الأربعاء - 15 شوّال 1445 هـ - 24 ابريل 2024 م

شبهة سجود التحية وشرك الألوهية

A A

اتفقت كلمة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين على دعوة الناس إلى عبادة الله وحده دون ما سواه، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }[الأنبياء: 25]، فما من رسول إلا قال لقومه: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[الأعراف: 59]، وهذا الذي كانت الخصومة فيه بالأساس بين الرسل وأقوامهم؛ إذ إن أكثر الأمم ما أنكروا كون الله خالقهم ولا رازقهم ولا كونه محييهم ومميتهم؛ إنما أنكروا أن يكون وحده المستحق للعبادة دون ما سواه؛ ولهذا لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش إلى ذلك المعنى: ما كان منهم إلا أن قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب}[ص: 5]، ولكن على الرغم من وضوح ذلك إلا أن أهل البدع يأبون إلا تحريف الكلم عن مواضعه، ولبس الحق بالباطل؛ ليخدعوا عوام المسلمين بإلقاء الشبهات، ويقللوا بها من شأن توحيد الألوهية، ويُهَوِّنوا من أمر الشرك فيه.

فمن شبهات أهل الضلال- التي يتناقلونها في هذا العصر الحديث- استدلالهم بأن الله سبحانه أمر الملائكة بالسجود لآدم، وكذلك بما ورد أن أبَوَي يوسف وإخوته سجدوا له؛ ومعلومٌ أن الشرك لم يُبَحْ في الشرائع كلها؛ فطالما أن الله أباح السجود لغيره في الشرائع السابقة؛ إذن فالسجود لغير الله لا يمكن أن يكون شركًا أبدًا، ولكن أقصى شيء فيه أنه لما نُسخ في شريعتنا صار حرامًا، فأقصى ما يُقال في السجود لغير الله أنه حرامٌ، ولا يمكن أن يكون شركًا؛ هذا محصلة شبهتهم.

وهذا نص كلام أحدهم:

“هنا نُنَوِّه إلى أن قولهم أن السجود لغير الله شركٌ= باطلٌ، بدليل سجود الملائكة لآدم عليه السلام، وسجود إخوة يوسف عليه السلام لأخيهم”([1]).

ويقول آخر: “إن كان السجود لغير الله شركًا، فإن النبي يعقوب عليه السلام وأبناءه وزوجته رأس المشركين { وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا }[يوسف: 100] صدق الله العظيم.

نعم السجود لغير الله كان جائزًا في شريعة يعقوب عليه السلام، لكنه عند الشيعة نُسخ في شريعة الإسلام، أما عند السنة فما هو دليلهم على النسخ؟ إيتونا بدليل صحيح عندكم بأنه نُسخ !

مع العلم بأن الشرك حرامٌ منذ آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، فلو كان السجود لغير الله شركًا لحُرِّم في كل الشرائع”([2]).

فيقال لهم: غاية ما في كلامكم أن الله إنما أباح نوعًا من أنواع السجود في الشرائع السابقة لا كل أنواع السجود، فغاية ما هنالك أن السجود أنواعٌ كما أن الحب أنواعٌ والخوف أنواعٌ وغير ذلك، فكما أن هناك حبًّا مباحًا كحب الرجل لأهله وأولاده طالما أنه لم يُعِقْه عن طاعة الله، وهناك حبًّا محرمًا كحب المرء لمعصية من المعاصي مع اعتقاد أنها معصية وعدم استحلالها، وهناك حبٌّ شركيٌّ بنص القرآن الكريم قال سبحانه :{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}[البقرة: 165]، فكذلك هناك سجودٌ محرمٌ وهو ما كان على وجه التحية لا العبادة، وهناك سجودٌ شركيٌّ وهو سجود العبادة والتأله، لا أن كل سجودٍ لغير الله يكون محرمًا ولا يكون شركًا كما زعموا.

بل إنه لما نُسخ في شريعتنا سجود التحية- كما دل على ذلك حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له :”لَوْ كُنْتُ آمِرًا بَشَرًا يَسْجُدُ لِبَشَرٍ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا([3])– اختلف الفقهاء فيما بينهم هل بقي هذا التقسيم للسجود إلى تحية وعبادة؛ أم صار من يسجد لغير الله بعد النسخ لا يُتصوَّر منه التحية؛ ولا يكون إلا عبادةً، فمن العلماء من أطلق ورأى أن السجود لغير الله كفرٌ بإطلاق:

قال ابن عابدين رحمه الله: “قال القهستاني: وفي الظهيرية يكفر بالسجدة مطلقًا”([4])، وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: “(أو سجود لصنم أو شمس) أو مخلوق آخر([5]).

