الخميس - 15 محرّم 1447 هـ - 10 يوليو 2025 م

مشاهد وقباب آل البيت في بلاد الشام .. بين الحقيقة والخرافة

A A

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة

مقدمة:

الناظر في تاريخ بناء المشاهد والقباب في العالم الإسلامي يدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الذي ساعد على نشر هذه البدعة السياسيون من أتباع المذاهب الباطنية التي تزعم الانتساب للتشيع لآل البيت، فالقرامطة والبويهيون والحمدانيون أول من بدأ ببناء الأضرحة كمزارات مقدّسة كالضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب؛ وذلك لاستقطاب العناصر الشيعية من أبناء الدولة لمناصرتها، بخاصة أن عددًا من هذه المزارات تنشئها الدول بعد ضعفها.

كما فعل العبيديون في إنشاء ضريح للحسين سنة 550هــ، أي: بعد خمس مئة سنة من موته لما ضعفت دولتهم؛ لاجتذاب قلوب المصريين المحبين لآل البيت، مع أنه لا يوجد في ذلك المكان أي أثر للحسين رضي الله عنه، بل الأمر محض كذب وافتراء، لكنهم زعموا للجهلة أن بطن الأرض للأولياء مثل البحر للسمك، وأن الحسين سبح في باطن الأرض كما تسبح السمكة في البحر إلى أن استقر في هذا المكان.

إذن فدعم الفكر القبوري في جميع العالم الإسلامي إستراتيجية سياسية بدأت بها الدعوة الباطنية، ثم اقتنعت بها القوى السياسية التي ليس لها مؤهلات للبقاء، واعتمدت عليها في إخضاع الشعوب طيلة التاريخ السياسي للمسلمين([1]).

وفي وقتنا الراهن نجد أن الصفويّين حيثما حكموا يبنون إستراتيجيتَهم التوسُّعية على هذه الحقيقة، فبوّابتهم التوسُّعيّة داخل العالم الإسلامي لن تكون إلا عن طريق هذه المشاهد والقباب المزعومة المنتشرة في العالم الإسلامي؛ ولذا كثرت المشاهد والقباب لا سيما المنسوبة لآل البيت في العالم الإسلامي، وتم دعمها من إيران، بل ومن أمريكا بحجة مجابهة المدّ السلفي.

وظهر هذا جليًّا في الكثير من المشاهد والقباب المنسوبة لآل البيت في بلاد الشام والتي اعتبرتها إيران إرثًا شيعيًّا خالصًا، وجعلت منها مطيّة وحجّة مذهبية أمام الميليشيات الشيعية للتدخّل العسكري إلى جانب النظام السوري الساقط الذي كان يقوم عليه العلويون.

ونحن في مركز سلف للبحوث والدراسات سنكشف حقيقة هذه القبور المنسوبة لآل البيت في بلاد الشام من خلال دراسة لأهم هذه المقامات في أهم مدن الشام.

 

مركز سلف للبحوث والدراسات

 

 

أولًا: المشاهد المزعومة لآل البيت بمدينة دمشق:

تعتبر دمشق أكثر المدن أهمية لدى الشيعة بعد كربلاء، ففيها رأس الحسين ومقامات زينب ورقية، ومقبرة باب الصغير التي تضمُّ رفات أشخاص من آل البيت، ووصفها الكاتب العراقي الشيعي أحمد المالكي بـ “مدينة سبايا آل بيت النبوة”([2]).

1- مشهد الحسين رضي الله عنه:

أما جسد الحسين فقد دفن بكربلاء في موضع قَتلِه رضي الله عنه، قال شيخ الإسلام بن تيمية: “وَقَدْ دُفِنَ بَدَنُ الْحُسَيْنِ بِمَكَانِ مَصْرَعِهِ بِكَرْبَلَاءَ وَلَمْ يُنْبَشْ وَلَمْ يُمَثَّلْ بِهِ”([3]).

وقال أيضًا: “لَمْ يُعْرَفْ قَطُّ أَنَّ أَحَدًا -لَا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَلَا مِنْ الشِّيعَةِ- كَانَ يَنْتَابُ نَاحِيَةَ عَسْقَلَانَ لِأَجْلِ رَأْسِ الْحُسَيْنِ، وَلَا يَزُورُونَهُ وَلَا يَأْتُونَهُ، كَمَا أَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَنْتَابُونَ الْأَمَاكِنَ الَّتِي تُضَافُ إلَى الرَّأْسِ فِي هَذَا الْوَقْتِ كَمَوْضِعِ بِحَلَبِ. فَإِذَا كَانَتْ تِلْكَ الْبِقَاعُ لَمْ يَكُنْ النَّاسُ يَنْتَابُونَهَا وَلَا يَقْصِدُونَهَا وَإِنَّمَا كَانُوا يَنْتَابُونَ كَرْبَلَاءَ لِأَنَّ الْبَدَنَ هُنَاكَ كَانَ هَذَا دَلِيلًا عَلَى أَنَّ النَّاسَ فِيمَا مَضَى لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ أَنَّ الرَّأْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْبِقَاعِ، وَلَكِنَّ الَّذِي عَرَفُوهُ وَاعْتَقَدُوهُ هُوَ وُجُودُ الْبَدَنِ بِكَرْبَلَاءَ حَتَّى كَانُوا يَنْتَابُونَهُ فِي زَمَنِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ، حَتَّى إنَّ فِي مَسَائِلِهِ مَسَائِلَ فِيمَا يُفْعَلُ عِنْدَ قَبْرِهِ، ذَكَرَهَا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ فِي جَامِعِهِ الْكَبِيرِ فِي زِيَارَةِ الْمُشَاهِدِ. وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَرَوْنَ مَوْضِعَ الرَّأْسِ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْبِقَاعِ غَيْرَ الْمَدِينَةِ”([4]).

إذًا فالحسين السبط رضي الله عنه دفن حيث استشهد بكربلاء، واختلف في موضع الرأس؛ ومنشأ الاختلاف في موضع رأس الحسين رضي الله عنه عند عامة الناس إنما هو ناتج عن تلك المشاهد المنتشرة في ديار المسلمين -التي أقيمت في عصور التخلف الفكري والعقدي- وكلها تدعي وجود رأس الحسين! ثم إن الجهل بموضع رأس الحسين جعل كل طائفة تنتصر لرأيها في ادعاء وجود الرأس عندها([5]).

والأماكن التي ذكر أن رأس الحسين مقبور بها ست مدن؛ هي: دمشق، الرقة، عسقلان، القاهرة، كربلاء، المدينة.

والذي سنناقشه من هذه المواضع موطن دفن الرأس بدمشق، فنقول:

ذكر إبراهيم بن محمد البيهقي (ت نحو 329هـ) -بدون سند- أن يزيد أمر بغسل الرأس وجعله في حرير، وضرب عليه خيمة، ووكل به خمسين رجلًا([6]).

وقال ابن كثير: “وَأَمَّا رَأْسُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَالْمَشْهُورُ بَيْنَ أَهْلِ التَّارِيخِ وَعُلَمَاءِ السِّيَرِ أَنَّهُ بَعَثَ بِهِ ابْنُ زِيَادٍ إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ، وَعِنْدِي أَنَّ الْأَوَّلَ أَشْهَرُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ اخْتَلَفُوا بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْمَكَانَ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ الرَّأْسُ؛ فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ يَزِيدَ بَعَثَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ نَائِبِ الْمَدِينَةِ فَدَفَنَهُ عِنْدَ أُمِّهِ بِالْبَقِيعِ. وَذَكَرَ ابْنُ أبي الدُّنْيَا مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ صَالِحٍ -وَهُمَا ضَعِيفَانِ- أَنَّ الرَّأْسَ لَمْ يَزَلْ فِي خِزَانَةِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ، فَأُخِذَ مِنْ خِزَانَتِهِ، فَكُفِّنَ وَدُفِنَ دَاخِلَ بَابِ الْفَرَادِيسِ مِنْ مَدِينَةِ دِمَشْقَ. قُلْتُ: وَيُعْرَفُ مَكَانُهُ بِمَسْجِدِ الرَّأْسِ الْيَوْمَ دَاخِلَ بَابِ الْفَرَادِيسِ الثَّانِي”([7]).

وقد ذكر النعيمي من مساجد دمشق: “مسجد الرأس، ويقال بأن فيه رأس الحسين رضي الله عنه”([8]).

