الجمعة - 11 ذو القعدة 1446 هـ - 09 مايو 2025 م

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

A A

 

تمهيد:

معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون على معايير وضعوها من عند أنفسهم، وربما يكون بعضها صحيحة لكن تطبيقات المنكرين لها تطبيقات خاطئة، فيردّون أحاديث رواها كبار أئمة الحديث ممن أن أفنوا أعمارهم في علم الحديث والرجال بحجَّة أنها أحاديث تخالف العقل، وأي عقل؟ عقل الحداثي فحسب، وكذلك لتنقُّصها من النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعمون، أو تنقّصها من المرأة كما في الحديث الذي بين أيدينا.

نصّ الحديث:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَوْلاَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا» أخرجه البخاري([1]) ومسلم([2]).

فهو حديث متفق عليه، والحديث منقسم إلى شقّين، شقٌّ يتعلّق ببني إسرائيل، وشقٌّ يتعلق بأمّنا حواء، وهو المراد هنا في هذا المقال، وأما الشق المتعلّق ببني إسرائيل فقد كُتب فيه ورقة علمية تفنّد ما أثير حوله من شبهات([3]).

شبهاتهم:

هذا الحديث تعرض له كثير من الحداثيين، فضلا عن الشيعة([4])، ويمكن تلخيص شبههم في الآتي:

الشبهة الأولى: أن حواء خائنة، والخيانة هنا يفسّرها بعضهم بخيانة المرأة لزوجها خيانة الفراش، يقول بعضهم: “فكما أن اللحم ينتن فإن المرأة تخون، ومن هي الخائنة للزوج تحديدًا؟ من هي خائنة بيت الزوجية؟ أليست الزانية؟! فما رأيك سيدتي المرأة؟ وما هو مبرر صلاتك وصيامك وحجابك ما دمتِ خائنة لزوجك دوما؟!”([5]).

الشبهة الثانية: أنها زيّنت الغواية لآدم، وهذا يخالف القرآن، فالقرآن قد لام آدم عليه السلام، ولم يلم حواء.

الشبهة الثالثة: كيف يتحمّل بنات آدم إلى يوم القيامة عقوبة أمنا حواء؟! فالإسلام يقرر بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى!

مناقشة شبهاتهم:

في هذا المقال سنمرّ على هذه الشبهات الثلاث لنرى مقدار فهم الحداثيين ومن نحا نحوهم للحديث وصحة كلامهم من عدمه، وذلك في النقاط التالية:

أولا: مناقشة الشبهة الأولى:

والتي مفادها أن في الحديث وصفًا لحواء بالخيانة الزوجية، وهو ما قاله زكريا أوزون كما مرَّ بنا.

وهذا القول لا نقف عنده كثيرًا؛ لأنه لم يذكره أغلب من استنكر الحديث من الحداثيين والشيعة وغيرهم؛ وذلك لظهور بطلانه بداهة، فلا يوجد أحد مع آدم عليه السلام حتى تخونه حواء، فقطعًا ليس المراد بالخيانة هنا الخيانة الزوجية، وإنما المراد هنا: أنها زيَّنت لآدم الأكل من الشجرة، أو أنها سكتت حين أراد أن يأكل، ولم تذكّره بالعهد الذي قطعه بعدم الأكل من الشجرة، يقول ابن حجر (ت: 852هـ): “فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زيّن لها إبليس حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش؛ حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسّنت ذلك لآدم عُدَّ ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها”([6]).

وبناء عليه، فإنَّ خيانة النساء من بعد حواء إلى يوم القيامة يكون المراد منها: خيانة كل امرأة بحسبها، وليس المراد أن كل امرأة تحمل صفة الخيانة الزوجية، فلا داعي لأن يسرح زكريا أوزون بخياله بعيدًا، ويطلق مواعظه للنساء فيقول: “فما رأيكِ سيدتي المرأة؟ وما هو مبرر صلاتِكِ وصيامكِ وحجابك ما دمت خائنةً لزوجك دوما؟!”([7]).

ثانيا: مناقشة الشبهة الثانية:

وهي أن حواء لم تزيّن الأكل من الشجرة لآدم لأن هذا مناقض للقرآن الكريم الذي وجَّه اللوم لآدم عليه السلام، فيقال:

فسر كثير من العلماء الحديث بأن حواء قد زينت لآدم عليه السلام الأكل بعد أن وسوس الشيطان لهما، يقول القاضي عياض (ت: 544هـ): “وقوله: «لَوْلا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا» يعنى: أنها أمّهن فأشبهنها بالولادة ونزع العرق، لما جرى لها فى قصة الشجرة مع إبليس، وأن إبليس إنما بدأ بحواء فأغواها وزيّن لها حتى جعلها تأكل من الشجرة، ثم أتت آدم فقالت له مثل ذلك حتى أكل أيضا هو”([8]).

