الأربعاء - 22 شوّال 1445 هـ - 01 مايو 2024 م

هل رمي الجمرات بدعةٌ وثنية؟

A A

في كلِّ مناسبةٍ من مناسبات المسلمين يظهر من يشكِّك في شعائر الدين ويعبث بمحكماته، ففي رمضان يظهر من يشكِّك في فرضيته، وفي الحج يظهر من يجعله وثنيًّا، وفي كل مناسبة دينيَّة يتكرَّر الأمر من الحداثيين وأتباعهم؛ حتى لا تبقى شعيرةٌ من شعائر الإسلام ثابتةً.

وممَّا يورد في الحجِّ: أنَّ رمي الجمرات بدعة، وأنه فعل عبثيٌّ لا يمكن أن يكون مأمورًا به في الشريعة، بل يرى أحدهم أنها بدعة منذ 1400 سنة، أي: أنَّ المسلمين كلهم قد ضلّوا وأضلّوا منذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا([1]). وكثيرًا ما يكرّر أنَّ رمي الجمار هو رجم إبليس ليقول هازئًا: وهل يسكن إبليس مكة؟!

الاستهزاء بشعائر الإسلام ومحكمات الدين ديدَن كثير من الحداثيين وأتباعهم ممن يرون أنهم تنويريون، وليسوا إلا معاول هدم للدين.

ولكن هل فعلا يرى المسلمون أنهم يرمون الجمرات لرجم إبليس؟ وهل رمي الجمار مجرد عمل عبثيٍّ لا حكمة فيه؟

بداية:

مما لا نطيل الكلام فيه هنا أنَّ رمي الجمار واجبٌ من واجبات الحج، بل هو واجبٌ بإجماع المسلمين، يقول الكاساني (ت: 587ه): “أما الإجماع فلأن الأمة أجمعت على وجوبه”([2]). ويقول بن رشد (ت: 595هـ): “وأجمعوا على أنه يعيد الرمي إذا لم تقع الحصاة في العقبة، وأنه يرمي في كل يوم من أيام التشريق ثلاث جمار بواحد وعشرين حصاة، كل جمرة منها بسبع”([3]). وقال النووي (ت: 676ه): “رمي جمرة العقبة واجب بلا خلاف”([4]). وقال ابن تيمية (ت: 728ه): “وعليه أيضا رمي الجمار أيام منى باتفاق المسلمين”([5]). وكلام العلماء في هذا كثير ليس الغرض بيانه، وإنما الغرض بيان أن القول بأنه بدعة وأنه موروث وثني ما هو إلا تلاعب بالواجبات المحكمات، وليس بمجرد مستحبات وسنن.

رمي الجمار وقصة إبراهيم عليه السلام:

بعد أن تبيّن أن رمي الجمار واجب من واجبات الحج يقال: لِمَ شرع الله رمي الجمار؟

إنَّ أكثر ما يستحضره المسلم وهو يؤدي عبادة رمي الجمرات قصة إبراهيم عليه السلام، فقد ورد في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس أنه قيل له: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ! قَالَ: «صَدَقُوا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: قَدْ تَلَّهُ لِلجَبِينِ وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ»([6]).

فما يفعله المسلمون كل عام إنما يفعلونه أولًا تأسّيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ»([7])، ثم يفعلونه وهم يستحضرون هذه القصة العظيمة من قصص إبراهيم عليه السلام، فقد عرض له الشيطان ورجمه في المواطن التي فيها الجمرات، ويرجمها الحجاج كل عام، فرمي الجمرات تأسٍّ بإبراهيم عليه السلام واتباعٌ لهديه، ويمكن أن نقف مع قصة إبراهيم عليه السلام وقفات:

1- اختيار القدوة الصالحة، فقد أمر الشارع الحكيم بالاقتداء بإبراهيم عليه السلام، وقد ذكر الله في كتابه أنه جعل إبراهيم عليه السلام {أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]، ثم ذكر الله بعد هذه الآية أنه أمر نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع إبراهيم عليه السلام فقال: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 123]، فيلتفت الإنسان وهو يرمي الجمرات إلى القدوات واختيار القدوات الصحيحة حتى لا يضل مع أهواء الزمن وفتنها.