وأما ابن عساكر فقد ساق بإسناده عن ريا حاضنة يزيد بن معاوية: أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان، فبعث فجيء به فبقي عظمًا، فطيبه وكفّنه، فلما وصلت المسودة (أي: العباسيين) سألوا عن موضع الرأس ونبشوه، فالله أعلم ما صُنع به، وَذَكَرَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ بَقِيَتْ بَعْدَ دَوْلَةِ بَنِي أُمَيَّةَ وَقَدْ جَاوَزَتِ الْمِائَةَ سَنَةٍ. فَاللَّهُ أَعْلَمُ([9]).

قال الذهبي معقبًا على هذه القصة: “وهي قوية الإسناد”([10]).

ويبدو أن الذهبي لم يتراجع عن تقويته لإسناد هذه القصة كما نقله عنه تلميذه ابن أيبك الصفدي([11]).

ولكن عند النظر في إسناد هذه القصة نجد أن ابن عساكر قد جاء بهذه القصة أثناء ترجمة ريا حاضنة يزيد، واعتمد في إسناده على طريق واحد فقط وهو: أحمد بن محمد بن حمزة الحضرمي، عن أبيه، عن جده، عن أبي حمزة بن يزيد الحضرمي([12]).

وسند ابن عساكر هذا سند ضعيف، ولا أعلم على أي شيء اعتمد الذهبي في تقويته لهذا السند! مع أنه سوف يضعف -كما سنرى- الراوي، فالراوي أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي البتلهي ضعيف([13]).

قال ابن حبان عن والده محمد بن يحيى: ثقة في نفسه، ويُتّقى حديثه ما روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأخوه عبيد، فإنهما يُدخلان عليه كلَّ شيء([14]).

وهذه القصة من رواية ابنه أحمد، فهو مما يتَّقى ويُترك.

وقال عنه الذهبي: “له مناكير، وقال أبو أحمد الحاكم: فيه نظر”([15]). ثم إن جد أبيه ابن يزيد الحضرمي لم أعثر له على ترجمة.

هذا من جهة السند، وأما بالنسبة للمتن فإن هذه الرواية يبدو فيها الكذب واضحًا، وفي سياقها نكاره ظاهرة حيث مخالفتها للروايات الصحيحة التي تؤكد حسن معاملة يزيد لأبناء الحسين وأسرته.

ثم إن في المتن نزعة رافضيّة واضحة حيث ورد في الرواية: “ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له -أي: يزيد-” لقد أمكنك الله من عدو الله وابن عدو أبيك، فاقتل هذا الغلام -أي: علي بن الحسين-… فاقطع أصل هذا البيت”([16]).

وأخيرًا فإن راوية القصة ريا هذه ذكرها ابن عساكر ولم يذكر فيها جرحًا ولا تعديلًا، وتكون بذلك مجهولة الحال.

وبهذا تكون رواية ابن عساكر التي قواها الذهبي روايةً ساقطةً لا يُعتمد عليها بأي حال من الأحوال.

وقد أورد الذهبي بإسناده عن أبي كريب قال: “كُنْتُ فِيْمَنْ تَوثَّبَ عَلَى الوَلِيْدِ بنِ يَزِيْدَ بِدِمَشْقَ، فَأَخذْتُ سَفَطًا، وَقُلْتُ: فِيْهِ غَنَائِي، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَخَرَجتُ بِهِ مِنْ بَابِ تُوْمَا. قَالَ: فَفَتَحْتُهُ، فَإِذَا فِيْهِ رَأْسٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: هَذَا رَأْسُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ، فَحَفَرْتُ لَهُ بِسَيْفِي، فَدَفَنْتُهُ”([17]).

وهي رواية ضعيفة جدًّا، وفي سند هذه الحكاية من لم أعثر لهم على ترجمة.

ومن ناحية أخرى نقول: ما فائدةُ يزيد من احتفاظه برأس الحسين وجعله في خزائن سلاحه؟!

2- مقام السيدة زينب الكبرى:

هي زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت الحسن والحسين سيدَي شباب أهل الجنة، وشقيقة أم كلثوم زوجة عمر الفاروق رضي الله عنهما، جدها نبيٌّ صلى الله عليه وسلم، وأبوها خليفة، وأخوها خليفة، وأختها زوجة خليفة، فهي سليلة بيت النبوة والشرف والمجد([18]).

درج النسّابون على إطلاق وصف الكبرى على زينب الكبرى تمييزًا لها عن أختها غير الشقيقة زينب الصغرى المولودة من أمّ ولد، ونسب بعض المتأخرين إلى زينب الكبرى عدة ألقاب، وأشهرها وأقدمها لقب: “العقيلة”([19]).

تحقيق بطلان المشهد المنسوب لزينب الكبرى في بلاد الشام:

الذي عليه أهل التحقيق أن هذا القبر حادثٌ وغير معروف لمدّة سبعة قرون، ومن الأدلة التي تدل على بطلان نسبة هذا القبر لزينب الكبرى ما يلي:

الدليل الأول: أن أول من تحدّث عن المشهد الموجود بقرية راوية هو ابن عساكر الدمشقي حيث يقول: “مسجد راوية مستجَدٌّ على قبر أم كلثوم، وأم كلثوم هذه ليست بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي كانت عند عثمان؛ لأن تلك ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودفنت بالمدينة، ولا هي أم كلثوم بنت علي من فاطمة التي تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ لأنها ماتت هي وابنها زيد بن عمر بالمدينة في يوم واحد وُدفنا بالبقيع، وإنما هي امرأة من أهل البيت سميت بهذا الاسم، ولا يُحفظ نسبها، ومسجدها مسجدٌ بناه رجل قرقوبي من أهل حلب”([20]).

وهذا النص هو أقدم نص كتب عن هذا المسجد، وكلّ من ذكر هذا الكلام بعد ابن عساكر إنما نقله عنه، فيظهر أن نشأة هذا المشهد كانت في القرن السادس، ولم يكن هذا المشهد ينسَب في أول أمره إلى أم كلثوم الكبرى رضي الله عنها، ولا إلى زينب الكبرى رضي الله عنها، بل إن المدفونة في هذا المشهد لم تكن امرأة مشهورةً أصلا، بدليل أن نسبها كان غير محفوظ، والظاهر أنها امرأة متأخِّرة زمانًا، وإلا لو كانت من المتقدّمين لسهل حفظ نسبها([21]).

وهذا النص يدلّ على أن سكان دمشق وعلماءها في القرن السادس لم يكن يُتداول بينهم أن هذا القبر لامرأة من الصحابة أصلًا، غير أن أمر هذا المرقد تطوَّر بعد وقت قصير من ظهوره، فبعد عشرين سنة من كتابة ابن عساكر لتاريخه صار هذا المشهد ينسَب إلى أم كلثوم بنت فاطمة رضي الله عنها التي يُدّعى أنها زينب الصغرى([22])، وهذا ما صرّح به الرحالة ابن جبير الذي دخل دمشق سنة 580هــ([23]).

الدليل الثاني: نسبة هذا القبر إلى زينب الكبرى لم تشتهر كثيرًا، بدليل أن كثيرًا من علماء دمشق ومؤرخيها في القرن الثامن والتاسع تتابعوا على استعمال التسمية المبهمة لهذا القبر، فكانوا يطلقون عليه: “قبر الست”، دون تعيين المراد منها، كما صنع المؤرخ الدمشقي صلاح الدين الصفدي (764هـ) حين عيّن موضع وفاة الأمير بهادر فقال: “ودفن بقبر الست ظاهر دمشق”([24]).

وهذا الفقيه الدمشقي إسماعيل العجلوني (1162هــ) تلميذ عبد الغني النابلسي، في رسالته “عرف الزرنب والزينب بترجمة سيدي مدرك والسيدة زينب” يعزو القول بدفن زينب الكبرى في قرية راوية إلى الشهرة قائلًا: “اشتهر أن السيدة زينب بنت الإمام علي من فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين مدفونة في قرية من أرض غوطة دمشق الشام تسمى الآن بالست؛ لدفن السيدة المذكورة فيها على ما اشتهر بين الأنام”([25])، لكنه حين بلغ الكلام عن نسبة هذا القبر إلى زينب صرح بعدم وجود أصل له فقال: “وأما كون المدفونة في قرية راوية وهي المعروفة الآن بقبر الست وبالست هي زينب الكبرى بنت فاطمة من علي رضي الله عنه لم أر له مستندًا تنشرح له الصدور”([26]).

