السبت - 19 جمادى الآخر 1446 هـ - 21 ديسمبر 2024 م

ظاهرة الاستشراق في الفلبين..وعلاقته بالاحتلال الغربي

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فقد أرشد الله عز وجل إلى تتبع المجرمين والنظر في أفعالهم وطرقهم في هدم هذا الدين، فقال الله r{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام:55).

وانطلاقا من هذه الآية القرآنية سأتناول في هذا البحث المختصر عن “ظاهرة الاستشراق في الفلبين وعلاقته بالاحتلال الغربي“، رغبة مني في المساهمة ولو بالقليل في الكشف عمّا خفِي على كثير من العلماء والدعاة فضلا عن طلبة العلم وعامة الناس حول حقيقة ما يجري في الفلبين من غزو فكري يتطلب من الجميع الوقوف أمامه وبذل الجهد في مواجهته. 

فمن نظر في تاريخ الفلبين يجد أن الغرب لم يكتفوا باحتلال الفلبين بقوة السيوف والمدافع فحسب، بل استغلوا المؤسسات العلمية والبحثية في تغيير طريقة تفكير المسلمين وفي تغيير طريقة عيشهم وحياتهم، فقامت طائفة منهم في دراسة أوضاع المسلمين وعن دينهم وتاريخهم وعاداتهم. وبالرغم من كون هذه الطائفة لا تدعو الناس إلى اعتناق النصرانية، ولكنها تحقّق أهداف المنصّرين الدينيّة، وتخدم المحتل الغربي في تحقيق أهدافه الاستعمارية،([1]) إنهم المستشرقون الذين كرسوا جهودهم في دراسة كل ما يتعلق بالشعب المسلم في الفلبين.

ونظرا لطول الموضوع وتشعّبه والمقام يستدعي الاختصار والإيجاز فإني سوف أقتصر الحديث عن الموضوع في أربعة محاور فقط وهي:

المحور الأول: مفهوم مصطلح “الاستشراق في الفلبين”.

المحور الثاني: أخطر وسائل المستشرقين في الفلبين.

المحور الثالث: أبرز رموز المستشرقين في الفلبين.

المحور الرابع: العلاقة بين الاستشراق والاحتلال الغربي في الفلبين.

أولا: مفهوم الاستشراق:

يختلف الباحثون في تحديد معنى الاستشراق اختلافا كبيرا، وقد تعددت الآراء حول كنهه ومفهومه، ولكن يمكن أن نختار بعض التعريفات التي ذكرها العلماء حول مصطلح الاستشراق مما ينطبق في واقع الاستشراق في الفلبين:

التعريف الأول: تعريف محمد الأسد حيث قال: “الاستشراق هو تصدي علماء غير مسلمين سواء أكانوا من الشرق أم من الغرب لدراسة علوم المسلمين وحضارتهم ومعتقداتهم وآدابهم وتقاليدهم وشعوبهم وعاداتهم وآثارهم”. ([2])

ولكن يُشكل على هذا التعريف قوله: (هو تصدي علماء غير مسلمين)، فإن واقع الاستشراق في الفلبين يخالف هذا القول، حيث أصبح للمستشرقين تلاميذ من النصارى ومن المسلمين يعاونونهم في دراساتهم العلمية ويشاركونهم في مؤتمراتهم وتأثروا بأفكارهم فأصبحوا ينهجون نهجهم في الكتابة والبحث.

التعريف الثاني: المستشرقون هم أولئك الأساتذة والباحثون الأكاديميون الذين تخصصوا في دراسة اللغة العربية والحضارة العربية وبقضايا العالم العربي وبالدين الإسلامي. ([3])

ويؤخذ من هذا التعريف بأنه حدده كون الاستشراق خاص بالحضارة العربية، بينما الاستشراق في الفلبين لم يكن كذلك، وإنما يهتم حول الشعب المسلم الذي ينتمي إلى أصول مالاوية.

التعريف المختار: ويمكن أن نعرف الاستشراق بتعريف قد يختلف عن بقية التعريفات اختلافا يسيرا، فأقول الاستشراق في الفلبين: “هو حركة علمية تقوم بها الباحثون الغربيون ومن نهج بنهجهم من الشرقيين سواء كانوا من المسلمين أو من غير المسلمين وذلك لفهم الخلفيات التاريخية والدينية للسكان الأصليين في الفلبين”.

وهذا التعريف بنظري هو الذي ينطبق حول الاستشراق في الفلبين، وذلك لسببين:

السبب الأول: أن الطابع العام للاستشراق في الفلبين يميل إلى دراسة تاريخ شعب مورو وحول علاقتهم بالشعوب المجاورة من غير المسلمين.

السبب الثاني: أن الاستشراق في الفلبين لم يقتصر على الغربيين فقط، بل تعاون معهم أيضا أبناء البلاد ممن درسوا في الجامعات الغربية وقدموا خدماتهم للغربيين في احتلال منطقة مينداناو وسولو.

ثانيا: أخطر وسائل المستشرقين في الفلبين:    

استخدم المستشرقون في الفلبين عدة وسائل وأدوات لتوصيل نظرياتهم وأفكارهم لخدمة صناع القرار الغربيين أو لتقديم التوصيات للحكام المحليين. ونظرا لتعدد هذه الأدوات فإني سوف أشير فقط إلى أخطرها وأشهرها وأكثرها استخداما.

