الجمعة - 09 ذو القعدة 1445 هـ - 17 مايو 2024 م

حديث: «جئتكم بالذبح» بين تشنيع الملاحدة واستغلال المتطرفين

A A

الطعنُ في السنة النبوية بتحريفها عن معانيها الصحيحة وباتِّباع ما تشابه منها طعنٌ في النبي صلى الله عليه وسلم وفي سماحة الإسلام وعدله، وخروجٌ عن التسليم الكامل لنصوص الشريعة، وانحرافٌ عن الصراط المستقيم.

والطعن في السنة لا يكون فقط بالتشكيك في بعض الأحاديث، أو نفي حجيتها، وإنما أيضا بتحريف معناها إما للطعن أو للاستغلال.

ومن العجيب أن يجتمعَ حول حديث واحد: علمانيٌّ بعيد عن الدين يحاربه ويُظهر ذلك وإنِ ادعى أنه يحارب فهوم العلماء، ومتشدِّد زاعم أنه يتمسَّك بالنصّ لدرجة أنه يفهمه بطريقة خاطئة ويطبّقه تطبيقًا خاطئًا.

وهذا الحديث الذي بين أيدينا استغلَّه ووظَّفه الملاحدة والعلمانيون للطعن في دين الإسلام وتشويه صورته وتنفير الناس وصدِّهم عن الدخول فيه، واستغله كذلك أصحاب الفكر الغالي والمتطرفون تبريرًا لأفعالهم الشنيعة؛ وهي ذبح الناس وقتلهم في الأماكن التي سيطروا عليها، فشوَّهوا بأفعالهم الشنيعة صورة الإسلام السمحة، ونفَّروا الناس عن دين الإسلام.

نص الحديث:

عن عروةَ بن الزبيرِ عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قلت له: ما أكثرُ ما رأيتَ قريشًا أصابت من رسول الله فيما كانت تُظهر من عداوته؟ قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يومًا في الحِجر، فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم،‏ فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قطّ؛ سفَّه‏ أحلامَنا، وشتَم آباءنا، وعاب ديننا، وفرَّق جماعتنا، وسبَّ آلهتنا، لقد صرنا منه على أمر عظيم، أو كما قالوا. ‏قال: فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم، ‏فأقبل يمشي حتى استلم الركن، ثم مر بهم طائفًا ‏بالبيت، ‏فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول. قال: فعرفتُ ذلك في وجهه، ثم مضى، فلما مرّ بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها، فقال: «تسمعون يا معشر‏ ‏قريش؟ ‏أما والذي نفس‏ ‏محمد‏ ‏بيده،‏ ‏لقد جئتكم بالذبح». فأخذتِ القومَ كلمتُه حتى ما فيهم رجل إلا كأنّما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدَّهم فيه وصاةً قبل ذلك لَيَرفَؤُه بأحسن ما يجد من القول؛ حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم، فوالله ما كنتَ جهولًا. فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ حتى إذا كان الغد اجتمعوا في ‏ ‏الحجر‏ ‏وأنا معهم، فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه! فبينما هم في ذلك إذ طلع رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم، ‏فوثبوا ‏إليه ‏وثبة ‏رجل واحد، فأحاطوا به يقولون له: أنت الذي تقول كذا وكذا -لِما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم- قال: فيقول رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم: ‏«نعم، أنا الذي أقول ذلك». قال: فلقد رأيت رجلًا منهم أخذ بمجمع ردائه. قال: وقام‏ ‏أبو بكر الصديق‏ ‏رضي الله عنه ‏دونه يقول -وهو يبكي-: ‏أتقتلون رجلًا أن يقول: ربي الله؟! ثم انصرفوا عنه، فإن ذلك لأشدُّ ما رأيتُ ‏قريشًا بلغت منه قطّ.

هذا الحديث رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده([1])، قال الهيثمي: “في الصحيح طرف منه. رواه أحمد، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع، وبقية رجاله رجال الصحيح”([2])، وحسنه الألباني([3]).

أما البخاري فقد روى روايةً أخرى عن عروة بن الزبير، قال: سألت ابن عمرو بن العاص: أخبرني بأشدِّ شيء صنعَه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلّي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي مُعَيط، فوضع ثوبه في عنقه، فخنقَه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه، ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} الآية [غافر: 28]([4]).