وهناك من العلماء من يُفصِّل فيُفرِّق بين أن يكون السجود لتحية وبين أن يكون للعبادة؛ فقد قال الرحيباني: “(ويتجه السجود للحكام والموتى بقصد العبادة كفر) قولًا واحدًا باتفاق المسلمين، (والتحية) لمخلوقٍ بالسجود له (كبيرةٌ) من الكبائر العظام”([6]).

والظاهر-والله أعلم- أن سجود التحية إنما يُتَصوَّر إذا كان هناك عرفٌ دارجٌ بذلك؛ أي أمرًا معتادًا يفعله الناس حين اللقاء، مع كون الفاعل يجهل كون الشرع قد نهى عن السجود لغير الله، وهو يقصد الإكرام لا التقرب، أما أن يعلم أن الشرع نهى عنه ويأتي إليه خاصةً ويسجد له دون غيره؛ فليس هذا من باب التحية بحال، وكذلك لو كان جاهلًا وسجد على جهة التقرب فهو كفرٌ، وإن كان المعيَّن لا يكفر حتى تقام عليه الحجة([7])، وذلك أن السجود عبادة كما سيأتي بيانه.

إذن فعلى أقصى تقديرٍ يكون هناك نوعان للسجود: تحيةٌ، وعبادةٌ، وصرف سجود العبادة لغير الله شركٌ باتفاق، وقد دل القرآن العظيم على أن هناك سجودًا شركيًا، فقد ذكر الله سبحانه في كتابه كفر قوم ملكة سبأ فقال سبحانه:{وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِين}[النمل: 43]، ولم يذكر سبحانه في كتابه سببًا لكفرهم إلا كونهم يسجدون للشمس كما قال سبحانه:{وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} [النمل: 24]، ولعل هذا هو السبب في اتفاق العلماء على أن السجود للصنم، أو الكوكب كفر بإطلاق، وأنه لا يُتصوَّر فيه التحية.

والنقول على ذلك من مذاهب الفقهاء متعاضدة:

قال القاضي عياض رحمه الله: “وكذلك نكفر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر، وإن كان صاحبه مصرحًا بالإسلام مع فعله ذلك الفعل..كالسجود للصنم، وللشمس، والقمر، والصليب، والنار”([8]).

ولعل في ما تراه من نقول دليلٌ واضحٌ على نقض تلك الفرية الأخرى التي افتراها البعض، والبدعة التي اخترعوها، وهي أن صرف العبادة لا يكون شركًا إلا إذا اقترن به اعتقاد ٌخاطئٌ في الربوبية، فكما مر بك لم يُقيّد أحد منهم الأمر بذلك.

وأسوق هاهنا نقلين عن اثنين من العلماء -كل منهما له منزلته عند المخالفين-يصرِّحان بأن تعظيم المخلوق كتعظيم الله: كفرٌ وحده، دون اشتراط اعتقاد الربوبية فيه.

قال النووي رحمه الله: “أو عظَّم صنمًا بالسجود له، أو التقرب إليه بالذبح باسمه، فكل هذا كفرٌ”([9])، وقال ابن حجر الهيتمي: “لو قصد تعظيم مخلوق بالركوع كما يعظّم الله به فإنه لا شك في الكفر حينئذٍ”([10])، والتعظيم عمل قلبيٌّ محضٌ؛ فإذا وصل إلى أن يصرف له ما يصرفه لله فقد ضاهاه بالله، وأشركه مع الله سبحانه، فيكون شركًا في العبادة والعياذ بالله؛ تمامًا كالحب الشركي الذي سبقت الإشارة إليه، وكذلك الخوف الشركي.

وهذا الذي ذكره هذان العالمان هو صريح القرآن؛ قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف:5 – 6]، فجعل الله مجرد دعائهم عبادةً، ولم يذكر اشتراط اعتقادهم الربوبية فيهم.

وقال عز وجل: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}[يس: 60]، فأين اشتراط اعتقاد الربوبية؟.

