الأحد - 09 ربيع الأول 1445 هـ - 24 سبتمبر 2023 م

هل رمي الجمرات بدعةٌ وثنية؟

A A

في كلِّ مناسبةٍ من مناسبات المسلمين يظهر من يشكِّك في شعائر الدين ويعبث بمحكماته، ففي رمضان يظهر من يشكِّك في فرضيته، وفي الحج يظهر من يجعله وثنيًّا، وفي كل مناسبة دينيَّة يتكرَّر الأمر من الحداثيين وأتباعهم؛ حتى لا تبقى شعيرةٌ من شعائر الإسلام ثابتةً.

وممَّا يورد في الحجِّ: أنَّ رمي الجمرات بدعة، وأنه فعل عبثيٌّ لا يمكن أن يكون مأمورًا به في الشريعة، بل يرى أحدهم أنها بدعة منذ 1400 سنة، أي: أنَّ المسلمين كلهم قد ضلّوا وأضلّوا منذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا([1]). وكثيرًا ما يكرّر أنَّ رمي الجمار هو رجم إبليس ليقول هازئًا: وهل يسكن إبليس مكة؟!

الاستهزاء بشعائر الإسلام ومحكمات الدين ديدَن كثير من الحداثيين وأتباعهم ممن يرون أنهم تنويريون، وليسوا إلا معاول هدم للدين.

ولكن هل فعلا يرى المسلمون أنهم يرمون الجمرات لرجم إبليس؟ وهل رمي الجمار مجرد عمل عبثيٍّ لا حكمة فيه؟

بداية:

مما لا نطيل الكلام فيه هنا أنَّ رمي الجمار واجبٌ من واجبات الحج، بل هو واجبٌ بإجماع المسلمين، يقول الكاساني (ت: 587ه): “أما الإجماع فلأن الأمة أجمعت على وجوبه”([2]). ويقول بن رشد (ت: 595هـ): “وأجمعوا على أنه يعيد الرمي إذا لم تقع الحصاة في العقبة، وأنه يرمي في كل يوم من أيام التشريق ثلاث جمار بواحد وعشرين حصاة، كل جمرة منها بسبع”([3]). وقال النووي (ت: 676ه): “رمي جمرة العقبة واجب بلا خلاف”([4]). وقال ابن تيمية (ت: 728ه): “وعليه أيضا رمي الجمار أيام منى باتفاق المسلمين”([5]). وكلام العلماء في هذا كثير ليس الغرض بيانه، وإنما الغرض بيان أن القول بأنه بدعة وأنه موروث وثني ما هو إلا تلاعب بالواجبات المحكمات، وليس بمجرد مستحبات وسنن.

رمي الجمار وقصة إبراهيم عليه السلام:

بعد أن تبيّن أن رمي الجمار واجب من واجبات الحج يقال: لِمَ شرع الله رمي الجمار؟

إنَّ أكثر ما يستحضره المسلم وهو يؤدي عبادة رمي الجمرات قصة إبراهيم عليه السلام، فقد ورد في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس أنه قيل له: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ! قَالَ: «صَدَقُوا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: قَدْ تَلَّهُ لِلجَبِينِ وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ»([6]).

فما يفعله المسلمون كل عام إنما يفعلونه أولًا تأسّيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم حين قال: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ»([7])، ثم يفعلونه وهم يستحضرون هذه القصة العظيمة من قصص إبراهيم عليه السلام، فقد عرض له الشيطان ورجمه في المواطن التي فيها الجمرات، ويرجمها الحجاج كل عام، فرمي الجمرات تأسٍّ بإبراهيم عليه السلام واتباعٌ لهديه، ويمكن أن نقف مع قصة إبراهيم عليه السلام وقفات:

1- اختيار القدوة الصالحة، فقد أمر الشارع الحكيم بالاقتداء بإبراهيم عليه السلام، وقد ذكر الله في كتابه أنه جعل إبراهيم عليه السلام {أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]، ثم ذكر الله بعد هذه الآية أنه أمر نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع إبراهيم عليه السلام فقال: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 123]، فيلتفت الإنسان وهو يرمي الجمرات إلى القدوات واختيار القدوات الصحيحة حتى لا يضل مع أهواء الزمن وفتنها.

2- أهمية التوحيد وشدة الحرض عليه، ففي استحضار قصة إبراهيم عليه السلام عند رمي الجمار استحضار لما كان عليه إبراهيم عليه السلام من الدين الصحيح الخالص لله، وأنه تبرأ من كل معبود سوى الله، وقد ذكر المفسرون أن المراد من أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم اتباعَ إبراهيم عليه السلام هو الاتباع في التوحيد، يقول الطبري (ت: 310ه): “يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} يا محمد وقلنا لك: {اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} الحنيفية المسلمة، {حَنِيفًا} يقول: مسلمًا على الدين الذي كان عليه إبراهيم، بريئًا من الأوثان والأنداد التي يعبدها قومك كما كان إبراهيم تبرأ منها”([8]).