أصل الشبهة:

هذا الحديث مما يتمسَّك به الملاحدة في طعنهم في الإسلام وبيان أن الإسلام إنما جاء بالعنف والقتل، وليس رحمة وسلاما كما يزعم المسلمون -حسب زعم الملحد-، بل يرون أنّ النبي صلى الله عليه وسلم -وهو قائل هذه العبارة- هو رأس العنف والغلوّ في القتال، ويتجلى هذا من خلال هذا النصّ وأمثاله. كما يتمسّك بهذا الحديث بعض الفرق الغالية في التكفير، فيرون أن الحديث يدلّ على كثرة قتل الناس، وأن الإسلام قائم على مثل هذا.

ويمكن مناقشة هذا من خلال الآتي:

أولًا: قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا إنما كان قبل الهجرة، حيث آذى كفار قريش النبيَّ صلى الله عليه وسلم أشدَّ الإيذاء كما هو معلوم، والحادثة تروي كيف أنهم آذَوه عليه الصلاة والسلام بالكلام، والروايات الأخرى للحديث تدلُّ على أنهم آذوه بالفعل أيضًا، فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن يتوعَّدهم بهذا اللفظ، وهو أمر واقع في حياته وبعد مماته كما سيأتي بيانه.

ثانيًا: توعَّدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل من باب بيان الواقع، وهو النبي المؤيَّد الصادق، فقوله عليه الصلاة والسلام لهم ذلك واقعٌ، فقد قُتل أبو جهل في غزوة بدر، وقتل عقبة بن أبي مُعيط. فتحقَّق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم، ونجد ما يشير لهذا في الرواية الأخرى للحديث التي أوردها ابن حبان في صحيحه، فعن عمرو بنِ العاص رضي الله عنه قال: ما رأيت قريشًا أرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يومًا، رأيتهم وهم جلوس في ظل الكعبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيط، فجعل رداءه في عنقه، ثم جذبه حتى وجب لركبتيه صلى الله عليه وسلم، وتصايح الناس، فظنوا أنه مقتول. قال: وأقبل أبو بكر رضي الله عنه يشتدّ حتى أخذ بضبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه، وهو يقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟! ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قضى صلاته مرّ بهم وهم جلوس في ظلّ الكعبة، فقال: ‏«يا معشرَ قريش، أما والذي نفسي بيده، ما أرسلتُ إليكم إلا بالذبح»، وأشار بيده إلى حلقه، فقال له أبو جهل: يا محمّد، ما كنتَ جهولًا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ‏«أنت منهم»([5]). فقد عيَّن أبا جهل، ووقع ما قاله عليه الصلاة والسلام. فهو حديث خاصّ أورده النبي صلى الله عليه وسلم في واقعة خاصّة ليتوعَّد أناسًا بأعيانهم.

ثالثا: هذا الحديث من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، فقد قاله عليه الصلاة والسلام وهو في أشدّ حالات الضعف وهم يستهزئون منه ويتوعّدونه، وفي بعض الروايات أنهم كانوا يؤذونه، وقد وقع مثلما قال، فقد أعز الله الإسلام، وأذل الكفر وأهله، وقتل صناديد كفار قريش في غزوة بدر، يقول البيهقي: “وفي هذا الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم أوعدهم بالذبح وهو القتل في مثل تلك الحال، ثم صدَّق الله تعالى قوله بعد ذلك بزمان، فقطع دابرهم، وكفى المسلمين شرهم”([6]).

رابعا: مما يدلّ على أنه لأناس معينين: حال النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فقد كان مستضعفًا قليلَ الأتباع، فكيف يهدِّد قادةَ قريش كلهم بالذبح خاصة؟!

ومع هذا فلا يجب أن يقال: إن الحديث مقرون بسببه فقط، بل:

خامسًا: حتى وإن كان الحديث عامًّا، أي: ليس خاصًّا بأفراد معيَّنين، فإن المراد هو القتل في الحروب والموجود في كلّ الأديان والمتعارف عليه بين كلّ الحضارات والدول، ذلك أن المعتدِي لا يُترَك على اعتدائه، فيقاتَل ويُقتَل.

