الأحد - 08 ذو القعدة 1444 هـ - 28 مايو 2023 م

دعوى حضور النبي صلى الله عليه وسلم زمانًا ومكانًا عند الصلاة عليه..عرض ونقد

A A

استقرَّ عند أهل الإسلام قاطبة فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دلَّت عليه الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة المروية في الصحيحين وغيرهما.

لكن بعض دعاة الصوفية قد تجاوز في ذلك إلى حدِّ الدعوى والفرية؛ فادَّعى بعضهم في مقطع صوتي عبر مواقع التواصل حضور النبي صلى الله عليه وسلم زمانًا ومكانًا عند الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.

وقبل ذلك قال محمد بن العلوي المالكي: «نعم، إننا نعتقد أنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه، وبمقتضى تلك الحياة الكاملة العليا تكون روحه جوالة سياحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى، ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور والعلم، وكذا أرواح خلص المؤمنين من أتباعه»([1]).

والعجب أن يُربط هذا الخيال أو غيره بالنصوص الثابتة، ويربط الواقع في الموالد ومجالس “الحضرة” وغيرها من الواقع البدعيّ وما ارتبط به بالنصوص الشريفة التي تعظِّم الاتباع وتمنع الابتداع، والمتأمّل للنصوص الصحيحة الثابتة يجد عكس الدعاوى المتخيَّلة والدجل المفترى.

فهل جاء في نصٍّ ثابت حضورُ النبي صلى الله عليه وسلمزمانًا ومكانًا، أم أنه من مخيلات العقول والهوى؟! وهل النصوص الواردة في فضل الصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم تحتمل هذه الدعوى الغيبية باستلزام حضوره لمجالس الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟!

وفي نقاط مختصرة نجمل القول:

أولًا: النصوص الدالة على فضل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، وأنه يردُّ الله عليه روحه؛ هل تقتضي أنَّ ردّ الروح حقيقيّ من جنس حياة البشر في الدنيا قبل الموت، أو أنها حياة برزخية مغايرة لها؟

الجواب: إن ردَّ الروح إلى البدن وعودها إلى الجسد بعد الموت لا يقتضي استمرارها فيه، ولا يستلزم حياة أخرى قبل يوم النشور نظير الحياة المعهودة في الدنيا، بل إعادة الروح إلى الجسد في البرزخ إعادة برزخية، لا تزيل عن الميت اسم الموت.

ويشهد لذلك ما ثبت في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل المشهور في عذاب القبر ونعيمه في شأن الميت وحاله أنَّ روحه تُعاد إلى جسده، مع العلم بأنها غير مستمرة فيه، وأن هذه الإعادة ليست مستلزِمة لإثبات حياة مزيلة لاسم الموت، بل هي حياة برزخية؛ وإثبات بعض أنواع الموت لا ينافي الحياة، كما في الحديث الصحيح عن النبيصلى الله عليه وسلمأنه كان إذا استيقظ من النوم قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»([2])([3]).

ويشهد لذلك أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة؛ فإن صلاتكم معروضة علي»، قالوا: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرِمْتَ؟! فقال: «إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء»([4]).

ثانيًا: إذا قلنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر، فهل يحضر بروحه أو بجسده؟

فهذا السؤال يوجه إلى من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر الموالد، ويحضر للمصلي إذا قال المصلي: “السلام عليك أيها النبي”، ويقال له أيضًا: أي حضور تقصد؟ هل يحضر صلى الله عليه وسلم بروحه أو بجسده؟ وما الدليل على تعيين حضوره الروحي أو الجسدي؟