3- استحضار عظم الأمر الذي مرَّ به إبراهيم عليه السلام، فقد كانت هذه القصة عند إرادته ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام.

4- كيد الشيطان للإنسان وإرادته السوء له، فالإنسان يستحضر دائما أن الشيطان متربّص به، وقد أقسم كما ذكر الله عنه في كتابه، فقال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص: 82، 83]، وظهور الشيطان لإبراهيم عليه السلام ورمي إبراهيم له بالحجارة دليل على شدة العداوة بين الإنسان والشيطان، وهو ما يستحضره الإنسان عند رمي الجمار، فيعادي الشيطان ولا ينقاد له.

وفي هذا يقول الغزالي (ت: 505ه): “وأما رمي الجمار… اقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام حيث عرض له إبليس -لعنه الله تعالى- في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة أو يفتنه بمعصية، فأمره الله عز وجل أن يرميه بالحجارة طردًا له وقطعًا لأمله. فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه، وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان، فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان، وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه، وأنه يضاهي اللعب، فلم تشتغل به، فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان”([9]).

إهانة الشيطان وإذلاله:

في رمي الجمرات إذلالٌ لشيطان وترغيم له، فإنه يغتاظ حينما يرى الناس يرجمون المكان الذي اعترض فيه خليل الله إبراهيم عليه السلام، كما أن فيه إغاظةَ الشيطان لقيامهم بأمر الله سبحانه الله واتباعهم لسنته، يقول الغزالي (ت: 505ه): “واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره؛ إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله سبحانه وتعالى تعظيمًا له بمجرد الأمر من غير حظٍّ للنَّفس والعقل فيه”([10]).

إقامة ذكر الله:

من أعظم الحِكَم في رمي الجمرات: إقامة ذكر الله سبحانه وتعالى، فقد أمر الله بالذكر في هذه الأيام فقال: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة: 203]، ويدخل في ذلك بلا شك ذكر الله عند رمي الجمار كما قال البغوي (ت: 510ه) عند تفسير هذه الآية: “يعني التكبيرات أدبار الصلاة وعند الجمرات، يكبر مع كل حصاة، وغيرها من الأوقات”([11]).

فشرع الله رمي الجمار لإقامة ذكر الله سبحانه وتعالى، قال ابن تيمية رحمه الله (ت: 728ه): “وأما رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة فالفعل في نفسه مقصود؛ لما تضمنه من ذكر الله”([12]).

التعبُّد لله أكثر ما يؤذي الشيطان:

لا ريب أن أكثر ما يغيظ الشيطان هو أن يعبد الإنسان ربه ويخلص له العمل، فالحاجُّ يرمي الجمرات قاصدا وجه الله سبحانه وتعالى حتى لو لم يعرف الحكمة من العمل، وفي هذا عظيم الاستسلام لله سبحانه وتعالى مما يغيظ الشيطان ويبين عداوة الإنسان له.

فرامي الجمرات إذن إنما يتبع فيه أمرَ الله ورسوله، ويرمي الجمرات وهو يدرك أنه إنما يتعبَّد لله حتى لو لم يعرف الحكمة، بالرغم من وجود الحكم التي سبق ذكر بعضها. ومع هذا: هل فعلا يرجم الإنسان الشيطان أو إبليس كما يحلو لهم أن يقولوه؟

والجواب: أن رمي الجمار ليس هو رمي للشيطان بعينه، فهذا اعتقاد باطل؛ وإنما فيه إرغام للشيطان باتباع أمر الله ورسوله، وفي هذا يقول ابن عثيمين رحمه الله: “إنَّ كثيرًا من العامة يعتقدون أن رمي الجمرات رميٌ للشياطين، ويقولون: إننا نرمي الشيطان. ويأتي منهم بعنفٍ شديد وحنق وغيظ وصياح وشتم وسبٍّ لهذه الجمرة والعياذ بالله… وهذا من الجهل العظيم، فإن رمي هذه الجمرات عبادةٌ عظيمة… ولهذا يكبّر الإنسان عند كل حصاة، لا يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بل يكبر، يقول: الله أكبر؛ تعظيمًا لله الذي شرع رمي هذه الحصى، وهو في الحقيقة -أعني رمي الجمرات- غاية التعبد والتذلّل لله سبحانه وتعالى؛ لأن الإنسان لا يعرف حكمةً من رمي هذه الجمرات في هذه الأمكنة إلا لأنها مجرد تعبّدٍ لله سبحانه وتعالى. وانقياد الإنسان لطاعة الله وهو لا يعرف الحكمة أبلغُ في التذلّل والتعبد؛ لأن العبادات منها ما حكمته معلومة لنا وظاهرة، فالإنسان ينقاد لها تعبدًا لله تعالى وطاعةً له، ثم اتباعًا لما يعلم فيها من هذه المصالح، ومنها ما لا يعرف حكمته ولكن كون الله يأمر بها ويتعبّد بها عباده، فيمتثلون، فهذا غاية التذلل والخضوع لله”([13]).