الدليل الثالث: أن القول بدفن زينب الكبرى في بلاد الشام لم يظهر عند الإمامية إلا في القرن الثالث عشر الهجري.

بل إن أكثر علماء الإمامية كانوا يُرجحون القبر المصري على الشامي، ويدل على ذلك قول هاشم معروف: “يبدو بعد التتبع أن القائلين بأنها توفيت في مصر وُدفنت فيها، أكثر من القائلين بأن المرقد الموجود في ضاحية الشام هو مرقدها”([27]).

كما أن قرية راوية كانت إلى زمن قريب خالية غير معمورة، يدل على ذلك أن المرجع الإمامي محمد الشيرازي ذكر أنه زار قبر دمشق قبل أربع وأربعين سنة، وقال: “ولبثنا بضعة أيام في دمشق، وكانت زيارتنا الأولى للسيدة زينب، وكانت بقعتها في منطقة لا شيء فيها من الأبنية”([28]).

وهذه الزيارة كانت سنة 1375هــ، ففي هذا الوقت لم يشتهر عند الإمامية أن زينب مدفونة في هذه البقعة، وإلا لقاموا بعمارتها كما صنعوا مع كثير من قبور أولاد الأئمة([29]).

الدليل الرابع: خلو كتب التواريخ والخطط المختصة بالشام من ذكر وفاة زينب بالشام.

فهذا أبو القاسم بن عساكر مؤرخ دمشق قد ذكر عشرات الصحابة الذين دخلوا دمشق، ومنهم زينب الكبرى، ولم ينص على وفاتها في دمشق، فدل ذلك على خلو سائر الكتب المصنفة في تاريخ دمشق والشام وخططها والتي اعتمد عليها ابن عساكر من ذكر وفاة زينب بالشام، ومن المعلوم أن ابن عساكر قد وقف على عدة كتب مفردة في تاريخ الشام وخططها، ولو مر عليه في أحدها أن زينب ماتت في دمشق لذكره ولو كان ذلك ضعيفًا، فكيف وهو لم يذكر من ذلك شيئا؟! وهذا من أقوى الأدلة على بطلان هذا القبر المنسوب لزينب الكبرى، فقد احتج بنظير هذا أهل العلم، فعندما ظهر قبر يُنسب لملكة من ذرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المائة السابعة في دمشق بيَّن العلماء بطلانه لعدم نص أحد من مؤرخي دمشق على ذلك، يقول الشيخ أبو الحسن علاء الدين بن العطار الدمشقي (724هـ) جوابا عن سؤال عن ضريح ملكة: “أما الضريح المذكور فهو باطل مُحَدث لا أصل له، أُحدث لأغراض فاسدة في المائة السابعة، ولم يذكره الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في قبور دمشق ولا غيره”([30]).

الدليل الخامس: خلو كتب الزيارات والمشاهد في التراث الإمامي من تعيين قبر زينب رضي الله عنها.

وقد صرح بعض علماء الإمامية بهذه الحقيقة، يقول محمد جواد مغنية: “يلاحظ أن علماءنا الذين عليهم الاعتماد -كالكليني والصدوق والمفيد والطوسي والحلي- لم يتعرّضوا لمكان قبرها”([31]).

ويقول محمد الهنداوي: “والأغرب من كل ذلك هو عدم ورود شيء من الأئمة من أهل البيت في وفاة العقيلة، ولم نسمع أن أحدا من أصحابهم سألهم عن ذلك”([32]).

وحكى عباس الكاشاني (1431هـ)، في كتابه “مصابيح الجنان”، الاختلاف في موضع قبر زينب الكبرى ولم يجزم بترجيح مكانه([33]).

الدليل السادس: أن الأظهر أنها مدفونة في المدينة حيث عاشت وماتت رضي الله عنها وعن أبيها وأمها.

قال الشيخ محمد بخيت المطيعي -مفتي الديار المصرية في عصره- رحمه الله: “جزم كلّ من ابن الأثير في تاريخه([34]) والطبري([35]) وما بعدهما بأن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنه وأخت الحسين رضي الله عنه قد عادت مع نساء الحسين أخيها ومع أخوات الحسين بعد مقتله إلى المدينة.. ولا عبرة بمن يشذ عنهما -أي: الطبري وابن الأثير-.. وعليه: فلا مدفن لها في مصر، ولا جامع، ولا مشهد”([36]).

وجاء في منتدى بوابة التصوف: في شعبان عام (1351هـ) الموافق ديسمبر (1932م) وَجَّهَ السيد محمد توفيق الموظف بوزارة الداخلية المصرية على صفحات مجلة «الإسلام» استفتاءً إلى دار الإفتاء الرسمية بمصر، وكان مفتيها وقتئذ صاحب الفضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعي رحمه الله، يسأل: هل دُفِنَتْ السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب بمصر أم لا؟ بسبب ما شوش به المتمسلفة النواصب.

فأجاب فضيلة المفتي رحمه الله بما ذكره علي مبارك، ثم ما ذكره الصبان والجَبَرْتِيُّ والشعراني والعدوي رحمهم الله جميعًا، ثم عرج على ما ذكره ابن الأثير والطبري وابن جبير والسَّخَاوِي.

ثم خرج بأن المعوَّل عليه هو ما رواه ابن جُبَيْرٍ من أن المدفونة بمصر من الزينبات هي: زينب بنت يحيى بن زيد بن علي بن الحسين، وليست زينب بنت علي أخت الحسين.

ثم قال: وأمَّا قول من قال: إنَّها زينب بنت علي فمحمول على أنها بنتُه فعلًا، ولكن بالواسطة لا بالمباشرة، ولا شك أن في هذا المشهد بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [انتهى باختصار]([37]).

وقال الأستاذ فتحي حافظ الحديدي: “آخر ما سجله قدامى المؤرخين عن السيدة زينب بنت السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي بن أبي طالب هو ما أورده المؤرخ الحافظ ابن عساكر في كتابه الموسوعي (تاريخ دمشق) بأن الخليفة الأموي يزيد بن معاوية أمر نعمان بن بشر بترحيل السيدة زينب ورفاقها من الشام إلى الحجاز، ويبعث معهم رجلًا من أهل الشام أمينًا صالحًا في خيل وأعوان، فيسير بهم إلى المدينة المنورة، وقد دفنت بها، كما هو ثابت في التاريخ، وفي الواقع الحالي هناك”([38]).

ونصّ ما أورده ابن عساكر رحمه الله: “قال يزيد بن معاوية: يا نعمان بن بشير، جهّزْهم بما يُصلحهم، وابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا، وابعث معه خيلا وأعوانا، يسير بهم إلى المدينة. ثم أمر بالنسوة أن ينزلن في دارٍ على حدة، معهن أخوهن علي بن الحسين في الدار التي هو فيها. قال: فخرجن، حتى دخلن دار زيد، فلم يبق من آل معاوية امرأة إلا استقبلتهن تبكي وتنوح على الحسين، فأقاموا عليه المناحة ثلاثا”([39]).

وقال ابن الأثير رحمه الله: “ولما أراد أن يسيرهم إلى المدينة أمر يزيدُ النعمانَ بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم، ويسير معهم رجلا أمينا من أهل الشام، ومعه خيل يسير بهم إلى المدينة، ودعا عليًّا [ابن الحسين] ليودعه، وقال له: لعن الله ابن مرجانة [أي: عبيد الله بن زياد] أما والله لو أني صاحبه [أي: الحسين] ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، ولو بهلاك بعض ولدي، ولكن قضى الله ما رأيت… وأوصى بهم هذا الرسول، فخرج بهم، فكان يسايرهم ليلا، فيكونون أمامه بحيث لا يفوتون طرفه، فإذا نزلوا تنحى عنهم هو وأصحابه، فكانوا حولهم كهيئة الحرس، وكان يسألهم عن حاجتهم، ويلطف بهم حتى دخلوا المدينة.

فقالت فاطمة بنت علي لأختها زينب: لقد أحسن هذا الرجل إلينا، فهل لك أن نصله بشيء؟ فقالت: والله ما معنا ما نصله به إلا حُلينا، فأخرجتا سوارين ودملجين لهما، فبعثتا بها إليه، واعتذرتا. فرد الجميع وقال: لو كان الذي صنعت للدنيا لكان في هذا ما يرضيني، ولكن والله ما فعلته إلا لله، ولِقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم”([40]).

وإذا كانت زينب رضي الله عنها قد سارت إلى المدينة، فما الذي يدعوها للعودة للشام وفيها خصمها يزيد؟!