1.العمل الحكومي:

فقد عُرف عن الولايات المتحدة الاستعانة بالمستشرقين للعمل في الفلبين كوزراء في التعليم والجيش وكمستشارين ومفكرين ومترجمين يساعدون المحتلين على التخطيط الاستراتيجي في سبيل هيمنة السيادة الغربية واستمرارها في الفلبين، وقد سماهم توماس ماكينا بأنهم عملاء للمستعمرين. ([4])

وممن برزوا في هذا المجال:

  • نجيب صليبي (Najeeb Saleeby) (1870-1935م):

الذي رافق الجيوش الأمريكية إلى جنوب الفلبين عام (1900م) كطبيب، وكان من أصل سوري هاجر إلى أمريكا، ونظرا لمعرفته لطبيعة المسلمين وخلفيتهم الدينية والتاريخية تم اختياره ليكون مسؤولا عاما لشؤون المسلمين في منطقة مورو التي أنشأتها الولايات المتحدة عام (1903م). وقد تعرف على العديد من القادة المحليين وأتقن لغتين محليتين للمسلمين هما لغة تاوسوغ ولغة ماجنداناو، وقد قدم مقترحات ونظريات في كيفية التعامل مع المسلمين في الجنوب، ورسم لصناع القرار في الولايات المتحدة السياسة التي تجب أن تتخذ تجاه المسلمين في الفلبين. كما ألف كتبا عديدة حول الإسلام والمسلمين في الفلبين وتاريخهم، أبرزها كتاب: دراسات في مورو التاريخ والقانون الدين، الذي صدر منه عام (1905م)، الذي يعد أول عمل أكاديمي عن المسلمين في الفلبين المكتوب باللغة الإنجليزية، وكتاب: مشكلة شعب مورو الذي صدر عام (1913م) ([5])

  • فرانك كاربنتر (Frank Carpenter) (1855-1924م):

هو أول محافظ لإدارة جزيرة مينداناو وسولو حيث عين في هذا المنصب عام (1914م) بعد أن الكتاب الثاني لنجيب صليبي بعام، ولذلك يلاحظ تأثره بأفكار صليبي. فقد اقتنع بما ذهب إليه صليبي بأنه بدلا من مواجهة شعب مورو فإن الأولى هو تأهيلهم من خلال قادتهم المحليين وعدم محاولة التعرض لدينهم. فكان من خطواته اقناع القادة المحليين بإدخال أبنائهم وبناتهم إلى المدارس الأمريكية. وقد نجح في اقناع السلطان في سولو بإرسال احدى بناته للدراسة إلى أمريكا. فتم ارسال الأميرة (تارحاتا كرام) إلى أرمريكا، وهي بنت السلطان بالتّبنّي. ([6])

  • إدوارد كودر (Edward Kuder) (1871-1942م).

وهو من أكثر المتأثرين لأفكار صليبي الذي أشرف على المدارس العامة في مناطق جنوب الفلبين لمدة (17) عاما ابتداء من عام (1924م)، ([7]) فعلى الرغم من أن كودر هو الذي حارب المسلمين بعقولهم إلا أنه في نظر الغربيين يرجع له الفضل في تربية الحكام الجدد في مناطق المسلمين، وذلك حين قام بتعليم أبناء الحكام المحليين (داتو) تحت سقف بيته الخاص، فبعد أن انتقى من أبنائهم النجباء استطاع أن يُخرّج مجموعة منهم يوالون الأمريكان بقوة فبرز منهم شخصيات أصبحوا فيما بعد أكبر الحلفاء والموالين للمحتل الأمريكي. ([8]) ومن أهم آثار كودر: كتاب بعوان: “شعب مورو في الفلبين” عام 1949م ([9])، وكتاب: “الفلبين لم تستسلم قط” عام 1945م. 

  • ديبيد تارو (David Prescott Barrows) (1873-1954م).

عالم أمريكي في (أنثروبولوجيا) ومن المستكشفين، في عام (1900م) تم تعيين من قبل رئيس الحكومة الأمريكية في الفلبين (وليام تافت) مشرفا على التعليم في مانيلا، ثم عين مديرا لشؤون القبائل الغير نصرانية. وفي فترة (1903-1909م) تم تكليفه مديرا عاما للتعليم في الفلبين، فنظم شؤون التعليم في البلاد على غرار المنهج العلماني. ثم عاد بعد ذلك إلى أمريكا ليكون أستاذا في جامعة كاليفورنيا، ثم عميدا للمدارس العليا عام (1910م) ثم أستاذا في العلوم السياسية في عام (1911م). وفي عام (1919م) أصبح رئيسا لجامعة كاليفورنيا. كما خدم الحكومة الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية وتقلد مناصب حكومية كثيرة.

صدر منه عن الفلبين: “تاريخ الفلبين” (A History of the Philippines) عام (1903م) وكتاب: “خلال عقد من الزمان في الحكومة الأمريكية في الفلبين”، (A Decade of American Government in the Philippines) عام (1915م). أظهر في هذين الكتابين العقلية الأمريكية الاستعمارية في التعامل مع سكان أهل فلبين، وبالغ في تمجيد البطولة الأمريكية في إطاحة الاحتلال الاسباني وأظهر محاسن أمريكيا تجاه الفلبين. ولسان حاله يقول: “الاسبان أساءوا إليكم ونحن من أحسن إليكم وطورنا بلادكم”. ([10])

وقد نهج فيهما منهج المستشرقين في الكتابة حول الشعوب والأديان، ووقع في أخطاء علمية تتعلق بالإسلام والمسلمين، وبنى كتاباته عن تاريخ المسلمين في الفلبين بما كتبه رجال الكنيسة الكاثوليكية الذين شوهوا تاريخ المسلمين. ([11])

هؤلاء هم أبرز الشخصيات الذين عرفوا بالمتواطئ مع الحكومة المحتلة في بلاد مورو جنبا إلى جنب، حيث مهدوا للاحتلال مواقفه العدائية تجاه المسلمين، وسوغوا له عملهم حتى لو كان على حساب حقوق شعب مورو الإنسانية.

2.تأليف الكتب والروايات والموسوعات:

انطلق طلائع من المستشرقين الغربيين في الكتابة حول حضارة أهل الفلبين وآدابهم وفنونهم ولغاتهم وديانتهم وتاريخهم وعاداتهم وكل شيء يتصل بهم. فألفوا العديد من الكتب منذ العهد الاسباني أي قبل 1900م، وحتى يومنا هذا لا تزال جهودهم قائمة في هذا الباب. ولم تكن هذه الأبحاث ذات طابع واحد، بل الكثير منها مليئة بالأخطاء المنهجية وتفتقر إلى الموضوعية، وتظهر فيها أيضا الأحكام المستبقة. خاصة ما كان متعلقا بجهود السكان المحليين في مقاومة الاحتلال وأيضا ما كان مرتبطا بديانة أهل الفلبين. وممن اشتهر في هذا المجال الأسماء التي وردت في الفقرات السابقة مثل: نجيب صليبي، وإدوارد كودر، وباروس، ويضاف إليهم:

