضعفت معرفتهم بسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم وسيرته= ترسخ المفهوم الثاني، وانحسر المفهوم الأول.

وحقيقة الخلاف بين المنهجين تكمن في طريقة تعامل المسلمين مع نبيهم عليه الصلاة والسلام وشدة ارتباطهم بسنته، فحينما يتخذون سيرته وسنته نهجاً وشعاراً ودستورا يصبح من العبث الاهتمام بالشكليات وإحياء ذكرى ولادته بالمدائح والأشعار وصنع الحلوى، إذ لا معنى لذلك والرسول صلى الله عليه وسلم حاضر في كل تفاصيل حياتهم، موجّه لأفعالهم وأفكارهم، ولا شيء عندهم مُقدم على العناية بحديثه جمعا وحفظاً وتدويناً وفقهاً لأحكامه ومعانيه.

في المقابل: فإنه عند ضعف التدين وتخلي الناس عن الالتزام بكثير من الواجبات والسنن المستحبَّة وظهور البدع الفكرية والسلوكية في حياة المسلمين= عندئذ يكون الاحتفاء والاحتفال بالرسول صلى الله عليه وسلم على طريقة الأشعار والأناشيد في ذكرى مولده الشريف.

فالفارق بين المنهجين هو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في حياة أتباعه وأمته.

ويكفي للدلالة على ذلك المقارنة بين نهج الأولين من السلف مع نهج المتأخرين من الخلف بالنسبة لثلاثة أمور:

– شعر المدائح النبوية.

-ومستوى الغلو في تعابير الشعراء.

 -ومؤلفات العلماء حول مولده الشريف صلى الله عليه وسلم.

والنتيجة المقطوع بها بعد المقارنة: أن شعراء المتأخرين أكثر اهتماما بالمدائح النبوية بطريقة لا تقارن مع اهتمام الاولين بها([1])، وكذلك الشأن في درجة الغلو فأشعار المتقدمين تكاد تخلو من الشطح والغلو المذموم في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف شعر المديح في القرون الوسطى كما هو الحال في بردة البوصيري.

لا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للمؤلفات في مولد النبي صلى الله عليه وسلم فمعظها – وربما – كلها كُتبت بعد انقضاء المائة السادسة من تاريخ الإسلام([2])

لا يقتصر الامر على ما سبق فشواهد التاريخ والحاضر يؤكدان على حقيقة الارتباط بين مستوى التدين والتمسك بالسنة لدى المسلمين في زمان ما وبين اهتمامهم بإحياء ذكرى المولد.

وعليه فتخصيص ذكرى ولادته صلى الله عليه وسلم بإظهار الفرح وانشاد المدائح له دلالة على النهج الذي تعتمده الأمة في التعامل مع نبيها ومنزلته في حياتهم، والنهي عن إحياء هذه المناسبة أمر ضروريّ لترسيخ مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته موجّهاً وقائداً وقدوة، ومنع تحويله الى مجرّد رجل عظيم يُستدعى كل عام لاستذكار مآثره والتغنّي بجميل صفاته، كما تفعل سائر الأمم مع عظمائها ورموزها الروحية والسياسية.

ثانيا: محدثات الساسة وأفعال العوام ليست من الدين

يقر الموافق والمخالف بأن إحياء المولد النبوي كان من عمل بعض الأنظمة الحاكمة التي تسلطت على بلاد الاسلام، وأن هذه العادة ارتبطت بالرعاية والدعم السياسي لها، وأنها قبل ذلك لم تكن مألوفة في المجتمعات المسلمة في القرون الثلاثة الأولى([3]).

وبعد أن شرعت السياسة إحياء المولد وتتابع العوام على فعله، التمس بعض العلماء الأدلة على فضله ومشروعيته واستحسان العمل به.

فالنهي عن هذه العادة يأتي في سياق محاربة الدخيل من الافكار والسلوكيات سواء تلك الوافدة من الأديان والأمم الأخرى، أو تلك التي استحسنها الملوك والولاة وشرعوها لشعوبهم.

