الأربعاء - 06 شعبان 1446 هـ - 05 فبراير 2025 م

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

A A

 

تمهيد:

معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون على معايير وضعوها من عند أنفسهم، وربما يكون بعضها صحيحة لكن تطبيقات المنكرين لها تطبيقات خاطئة، فيردّون أحاديث رواها كبار أئمة الحديث ممن أن أفنوا أعمارهم في علم الحديث والرجال بحجَّة أنها أحاديث تخالف العقل، وأي عقل؟ عقل الحداثي فحسب، وكذلك لتنقُّصها من النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعمون، أو تنقّصها من المرأة كما في الحديث الذي بين أيدينا.

نصّ الحديث:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَوْلاَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا» أخرجه البخاري([1]) ومسلم([2]).

فهو حديث متفق عليه، والحديث منقسم إلى شقّين، شقٌّ يتعلّق ببني إسرائيل، وشقٌّ يتعلق بأمّنا حواء، وهو المراد هنا في هذا المقال، وأما الشق المتعلّق ببني إسرائيل فقد كُتب فيه ورقة علمية تفنّد ما أثير حوله من شبهات([3]).

شبهاتهم:

هذا الحديث تعرض له كثير من الحداثيين، فضلا عن الشيعة([4])، ويمكن تلخيص شبههم في الآتي:

الشبهة الأولى: أن حواء خائنة، والخيانة هنا يفسّرها بعضهم بخيانة المرأة لزوجها خيانة الفراش، يقول بعضهم: “فكما أن اللحم ينتن فإن المرأة تخون، ومن هي الخائنة للزوج تحديدًا؟ من هي خائنة بيت الزوجية؟ أليست الزانية؟! فما رأيك سيدتي المرأة؟ وما هو مبرر صلاتك وصيامك وحجابك ما دمتِ خائنة لزوجك دوما؟!”([5]).

الشبهة الثانية: أنها زيّنت الغواية لآدم، وهذا يخالف القرآن، فالقرآن قد لام آدم عليه السلام، ولم يلم حواء.

الشبهة الثالثة: كيف يتحمّل بنات آدم إلى يوم القيامة عقوبة أمنا حواء؟! فالإسلام يقرر بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى!

مناقشة شبهاتهم:

في هذا المقال سنمرّ على هذه الشبهات الثلاث لنرى مقدار فهم الحداثيين ومن نحا نحوهم للحديث وصحة كلامهم من عدمه، وذلك في النقاط التالية:

أولا: مناقشة الشبهة الأولى:

والتي مفادها أن في الحديث وصفًا لحواء بالخيانة الزوجية، وهو ما قاله زكريا أوزون كما مرَّ بنا.

وهذا القول لا نقف عنده كثيرًا؛ لأنه لم يذكره أغلب من استنكر الحديث من الحداثيين والشيعة وغيرهم؛ وذلك لظهور بطلانه بداهة، فلا يوجد أحد مع آدم عليه السلام حتى تخونه حواء، فقطعًا ليس المراد بالخيانة هنا الخيانة الزوجية، وإنما المراد هنا: أنها زيَّنت لآدم الأكل من الشجرة، أو أنها سكتت حين أراد أن يأكل، ولم تذكّره بالعهد الذي قطعه بعدم الأكل من الشجرة، يقول ابن حجر (ت: 852هـ): “فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زيّن لها إبليس حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش؛ حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسّنت ذلك لآدم عُدَّ ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها”([6]).

وبناء عليه، فإنَّ خيانة النساء من بعد حواء إلى يوم القيامة يكون المراد منها: خيانة كل امرأة بحسبها، وليس المراد أن كل امرأة تحمل صفة الخيانة الزوجية، فلا داعي لأن يسرح زكريا أوزون بخياله بعيدًا، ويطلق مواعظه للنساء فيقول: “فما رأيكِ سيدتي المرأة؟ وما هو مبرر صلاتِكِ وصيامكِ وحجابك ما دمت خائنةً لزوجك دوما؟!”([7]).

