تَعرِيف بكِتَاب:(شرح وتعليق على شرح شيخ الإسلام ابن تيمية على العقيدة الأصبهانية)
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
المعلومات الفنية للكتاب:
عنوان الكتاب: شرح وتعليق على شرح شيخ الإسلام ابن تيمية على العقيدة الأصبهانية.
اسم المؤلف: د. أحمد بن عبد اللطيف بن عبد الله آل عبد اللطيف.
اعتنى بإخراجه: د. مازن بن محمد بن عيسى.
دار الطباعة: مكتبة الشنقيطي للنشر والتوزيع، بجدة.
رقم الطبعة وتاريخها: الطَّبعة الأولَى، عام 1442هـ-2021م.
حجم الكتاب: يقع في مجلدين وعدد صفحاته (705) صفحة.
مقدمة الكتاب:
صدَّر الشيخ الكتاب بمقدمة مختصرة بيَّن فيها أن الكتاب في أصله دروس مفرّغة، ثم تكلَّم عن منهج شرح شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) رحمه الله وأهمية الكتاب وموضوعه.
تلتها مقدمة من اعتنى بإخراج هذا الكتاب، ذكر فيها أن من أهم أهداف هذا الكتاب: تيسير مادة الأصبهانية العلمية سواء الشرعية أو الفلسفية أو الكلامية أو المنطقية؛ بحيث يقرّب المعاني ويكرر المقصود بأكثر من أسلوب ويوضح الغامض ويبين المبهم.
من مزايا الكتاب:
- تسهيل المادة العلمية للكتاب وبذلها لطلبة العلم بأسهل صورة ممكنة.
- ضرب الأمثال وتوليد الأمثلة التي تقرب الأفكار وتسهل فهم مادة الكتاب؛ كالتمثيل لمسألة: (لو كانت الصفة مخلوقة في محل لعادت الصفة على ذلك المحل)، وتوضيح مسألة: (العلاقة بين الدليل والمدلول في الوجود والعدم)([1]).
- ربط موضوعات الكتاب بعضها ببعض.
- تلخيص الأفكار بعد شرحها والخوض في تفاصيلها، خاصة في نهاية كل مسألة مشروحة.
- الاهتمام بالمقاصد العامة للكتاب.
- شرح المصطلحات العلمية والفلسفية والكلامية.
- بيان دقة ابن تيمية وعبقريته وغزارة علمه وسعة اطلاعه، ودحض ما اتهم به.
- تمتاز فاتحة الكتاب بتفريع وتشجير جميل موضح لخارطة موضوعات الكتاب التي جعلت في ثلاثة عشر موضوعا رئيسيا، وتحت كل موضوع مباحث متفرقة، ونستطيع أن نستعرض من خلالها الكتاب.
خارطة الكتاب:
لم يقسم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الكتاب إلى مباحث كما هو معروف في عصرنا اليوم، ولكن يمكن تقسيم المادة العلمية الموجودة على حسب شرح الشيخ إلى مقدمة وعدة مباحث، وهي على النحو التالي:
المقدمة:
وفيه أكد الشيخ على أن هذا الكتاب ينضوي تحت قسم علم التنقية والتصحيح العقدي المكافح للشبهات، وقسيمه علم التقوية الذي يحفز العقيدة ويكافح الشهوات.
كما أكد على روعة منهج شيخ الإسلام في نقاط من المقدمة منها:
- احتواؤه وعدم رفضه شرح متن من متون الاتجاه الأشعري، ولكن مع التنببه على غلطه.
- بدؤه بالجوانب الإيجابية في الكتاب، وإبرازه لها، واعترافه بما فيه من حقّ، ثم بيان ما فيه من باطل.
- دقته العلمية في عرض الآراء والمذاهب ومناقشتها، كدقته في التفريق بين قول المعتزلة البغداديين عن البصريين في الإرادة.
- وقوفه على الأخطاء المنهجية وعنايته بها؛ كتسجيله خلل منهج الأصبهاني في أدلة إثبات الصفات المعتمدة أهي النقلية أو العقلية.
ومن أهم المسائل التي ناقشها في المقدمة:
- هل المريد والمتكلم اسمان من أسماء الله؟
- صفة الكلام وصفة الإرادة.
- المعاد ثابت نقلا وعقلا.
- إثبات الصفات بالنقل والعقل، وسبب اقتصار الأصبهاني على إثبات سبع فقط.
- أدلة نفي التمثيل نقلًا وعقلا.
- أقوال الناس في محبة الله تعالى.
- منهج التصنيف في العقيدة عند أهل السنة، ومقارنة ذلك بمتن الأصبهاني.
المبحث الأول: شرح دليل الأصبهاني على وجود الخالق، وبين فيه أن هذا الدليل مبني على مقدمتين ناقشهما ابن تيمية في هذا المبحث مع غيرهما، ومنها:
- الممكنات موجودة.
- الممكن لا يوجد إلا بواجب الوجود.
- طرق إثبات الصانع متعدّدة متضافرة متفاوتة، منها دليل الإمكان والحدوث والتخصيص.
