برامج التنمية البشرية وأثرها في نشر الإلحاد في بلاد المسلمين -البرمجة اللغوية العصبية-
للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة
تعريف البرمجة اللغوية العصبية:
البرمجة العصبية (NLP) هي اختصار لثلاث كلمات:
NEURO – LINGUISTIC – PROGRAMMING
يتكوّن مصطلح البرمجة اللغوية العصبية من ثلاث ألفاظ مركبة:
لفظ “البرمجة”: ويشير إلى أن الناس يتصرفون وفق برامج وأنظمة شخصية تتحكم في طرق تعاملهم مع شؤون الحياة المختلفة.
و“اللغوية”: وفيها إشارة إلى أساليب التعبير والتواصل التي تتم من خلالها البرمجة، سواء كانت منطوقة أو لم تكن.
و”العصبية”: وتشير إلى تأثر المخّ والعمليات العصبية بالبرمجة اللغوية([1]).
وعليه، فإنه يمكن تعريف البرمجة اللغوية العصبية بأنها: تقنية نفسية تعمل على تغيير هيكلة التفكير والسلوك من خلال تأثير اللغة والألفاظ على التكوين العصبي للإنسان، ويحصل ذلك بتطبيق “نماذج” للتواصل، استُمدت من ممارسات شخصيات بارزة، ومزيج من العلوم النفسية، والإدارية، والفلسفية، يتمّ اختيارها بالطريقة الانتقائية([2]).
وهذه البرامج: خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات، تهدف تقنياتها لإعادة صياغة صورة الواقع في ذهن الإنسان من معتقدات ومدارك وتصورات وعادات وقدرات، بحيث تصبح داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته([3]).
وتعتمد على:
1- اللاواعي الذي يرون أنه يؤثر بسطوته ونفوذه على التفكير المدِرك (الواعي) للشخص وتصرفاته.
2- التصرفات والقوال المجازية، وتحديدًا يعتمدون على الطرق التي استخدمها “فرويد” لتفسير الأحلام.
3- التنويم المغناطيسي كما طوره ميلتون أريكسون.
كما أنها تأثرت كثيرًا بأعمال جريجوري بيتسون في التحكم عبر الاتصال، ونعوم تشومسكي في فلسفته واستخدامه للغة([4]).
وعرفته الدكتورة فوز الكردي فقالت: هو “علم باطني له ظاهر يدّعي أهله أنه يحسِّن قدرة الفرد على التعامل مع الآخرين وقدرته على محاكاة المتميزين، وله باطن يركز على التنويم بإحداث حالات وعي مغيّرة لزرع بعض الأفكار إيجابية كانت أو سلبية فيما يسمّونه اللاواعي بعد تغييب إدراك العقل والوعي”([5]).
نشأة ما يسمّى بديانة العصر الجديد (New Age) وعلاقتها بالبرمجة اللغوية العصبية:
في الستينات الميلادية من القرن الماضي ظهرت الدعوة بقوة إلى عقيدة وحدة الوجود، واحتضن هذه الفكرة وروّج لها معهد “إيسالن” بكاليفورنيا الذي أسسه مايكل ميروفي، وريتشارد برايس سنة 1961م، ويمثل هذا المعهد أحدَ أكبر المؤسسات البحثية التي تعارض الفكر الديني، وتتبني البحث في قوى الإنسان الكامنة، وتتبع العقائد والفلسفات التي تحرر هذه القوى من أسر المعتقدات الدينية -بزعمهم-، والنظر في نشر الفكر الروحاني كبديل عن الدين. والمعهد في حقيقته له دور رئيس في نشر مبادئ “حركة القدرات البشرية الكامنة”، وأصبح معهد إيسالن مركزًا للممارسات والمعتقدات التي تشكل حركة العصر الجديد، من الأديان الشرقية الفلسفية، مرورًا بالطب البديل والتدخلات العقلية الجسدية، إلى العلاج بالموسيقى([6]).
وهكذا ظهر فكر وحدة الوجود من خلال معهد إيسالن تحت شعار “حركة القدرة البشرية الكامنة”، بريادة كارلوس كاستنيدا (1925-1998م) ومؤسسي المعهد، ولكن بمنهج جديد لا يصادم الفكر الديني ويواجهه، وإنما يداهنه ويزاحمه، ويسعى للتقريب بين فكر التصوّر العقديّ الثالث (غنوصية النصارى – وقبالة اليهود([7]) – وباطنية الفلاسفة والمتصوفة من المسلمين)، وعقائد أديان الشرق من بوذية وهندوسية وطاوية وغيرها.
وتكونت في المعهد طائفة تسمّت بحركة “النيو إييج” (New Age)، من أهم ما يميزها أنها ترى أن عصر التلقي من مصدر خارجي -الله- والتطبيق لأوامر خارجية -الدين- قد انتهى، وأن العصر الجديد يستطيع الإنسان فيه مع الطبيعة والعقل والقدرات غير المحدودة له أن يكفل صناعة حياة سعيدة.
وهذه الديانة الجديدة عرفها ستفن هول -وهو من أقطاب هذه الديانة- فقال: “نظام اعتقادي حديث ومتطور في أمريكا الشمالية، يشمل آلافًا من المعتقدات والمنظمات والأحداث المستقلة -وأحيانًا المتناقضة-، والعصر الجديد بوجه عام يستعير لاهوته من الديانات الشرقية المتعلقة بنظرية وحدة الوجود، وممارستها من الخوارق الغربية للقرن التاسع عشر، واستخدام الأعداد لاكتشاف المعرفة الخفية”([8]).
ومصطلح العصر الجديد يستخدم هنا كمصطلح جامع لوصف المنظمات التي تتبنى بعض المعتقدات التالية أو كلها:
1- الكل واحد، كل الواقع هو جزء من الكل.
2-كل شيء هو الله والله كل شيء.
3- الإنسان هو الله أو جزء من الله.
4- لا يموت الإنسان أبدًا، لكن يستمرّ ليعيش من خلال البعث.
5- يخلق الإنسان واقعه الخاص من خلال الوعي المحول أو الحالات الشعورية المغيرة.
وغالبًا لمصطلح العصر الجديد علاقة بحكم الوسطاء والقوى والأرواح الخفية، والسحر والشعوذة، والبرمجة اللغوية العصبية والطاقة؛ وذلك لترسيخ أفكاره ومخططاته وتمريرها([9]).
وهذا تعريف بسيط -كما أورده ستيفن- حول أهم هذه العناصر أو الاعتقادات أو الممارسات التي يقوم عليها فكر العصر الجديد.
