الثلاثاء - 14 ربيع الأول 1446 هـ - 17 سبتمبر 2024 م

الإمام سعود بن عبد العزيز ودعوى التحالف مع بونابارت

A A

جميلٌ أن يُسَرَّ الإنسان ببعض ما يكتبه الأوروبيون عن تاريخ الدولة السعودية سواءً أكانت هذه الكتابات إضافات تاريخية أم  نقل مجرد وأمين لثقافتنا إلى قُرَّائهم ، ففي كلا الأمرين فوائد جمة ، وينبغي أن يتوقف الأمر ههنا ، لا أن يصل إلى أن نَطِيرَ فرحاً بكتاباتهم ، وكأننا وكأن تاريخنا في حاجة إلى تزكياتهم.

 

وقد لاحظت أن أغلب من كتب عن التاريخ السعودي من الأوروبيين لا يأتون بجديد ذي بال ، وهذا الجديد الذي قد يأتون به لا يمكن التسليم لهم به لمجرد كونهم أوروبيين ؛ بل هو محل بحث وتمحيص ، وغالباً ما ينتهي هذا التمحيص إلى رد ما  يزعمونه .

 

ومن أمثلة هذا المردود ما جاء عن علاقة التحالف بين الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد وبين نابليون بونابارت في كتاب “الملك عبد العزيز سيرة بطل ومولد مملكة ” تأليف جاك إنو ميشان والذي صدر سنة ١٣٧٣هـ ، ولا شك عندي أن تواصل بونابارت مع الإمام سعود وكذلك موافقة الإمام سعود على التحالف معه في ظل الأخطار التي كانت السعودية تواجهها إذ ذاك أمر مُتَصَوَّر عقلاً ، ومقبول شرعاً ، وليس خلافي مع يؤيدي ما ادعاه الكاتب في إمكان المُدَّعى العقلي أو جوازه الشرعي ، لكن الخلاف في حقيقة وقوعه .

 

وقد نشر أحدُ الباحثين هذا الكتاب قبل أيام في مواقع التواصل ، وقال إنه أولُ نشر  إلكتروني له ، وأنه يُقَدمه هدية للمواطنين بمناسبة اليوم الوطني ، وما أسرع أن لفتت هذه المعلومة المزعومة عن التحالف نظر بعض القراء المناوئين للدعوة السلفية فأحس أنه اصطاد مثلبة في التاريخ السعودي السلفي ، والحقيقة أنه ليس في هذا التحالف مثلبة لو كان صحيحاً ، فقد كان العداء العثماني للسعودية يُنذر بالمصير الذي آلت إليه الدولة فيما بعد ، وهو ما يُسَوِّغ مثل هذا الحلف لو تم ، لكن لا يوجد أدلة مطلقا على حدوثة حتى الآن .

 

فلا يوجد وثائق سعودية أو فرنسية أو إنجليزية تؤكد هذه الرواية ، والمؤلف لم يذكر مصدراً  لمعلوماته حتى يقوم الباحثون بتقييمها سوى أنه زعم أن نابوليون أوفد  مبعوثه لاسكاريس إلى الإمام سعود ، وأن لاسكاريس هذا هو من وَقَّع المعاهدة الفرنسية السعودية ، وذِكْرُ  لاسكاريس هنا يعني أن مصدر المؤلف في المعاهدة المزعومة هو مذكرات فتح الله ولد أنطوان  الصايغ الذي صحب لاسكاريس مترجماً له في رحلته إلى الشرق ، وهي رحلة اشتراها الأديب الفرنسي لامارتين من فتح الله وترجمها إلى الفرنسية وأصبحت مصدراً للمعلومات عند من صَدَّقها من السياسيين والمؤرخين في أوروبا ، وغيرُ هذه القصة لا يوجد وثيقة واحدة تدل على أي تواصل بين نابليون أو الحكومات الفرنسية وبين الدولة السعودية الأولى ، ولذلك فالغالب أن جاك إنو ميشان ليس لديه مصدر لما ذكره من التحالف سوى مذكرات الصايغ التي ترجمها لامارتين .