  • جون فرمان (John Foreman):

هو بريطاني الأصل، وعاش في الفلبين وسافر حولها نيابة عن الشركات البريطانية المصنعة لآلات الزراعة، وله كتاب في تاريخ الفلبين بعنوان: (الجزر الفلبينية The Philippine Islands) ويعتبر من أقدم الكتب باللغة الإنجليزية حول تاريخ الفلبين. ([12])

ونظرا لما لقي كتابه من صيت لدى الأمريكان استعانوا به لتقديم مشورته وآرائه أمام لجنة السلام الأمريكية في معاهدة باريس بين اسبانيا وأمريكا عام (1898م). ([13])

وكتابه مليء بالأخطاء المنهجية والعلمية، لذلك وصفه (جيمس ليروي) بأنه لم يراع فيه الدقة والموضوعية، وفيه احصائيات وترجمات من اللغة الاسبانية إلى الإنجليزية الغير دقيقة، بل ذهب كاتبه إلى تشويه صورة الفلبين والفلبينيين. كما أنه اعتمد بشكل كبير بما أورده رجال الدين من الاسبان الذين شوهوا تاريخ الفلبين وأهله، بل اعتمد الكاتب إلى الأوهام والمعلومات والافتراضات الخاطئة. وقد وصف المسلمين وحكامهم بأوصاف قبيحة ([14]) شأنه في ذلك شأن بقية المستشرقين.

  • إيما بلير (Emma Blair) (1851-1911م) وجيمس روبينسون (James Alexander Robinson) (1888-1971م).

كلاهما من المؤرّخين المستشرقين الغربيين الذين قاما بدور استكشافية على حساب الولايات المتحدة الأمريكية. ومن أبرز أعمالهما ترجمة ما كتبه القساوسة الاسبان منذ فترة ما قبل وصول الاسبان إلى الفلبين حتى مغادرتهم منها، أي في فترة (1493-189م).

وقد بلغ مجموع أعمالهما إلى (55) مجلدا طُبِعَت باسم (الجزر الفلبينية) على نفقة الحكومة الأمريكية، وكانت بمثابة خارطة الطريق للاحتلال الأمريكي على احتلال جزيرة سولو ومينداناو جنوب الفلبين. حيث ذهب بعض الباحثين بأن كتابهما (الجزر الفلبينية) لا يمكن أن يوصف بمشروع علمي، وإنما هو عمل استعماري لما يحتويه من معلومات تخدم مراد المحتل. ([15]) ولا يُلام من وصف الكتاب بهذا الوصف إذا علمنا أن الذي أشرف على هذا المشروع هو المستشرق (James LeRoy) الذي يعتبر المهندس والمخطط للمشروع الاستعماري في الفلبين حسب ما ذكره (Gloria Cano) عام 2013م ([16])، فقد كان (LeRoy) هو السكرتير الشخصي والمستشار والمحلل السياسي والاقتصادي لرئيس الحكومة الاستعمارية الأمريكية في الفلبين (ويليام تاف)، (William H. Taft) ([17]). وفي عام (1914م) كتب خلاصة تجاربه في الفلبين في كتاب بعنوان الأمريكيون في الفلبين (The Americans in the Philippines). ([18])

ج- بيك هارلي، ((Vic Hurley (1898–1978).

شارك في الحرب العالمية الأولى، ثم سافر إلى الفلبين عام (1925م) وأقام في مدينة زامبوانجا مديرا لإحدى الشركات الأمريكية فيها. وأصبح من رجال الشرطة الفلبينية عام (1930م)، ثم عاد بعد هذه الفترة إلى الولايات المتحدة ليكتب فيها تجاربه في الفلبين، فأنتج روايات وألف بعض الكتب، من أبرزها: جنوب شرق زامبوانجا عام (1935م)، وكتاب: رجال في خوذات الشمس (Men in Sun Helmets) عام (1936م)، ثم ألف كتابه المشهور حول المسلمين في الفلبين بعنوان: (Swish of the Kris) عام (1938م). كما كتب حول الشرطة الفلبينية في كتاب بعنوان (Jungle Patrol). وجميعها مطبوعة.

ويُعدُّ (هارلي) من المؤرخين المنصفين لقضية المسلمين في الفلبين، فهو وإن وقع فيما وقع عليه بعض المستشرقين من الأخطاء، إلا أنه من أحسن من أظهر محاسن شعب مورو وبطولاتهم أمام المحتلين الأجانب. حتى قال المؤرخ الفلبيني (Renato Constantino): (من المتوقع أن ينظر المؤلف الأمريكي (فيك هيرلي) إلى حكام المسلمين والجماعات المقاومة على أنهم قطاع طرق وإرهابيون. ولكن إذا قرأنا رواياته عن المقاومة الإسلامية من وجهة نظر أخرى، فسنرى أن هذه المعارك في حقيقتها دفاعًا بطوليًا حازمًا من قبل المسلمين عن سلامة مجتمعاتهم…، وعلى الرغم من التحيز الاستعماري نجد في روايات المؤلف الاعتراف بالبراعة القتالية للمسلمين الفلبينيين). ([19])

فهذه بعض النماذج من المستشرقين الذين كرسوا جهودهم في الكتابة حول الفلبين والفلبينيين، والحقيقة أن هناك العديد من المشتغلين في عالم الاستشراق عن قضية الفلبين، ولكن اكتفيت بذكر هؤلاء نظرا لقدم ساقهم وسبقهم في الميدان، وإلا فهناك من المستشرقين الذين بذلوا أكثر جهدا من الأوائل ممن يستحق أن تدرس إنتاجهم العلمي وأثرت أعمالهم حتى على صناع القرار في الفلبين. فمن أبرزهم: المستشرق (Michel Hawkins) الذي كتب أطروحته للحصول على الدكتوراه حول شعب مورو في الفلبين، وكتب عدة أبحاث عن مينداناو. وأيضا برز في الآونة الأخيرة كتابات المستشرق (Peter Gowing) و (Jeffry Ayala Milligan)، وكلاهما من المكثرين في التّعرض على الإسلام والمسلمين في الفلبين. 

