الجمعة - 28 جمادى الآخر 1447 هـ - 19 ديسمبر 2025 م

نعيم الرؤية | بين إجماع السلف وتأويل الخلف

A A

#مركز_سلف_للبحوث_والدراسات

#إصدارات_مركز_سلف

 

من عقيدة أهل السنة والجماعة: أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة، وأن رؤيتهم لربهم من أعظم أنواع النعيم في الجنة، وقد نقل أبو الحسن الأشعري([1]) والنووي([2]) وغيرهم([3]) إجماع السلف على أن المؤمنين يرون ربهم كما يرون القمر ليلة البدر.

والدليل على أن المؤمنين يرون ربهم من القرآن: قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[القيامة: 22-23]، وقال تعالى }لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ{ [يونس: 26]، وفسرت الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم([4]).

ومن السنة: ما في الصحيحين من حديث جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تُضامُّون في رؤيته»([5]).

وما في الصحيحين أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس قالوا: «يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟» قال: «هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟» قالوا: «لا يا رسول الله»، قال: «فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟» قالوا: «لا»، قال: «فإنكم ترونه كذلك»([6]).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية([7]) عن حديث جابر: “وهذا الحديث من أصح الأحاديث على وجه الأرض المتلقاة بالقبول المجمع عليها عند العلماء بالحديث وسائر أهل السنة”.

 وأما الدليل على كونه من أعظم أنواع النعيم فما ورد عن صهيب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة: إن لكم عند الله موعدًا يريد أن يُنْجِزَكُمُوهُ، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار؟». قال: «فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إليه» قال: «فوالله ما أعطاهم شيئًا أحب إليهم من النظر إليه، ولا أقر لأعينهم»([8]).

  • المخالفون لأهل السنة ومناقشتهم

الذين انشغلوا بعلم الكلام من أهل البدع حاولوا أن يفهموا هذه الأدلة وفق أصولهم الكلامية، فأداهم ذلك إلى أن يردوا بعضها، وأن يخالفوا إجماع الصحابة، وتعذر عليهم أن يفهموا هذه الآيات والأحاديث على ما تقتضيه اللغة السليمة.

فالمعتزلة؛ زعموا أن الله لا يُرى في الآخرة. وأما الأشاعرة؛ فقد أثبوا لفظ الرؤية لكنهم جعلوها بمعنى العلم أو الإدراك، ونفوا الرؤية البصرية، وفي ما يلي نعرض لبيان مذهب الفريقين والجواب عن أهم شبهاتهم.

  • المعتزلة:

المعتزلة ومن وافقهم ينفون الرؤية مطلقًا؛ لأنهم يقولون باستحالة رؤية الله تعالى عقلًا، وسبب ذلك أن لازم القول بجواز الرؤية: يعود على مذهبهم بالإبطال، ولم يجدوا بدًا من التخلص منه إلا بالتخلص من الملزوم، فنفوا الرؤية لأجل التخلص من تلك اللوازم.

أما هذا اللازم فهو أن القول بجواز الرؤية يقتضي إثبات صفة العلو التي ينفونها، وذهبوا إلى أن مقتضى العقل امتناع الرؤية، فهم يرون أن الرؤية لا تكون إلا للماديات، وذات الله غير مادية، فلا يمكن رؤيتها، ويظنون أن القول بامتناع الرؤية هو مقتضى التنزيه عن التشبيه؛ لأن الرؤية لا تحصل إلا بانطباع صورة المرئي في الحدقة، ومن شرط ذلك انحصار المرئي في جهة معينة من المكان حتى يمكن اتجاه الحدقة إليه، والله تعالى ليس بجسم ولا تحده جهة من الجهات، ثم إنه لو جاز أن يُرى في الآخرة لجازت رؤيته الآن.

ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [ الأنعام : 103]، وقوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [ طه : 110]، وقوله تعالى لموسى عليه السلام {لَنْ تَرَانِي}[ الأعراف : 143] و”لَنْ” تفيد التأبيد([9]).

أما أحاديث البخاري ومسلم الصريحة في إثبات الرؤية فهم يقطعون بردها([10]).

والجواب عن هذه الشبهات ما يلي:

أما ما ذكروه من جهة العقل: فغير صحيح؛ لأنه بناءٌ على أصل فاسد، وهو نفيهم صفة العلو، وطلب معرفة كنه ذاته تعالى، وسر امتناع تصور جواز الرؤية في عقولهم هو أنهم طلبوا معرفة الكيفية، وهو أمر لا سبيل إلى علمه، فكما أننا نثبت أن الله عليمٌ سميعٌ بصير، وندرك معناها، ولا نتكلف معرفة كيفياتها، ولا طاقة لنا بذلك، فكذلك القول في رؤية الله سواء بسواء، وقد غلطوا بطلبهم معرفة الكيفية، وكل ما ذكروه من لوازمَ عقليةٍ للرؤية إنما هي لوازم لمن يثبت كيفية الرؤية على وفق ما يعرفه في الدنيا.