 

فإذا كان الأمر كذلك فمذكرات الصايغ قد طُبِعَ ولله الحمد أصلُها العربي بتحقيق الدكتور يوسف شلحد ، وبالرجوع إليها يمكننا التحقق من أن ما ذكره ميشان من نبأ هذا الحلف ليس إلا تحليل من المؤلف أو من لامارتين أو نِتَاج خطأ في الترجمة من العربية إلى الفرنسية.

 

وذلك أن محتوى مذكرات الصايغ كما في الطبعة المحققة لا يؤيد دعوى وجود تحالف بين الإمام سعود ونابليون ، حيث  ذكر الصايغ :أن لاسكاريس لم يُسافر معهم إلى الدرعية ولم يقابل الإمام سعودا ؛ بل بقي في الشام مع قبيلة الرولة تحت اسمٍ تمويهي وهو الشيخ إبراهيم ، فَطَرَف المعاهدة الموهومة الممثل لنابليون لم يكن شاهداً،الأمر الذي ينسف زعمَ التحالف السعودي الفرنسي.

 

كما ذكر فتح الله ان التعاهد الذي دار في الدرعية انما كان بين الإمام سعود وبين الدريعي بن شعلان شيخ قبيلة الروله من عنزة ،ومقتضى هذا التحالف :أن يتخلى بن سعود للدريعي عن النفوذ في بلاد الشام وأن يكونا جميعاً يداً على من عاداهما سلماً لمن سالمهما،وليس هناك اي ذكرٍ في هذا التحالف لفرنسا، او لنابليون بونابارت ،سوى ان فتح الله زعم ان الإمام سعوداً ابدى اعجابهُ بالإنبراطور الفرنسي وهذا لا ضير فيه فنابليون حقاً قائدٌ مثيرٌ للإعجاب.

 

 كما أن لاسكاريس بعدما رجع اليه مترجمهُ فتح الله الصايغ لم يلتقِ بنابليون ولا بأيٍ من ممثلي الحكومةِ الفرنسية ليعرض عليهم ما دار في الدرعية على فرضِ ان هناك حلفٌ بين الطرفين ، لأن الحلف لا يكون إلا بإمضاء كلا طرفيه ؛وإنما الذي حصل عكس ذلك تماماً ، إذ إنَ لاسكاريس ذهب الى اسطنبول وعلم هناك بسقوط حكومة نابليون وهزيمتهِ في روسيا، الأمر الذي تسبب في اسفٍ كبيرٍ له، وعاد الى الشام ثم ذهب الى مصر ومات هناك،واستولى القنصل البريطاني كما يذكر  فتح الله الصايغ  على جميع وثائقهِ ومذكراته،وذكر لامارتين ان هذه المذكرات قد اختفت منذ ذلك اليوم .

 

وأنا أقول: لو كان لهذه الوثائق وجود حقيقي ، لرأيناها اليوم في أحد المتاحف البريطانية ، لأن القنصل الإنجليزي لن يأخذها لنفسه وسيسلمها لقيادته ، ومعروف عن الإنجليز احتفاؤهم بالوثائق وإظهارهم للقديم منها مما لم يعد هناك ضرر يُخشى من إظهاره.

فأين هذه المعاهدة او هذا الحلف اذاً!؟

الجواب:إنه لم يوجد حلف اصلاً إلا في مخيلةِ جاك إينو ميشان.

 

والعجيب أن ميشان بنى على هذه المعاهدة التي تخيلها انها ساعدت الإمامَ سعوداً في غزوِ العراق والشام،وهذا من أعظم الأوهام التاريخية،إذ  إن هذه المعاهدة المزعومة كانت عام ١٨١٢ بالتاريخ الميلادي ١٢٢٧ للهجرة ، وغزو سعود للعراق والشام كان بين عامي ١٨٠٢ و ١٨٠٤م ١٢١٧و١٢١٩ هـ أي أن بين الحادثتين ١٠  سنوات فكيف تكون الحادثةُ  المتأخرة سبباً للحادثةِ الأولى ؟!