وقال ابن حجر (ت: 852هـ): “وقوله: «لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا» فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم”([9]).

إلا أنه ليس هذا هو المعنى المتفق عليه، فقد ذكر علماء آخرون أن حواء لم تزين لآدم الأكل من الشجرة، وإنما سكتت حين أكل آدم، ولأن الله كما خص آدم عليه السلام برسالة فقد خصها كذلك، ومنها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعُدَّ ذلك السكوت منها خيانة لهذا الأمر، يقول ابن الجوزي (ت: 597هـ): “وأما خيانة حواء زوجها فإنها كانت في ترك النصيحة في أمر الشجرة، لا في غير ذلك”([10]).

أما الاستشكال بآيات القرآن الكريم وبيان أن الحديث يعارضها فغير مسلّم، نعم الآيات قد دلت على أنهما أكلا من الشجرة، كما في قوله تعالى: {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأعراف: 19-22]، فكان الخطاب القرآني موجَّها للاثنين، كما كان اللوم للاثنين في هذه الآيات الكريمة، بل بعض الآيات تدلّ على أن التزيين كان من إبليس لآدم عليه السلام كما في قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: 120-122]، يقول ابن عاشور (ت: 1393هـ): “أي: فعمل آدم بوسوسة الشيطان، فأكل من الشجرة، وأكلت حواء معه. واقتصار الشيطان على التسويل لآدم وهو يريد أن يأكل آدم وحواء لعلمه بأن اقتداء المرأة بزوجها مركوز في الجبلة”([11]).

ولا يعارض الحديث توجيه اللوم لآدم عليه السلام، فإنه أولا كان اللوم للاثنين، ثم إنه يمكن أن يوجّه اللوم لمن نهي أولا وهو آدم عليه السلام، فقد قال تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: 117] إلى آخر الآيات، فمن قال: إن حواء هي من زينت الأكل لآدم عليه السلام لا تعارض عندهم بين هذا وبين أن يوجه اللوم لكليهما أو لآدم عليه السلام وحده.

أما من قال بالقول الآخر -وهو ما قاله ابن الجوزي كما مرَّ بنا- فلا تعارض عنده إطلاقًا، وقد قال به عدد من العلماء، منهم قبل ابن الجوزي: يحيى ابن هبيرة (ت: 560هـ)، فقد قال: “فقد قيل: إن خيانتها لزوجها أنها لما رأت آدم قد عزم على الأكل من الشجرة تركت نصحه في النهي له؛ لأن ذلك كان ترك النصح له خيانة؛ فعلى هذا كل من رأى أخاه المؤمن على سبيل ذلك فترك نصحه بالنهي عن ذلك النهي فقد خانه”([12]).

ويقول ابن الأثير (ت: 606هـ): “«لَمْ تَخُنْ أُنْثَى» خيانة حواء آدم هي: ترك النصيحة له في أمر الشجرة، لا في غيرها”([13]).

ثانيا: مناقشة الشبهة الثالثة:

وهي: كيف يحمل بنات آدم خطيئة حواء؟! فيقال:

من المقرر في الدين الإسلامي أنه لا يحمل أحد خطيئة أحد، بل كل إنسان يحاسب على عمله، وتدل عليه آيات كثيرة، منها قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، وقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] وغير ذلك من الآيات.

أما الحديث فإنه لا يعارض هذا الأصل الذي قررته الآيات؛ لأن هذه الصفة عند بنات آدم جبلة وطبع لا ذنب بمجرده، فإن الخيانة قد تكون بالقول أو الفعل كما بيّنَا، يقول ابن حجر (ت: 852هـ): “ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول”([14])، فهو طبع وراثي ورثته بنات آدم عن أمهن حواء، وهو مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «فجحد آدم فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته»([15])، وهذا النسيان والخطأ ليس ذنبا ولا عقوبة تحمّله بنو آدم، وإنما طبع انتقل من أبيهم آدم عليه السلام إلى أبنائه إلى يوم الدين، ولذلك جاء في الحديث: «إن اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ»([16]).

وأخيرا: نجد أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتفق على صحته لا يعارض عقلا ولا نقلا، وإنما يعارض أهواء بعض الحداثيين فأنكروه، وفهمه بعضهم فهمًا خاطئًا، ومن يتأمل فيه يجد أنه خال من المطاعن كلها.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(المراجع)

([1]) صحيح البخاري (3330).

([2]) صحيح مسلم (1470).