إذًا في معهد إيسالن تكونت بذرة حركة “النيو إييج”، ووضعت اللبنات الأولى لطرق نشر فكرها؛ فجمعت عشرات الطرق والتقنيات والتدريبات التي تتنوع لتلبي احتياجات متنوعة لدى الناس، فتضمن بذلك انتشارًا واسعًا، ومن بين تلك الطرق: البرمجة اللغوية والعصبية، وانتشر حملة فكر “النيو إييج” -النيوايجرز- في أنحاء أمريكا لنشر فكرهم بتقنيات جديدة ذات قوالب تدريبية، وتكوّنت لنشرها وترويجها عشرات المؤسّسات الخاصة داخل أمريكا وخارجها، ومن أشهرها مؤسسة “فايند هورن” ببريطانيا([10]).
ومن طرق وأدوات ديانة العصر الجديد “النيو إييج” (New Age): التأثيرية: التحلق والتصاق الرأس بالرأس واليد باليد مع الآخرين، والميتافيزيقية وعلم الغيب، والكهانة، وتوجيه الطاقة الإلهية، والإلهامات، والوخز بالإبر، والبوذية، واليوجا، والروحية، والبلورات، وقراءة الكف، والبخت، وعلاج التناسخ، وورق تارو، والتنجيم، والتخاطر، والتنويم المغناطيسي، والتخيلات، وعلاج اللمس العلاجي، والرياضات والرقصات الجنسية([11]).
بداية ظهور البرمجة اللغوية والعصبية وأهم المؤسسين لها:
ظهرت بدايات البرمجة اللغوية والعصبية في الولايات المتحدة في سبعينات القرن الماضي كأداة من أدوات حركة العصر الجديد “النيو إييج” (New Age) على يد رتشرد باندلر وجون جريندر، وكان باندلر طالبًا في قسم الرياضيات بجامعة سانتا كروز، وهناك التقى بجريندر الذي كان يعمل أستاذًا بقسم اللغويات في الجامعة نفسها، حيث جمعهما اهتمامهما المشترك بدراسة مجموعة من التقنيات والأحوال النفسية، كالتنويم، وحالات الغشية العميقة، والهذيان وغيرها([12]).
يقول إبراهيم الفقي: “ثم انطلقا فجأة وبقوة وسرعة، وراقبا الفيلسوف البريطاني وعالم الإنسان جريجوري بيتسون، حيث تشير أبحاثه إلى التفكير المنظوم -أي: المنهجية المنظمة والمرتبة للأفكار الواعية واللاواعية بغية بناء القرارات الملائمة-، ثم اتجها -بندلر وجريجوري بيتسون- أيضًا صوب أعمال الدكتور ملتون إركسون مؤسس الرابطة الأمريكية للتنويم بالإيحاء. وختم باندلر وجريندر أعمال الملاحظة بالدكتور فرتس برلز مؤسس العلاج بالجسطالت (أو العلاج الغشتالطي)، ثم بدأ بإلقاء المحاضرات مجتذبين إليهما أعدادًا متزايدة من الناس في كل مناسبة، وقاما سويًّا بتأسيس أول شركة للبرمجة اللغوية العصبية”([13]).
ومن خلال كلام إبراهيم الفقي نستطيع أن نحدّد أهم الشخصيات التي ساهمت في تأسيس البرمجة اللغوية العصبية:
1- جريجوري بيتسون (1904-1980م): يعد هو مؤسس برنامج البرمجة العصبية، وهو أحد أبرز بحاثة معهد إيسالن، اعتنق البوذية، والتحق بمعهد “زن” البوذي بأمريكا ومات فيه، وهو باحث في مجال “السايبر نتكس” بمفهوم السيطرة على المجتمعات من خلال الاتصال، وهو من المتبنّين للفلسفة البوذية حتى إنه مات في مركز “زن” البوذي بمدينة سان فرانسسكو بعد أن قضى السنوات الخمس الأخيرة من عمره باحثًا ومحاضرًا في معهد إيسالن([14]).
2- ريتشارد باندلر: هو المطور الرئيسي للبرمجة، وصاحب فكرتها الأساسية مع زميله وأستاذه المشرف على رسالته جرندر، الذي ما زالت الاتهامات والمرافعات القضائية بينهما قائمة، وكان باندلر ملتحقًا بمعهد إيسالن أثناء دراسته الجامعية، وعمل محررًا لمسودات فريتز بيلز، عام 1970م. وهو رائد صياغة الشامنية([15]) بشكل دورات تدريبية متدرجة تبدأ بــ “تفعيل قوى النفس” بالإيحاء وتقنيات البرمجة، وتنتهي باستمداد القوة الكونية والقوة السفلية فيما هو معروف عند الشامان من السحر والتعامل مع الأرواح([16]).
3- فريتز بيرلز (1893-1970م): هو طبيب نفسي الماني من أصل يهودي، وأنشأ العلاج الجشتالطي في منتصف القرن العشرين، وفي عام 1962م بدأت علاقة بيرلز بمعهد إيسالن، الذي أقام فيه حتى عام 1969م. والتفت إلى دراسة بوذية ( زن zen) في هذه الفترة، ودمج بعض فلسفاتها في ممارسته، بل إنه رحل إلى اليابان، وأقام مدة في دير لرهبان زن هناك، ثم عاد إلى الولايات المتحدة، وتوفي في بلدة شيكاغو عام 1970م([17]). وهو من رواد “وحدة الوجود” ومطور “العلاج الجشطالتي” مع زوجته لورا بيرلز، وهو علاج معتمد ضمن تقنيات البرمجة اللغوية العصبية([18]).
4- ميلتون أريكسون (1901-1980م): هو من أبدع تقنيات الخروج من العقل إلى “حالات الوعي المغيرة”، حتى نسب إليه ما يسمى بـــ” التنويم الأريكسوني”، وقد كان من المهتمين بالفلسفة البوذية، ويعتبر أسلوبه في التنويم والعلاج النفسي تطبيقًا مباشرًا لبوذية زن([19]).
أسس إريكسون الجمعية الأمريكية للتنويم الإيحائي السريري، وهو زميل الاتحاد الأمريكي للأطباء النفسيين ورابطة علم النفس الأمريكية والجمعية الأمريكية لعلاج المرضى النفسيين.
عرف بأسلوبه في اللجوء إلى العقل الباطن لتوليد الحلول الخلاقة، كما عرف أيضًا بدوره في تطوير العلاج المختصر والعلاج العائلي الإستراتيجي ونظم العلاج العائلي وحلول العلاج المختصر المركزة والبرمجة اللغوية العصبية([20]).
كان إريكسون يعتقد أن للعقل الباطن قوى كامنة، وأن لديه القدرة على الأبداع وحل المشاكل، وجل نظريات إريكسون حول العقل الباطن مستفادة من تجاربه الشخصية، فقد كان يعاني من العديد من الأمراض التي زعم أنه تغلَّب عليها من خلال نوبات تلقائية من الغشية، أو ومضات من الضوء تشبه المكاشفات الباطنية([21]).