أي: أن الهدف من رمي الجمرات هو ترديد عبارة: (الله أكبر) أثناء رمي كل حصوة، وكذلك ذكره ودعاؤه تعالى بعد الرمي.

وأخيرا:

(الله أكبر) هو ما يتلفظ به من يرمي الجمرات ليذكّر نفسه وغيره بأن الله أكبر من كل شيء، وأنه هو من أمره بهذا الفعل، وهو برميه للجمرات يقيم أمر الله ويخضع له.

كما أن رامي الجمرات يتذكّر في هذه الأماكن قدوته إبراهيم عليه السلام، وما لاقاه من الشيطان من أذى، وما فعله إبراهيم عليه السلام له، فيكون أكثر حرصًا على إبعاد الشيطان منه في كل حياته.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) قاله أحمد ماهر في مقطع له، ينظر:

https://www.youtube.com/watch?v=9LOU1R37kMg&t=21s

([2]) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (2/ 136).

([3]) بداية المجتهد ونهاية المقتصد (1/ 353).

([4]) المجموع شرح المهذب (8/ 162).

([5]) مجموع الفتاوى (17/ 460).

([6]) المسند (2707). وقال محققو المسند: “رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي… ولمعظم هذا الحديث طرق وشواهد يتقوى بها”.

([7]) أخرجه مسلم (1297).

([8]) تفسير الطبري (17/ 319).

([9]) إحياء علوم الدين (1/ 270).

([10]) إحياء علوم الدين (1/ 270).

([11]) تفسير البغوي (1/ 233).

([12]) مجموع الفتاوى (14/ 145).

([13]) فتاوى نور على الدرب (12/ 2).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

دعوى تلقي البردة بالقبول وانفراد علماء نجد بنقدها.. تحليل ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة قصيدةُ البردة هي أحد أشهر القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، كتبها محمد بن سعيد البوصيري في القرن السابع الهجري، وهي قصيدة عذبة رائقةُ البناء اللغوي والإيقاع الشعري، ولذلك استعذبها كثير من العلماء والأدباء والشعراء، إلا أنها تضمَّنت غلوًّا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها […]

قَولُ ابن عربي الاتّحاديّ بإيمان فِرْعون وموقفُ العلماء مِنه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن المسلم الموحِّد الذي قرأ القرآن العظيم، وآمن بصدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به من أخبار الأمم السابقين، لا يخالجه أدنى تردّد في هلاك فرعون على الكفر بالله تعالى وبنبيه موسى عليه السلام. ولو قيل لأي مسلم: إن ثمّة من يدافع عن فرعون، ويحشد الأدلة لإثبات […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (2)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد ذكرنا في المقال السابق، أن المتكلمين يُوجبون النظر، ويُوجبون نظرا محددا، وليس مطلق النظر وفي مطلق الأوقات، كما هو الواقع في دعوة القرآن، الذي يدعو إلى النظر والتأمل والتفكر […]

عرض وتعريف بكتاب (دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي) دراسة نقدية تطبيقية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المعلومات الفنية للكتاب: عنوان الكتاب: دعوى تعارض السنة النبوية مع العلم التجريبي، دراسة نقدية تطبيقية. اسم المؤلف: د. راشد صليهم فهد الصليهم الهاجري. رقم الطبعة وتاريخها: الطبعة الأولى، طباعة الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن والسنة النبوية وعلومها، لسنة (1444هــ- 2023م). حجم الكتاب: يقع في مجلدين، عدد صفحات المجلد […]

جهود علماء الحنابلة في الدفاع عن الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة هذا تجريد لأقوال علماء الحنابلة في الثناء على الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله، والذبّ عنه، جمعته من مصنفات أعيانهم عبر القرون حتى وقتنا الحاضر. وستجد فيه الكثير من عبارات الثناء والمدح للإمام، وبيان إمامته وفضله ومنزلته، والاعتداد بخلافه في مسائل الفقه، والاستشهاد بكلامه في عدد من مسائل الاعتقاد، […]