وأما الجواب عن نفيهم الجهة فيقال لهم: لفظ الجهة من الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة، فهو لفظ مجمل، فلا يُنفى بإطلاقٍ، ولا يُثبت بإطلاق، وإنما نتبين ما المعنى المقصود من لفظ الجهة؟

فإن كان المقصود: نفي علو الله تعالى على عرشه، ونفي أنه بائن عن خلقه، فهذا قولٌ باطلٌ، قد دل الدليل على خلافه.

وإن كان المراد أن الجهة شيء مخلوق، وأن المقصود هو أن الله تعالى مباين لخلقه فهذا معنىً صحيح ([11])، ولا يلزم منه نفي الرؤية.

وأما الجواب عن استدلالهم بالآيات: فهو أن نفي الإدراك لا يستلزم نفي الرؤية، ونفي إحاطة العلم لا يستلزم نفي الرؤية كذلك، فنحن نرى الشمس والقمر ولا ندركهما ولا نحيط بهما علمًا، وأما قوله تعالى لموسى لن تراني، فهو دليل عليهم، إذ إن موسى سأل ربه أن يراه فلم يقل له إني لا أُرى، وإنما قال له لن تراني، ثم علق إمكانها على أمر غير مستحيل، فقال: {وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [ الأعراف :143].

وأما نفيهم الأحاديث الثابتة وردها: فهي مكابرة بلا دليل فلا يُلتفت لمثلها.

  • الأشاعرة:

الأشاعرة يثبتون رؤية الله تعالى في الآخرة([12])، لكنهم يقولون: الرؤية ليست إلى جهة([13])؛ وذلك لأنهم ينفون صفة العلو، وألزمهم المعتزلة بأنهم إذا قالوا بجواز الرؤية أن يكون ذلك إلى جهة، وقالوا لهم: إذا كان يُرى، فهل يُرى كله أم بعضه؟ فرؤيته كله هي: الإحاطة به، وهي ممتنعة، ورؤية بعضه فيها تبعيض وتجزئة له، فهذا تشبيه له بالحوادث([14]).

وهذ الإلزام حَدَا بالأشاعرة إلى تأويل معنى الرؤية، فأثبتوا لفظها ثم اختلفوا في تفسيرها، فمنهم من فسّرها بمجرد الإدراك([15])، ومنهم مَن جعله إدراكًا زائدًا بمعنى العلم([16])، وهذا في الحقيقة نفي لها، بل إن بعض المعتزلة لا يخالفونهم في هذا([17]).

وهذا على الرغم من أن الأشعري لا يقول بذلك، بل يقول بمذهب السلف في إثبات الرؤية([18]).

وكان ينجي الأشاعرة من إلزامات المعتزلة أن يقولوا كما قال السلف: إن الله يُرى بكيفية لا نعلمها نحن، والله أعلم بنفسه من كل أحد، وهو سبحانه أخبر عن نفسه، وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه يُرى بالأبصار يوم القيامة، فهذا القدر كافٍ في فهم معناها، وطلب كيفيتها لا معرفة لنا به، ولا نتكلفه.

أما تأويل الرؤية لأن إثباتها يقتضي إثبات الجهة له تعالى؛ فقد قدمنا أن هذا المعنى لا يثبت بإطلاق ولا يُنفى بإطلاق.

مما سبق يتبين جليًّا أن أهل الكلام قد أدت بهم أصولهم الكلامية المبتدعة إلى أن يؤولوا الآيات القرآنية والسنن الثابتة ويردوا الأحاديث الصحيحة، فجرّتهم بدعتهم إلى بدعة أخرى، وهذه نتيجة حتمية لكل من يقحم العقل في غير مجاله، فلا نقل صحيح قبلوا، ولا عقل صريح وافقوا.

أما أهل السنة فهم أسعد الناس بالعقل وبالنقل؛ إذ وافقوا النقل الصحيح ولم يتكلفوا تأويله بما يخالف اللغة، ووافقوا العقل الصريح فأثبتوا المعنى ووكلوا معرفة الكيفية إلى الله تعالى، نسأل الله تعالى أن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم وجميع المسلمين.

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) انظر: رسالة إلى أهل الثغر للأشعري (ص 202)، مقالات الإسلاميين للأشعري (ص 227).

([2]) شرح صحيح مسلم للنووي (3/15).

([3]) ينظر حادي الأرواح (196).

([4]) انظر: تفسير ابن كثير (4/262).

([5]) رواه البخاري (529)، ومسلم (633).