5- وايت وود سمول: رئيس الاتحاد العالمي لمدربي البرمجة اللغوية العصبية، اشترك مع تاد جيمس في تأليف العلاج بخط الزمن، وهي تقنية تعتمد على العلاج الجشطالتي وعلى مهارات التعامل مع الأرواح.
ويعرفون العلاج بخط الزمن بأنه: “عملية إعادة تكوين عالية المستوى يجعل الفرد قادرًا على إعادة التحكم في نفسه بسرعة، وتحجم معتقداته التي تحد من قدراته لتمكنه من الوصول لأهدافه من النجاح والتمييز”، ويفسرون قوة هذه التقنية بــ “أنها تمسح المحدوديات المنطبعة في أذهاننا التي وجدت في ماضينا من قناعات أو اعتقادات غير عقلانية -بتعبيرهم-([22]).
يخلط وود سمول بين البرمجة وبين روحانيات “العصر الجديد”، وتوجهه هذا يظهر في كتابه: “الوعي بما هو ما بعد النفس”، والذي يهدف إلى ربط مبادئ البرمجة اللغوية العصبية بالأفكار والممارسات الروحانية، حيث يتناول عددًا من الفلسفات الشرقية والباطنية كاليوجا والكارما وغيرها([23]).
ويقال: إن وود سمول أعلن إسلامه على يد دكتور عوض القرني، وسمى نفسه عبد الحكيم، وتخلى عن أفكاره الباطنية.
وفي حوار أجراه معه الدكتور عوض القرني قال القرني: “قضيت مع هؤلاء المدربين الساعات الطوال في نقاش وردود عليهم، ومنهم وايت وود سمول، لقد اختل توازنه في الكلام من كثرة النقاش والحوار الذي دار بيني وبينه، وأخيرًا تحدّثت معه عن الإسلام، وقد كانت في آخر جلسة، وقد نزلت دموعه، وقال: إن كان هذا الإسلام فأنا مسلم، وذلك بحضور 60 ممارسًا، وحضور أربعة أساتذة من جامعات المملكة”([24]).
كيف انتشرت البرمجة اللغوية العصبية في بلاد المسلمين؟
ممن أدخل البرمجة اللغوية العصبية في بلاد المسلمين:
1- صلاح الراشد: ولد صلاح الراشد في الكويت بتاريخ 11 يونيو 1969م، انتقل إلى عدة دول أولها إنجلترا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أحد ثلاثة الذين أدخلوا البرمجة اللغوية العصبية لدول الخليج، كان من حفظة القرآن الكريم، لكنه تبنى فلسفة حركة العصر الجديد، والقول بوحدة الأديان، والوعي الكامل والعقل الكلي، والتأكيد على أنه ليس هناك حق وباطل وإيمان وكفر، وإنما هي مجرد نظرات مختلفة بثقافة وبيئة مختلفة لا أكثر.
وهو من دعاة التأمل التجاوزي، وقانون الجذب، وقانون الاستحقاق الطاقي، ومن أهم دعاة البرمجة اللغوية العصبية، بل وحصل على لقب ممارس أول مرخص في علم البرمجة اللغوية العصبية من بريطانيا، وممارس مرخص في العلاج بالتنويم من بريطانيا([25]).
2- إبراهيم الفقي (5 أغسطس 1950م-10 فبراير 2012م): خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، ومُؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية التي تتكون من (المركز الكندي لقوة الطاقة البشرية، المركز الكندي للتنويم بالإحياء، المركز الكندي للتنمية البشرية، المركز الكندي البرمجة اللغوية والعصبية).
يقول إبراهيم الفقي في موقعه الشخصي: إنه قام بتأليف علمين جديدين مسجلين باسمه وهما: علم قوة الطاقة البشرية، وعلم ديناميكية التكيف العصبي([26]).
تعاون مع الراشد في تقديم دورات المستويات العليا فيما يسمى بــ “الطاقة البشرية”، يدرب فيها أكثر الطقوس ومفاهيم الأديان الشرقية، مخلوطة بتقنيات إدارية وسلوكية، تحت اسم: “البرمجة اللغوية العصبية”، “والطاقة البشرية”([27]).
وكغيرها من المستجدات انتشرت البرمجة اللغوية العصبية انتشارًا كبيرًا بين العامة، على شكل دورات تدريبة في أمريكا أولًا، ثم في كثير من دول العالم، واعتمدت على نظام تسويقي جيد، وصاحبتها حملات دعائية كبيرة، وقدمت بصورة مجانية لقطاعات متنوعة، فقدمت للدعاة والخطباء ولكثير من الأطباء والمعلمين.
واستقطب روادها أصحاب المناصب بدعوات خاصة، وقدمت بصورة مختصرة وجذابة في بعض الجامعات.
وهناك سبب آخر قوي وهو: أن هذه الدورات مسبوقة بتضخيم لكثير من الاحتياجات، وادعاء حلول لجميع المشاكل في أسرع وقت ومن أقصر طريق، وبعد كل دورة يزداد الإيحاء بالحاجة للمستوى الأعلى أو الفرع الآخر المكمل من منظومة هذه الدورات والتقنيات([28]).
الأصول التي تقوم عليها البرمجة اللغوية العصبية:
أولًا: الأصول الباطنية لبرامج البرمجة اللغوية العصبية:
وهذا يظهر من خلال عدة نقاط:
1- تعتمد البرمجة في أصولها وجذورها ومنطلقاتها ومسلّماتها على عقائد وفلسفات فاسدة كوحدة الوجود وقوانين العقل الباطن (الجذب والحسم والتنبؤ والسيطرة وغيرها) والتأثير التخيلي والإيحائي وغيرها المتمثلة في فلسفة العصر الجديد المنبثقة من الفلسفة الباطنية الشرقية والقبلانية والثيوصوفية واليونانية والبوذية والهندوكية.
وكما ذكرنا آنفًا، البرمجة اللغوية العصبية قامت على آراء وأعمال أشخاص كانت في أصلها تتبنى الفلسفات والأفكار الباطنية، ولها تأثير مباشر بالفلسفة الشرقية عبر بوابة معهد إيسالن. بل كانوا يستخدمون نفس المصطلحات العقدية والثقافية ذات الخلفية الباطنية مثل: النمو، العقل الباطن، العقل الواعي واللاواعي، القدرات الكامنة، تحقيق الذات، وغيرها من المصطلحات التي يستخدمها مدربو العلاج بالطاقة وغيرها([29]).