قال النووي رحمه الله -بعد أن ذكر أمثلةً للأفعال الكفرية ومنها السجود للصنم والشمس-: “قال الإمام: في بعض التعاليق عن شيخي أن الفعل بمجرده لا يكون كفرًا، قال: وهذا زللٌ عظيمٌ من المعلق ذكرته للتنبيه على غلطه، وتحصل الردة بالقول الذي هو كفر، سواء صدر عن اعتقادٍ أو عنادٍ أو استهزاءٍ”([11])، فتأمل كيف جعل إمام الحرمين القول بأن الفعل بمجرده لا يكون كفرًا زللًا وغلطًا، وتقرير النووي له، وهذا الذي أنكراه ينطبق على مقالة هؤلاء إذ لا بد عندهم من اعتقاد الربوبية.

بقيت هاهنا مسألةٌ وهي: السجود للقبر ما الأصل فيه؛ التحية أم العبادة؟

لا ريب أن الأصل فيه هو العبادة لا التحية؛ وقد دل على هذا الأصل أدلة:

أولها: قوله صلى الله عليه وسلم : “اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثنَاً يُعْبدُ([12]).

قال التوربــشتي رحمه الله: “معنى إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود والنصارى صنيعهم هذا([13]) مخرجٌ على وجهين: أحدهما: أنهم كانوا يسجدون لقبور الأنبياء؛ تعظيمًا لهم، والثاني: أنهم كانوا يتحرون الصلاة في مدافن الأنبياء، … وكلا الطريقين غير مرضيةٍ، أما الأولى: فلأنها من الشرك الجلي، وأما الثانية: فلأنها متضمنة معنى الإشراك في عبادة الله؛ حيث أتى بها على صيغة الاشتراك والتبعية للمخلوق.

والدليل على تقرير الوجهين: قوله صلى الله عليه وسلم : (اللهم! لا تجعل قبري وثنًا يعبد؛ اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، والوجه الأول أشبه به([14]).

وقال ابن عبد البر رحمه الله: “فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم لا تجعل قبري وثنًا يصلى إليه ويسجد نحوه ويعبد، فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه وسائر أمته من سوء صنيع الأمم قبله؛ الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم واتخذوها قبلة ومسجدًا، كما صنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها، وذلك الشرك الأكبر([15]).

الدليل الثاني: ما هو معلوم من كتب التفسير وغيرها أن سبب البلاء ووقوع الشرك عبر العصور إنما كان من هذه الجهة- أعني الغلو في قبور الصالحين- كما ورد عن مجاهد في تفسير “اللاتَّ” قال: كان يَلُتّ السويق فمات، فعكفوا على قبره([16]).

الدليل الثالث: أن السجود عبادة بالأساس، والدليل على كونه عبادة أنه شُرع لنا سجدة التلاوة، وسجود الشكر.

فإذا وضح هذا: علمنا لماذا أطلق بعض العلماء القول بكفر من سجد للقبور مطلقًا، وكم كانت نظرتهم صائبة! فمنهم ابن ضويان رحمه الله في شرح الردة التي تكون بالفعل: “(بالفعل: كالسجود للصنم ونحوه) كشمس وقمر وشجر وحجر وقبر، لأنه إشراكٌ بالله تعالى”([17]).

وقبله ابن القيم رحمه الله يقول: “فإن السجود لقبور الأنبياء وعبادتها شركٌ، بل من أعظم الشرك”([18]).

وإذا كان هذا في قبور الأنبياء فكيف بغيرها؟! -فضلًا عن النقول التي فيها تكفير من سجد لمخلوقٍ بإطلاقٍ- وذلك أن معنى التعظيم الزائد وإرادة التقرب واضحٌ تمامًا، حيث دل عليه تخصيصهم به دون غيرهم، والله أعلم.

(1) منتديات تونزياسيات، وهذا رابطها:

https://www.tunisia-sat.com/forums/threads/3152467/page-17

(2) شبكة هجر الثقافية، المنتدى، وهذا رابطها:

http://hajrcom.com/hajrvb/showthread.php?t=402799108

(3) رواه أحمد (21986)، وصححه لغيره الأرناؤوط وغيره.

(4) الدر المختار وحاشية ابن عابدين (6/ 383).

(5) تحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني والعبادي (9/ 91)، وقد أورده في معرض أمثلة الفعل المكفِّر.