ثانيا: مناقشة الشبهة الثانية:

وهي أن حواء لم تزيّن الأكل من الشجرة لآدم لأن هذا مناقض للقرآن الكريم الذي وجَّه اللوم لآدم عليه السلام، فيقال:

فسر كثير من العلماء الحديث بأن حواء قد زينت لآدم عليه السلام الأكل بعد أن وسوس الشيطان لهما، يقول القاضي عياض (ت: 544هـ): “وقوله: «لَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا» يعنى: أنها أمّهن فأشبهنها بالولادة ونزع العرق، لما جرى لها فى قصة الشجرة مع إبليس، وأن إبليس إنما بدأ بحواء فأغواها وزيّن لها حتى جعلها تأكل من الشجرة، ثم أتت آدم فقالت له مثل ذلك حتى أكل أيضا هو”([8]).

وقال ابن حجر (ت: 852هـ): “وقوله: «لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا» فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم”([9]).

إلا أنه ليس هذا هو المعنى المتفق عليه، فقد ذكر علماء آخرون أن حواء لم تزين لآدم الأكل من الشجرة، وإنما سكتت حين أكل آدم، ولأن الله كما خص آدم عليه السلام برسالة فقد خصها كذلك، ومنها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعُدَّ ذلك السكوت منها خيانة لهذا الأمر، يقول ابن الجوزي (ت: 597هـ): “وأما خيانة حواء زوجها فإنها كانت في ترك النصيحة في أمر الشجرة، لا في غير ذلك”([10]).

أما الاستشكال بآيات القرآن الكريم وبيان أن الحديث يعارضها فغير مسلّم، نعم الآيات قد دلت على أنهما أكلا من الشجرة، كما في قوله تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأعراف: 19-22]، فكان الخطاب القرآني موجَّها للاثنين، كما كان اللوم للاثنين في هذه الآيات الكريمة، بل بعض الآيات تدلّ على أن التزيين كان من إبليس لآدم عليه السلام كما في قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 120-122]، يقول ابن عاشور (ت: 1393هـ): “أي: فعمل آدم بوسوسة الشيطان، فأكل من الشجرة، وأكلت حواء معه. واقتصار الشيطان على التسويل لآدم وهو يريد أن يأكل آدم وحواء لعلمه بأن اقتداء المرأة بزوجها مركوز في الجبلة”([11]).

ولا يعارض الحديث توجيه اللوم لآدم عليه السلام، فإنه أولا كان اللوم للاثنين، ثم إنه يمكن أن يوجّه اللوم لمن نهي أولا وهو آدم عليه السلام، فقد قال تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: 117] إلى آخر الآيات، فمن قال: إن حواء هي من زينت الأكل لآدم عليه السلام لا تعارض عندهم بين هذا وبين أن يوجه اللوم لكليهما أو لآدم عليه السلام وحده.

أما من قال بالقول الآخر -وهو ما قاله ابن الجوزي كما مرَّ بنا- فلا تعارض عنده إطلاقًا، وقد قال به عدد من العلماء، منهم قبل ابن الجوزي: يحيى ابن هبيرة (ت: 560هـ)، فقد قال: “فقد قيل: إن خيانتها لزوجها أنها لما رأت آدم قد عزم على الأكل من الشجرة تركت نصحه في النهي له؛ لأن ذلك كان ترك النصح له خيانة؛ فعلى هذا كل من رأى أخاه المؤمن على سبيل ذلك فترك نصحه بالنهي عن ذلك النهي فقد خانه”([12]).

ويقول ابن الأثير (ت: 606هـ): “«لَمْ تَخُنْ أُنْثَى» خيانة حواء آدم هي: ترك النصيحة له في أمر الشجرة، لا في غيرها”([13]).

ثانيا: مناقشة الشبهة الثالثة:

وهي: كيف يحمل بنات آدم خطيئة حواء؟! فيقال:

من المقرر في الدين الإسلامي أنه لا يحمل أحد خطيئة أحد، بل كل إنسان يحاسب على عمله، وتدل عليه آيات كثيرة، منها قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، وقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] وغير ذلك من الآيات.