حتى جرهم ذلك إلى القول بوحدة الوجود، والقول بقوى النفس والشياطين، والخروج من الإسلام بالكلية، قال شيخ الإسلام: “وَبَاطِنِيَّةُ الْفَلَاسِفَةِ يُفَسِّرُونَ الْمَلَائِكَةَ وَالشَّيَاطِينَ بِقُوَى النَّفْسِ، وَمَا وُعِدَ النَّاسُ بِهِ فِي الْآخِرَةِ بِأَمْثَال مَضْرُوبَةٍ لِتَفْهِيمِ مَا يَقُومُ بِالنَّفْسِ بَعْدَ الْمَوْتِ مِنْ اللَّذَّةِ وَالْأَلَمِ، لَا بِإِثْبَاتِ حَقَائِقَ مُنْفَصِلَةٍ يَتَنَعَّمُ بِهَا وَيَتَأَلَّمُ بِهَا، وَقَدْ وَقَعَ فِي هَذَا الْبَابِ فِي كَلَامِ كَثِيرٍ مِنْ مُتَأَخِّرِي الصُّوفِيَّةِ مَا لَمْ يُوجَدْ مِثْلُهُ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ وَمُتَقَدِّمِيهِمْ… حَتَّى آلَ الْأَمْرُ بِهِمْ إلَى أَنْ جَعَلُوا الْوُجُودَ وَاحِدًا كَمَا فَعَلَ ابْنُ عَرَبِيٍّ صَاحِبُ الْفُصُوصِ وَأَمْثَالُهُ، فَإِنَّهُمْ دَخَلُوا مِنْ هَذَا الْبَابِ حَتَّى خَرَجُوا مِنْ كُلِّ عَقْلٍ وَدِينٍ”([30]).
2- الاعتماد على العلاج الغشتالطي:
هي طريقة علاجية ابتكرها بيرلز الذي هاجر عام 1940م إلى جنوب أفريقيا، وبدأ مراجعة أفكار فرويد وتعديلها وتطويرها، وبعد الحرب العالمية الثانية انتقل إلى نيويورك، وأنشأ عيادته الخاصة هناك، والملاحظ أنه طالما اعتقد الباحثون أن هذا العلاج يعتمد على نظرية الجشتالت في الإدراك والاستبصار، إلا أنه عندما اطلع الباحثون والمتتبعون من أهل الاختصاص على هذا الأسلوب اتضح أنه يعتمد على عدة روافد، ومن ذلك بعض الديانات، وبعض طرق التحليل النفسي، وبعض الفلسفات السائدة في ذلك العصر، مثل الفلسفة الوجودية، والفلسفة الجدلية([31]).
ويستمد كثيرًا من مبادئه عن الوعي واللاوعي من فلسفات الشرق؛ خاصة مع اهتمام بيرلز بالديانات الشرقية وبوذية زن على وجه الخصوص([32]).
3- اتخاذ منهج الرمزية في فلسفتها الملحدة:
فقد أخذت البرمجة العصبية في فلسفتها الملحدة منهج الرمزية، هذه الفلسفة التي تدعو إلى التحلل من القيم والأخلاق المنبثقة عن نظرية المثل الأفلاطونية، وتتضمن الهروب من الواقع والجنوح إلى عالم الخيال والرموز.
ونظرية المثل الأفلاطونية تزعم أن الإنسان له عقل ظاهر واع محدود، وعقل غير واع أقوى وأرحب من العقل الظاهر([33]).
وكذلك “السريالية” المتأثرة بالمدرسة الفرويدية لها نصيب في فلسلفة البرمجة اللغوية العصبية باعتمادها على قوى الواقع اللاواعي الكامنة في النفس البشرية، والتي يتطلب إطلاقها وتحريرها… وفكرة هذا العقل الباطن أوجدها العالم اليهودي النمساوي سيجموند فرويد الذي كان يقول: “ينبغي أن نحطم كل العقائد الدينية”… وكما هو مُوثّق في كتب البرمجة اللغوية العصبية أن العقل الباطن يتحكم بجميع العمليات الحيوية في الجسد، ويعرف حلول كل المشاكل. وهذا العقل هو الذي يجعلك سليمًا أو مريضًا، سعيدًا أو تعيسًا، غنيًا أو فقيرا. وتمثل ذلك جليًّا في مُسلّمات وفلسفة البرمجة اللغوية العصبية حيث زعمت كسابقيها من الفلاسفة القدماء بالتعلق بالأسباب المادية البحتة تعلقًا صرفًا كليًّا وحتميًّا أن بمقدور العقل واللغة عمل العجائب والمعجزات في حياة الإنسان، وتزعم أن العقل الباطن هو مصدر قوته([34]).
وهذه الرمزية يحرص مدربو البرمجة اللغوية العصبية على إدخالها مع بعض الرياضات الروحية؛ لإضفاء نوعٍ من القوة والإثارة والصفاء الذهني، والتخلص من أوهام العالم الحسي؛ وذلك لسد الجانب الروحي المفقود في البرمجة.
فأشركوا بعض الطقوس والمعتقدات البوذية، والطاوية، واليوجا، والريكي، والهونا، والشامانية، والمشي على الجمر، وأساليب الطاقة الفاسدة من الصين واليابان.
وهذه المعتقدات مشابهة لممارسات الصوفية والهندوكية والقبلانية، يتلقفها بعض المسلمين ويضيفون عليها شيئًا من الآيات والأحاديث؛ لتقويتها وإقناع الناس بها([35]).
4- الاعتماد على العقل الباطن والتنويم الإيحائي:
البرمجة اللغوية تقوم بشكل رئيسي على التعامل مع العقل الباطن، حيث يزعم أنصارها أن مما يميزها عن غيرها من المناهج المعنية بالمشاكل النفسية وتطوير الذات تعاملها مع كل من الوعي واللاوعي، وتوظيفها للأثر الذي تنسبه إلى العقل الباطن على الاتجاهات والسلوكيات([36]).
تقول الدكتورة هيفاء الرشيد: “إن التعامل مع الوعي مسألة شائكة ذات مزالق متعددة، إذ من الممكن توظيفه في تمرير معتقدات باطنية كفرية، وهو ما فعلته حركة العصر الجديد في البرمجة اللغوية العصبية وغيرها، حيث أصبح العقل الباطن إلهًا من دون الله، يخلق، ويرزق، ويسعد، ويشقي. ولا شك أن هذا الحكم لا ينسحب على جميع من تعامل بالبرمجة، فمنهم من لا يفسر الوعي بالتفسيرات الباطنية للحركة، ولكن المقصود أن تركيز البرمجة اللغوية العصبية على العقل الباطن وقدراته جعلها تستقطب أصحاب هذه المعتقدات المنحرفة”([37]).