وناقش ووضّح الشيخ فيه جملة من القضايا الفلسفية كالدور والتسلسل، وهل هناك فرق بين الوجود والماهية؟ وغيرها من المسائل.
المبحث الثاني: شرح دليل الأصبهاني على وحدانية الخالق، وهو دليل التركيب؛ وقد بين شيخ الإسلام فيه مأخذ هذا الدليل ومصدره، وفصل الشيخ رد ابن تيمية رحمه الله على هذا الدليل في سبعة أوجه، وبين أن هذا من الألفاظ المجملة التي تحتمل حقا وباطلًا، ومثله لفظ الافتقار والغير، وفصل ما فيها من إجمال، وجلَّى ما فيها من إشكال.
ومن الأصول التي ركز على تجليتها الدكتور -حفظه الله- بيان اضطراب الفلاسفة والمتكلمين في أقوالهم، فهم يقررون في موضع ما ينقضونه في موضع آخر؛ مما يجعل أقوالهم متناقضة متضاربة، وهو ما جعل جملتهم يعترفون بالحيرة والشك والاضطراب؛ وقد أكد ابن تيمية رحمه الله أن ذلك مآل كل من أعرض عن الوحي وعن الكتاب والسنة.
وهذا يفيدنا في عدم الانبهار بأقوال الفلاسفة والمتكلمين وتقعيداتهم؛ إذ هم أنفسهم مضطربون متناقضون ليسوا على قول واحد حتى لا يُعتقد أن كلّ ما يقولونه حق.
وقد أكد ابن تيمية رحمه الله على حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل، واختلاف ذلك عما عند المتكلمين، وبين أنواع التوحيد والعلاقة بين كل نوع وآخر.
المبحث الثالث: مسألة حدوث العالم، وهو فرع من فروع الكلام على التوحيد عند المتكلمين، ولكن أطال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله النفسَ؛ ولذا أطال فيه الدكتور في الشرح، وركز الرد على حصر المتكلمين لإثبات وجود الله في معرفة الحدوث، ثم لا يمكن معرفة الحدوث إلا بدليل الجواهر والأعراض، وأن هذا تشقيق وتعسير ليس إلا، ومعرفة الحدوث أسهل من ذلك بكثير؛ إذ هو مشاهَد.
ورد على ليِّهم لدلالات النصوص تطويعًا لها لآرائهم، ودعواهم أن طريقتهم طريقة إبراهيم عليه السلام وأنه استدل بالحركة، كما رد على القول بجواز وجود ممكن قديم واجب بغيره، وختم الكلام ببيان طريقة القرآن في إثبات الصانع.
ثم شرح مسألة أفعال الله سبحانه وتعالى وأقوال الناس فيها؛ محررًا ما دل عليه الوحي في هذه المسألة، وأبطل مذهب الحرنانيين القائلين بالقدماء الخمسة.
المبحث الرابع: شرح دليل الأصبهاني على ما يثبته من الصفات ومناقشتها، وهي:
- صفة العلم، واستعرض فيه جملة من الأدلة عليه كإيجاد المخلوقات وإحكامها وإتقانها، وغير ذلك.
- صفة القدرة، وفيه ناقش دليله على القدرة ونفيهم الحكمة.
- صفة الحياة.
- صفة الإرادة، وفيه بين أدلتها ونقض قول الفلاسفة بالصدور.
- صفة الكلام، وبين فيه طرق السلف في إثباته، وردهم على نفاته، وفصل مسألة الأفعال الاختيارية وقيامها بالله سبحانه وتعالى.
- صفتا السمع والبصر: وفيه بين طرق إثبات السمع والبصر السمعية والعقلية.
المبحث الخامس: شرح دليل الأصبهاني على نبوة الأنبياء عليهم السلام، وأول ما أكد فيه هم تنوع دلائل النبوة وتعددها، وأنها ليست محصورة في المعجزة، ورد على المتكلمين في هذه المسألة، وبين أن الدلائل على نبوة نبينا كثيرة، منها القرآن والأخبار الغيبية وتصديق الأمم السابقة وبشارات الكتب السابقة له والآيات المعجزات وغيرها، وناقش مذاهب الناس في النبوة خاصة قول الفلاسفة، ورد على شبه منكري النبوات.
وفي أثناء ذلك استعرض حياة الغزالي العلمية والفكرية، ورحلته مع الشك والاضطراب بإعراضه عن نهج الكتاب والسنة.
المبحث السادس: شرح دليل الأصبهاني على إثبات اليوم الآخر، وفيه أصَّل مسألة الاستدلال وأنها ليست مقتصرة على الأدلة السمعية أو العقلية فقط، بل كلتا الدلالتين موجودتان معمول بهما، وناقش تسمية المتكلمين لمسائل اليوم الآخر بالسمعيات، وبين أن ثبوت النبوة يقتضي قبول كل ما أخبر به النبي، خاصة تفاصيل اليوم الآخر، وتطرق أيضا لاضطراب الفلاسفة فيما جاءت به الأنبياء في المعاد.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([1]) ينظر: شرح وتعليق على شرح الأصبهانية، أحمد عبد اللطيف (1/ 48).