أما الحديث فإنه لا يعارض هذا الأصل الذي قررته الآيات؛ لأن هذه الصفة عند بنات آدم جبلة وطبع لا ذنب بمجرده، فإن الخيانة قد تكون بالقول أو الفعل كما بيّنَا، يقول ابن حجر (ت: 852هـ): “ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول”([14])، فهو طبع وراثي ورثته بنات آدم عن أمهن حواء، وهو مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته»([15])، وهذا النسيان والخطأ ليس ذنبا ولا عقوبة تحمّله بنو آدم، وإنما طبع انتقل من أبيهم آدم عليه السلام إلى أبنائه إلى يوم الدين، ولذلك جاء في الحديث: «إن اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ»([16]).

وأخيرا: نجد أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتفق على صحته لا يعارض عقلا ولا نقلا، وإنما يعارض أهواء بعض الحداثيين فأنكروه، وفهمه بعضهم فهمًا خاطئًا، ومن يتأمل فيه يجد أنه خال من المطاعن كلها.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(المراجع)

([1]) صحيح البخاري (3330).

([2]) صحيح مسلم (1470).

([3]) وهي في موقع مركز سلف على الرابط التالي:

هل خالف حديث «لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم» العقل والعلم؟

([4]) كتب عنه زكريا أوزون في “جناية البخاري” (ص: 58)، كما كتب عنه عبد الحكيم الفيتوري أربع مقالات في “الحوار المتمدن”، وكذا الشيعة، وقد أُفرد الحديث ببحث في مؤتمر الانتصار للصحيحين للدكتورة: نماء محمد البنا، وقد خلصت في الأخير إلى ترجيح القول بأن حواء لم تخبر آدم عليه السلام بالأكل من الشجرة، وإنما سكتت عن نصيحته، وعدَّته التفسيرَ الأليق بالنص.

([5]) جناية البخاري (ص: 58) أوزون.

([6]) فتح الباري (6/ 368).

([7]) جناية البخاري (ص: 58).

([8]) إكمال المعلم بفوائد مسلم (4/ 682).

([9]) فتح الباري (6/ 368).

([10]) كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 504).

([11]) التحرير والتنوير (16/ 326).

([12]) الإفصاح عن معاني الصحاح (7/ 230).

([13]) جامع الأصول (10/ 326).

([14]) فتح الباري (6/ 368).

([15]) أخرجه الترمذي (3076)، وقال: “هذا حديث حسن صحيح”، والحاكم (4132).

([16]) أخرجه ابن ماجه (2043)، وابن حبان في صحيحه (7219).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

البهائية.. عرض ونقد

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات بعد أن أتم الله تعالى عليه النعمة وأكمل له الملة، وأنزل عليه وهو قائم بعرفة يوم عرفة: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وهي الآية التي حسدتنا عليها اليهود كما في الصحيحين أنَّ […]

الصمت في التصوف: عبادة مبتدعة أم سلوك مشروع؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: الصوفية: جماعةٌ دينية لهم طريقةٌ مُعيَّنة تُعرف بالتصوّف، وقد مَرَّ التصوّف بمراحل، فأوَّل ما نشأ كان زُهدًا في الدنيا وانقطاعًا للعبادة، ثم تطوَّر شيئًا فشيئًا حتى صار إلحادًا وضلالًا، وقال أصحابه بالحلول ووحدة الوجود وإباحة المحرمات([1])، وبين هذا وذاك بدعٌ كثيرة في الاعتقاد والعمل والسلوك. وفي إطار تصدِّي […]

دفع مزاعم القبورية حول حديث: «اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»