3- مقام رقية بنت الحسين:

يقع مقام رقية على بعد 100 متر تقريبًا من المسجد الأموي، في حي العمارة في دمشق القديمة، جدّد على مراحل عدّة كان آخرها عام 1985م، حيث أعيد بناؤه بطراز فارسي من الحجر الملبَّس بورق الذهب والعاج والمرمر، وتوسع ليشغل مساحة أربعة آلاف متر مربع([41]).

هل للإمام الحسين بنت اسمها رقية؟

لم تذكر المصادر القديمة والمعتبرة عند أهل السنة أو الشيعة التي أحصت أولاد الإمام الحسين رضي الله عنه بنتًا للإمام اسمها رقية، بل ذكرت ابنتين له تُدعيان: فاطمة وسكينة، وذكر بعضٌ منها بنتًا ثالثة اسمها: زينب.

قال ابن الجوزي: “أَوْلَادُ الحُسَيْنِ ستةٌ، وهم: عَلِيٌّ الأَكْبَرُ (وهُو الَّذِي قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ بِكَرْبَلَاءَ)، وَعَلِيٌّ الأَصْغَرُ (وهُو عَلِيٌّ زِينُ العَابِدينَ، وَذُرِّيَتُهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ)، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللهِ، وَفَاطِمَةُ، وَسُكَيْنَةُ”([42]).

وقال الذهبي: “فَأَولاَدُ الحُسَيْنِ هُمْ: عَلِيٌّ الأَكْبَرُ الَّذِي قُتِلَ مَعَ أَبِيْهِ، وَعَلِيٌّ زِينُ العَابِديْنَ، وَذُرِّيَتُهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللهِ، وَلَمْ يُعْقِبَا”([43]).

وقال النووي: “وللحسين رضى الله عنه أولاد: علي الأكبر، وعلي الأصغر، وفاطمة، وسكينة، رضي الله عنهم. روينا في تاريخ دمشق أن سكينة اسمها أميمة، وقيل: أمينة، وقيل: آمنة، قدمت دمشق مع أهلها، ثم خرجت إلى المدينة، ويقال: عادت إلى دمشق، وأن قبرها بها، والصحيح وقول الأكثرين أنها توفيت بالمدينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائة، وكانت من سيدات النساء، وأهل الجود والفضل، رضي الله عنها وعن آبائها”([44]).

ويقول محمد الريشهري -من علماء الشيعة-: “هناك ملاحظات فيما يتعلق بانتساب بنت تدعى رقية إلـى الإمام الحسين (ع)، وكذا في كيفية وفاتها في الشام، وفي المرقد المنسوب إليها أيضًا… لم تذكر المصادر القديمة والمعتبرة التي أحصت أولاد الإمام الحسين (ع) بنتًا للإمام اسمها رقية، بل ذكرت ابنتين له تُدعيان فاطمة وسكينة، وذكر بعضٌ منها بنتًا ثالثة اسمها زينب، وحتى العلامة المجلسي في (بحار الأنوار) والمحدث الجليل المعاصر الشيخ عباس القمّي في مؤلفاته لم يشيرا إلى اسم رقية باعتبارها ابنة للإمام (ع)، وذكر ابن طلحة (ت 654ه) في كتاب (مطالب السؤول‌) أن عدد أولاد الإمام الحسين (ع) يبلغ عشرة: ستة أبناء وأربع بنات، ولم يذكر خلال التعريف بالبنات سوى أسماء ثلاثة، هن: فاطمة وسكينة وزينب، وقد نقل مؤلف (كشف الغمّة) هذه المعلومة نفسها من (مطالب السؤول).

وفي حدود ما تدل عليه دراستنا فإن الشخص الوحيد الذي ذكر للإمام الحسين (ع) أسماء أربع بنات هو النسابة المعروف في القرن السادس ابن فندق البيهقي (ت 565ه)، حيث أورد في (لباب الأنساب) أسماء بناته كالتالي:

1- فاطمة، أمها أم إسحاق بنت طلحة.

2- سكينة، أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي.

3- زينب -ماتت صغيرة- أمها شهربانو بنت يزدجرد.

4- أم كلثوم -ماتت صغيرة- أمها شهربانو بنت يزدجرد.

وكما نلاحظ فإنه لم يذكر رقية خلال إحصائه لبنات الإمام (ع)، رغم أنه ذكر أنّ عددهن يبلغ أربعًا، ولكنه يكتب في بيانه للأولاد الذين تبقوا من ذرية الإمام قائلًا: ولم يبق من أولاده -يعني الحسين (ع)- إلا زين العابدين (ع) وفاطمة وسكينة رقية”([45]).

أما باقي علماء الشيعة فيكاد يكون الإجماع من مؤرخيهم على أن أولاد الحسين ثلاثة فقط: سكينة وفاطمة وزينب([46]).

وعلى هذا فإذا لم يكن للإمام الحسين رضي الله عنه بنتٌ تسمّى رقية، فهذا القبر المنسوب لها في دمشق مكذوب لا شكَّ في ذلك.

4- مقام السيدة سكينة بنت الحسين:

يقول الكاتب العراقي أحمد المالكي: إن المستندات والوثائق السورية التي تعود لزمن الاحتلال الفرنسي لسوريا للعام 1938م تذكر أن في داريا يوجد قبر لسيدة تدعى: سكينة، وتوارث أهل داريا خبر وجود “القبر الشريف” وتباركوا فيه، مؤكدًا أنه يعود لسكينة بنت علي بن أبي طالب، لكننا شدّدنا على عبارة “مزعوم” كونَ معظم أهالي داريا نفوا علمهم بالمقام، واعتبروا وجوده فبركة إيرانية خالصة.

وبحسب مصادرنا التي استقيناها من أهالي داريا ومثقفيها فإن المقام الذي بدأ إنشاؤه عام 2003م لم يكن معروفًا قبل عام 1999م، ويقول أهالي المدينة: إنه يعود لقبر امرأة تسكن في المنطقة التي كانت نائيةً عن وسط المدينة سابقًا، بينما يذهب آخرون إلى أنه قبر كلب لرجلٍ يدعى أبو صادق.

واعتبر مقام السيدة سكينة مزارًا للطائفة الشيعية في دمشق عقب إنشائه، وشهد أواخر العام 2011م معارك واسعة في محيطه بين قوات الأسد والجيش الحر، انتهت بسيطرة فصائل المدينة عليه في آذار 2015م، قبل أن يسيطر النظام السوري على المدينة بشكل كامل في آب الماضي، ويعود البناء المدمّر لاستقبال قادة ميليشيات ومعمّمين من إيران والعراق([47]).

يقول محسن الأمين العاملي: “المعروف لدى المؤرخين أن سكينة بنت الحسين (عليه السلام) لم تتوفَّ في مصر، بل إنها توفيت في المدينة، وقيل: إنها توفيت بمكة. فقال ابن سعد: توفيت بالمدينة وعلى المدينة خالد بن عبد الله بن الحارث بن الحكم، وأما غير ابن سعد فيقول: إنها توفيت بمكة، وفي (شذرات الذهب): توفيت بالمدينة، والعامة تزعم أنها بمكة في طريق العمرة، وفي (مرآة الزمان): توفيت سكينة بالمدينة الشريفة، هكذا ذكر موتها بالمدينة في كل تاريخ وقفت عليه، خلاف ما يقوله العامة من أنها مدفونة خارج مكة في القبة التي في الزاهر في طريق العمرة، أما القبر المنسوب إليها بدمشق في مقبرة الباب الصغير فهو غير صحيح لإجماع أهل التواريخ على أنها دفنت بالمدينة“([48]).

ثانيًا: المشاهد المزعومة لآل البيت بمدينة حلب:

1- مشهد الحسين بمسجد النقطة:

مسجد النقطة ويعرف أيضا بـ “مشهد النقطة” وهو مسجد يقع في مدينة حلب على سفح جبل الجوشن. في هذا المسجد صخرة عليها نقطة دم، يزعم الشيعة أنها من دماء رأس الإمام الحسين رضي الله عنه، ويُعدّ هذا المسجد من الأماكن المقدسة عند الشيعة([49]).