3. إقامة المؤتمرات الاستشراقية:

من الوسائل التي ساهمت في تنشيط حركة الاستشراق في الفلبين فكرة المؤتمرات الاستشراقية التي تجمع ما تفرق من جهود المستشرقين الموجودين في الجامعات المختلفة سواء كانوا في الفلبين أو خارجها، فهذه المؤتمرات كانت فرصة للقاء والتعارف وفرصة أيضا لتوحيد الجهود الاستشراقية.

ولعل من أخطر المؤتمرات الاستشراقية التي عقدت في الفلبين: ما تم عقده خلال عشر سنوات على التوالي من عام (1968م) حتى عام (1977م)، وكان يعقد لمدة ثلاثة أيام من كل سنة، يتم استضافة أبرز الباحثين والمفكرين للمشاركة فيه، وركزت تلك المؤتمرات في البحث حول ثقافة أهل جزيرة سولو ومينداناو، كما ينصب التركيز فيه حول دراسة مشاكل المسلمين في الفلبين.

ويلاحظ في تلك المؤتمرات العشرة التنوع من حيث المستهدفين وأماكن انعقادها، حيث جمع تلك المؤتمرات المسلمين مع غير المسلمين، وعقدت في مختلف الكليات والجامعات الحكومية لتغطي معظم مناطق المسلمين في جنوب الفلبين. ففي الجدول أسلف بيان للأماكن التي عقدت فيها المؤتمرات العشرة.

الجامعة أو الكلية

المكان

كلية مؤسسة دانسلان

مدينة ماراوي

جامعة أتينيو

مدينة دافاو

جامعة نوتري ديم

مدينة كوتاباتو

كلية نوتري ديم فرع سولو

جزيرة سولو

جامعة هابيير

مدينة كاغايان

جامعة آتينيو

مدينة زامبوانجا

جامعة مينداناو الحكومية

مدينة ماراوي

جامعة سيليمان

مدينة سيليمان

المصدر: مقدمة كتاب: فهم الإسلام والمسلمين في الفلبين، ص (V)

انتقى المستشرق الأمريكي (بيتر جوينج) – الذي يعتبر الرأس المدبر للمؤتمر- (17) بحثا خرجت من المؤتمرات العشرة وجمعها في كتاب له أسماه (فهم الإسلام والمسلمين في الفلبين) ([20]). وقد جُمع في هذا الكتاب خلاصة ما جاء في المؤتمرات التي أشرف عليها (جوينج) بنفسه خلال عشر سنوات لمحاولة ما أسماه بـ “عملية المصالحة” (Reconciliation Process) بين المسلمين والمسيحيين في مينداناو وسولو، ولكن حقيقة الأمر أن الجهود المبذولة في تلك المؤتمرات ليست لمجرد المصالحة، وإنما هو التطبيع والتغريب مع المحتل الذي يهدف إليه المستشرقون والمنصّرون. لذلك يعتبر الكتاب من أخطر كتب الاستشراق في الفلبين، فهو يدعو إلى التحررية والعلمانية وإلى فصل الدين عن الدولة. والدعوة إلى القومية والإقليمية والوطنية، وإشاعة فكرة أن سبب تأخر المسلمين إنما هو الإسلام. كما يلاحظ من اطلع على الكتاب محو حق المسلمين في المطالبة على الاستقلال بدعوى القواسم المشتركة بينهم وبين الفلبينيين المسيحيين في شمال ووسط البلاد. كما ورد أيضا في الكتاب الإشارات الكثيرة أن الإسلام الذي وصل إلى الفلبين إنما هو الإسلام الصوفي وخليط بالمعتقدات الهندوسية والوثنية، الأمر الذي يستدعي اصلاح هذه المعتقدات ويجب تحكيم العقل عليها. ([21])

المحور الثالث: العلاقة بين الاستشراق والاحتلال في الفلبين:

يتضح من خلال ما سبق بأنه لا داعي للبحث حول مسألة وجود العلاقة بين الاستشراق والاحتلال والتنصير ([22]) ولكن تبقى الحاجة قائمة في البحث عن مدى قوة العلاقة بين هذه التيارات التي وفدت إلى بلاد مورو وإلى الفلبين عموما. ولكي نعرف حجم العلاقة بين هذه التيارات الهدامة نحتاج إلى دراسة دقيقة للأدوار التي قام بها المستشرقون في الفلبين، ومن خلال البحث والتقصي يظهر أن من أبرز الدور الاستشراقي الذي ساهم في تمكين الاحتلال ما يلي:

أولا: أن الاستشراق في الفلبين كان وليد الاحتلال الاسباني كما أنه بمثابة التمهيد للاحتلال الأمريكي. فالمبشّرون والمستكشفون الاسبان الذين كتبوا حول الفلبين والفلبينيين بدأوا في أعمالهم الاستشراقية حين قدموا مع الغزاة الاسبان في أوائل القرن السادس عشر، وأما الأمريكان فقد استفادوا من أطروحات المستشرقين من إسبانيا وبريطانيا وألمانيا قبل أن تطأ أقدامهم أراضي الفلبين.([23])

ومما يوضح ذلك ما قام به الأمريكان حين أرادوا احتلال جنوب الفلبين من تكليف بعض المستشرقين للقيام بترجمة ما كتبه رجال الدين من الاسبان الذين كتبوا حول تاريخ الفلبين، فقام بهذه المهمة (بلير و روبينسون)، وأشرف عليهما الوكيل في شؤون الاستعمار الأمريكي في الفلبين المستشرق (جيمس ليروي)، وجمعت تلك الترجمات في كتاب “الجزر الفلبينية” ([24]). وكان بمثابة المرجع الرئيسي للأمريكان في الحصول على أهم المعلومات عن الفلبين والسكان المحليين. حيث احتوى الكتاب على أدق التفاصيل حول الجزر الفلبينية بما في ذلك النباتات والحيوانات والموارد المعدنية وخلاصة وافية للمحاصيل التي يمكن زراعتها بنجاح. مع إعطاء عدد من القوات المتمركزة في كل منطقة، وتفاصيل حول كيفية عمل النظام المدرسي، ومعلومات عن العمليات التجارية، والأهم من ذلك بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين أن الكتاب كان بمثابة المخطط التفصيلي للاستعمار الإسباني للسيطرة على الفلبين الذي يمكن الاستفادة منه في تحقيق أهدافهم. ([25])