فالحديث أوّلا بعيد عن زعم الملاحدة بأن الإسلام جاء لقتل الكلّ، كما أنه بعيد عن أصحاب الفكر الغالي ممن يستدلون به على قتال كلّ المخالفين، وهو ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم -قائل هذه العبارة-، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد عاهد المشركين، وعاهد اليهود، ودخل مكّة على كفار قريش فاتحًا، ثم أمنهم ولم يقتلهم، فأفعاله صلى الله عليه وسلم كلها تدلّ على أن الحديث ليس على عمومه كما يفهمه بعض الغلاة.

سادسًا: استغلّ هذا الحديثَ أصحاب الفكر الغالي في تمرير موضوع الذّبح والنحر خاصّة، وهو ما لم يفهمه أحد من الصحابة الكرام ومن بعدهم، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم لا بمكة ولا بعد الهجرة، والحديث يدلّ على القتل المباشر في حال المواجهة والحرب، والنهي عن تعذيب الأسارى وإهانتهم والتمثيل بهم وغير ذلك، فأبطل الإسلام كل ذلك وأبقى القتل([7]).

وليس المراد هنا الذبحَ الذي هو النحر بالسكين كما فهمته الفرق الغالية وطبّقته، ويدل على ذلك أنه لم يفعله أحد كما بينت، وأن الذبح يأتي في العربية بمعنى الهلاك والقتل، يقول ابن منظور: “وَالذَّبْحُ هَاهُنَا مَجَازٌ عَنِ الْهَلَاكِ فإِنه مِنْ أَسْرَعِ أَسبابِه”([8])، وقال الزبيدي: “‏«لقد جئتكم بالذبح» أي: بالقتل”([9])، فالصحيح أن الذبح هنا هو القتل.

يؤيد هذا المعنى أن الذين توعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالذبح كأبي جهل قد قتلوا في المعركة، ولم ينحروا بالسكين كما تفعله الفرق الغالية.

سابعًا: لا شكّ أن الإسلام إنما أتى بالرحمة وهو أمر يقينيّ محكم مقطوع به، فالإسلام رحمة، وبِعثة النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للعباد، بل رحمة لأهل مكّة الذين قيلت أمامهم هذه العبارة كما قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

بل ثبت يقينا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بالذبح لعامة الناس لأن هذا لم يقع، وقد قال الله عنه صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وقد ذكر الطبري اختلاف الناس في الرحمة فقال: “ثم اختلف أهل التأويل في معنى هذه الآية، أجميع العالم الذي أرسل إليهم محمد أريد بها مؤمنهم وكافرهم، أم أريد بها أهل الإيمان خاصة دون أهل الكفر؟”([10])، ثم قال: “وأولى القولين في ذلك بالصواب: القول الذي روي عن ابن عباس، وهو أن الله أرسل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع العالم، مؤمنهم وكافرهم. فأما مؤمنهم فإن الله هداه به، وأدخله بالإيمان به، وبالعمل بما جاء من عند الله الجنة. وأما كافرهم فإنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة رسلها من قبله”([11])، فكيف مع هذا يأتي بالذبح للناس؟!

بل التشريعات الإسلامية الخاصّة بالحروب مشتملة على رحمة واسعة، مثل: النهي عن التمثيل بالأسرى وتعذيبهم، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى عَنْ الْمُثْلَةِ([12])، يقول عمران بن حصين: مَا قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا إِلَّا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ، وَنَهَانَا عَنِ الْمُثْلَةِ([13])، وليس الغرض الإطالة في ذكر رحمة الإسلام وسماحة تشريعاته، ولكن النصوص الشرعية تفهم متعاضدَةً لا متفرّقة، ولا يمكن أن يعارض حديثٌ محكمًا من محكمات الدين.

وأخيرًا:

فإنّ الحديث صحيح، وهو عن أناس معيَّنين تحقَّق فيهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقُتِلوا، فهو من دلائل نبوّته، وكذلك معناه عامّ يبيِّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم قتلَ المعتدي المحارِب لا قتل كلّ المخالفين، كما يؤيّد ذلك فعلُه صلى الله عليه وسلم وفعلُ صحابته الكرام، وليس في الحديث مستندٌ لا للعلمانيين والملاحدة في الطعن في الإسلام، ولا لأصحاب الفكر المتطرف في قتلهم الناس كلهم.

والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) المسند (7036).

([2]) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (6/ 16).

([3]) التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (9/ 291).

([4]) صحيح البخاري (3856). وينظر لروايات الحديث: فتح الباري لابن حجر (7/ 168-170).