(6) مطالب أولي النهى (6/ 278 – 288).

(7)  كتاب الاستغاثة والرد على البكري (1 /411).

(8) الشفا (2/ 611).

(9) روضة الطالبين (10/ 65).

(10) تحفة المحتاج في شرح المنهاج وحواشي الشرواني والعبادي (9/ 91).

(11) روضة الطالبين (10/ 64).

(12) رواه مالك (475)، وصححه الألباني.

(13) أي اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد.

(14) الميسر في شرح مصابيح السنة (1/ 204).

(15) التمهيد (5/ 45).

(16) تفسير الطبري، ت شاكر (22/ 523).

(17) منار السبيل (2/ 405).

(18) إغاثة اللهفان (2/ 286).

التعليقات مغلقة.

جديد سلف

الإباضــــية.. نشأتهم – صفاتهم – أبرز عقائدهم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من الأصول المقرَّرة في مذهب السلف التحذيرُ من أهل البدع، وذلك ببيان بدعتهم والرد عليهم بالحجة والبرهان. ومن هذه الفرق الخوارج؛ الذين خرجوا على الأمة بالسيف وكفَّروا عموم المسلمين؛ فالفتنة بهم أشدّ، لما عندهم من الزهد والعبادة، وزعمهم رفع راية الجهاد، وفوق ذلك هم ليسوا مجرد فرقة كلامية، […]

دعوى أن الخلاف بين الأشاعرة وأهل الحديث لفظي وقريب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: يعتمِد بعض الأشاعرة المعاصرين بشكلٍ رئيس على التصريحات الدعائية التي يجذبون بها طلاب العلم إلى مذهبهم، كأن يقال: مذهب الأشاعرة هو مذهب جمهور العلماء من شراح كتب الحديث وأئمة المذاهب وعلماء اللغة والتفسير، ثم يبدؤون بعدِّ أسماء غير المتكلِّمين -كالنووي وابن حجر والقرطبي وابن دقيق العيد والسيوطي وغيرهم- […]

التداخل العقدي بين الفرق المنحرفة (الأثر النصراني على الصوفية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: بدأ التصوُّف الإسلامي حركة زهدية، ولجأ إليه جماعة من المسلمين تاركين ملذات الدنيا؛ سعيًا للفوز بالجنة، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تطور وأصبح نظامًا له اتجاهاتٌ عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية. ومن مظاهر الزهد الإكثار من الصوم والتقشّف في المأكل والملبس، ونبذ ملذات الحياة، إلا أن الزهد […]

فقه النبوءات والتبشير عند الملِمّات

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: منَ الملاحَظ أنه عند نزول المصائب الكبرى بالمسلمين يفزع كثير من الناس للحديث عن أشراط الساعة، والتنبّؤ بأحداث المستقبَل، ومحاولة تنزيل ما جاء في النصوص عن أحداث نهاية العالم وملاحم آخر الزمان وظهور المسلمين على عدوّهم من اليهود والنصارى على وقائع بعينها معاصرة أو متوقَّعة في القريب، وربما […]

كيف أحبَّ المغاربةُ السلفيةَ؟ وشيء من أثرها في استقلال المغرب

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدّمة المعلِّق في كتابِ (الحركات الاستقلاليَّة في المغرب) الذي ألَّفه الشيخ علَّال الفاسي رحمه الله كان هذا المقال الذي يُطلِعنا فيه علَّالٌ على شيءٍ من الصراع الذي جرى في العمل على استقلال بلاد المغرب عنِ الاسِتعمارَين الفرنسيِّ والإسبانيِّ، ولا شكَّ أن القصةَ في هذا المقال غيرُ كاملة، ولكنها […]

التوازن بين الأسباب والتوكّل “سرّ تحقيق النجاح وتعزيز الإيمان”

توطئة: إن الحياةَ مليئة بالتحدِّيات والصعوبات التي تتطلَّب منا اتخاذَ القرارات والعمل بجدّ لتحقيق النجاح في مختلِف مجالات الحياة. وفي هذا السياق يأتي دورُ التوازن بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله كمفتاح رئيس لتحقيق النجاح وتعزيز الإيمان. إن الأخذ بالأسباب يعني اتخاذ الخطوات اللازمة والعمل بجدية واجتهاد لتحقيق الأهداف والأمنيات. فالشخص الناجح هو من يعمل […]