ولا شك أن هذه الممارسات هي ثمرة هذا الخواء الروحي الذي أصاب الغرب أولًا، ثم انتقل إلى بلاد المسلمين؛ نتيجةً لبعدهم عن تعاليم دينهم وهدي نبيهم، والله عز وجل يقول: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 123-127].
ويشير شيخ الإسلام بن تيمية لمثل هذه الطرق -طرق الفلاسفة والباطنية- وهو الخبير بها رحمه الله فيقول: “لَوْ عَلِمَ الرَّجُلُ مِنَ الطَّبِيعِيَّاتِ وَالرِّيَاضِيَّاتِ مَا عَسَى أَنْ يَعْلَمَ وَخَرَجَ عَنْ دِينِ الرُّسُلِ كَانَ شَقِيًّا، وَأَنَّ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بِحَسَبِ طَاقَتِهِ كَانَ سَعِيدًا فِي الْآخِرَةِ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ. وَلَكِنَّ سَلَفَهُمْ أَكْثَرُوا الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ مِنْ آثَارِ الرُّسُلِ مَا يَهْتَدُونَ بِهِ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ وَمَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ، وَكَانَ الشِّرْكُ مُسْتَحْوِذًا عَلَيْهِمْ بِسَبَبِ السِّحْرِ وَالْأَحْوَالِ الشَّيْطَانِيَّةِ، وَكَانُوا يُنْفِقُونَ أَعْمَارَهُمْ فِي رَصْدِ الْكَوَاكِبِ لِيَسْتَعِينُوا بِذَلِكَ عَلَى السِّحْرِ وَالشِّرْكِ، وَكَذَلِكَ الْأُمُورُ الطَّبِيعِيَّةُ. وَكَانَ مُنْتَهَى عَقْلِهِمْ أُمُورًا عَقْلِيَّةً كُلِّيَّةً، كَالْعِلْمِ بِالْوُجُودِ الْمُطْلَقِ، وَانْقِسَامِهِ إِلَى عِلَّةٍ وَمَعْلُولٍ وَجَوْهَرٍ وَعَرَضٍ، وَتَقْسِيمِ الْجَوَاهِرِ، ثُمَّ تَقْسِيمِ الْأَعْرَاضِ. وَهَذَا هُوَ عِنْدَهُمُ الْحِكْمَةُ الْعُلْيَا وَالْفَلْسَفَةُ الْأُولَى، وَمُنْتَهَى ذَلِكَ الْعِلْمُ بِالْوُجُودِ الْمُطْلَقِ الَّذِي لَا يُوجَدُ إِلَّا فِي الْأَذْهَانِ دُونَ الْأَعْيَانِ. وَمِنْ هُنَا دَخَلَ مَنْ سَلَكَ مَسْلَكَهُمْ مِنَ الْمُتَصَوِّفَةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ كَابْنِ عَرَبِيٍّ وَابْنِ سَبْعِينَ وَالتِّلِمْسَانِيِّ وَغَيْرِهِمْ، فَكَانَ مُنْتَهَى مَعْرِفَتِهِمْ الْوُجُودُ الْمُطْلَقُ. ثُمَّ ظَنَّ مَنْ ظَنَّ مِنْهُمْ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الْوُجُودُ الْوَاجِبُ”([38]).
ثانيًا: الأصول العلمية الذي تقوم عليها البرمجة اللغوية العصبية:
البرمجة اللغوية العصبية ليست علمًا، ولا تخضع للمقاييس العلمية، ولم يدَّع أحد ممن أسسها أنها كذلك، وإنما هي تقنيات نفعية بحتة، تعتمد على ما يرجع بالفائدة إلى الشخص، دون الاهتمام بتفسير ما وراء ذلك([39]).
ولذا كانت هناك دراسة جادة قامت بها الجهات المسؤولة في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ففي عام 1987م بعد انتشار دورات تطوير القدرات رغب الجيش الأمريكي في تحري الأمر، فقام معهد بحوث الجيش الأمريكي -The US Army Research Istetute- بتمويل أبحاث؛ تحت مظلة: “تحسين الأداء البشري”، على أن تقوم بها الأكاديميات القومية -US National Academies- التي تتكون من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي، وتعتبر هذه الأكاديميات بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية، وقد تكونت من هذه الأكاديميات مفوّضية العلوم الاجتماعية والسلوكية والتعليم، ثم تم تكوين فريق علمي كان اختيار أعضائه على أساس ضمان كفاءات خاصّة وضمان توازن مناسب، وعهد لمجموعات مختلفة بمراجعة البحوث وحسب الإجراءات المعتمدة لدى أكاديميات البحوث الأربعة.
وقد قدم الفريق ثلاثة تقارير:
الأول: في عام 1988م، الثاني: في عام 1991م، الثالث: في عام 1994م.
التقرير الأول: طرح تقويمًا للعديد من الموضوعات والنظريات والتقنيات منها البرمجة اللغوية العصبية الذي ذكر عنها ما نصه: “إن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الادعاء بأن الـNLP إستراتيجية فعالة للتأثير على الآخرين، وليس هناك تقويم للـNLP كنموذج لأداء الخبير”.
واستمر البحث والتحري في مجال تحسين الأداء البشري، وبعد ثلاث سنوات يشيد التقرير الثاني بنتائج التقرير الأول، والقرارات التي اتخذها الجيش الأمريكي بخصوص عدد من التقنيات السلبية ومنها الـNLP حيث أوصى: بإيقاف بعضها، وتهميش بعضها، ومنع انتشار البعض الآخر.
وبعد ثلاث سنوات أخرى اكتفى التقرير الثالث نصًّا في موضوع البرمجة اللغوية العصبية بما قدم في التقريرين الأول والثاني([40]).
إذًا هي ليست علمًا، ولا تقوم على أساس علمي، أو منهج علمي سليم، أو مكتمل الأركان، فمراحل المنهج العلمي في الدراسات الكونية والإنسانية والاجتماعية تبدأ بالمشاهدات والملاحظات للظواهر، ثم تصاغ على أساسها الفرضيات، ثم إذا ثبتت بتجارب صحيحة وكانت لنتائجها مصداقية إحصائية تصبح نظرية، وإلا رُفضت الفرضية أو عدلت، ثم تمر النظرية أيضًا بتجارب، وتختبر نتائجها لتكون حقيقة، أو تقف عند حدود النظرية، أو تلغى.
كل هذه الخطوات لا وجود لها في برامج البرمجة اللغوية العصبية، بل لا يحتاج مدربك في دبلوم أو ماجستير البرمجة اللغوية العصبية إلا إلى ورقة علمية واحدة غير مؤكدة، ليؤكِّد لك أن تمرينًا ما سوف يُعالج الاكتئاب الذي عانيت منه على مدى سنوات ثلاث مثلًا.