([5]) صحيح ابنِ حبان (٦٦٨٩)، وحسنه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (9/ 291).

([6]) دلائل النبوة للبيهقي (2/ 276).

([7]) ينظر كلام الشيخ صالح آل الشيخ على الرابط:

([8]) لسان العرب (2/ 437).

([9]) إتحاف السادة المتقين (7/ 65 ).

([10]) تفسير الطبري (18/ 551).

([11]) تفسير الطبري (18/ 552).

([12]) رواه أحمد (١٧٤٥٠).

([13]) أخرجه الإمام أحمد (19857)، والحاكم (7843) وصححه، وحسنه الألباني في إرواء الغليل (7/ 292).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

جديد سلف

محنة الإمام شهاب الدين ابن مري البعلبكي في مسألة الاستغاثة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن فصول نزاع شيخ الإسلام ابن تيمية مع خصومه طويلة، امتدت إلى سنوات كثيرة، وتنوَّعَت مجالاتها ما بين مسائل اعتقادية وفقهية وسلوكية، وتعددت أساليب خصومه في مواجهته، وسعى خصومه في حياته – سيما في آخرها […]

العناية ودلالتها على وحدانيّة الخالق

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: إنَّ وجودَ الله تبارك وتعالى أعظمُ وجود، وربوبيّته أظهر مدلول، ودلائل ربوبيته متنوِّعة كثيرة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن دلائل الربوبية وآياتها أعظم وأكثر من كلّ دليل على كل مدلول) ([1]). فلقد دلَّت الآيات على تفرد الله تعالى بالربوبية على خلقه أجمعين، وقد جعل الله لخلقه أمورًا […]

مخالفات من واقع الرقى المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: الرقية مشروعة بالكتاب والسنة الصحيحة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وإقراره، وفعلها السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان. وهي من الأمور المستحبّة التي شرعها الشارع الكريم؛ لدفع شرور جميع المخلوقات كالجن والإنس والسباع والهوام وغيرها. والرقية الشرعية تكون بالقرآن والأدعية والتعويذات الثابتة في […]

ألـَمْ يذكر القرآنُ عقوبةً لتارك الصلاة؟

  خرج بعضُ أهل الجدَل في مقطع مصوَّر يزعم فيه أن القرآنَ لم يذكر عقوبة -لا أخروية ولا دنيوية- لتارك الصلاة، وأن العقوبة الأخروية المذكورة في القرآن لتارك الصلاة هي في حقِّ الكفار لا المسلمين، وأنه لا توجد عقوبة دنيوية لتارك الصلاة، مدَّعيًا أنّ الله تعالى يريد من العباد أن يصلّوا بحبٍّ، والعقوبة ستجعلهم منافقين! […]

حديث: «جئتكم بالذبح» بين تشنيع الملاحدة واستغلال المتطرفين

الطعنُ في السنة النبوية بتحريفها عن معانيها الصحيحة وباتِّباع ما تشابه منها طعنٌ في النبي صلى الله عليه وسلم وفي سماحة الإسلام وعدله، وخروجٌ عن التسليم الكامل لنصوص الشريعة، وانحرافٌ عن الصراط المستقيم. والطعن في السنة لا يكون فقط بالتشكيك في بعض الأحاديث، أو نفي حجيتها، وإنما أيضا بتحريف معناها إما للطعن أو للاستغلال. ومن […]

تذكير المسلمين بخطورة القتال في جيوش الكافرين

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: من المعلومِ أنّ موالاة المؤمنين والبراءة من الكافرين من أعظم أصول الإيمان ولوازمه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ‌وَلِيُّكُمُ ‌ٱللَّهُ ‌وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [المائدة: 55]، وقال تعالى: (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ […]

ابن سعود والوهابيّون.. بقلم الأب هنري لامنس اليسوعي

 للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   بسم الله الرحمن الرحيم هنري لامنس اليَسوعيّ مستشرقٌ بلجيكيٌّ فرنسيُّ الجنسيّة، قدِم لبنان وعاش في الشرق إلى وقت هلاكه سنة ١٩٣٧م، وله كتبٌ عديدة يعمَل من خلالها على الطعن في الإسلام بنحوٍ مما يطعن به بعضُ المنتسبين إليه؛ كطعنه في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وله ترجمةٌ […]

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017