وتنقية الدين من هذه العوائد من أهم أعمال المصلحين المجددين، ولا يحْسن بالعالم أن يكون متابعاً وموافقا لما أحدثته السياسة وجرى عليه عمل العوام .

والتأكيد على بدعية المولد يصل حاضر الأمة بماضيها الأول وطريقة الأسلاف في التعبُّد والتديّن، ويمنع من الاعتراف بشرعية ما لحق بالدين من طقوس وأفكار ليس لها أي سند صحيح أو وجه مقبول في الدين.

ثالثاً: سدّ منفذ من منافذ الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم

من أعظم مقاصد النهي عن إحياء المولد: سدّ منفذ من منافذ الغلو في شخصه صلى الله عليه وسلم، وهو الأمر الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم مبكرًا.

ويقترن الغلو المذموم ببدعة المولد من عدة وجوه نقتصر على اثنين منها:

1-الخروج عن الحد المشروع في وصفه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم: وقد فتح البوصيري للشعراء الباب أن يطلقوا ألسنتهم بما شاءوا من عبارات المدح! وقد توسع الشعراء والصوفية في ذلك توسّعًا كبيرًا، فنسبوا للنبي صلى الله عليه وسلم خصائص الألوهية فقصدوه بالدعاء مستغيثين به كما يسأل العباد ربهم ويستنجدونه، وزعموا أنه سبب وجود الأكوان والعوالم ولولاه لم يخلق الله الافلاك وأجرام السماء والعرش والكرسي، وأن الكون خُلق من نور محمد صلى الله عليه وسلم، ونحو ذلك من والمبالغات والغلو الممقوت شرعا وعقلاً ولا صلة له بمحبة النبي وتوقيره صلى الله عليه وسلم.

2-القيام عند ذكر ولادته: ومن وجوه الغلو التي ابتدعها المتأخرون في ذكرى المولد القيام عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم، والحكم بكفر من يرفض القيام أو الزعم بأن ترك ذلك من علامات الابتداع([4]).

رابعاً: إحياء المولد مخالف لمبدأ الاحتفال الديني في الاسلام

لو قصدنا الحديث عن الأعياد والاحتفالات الدينية في الإسلام سنجد أنها مميزة بأمرين:

الأول: تخصيص الشارع لها دون غيرها من الأيام والمناسبات كيوم الفطر (عيد الفطر) ويوم النحر (عيد الاضحى).

الآخر: أن مظاهر الاحتفال في الأيام الفاضلة التي ميزها الشارع وخصها دون غيرها تقتصر على العبادة دون أي طقوس أخرى

– ففي يوم عاشوراء: شُرع الصيام.

– وأيام التشريق وصفها الشارع بأنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل .

– وفي يوم الجمعة الذي ورد النص أنه يوم عيد جعله الله للمسلمين: شُرع الاغتسال والتبكير الى صلاة الجمعة والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتفرغ للدعاء في آخر ساعة من نهارها رجاء لإدراك الإجابة.

– وفي الاثنين اليوم الذي ولد وبُعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم استُحب الصيام، وذلك عامٌّ في سائر السنَة دون تحديد شهر أو يوم بعينه.

وليس فيه تخصيص لذكر المولد بل هو مقرون ببعثته و نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم، وذكر ولادته يوم الاثنين من باب الخبر، ونظيره: خبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس فيه خُلق آدم، فالجمعة خير من الاثنين مع أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الانبياء وسيدهم.

بل حتى صيام يوم الاثنين استحب لأسباب أخرى ورد في الخبر من ذلك أن أعمال العباد تُعرض أو تُرفع الى الله يومي الاثنين والخميس، وفي هذا تأكيد لأن علمنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين كعلمنا بأن آدم عليه السلام خُلق يوم الجمعة، فهي معرفة لا يتبعها أي عمل سوى الصيام، وذلك طيلة أسابيع السنة طلباً لارتفاع الأعمال والعبد صائم.