فإذا كان الحضور بالجسد، فهذا كما يقول بعضهم جرأة على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكم على جسده الشريف بما لا يعتقده إلا ملحد مفتر؛ يقول محمد بن علوي المالكي: «بعض الناس يظن ظنًّا باطلًا، لا أصل له عند أهل العلم فيما أعلم، بل عند أجهل الناس ممن يحضر المولد ويقوم مع القائمين، وذلك الظن السيّئ هو أن الناس يقومون معتقدين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يدخل إلى المجلس في تلك اللحظة بجسده الشريف، ويزيد سوء الظن ببعضهم فيرى البخور والطيب له، وأن الماء في وسط المجلس ليشرب منه، ولكن هذه الظنون لا تخطر ببال عاقل من المسلمين، وإننا نبرأ إلى الله من كل ذلك؛ لما في ذلك من الجراءة على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكم على جسده الشريف بما لا يعتقده إلا ملحد مفتر، وأمور البرزخ لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. والنبي صلى الله عليه وسلم أعلى من ذلك وأكمل وأجل من أن يقال في حقه: إنه يخرج من قبره ويحضر بجسده في مجلس كذا في ساعة كذا. أقول: هذا افتراء محض، وفيه من الجراءة والوقاحة والقباحة ما لا يصدر إلا من مبغض حاقد أو جاهل معاند»([5]).

فتعيَّنَ أنهم يريدون أن روحه صلى الله عليه وسلم تحضر الاحتفال، وهذا يقرُّ به محمد بن علوي المالكي فيقول: «إننا نعتقد أنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه، وبمقتضى تلك الحياة الكاملة العليا تكون روحه جوالة سياحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى، ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور والعلم، وكذا أرواح خلص المؤمنين من أتباعه»([6]).

فيقال له ولهم: إثبات مثل هذا يحتاج إلى دليل من الكتاب أو السنة، ولا دليل على ذلك، فأما التخرُّص واتباع الظنِّ فليس بدليل، لقول الله تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [النجم: 28]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث»([7]).

وأما قولهم: إن روح النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهدة النور والعلم، وكذلك أرواح خلص المؤمنين من أتباعه:

فالجواب أن يقال: هذا من شطحات الصوفية وأتباعهم، والعاقل ينزه نفسه عن الإصغاء إلى هذه الشطحات والدعاوي الباطلة.

وقد قال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر: 42]، فالأنفس المرسلة هي أنفس الأحياء، وهي التي تجول مع أصحابها فيما شاؤوا من الأرض، وأما الأنفس التي قد أمسكها الله تعالى -وهي أنفس الموتى- فهذه لا يعلم بحالها إلا الله تعالى، ومن زعم أنها أو بعضها يجول ويسبح في ملكوت الله تعالى فقد تكلَّف ما لا علم له به، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]([8]).

ثالثًا: إن أحاديث ردِّ السلام غاية ما فيها أن روح النبي صلى الله عليه وسلم تُرَدُّ لرد السلام، لا أنها مستقرة باقية في جسده كل وقت وحين، فضلًا عن أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم حاضرًا لمجالس الناس زمانًا ومكانًا:

فالأحاديث الصحيحة فرَّقت بين تسليم البعيد على النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم القريب. وبيَّنت أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع سلام القريب، ويُبَلَّغُ سلام البعيد. ومن ذلك:

حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد يُسَلِّم عليّ إلا ردَّ الله عليّ روحي حتى أردَّ عليه السلام»([9])، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام»([10])، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا؛ وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»([11]).

فالرسول صلى الله عليه وسلم في قبره، والذي يزعمونه من أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر مجالسهم والحضرة والموالد زورٌ ودجل، وإلا لما كان لإبلاغ الذين يبلغونه السلام حاجة.

فهذه الأدلة وغيرها فيها ردٌّ على من توهَّم أن النبي صلى الله عليه وسلم يكون حاضرًا مع ذاكره في كل مقام يذكر فيه بروحه الشريفة؛ لأنه لو كان الأمر على ما زعمه هذا المتكلّف القائل بغير علم لكان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع سلام الذين يسلّمون عليه في الأقطار البعيدة والقريبة، ولا يحتاج إلى التبليغ من الملائكة([12]).

ومقصوده صلى الله عليه وسلم بقوله: «ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام» بيان حياته، وأنه يسمع السلام من القريب، وإذا صُلي وسُلِّم عليه مِن بعيد بُلِّـغ ذلك([13]).

وهذا السلام مشروع لمن كان يدخل الحجرة، وهو القريب الذي يردُّ النبي صلى الله عليه وسلم على صاحبه.

