الثلاثاء - 24 شوّال 1446 هـ - 22 ابريل 2025 م

علمانيو العرب ومشروع الدفاع الخاطئ

A A

يعتمد علمانيو العرب سياسة الأرض المحروقة؛ ببث طوفان الشبهات للإجهاز على من ألقى إليهم سمعه واقترب من ناديهم، ومع أي فرصة حالية أو قادمة يغتنمون الفرصة لمحاولة التشكيك في العقائد والثوابت الدينية.

حتى وصل الأمر إلى أن المتابِع يتنبّأ بموعد هجمتهم التالية وموسم الإنكار على المنكرين وتسفيه الثابتين! مستغلين أيّ مشهد ديني أو حدثٍ، كحادثة مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على أيدي الصهاينة.

وفي أدبيّات حالة الهجوم على الثوابت وتسفيه الثابتين تجد غِلظة متناهية على من يحاول إبداء رأيه الشرعيِّ المخالف لأهوائهم، فتراهم يتركون صنمَ العجوة، وعلمانيتهم، والرأي والرأي الآخر جانبًا! وتنقلب سماحتهم المزعومة مِطرقة في وجه مَن يتمسَّك بثوابته، بل ويرفعون عقيرتهم بسماجة حول حرية إبداء الرأي! وكأن المسلم الثابت على الوحي شيطان رجيم، ليس رأيه رأيًا كسائر الآراء، ولا من حقه القول والتعبير عما يعتقده دينًا!

فما إن يجد حديثًا أو حادثة إلا ويتبعها صياح بالحط على الدين وفهمه، ومحاولة تحميله المسؤولية والنقائص كاملة.. يحرقون ما يقدرون عليه، وبكل طريق متاح.

وفي مقابل ذلك نجد دعاةً يتبرّعون بمشروع مشوَّه وصورة ناقصة عن الإسلام لكسب الجموع.. فلا هم أرضوا الجموع، ولا هم أبرؤوا ذمته وبلغوا شرع الله كما أنزله الله، بل كتموا بعض ما أنزل الله تعالى.

أصول مسلكهم في تطبيق سياسة الأرض المحروقة:

تعود أصول مسالكهم في تطبيق هذه السياسة التي تؤول إلى حرق الأرض وتجفيف منابع الوحي والهدى إلى عدة أمور:

1- المناداة بالإسلام البسيط:

وذلك إيهامًا وخداعًا بأن الإسلام يتجزأ، فتأخذ منه جانبًا مشتركًا كالإنسانية وتترك منه جوانبه، أو أن بإمكانك أن تكون مسلمًا إسلام الأعمال الخيرية -إن صح التعبير- وتتخلى عن شرائع الإسلام وعقائده وولائه وبرائه وأركانه.

2- إسقاط الرموز الراشدة وصناعة رموز بديلة فاسدة:

وهذه طريقة قديمة؛ إذا أردت إسقاط فكرة أو كيان أو دولة أسقط رجالها والمنادين بها، حينها ستسقط الفكرة أو الكيان، وهذا عين ما يصنعونه، بإسقاط الرموز قديمًا كالكلام والطعن فيمن نقل الوحي وأئمة السنة ورجال العلم عبر القرون، ومن ذلك تحقير مسالك الفقهاء وتصوير الدين كأنه صنعة الفقهاء، وأن الشريعة فهمٌ بشريّ من قبل جماعة تسلَّطوا بأفهامهم على الخلق وفرضوه بقوة الدولة، ثم تتوالى القرون ويكون الإسقاط في عصرنا عبر آلة إعلامية تضخّ صباح مساء مثالب مزعومة ونقائص مُدَّعاة على أهل الاستقامة، بما في ذلك تحقير أفهام العلماء والمؤسسات العلمية الشرعية والكليات الشرعية ومناصب الفتوى، وفي المقابل إبراز محاسن مُدَّعاة للتيار المناهض وأصحاب الإنتاج الفني والملاهي الليلية ونجوم الكرة والرياضة، وطلب آرائهم في الواقع وبعض المسائل الدينية.

فكان عماد مسلكهم هذا إسقاط الشرفاء، وتخوين الأمناء، وتنصيب خائنين أو عديمي الشرف لتبوُّؤ ذروة القيادة العلمية والدينية والروحية، مع طعن مستمر مدعوم في اتجاه هدمي للثوابت.

3- جعل مواقيت العبادات ومواسمها نواقيس للدعارة:

ولا يخفاك ما يحصل في كثير من بلدان المسلمين بربط شهر رمضان بسهرات الدعارة وتعاطي الخمور، وكذلك ربط الأعياد الإسلامية بسهرات تعاطي الخمور والرقص والحفلات الماجنة.

4- بثّ المصطلحات المسوِّغة للمنكَر والمحسِّنة لسُمعته؛ كاستعمال لفظ المثلية بدل الشذوذ، والمشروبات الروحية بديلًا عن لفظ الخمر، قال النبي r عن الخمر: «يسمونها بغير اسمها»([1]).