في المقابل حينما نحاول صناعة دواء جديد فإننا بحاجة إلى فترة تمتد من ثلاث إلى ست سنوات من البحث العلمي وتطويره حول اختيار المادة الفعّالة من بين آلاف أخرى يمكن أن تخدم الهدف نفسه، ثم بعد ذلك يتطلَّب الأمر تحديد أيٍّ من تلك المواد سوف نبدأ باستخدامه في التجارب الأولية، بعد ذلك سوف نحتاج إلى مدّة تقترب من العام من أجل عمل الاختبارات الكيميائية الأولية والتجريب على الحيوانات، يحتاج التجريب الحذر على البشر إلى نحو سبع سنوات، ونحتاج بعد إطلاق الدواء إلى سنتين من أجل رصد تطور استجابة البشر لهذا الدواء، ما يعني أن مادة فعّالة واحدة كالباراسيتامول الموجود في قرصَيْ بنادول تحتاج إلى ما يقترب من عشر سنوات لكي تصل إلى يديك([41]).
نماذج لبعض تقنيات البرمجة اللغوية العصبية:
أولًا: العلاج بخطّ الزمن:
مؤسس العلاج بخط الزمن هو تاد جيمس الذي يعتبر أحد المعالجين النفسيين وكبار المدربين في فن البرمجة اللغوية العصبية، وله دراسات كثيرة في مجال الدراسات النفسية والفلكية والحضارات القديمة واليوجا([42])، وهو إلى جانب ذلك مهتم بالهونا والشامانية، وفي كتاباته إشارات إلى عدد من معتقدات “العصر الجديد” وتأليه الوعي، وتناسخ الأرواح، وجذب القدر.
وتاد جيمس تدرب على يد رتشرد باندلر في بداية ظهور البرمجة اللغوية العصبية، ويقوم بتدريب أعداد هائلة من المتدربين، وأصبح علمًا على البرمجة، لكن شهرته الحقيقية كانت بعد أن اكتشف العلاج بخط الزمن المتفرع من البرمجة اللغوية العصبية([43]).
يُعرف تاد جيمس خط الزمن بأنه: “الرموز الشفرية للذكريات في عقل الإنسان، والطريقة التي يشفر بها الناس ذكرياتهم ويختزنونها، وبه يميز الإنسان بين الذكريات الماضية وأحلام المستقبل”([44]).
وهذه الممارسة مبنية على الزعم بأن التسلسل الزمني للأحداث التي يمر بها كل إنسان هو “العنصر الرئيس في شخصية الإنسان، وعن طريقه يمكن معرفة وفهم شخصية كل إنسان. فذكريات وقرارات وتجارب وأقدار الإنسان الجيدة والسيئة السابقة والآنية والمستقبلية تُجمع في هذا التسلسل الزمني طوال الوقت، وتُحدد كيفية تعلقها بالحياة”. وهذا يعني أن خط الزمن هو مصدر ومخزن الأحداث.
وحقيقة هذه الممارسة تقوم على مبادئ التنجيم والمفهوم الإغريقي القديم عند أرسطو وغيره في أن الإنسان يخزّن تجارب حياته على شكل خطوط محددة.
وترتبط بما في الكون من نجوم؛ إذ لكل شخص نجومًا خاصة به، ومن خلال التأمل والتخييل أو التنبؤ يتولد في بعض الأحيان إحساس عميق في معرفة الشخص ذاته، ويكتشف الجواب الشافي لسؤال: من أين أنا؟ من خلال رؤيته للخط الزمني الخاص به؛ على اعتبار أن هناك نقطة ما في حياة هذا الشخص متعلقة بهذا الكون توصله لما يبحث عنه.
ويزعم أصحاب هذه الممارسة أن الإنسان يمكنه من خلالها تجاوز حدود الزمان والمكان، والتنقل بحرية بين الأحقاب الثلاثة (الماضي – والحاضر – والمستقبل) عن طريق الطاقة، والدخول في حالة اللاوعي؛ إذ إن الطاقة لا يحدها زمان ولا مكان، فقط إذا اكتشف الإنسان خطه الزمني الخاص به تحرك بجسمه الطاقي، وتجاوز حدود الزمان والمكان، وسافر عبر الزمن، بل وتجاوز حدود الزمن فيعيش أحداث ماضيه، وكذلك مستقبله كما ستحدث تمامًا.
كما يمكنه -بزعمهم- بتأثير تقنيات معينة أن يمسح الأحداث السيئة في ماضيه ويلغيها تمامًا، ويقوي الحاضر وينميه، ويؤثر في المستقبل ويغيره([45]).
وأصحاب هذه الممارسة في الغرب يزعمون أيضًا أن لديهم إرادة حرة مطلقة لمضادة القدر التي تمكّنهم من تغيير ماضيهم، وتغيير مستقبلهم باختيارهم، وفي لحظات التركيز والتخيل لخط الزمن الشخصي.
ولذلك يهتمون باستخراج الخط الزمني للشخص، ومن ثم تحويل مساره في الماضي أو المستقبل عما هو عليه، ومن ثم يتم تغيير اتجاه أو مكان الشخص في الكون، ويمكن خلق مستقبل أفضل له أو إعادة زرع الأمنيات والأحلام، أو إزالة عواطف والأفكار غير المرغوبة التي تؤثر في حياته ونفسيته وتعوق تقدمه وإبداعه([46]).
كتاب “سر تشكيل المستقبل” لتاد جيمس:
ألف تاد جيمس كتاب “سر تشكيل المستقبل”، صرح فيه بمعتقداته الباطنية، وروج فيه للعلاج بخط الزمن والقدرات التي يتيحها.
وهذا الكتاب يعد من أكثر كتب تاد جيمس شهرةً ومبيعًا.
يدور موضوع الكتاب حول شاب اسمه مليون -Milon- حصل على سر تشكيل المستقبل، وذلك من خلال سماعه صوت ساحر ينبع من داخله، في تصوير خيالي للمعرفة الغنوصية الباطنية.
وبات هذا الساحر الباطن يملي على الشاب مبادئ فلسفية، والشاب يتقبلها ويعمل بها، فكان من بينها تأليه الوعي، وجعله حكمًا على الواقع، فكان نص المبدأ: “أنا أتحكم في أفكاري، ومن ثم نتائجي”([47]).
ويبين معتقده بجذب القدر المتفرع عن وحدة الوجود على لسان الساحر قائلًا: “لا بد أن تكون دقيقًا؛ لأن الكون سيعطيك ما تريد، هكذا يعمل الكون، فالكون يا مليون هو عقل صرف”([48]).