تقول الروايات الشيعية: بأنه بعد انتهاء معركة الطف في أرض كربلاء أراد يزيد أن يُنشر خبر قتل الإمام الحسين رضي الله عنه؛ لذلك أمر ابن زياد بحمل الرؤوس والسبايا إلى الشام، وشهرهم في كل بلد.. فخرج موكب ابن زياد مع سبايا واقعة الطف، وقد سلكوا الطريق الآهل بالسكان، وهو طريق من الكوفة إلى الموصل، ثم إلى حلب فحماة فحمص فدمشق. فحين وصولهم إلى مدينة حلب نزلوا خارج المدينة على سفح جبل الجوشن، ووضعوا رأس الإمام الحسين على صخرة كانت هناك، فسقطت نقطة من دم الحسين على الصخرة. فكانت القطرة موضع اهتمام المسلمين فاحتفظوا بها أهل حلب([50]).

وتشير مصادر تاريخية إلى أن مسجد النقطة شيد لأول مرة في عهد سيف الدولة الحمداني سنة 351هـ، فاتخذ الصخرة التي فيها النقطة ضريحًا وشيد عليها قبة وبنى حولها مقامًا.

وانفجر المسجد بعد اتخاذه من قبل الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى مستودعًا للذخيرة، وبقي كذلك حتى عام 1958م، قبل أن تتبنى “المرجعية الشيعية العليا” إعادة بناء المسجد([51]).

ومسجد النقطة هو المركز الأساسي للشيعة في حلب، ويحج إليه الشيعة من إيران وغيرها بكثرة، وفيه توزّع الكتب والمنشورات الشيعية، وتقدم الوجبات الدسمة من الطعام، وفي سنة 1379هـ شكلت جمعية باسم جمعية الإعمار والإحسان الإسلامية الجعفرية، هدفها إعادة البناء وإضافة بعض المشاريع، وبدعم من المرجعية الدينية للشيعة تم إنجاز المشاريع التالية:

1- بناء معهد الإمام الحسين للدراسات الإسلامية.

2- بناء صحن آخر المشهد وبناء ميتم ومشغل.

3- موقف للسيارات القادمة لزيارة المشهد مع الخدمات.

4- بناء مستوصف ومشفى خيري([52]).

وباتفاق روايات الشيعة هذه المشهد لم يكن يوما مقرًّا لرأس الحسين أو جسده، وما هو إلا كذبة كبرى من كذبات الرافضة، ونزيد الأمر وضوحًا فنقول:

أ- من غير المنطقي أن يحمل رأس الحسين رضي الله عنه في طريق غير معتمد أصلًا في تلك الأيام، وهو الانتقال شمالًا ثم الانعطاف وفق زاوية قائمة غربًا، ثم يستريحون في حلب ثم يتجهون جنوبًا للوصول إلى دمشق ليضعوا رأس الحسين رضي الله عنه بين يدي يزيد بن معاوية؛ قاطعين طريقا يشكل ثلاث أضلاع مستطيل يعادل أربعة أمثال الطريق المعتمد تجاريًّا، وهو الطريق المباشر والمعتمد عبر بادية الشام.

ب- هل يعقل أن يبقى دم سيدنا الحسين مائعًا بعد عدة شهور قضوها على ظهور الدواب ليصلوا حلب ويستريحوا على صخرة ثم تنزف نقطة دم سيدنا الحسين على هذه الصخرة ليقيموا عليها مسجدًا سمي بمسجد النقطة؟!

ثم لماذا لم ينزف رأس الحسين رضي الله عنه إلا في حلب، بينما قطعوا مسافة تقدر بـ 2200 كم في عدة شهور، لم يحدثوننا عن قطرة واحدة نزفت من رأس سيدنا الحسين؟! بينما المفروض حسب أكذوبتهم أن تنزف على الأقل قطرة كل 10 كم مثلًا ليؤسّسوا في طريقهم إلى دمشق 220 مسجد نقطة!

ج- لقد عمَّم المحتلون من عصابات خامنئي هذه المؤامرة على كل مكان هامّ في أرض الشام ليضعوا فيها حجرًا فوق حجر ليسموه مزارًا أو مقاما، فيحيطونه بسياج ثم يبدؤون بقرع صدورهم حوله، وهذا ما أكده أحد شرفاء الشيعة اللبنانيين وهو الشيخ صبحي الطفيلي الذي كذّب كلَّ ادعاءات حزب الله وأسياده في قم وطهران، وفيديوات الشيخ صبحي الطفيلي منشورة على نطاق واسع ويمكن الاطلاع عليها([53]).

2- مشهد المحسن (مشهد السقط):

ورد ذكر مشهد “المحسن” في الروايات الشيعية فقط، وهو مقام بنيّ على جبل الجوشن أيضًا، على مقربة من “مسجد النقطة”، ويشير مؤرّخون سوريون إلى أنّ المقام هو في الأساس لشيخ يُدعى محسن، وهو أحد الأولياء الصالحين في معتقد بعض أهالي حلب، إذ يقع هذا المقام داخل مسجد سنّي تاريخي عريق مسمّى باسمه.

أما منتدى الرواية الشيعية فيقول: إن موضع المشهد احتوى سبايا آل البيت بعد موقعة الطف، وأسقطت زوجة الحسين جنينها هناك، وأسمته المحسن، كما يشير إلى أنّ سيف الدولة حفر بنفسه في المكان، ووجد حجرًا كتب عليه: “هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام”، وعندها بادر الأمير إلى إنشاء المقام.

ولم ترد معلومات عن حجّة إنشاء المقام سوى في بعض المقالات التي نشرت على مواقع “الدعوة الشيعية”، رغم أنّ المقام ليس مذكورًا ضمن الإرث العمراني أو الإنجازات المنسوبة للحمدانيين([54]).

أصل هذا المشهد وتاريخ ظهوره:

كان هذا المكان في الأصل عبارة عن دكّة خشبية، يجلس عليها سيف الدولة الحمداني ويشاهد سباق الخيل، وكان يقال لهذا المكان: مشهد الدكّة، ومشهد الطرح([55]).

وينقل الغزي في تاريخ يحيى بن أبي طي: “ظهر مشهد الدكة في سنة 351هـ؛ وسبب ظهوره هو أن سيف الدولة كان في إحدى مناظره التي بداره خارج المدينة، فرأى نورًا ينزل على مكان المشهد وتكرر ذلك، فركب بنفسه إلى ذلك المكان وحفره، فوجد حجرًا عليه كتابة: «هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب»، فجمع سيف الدولة العلويين وسألهم: هل كان للحسين ولد اسمه المحسن؟ فقال بعضهم: ما بلغنا ذلك، وإنما بلغنا أن فاطمة كانت حاملا فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: في بطنك محسن. فلما كان يوم البيعة، هجموا على بيتها لإخراج علي إلى البيعة فأجهضت، وقال بعضهم: إن سبي نساء الحسين لما مروا بهن على هذا المكان طرحت بعض نسائه هذا الولد”([56]).

بعدها قال سيف الدولة: “هذا الموضع قد أذن الله بإعماره، فأنا أعمره على اسم أهل البيت“، ثم أعطى أمرًا ليبنوا فوقه مرقدًا ومزارًا، وكتبوا عليه بالخط الكوفي: “عَمر هذا المكان المشهد المبارك؛ ابتغاءً لوجه الله وقربةً إليه، على اسم مولانا المحسن بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، الأميرُ الأجلّ سيف الدولة أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن حمدان سنة 351هـ”([57]).

ولا شك أن هذا ليس له مصدرًا تاريخيًّا يُعتمد عليه لا عند الشيعة ولا عند السنة، وإنما الأمر كما قال ابن العديم: “أن المولود المجهض سُمي المحسن بن الحسين، ولكن هذه التسمية ليس لها مصدر تاريخي، ولم تنسب المصادر التاريخية إلى الإمام الحسين وجود طفل اسمه المحسن”([58]).

ثالثًا: المساجد المنسوبة لآل البيت بمدينة حماة:

1- مسجد الحسنين:

يقع المسجد وسط مدينة حماة في حي الباشورة القريب من القلعة الأثرية، ويعتبر من مساجدها الأثرية الشهيرة، وسمي مسجد “الحسن” ثم “الحسن والحسين” وأخيرًا “الحسنين”، ويشير منتدى “الإمام الرضا” إلى أن المسجد اكتسب اسمه لأنه استضاف رأس الحسين بن علي خلال رحلته من كربلاء إلى دمشق.

هل مر رأس الحسين بمسجد الحسنين؟

جاء في المصادر الشيعية وبعض الروايات المحلية بحماة أن رأس الحسين رضي الله عنه قد مرّ بعدة مدن في طريقه من كربلاء إلى دمشق، ومنها مدينة حماة. وبناءً على هذه الرواية يُقال: إن جامع الحسنين في حماة سُمّي بهذا الاسم لأنه احتضن الرأس الشريف مؤقتًا، أو أن الموكب الذي حمل الرأس الشريف توقف فيه.