 

اضف الى ذلك ان دولة محمد علي باشا التي تكونت بعد ذهاب الفرنسيين من مصر بأربع سنوات ١٨٠٥م والمترجح ان فرنسا كانت داعمةً لنشوئِها هناك ، نكاية بالدولة  العثمانية ، وتنفيذاً للمشروع الذي رفعهُ لاسكاريس نفسه عند عودتهِ مع الجيش الفرنسي المنهزم من مصر عام ١٨٠١م وهو مشروع استقلال مصر ، الذي روى قصته الدكتور محمد شفيق غربال في كتابهِ الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس ؛ولا يخفى أن فرنسا كانت داعماً مهماً لغزو محمد علي لإسقاط الدرعية بالمهندسين والخبراء ، كما يتضح ذلك جليا في كتاب فيليكس مانجان تاريخ مصر في عهد محمد علي ، والذي لم يُشر إلى أي تخالف سعودي فرنسي مع طول إقامته في مصر ومعرفته يلاسكاريس ، واطلاعه على الكثير إن لم نقل كل الوثائق الفرنسية في مصر ، خاصة وأنه صديق خاص لوزير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية دو شاتو بريان ، كما أفاد ذلك الدكتور عبدالله العسكر رحمه الله في أحدى مقالاته بصحيفة الرياض .

 

إذن فهذا الحلف بين الإمام سعود وبين نابليون زعم لا حقيقة له.

 

هذا وكان علَّامة العرب في العصر الحديث الشيخ حمد الجاسر ، كتب عدة مقالات عن كتاب إنو ميشان عن الملك عبدالعزيز أثنى عليه فيها يسيراً كما هي عادته في ذكر محاسن مخالفيه ثم تعقبه بتعقبات كثيرة ، وتعقب ترجمته الأولى لعبد الفتاح ياسين، وعجبتُ أن ليس منها نقد لزعم التحالف مع نابليون ، لكن كما قيل : كم ترك الأول للآخر [دراسات وبحوث في تاريخ الملك عبد العزيز ،ص٢٧٧ -٣٢٠]

 

أما رحلة عبد الفتاح الصايغ فكثير من المتخصصين كَذَّبُوها، ورأوا أنها محض خيال من المؤلف ، فقالت مجلة الجمعية الآسيوية للمستشرقين سنة ١٨٧٢م إنها رحلة وليدة الخيال كتبها رجل عارف بأحوال البادية[مقدمة تحقيق رحلة الصايغ ص١٥].

 

وعرض أحد القناصل الفرنسيين في جدة زمن حكم محمد علي رحلة الصايغ مترجمة للعربية عن لامارتين على الشيخ أحمد بن رشيد الحنبلي ، فَكَذَّب كل ما ذكره الصايغ عن الدرعية وعن الإمام سعود ، ونشر محقق رحلة الصايغ د يوسف شلحد نص جواب الشيخ ابن رشيد [ت١٢٥٧] في ملاحق الرحلة .

 

ويرى المحقق أن تكذيب المستشرقين والشيخ الحنبلي للرحله بسبب أخطاء الترجمات ، وأن المخطوط العربي الأصلي يدل على صحة ما ذكره الصايغ لولا المبالغات الكثيرة.