ثانيًا: المشي على الجمر:
هو برنامج تدريبي يقدّم تحت أسماء مختلفة أشهرها: “أيقظ العملاق في داخلك وأطلقه”، و”أيقظ قواك الخفية”، وغيرها من الشعارات.
أصل فلسفة المشي على الجمر:
يعتبر المشي على الجمر من الطقوس الهندوسية لاحتفال سنوي يُسمى Timiti، ويُقام في عدد من دول شرق آسيا، وهو ضمن عدد من الطقوس الوثنية التي تمارس في معبد Kataragama البوذي الشهير، وهو طقس من الطقوس النصرانية في بلغاريا واليونان، كما أدرج هذا العمل في السنوات الأخيرة ضمن شعائر الرافضة البدعية وعباداتهم في عاشوراء([49])، وبعض فرق الصوفية كالبطائحية([50]).
أما عند الهندوس فهو طقس ديني يعود إلى تعظيم بطلة ملحمة “مهابهارتا” الإلهة دراوبادي – Draupadi- التي قامت في أثناء قصة مطولة بالمشي على الجمر؛ من أجل استرداد كرامتها وإثبات عفتها؛ ولذا يقوم الهندوس بمحاكاة هذا الحدث سنويًّا إجلالًا للإلهة وإظهارًا للقداسة([51]).
أما البوذية فبدأت تبني طقوس المشي على الجمر في معبد كارتاراغاما في سيريلانكا، الذي كان يرتاده بعض الهندوس لممارسة شعائرهم الدينية، ومنها المشي على الجمر، وكان خاصًّا بهم، حتى عام 1940م قام أحد الكهنة البوذيين ممن تلقى العلوم الباطنية في الهند بمشاركة الهندوس في المشي على الجمر، ومع مرور الأعوام ازداد عدد البوذيين المشاة، إلى أن فاقت أعدادهم أعداد الهندوس، وأصبح المشي على الجمر من الشعائر البوذية الأصيلة، واعتبر رمزًا للتغلب على العيوب والنقائص وتجاوز العجز البشري([52]).
أما في العصر الحديث فينسب برنامج المشي على الجمر إلى تولي بركان -Tolly Burkan- عام 1977م، وإلى أنتوني روبنز، مدرب البرمجة العصبية الذي روجه عبر دوراته الشهيرة: “أيقظ العملاق في داخلك وأطلقه”.
ثم انتشرت هذه الدورات في أمريكا عن طريق استقطاب بعض المشاهير، حتى أصبحت أمريكا تشهد أكبر عدد من مشاة الجمر في التاريخ.
ثم انتشرت بعد ذلك في العالم الإسلامي بشكل كبير، واعتبرت برنامجًا مهمًّا من برامج التنمية البشرية؛ لتطوير الذات، أو للعلاج من مشاكل الإدمان والرهاب والاكتئاب وغيرها([53]).
تأليه الذات في ممارسة المشي على الجمر:
تركز هذه الممارسة على القوى البشرية الكامنة بالطريقة الباطنية، وتسعى إلى إدراك الذات الإلهية الكامنة واستخراجها لتحقيق المستحيل؛ لذا يكثرون في هذه التطبيقات من ترديد عبارات مثل: اكتشف ذاتك الحقيقية، أيقظ قواك الخفية، اصنع المستحيل… وما شابهها.
ثم تقوم هذه الممارسة على تحوير الوعي، والزعم بأن الإنسان إذا اعتقد أن النار ستحرقه فإنها ستحرقه، فإذا أصيب الإنسان بحروق أثناء المشي على الجمر أرجعوا السبب في ذلك إلى فشله في تحقيق الحالة الذهنية اللازمة لحمايته من النار، وهذا شبيه بقول الفلاسفة الذين يرون أن الخوارق من قوى النفس([54]).
متى يمشي المتدرب على الجمر؟
يكون ذلك في آخر البرنامج، بعد أن يحدثهم المدرب عن قوة النفس البشرية وقواها الخفية وقدرتها الإلهية، ويقص عليهم قصص الإمكانات غير العادية التي حصلت لأناس، ويمكن تكرارها لأي أحد إذا تحرر من أسر العقل، ثم يؤكد مبدأ انعدام المستحيل أمام إرادة الإنسان الكامنة، فيدخل المتدربون في حالة من الحماس والاندفاع، فيقومون جماعات للمشي حفاة على الجمر الملتهب وهم يرددون: “النار باردة.. النار باردة”.
العلم والمشي على الجمر:
قام مجلس جامعة لندن للبحوث النفسية بدراسة رسمية هي الأولى من نوعها في هذا المجال عن علم المشي على النار أو الجمر، وذلك عام 1935م، وتكررت هذه الدراسة مرة ثانيةً عام 1985م؛ وذلك لفهم الظاهرة العلمية التي تمنع الإنسان من أذية نفسه.
وبعد العديد من التحليلات والدراسات أصدر المجلس تقريرًا يفيد بأنه لا العقيدة الدينية ولا القوى الروحية لها أي علاقة بتحقيق إنجاز مثير للإعجاب بالمشي على الجمر.
وأشار التقرير إلى أن السر يكمن في الموصلية الحرارية المنخفضة للجمر ووقت الالتماس القصير بين أقدام الشخص والجمر الساخن.
ثم تبين أن ممارسي هذا الطقس يُوقدون النار لفترة من الزمن قبل أن تتحول الأخشاب إلى جمر مشتعل فقط، أي: أنهم يسيرون على الجمر وليس النار بحد ذاتها.
كما وُجد أن الخشب الصلب الذي يُستعمل في هذه الممارسات هو عازل حراري جيد، حتى عند اشتعاله بالنار. أمرٌ آخر هو أن مسار المشي على الجمر عادةً ما يكون مغطى بالرماد، الأمر الذي يبدو جليًّا في النهار، لكن وبما أن هذه الممارسات تتم ليلًا عادةً، فإن الرماد لا يبدو واضحًا؛ إذ إن الرماد فقير التوصيل للحرارة، ويُساعد على إبطاء انتقال الحرارة من كتل الفحم إلى القدمين.
العامل الأخير والأهم هو: الفترة الزمنية القصيرة التي تتلامس بها قدم الشخص مع الجمر؛ إذ تكمن الحيلة في القيام بمشي سريع مع حركة نشطة لتجنب أن تدخل القدم في عمق الجمر. إذ تكون كل قدم على اتصال مع الجمر لمدة زمنية لا تزيد عن ثوانٍ معدودة([55]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)
([1]) انظر: البرمجة اللغوية العصبية، كارول هاريس (ص: 12)، والبرمجة اللغوية العصبية من الخريطة إلى الكنز، سلمان الشمراني (ص: 39)، البرمجة اللغوية العصبية، إبراهيم الفقي (ص: 14).