ثانيا: ساهم الاستشراق والمستشرقون في نشر الأفكار الهدامة في الفلبين. ومن ذلك الماسونية والعلمانية والقومية والشيوعية وغيرها، بل تعدَّ الأمر إلى انتشار الفرق الإسلامية المنحرفة كالصوفية والرافضة من خلال جهود المستشرقين. ويظهر ذلك جليًّا إذا بحثنا بعمق عن تاريخ ظهور وانتشار تلك المذاهب الفكرية والفرق الإسلامية فإننا نجد أن منبعها كانت من الجامعات الحكومية التي بناها الغربيون في مختلف مناطق الفلبين، حيث رحبوا بالشخصيات التي تحمل أفكار تلك التيارات.([26]) لذلك فإن الجامعات الحكومية التي قامت على يد المستشرقين تعتبر الملاذ الآمن لأصحاب المعتقدات والأفكار المخالفة للإسلام. فعلى سبيل المثال: المسلمون في الفلبين لم يتعرفوا عن الشيعة إلا من خلال الجامعات الحكومية التي رحبت بالطلاب الإيرانيين الشيعة الذين انتشر عن طريقهم المجلات والكتب التي تحمل في طياتها هذه عقيدة الرافضة. ([27])

ثالثا: ساهم الاستشراق على تقسيم التعليم في الفلبين إلى ديني ودنيوي، فحاربوا الأول ودعموا الثاني،([28]) وقصروا الوظائف على المتخرجين في المعاهد التي نشأت على أيدي المستشرقين، وقللوا من شأن العلماء وحملة شهادة العلوم الشرعية. ومن الأدلة على ذلك أن الحكومة الفلبينية حين أرادت أن تسن نظاما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية للمسلمين تم استبعاد العلماء في القضية رغم الحاجة إلى مشورتهم وأخذ آرائهم في الموضوع. ([29])

رابعا: ساهم الاستشراق في نشر الخرافات والأساطير بين المسلمين، يدل لذلك دعم المراكز الاستشراقية للأبحاث التي تورد القصص الكاذبة والمعتقدات الصوفية الخرافية، فقد ذكر الدكتور قيصر أديب بأن بعض المصادر حول تاريخ المسلمين تورد الأساطير والحوادث التي تعتبر من المستحيلات أو لا يمكن حدوثها. وهو بذلك يشير إلى الكتب التي كتبها المستشرقون مثل نجيب صليبي وغيره. ومما ذكروا أن أحد القادة المحليين واسمه (Tuan Masha’ika) بأنه ولد داخل شجرة بامبو، وذكروا أيضا بأن الشيخ كريم المخدوم وهو أول داعية نشر الإسلام في الفلبين بأنه أتى إلى الفلبين على لوحة من حديد. ثم ذكر قيصر أديب بأن هذه الخرافات لها علاقة بالصوفية التي تعتقد مثل هذه المعتقدات. ([30])

خامسا: تلقى المستشرقون ومراكزهم البحثية دعما ماديا ومعنويا من الحكومة الأمريكية والفلبينية، وساعدوهم إلى التوسع في أعمالهم وفتحوا لهم الكراسي العلمية والجامعات والمعاهد والمكتبات العامة والمتاحف الوطنية وأقاموا لهم المؤتمرات والندوات والمحاضرات. ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك في العصر الحاضر ما يتلقاه المستشرق الأمريكي جيفري ميليجان من المنح والعطايا من السفارة الأمريكية والكونجرس والخارجية الأمريكي وبالإضافة إلى الهبات التي قدمت له من قبل المراكز البحثية المختلفة. وقد أحصى الباحث كل الدعم المالي الذي تلقاه (ميليجان)  ووصل مجموع تلك المبالغ إلى رقم كبير جدا، حيث وصل إلى أكثر من مليوني دولار (2,103,024) وكلها في مقابل الأبحاث التي يقدمها للمراكز البحثية في الولايات المتحدة أو في الفلبين. وخطورة ما في الأمر ما ذكر (ميليجان) بأن أبحاثه قد أثرت على صناع القرار في الولايات المتحدة تجاه سياستها في التعامل مع البلاد الأسيوية. ([31])

الخلاصة:

في ضوء ما سبق تبين لنا الأدوار التي قام بها الاستشراق في الفلبين التي ساهمت بشكل مباشر وبغير مباشر في إضعاف موقف المسلمين تجاه المحتلين الغربيين وساهمت أيضا في تمكين المحتلين الغربيين الذين يسعون وراء احتلالهم للفلبين المكاسب الاقتصادية والسياسية والدينية.

وأختم هذا البحث بالقول بأن الاستشراق في الفلبين ظاهرة فكرية قديمة، وسوف تستمر طالما أن نفوذ الغرب لم تنفك عن الفلبين، وما دام أن للغرب مطامع ومصالح في الفلبين فإن صراع المسلمين مع هذه الظاهرة باقية إلا إذا نجحوا في مواجهتها وفق المنهج القويم وعقدوا العزم وتسلحوا بالإيمان الصادق والثقة في قدرة الإسلام على المواجهة.

والحقيقة أن دراسة الاستشراق في الفلبين بحاجة إلى من يتصدى لها بالبحث، والتحليل، والترجمة، والنقد. فعلى الرغم من قدم جهود المستشرقين في الفلبين وعظم خطورتها إلا أن الجهود المبذولة من المسلمين تجاه الاستشراق ضعيفة ولا ترقى إلى المستوى المطلوب.

والسبب في هذا الضعف أولا: قلة المقبلين على الدراسة في الأقسام العلمية المتخصصة في الدعوة إلى الله في الجامعات الإسلامية، وثانيا: عدم وجود محاضن تربوية وتعليمية لتأهيل العلماء والمفكرين الذين يقومون بمواجهة الاستشراق في الفلبين.