([6]) رواه البخاري (773)، ومسلم (182).

([7]) مجموع الفتاوى (6/ 421).

([8]) رواه الترمذي (3105)، والنسائي في الكبرى (11170)، وابن ماجه (187)، وأحمد (18941)، وصححه الألباني في تخريج أحاديث شرح العقيدة الطحاوية (ص 206).

([9]) انظر في بيان مذهب المعتزلة وأدلتهم: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبدالجبار (ص 232-277).

([10]) انظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبدالجبار (ص 268).

([11]) انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/14).

([12]) انظر: الإنصاف للباقلاني (ص 48)، غاية المرام للآمدي (159).

([13]) انظر: غاية المرام للآمدي (ص 181).

([14]) انظر في إلزامات المعتزلة للأشاعرة وجوابهم عنها: الإرشاد للجويني (ص 168-181).

([15]) انظر: حاشية العطار على شرح جمع الجوامع  (2/463)، شرح المقاصد للتفتازاني (2/118).

([16]) انظر: غاية المرام للآمدي (ص 169).

([17]) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (ص 173).

([18]) انظر: رسالة إلى أهل الثغر للأشعري (ص 202-204).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

قواعد عامة للتعامل مع تاريخ الوهابية والشبهات عنها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يفتقِر كثيرٌ من المخالفين لمنهجية الحكم على المناهج والأشخاص بسبب انطلاقهم من تصوراتٍ مجتزأة، لا سيما المسائل التاريخية التي يكثر فيها الأقاويل وصعوبة تمييز القول الصحيح من بين ركام الباطل، ولما كانت الشبهات حول تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب كثيرة ومُتشعبة رأيت أن أضع قواعد عامة […]

تَعرِيف بكِتَاب (مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: مجموعة الرَّسائل العقديَّة للعلامة الشَّيخ محمد عبد الظَّاهر أبو السَّمح. اسم المؤلف: أ. د. عبد الله بن عمر الدميجي، أستاذ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى في دار الهدي النبوي بمصر ودار الفضيلة بالرياض، عام 1436هـ/ 2015م. […]

الحالة السلفية عند أوائل الصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: تعدَّدت وجوه العلماء في تقسيم الفرق والمذاهب، فتباينت تحريراتهم كمًّا وكيفًا، ولم يسلم اعتبار من تلك الاعتبارات من نقدٍ وملاحظة، ولعلّ أسلمَ طريقة اعتبارُ التقسيم الزمني، وقد جرِّب هذا في كثير من المباحث فكانت نتائج ذلك محكمة، بل يستطيع الباحث أن يحاكم الاعتبارات كلها به، وهو تقسيم […]

إعادة قراءة النص الشرعي عند النسوية الإسلامية.. الأدوات والقضايا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تشكّل النسوية الإسلامية اتجاهًا فكريًّا معاصرًا يسعى إلى إعادة قراءة النصوص الدينية المتعلّقة بقضايا المرأة بهدف تقديم فهمٍ جديد يعزّز حقوقها التي يريدونها لا التي شرعها الله، والفكر النسوي الغربي حين استورده بعض المسلمين إلى بلاد الإسلام رأوا أنه لا يمكن أن يتلاءم بشكل تام مع الفكر الإسلامي، […]

اختلاف أهل الحديث في إطلاق الحدوث والقدم على القرآن الكريم -قراءة تحليلية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعَدّ مبحث الحدوث والقدم من القضايا المركزية في الخلاف العقدي، لما له من أثر مباشر في تقرير مسائل صفات الله تعالى، وبخاصة صفة الكلام. غير أنّ النظر في تراث الحنابلة يكشف عن تباينٍ ظاهر في عباراتهم ومواقفهم من هذه القضية، حيث منع جمهور السلف إطلاق لفظ المحدث على […]

وقفة تاريخية حول استدلال الأشاعرة بصلاح الدين ومحمد الفاتح وغيرهما

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يتكرر في الخطاب العقدي المعاصر استدعاء الأعلام التاريخيين والحركات الجهادية لتثبيت الانتماءات المذهبية، فيُستدلّ بانتماء بعض القادة والعلماء إلى الأشعرية أو التصوف لإثبات صحة هذه الاتجاهات العقدية، أو لترسيخ التصور القائل بأن غالب أهل العلم والجهاد عبر التاريخ كانوا على هذا المذهب أو ذاك. غير أن هذا النمط […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الثاني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة خامسًا: الاستدلال بإباحة التوسل وشدّ الرحل لقبور الصالحين: استدلّ المخالفون بما أجازه جمهور المتأخرين من التوسّل بالصالحين، أو إباحة تحرّي دعاء الله عند قبور الصالحين، ونحو ذلك، وهاتان المسألتان لا يعتبرهما السلفيون من الشّرك، وإنما يختارون أنها من البدع؛ لأنّ الداعي إنما يدعو الله تعالى متوسلًا بالصالح، أو عند […]