الحقيقة المحمدية عند الصوفية عرض ونقد – الجزء الأول

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة في خطر التصوف الفلسفي وأهم نظرياته: من المعروف أن التصوف مر بأدوار مختلفة، فبدأ بطبقة الزهاد والعباد الذين كانوا في الجملة على طريقة أهل السنة والجماعة، وكانوا مجانبين لطرائق الفلاسفة والمتكلمين، وإن كان وُجِد منهم شيءٌ من الغلو في مقامات الخوف والمحبة والزهد والعبادة. ثم وُجِدت طبقة أخرى […]

مفارقة الأشاعرة لمنهج أهل السنة والجماعة (1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فقد بيّنت في مقال سابق، أن مذهب الأشاعرة ليس ثابتا، بل مرَّ بمراحل وانقسم إلى طبقات. فالطبقة الأولى: وهي طبقة الشيخ أبي الحسن الأشعري، والقاضي أبي بكر الباقلاني، ونحوهما، […]

رفع الاشتباه عن موقف أئمة الدعوة النجدية من الحلف بغير الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وبعد: فإن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ت:1206) السلفية، هي امتدادٌ لأولئك الأئمة المحققين الذين حفظوا مفهوم التوحيد وذبوا عنه وبلغوه للناس، وبذل أئمة هذه الدعوة جهودهم في إحياء تراث أئمة السلف، ومحققي العلماء الذين اعتنوا بتحرير […]

هل الأشاعرة من أهل السنة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلى يوم الدين. أما بعد: فهذا مبحث مختصر في الجواب عن إشكالية الخلط بين المفاهيم. هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟ وهل التقاء بعض العلماء مع بعض […]

كيفَ نُثبِّتُ السُّنة النبويَّة ونحتَجُّ بها وهي ظَنِّيَّة؟!

من الشُّبهات التي أثارها المنكِرون للسنةِ النبويةِ شبهةٌ حاصلُها: أنَّ السُّنةَ النبويَّة ظنيَّةٌ، فكيف نقبلُ بهَا ونعُدُّها مَصدرًا للتشريع؟! واستنَدُوا في ذلك إلى بعضِ الآيات القرآنية التي أساؤُوا فهمَهَا، أو عبَثُوا بدلالتها عمدًا، لكي يوهموا الناس بما يقولون، من تلك الآيات قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ […]

دعوى افتقار علماء السلفية لعلوم الآلة.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة من العبارات الفاسدة التي يقول بها المناوؤون للدعوة السلفية، التي يُدرك فسادها بالضرورة قول بعض المناوئين: (لو تعلَّموا وفق المنظومة العلمية التراثية ودرسوا العلم الصناعي لتمشعروا، ولساروا في ركاب الأمة الإسلامية، ولتركوا ما هم عليه من توهبُن وتسلُّف، ولذهبوا إلى القبور يعفرون الخدود ويجأرون بطلب الحاجات). وهذه مقالة يؤسفني […]

حكم المبتَدِع الداعية عند شيخ الإسلام ابن تيمية.. وهل انفرد به عن سائر الحنابلة؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مِن مقولاتِ شيخِ الإسلام ابن تيمية التي استُشكِلت مقولةٌ في مسائل الأسماء والأحكام في كتابه (الرد على البكري) بشأن مناظريه من مبتدعة زمانه الذين امتحنوه في قوله في الصفات، وأصابه منهم الأذى والضَّرر، وضيَّقوا عليه بالحبس والتهديد والوعيد، وهي مقولة: (أنتم لا تكفُرُون عندي لأنكم جُهَّال). وقد استُشكِلَت هذه […]

الجواب عن شبهة تصريح بعض الأئمة أن آيات الصفات من المتشابه وزعمهم أنه لا سلف لابن تيمية في التفصيل

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمثَّلت قضية المحكم والمتشابه في الأزمنة القديمة في ثوبٍ علميٍّ، واقتصر بحثها في كتب الأصول والتفسير كمسألة علمية تتجاذبها الأدلة ووجهاتُ النظر، ولقد زاد السجال في المعاصرين، لا سيما وأن هذه المسألة لها ارتباطٌ بمبحث الأسماء والصفات عند المتأخِّرين، وكثُرت الدعاوى ممن يتبنى مذهب التفويض، حتى سمعنا من يقول: […]

الإعلام بخطورة تكفير أئمة الإسلام .. (تكفير السلف للجهمية، ولماذا لا يعني هذا تكفير أعيان الأشاعرة؟) الجزء الثاني

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا ينازع أحدٌ في أنَّ أئمة السلف نُقل عنهم تكفير الجهمية، وعباراتهم في ذلك مشهورة، قال ابن القيم رحمه الله في نونيته: ولقد ‌تقلّد ‌كفرَهم ‌خمسون في       عشر من العلماء في البلدان واللالكائي الإمام حكاه عنـهم      بل حكاه قبله الطبراني([1]) وقد أورد أبو القاسم الطبري اللالكائي (ت: 418هـ) أسماء […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017