([2]) النظر: حركة العصر الجديد: مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها، د. هيفاء الرشيد، ط: مركز التأصيل (ص: 433).
([3]) حقيقة البرمجة اللغوية العصبية (الأصول – المضامين – المخرجات)، د. فوز الكردي (ص: 7).
([4]) حقيقة البرمجة اللغوية العصبية (الأصول – المضامين – المخرجات)، د. فوز الكردي (ص: 7).
([5]) حقيقة البرمجة اللغوية العصبية (الأصول – المضامين – المخرجات) (ص: 9).
([6])https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A5%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%86
([7]) القَبَالة أو القبلانية (بالعبرية كابالا קַבָּלָה) هي معتقدات وشروحات روحانية فلسفية تفسر الحياة والكون والربانيات. بدأت عند اليهود وبقيت حكرًا عليهم لقرون طويلة حتى أتى فلاسفة غربيون وطبقوا مبادئها على الثقافة الغربية فيما يسمى: العصر الجديد (new age). بشكل عام هي فلسفة تفسّر العلاقة بين الله اللامتغير والأبدي والسرمدي، ويرمز له بـإِين سوف (بالعبرية אין סוף)، وبين الكون المتهالك والمحدود، أي: مخلوقات الله. لا تعتبر القبالة كدين إذ إنها فلسفة تفسر الباطنية في الدين، كما أن طقوسها لا تنفي القيام بالطقوس الدينية، لكن معتنقيها يعتقدون أن الإرشادات والطقوس الواردة في القبالة تساعد الشخص على تطوير نفسه ليفهم بواطن الدين، وبخاصة بواطن التوراة والتقاليد اليهودية. انظر:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A9-(%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9)
https://rattibha.com/thread/1327614956808925184
([9]) انظر: سحر العولمة، د. عوض عودة (ص: 30).
([10]) حقيقة البرمجة اللغوية العصبية (الأصول – المضامين – المخرجات)، د. فوز الكردي (ص: 17).
([11]) انظر: سحر العولمة، د. عوض عودة (ص: 33).
([12]) انظر: حركة العصر الجديد: مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها (ص: 435).
([13]) البرمجة اللغوية العصبية، ط: إبداع (ص: 12).
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AC%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%86
([15]) الشامانية: طقوس سحرية تتصل مع الأرواح السفلية “الجن”. وهي ديانة لشعوب وسط آسيا وشمالها، وأساس الشامانية هو ضرورة الاتصال بالعالم غير المرئي. ويسمى الكاهن: (الشامان chaman) عند بعض القبائل، وبعضهم يسمونه: (أويون)، وبعضهم يطلق عليه: (كان أوجان)، والأسكيمو يسمونه: (أنجاكوك)، وديانة الأسكيمو تقوم على نفس الفكرة. انظر: تاريخ الأديان وفلسفتها، طه الهاشمي، دار مكتبة الحياة، بيروت (ص: 358-364).
([16]) حقيقة البرمجة اللغوية والعصبية، د. فوز الكردي (ص: 18).
([17]) حركة العصر الجديد (ص: 437).
([18]) انظر: حقيقة البرمجة اللغوية والعصبية، د. فوز الكردي (ص: 20).
([19]) انظر: حقيقة البرمجة اللغوية والعصبية، د. فوز الكردي (ص: 20).
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86-%D8%A5%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%B3%D9%88%D9%86
([21]) حركة العصر الجديد (ص: 438).
([22]) انظر: حقيقة البرمجة اللغوية والعصبية، د. فوز الكردي (ص: 21).
([23]) حركة العصر الجديد، مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها (ص: 440).
https://www.annajah.net/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%AA-%D9%88%D8%AF-%D8%B3%D9%85%D9%88%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%87-article-951
([25]) انظر: مجلة فواصل عدد 12، لسنة 2003م، وحقيقية البرمجة اللغوية العصبية (ص: 23).
من هو صلاح الراشد ويكيبيديا
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%8A
([27]) انظر: حقيقة البرمجة اللغوية العصبية (ص: 23).
([28]) انظر: حقيقة البرمجة اللغوية العصبية (ص: 24).
([29]) انظر: حركة العصر الجديد (ص: 442).
([30]) مجموع الفتاوى (13/ 238).
([31]) انظر: مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد 27 لسنة 2016م، د. يوسف عدوان (ص: 333).
([32]) انظر: حركة العصر الجديد (ص: 442).
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/141521/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9
([36]) انظر: البرمجة اللغوية العصبية: كارول هاريس (ص: 22).
([37]) حركة العصر الجديد: مفهومها ونشأتها وتطبيقاتها (ص: 444).
([38]) منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية (1/ 365).
([39]) انظر: حركة العصر الجديد (ص: 444).
([40]) انظر: مجلة المجتمع الكويتية، عدد 1590، المحرم 1425هــ.
([41]) انظر: مقال بعنوان: البرمجة اللغوية العصبية.. علاج فعال أم هراء باسم العلم؟
https://1-a1072.azureedge.net/midan/miscellaneous/science/2020/1/21/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%85%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84-%D8%A3%D9%85
https://www.alriyadh.com/22170
([43]) حركة العصر الجديد (ص: 449).
([44]) انظر: حركة العصر الجديد (ص: 449).
([45]) انظر: أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المعاصرة، د. فوز الكردي، ط: مركز التأصيل للدراسات (ص: 91)، والتنويم المغناطيسي، لصلاح الراشد (ص: 42).
([46]) العلاجات النفسية، د. فوز الكردي:
https://midad.com/article/209760/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9
([47]) سر تشكيل المستقبل، تاد جيمس (ص: 18).
([48]) سر تشكيل المستقبل، تاد جيمس (ص: 27). وانظر: تطبيقات قانون الجذب، حماد عبد الجليل، سلف للبحوث والدراسات.
http://saaid.org/Minute/633.htm
([50]) انظر: مناظرة شيخ الإسلام ابن تيمية معهم في مجموع الفتاوى (11/ 447).
([51]) انظر: أديان الهند الكبرى، د. أحمد شلبي (ص: 85)، والمشي على الجمر أصله وحقيقته، د. هيفاء الرشيد، ط: مركز التأصيل (ص: 16).
([52]) المشي على الجمر أصله وحقيقته، د. هيفاء الرشيد (ص: 19).
([53]) انظر: أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المعاصرة (ص: 93)، والمشي على الجمر أصله وحقيقته (ص: 31).
([54]) المشي على الجمر أصله وحقيقته (ص: 36).
([55]) المشي على الجمر أصله وحقيقته (ص: 40). وانظر:
https://palweather.ps/ar/node/49606.html