فمواجهة الاستشراق كما ذكره د. محمد خليفة حسن تتطلب حركة فكرية إسلامية تتمتع بقوة مساوية لما تملكه الاستشراق من قوة علمية ومادية. فإن الاستشراق فكرة هائلة تدعمها الحكومات والقوى الدينية والسياسية. فلا بد من إيجاد قوة إسلامية تتمتع بالقوة والنفوذ التي تملكها الحركة الاستشراقية.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

(([1] ينظر: كنه الاستشراق، المفهوم الأهداف الارتباط، د. علي النملة، ص (177)، وانظر: التنصير: المفهوم، الوسائل، المواجهة. د. علي النملة، ص (149).

(([2] مستشرقون في علم الآثار، كيف قرأوا الألواح وكتبوا التاريخ، لمحمد الأسد، بيروت: الدار العربية للعلوم، 1431هـ -2010م، ص (246).

(([3] الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا، د. ميشال جحا، معهد الإنماء العربي، ط1، ص (82).

(([4] قادة المسلمين والثوار، توماس ماكينا، ص (104-105).

Muslim Rulers and Rebels, Thomas Mckenna, pp (104-105).

(([5] ينظر: المصدر السابق، ص (104-105)

 (([6] ينظر: قادة المسلمين والثوار، توماس ماكينا، ص (106-107).

 ([7]) ينظر: قادة المسلمين والثوار، توماس ماكينا، 2018م ص (107-109).

(([8] من أبرز الشخصيات التي تربى وتخرّج على يد المستشرق إدوارد كودر من أبناء المسلمين: الجنرال ساليبادا بيداتون (Salipada K. Pindatun) ولد عام (1912م) في كوتاباتو، توفي أبوه وهو صغير، فتبناه ادوارد كودر عندما كان معلما في منطقة مينداناو، وقد ذكر (Thomas McKenna) في كتابه (Muslim Rulers and Rebels) في الحاشية رقم (29) بأن حرف (K) في اسم بينداتون هو اسم معلمه (Kuder) الذي تبناه. فتعلم منه الثقافة الأمريكية حتى واصل دراسته في الجامعة الفلبينية في مانيلا، وهناك التحق بكلية العلوم العسكرية ثم التحق بكلية القانون، ويعتبر أول مسلم يتخرج في هذه الجامعة، وبعد تخرجه عام (1938م) عُيّن من قبل الرئيس كيزون عضوا في مجلس محافظة كوتاباتو، وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية وهاجم اليابان الفلبين عام 1941م لعب بنداتون دورا كبيرا نال بجهوده لقب الجنرال عندما قاتل اليابان مع الأمريكان والمسيحيين الفلبينيين، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م تم تعيينه من قبل رئيس الحكومة الانتقالية (أوسمينيا) محافظا لمنطقة كوتاباتو، وذلك تكريما لجهوده البطولية أثناء الحرب العالمية الثانية ضد اليابان. وبعد الإعلان عن استقلال الفلبين عام (1946م) شارك في الانتخابات البرلمانية فأصبح أول مسلم يتقلد منصب السيناتور، وفي فترة (1950-1953م) شغل منصب المستشار للرئيس كيرينو، ثم عاد إلى البرلمان من جديد عام (1969م). وتقلد مناصب حكومية مختلفة، ثم كرس بقية حياته في المشاركة مع الحكومة في إجراء محادثات السلام مع المجاهدين الذين قاوموا الحكم العسكري الذي فرضه الرئيس ماركوس. وتوفي إثر حادث عام (1985م). ينظر: الإسلام والمسلمون في الفلبين، تأليف: محمد عدس، الجزء الثاني، ص (20-25). وانظر: سيرته الذاتية في الموقع الرسمي للبرلمان الفلبيني على الرابط: http://legacy.senate.gov.ph/senators/former_senators/salipada_pendatun.htm

وانظر أيضا: رسالة ماجستير بعنوان: الآثار الأمريكية في حرب مينداناو أثناء الحرب العالمية الثانية، مايكل باليس، جامعة أولد دومينيون، (1990م). ص (25-28).

The American Influence on the Mindanao Resistance During the Second World War, Michael Anthony Balis, Old Dominion University, pp. 25-28.

(([9] شعب مورو في الفلبين، إدوارد كودر، مجلة الشرق الأقصى، المجلد 4، العدد، 2، شهر فبراير 1945م، إصدار: جمعية الدراسات الآسيوية، ص (119-126).

The Moros in the Philippine, Edward M. Kuder, the Far Eastern Quarterly, Published by: Association for Asian Studies, No. 2, Vol. 4, (Feb. 1945), pp. 119-126.

(([10] مقال بعنوان: ديفيد باروز وتصورات الوعي التاريخي في الفلبين المستعمرة، مجلة القضايا الاجتماعية في جنوب شرق آسيا، مجلد: 27، العدد: 1، عام 2012م، ص (153-167).

David Barrows and Perceptions of Historical Consciousness in the Colonial Philippines, journal of Social Issues in Southeast Asia Vol. 27, No. 1 (2012), pp. 153-67.

(([11] للاستزادة عن سيرة (باروس) ينظر على الشبكة:  “Barrows, David P. (David Prescott), 1873-1954-Biographical History.

([12]) الجزر الفلبينية، التاريخ السياسي والجغرافي والإثنوغرافية، والاجتماعي والاقتصادي للجزر الفلبينية، الطبعة الثانية، مطبعة اسكربنر سونس، نيويوك، (1899م).  

The Philippine Islands. A political, geographical, ethnographical, social, and commercial history of the Philippine Archipelago and its political dependencies, embracing the whole period of Spanish rule, By John Foreman, 2nd edition, New York, C. Scribner’s sons, 1899.

(([13] ينظر: مراجعة كتاب: الجزر الفلبينية، جون فرمان، راجعه: جيمس ليروي، مجلة جامعة أوكسفورد، يناير 1907م مطبعة جامعة أكسفورد. المجلد 12، العدد 2، ص (388-391).

The Philippine Islands by John Foreman, Review by: James A. LeRoy, The American History Review, published by: Oxford University Press. Jan 1907, Vol 12, No.2, pp. 388-391,

 (([14] المرجع السابق.

(([15] الجزر الفلبينية: عمل علمي أو بروباجاندا استعمارية. جلوريا كانو، مجلة الدراسات الفلبينية، عام 2008م العدد: 3، مجلد 56.