يقول محمد جمال باروت: “يرتبط مسجد الحسنين في مدينة حماة برواية محلية تقول: إن موكب رأس الحسين مرّ من المدينة، ووُضع الرأس في مكان المسجد الحالي. هذه الرواية لا سند تاريخيًّا قويًّا لها، لكنها متجذرة في الذاكرة المحلية”([59]).

وقد ورد نقش داخل المسجد يشير إلى ترميم ما سُمّي بـ “المشهد الشهير برأس الحسين” سنة 1033هـ/ 1623م على يد أحمد آغا المعروف بابن الشرابدار، مما يدل على اعتقاد محلي تقليدي بمرور الرأس الشريف من المدينة([60]).

وهكذا ارتبط المسجد برأس الحسين بناء على روايات محلية، لكن المؤرخين المعاصرين ومحققي الروايات التاريخية يُجمعون على غياب أي دليل تاريخي قطعي يثبت مرور الرأس الشريف بمدينة حماة، إذ إن مسار الموكب من الكوفة إلى دمشق لم يُذكر فيه حماة في المصادر المبكرة مثل البلاذري والطبري.

يقول الدكتور محمد سليم الجندي: “المرويات المتعلقة بمرور رأس الحسين من مدن الشام متعددة، وغالبها غير موثقة بسند تاريخي متصل، وإنما تعود إلى روايات محلية وأقوال ظهرت بعد قرون من الحدث”([61]).

والقول بمرور رأس الحسين بالشام من الكذب المختلق، قال شيخ الإسلام بن تيمية: “وَأَمَّا حَمْلُهُ إلَى الشَّامِ إلَى يَزِيدَ فَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ مُنْقَطِعَةٍ لَمْ يَثْبُتْ شَيْءٌ مِنْهَا، بَلْ فِي الرِّوَايَاتِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا مِنْ الْكَذِبِ الْمُخْتَلَقِ، فَإِنَّهُ يُذْكَرُ فِيهَا أَنَّ يَزِيدَ جَعَلَ يَنْكُتُ بِالْقَضِيبِ عَلَى ثَنَايَاهُ، وَأَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ حَضَرُوهُ -كَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَرْزَةَ- أَنْكَرَ ذَلِكَ، وَهَذَا تَلْبِيسٌ. فَإِنَّ الَّذِي جَعَلَ يَنْكُتُ بِالْقَضِيبِ إنَّمَا كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ؛ هَكَذَا فِي الصَّحِيحِ وَالْمَسَانِدِ. وَإِنَّمَا جَعَلُوا مَكَانَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ يَزِيدَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ لَا رَيْبَ أَنَّهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ وَحَمْلِ الرَّأْسِ إلَى بَيْنِ يَدَيْهِ. ثُمَّ إنَّ ابْنَ زِيَادٍ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ لِأَجْلِ ذَلِكَ، وَمِمَّا يُوَضِّحُ ذَلِكَ أَنَّ الصَّحَابَةَ الْمَذْكُورِينَ -كَأَنَس وَأَبِي بَرْزَةَ- لَمْ يَكُونُوا بِالشَّامِ، وَإِنَّمَا كَانُوا بِالْعِرَاقِ حِينَئِذٍ، وَإِنَّمَا الْكَذَّابُونَ جُهَّالٌ بِمَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى كَذِبِهِمْ”([62]).

إذًا فالقول بمرور رأس الحسين رضي الله عنه بمدينة حماة وارتباط ذلك بمسجد الحسنين هو من الروايات التراثية المحلية التي لا دليل قطعي عليها، لكنها تُمثل جزءًا من الذاكرة الدينية والاجتماعية لسكان المدينة، وقد يكون لها دور في تسمية المسجد والمشهد القائم فيه، دون أن ترقى إلى مستوى الحقيقة التاريخية الموثقة.

2- مقام زين العابدين:

زين العابدين هو: علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، ‌زين ‌العابدين، ثقة، ثبت، عابد فقيه، فاضل مشهور، قال الزهري: ما رأيت قرشيًا أفضل منه، مات سنة ثلاث وتسعين وكان قد ولد سنة ثلاث وثلاثين([63]).

قال ابن كثير: “وَكَانَ مَعَ أَبِيهِ بِكَرْبَلَاءَ، فَاسْتُبْقِيَ لِصِغَرِهِ، وَقِيلَ: لِمَرَضِهِ. فَإِنَّهُ كَانَ ابْنَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. وَقَدْ هَمَّ بِقَتْلِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، ثُمَّ صَرَفَهُ اللَّهُ عَنْهُ. وَأَشَارَ بَعْضُ الْفَجَرَةِ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِقَتْلِهِ أَيْضًا، فَمَنَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ، ثُمَّ كَانَ يَزِيدُ بَعْدَ ذَلِكَ يُكْرِمُهُ وَيُعَظِّمُهُ، وَيُجْلِسُهُ مَعَهُ، وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا وَهُوَ عِنْدَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ مُكَرَّمِينَ، وَكَانَ عَلِيٌّ بِالْمَدِينَةِ مُحْتَرَمًا مُعَظَّمًا”([64]).

وعلى المحور الشمالي من مدينة حماة يتربّع جبل زين العابدين، والذي اكتسب اسمه من مقام بني على سفحه، ونسب إلى زين العابدين علي بن الحسين، ويقصده مئات الزوار الشيعة سنويًّا.

تقول المراجع الشيعية عن المقام: إنه احتضن الإمام زين العابدين أثناء رحلته من كربلاء إلى دمشق، فقصده للعلاج من الربو ولأداء العبادات، منذ ذلك الوقت أضحى مقصدًا للأهالي يتباركون به([65]).

وتعود قصة بناء المقام -حسب المصادر الشيعية- إلى أحداث ما بعد معركة الطف (61هـ/ 680م)، حين اقتيدت عائلة الإمام الحسين أسرى وسبايا إلى الشام مرورًا بحلب، ثم حين وصلت القافلة إلى حماة صعد الإمام زين العابدين إلى الجبل وصلى وأقام فيه أيامًا، وكان في عمر العشرينات، لكن مرضه منعه من الاشتراك في المعركة، وقيل: إن صعوده كان لإصابته بمرض الربو وحاجته لهواء عليل، فيما تحدثت مصادر أخرى عن إصابته بمرض في الكبد، وتم تشييد المقام في عهد المماليك أواخر القرن الخامس عشر بعد كرامة مروية عن المكان، ويزوره كثيرون طلبًا للتبرك من مختلف الأديان والدول، خاصةً وأنه يقع وسط منطقة متنوعة تضم مسلمين من مذاهب متعددة ومسيحيين وغيرهم([66]).

وعلى هذا وحسب مصادرهم فإن المسجد بُني في العصر المملوكي، بأمر من السلطان قايتباي، فليس له أي صلة بالإمام زين العابدين رضي الله عنه، إنما هو فقط حسب روايتهم مر به، وأما وفاته رضي الله عنه فكانت بالمدينة، ودُفن بها.

قال الذهبي: “كَانَ لَهُ جَلاَلَةٌ عجِيْبَةٌ، وَحُقَّ لَهُ وَاللهِ ذَلِكَ، فَقَدْ كَانَ أَهْلًا لِلإِمَامَةِ العُظْمَى؛ لِشَرَفِهِ، وَسُؤْدَدِهِ، وَعِلْمِهِ، وَتَأَلُّهِهِ، وَكَمَالِ عَقْلِهِ. وَقَالَ يَحْيَى أَخُو مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ: مَاتَ فِي رَابِعَ عَشَرَ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ لَيْلَةَ الثُّلاَثَاءِ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَشَبَابٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ، وَقَالَ مَعْنُ بنُ عِيْسَى: سَنَةَ ثَلاَثٍ، وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ، وَالأَوَّلُ الصَّحِيْحُ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: عَاشَ أبي ثَمَانِيًا وَخَمْسِيْنَ سَنَةً. قُلْتُ: قَبْرُهُ بِالبَقِيْعِ، وَلاَ بَقِيَّةَ لِلْحُسَيْنِ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ ابْنِهِ زَيْنِ العَابِدِيْنَ”([67]).