الاستدلال بتساهل الفقهاء المتأخرين في بعض بدع القبور (الجزء الأول)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من المعلوم أن مسائل التوحيد والشرك من أخطر القضايا التي يجب ضبطها وفقَ الأدلة الشرعية والفهم الصحيح للكتاب والسنة، إلا أنه قد درج بعض المنتسبين إلى العلم على الاستدلال بأقوال بعض الفقهاء المتأخرين لتبرير ممارساتهم، ظنًّا منهم أن تلك الأقوال تؤيد ما هم عليه تحت ستار “الخلاف الفقهي”، […]

ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ

أحد عشر ممن يقال: أساء المسلمون لهم في التاريخ. مما يتكرر كثيراً ذكرُ المستشرقين والعلمانيين ومن شايعهم أساميَ عدد ممن عُذِّب أو اضطهد أو قتل في التاريخ الإسلامي بأسباب فكرية وينسبون هذا النكال أو القتل إلى الدين ،مشنعين على من اضطهدهم أو قتلهم ؛واصفين كل أهل التدين بالغلظة وعدم التسامح في أمورٍ يؤكد كما يزعمون […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وَقَد تأخَّر تدوِينُها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ إثارةَ الشكوك حول حجّيّة السنة النبوية المشرَّفة بسبب تأخُّر تدوينها من الشبهات الشهيرة المثارة ضدَّ السنة النبوية، وهي شبهة قديمة حديثة؛ فإننا نجدها في كلام الجهمي الذي ردّ عليه الإمامُ عثمانُ بن سعيد الدَّارِميُّ (ت 280هـ) رحمه الله -وهو من أئمَّة الحديث المتقدمين-، كما نجدها في كلام […]

نقد القراءة الدنيوية للبدع والانحرافات الفكرية

مقدمة: يناقش هذا المقال لونا جديدًا منَ الانحرافات المعاصرة في التعامل مع البدع بطريقةٍ مُحدثة يكون فيها تقييم البدعة على أساس دنيويّ سياسيّ، وليس على الأساس الدينيّ الفكري الذي عرفته الأمّة، وينتهي أصحاب هذا الرأي إلى التشويش على مبدأ محاربة البدع والتقليل من شأنه واتهام القائمين عليه، والأهم من ذلك إعادة ترتيب البدَع على أساسٍ […]

كشف الالتباس عما جاء في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله تعالى في حق الرسل عليهم السلام: (وظنوا أنهم قد كُذبوا)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن ابن عباس رضي الله عنهما هو حبر الأمة وترجمان القرآن، ولا تخفى مكانة أقواله في التفسير عند جميع الأمة. وقد جاء عنه في قول الله تعالى: (وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ) (يوسف: 110) ما يوهم مخالفة العصمة، واستدركت عليه عائشة رضي الله عنها لما بلغها تفسيره. والمفسرون منهم […]

تعريف بكتاب “نقض دعوى انتساب الأشاعرة لأهل السنة والجماعة بدلالة الكِتابِ والسُّنَّةِ والإِجْمَاعِ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقَـدّمَـــة: في المشهد العقدي المعاصر ارتفع صوت الطائفة الأشعرية حتى غلب في بعض الميادين، وتوسعت دائرة دعواها الانتساب إلى أهل السنة والجماعة. وتواترُ هذه الدعوى وتكرارها أدّى إلى اضطراب في تحديد مدلول هذا اللقب لقب أهل السنة؛ حتى كاد يفقد حدَّه الفاصل بين منهج السلف ومنهج المتكلمين الذي ظلّ […]

علم الكلام السلفي الأصول والآليات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اختلف العلماء في الموقف من علم الكلام، فمنهم المادح الممارس، ومنهم الذامّ المحترس، ومنهم المتوسّط الذي يرى أن علم الكلام نوعان: نوع مذموم وآخر محمود، فما حقيقة علم الكلام؟ وما الذي يفصِل بين النوعين؟ وهل يمكن أن يكون هناك علم كلام سلفيّ؟ وللجواب عن هذه الأسئلة وغيرها رأى […]

بين المعجزة والتكامل المعرفي.. الإيمان بالمعجزة وأثره على تكامل المعرفة الإنسانية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: لقد جاء القرآن الكريم شاهدًا على صدق نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بل وعلى صدق الأنبياء كلهم من قبله؛ مصدقًا لما معهم من الكتب، وشاهدا لما جاؤوا به من الآيات البينات والمعجزات الباهرات. وهذا وجه من أوجه التكامل المعرفي الإسلامي؛ فالقرآن مادّة غزيرة للمصدر الخبري، وهو […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017