The Philippine Islands, 1493-1898″: Scholarship or Imperialist Propaganda, Gloria Cano, Philippine Studies, 2008 / 03 Vol. 56.

(([16] مراجعة كتاب (LeRoy): الأمريكان في الفلبين…، جلوريا كانو، مجلة الدراسات الفلبينية…، مجلد: 61، العدد: 1، (مارس/2013م) الناشر: جامعة أتينيو بمانيلا، ص (4).

LeRoy’s “The Americans in the Philippines” and the History of Spanish Rule in the Philippines, Gloria Cano, Philippine Studies: Historical & Ethnographic Viewpoints, Vol. 61, No. 1, (mar 2013), Published By: Ateneo de Manila University, p 4.

(([17] وليام تاف، William H. Taft: (1857-1930م) الرئيس السابع والعشرين للولايات المتحدة الأمريكية، في فترة (1909–1913م). وكان قبل ذلك تم تعيينه تكليفه عام (1901م) من قبل الرئيس الأمريكي William McKinley لمنصب المحافظ المدني العام للفلبين. ينظر: الموقع الرسمي لمكتبة الكونجرس، على الرابط: https://guides.loc.gov/william-howard-taft   

(([18] للمزيد عن (LeRoy) ينظر: رسالة في الدكتوراه بعنوان: الماضي الاستعماري الاسباني، ماريا جلوريا كانو، جامعة سنغافورة، 2005م، ص (90-127).

THE “SPANISH COLONIAL PAST” IN THE CONSTRUCTION OF MODERN PHILIPPINE HISTORY: A CRITICAL INQUIRY INTO THE (MIS)USE OF SPANISH SOURCES MARIA GLORIA CANO GARCIA, NATIONAL UNIVERSITY OF SINGAPORE, 2005, pp. (90-127).

([19]) ينظر: مقدمة (Swish of the Kris) طبعة عام 1997م لمطبعة باكباكان انترناشيونال، على الرابط: http://www.bakbakan.com/swishkb.html

([20]) فهم الإسلام والمسلمين في الفلبين، بيتر جوينج، مطبعة نيو دي، مدينة كيزون، الفلبين، ط1، 1988م.

Understanding Islam and Muslims in the Philippines, By; Peter Gowing, New Day Publishers, Quezon City Philippines, 1988.

(([21] ينظر المصدر السابق، ص (19-24).

(([22] ينظر: كنه الاستشراق، علي بن إبراهيم النملة، ص (119).

(([23] أقرب مثال لذلك العلاقة بين المستشرق الأمريكي (ألبيرت جِركس) وبين الحكومة الأمريكية، وكان (جركس) من أشهر علماء (أنثروبولوجيا) في تلك الفترة وقد وفد ضمن البعثة الأمريكية إلى الفلبين عام (1901م) لأغراض استكشافية بدعم من الولايات المتحدة. ينظر: رسالة علمية في الدكتوراه بعنوان: الضرورات الحضارية الثقافة الاستعمارية الأمريكية في الفلبين الإسلامية، للباحث: أوليبير شاربونيو، جامعة غرب أونتاريو، 2016م، ص (303).

Civilizational Imperatives_ American Colonial Culture in the Islamic Philippines (1899-1942) Oliver Charbonneau, University of Western Ontario, 2016, p 303.

 ([24]) الجزر الفلبينية (1493-1898م) جمع وترتيب: إيما بلير و جيسمس روبينسون، ملك عام للولايات المتحدة الأمريكية. 1903م.

The Philippine Islands 1493- 1898, compiled by Emma Blair and James Alexander Robinson, public domain in the United States of America. 1903.

([25]) ينظر: رسالة علمية في الدكتوراه بعنوان: الضرورات الحضارية الثقافة الاستعمارية الأمريكية في الفلبين الإسلامية، للباحث: أوليبير شاربونيو، ص (356-357).

([26]) في مبحث مستقل ضمن آثار الاحتلال الغربي في المجال الثقافي سوف أذكر فيه بشكل موسع المذاهب الهدامة التي نشأت وانتشرت من خلال الغربيين، كما سوف أتحدث فيه بإذن الله عن منافذ انتقال الأندية الماسونية وكيف أنها انتشرت إلى الأماكن النائية في مناطق المسلمين في الفلبين. 

([27]) ينظر: للباحث الفقير إلى عفو ربه بحث مطبوع بعوان: المد الرافضي في الفلبين، أثبت فيه بالوثائق والأدلة أن الجامعات الحكومية هي من أخطر المنافذ لنشر التشيع في الفلبين. 

([28]) أكثر من اهتم بقضية المدارس الإسلامية في الفلين من الغربيين هو د. جيفري آيالا ميليجان، الذي أكاد أجزم بأنه أكثر من كرّس حياته في هذا الميدان، فقد كتب في ذلك بحوثا كثيرة وتعاون مع الجامعات والكراسي العلمية المختلفة وعقد عدة مؤتمرات علمية، ودُعِم من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية. وقد أحصيت الأبحاث التي كتبه ميليجان عن المسلمين في الفلبين يصل إلى ما يقرب إلى (60) بحث، ما بين كتاب مطبوع ومقال منشور وغير منشور. ومن أبرز ما كتبه: (الهوية الإسلامية وما بعد الاستعمار والسياسة التعليمية والمدارس والصراع العرقي الديني في جنوب الفلبين). الطبعة الأولى، الولايات المتحدة الأمريكية، 2005م.

Islamic identity, postcoloniality, and Educational Policy Schooling and ethno Religious Conflict in the Southern Philippines, Jeffrey Ayala Milligan, Pagrave macmillan, 1st Edition, USA, 2005.

([29]) ينظر: القانون الإسلامي في دولة نصرانية في جنوب شرق آسيا…، كارتر بينتلي، مجلة الدراسات الفلبينية، المجلد 29، العدد: 1، 1981م، ص (165).

Islamic Law in Christian Southeast Asia: The Politics of Establishing Shari-a Courts in the Philippines, Author: G. CARTER BENTLEY, Source: Philippine Studies, Vol. 29, No. 1 (1981), p. 165

([30]) علم أنساب سولو، قيصر أديب مخول، ص (16-17).