مقدمة: من الفِرى ردُّ الأحاديث الصحيحة المتلقّاة بالقبول انتصارًا للأهواء والضلالات البدعية، وما من نصّ صحيح يسُدُّ ضلالًا إلا رُمِي بسهام النكارة أو الشذوذ ودعوى البطلان والوضع، فإن سلم منها سلّطت عليه سهام التأويل أو التحريف، لتسلم المزاعم وتنتفي معارضة الآراء المزعومة والمعتقدات. وليس هذا ببعيد عن حديث «‌اتخذوا ‌قبور ‌أنبيائهم»، فقد أثار أحدهم إشكالًا […]

استباحة المحرَّمات.. معناها وروافدها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من أعظم البدع التي تهدم الإسلام بدعة استباحةُ الشريعة، واعتقاد جواز الخروج عنها، وقد ظهرت هذه البدعة قديمًا وحديثًا في أثواب شتى وعبر روافد ومصادر متعدِّدة، وكلها تؤدّي في نهايتها للتحلّل من الشريعة وعدم الخضوع لها. وانطلاقًا من واجب الدفاع عن أصول الإسلام وتقرير قواعده العظام الذي أخذه […]

الحالة السلفية في فكر الإمام أبي المعالي الجويني إمام الحرمين -أصول ومعالم-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: من الأمور المحقَّقة عند الباحثين صحةُ حصول مراجعات فكرية حقيقية عند كبار المتكلمين المنسوبين إلى الأشعرية وغيرها، وقد وثِّقت تلك المراجعات في كتب التراجم والتاريخ، ونُقِلت عنهم في ذلك عبارات صريحة، بل قامت شواهد الواقع على ذلك عند ملاحظة ما ألَّفوه من مصنفات ومقارنتها، وتحقيق المتأخر منها والمتقدم، […]

أحوال السلف في شهر رجب

 مقدمة: إن الله تعالى خَلَقَ الخلق، واصطفى من خلقه ما يشاء، ففضّله على غيره، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ‌وَيَخۡتَارُ﴾ [القصص: 68]. والمقصود بالاختيار: الاصطفاء بعد الخلق، فالخلق عامّ، والاصطفاء خاصّ[1]. ومن هذا تفضيله تعالى بعض الأزمان على بعض، كالأشهر الحرم، ورمضان، ويوم الجمعة، والعشر الأواخر من رمضان، وعشر ذي الحجة، وغير ذلك مما […]

هل يُمكِن الاستغناءُ عن النُّبوات ببدائلَ أُخرى كالعقل والضمير؟

مقدمة: هذه شبهة من الشبهات المثارة على النبوّات، وهي مَبنيَّة على سوء فَهمٍ لطبيعة النُّبوة، ولوظيفتها الأساسية، وكشف هذه الشُّبهة يحتاج إلى تَجْلية أوجه الاحتياج إلى النُّبوة والوحي. وحاصل هذه الشبهة: أنَّ البَشَر ليسوا في حاجة إلى النُّبوة في إصلاح حالهم وعَلاقتهم مع الله، ويُمكِن تحقيقُ أعلى مراتب الصلاح والاستقامة من غير أنْ يَنزِل إليهم […]

الصوفية وعجز الإفصاح ..الغموض والكتمان نموذجا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  توطئة: تتجلى ظاهرة الغموض والكتمان في الفكر الصوفي من خلال مفهوم الظاهر والباطن، ويرى الصوفية أن علم الباطن هو أرقى مراتب المعرفة، إذ يستند إلى تأويلات عميقة -فيما يزعمون- للنصوص الدينية، مما يتيح لهم تفسير القرآن والحديث بطرق تتناغم مع معتقداتهم الفاسدة، حيث يدّعون أن الأئمة والأولياء هم الوحيدون […]

القيادة والتنمية عند أتباع السلف الصالح الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان وما وراء النهر أنموذجا (182-230ه/ 798-845م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  المقدمة: كنتُ أقرأ قصةَ الإمام إسحاق بن راهويه -رحمه الله- عندما عرض كتاب (التاريخ الكبير) للإمام البخاري -رحمه الله- على الأمير عبد الله بن طاهر، وقال له: (ألا أريك سحرًا؟!)، وكنت أتساءل: لماذا يعرض كتابًا متخصِّصًا في علم الرجال على الأمير؟ وهل عند الأمير من الوقت للاطّلاع على الكتب، […]