2- أهمية التوحيد وشدة الحرض عليه، ففي استحضار قصة إبراهيم عليه السلام عند رمي الجمار استحضار لما كان عليه إبراهيم عليه السلام من الدين الصحيح الخالص لله، وأنه تبرأ من كل معبود سوى الله، وقد ذكر المفسرون أن المراد من أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم اتباعَ إبراهيم عليه السلام هو الاتباع في التوحيد، يقول الطبري (ت: 310ه): “يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} يا محمد وقلنا لك: {اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} الحنيفية المسلمة، {حَنِيفًا} يقول: مسلمًا على الدين الذي كان عليه إبراهيم، بريئًا من الأوثان والأنداد التي يعبدها قومك كما كان إبراهيم تبرأ منها”([8]).

3- استحضار عظم الأمر الذي مرَّ به إبراهيم عليه السلام، فقد كانت هذه القصة عند إرادته ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام.

4- كيد الشيطان للإنسان وإرادته السوء له، فالإنسان يستحضر دائما أن الشيطان متربّص به، وقد أقسم كما ذكر الله عنه في كتابه، فقال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص: 82، 83]، وظهور الشيطان لإبراهيم عليه السلام ورمي إبراهيم له بالحجارة دليل على شدة العداوة بين الإنسان والشيطان، وهو ما يستحضره الإنسان عند رمي الجمار، فيعادي الشيطان ولا ينقاد له.

وفي هذا يقول الغزالي (ت: 505ه): “وأما رمي الجمار… اقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام حيث عرض له إبليس -لعنه الله تعالى- في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة أو يفتنه بمعصية، فأمره الله عز وجل أن يرميه بالحجارة طردًا له وقطعًا لأمله. فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه، وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان، فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان، وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه، وأنه يضاهي اللعب، فلم تشتغل به، فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان”([9]).

إهانة الشيطان وإذلاله:

في رمي الجمرات إذلالٌ لشيطان وترغيم له، فإنه يغتاظ حينما يرى الناس يرجمون المكان الذي اعترض فيه خليل الله إبراهيم عليه السلام، كما أن فيه إغاظةَ الشيطان لقيامهم بأمر الله سبحانه الله واتباعهم لسنته، يقول الغزالي (ت: 505ه): “واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره؛ إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله سبحانه وتعالى تعظيمًا له بمجرد الأمر من غير حظٍّ للنَّفس والعقل فيه”([10]).

إقامة ذكر الله:

من أعظم الحِكَم في رمي الجمرات: إقامة ذكر الله سبحانه وتعالى، فقد أمر الله بالذكر في هذه الأيام فقال: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة: 203]، ويدخل في ذلك بلا شك ذكر الله عند رمي الجمار كما قال البغوي (ت: 510ه) عند تفسير هذه الآية: “يعني التكبيرات أدبار الصلاة وعند الجمرات، يكبر مع كل حصاة، وغيرها من الأوقات”([11]).

فشرع الله رمي الجمار لإقامة ذكر الله سبحانه وتعالى، قال ابن تيمية رحمه الله (ت: 728ه): “وأما رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة فالفعل في نفسه مقصود؛ لما تضمنه من ذكر الله”([12]).

التعبُّد لله أكثر ما يؤذي الشيطان:

لا ريب أن أكثر ما يغيظ الشيطان هو أن يعبد الإنسان ربه ويخلص له العمل، فالحاجُّ يرمي الجمرات قاصدا وجه الله سبحانه وتعالى حتى لو لم يعرف الحكمة من العمل، وفي هذا عظيم الاستسلام لله سبحانه وتعالى مما يغيظ الشيطان ويبين عداوة الإنسان له.