الخاتمة:

من خلال الدراسة السابقة لأهم المقامات والمشاهد المنسوبة لآل البيت في بلاد الشام يظهر أن هذه المقامات كذب مختلق، فبعضها لم يمر أصحابها ببلاد الشام أصلًا كمقام الحسين رضي الله عنه، وبعضها بُني بعد مئات السنين من موت صاحبه كمقام نفيسة بنت الحسين، وبعضها بُني بزعم أن نقطة من دم رأس الحسين سقطت في هذا المكان كمسجد النقطة، وبعضها لم يُولد أصحابها أصلًا كمسجد المحسن أو السقط، وبعضها لم يدفن أصحابها أصلًا بالشام باتفاق السنة والشيعة كزين العابدين بن الحسين رضي الله عنهم أجمعين.

وإنما كانت هذه القبور والمقامات مطية للتدخل الإيراني في سوريا على مر العصور، حيث اعتبرتها إيران إرثًا شيعيًّا خالصًا، وجعلت منها مطيّة وحجّة مذهبية أمام الميليشيات الشيعية للتدخل العسكري إلى جانب النظام السوري أيام الأسد وأبنائه.

هذا والحمد الله رب العالمين

وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) انظر مقال: بعث القبورية والإستراتيجيات السياسية، د. محمد السعيدي، جريدة الوطن السعودية عدد السبت 21 مايو 2022م – 20 شوال 1443هـ.

([2]) ينظر الرابط:

https://www.enabbaladi.net/109517/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A2%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D9%85%D8%B7%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%91%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

([3]) مجموع الفتاوي (27/ 482).

([4]) مجموع الفتاوي (27/ 483).

([5]) انظر: مواقف المعارضة في خلافة يزيد بن معاوية، محمد بن عبد الهادي الشيباني (ص: 387).

([6]) المحاسن والمساوئ (ص: 28).

([7]) البداية والنهاية (11/ 581).

([8]) الدارس في تاريخ المدارس (2/ 330).

([9]) انظر: البداية والنهاية (11/ 581)، تاريخ دمشق -تراجم النساء لابن عساكر (ص: 101).

([10]) سير أعلام النبلاء (3/ 319).

([11]) تمام المنون شرح رسالة ابن زيدون (ص: 205).

([12]) تاريخ دمشق – تراجم النساء لابن عساكر (ص: 101).

([13]) ينظر: مواقف المعارضة في عهد يزيد (ص: 394).

([14]) الثقات (9/ 74).

([15]) ميزان الاعتدال (4/ 151).

([16]) تراجم النساء، لابن عساكر (ص: 102).

([17]) سير أعلام النبلاء (3/ 316).

([18]) انظر: أنساب الأشراف (2/ 189).

([19]) انظر: أنساب الأشراف (2/ 189)، والطبقات لابن سعد (3/ 17).

([20]) تاريخ دمشق (2/ 309).

([21]) ينظر: زينب الكبرى السيدة المظلومة، حافظ أسدرم (ص: 602).

([22]) ينظر: زينب الكبرى السيدة المظلومة، حافظ أسدرم (ص: 603).

([23]) انظر: تذكرة بالإخبار عن اتفاقات الأسفار، المشهور برحلة ابن جبير (ص: 210).

([24]) أعيان العصر وأعوان النصر (2/ 60).

([25]) مخطوط عرف الزرنب [ق69/ أ]، نقلًا عن زينب الكبرى السيدة المظلومة (ص: 611).

([26]) مخطوط عرف الزرنب [ق71/ أ]، نقلًا عن زينب الكبرى السيدة المظلومة (ص: 611).

([27]) من وحي الثورة الحسينية (ص: 130).

([28]) السيدة زينب عالمة غير معلمة (ص: 47).

([29]) زينب الكبرى السيدة المظلومة (ص: 620).

([30]) قرة العيون في أخبار باب جيرون (ص: 16).

([31]) مع بطلة كربلاء (ص: 81).

([32]) مجمع مصائب أهل البيت (3/ 329).

([33]) انظر: مصابيح الجنان (ص: 476).

([34]) الكامل في التاريخ (4/ 84).

([35]) تاريخ الطبري (6/ 264).

([36]) انظر: القول الصريح عن حقيقة الضريح، لمحمد المراكبي (ص: 57)، وجريدة القاهرة 27/ 8/ 2004م.

([37]) ينظر الرابط:

https://alsufi.net/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8%D8%A9/%D8%AA%D8%B5%D9%81%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/122-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%AF-%D8%A3%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9/373-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9-%D8%A3%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D9%88%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D9%8B%D8%A7-%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D9%85%D9%8B%D8%A7

([38]) ينظر الرابط:

https://islamqa.info/ar/answers/260892/%D9%84%D8%A7-%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D9%84%D8%AF%D9%81%D9%86-%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A8-%D8%A8%D9%86%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%B1%D8%B6%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%86%D9%87%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%A7%D9%88-%D9%85%D8%B5%D8%B1

([39]) تاريخ دمشق (69/ 177).

([40]) الكامل في التاريخ (3/ 190).

([41]) ينظر الرابط:

https://www.enabbaladi.net/109517/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A2%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D9%85%D8%B7%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%91%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7/

([42]) صفة الصفوة (1/ 762).

([43]) سير أعلام النبلاء (3/ 321).

([44]) تهذيب الأسماء واللغات (1/ 163).

([45]) الصحيح من مقتل سيد الشهداء (ص: 175).

([46]) منهم: الكاتب البغدادي (ت 332هـ) في تاريخ الأئمة (ص: 18)، والإسكافي (ت 336هـ) في منتخب الأنوار في تاريخ الأئمة (ص: 65)، والخصيبي (ت 358هـ) في الهداية الكبرى (ص: 202)، والمفيد (ت 413هـ) في الإرشاد (2/ 135)، والمازندراني الطبري (القرن الخامس) في دلائل الإمامة (ص: 181)، وابن شهرآسوب (ت 588هـ) في المناقب (4/ 77)، والبحراني (ت 1130هـ) في العوالم (ص: 637)، والجلالي في تاريخ أهل البيت (ص: 102). وينظر: تاريخ أهل البيت من رواية كبار المحدثين والمؤرخين، مؤسسة آل البيت (ص: 102).

([47]) انظر: مقال: مقامات آل البيت.. مطيّة التدخّل الإيراني في سوريا، عبادة كوجان.

([48]) أعيان الشيعة (3/ 492).

([49]) انظر: حسن نصر الله، صفحات من تاريخ الشيعة في حلب، مجلة: الثقافة الإسلامية (ص: 171)، نسخة محفوظة 15 ديسمبر 2019م على موقع واي باك مشين.

([50]) انظر: العاملي، السید حسین یوسف مکي، تاریخ مشهد الإمام الحسین (علیه السلام) في حلب، مجلة: الموسم، السنة 1413هـ (ص: 126-128)، نسخة محفوظة 14 أبريل 2020م على موقع واي باك مشين.

([51]) ينظر الرابط:

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A9

([52]) انظر: حقائق مؤلمة عن نشر دين الشيعة في سوريا (ص: 275).

([53]) انظر: مقال بعنوان: “الكذبة الكبرى.. مسجد النقطة في حلب”، هشام نجار.

https://www.asharqalarabi.org.uk/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B0%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89–%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A9-%D9%8A-%D8%AD%D9%84%D8%A8_ad-id!512243.ks

([54]) ينظر الرابط:

https://www.enabbaladi.net/168880/%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AA/

([55]) ينظر: نهر الذهب، للحلبي الغزي (2/ 210).

([56]) نهر الذهب، للحلبي الغزي (2/ 210).

([57]) ينظر: نهر الذهب، للحلبي الغزي (2/ 210).

([58]) بغية الطلب (1/ 411).

([59]) التاريخ الاجتماعي لمدينة حماة، مركز دراسات الوحدة العربية (ص: 117).

([60]) الموسوعة الأثرية السورية، مادة: جامع الحسنين – حماة، الموسوعة العربية، دمشق:

https://mail.arab-ency.com.sy/archeology/details/170016

([61]) رأس الحسين: دراسة في التاريخ والتوثيق، دمشق: دار الوثائق العربية، 2008م (ص: 89).

([62]) مجموع الفتاوى (4/ 508).

([63]) انظر: التهذيب (7/ 304)، التقريب (2/ 35).

([64]) البداية والنهاية (12/ 480).

([65]) انظر: مقال: مقامات آل البيت مطية التدخل الإيراني في سوريا.