وأما السلام المطلق الذي يفعل خارج الحجرة وفي كل مكان فهو مثل السلام عليه في الصلاة، وذلك مثل الصلاة عليه، والله هو الذي يصلي عشرًا على من يصلي عليه مرة، ويسلم عشرًا على من يسلم عليه مرة. فهذا هو الذي أمِر به المسلمون خصوصًا للنبي صلى الله عليه وسلم بخلاف السلام عليه عند قبره؛ فإن هذا قدر مشترك بينه وبين جميع المؤمنين، فإن كل مؤمن يسلم عليه عند قبره كما يسلم عليه في الحياة عند اللقاء. وأما الصلاة والسلام في كل مكان وفي الصلاة على التعيين فهذا إنما أمر به في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فهو الذي أمِر العباد أن يصلوا عليه ويسلموا تسليمًا([14]).

رابعًا: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم تردُّ عليه روحه ويَرُدُّ، فأين النصوص الثابتة الدالة على حضوره زمانًا ومكانًا؟

ذلك أن من المعلوم أن حضور النبي صلى الله عليه وسلم -إن كان- فهو من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ويجب أن يُقتصر فيه على مَورِد النّص، ولا يُتعدّى ويسترسل مع اللوازم البعيدة بلا برهان.

ومع هذا أيضًا يقال: إن رُوحَ النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين؛ لكونِه أفضل الخلق، وأعطاه الله الوسيلة، وهي أعلى منزلةٍ في الجنَّة.

وكما في الحديث السابق: «ما من أحد يُسلّم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام»، فهذا يدل على أن روحه صلى الله عليه وسلم ليست في جسده دائمًا، بل هي في أعلى عليين، ولها اتصال بجسده أحيانًا([15]).

خامسًا: هل الخطاب بـ”أيها النبي” وكاف الخطاب في التحيات بلفظ: “السلام عليكَ” يستلزم أن يكون موجودًا ليسمع النداء؟

لا يستلزم ذلك وجود النبي صلى الله عليه وسلم جسدًا أو روحًا، وذلك أن الأدلة الثابتة قد دلت على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع عبر الملائكة المبلِّغة، وقد مرَّ بعضها، فحاله كمن يرسل خطابًا إلى غيره بضمائر المخاطبة، وفيها السؤال عن حاله، كأنه موجود يسمعه ويشاهده، وقد علم يقينًا أنه لا يسمعه أو يراه زمن إنشاء الرسالة.

وختامًا وبعد تجوالٍ مختصر وبقدر ما تحتمله هذه المقالة المختصرة، فإن هذه الدعوى لا أساس لها، وإنما هي من نسج الخيال الصوفي، يُلبَّس به على العوام في قالب وعظيّ مُهيّج للمشاعر، بلا تأصيل صحيح، ولا فهم منضبط بضوابط الكتاب والسنة الصحيحة.

ولو أن الإنسان أعطى النفس هواها ومناها، وبنى عليها أحكامًا وفضائل، لكان مآل أمره ونتاجه نسج ديانة جديدة وتخيّل عقائد فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (ص: 40-41).

([2]) أخرجه البخاري (6312).

([3]) ينظر: الصارم المنكي في الرد على السبكي لابن عبد الهادي (ص: 223).

([4]) رواه أحمد (16162)، وأبو داود (1047)، وصحح إسناده النووي في رياض الصالحين (1399)، وهو في السلسلة الصحيحة (‌‌1527).

([5]) حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (ص: 40-41).

([6]) حول الاحتفال بالمولد (ص: 41).

([7]) رواه البخاري (6064).

([8]) ينظر: الرد القوي، للشيخ حمود التويجري (ص: 210-211).

([9]) رواه أبو داود (2041)، وصححه النووي في الأذكار (154)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (436)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2266).

([10]) رواه أحمد (3666)، والدارمي (2816)، وصححه ابن حبان (914)، وهو السلسلة الصحيحة (2853).

([11]) رواه أحمد (8804)، وأبو داود (2042)، وحسنه ابن عبد الهادي في الصارم المنكي (207).