 

وفيما يتعلق بموضوع هذا المقال فإن المخطوط العربي لا يدل على صدق ما يدعيه جاك إنو ميشان في كتابه عن الملك عبد العزيز.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

مناقشة دعوى الإجماع على منع الخروج عن المذاهب الأربعة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد: فإن طريقة التعامل مع اختلاف أهل العلم بَيَّنَها الله تعالى بقوله: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ‌أَطِيعُواْ ‌ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ […]

بدعية المولد .. بين الصوفية والوهابية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الأمور المقرَّرة في دين الإسلام أن العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فإنَّ الإسلام مبني على أصلين: أحدهما: أن نعبد الله وحده لا شريك له، والثاني أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فالأصل في العبادات المنع والتوقيف. عَنْ عَلِيٍّ […]

الخرافات وأبواب الابتداع 

[ليس معقولاً، لا نقلاً، ولا عقلاً، إطلاق لفظ «السُّنَّة» على كل شيء لم يذكر فيه نص صريح من القرآن أو السنة، أو سار عليه إجماع الأمة كلها، في مشارق الأرض ومغاربها]. ومصيبة كبرى أن تستمر التهم المعلبة،كوهابي ، وأحد النابتة ، وضال، ومنحرف، ومبتدع وما هو أشنع من ذلك، على كل من ينادي بالتزام سنة […]

ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي

‏‏للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. علي ناصر فقيهي([1]) اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور علي بن محمد بن ناصر آل حامض الفقيهي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدا بقرية المنجارة التابعة لمحافظة أحد المسارحة، إحدى محافظات منطقة جيزان، عام 1354هـ. نشأته العلمية: نشأ الشيخ في مدينة جيزان […]

مناقشة دعوَى أنّ مشركِي العرب جحدوا الربوبية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: اعتَمَد بعضُ الأشاعرةِ في العصور الحديثةِ على مخالفة البدهيات الشرعية، وتوصَّلوا إلى نتائج لم يقل بها سلفُهم من علماء الأشعرية؛ وذلك لأنهم لما نظروا في أدلة ابن تيمية ومنطلقاته الفكرية وعرفوا قوتها وصلابتها، وأن طرد هذه الأصول والتزامَها تهدم ما لديهم من بدعٍ، لم يكن هناك بُدّ من […]

حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية في الإسلام

  إنَّ حريةَ الاعتقاد في الإسلام تميَّزت بتفاصيل كثيرة واضحة، وهي تعني أن كلَّ شخص حرّ في اختيار ما يؤمن به وما يدين به، ولا يجب على أحدٍ أن يُكرهَه على اعتقاده، كما تعني الاحترامَ لحرية الآخرين في اختياراتهم الدينية والمعتقدات الشخصية. موقفُ الإسلام من الحرية الدينية: الأصلُ عدمُ الإجبار على الإسلام، ولا يُكره أحد […]

دفع إشكال في مذهب الحنابلة في مسألة حَلِّ السِّحر بالسحر

  في هذا العصر -عصر التقدم المادي- تزداد ظاهرة السحر نفوذًا وانتشارًا، فأكثر شعوب العالم تقدّمًا مادّيًّا -كأمريكا وفرنسا وألمانيا- تجري فيها طقوس السحر على نطاق واسع وبطرق متنوعة، بل إن السحر قد واكب هذا التطور المادي، فأقيمت الجمعيات والمعاهد لتعليم السحر سواء عن طريق الانتظام أو الانتساب، كما نظمت المؤتمرات والندوات في هذا المجال. […]

الفكر الغنوصي في “إحياء علوم الدين” لأبي حامد الغزالي وموقف فقهاء ومتصوفة الغرب الإسلامي منه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم لا تخفى المكانة التي حظي بها كتاب إحياء علوم الدين عند المتصوفة في المغرب والأندلس، فكتب التراجم والمناقب المتصوفة المغربية المشهورة، شاهدة على حضور معرفي مؤثر ظاهر لهذا الكتاب في تشكيل العقل المتصوف وتوجيه ممارسته، وأول ما يثير الانتباه فيه، هو التأكيد على الأثر المشرقي […]