دعوى غلو النجديين وخروجهم عن سنن العلماء

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تكثر الدعاوى حول الدعوة النجدية، وتكثر الأوهام حول طريقتهم سواء من المخالفين أو حتى من بعض الموافقين الذين دخلت عليهم بعض شُبه الخصوم، وزاد الطين بلة انتسابُ كثير من الجهال والغلاة إلى طريقة الدعوة النجدية، ووظفوا بعض عباراتهم -والتي لا يحفظون غيرها- فشطوا في التكفير بغير حق، وأساؤوا […]

التحقيق في موقف ابن الزَّمْلَكَاني من ابن تيّمِيَّة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: يُعتَبَر ابن الزَّمْلَكَاني الذي ولد سنة 667هـ مُتقاربًا في السنِّ مع شيخ الإسلام الذي ولد سنة 661هـ، ويكبره شيخ الإسلام بنحو ست سنوات فقط، وكلاهما نشأ في مدينة دمشق في العصر المملوكي، فمعرفة كلٍّ منهما بالآخر قديمة جِدًّا من فترة شبابهما، وكلاهما من كبار علماء مذهبِه وعلماء المسلمين. […]

الشَّبَهُ بين شرك أهل الأوثان وشرك أهل القبور

مقدمة: نزل القرآنُ بلسان عربيٍّ مبين، وكان لبيان الشرك من هذا البيان حظٌّ عظيم، فقد بيَّن القرآن الشرك، وقطع حجّةَ أهله، وأنذر فاعلَه، وبين عقوبته وخطرَه عليه. وقد جرت سنة العلماء على اعتبار عموم الألفاظ، واتباع الاشتقاق للأوصاف في الأفعال، فمن فعل الشرك فقد استوجب هذا الاسمَ، لا يرفعه عنه شرعًا إلا فقدانُ شرط أو […]

هل مُجرد الإقرار بالربوبية يُنجِي صاحبه من النار؟

مقدمة: كثيرٌ ممن يحبّون العاجلة ويذرون الآخرة يكتفون بالإقرار بالربوبية إقرارًا نظريًّا؛ تفاديًا منهم لسؤال البدهيات العقلية، وتجنُّبا للصّدام مع الضروريات الفطرية، لكنهم لا يستنتجون من ذلك استحقاق الخالق للعبودية، وإذا رجعوا إلى الشرع لم يقبَلوا منه التفصيلَ؛ حتى لا ينتقض غزلهم مِن بعدِ قوة، وقد كان هذا حالَ كثير من الأمم قبل الإسلام، وحين […]

هل كان شيخ الإسلام أبو عثمان الصابوني أشعريًّا؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مِن مسالك أهل الباطل في الترويج لباطلهم نِسبةُ أهل الفضل والعلم ومن لهم لسان صدق في الآخرين إلى مذاهبهم وطرقهم. وقديمًا ادَّعى اليهود والنصارى والمشركون انتساب خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام إلى دينهم وملَّتهم، فقال تعالى ردًّا عليهم في ذلك: ﴿‌مَا ‌كَانَ ‌إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلَا نَصۡرَانِيّا وَلَٰكِن كَانَ […]

هل علاقة الوهابية بالصوفية المُتسنِّنة علاقة تصادم؟

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تعتبر الصوفيةُ أحدَ المظاهر الفكرية في تاريخ التراث والفكر الإسلامي، وقد بدأت بالزهد والعبادة وغير ذلك من المعاني الطيِّبة التي يشتمل عليها الإسلام، ثم أصبحت فيما بعد عِلمًا مُستقلًّا يصنّف فيه المصنفات وتكتب فيه الكتب، وارتبطت بجهود عدد من العلماء الذين أسهموا في نشر مبادئها السلوكية وتعدَّدت مذاهبهم […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017