([12]) الرد القوي (ص: 209-234).

([13]) ينظر: منهاج السنة النبوية (2/ 442-443)، ومجموع الفتاوى (27/ 16)، وقاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق (ص: 57).

([14]) مجموع الفتاوى (27/ 324-325).

([15]) ينظر: الرد على البردة لأبي بطين (ص: 50)، والضياء الشارق لابن سحمان (ص: 628)، وفتاوى اللجنة الدائمة (1/ 471).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

مثاراتُ الغلط في مسألة التبرُّك

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مسألة التبرك من أكثر المسائل التي حصل فيها خلط وغلط كثير؛ بسبب الإطلاقات غير المنضبطة، إفراطًا أو تفريطًا، مما ترتب عليه اشتباه المشروع بغير المشروع لدى البعض، ومواطن الإجماع بمواطن الخلاف، وما يسوغ فيه الخلاف وما لا يسوغ. وقد حصل توسع كبير في هذا المسألة، أخرجها -في بعض صورها- […]

لماذا لم تفرض الشريعةُ الحجابَ على الرجالِ منعًا من افتتان النِّسَاء؟

  إن الشريعة الإسلامية نادت بالعِفَّة، وحرّمت الزنا ومقدِّماته، وشرعت من الأحكام بين الجنسين ما روعي فيه طبيعة كل منهما، ومن جملة تلك الأحكام: فرض الحجاب على المرأة. وقد أثار دعاة السفور والتهتّك والانحلال شبهاتٍ حول حجاب المرأة، ومن تلك الشبهات قولهم: ما دام الأمرُ بالحجاب من أجْل الفِتنة، وأخَذنا مسألةَ الفِتنة مأخَذًا جادًّا، فلماذا […]

الحضرة الصوفية.. حقيقتها ومفاسدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: تعتبر جلسات الذكر التي يعقدها الصوفية والتي يسمونها (الحضرة) من أهم الممارسات العملية للطرق الصوفية، فمهما اختلفت الطرق في أسمائها وطرائقها، وفي طريقة إقامة الحضرة وترتيبها، إلا أنها تتفق في ضرورة (الحضرة) ولزومها للسالك والمريد، وأنه لا يجوز للمريد التخلف عن هذه الحضرات التي تعقد في مواعيد منتظمة […]

سُنّة لَعْقِ الأصابع بعد الأكل.. والجواب على شبهات العقلانيين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  كانتِ البشريةُ في انحطاط عقديّ وأخلاقي، إذ كانت التقاليد والأعراف مبنيةً على الهوى والجشَع والأطماع، والقويُّ في مجتمعاتها يتسلَّط على الضعفاء، حتى جاء الإسلام وانتشل العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وأطلقهم من أغلال عادات الجاهلية وقيودها المخالفة للفطرة السليمة التي فطر […]

جواب شبهة حول الاستسقاء بقبور الصالحين والأولياء – وفيه جواب عن الاستدلال بقول مجاهد عن قبر أبي أيوب: “كانوا إذا ‌أمحلوا ‌كشفوا ‌عَنْ ‌قبره فمطروا” –

من الشبهاتِ التي يوردُها من يجوِّز الاستغاثة بالأموات أو طلب الدعاء منهم أو التوسل بذواتهم وجاههم: بعض الآثار والحكايات المروية في الاستسقاء بقبور الأنبياء والصالحين، ومن ذلك: ما نقله ابن عبد البر وغيره في ترجمة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ودفنه عند سور القسطنطينية، فأورد قول مجاهد عن قبر أبي أيوب هناك: “كانوا إذا […]

مفهوم الاشتراك المعنوي في الصفات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة منذ أن وفد المنطقُ اليونانيّ على الأمة الإسلامية والناس في باب العقائد في أمر مريج، وقد وصل الغلوُّ ببعض المتفنِّنين في هذا الفنّ إلى محاكمة قواعد اللغة وأخبار الشرع إلى هذا القانون، وجعلوا منه حكَمًا على اللسان والبيان، وكان أولُ العلوم ابتلاء بهذه التحريفات علم العقائد، وخاصة ما يتعلق […]