لماذا أحرق أبو بكر وعمر الأحاديث؟

تمهيد: يلتفُّ بعض فرق المبتدعة حول الحداثيين والعلمانيين، ويلتفُّ العلمانيون ومن نحى نحوهم حول هذه الفرق، ويتقاطع معهم منكرو السنَّة ليجتمعوا كلّهم ضدَّ منهج أهل السنة والجماعة في تثبيت حجية السنة والأخذ بها والعمل بها والذبِّ عنها. وبالرغم من أنّ دوافع هذه الفرق والطوائف قد تختلف، إلا أنها تأخذ من بعضها البعض حتى يطعنوا في […]

هل كان ابن فيروز وغيره أعلم من ابن عبد الوهاب بمنهج ابن تيمية؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة يعتمد المخالفون على أن مناوئي الدعوة -من الحنابلة- كانوا معظِّمين لابن تيمية وابن القيم، بل وينتسبون إليهم أيضًا؛ كابن فيروز وابن داود وابن جرجيس، ويعتبرون ذلك دليلًا كافيًا على كونهم على مذهب ابن تيمية، وعلى كون الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعيدًا عن منهج الشيخين ابن تيمية وابن القيم. […]

ترجمة الشَّيخ د. عمر حسن فلاته (محدث الحرمين الشريفين وأول من نال شهادة الماجستير في المملكة العربية السعودية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة ترجمة الشَّيخ د. عمر حسن فلاته([1]) محدث الحرمين الشريفين وأول من نال شهادة الماجستير في المملكة العربية السعودية   اسمه ونسبه: هو محدث الحرمين الشريفين الشَّيخ الدكتور أبو ميْسُون عُمر بن حسن بن عثمان بن محمد الفُلَّاني المدني المالكي، المعروف بـ(عمر حسن فلاته)([2]). مولده: ولد الشَّيخ في المدينة المنورة […]

ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده.  وبعد: فهذه ترجمة للشيخ محمد بن عبد الوهاب أخذتها من كتاب زعماء الإصلاح للكاتب والأديب المصري الراحل أحمد أمين، وقد ضمنتها بعض التعاليق التي تبين الوجهة الصحيحة من الشيخ وما في زمانه من أحداث، وتتميز […]

أسانيد الأمة عن الأشاعرة ووجود فجوة بين ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب (دعوى ونقاش)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: من الدعاوى التي يروّجها كثيرٌ من الأشاعرة المعاصرين القولُ بأن أسانيد علوم الإسلام نُقلت من خلالهم، مثل علوم القرآن وعلوم الحديث وعلوم التفسير والأصول، فنقَلَةُ الدين في العصور المتأخرة من الأشاعرة، أو على الأقل من المتأثرين بهم، وحتى فقهاء الحنابلة لم يسلَموا من تقريرات الأشاعرة في كتبهم. ثم […]

فتوى الشيخ عبد الرحمن بن عبدِ الله السُّويدِي (1134- 1200هـ) في فَعاليَّات الدَّرْوَشة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله. هذه فتوى لأحدِ علماءِ العراق في القرن الثاني عشر الهجري -وهو الشيخ عبد الرحمن السويدي الشافعي ت 1200هـ- في الأعمال التي يقوم بها المتصوّفة من أكل الحيات ودخول النيران، وضرب الصدور بالحراب وغير ذلك. وقد اشتهرت هذه الأعمالُ عن أتباع الطريقة الرفاعية منذ دخول التتار إلى بغداد […]

إيضاح ما أَشكَل في قصة موسى عليه السلام وملك الموت

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدّمة: إن حديثَ لطم موسى عليه السلام لملك الموت من الأحاديث التي طعَن فيها المبتدعةُ منذ وقتٍ مبكِّرٍ، وتصدَّى العلماءُ للردِّ عليهم في شُبهاتهم. وقد صرّح الإمامُ أحمد رحمه الله لما سئل عن هذا الحديث بأنه: (لا يدَعُهُ إلا ‌مُبتَدِع أو ضعيف الرأي)([1])؛ ولذلك ذكر الأئمة الإيمان بهذا الحديث […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017