Genealogy of Sulu, Caesar Adid Majul, p. (16-17).

([31]) ينظر: السيرة الذاتية لـ (جيفري ميليجان)، بصيغة وورد، منشور على الشبكة بعنوان:

DRAFT Curriculum Vitae, Jeffrey Ayala Milligan, Last Revised: September 25, 2020.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

مناقشة دعوى بِدعية تقسيم التوحيد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة    مقدّمة: إن معرفة التوحيد الذي جاء به الأنبياء من أهم المهمّات التي يجب على المسلم معرفتها، ولقد جاءت آيات الكتاب العزيز بتوحيد الله سبحانه في ربوبيته وأنه الخالق الرازق المدبر، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54]، كما أمر الله تبارك وتعالى عباده […]

اتفاق علماء المسلمين على عدم شرط الربوبية في مفهوم العبادة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: كنّا قد ردَدنا في (مركز سلف) على أطروحة أحد المخالفين الذي راح يتحدّى فيها السلفيين في تحديد ضابط مستقيم للعبادة، وقد رد ردًّا مختصرًا وزعم أنا نوافقه على رأيه في اشتراط اعتقاد الربوبية؛ لما ذكرناه من تلازم الظاهر والباطن، وتلازم الألوهية والربوبية، وقد زعم أيضًا أن بعض العلماء […]

هل اختار السلفيون آراءً تخالف الإجماع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: كثير من المزاعم المعاصرة حول السلفية لا تنبني على علمٍ منهجيٍّ صحيح، وإنما تُبنى على اجتزاءٍ للحقيقة دونما عرضٍ للحقيقة بصورة كاملة، ومن تلك المزاعم: الزعمُ بأنَّ السلفية المعاصرة لهم اختيارات فقهية تخالف الإجماع وتوافق الظاهرية أو آراء ابن تيمية، ثم افترض المخالف أنهم خالفوا الإجماع لأجل ذلك. […]

الألوهية والمقاصد ..إفراد العبادة لله مقصد مقاصد العقيدة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: مما يكاد يغيب عن أذهان بعض المسلمين اليوم أن العبودية التي هي أهمّ مقاصد الدين ليست مجرد شعائر وقتيّة يؤدّيها الإنسان؛ فكثير من المسلمين لسان حالهم يقول: أنا أعبدُ الله سبحانه وتعالى وقتَ العبادة ووقتَ الشعائر التعبُّدية كالصلاة والصيام وغيرها، أعبد الله بها في حينها كما أمر الله […]

تحقيق القول في زواج النبي ﷺ بأُمِّ المؤمنين زينب ومعنى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لهج المستشرقون والمنصّرون بالطعن في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بسبب قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، حتى قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله: (دُعاة النصرانية يذكرون هذه الفرية في كل كتابٍ يلفِّقونه في الطعن على الإسلام، والنيل من […]

جُهود الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي في نشر الدعوة السلفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الشيخ صالح بن أحمد الْمُصَوَّعي من العلماء البارزين في القرن الرابع عشر الهجري، وقد برزت جهوده في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد تأثر رحمه الله بالمنهج السلفي، وبذل جهودًا كبيرة في نشر هذا المنهج وتوعية الناس بأهميته، كما عمل على نبذ البدع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنشأ في […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى، ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

برهان الأخلاق ودلالته على وجود الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ قضيةَ الاستدلال على وجود الله تعالى، وأنه الربّ الذي لا ربّ سواه، وأنه المعبود الذي استحقَّ جميع أنواع العبادة قضية ضرورية في حياة البشر؛ ولذا فطر الله سبحانه وتعالى الخلق كلَّهم على معرفتها، وجعل معرفته سبحانه وتعالى أمرًا ضروريًّا فطريًّا شديدَ العمق في وجدان الإنسان وفي عقله. […]

التوظيف العلماني للقرائن.. المنهجية العلمية في مواجهة العبث الفكري الهدّام

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة     مقدمة: حاول أصحاب الفكر الحداثي ومراكزُهم توظيفَ بعض القضايا الأصولية في الترويج لقضاياهم العلمانية الهادفة لتقويض الشريعة، وترويج الفكر التاريخي في تفسير النصّ، ونسبية الحقيقة، وفتح النص على كلّ المعاني، وتحميل النص الشرعي شططَهم الفكري وزيفَهم المروَّج له، ومن ذلك محاولتُهم اجترار القواعد الأصولية التي يظنون فيها […]

بين عُذوبة الأعمال القلبية وعَذاب القسوة والمادية.. إطلالة على أهمية أعمال القلوب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعاظمت وطغت المادية اليوم على حياة المسلمين حتى إن قلب الإنسان لا يكاد يحس بطعم الحياة وطعم العبادة إلا وتأتيه القسوة من كل مكان، فكثيرا ما تصطفُّ الجوارح بين يدي الله للصلاة ولا يحضر القلب في ذلك الصف إلا قليلا. والقلب وإن كان بحاجة ماسة إلى تعاهُدٍ […]

الإسهامات العلمية لعلماء نجد في علم الحديث.. واقع يتجاوز الشائعات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لا يخلو زمن من الأزمان من الاهتمام بالعلوم وطلبها وتعليمها، فتنشط الحركة التعليمية وتزدهر، وربما نشط علم معين على بقية العلوم نتيجة لاحتياج الناس إليه، أو خوفًا من اندثاره. وقد اهتم علماء منطقة نجد في حقبهم التاريخية المختلفة بعلوم الشريعة، يتعلمونها ويعلِّمونها ويرحلون لطلبها وينسخون كتبها، فكان أول […]

عرض وتعريف بكتاب: المسائل العقدية التي خالف فيها بعضُ الحنابلة اعتقاد السّلف.. أسبابُها، ومظاهرُها، والموقف منها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة أن جعلها أمةً معصومة؛ لا تجتمع على ضلالة، فهي معصومة بكلِّيّتها من الانحراف والوقوع في الزّلل والخطأ، أمّا أفراد العلماء فلم يضمن لهم العِصمة، وهذا من حكمته سبحانه ومن رحمته بالأُمّة وبالعالـِم كذلك، وزلّة العالـِم لا تنقص من قدره، فإنه ما […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017