([3]) وهي في موقع مركز سلف على الرابط التالي:

هل خالف حديث «لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم» العقل والعلم؟

([4]) كتب عنه زكريا أوزون في “جناية البخاري” (ص: 58)، كما كتب عنه عبد الحكيم الفيتوري أربع مقالات في “الحوار المتمدن”، وكذا الشيعة، وقد أُفرد الحديث ببحث في مؤتمر الانتصار للصحيحين للدكتورة: نماء محمد البنا، وقد خلصت في الأخير إلى ترجيح القول بأن حواء لم تخبر آدم عليه السلام بالأكل من الشجرة، وإنما سكتت عن نصيحته، وعدَّته التفسيرَ الأليق بالنص.

([5]) جناية البخاري (ص: 58) أوزون.

([6]) فتح الباري (6/ 368).

([7]) جناية البخاري (ص: 58).

([8]) إكمال المعلم بفوائد مسلم (4/ 682).

([9]) فتح الباري (6/ 368).

([10]) كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 504).

([11]) التحرير والتنوير (16/ 326).

([12]) الإفصاح عن معاني الصحاح (7/ 230).

([13]) جامع الأصول (10/ 326).

([14]) فتح الباري (6/ 368).

([15]) أخرجه الترمذي (3076)، وقال: “هذا حديث حسن صحيح”، والحاكم (4132).

([16]) أخرجه ابن ماجه (2043)، وابن حبان في صحيحه (7219).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

ترجمة الشيخ أ. د. أحمد بن علي سير مباركي (1368-1446هـ/ 1949-2025م)(1)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشَّيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي بن أحمد سير مباركي. مولده: كان مسقط رأسه في جنوب المملكة العربية السعودية، وتحديدًا بقرية المنصورة التابعة لمحافظة صامطة، وهي إحدى محافظات منطقة جازان، وذلك عام 1365هـ([2]). نشأته العلمية: نشأ الشيخ نشأتَه الأولى في مدينة جيزان في مسقط رأسه قرية […]

(الاستواء معلوم والكيف مجهول) نصٌ في المسألة، وعبث العابثين لا يلغي النصوص

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. فقد طُبِع مؤخرًا كتاب كُتِبَ على غلافه: (الاستواء معلوم والكيف مجهول: تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته عند أكثر من تسعين إمامًا مخالفين لابن تيمية: فكيف تم تحريف دلالتها؟). وعند مطالعة هذا الكتاب تعجب من مؤلفه […]

التصوف بين منهجين الولاية نموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منذ أن نفخ الله في جسد آدم الروح، ومسح على ظهره، وأخذ العهد على ذريته أن يعبدوه، ظلّ حادي الروح يحدوها إلى ربها، وصوت العقل ينادي عليها بالانحياز للحق والتعرف على الباري، والضمير الإنساني يؤنّب الإنسان، ويوبّخه حين يشذّ عن الفطرة؛ فالخِلْقَة البشرية والهيئة الإنسانية قائلة بلسان الحال: […]

ابن تيميَّـة والأزهر.. بين التنافر و الوِفاق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يُعد شيخ الإسلام ابن تيمية أحد كبار علماء الإسلام الذين تركوا أثرًا عظيمًا في الفقه والعقيدة والتفسير، وكان لعلمه واجتهاده تأثير واسع امتدّ عبر الأجيال. وقد استفاد من تراثه كثير من العلماء في مختلف العصور، ومن بينهم علماء الأزهر الشريف الذين نقلوا عنه، واستشهدوا بأقواله، واعتمدوا على كتبه […]

القول بالصرفة في إعجاز القرآن بين المؤيدين والمعارضين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ الآياتِ الدالةَ على نبوّة محمدٍ صلى الله عليه وسلم كثيرة كثرةَ حاجة الناس لمعرفة ذلك المطلَب الجليل، ثم إن القرآن الكريم هو أجلّ تلك الآيات، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم المستمرّة على تعاقُب الأزمان، وقد تعدَّدت أوجه إعجازه في ألفاظه ومعانيه، ومع ما بذله المسلمون […]

الطاقة الكونية مفهومها – أصولها الفلسفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة تمهيد: إن الله عز وجل خلق الإنسان، وفطره على التوحيد، وجعل في قلبه حبًّا وميلًا لعبادته سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، قال السعدي رحمه الله: […]

موقف الليبرالية من أصول الأخلاق

مقدمة: تتميَّز الرؤية الإسلامية للأخلاق بارتكازها على قاعدة مهمة تتمثل في ثبات المبادئ الأخلاقية وتغير المظاهر السلوكية، فالأخلاق محكومة بمعيار رباني ثابت يحدد مسارها، ويمنع تغيرها وتبدلها تبعًا لتغير المزاج البشري، فحسنها ثابت الحسن أبدًا، وقبيحها ثابت القبح أبدًا، إذ هي تحمل صفات ثابتة في ذاتها تتميز من خلالها مدحًا أو ذمًّا خيرًا أو شرًّا([1]). […]