والسؤال: هل قدّمت التنازلات الدينية مشروعًا دفاعيًّا لتصحيح صورة الإسلام البيضاء؟

وُجدت مشاريع دفاع تجاه هذه الحروب على الدين وأهله، لكنها أخطأت الطريق، فكان قوامها على التنازلات؛ تنازل وتخلٍّ عن حكم شرعيّ لاحتمالية كونه منفّرًا من الدين.

وهذا التنازل يشمل التأويل أو الترك بالكلية، فإن الحمل على المعاني المرجوحة أو الباطلة إنما هو في حقيقته تعطيل للمعنى الظاهر الراجح المراد من النص، فمآله حينئذ إلى ترك المراد إلى معنى غير مراد.

وأما سؤال: هل قدمت مشروعًا دفاعيًّا أو صححت الصورة؟ فجوابه:

لا لم تقدم ولا هي صححت الصورة.. بل تسلط العلمانيون أكثر من ذي قبل برؤية أفراد من المنتسبين إلى العلماء قد سعوا في إرضائهم بكتم بعض ما أنزل الله.

وإننا في الحقيقة إذ نترك بعض ما جاء به الوحي فإننا نقدّم صورة ناقصة مشوِّهة لما جاء به الوحي، ولا ننصر الوحي، والله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]، ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208]، وقال تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42]، وقال سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187].

وعليه فإن ما يقدّمه بعضُ الدعاة العصريين من تنازلات في معرض الدفاع عن الإسلام بلا علم راسخ أو منهج شرعي ثابت، فيقدمون بهذا مشاريع الدفاع الخاطئة؛ وهي حتى ولو رئي بعض الخير منها، كإسهامها في رد بعض باطل الكفار وبعض شبههم، لكنها بلا شك تضر الحق وأهله؛ لأن قناعتهم حينها بإسلام مشوه.

كما حكى شيخ الإسلام تسلُّط القرامطة والفلاسفة والمعتزلة على متكلمي الأشاعرة بسبب هذا القصور، فقال: «ومن هنا تسلَّط عليكم القرامطة والفلاسفة والمعتزلة ونحوهم من النفاة، وكلام أئمتكم معهم كلام قاصر، يظهر قصوره لمن كان خبيرًا بالعقليات، وسبب ذلك تقصيرهم في مناظرتهم، حيث سلموا لهم مقدمات عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة، فاحتاجوا إلى ‌إثبات ‌لوازمها، فاضطروا إما إلى موافقتهم على الباطل، وإما على التناقض الذي يظهر به فساد قولهم، وإما إلى العجز الذي يظهر به قصورهم وانقطاعهم»([2]).

ولا يُشكل على هذا تغيّر الفتوى بتغير مناط الحكم أو محله، أو لتغير العوائد والأعراف، فإن صورة المسألة إذا تغيرت حقيقتها فإن الفتوى تتغير تبعًا لذلك، ليكون حكم الله ورسوله r ملائمًا ومناسبًا لحال المسألة.

الحلول الدعوية:

1- شرح أصول الإسلام والعناية بها:

بدءًا من مبانيه العظام وأركانه الكبار، مع تعميق ذلك وترسيخه لدى الناس. ففي الواقع نجد كثيرًا من الناس قد يكونون من أهل التوحيد والمسجد والصلاة، ولكنهم إذا وقعوا في أمر مخوف قد تظهر في ألفاظهم وعباراتهم إيحاءات شركية أو توجهات مخالفة، تدل على خدشٍ أو ربما قدح في تحقيق التوحيد، فلا تغتر بعبارة أن التوحيد عرفناه، فعند المحكّ لا يثبت إلا من حقَّق التوحيد وفهمه، وشاء الله عز وجل ثباته واستقامته.

2- إبراز المعنى الحقيقي لـ “عبادة الله” وأنها ارتباط بكل مناحي الحياة:

فالعبادة هي غاية الوجود الإنساني، بل الكون كله ما وجد إلا لذلك، فحريٌّ بنا أن نبذل وسعنا في إبراز هذا المفهوم.

والناظر في نصوص الكتاب والسنة يجد أن مدلول العبادة فيهما شامل لا يقتصر على الفرائض، فالحياة في منهج الله وِحْدَة، كل ما فيها لله، والإسلام لا يفصل بين طريق الدنيا وطريق الآخرة، ولا يفرق بين الفرائض والسلوك، ويجعل كل حركة في حياة المسلم وثيقة الصلة بعقيدته، كي يتوجه بها إلى ربه، منفِّذا أمره، ومحقِّقا رسالته، قال تعالى: {قل إنَّ صَلاتِي وَنسُكي وَمَحيايَ وَمَمَاتِي لله رب العَالَمِيْنَ * لا شَرِيْكَ لَهُ وَبذَلِك أمِرْت وأَنَا أولُ الْمسلِمينَ} [الأنعام: 162، 163].