فسائر الأيام والمناسبات التي خصها الشارع بالذِّكر وميّزها دون غيرها من الأيام لم يُشرع غير العبادة دون أي مظهر آخر من مظاهر الاحتفال .

ولذلك لم يعرف المسلمون الأوائل الاحتفال بذكرى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أو ولادته أو هجرته، أو ذكرى الإسراء والمعراج فضلا عن ذكرى الفتوح والمعارك الكبرى التي شهدها النبي صلى الله عليه وسلم وانتصر فيها على الكفار كيوم بدر الذي وصفه الله بأنه يوم الفرقان، ويوم الخندق وفتح خيبر وفتح مكة.

خامساً: عدم الاغترار بآراء فقهية صدرت في زمن سيادة التصوف

سبق أن ذكرنا أن الحديث عن شرعية المولد واستحبابه جاء متأخراً عن العمل به، فقد ابتدع حكام مصر من الشيعة الباطنية هذا الاحتفال واعتاد الناس عليه، ثم ظهرت الفتاوى في عصر المماليك تأييداً لهذا العمل .

وفي مسائل التعبد والاعتقاد ينبغي الحذر من فتاوى صدرت في القرون الوسطى من تاريخ الإسلام حينما هيمن التصوف على الحياة الدينية وألقى بظلاله على آراء العلماء في مسائل عديدة تابعوا فيه ما اختاره الصوفية وشرّعوه للعوام، أو لما اعتاده العوام جيلا بعد جيل دون نكير أو تحذير من علماء زمانهم.

ورد هذا النوع من الفتاوى يكون بمناقشتها ونقض أدلة المجيزين من جهة، ومعارضتها بفتاوى معارضة لمبدأ المولد من جهة ثانية .

وينبغي التأكيد على أن الحكم ببدعية المولد ليس رأياً للسلفيين المعاصرين بل هو رأي جمع من علماء المالكية كالشاطبي والفاكهاني وآخرون ذكرهم الونشريسي في المعيار المعرب، فضلا عن الشوكاني، إلى محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي ومحمد رشيد رضا ومحمد البشير الإبراهيمي والخضر حسين من المتأخرين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر كتاب زكي مبارك ( المدائح النبوية في الأدب العربي).

([2]) تطور كتابة السيرة النبوية (ص 296).

([3]) تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي (ص 62 ).

([4]) الإعلام بفتاوى أئمة الإسلام حول مولده عليه الصلاة والسلام” (ص 176-177) والإشارة الى تكفير التارك للقيام عند ذكر المولد مستفادة من مقال كتبه الاخ محمد براء ياسين حول هذه البدعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

التوحيد في موطأ الإمام مالك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يختزن موطأ الإمام مالك رضي الله عنه كنوزًا من المعارف والحكمة في العلم والعمل، ففيه تفسيرٌ لآيات من كتاب الله تعالى، وسرد للحديث وتأويله، وجمع بين مختلفه وظاهر متعارضه، وعرض لأسباب وروده، ورواية للآثار، وتحقيق للمفاهيم، وشرح للغريب، وتنبيه على الإجماع، واستعمال للقياس، وفنون من الجدل وآدابه، وتنبيهات […]

مناقشة دعوى مخالفة حديث: «لن يُفلِح قومٌ ولَّوا أمرهم امرأة» للواقع

مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وآله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: تُثار بين حين وآخر بعض الإشكالات على بعض الأحاديث النبوية، وقد كتبنا في مركز سلف ضمن سلسلة –دفع الشبهة الغويّة عن أحاديث خير البريّة– جملةً من البحوث والمقالات متعلقة بدفع الشبهات، ونبحث اليوم بعض الإشكالات المتعلقة بحديث: «لن يُفلِحَ قومٌ وَلَّوْا […]

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017