حجاب الله تعالى -دراسة عقدية-

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: معرفة الله سبحانه وتعالى هي قوت القلوب، ومحفِّزها نحو الترقِّي في مقامات العبودية، وكلما عرف الإنسان ربَّه اقترب إليه وأحبَّه، والقلبُ إذا لم تحرِّكه معرفةُ الله حقَّ المعرفة فإنه يعطب في الطريق، ويستحوذ عليه الكسل والانحراف ولو بعد حين، وكلما كان الإنسان بربه أعرف كان له أخشى […]

ترجمة الشَّيخ د. عبد الله بن محمد الطريقي “‏‏أستاذ الفقه الطبي والتاريخ الحنبلي” (1366-1446هـ/ 1947-2024م)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   اسمه ونسبه([1]): هو الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمود بن محمد الطريقي، الودعاني الدوسري نسبًا. مولده: كان مسقط رأسه في الديار النجدية بالمملكة العربية السعودية، وتحديدا في ناحية الروضة الواقعة جنوبي البلدة (العَقْدَة) -ويمكن القول بأنه حي من […]

ضبط السنة التشريعية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: السنة النبوية لها مكانة رفيعة في التشريع الإسلامي، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، وهي التطبيق العملي لما جاء فيه، كما أنها تبيّن معانيه وتوضّح مقاصده. وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تأمر بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، وتحذّر من مخالفته أو تغيير سنته، وتؤكد أن […]

القواعد الأصولية لفهم إطلاقات السلف والتوفيق بينها وبين تطبيقاتهم العملية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: تُعدّ مسألة التعامل مع أقوال السلَف الصالح من أهمّ القضايا التي أُثيرت في سياق دراسة الفكر الإسلامي، خاصةً في موضوع التكفير والتبديع والأحكام الشرعية المتعلقة بهما؛ وذلك لارتباطها الوثيق بالحكم على الأفراد والمجتمعات بالانحراف عن الدين، مما يترتب عليه آثار جسيمة على المستوى الفردي والجماعي. وقد تعامل العلماء […]

التدرج في تطبيق الشريعة.. ضوابط وتطبيقات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس الناس بالقسط، قال تعالى: ﴿‌لَقَدۡ ‌أَرۡسَلۡنَا ‌رُسُلَنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِ﴾ [الحديد: 25] أي: “ليعمل الناس بينهم بالعدل”[1]. والكتاب هو النقل المُصَدَّق، والميزان هو: “العدل. قاله مجاهد وقتادة وغيرهما”[2]، أو “ما يعرف به العدل”[3]. وهذا […]

تأطير المسائل العقدية وبيان مراتبها وتعدّد أحكامها

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ علمَ العقيدة يُعدُّ من أهم العلوم الإسلامية التي ينبغي أن تُعنى بالبحث والتحرير، وقد شهدت الساحة العلمية في العقود الأخيرة تزايدًا في الاهتمام بمسائل العقيدة، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن دائمًا مصحوبًا بالتحقيق العلمي المنهجي، مما أدى إلى تداخل المفاهيم وغموض الأحكام؛ فاختلطت القضايا الجوهرية مع […]

توظيف التاريخ في تعزيز مسائل العقيدة والحاضر العقدي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: إنَّ دراسةَ التاريخ الإسلاميِّ ليست مجرَّدَ استعراضٍ للأحداث ومراحل التطور؛ بل هي رحلة فكرية وروحية تستكشف أعماقَ العقيدة وتجلّياتها في حياة الأمة، فإنَّ التاريخ الإسلاميَّ يحمل بين طياته دروسًا وعبرًا نادرة، تمثل نورًا يُضيء الدروب ويعزز الإيمان في قلوب المؤمنين. وقد اهتم القرآن الكريم بمسألة التاريخ اهتمامًا بالغًا […]

تصفيد الشياطين في رمضان (كشف المعنى، وبحثٌ في المعارضات)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  تمهيد يشكِّل النصُّ الشرعي في المنظومة الفكرية الإسلامية مرتكزًا أساسيًّا للتشريع وبناء التصورات العقدية، إلا أن بعض الاتجاهات الفكرية الحديثة -ولا سيما تلك المتبنِّية للنزعة العقلانية- سعت إلى إخضاع النصوص الشرعية لمنطق النقد العقلي المجرد، محاولةً بذلك التوفيق بين النصوص الدينية وما تصفه بالواقع المادي أو مقتضيات المنطق الحديث، […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017