التخاطب مع الكينونات.. وثنية في ثوب جديد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يقول ابن خلدون: “المغلوب مولَع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيِّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده، والسّبب في ذلك أنّ النّفس أبدًا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت إليه؛ إمّا لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه، أو لما تغالط به من أنّ انقيادها ليس لغلب طبيعيّ إنّما هو لكمال الغالب. […]

المحدث المسند نذير حسين الدهلوي “1220-1320هـ”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اشتهر الإمام المحدث نذير حسين بلقب “شيخ الكل في الكل” بسبب تفرّغه للتدريس مدة طويلة جدًا تجاوزت سبعين سنة! واقتصر على تدريس القرآن الكريم والسنة والفقه مدة خمسين سنة تقريبًا، وقبل ذلك كان يدرس في غالب العلوم والفنون! وبسبب هذه المدة الطويلة أصبح له طلاب بعشرات الآلاف، ومن دول […]

هل شروط (لا إله إلا الله) من اختراع الوهابية؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: من الشبهات التي يثيرها المخالفون لاعتقاد السلف ممن هم على اعتقاد الجهمية والمرجئة في الإيمان: أن شروط لا إله إلا الله من اختراع الوهابية، لم يسبقهم بذكرها أحد. والجواب عن هذه الشبهة يحصل ببيان معنى هذه الشروط، ومأخذ العلماء فيها، وأصل […]

الأعياد بين التشريعات الإلهية والذكريات التاريخية ..دراسة مقارنة بين الأعياد في الملل

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: ينعَم المسلمون بدينهم الإسلاميِّ الذي يختصّ عن غيره من الملل والنحل والمذاهب والفلسفات بأعياد توقيفية شرعَها لهم إلههم وخالقهم ومولاهم، وليست من وضع أحد من البشر، ولا مرتبطة بموت أحد ولا بحياته، ولا مرتبطة بانتصار أو فتح من الفتوحات على الرغم من كثرتها في الدين الإسلامي، ولا مرتبطة […]

من تاريخ الدولة السعوديّة الأولى كما رواه الجبرتي في تاريخه -الجزء الأول-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا بين أيديكم جزءٌ من تاريخ الدولة السعودية الأولى، وكيف كانت نهايتها، كما صَوَّرَها المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي في كتابه “عجائب الآثار في التراجم والأخبار”، […]

تحريم الاستغاثة بالحي فيما لا يقدر عليه إلا الله ليس بدعة تيمية

مِن نافلة القول أن يُقال: إنّ دعاء الله هو الأصل في الدعاء، فلا يكاد مسلمٌ يقرأ آية من القرآن إلا دفعت بهذه الحقيقة في وجهه مقرِّرة لها بالأدلة الشرعية بقسميها العقليّ والنقلي.  ومع ذلك ظلّ بعضُ المتأخِّرين يجادل في هذه الحقيقة بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، حتى جعلوا دعاءَ غيرِ الله وسؤالَه هو […]

عرض وتعريف بكتاب فتح الملك الوهاب في الرد على من طعن في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بيانات الكتاب: عنوان الكتاب: فتح الملك الوهاب في الرد على من طعن في دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب. اسم المؤلف: ناصر عبد الرزاق العبيدان. قدم له: أ. د. خالد بن علي المشيقح. دار الطباعة: مكتبة الإمام الذهبي بالكويت، والتراث الذهبي بالرياض. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى 1441هـ-2020م. حجم […]

الرد على الكوثري في دعواه: تراجع العلماء عن الثناء على ابن تيمية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إنَّ الناظرَ في موقف خصوم شيخ الإسلام يجده موقفًا مضطربًا غايةَ الاضطراب، وذلك أنك تجدهم تارةً يدّعون توبتَه وتراجعه عن عقيدته، وهذا يقتضي -بحسب تصوّر الخصوم- أن العلماء في زمانه سيثنون عليه بسبب تراجُعه، وستتغير المواقف نحوَه من مواقف سلبية إلى مواقف إيجابية. ثم تجدهم تارةً أخرى يدّعون تراجعَ […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017