الانتقادات الموجَّهة للخطاب السلفي المناهض للقبورية (مناقشة نقدية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: ينعمُ كثير من المسلمين في زماننا بفكرٍ دينيٍّ متحرِّر من أغلال القبورية والخرافة، وما ذاك إلا من ثمار دعوة الإصلاح السلفيّ التي تهتمُّ بالدرجة الأولى بالتأكيد على أهمية التوحيد وخطورة الشرك وبيان مداخِله إلى عقائد المسلمين. وبدلًا من تأييد الدعوة الإصلاحية في نضالها ضدّ الشرك والخرافة سلك بعض […]

كما كتب على الذين من قبلكم (الصوم قبل الإسلام)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: مما هو متَّفق عليه بين المسلمين أن التشريع حقٌّ خالص محض لله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، فالتشريع والتحليل والتحريم بيد الله سبحانه وتعالى الذي إليه الأمر كله؛ فهو الذي شرَّع الصيام في هذا الشهر خاصَّة وفضَّله على غيره من الشهور، وهو الذي حرَّم […]

مفهوم العبادة في النّصوص الشرعيّة.. والردّ على تشغيبات دعاة القبور

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لا يَخفَى على مسلم أنَّ العبادة مقصَد عظيم من مقاصد الشريعة، ولأجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، وكانت فيصلًا بين الشّرك والتوحيد، وكل دلائل الدّين غايتها أن يَعبد الإنسان ربه طوعًا، وما عادت الرسل قومها على شيء مثل ما عادتهم على الإشراك بالله في عبادتِه، بل غالب كفر البشرية […]

تحديد ضابط العبادة والشرك والجواب عن بعض الإشكالات المعاصرة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة لقد أمر اللهُ تبارك وتعالى عبادَه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، ومدار العبادة في اللغة والشرع على التذلُّل والخضوع والانقياد. يقال: طريق معبَّد، وبعير معبَّد، أي: مذلَّل. يقول الراغب الأصفهاني مقررًا المعنى: “العبودية: إظهار التذلّل، والعبادة أبلغُ منها؛ […]

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.. بين أهل السنة والصوفية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر المدقّق في الفكر الصوفي يجد أن من أخطر ما قامت عليه العقيدة الصوفية إهدار مصادر الاستدلال والتلقي، فقد أخذوا من كل ملة ونحلة، ولم يلتزموا الكتاب والسنة، حتى قال فيهم الشيخ عبد الرحمن الوكيل وهو الخبير بهم: “إن التصوف … قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع […]

دعوى أن الحنابلة بعد القاضي أبي يعلى وقبل ابن تيمية كانوا مفوضة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة إن عهدَ القاضي أبي يعلى رحمه الله -ومن تبِع طريقته كابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهما- كان بداية ولوج الحنابلة إلى الطريقة الكلامية، فقد تأثَّر القاضي أبو يعلى بأبي بكر الباقلاني الأشعريّ آخذًا آراءه من أبي محمد الأصبهاني المعروف بابن اللبان، وهو تلميذ الباقلاني، فحاول أبو يعلى التوفيق بين مذهب […]

درء الإشكال عن حديث «لولا حواء لم تخن أنثى»

  تمهيد: معارضة القرآن، معارضة العقل، التنقّص من النبي صلى الله عليه وسلم، التنقص من النساء، عبارات تجدها كثيرا في الكتب التي تهاجم السنة النبوية وتنكر على المسلمين تمسُّكَهم بأقوال نبيهم وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم، فتجدهم عند ردِّ السنة وبيان عدم حجّيَّتها أو حتى إنكار صحّة المرويات التي دوَّنها الصحابة ومن بعدهم يتكئون […]

(وقالوا نحن ابناء الله ) الأصول والعوامل المكوّنة للأخلاق اليهودية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا يكاد يخفى أثر العقيدة على الأخلاق وأثر الفكر على السلوك إلا على من أغمض عينيه دون وهج الشمس منكرًا ضوءه، فهل ثمّة أصول انطلقت منها الأخلاق اليهودية التي يستشنعها البشر أجمع ويستغرب منها ذوو الفطر السليمة؟! كان هذا هو السؤال المتبادر إلى الذهن عند عرض الأخلاق اليهودية […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017