([66]) ينظر الرابط:

https://964media.com/481564/

([67]) سير أعلام النبلاء (4/ 400).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديد سلف

مشاهد وقباب آل البيت في بلاد الشام .. بين الحقيقة والخرافة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: الناظر في تاريخ بناء المشاهد والقباب في العالم الإسلامي يدرك منذ اللحظة الأولى أنّ الذي ساعد على نشر هذه البدعة السياسيون من أتباع المذاهب الباطنية التي تزعم الانتساب للتشيع لآل البيت، فالقرامطة والبويهيون والحمدانيون أول من بدأ ببناء الأضرحة كمزارات مقدّسة كالضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب؛ […]

المنهج العلموي في العلوم التجريبية… تقويم ونقاش

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: شهد التاريخ الإسلامي ازدهارًا غير مسبوق في مجال العلوم التجريبية خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية، حيث لم يكن العلم مفصولًا عن الدين، بل كان الاستكشاف العقلي للظواهر الطبيعية يُعدّ جزءًا من عبادة الله والتأمل في خلقه. فقد أسّس الحسن بن الهيثم منهجًا تجريبيًّا في دراسة الضوء والرؤية، […]

صيانة الشريعة لحق الحياة وحقوق القتلى “ودفع إشكال حول حديث قاتل المئة”

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنّ أهلَ الأهواء حين لا يجدون إشكالًا حقيقيًّا أو تناقضًا -كما قد يُتوهَّم- أقاموا سوق الأَشْكَلة، وافترضوا هم إشكالا هشًّا أو مُتخيَّلًا، ونحن نهتبل فرصة ورود هذا الإشكال لنقرر فيه ولنثبت ونبرز تلك الصفحة البيضاء لصون الدماء ورعاية حقّ الحياة وحقوق القتلى، سدًّا لأبواب الغواية والإضلال المشرَعَة، وإن […]

ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: جريا على نهج مركز سلف للبحوث والدراسات في تعميق البحث في أصول المعتقدات وفروعها حررنا هذه الورقة العلمية في موضوع “ولاية الفقيه الشيعية.. أصولها العقدية، ومناقضتها للوحي والنبوة“، قصدنا فيها إلى الكشف عن أصولها العقدية داخل المذهب، وحقيقة شكلها السياسي من خلال القراءة الخمينية، معتمدين على تراث الخميني […]

مصطلح أهل السنة والجماعة.. دلالته وتاريخه

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة  مقدمة: مصطلح “أهل السنة والجماعة” من المصطلحات الكبرى التي حظِيت بعنايةِ العلماء عبر العصور؛ نظرًا لأهميته في تحديد منهج أهل الحق الذين ساروا على طريق النبي ﷺ وأصحابه، وابتعدوا عن الأهواء والبدع، ويُعدّ هذا المصطلح من أوسع المصطلحات التي استُخدمت في التاريخ الإسلامي، حيث لم يكن مجردَ توصيف عام، […]

نزعة الشّكّ في العقيدة .. بين النّقد والهدم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: إنَّ العقيدة هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الإيمان، وهي أصل العلوم وأشرفها، إذ تتعلق بالله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، وبالإيمان برسله وكتبه، وباليوم الآخر وما أعدَّ الله فيه من ثواب وعقاب. فهي من الثوابت الراسخة التي لا تقبل الجدل ولا المساومة، إذ بها تتحقق الغاية العظمى من […]

السلفية في المغرب.. أصول ومعالم (من خلال مجلة “دعوة الحق” المغربية)

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مدخل: مجلة “دعوة الحق” مجلة شهرية مغربية، تعنى بالدراسات الإسلامية وبشؤون الثقافة والفكر، أسست سنة 1957م، من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي مجلة رافقت بناء الدولة المغربية بعد الاستقلال، واجتمعت فيها أقلام مختلفة التخصصات، من المشرق والمغرب، وكانت “الحركة السلفية” و”العقيدة السلفية” و”المنهج السلفي” جزءا مهمًّا من مضامين […]

قطعية تحريم الخمر في الإسلام

شبهة حول تحريم الخمر: لم يزل سُكْرُ الفكرة بأحدهم حتى ادَّعى عدمَ وجود دليل قاطع على حرمة الخمر، وتلمَّس لقوله مستساغًا في ظلمة من الباطل بعد أن عميت عليه الأنباء، فقال: إن الخمر غير محرم بنص القرآن؛ لأن القرآن لم يذكره في المحرمات في قوله تعلاى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ […]

السَّلَف والحجاج العَقلِيّ .. الإمام الدارمي أنموذجًا

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: من الحقائق العلمية التي تجلَّت مع قيام النهضة العلمية لأئمة السلف في القرنين الثاني والثالث وما بعدها تكامل المنهج العلمي والمعرفي في الدين الإسلامي؛ فالإسلام دينٌ متكاملٌ في مبانيه ومعانيه ومعارفه ومصادره؛ وهو قائم على التكامل بين المصادر المعرفية وما تنتجه من علوم، سواء الغيبيات والماورائيات أو الحسيات […]

ذلك ومن يعظم شعائر الله .. إطلالة على تعظيم السلف لشعائر الحج

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة المقدمة: لا جرم أن الحج مدرسة من أعظم المدارس أثرا على المرء المسلم وعلى حياته كلها، سواء في الفكر أو السلوك أو العبادات، وسواء في أعمال القلوب أو أعمال الجوارح؛ فإن الحاج في هذه الأيام المعدودات لو حجَّ كما أراد الله وعرف مقاصد الحج من تعظيم الله وتعظيم شعائره […]

‏‏ترجمة الشيخ الداعية سعد بن عبد الله بن ناصر البريك رحمه الله

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة اسمه ونسبه: هو الشيخ سعد بن عبد الله بن ناصر البريك. مولده: ولد الشيخ رحمه الله في مدينة الرياض يوم الاثنين الرابع عشر من شهر رمضان عام واحد وثمانين وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية 14/ 9/ 1381هـ الموافق 19 فبراير 1962م. نشأته العلمية: نشأ رحمه الله نشأته الأولى في مدينة […]

تسييس الحج

  منذ أن رفعَ إبراهيمُ عليه السلام القواعدَ من البيت وإسماعيلُ وأفئدة الناس تهوي إليه، وقد جعله الله مثابةً للناس وأمنا، أي: مصيرًا يرجعون إليه، ويأمنون فيه، فعظَّمه الناسُ، وعظَّموا من عظَّمه وأقام بجواره، وظل المشركون يعتبرون القائمين على الحرم من خيارهم، فيضعون عندهم سيوفهم، ولا يطلب أحد منهم ثأره فيهم ولا عندهم ولو كان […]

البدع العقدية والعملية حول الكعبة المشرفة ..تحليل عقائدي وتاريخي

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة تُعدُّ الكعبةُ المشرّفة أقدسَ بقاع الأرض، ومهوى أفئدة المسلمين، حيث ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعقيدة التوحيد منذ أن رفع قواعدها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، تحقيقًا لأمر الله، وإقامةً للعبادة الخالصة. وقد حظيت بمكانةٍ عظيمة في الإسلام، حيث جعلها الله قبلةً للمسلمين، فتتوجه إليها وجوههم في الصلاة، […]

الصد عن أبواب الرؤوف الرحيم

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة مقدمة: من أهمّ خصائص الدين الإسلامي أنه يؤسّس أقوم علاقة بين الإنسان وبين إلهه وخالقه سبحانه وتعالى، وإبعاد كلّ ما يشوب هذه العلاقة من المنغّصات والمكدرات والخوادش؛ حيث تقوم هذه العلاقة على التوحيد والإيمان والتكامل بين المحبة والخوف والرجاء؛ ولا علاقة أرقى ولا أشرف ولا أسعد للإنسان منها ولا […]

إطلاقات أئمة الدعوة.. قراءة تأصيلية

للتحميل كملف PDF اضغط على الأيقونة   مقدمة: يقتضي البحث العلمي الرصين -لا سيما في مسائل الدين والعقيدة- إعمالَ أدوات منهجية دقيقة، تمنع التسرع في إطلاق الأحكام، وتُجنّب الباحثَ الوقوعَ في الخلط بين المواقف والعبارات، خاصة حين تكون صادرة عن أئمة مجدِّدين لهم أثر في الواقع العلمي والدعوي. ومن أبرز تلك الأدوات المنهجية: فهم الإطلاق […]

تغاريد سلف

جميع الحقوق محفوظة لمركز سلف للبحوث والدراسات © 2017