فالعبادة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «اسم جامع لكلِّ ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة. فالصلاة والزكاة والصيام والحجّ، وصدق الحديث وأداء الأمانة، وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة.

وكذلك حب الله ورسوله r، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدّين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة لله»([3]).

فالدّين والعبادة منهج الله، جاء ليسع الحياة كلَّها، وينظم جميع أمورها، من أدب الأكل والشرب وقضاء الحاجة، إلى بناء الدولة، وسياسة الحكم، وسياسة المال، وشؤون المعاملات والعقوبات، وأصول العلاقات الدولية في السلم والحرب، ولهذا نجد كتاب الله الكريم يخاطب عباده المؤمنين بأوامر تكليفية وأحكام شرعية تتناول جوانب شتى من الحياة.

وبهذا فنحن في حاجة ماسة لكشف هذه الحقائق في خطابنا؛ لأنه ما زال كثير من المسلمين يجهلها، فبعض الناس لا يفهم من كلمة العبادة إذا ذكرت إلا الصلاة والصيام والصدقة والحج والعمرة ونحو ذلك من الأدعية والأذكار، ولا يحسب أنَّ لها علاقة بالأخلاق والآداب أو النظم أو القوانين أو العادات والتقاليد.

إنَّ الشعائر التعبدية من صلاة وصوم وزكاة لها أهميتها ومكانتها، ولكنها ليست العبادة كلها، بل هي جزء من العبادة التي يريدها الله تعالى([4]).

3- بث التسليم للوحي:

وجعل ذلك قيمة كبرى في حياة الناس، وإعطاؤه أولوية في مجالس التعليم والخطب، ويقرِّب ذلك ذكر النماذج الحية التي عاش فيها جيل الصحابة رضي الله عنهم حقيقة التسليم لله ورسوله r، يقول الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ ‌وَيُسَلِّمُواْ ‌تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، ويقول تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125].

هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) أخرجه أبو داود (3688)، وابن ماجه (4020)، وأحمد (22900)، من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، وصحّحه ابن حبان (6758)، وحسن إسناده ابن تيمية كما في الفتاوى الكبرى (6/ 37)، وصححه ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 459).

([2]) درء تعارض العقل والنقل (7/ 137).

([3]) العبودية (ص: 38).

([4]) ينظر: مقاصد المكلفين (ص: 45-48).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

رمضان مدرسة الأخلاق والسلوك

المقدمة: من أهم ما يختصّ به الدين الإسلامي عن غيره من الأديان والملل والنحل أنه دين كامل بعقيدته وشريعته وما فرضه من أخلاق وأحكام، وإلى جانب هذا الكمال نجد أنه يمتاز أيضا بالشمول والتكامل والتضافر بين كلياته وجزئياته؛ فهو يشمل العقائد والشرائع والأخلاق؛ ويشمل حاجات الروح والنفس وحاجات الجسد والجوارح، وينظم علاقات الإنسان كلها، وهو […]

مَن هُم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَة؟

الحمدُ للهِ وكفَى، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ المصطفَى، وعلى آلِه وأصحابِه ومَن لهَدْيِهم اقْتفَى. أمَّا بَعدُ، فإنَّ مِن المعلومِ أنَّ النَّجاةَ والسَّعادةَ في الدُّنيا والآخِرَةِ مَنوطةٌ باتِّباعِ الحَقِّ وسُلوكِ طَريقةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة؛ ولَمَّا أصْبحَ كلٌّ يَدَّعي أنَّه مِن أهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، وقام أناسٌ يُطالِبون باستِردادِ هذا اللَّقبِ الشَّريفِ، زاعِمين أنَّه اختُطِفَ منهم منذُ قرون؛ […]

أثر ابن تيمية في مخالفيه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: شيخ الإسلام ابن تيمية هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه والبدرُ من أيّ الضَّواحِي أتيتَه جَرَتْ آباؤُه لشأْو ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يُقضَى له بِنهايَة. رَضَعَ ثَدْيَ العلمِ مُنذُ فُطِم، وطَلعَ وجهُ الصباحِ ليُحاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ الليلَ […]

عرض وتعريف بكتاب (نقض كتاب: مفهوم شرك العبادة لحاتم بن عارف العوني)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدّمة: إنَّ أعظمَ قضية جاءت بها الرسل جميعًا هي توحيد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، حيث أُرسلت الرسل برسالة الإخلاص والتوحيد، وقد أكَّد الله عز وجل ذلك في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]. […]

عبادة السلف في رمضان وأين نحن منها؟!

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: لا يخفى أن السلف الصالح -رضوان الله عليهم- كانوا يحرصون كل الحرص على كثرة التعبد لله سبحانه وتعالى بما ورد من فضائل الأعمال، وبما ثبت من الصالحات الباقيات التي تعبَّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنهم كانوا يتهيؤون للمواسم – ومنها شهر رمضان – بالدعاء والتضرع […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017