فرامي الجمرات إذن إنما يتبع فيه أمرَ الله ورسوله، ويرمي الجمرات وهو يدرك أنه إنما يتعبَّد لله حتى لو لم يعرف الحكمة، بالرغم من وجود الحكم التي سبق ذكر بعضها. ومع هذا: هل فعلا يرجم الإنسان الشيطان أو إبليس كما يحلو لهم أن يقولوه؟

والجواب: أن رمي الجمار ليس هو رمي للشيطان بعينه، فهذا اعتقاد باطل؛ وإنما فيه إرغام للشيطان باتباع أمر الله ورسوله، وفي هذا يقول ابن عثيمين رحمه الله: “إنَّ كثيرًا من العامة يعتقدون أن رمي الجمرات رميٌ للشياطين، ويقولون: إننا نرمي الشيطان. ويأتي منهم بعنفٍ شديد وحنق وغيظ وصياح وشتم وسبٍّ لهذه الجمرة والعياذ بالله… وهذا من الجهل العظيم، فإن رمي هذه الجمرات عبادةٌ عظيمة… ولهذا يكبّر الإنسان عند كل حصاة، لا يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بل يكبر، يقول: الله أكبر؛ تعظيمًا لله الذي شرع رمي هذه الحصى، وهو في الحقيقة -أعني رمي الجمرات- غاية التعبد والتذلّل لله سبحانه وتعالى؛ لأن الإنسان لا يعرف حكمةً من رمي هذه الجمرات في هذه الأمكنة إلا لأنها مجرد تعبّدٍ لله سبحانه وتعالى. وانقياد الإنسان لطاعة الله وهو لا يعرف الحكمة أبلغُ في التذلّل والتعبد؛ لأن العبادات منها ما حكمته معلومة لنا وظاهرة، فالإنسان ينقاد لها تعبدًا لله تعالى وطاعةً له، ثم اتباعًا لما يعلم فيها من هذه المصالح، ومنها ما لا يعرف حكمته ولكن كون الله يأمر بها ويتعبّد بها عباده، فيمتثلون، فهذا غاية التذلل والخضوع لله”([13]).

أي: أن الهدف من رمي الجمرات هو ترديد عبارة: (الله أكبر) أثناء رمي كل حصوة، وكذلك ذكره ودعاؤه تعالى بعد الرمي.

وأخيرا:

(الله أكبر) هو ما يتلفظ به من يرمي الجمرات ليذكّر نفسه وغيره بأن الله أكبر من كل شيء، وأنه هو من أمره بهذا الفعل، وهو برميه للجمرات يقيم أمر الله ويخضع له.

كما أن رامي الجمرات يتذكّر في هذه الأماكن قدوته إبراهيم عليه السلام، وما لاقاه من الشيطان من أذى، وما فعله إبراهيم عليه السلام له، فيكون أكثر حرصًا على إبعاد الشيطان منه في كل حياته.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) قاله أحمد ماهر في مقطع له، ينظر:

https://www.youtube.com/watch?v=9LOU1R37kMg&t=21s

([2]) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (2/ 136).

([3]) بداية المجتهد ونهاية المقتصد (1/ 353).

([4]) المجموع شرح المهذب (8/ 162).

([5]) مجموع الفتاوى (17/ 460).

([6]) المسند (2707). وقال محققو المسند: “رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي… ولمعظم هذا الحديث طرق وشواهد يتقوى بها”.

([7]) أخرجه مسلم (1297).

([8]) تفسير الطبري (17/ 319).

([9]) إحياء علوم الدين (1/ 270).

([10]) إحياء علوم الدين (1/ 270).

([11]) تفسير البغوي (1/ 233).

([12]) مجموع الفتاوى (14/ 145).

([13]) فتاوى نور على الدرب (12/ 2).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

تذكير المسلمين بخطورة القتال في جيوش الكافرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: من المعلومِ أنّ موالاة المؤمنين والبراءة من الكافرين من أعظم أصول الإيمان ولوازمه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ‌وَلِيُّكُمُ ‌ٱللَّهُ ‌وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [المائدة: 55]، وقال تعالى: ﴿‌لَّا ‌يَتَّخِذِ ‌ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةۗ […]

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017